الكنز في القراءات العشر - ج ٢

عبدالله بن عبدالمؤمن الواسطي

الكنز في القراءات العشر - ج ٢

المؤلف:

عبدالله بن عبدالمؤمن الواسطي


المحقق: الدكتور خالد أحمد المشهداني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-152-4
الصفحات: ٣٩٧
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

٣
٤

الاصل العاشر

فى الاستعاذة والبسملة

والتهليل والتكبير

٥
٦

باب الاستعاذة (١)

اعلم أنّ الاستعاذة مندوب إليها عند التلاوة ، لأنها استجارة بالله وامتناع من همزات الشياطين بدليل قوله تعالى : (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشّيطان الرّجيم) (النحل / ٩٨). ومحلّها قبل القراءة (٢) في أوائل السّور كان ذلك أو رءوس الأجزاء.

وروى ابن قالوقاء (٣) عن حمزة الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة (٤) ، وبه قال أبو حاتم (٥) وليس بشيء لقوله تعالى : (إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) (المائدة / ٦) / ١١٨ ظ /. ومعلوم أنّ الغسل قبل القيام.

ويجهر بالاستعاذة إن جهر بالقراءة إلّا في صلاة.

وروي عن نافع إخفاء التّعوّذ فيما حكاه [أبو محمد البغدادي] والشّهرزوريّ وكذا (٦) عن حمزة في ما حكاه أبو محمد البغداديّ (٧).

ولفظه المشهور المختار (٨) : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى في سورة النحل : (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشّيطان الرّجيم) (٩٨) ولما

__________________

(١) ينظر في باب الاستعاذة : التيسير / ١٦ ، وتفسير ابن كثير ١ / ٢٥ ، والنشر ١ / ٢٤٣ ، والإتحاف / ١٩ ، وغيث النفع / ٢٠.

(٢) س : التلاوة.

(٣) هو عبد الرحمن بن قلوقا ، ويقال أقلوقا ، مقرئ كوفي (ينظر : غاية النهاية ١ / ٣٧٦).

(٤) ينظر : النشر ١ / ٢٥٥ ، والإتحاف / ١٩.

(٥) هو سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد إمام البصرة في النحو والقراءة واللغة وهو أول من ألّف في القراءات على ما قاله ابن الجزري (ينظر : غاية النهاية ١ / ٣٢٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٦٠٦)

(٦) ساقطة من س.

(٧) (في ما حكاه أبو محمد البغدادي) ساقطة من س ، وينظر : جمال القراء ٢ / ٤٨٢ ، والنشر ٢ / ٢٥٢.

(٨) ينظر تفصيل هذا في : التفسير الكبير للرازي ١ / ٦١ ، وجمال القراء ٢ / ٤٨٢.

٧

روى عاصم عن زرّ عن ابن مسعود رضي الله عنه (١) قال : قرأت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعوذ بالله السميع العليم فقال : قل أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ، فإني هكذا أقرأني جبريل (٢).

وروى نافع (٣) عن جبير بن مطعم (٤) عن أبيه (٥) قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ويقول : كذلك قرأت على جبريل فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم.

فإن زيد على هذا اللفظ شيء من صفات الله تعالى على سبيل التعظيم والتّنزيه كالسّميع والعليم والعظيم جاز ذلك ، لما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول مرّة : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ومرة : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، وروى عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم (٦).

وقد جاء عن القرّاء في ذلك ألفاظ قرأت بها من طريق الكامل وببعضها من

__________________

(١) (رضي الله عنه) ليست في س.

(٢) ينظر : مسند الإمام أحمد ٦ / ٣٩٤ ، وتنزيه الشريعة ١ / ٣٠٩.

(٣) هو التابعيّ المدنيّ ثم المكيّ أبو محمد نافع بن جبير بن مطعم بن عديّ من أفاضل قريش توفي في زمن ولاية سليمان بن عبد الملك (ينظر : المعارف / ٢٨٥ ، ومشاهير علماء الأمصار / ٧٨ ، ٨٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٢١).

(٤) هو الصحابيّ الجليل أبو محمد جبير بن مطعم بن عديّ ، من سادة مسلمي الفتح ، روى عنه الحديث ابنه نافع ت ٥٩ ه‍ وقيل : ٧٣ ه‍ (ينظر : المعارف / ٢٨٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٤٦ ، أسد الغابة ١١ / ٣٢٣).

(٥) هو مطعم بن عديّ بن عبد مناف ، كان أحد الذين ساهموا في نقض الصّحيفة في شعب بني هاشم. لم يثبت مؤرّخو الصحابة الكرام إسلامه وعليه فلا رواية له للحديث النبوي الشريف كما ورد هنا ، ولعلّ هذا سبق قلم من الناسخ ، يؤيدنا أن نافع بن جبير روى عن أبيه الحديث بينما لم تثبت رواية الصحابي جبير الحديث عن أبيه الذي مات قبل يوم بدر على غير الإسلام فكيف تصحّ عبارة المؤلّف : (روى نافع عن جبير بن مطعم عن أبيه)؟ (ينظر : السيرة النبوية لابن هشام ١ / ١٦٠ ، ٢٧٩ ، ٣٩٨ ، ٤٠٦ ، المعارف / ١٥١ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩٧).

(٦) ينظر : سنن البيهقي ٢ / ٣٤ ، فتح الباري ٨ / ٤٧٨ ، نصب الراية / ٣٢١.

٨

طريق المصباح والمبهج ، فروى عن حمزة ثلاثة ألفاظ : [استعدت بالله من الشيطان الرّجيم ، وأستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم ، ونستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم]. وروي عنه من طريق ابن عطيّة (١) وعن المدنيّين وابن عامر والكسائيّ وخلف في اختياره : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم إنّ الله هو السميع العليم.

وروي عن عاصم وورش والمسيّبيّ كلاهما عن نافع / ١١٩ ظ / والبصريين : أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم.

وروي عن الزّينبيّ عن ابن كثير : أعوذ بالله العظيم إنّ الله هو السّميع العليم ، وعن بقية أصحاب ابن كثير : أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرّجيم.

وروى ابن عديّ عن ورش وهبيرة (٢) عن حفص : أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرّجيم.

ونقل الدانيّ في كتاب إيجاز البيان التّعوذ لأصحاب نافع على ثلاثة أوجه.

الأول : الوجه المشهور.

الثاني : الوجه الذي رواه أصحاب ابن كثير سوى الزّينبيّ.

الثالث : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرّجيم ، وهو أحد الوجوه التي رويت عن أنس رضي الله عنه.

__________________

(١) هو أبو محمد عبد الله بن عطيّة بن عبد الله بن حبيب ، المقرئ الدمشقي ت ٣٨٣ ه‍. (ينظر : مرآة الزمان في تاريخ الأعيان / ٢٤٦ ، وغاية النهاية ١ / ٤٣٣ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٨٢).

(٢) هو أبو عمر هبيرة بن محمد التّمّار الأبرش ، المقرئ البغداديّ (ينظر : غاية النهاية ٢ / ٣٥٣)

٩

باب البسملة (١)

قرأ حمزة وخلف ويعقوب واليزيديّ وابن عامر من طريق المصريين ، والأزرق عن ورش / ١٢٠ و/ بترك التسمية (٢) بين كلّ سورتين ، غير أنّ الصقليّ نقل عن شيخه عبد الباقي (٣) عن أصحاب ابن هلال (٤) عن الأزرق التسمية.

وقال الدانيّ في كتاب إيجاز البيان : وقد خالف الجماعة من المصريين أبو غانم المظفّر بن أحمد بن حمدان (٥) المقرئ في ما حدّثني فارس بن أحمد المقرئ عن عمر بن محمد (٦) المقرئ عنه ، فكان يأخذ بالبسملة بين السّور اختيارا منه واستحسانا وتابعه على ذلك ممّن أخذ عنه من أصحابه محمد بن أحمد بن عليّ الأذفويّ (٧) وغيره ، فكانوا يأخذون به أيضا. وسائر المصريين المتحققين برواية ورش على خلاف ذلك ، والنّصّ عنه في الوجهين جميعا معدوم.

واختلفوا في وصل السّورة بالسورة والفصل بين السورتين بالسّكت.

فكان حمزة يصل السورة بالسورة قولا واحدا (٨) ، والباقون يسكتون بين

__________________

(١) ينظر هذا الباب في : التيسير / ١٧ ، جمال القراءة ٢ / ٤٨٣ ، إبراز المعاني / ٥١ ، تفسير ابن كثير ١ / ٣٠ ، والنشر ١ / ٢٥٩ ، وغيث النفع / ٢٢.

(٢) س : البسملة.

(٣) هو أبو الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد الحمصيّ مقرئ ونحوي مصري ت ٤٥٠ ه‍. (ينظر : معرفة القراء ١ / ٣٤١ ، وغاية النهاية ١ / ٣٥٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢١٠).

(٤) هو أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال الأزدي ، مقرئ مصري ت ٣١٠ ه‍. (ينظر : معرفة القراء / ١ / ٢١٨ ، وغاية النهاية ١ / ٧٤).

(٥) مقرئ مصري ألف كتابا في اختلاف السبعة ت ٣٣٣ ه‍ (ينظر : غاية النهاية ٢ / ٣٠١).

(٦) هو أبو حفص عمر بن محمد بن عرّاك الحضرميّ ، مقرئ مصري ت ٣٨٨ ه‍ (ينظر : غاية النهاية ١ / ٥٩٧ ، وشذرات الذهب ١ / ١٢٩).

(٧) هو أبو بكر محمد بن عليّ بن أحمد بن محمد الأذفوي ، مقرئ ومفسّر ونحوي مصري له تفسير (الاستغناء في علوم القرآن) ت ٣٨٨ ه‍ (ينظر : غاية النهاية ٢ / ١٩٨).

(٨) ينظر : الإرشاد / ١٩٩.

١٠

السّورتين / ١٢٠ ظ / سكتة يسيرة تؤذن (١) بانقضاء الأولى. هذا هو المشهور عنهم والمختار ، ولهم الوصل أيضا.

واختار بعض أهل الأداء السكت لحمزة والبسملة لغيره في أوائل أربع سور وهنّ : القيامة والمطففون (٢) والبلد والهمزة.

واتّفق الجماعة كلّهم على إثباتها في أوّل فاتحة الكتاب مطلقا وفي أوّل كلّ سورة ابتدئ بها ، وعلى حذفها من أوّل التوبة (٣) سواء ابتدئ بها أم وصلت بما قبلها ، فالقارئ مخيّر في أوّل كلّ جزء ابتدأه بين البسملة (٤) وتركها. والأظهر أنّ المراد بالجزء هنا البعض لا المصطلح عليه ، فيبسمل في أول كلّ بعض ابتدأه معهودا كان أو غير معهود.

واعلم أنّ الوقف على البسملة إذا وصلت بآخر السورة غير جائز [والله أعلم].

__________________

(١) س : يؤذنون.

(٢) س : والمطففين.

(٣) ينظر : الإرشاد / ٢٠٠.

(٤) س : التسمية.

١١

باب التكبير عن ابن كثير (١)

اعلم أنّ ابن كثير انفرد بمذهب اختصّ به دون الجماعة / ١٢١ و/ وهو التكبير قبل البسملة في أوائل سور مخصوصة من آخر القرآن المجيد على خلاف بين أصحابه في محلّ ابتدائه وما ينتهي إليه واختصار لفظه والزيادة عليه.

فروى البزيّ عنه التكبير من أوّل سورة والضحى إلى آخر سورة النّاس ، ولفظه الله أكبر. ونقله الدانيّ عن البزيّ (٢) من أوّل سورة الشّرح ، ولم ينسب الدانيّ التكبير إلى غيره من أصحاب ابن كثير.

وروى قنبل وهبة الله عن أبي ربيعة عن البزيّ التكبير من أول سورة الشرح ولفظه : لا إله إلّا الله والله أكبر.

ورواه بكّار عن قنبل في آخر سورة الناس ، وإذا كبّر هناك قرأ الفاتحة وخمس آيات من سورة البقرة وآخرها (وأولئك هم المفلحون) (٦) ، وكذلك البزيّ في ما نقله الدانيّ.

__________________

(١) ينظر : التيسير / ٢٢٦ ، الإرشاد / ٦٣٩ ، والإقناع ٢ / ٨١٦ ، والنشر ٢ / ٤٠٥.

(٢) مكان (عن البزي) في س : عنه.

١٢

فصل (١)

ويجوز فيه باعتبار وصله وفصله سبعة أوجه :

أولها : أن يوقف على السّورة ثم يبتدأ به موصولا بالتسمية (٢) / ١٢١ ظ / وتوصل التسمية (٣) بالسورة التي بعدها ، واختاره جماعة منهم أبو العزّ وابن شيطا (٤) وأبو العلاء [وأبو الطاهر إسماعيل] ونقله أبو معشر (٥) والدانيّ عنه.

وأمّا الثاني فهو أن يوصل بالسورة ويوقف (٦) عليه ثم يبتدأ (٧) بالبسملة موصولة بما بعدها ، وهو اختيار طاهر بن غلبون [وأبي معشر] وأحد اختياري الدانيّ (٨).

وأمّا الثالث فهو أن يوصل بالسورة والبسملة وتوصل البسملة بما بعدها وهو اختيار الصّقليّ وأحد اختياري الدانيّ ، ونقله أبو محمد عن البزيّ من طريق الخزاعيّ (٩).

وأما الرابع فهو أن يوصل بالسورة ثم يوقف عليه ثم على البسملة ويبتدأ بما بعدها ، نقله أبو معشر (١٠).

__________________

(١) ينظر هذا الفصل في : التيسير / ٢٢٦ ، والإقناع ٢ / ٨١٦ ، وسراج القارئ / ٣٩٥.

(٢) س : بالبسملة.

(٣) س : بالبسملة.

(٤) الأصل : سيطا ، وما أثبتناه من س.

(٥) هو عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمد الطّبري القطّان الشافعي شيخ مكة ومقرئها ومؤلف (التلخيص في القراءات الثمان) وغيره ت ٤٧٨ ه‍ (ينظر / سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٨٨ ، وغاية النهاية ١ / ٤٠١).

(٦) س : ويقف.

(٧) س : يبتدئ.

(٨) ينظر : التيسير / ٢٢٦ ، والنشر ٢ / ٤٣٢.

(٩) هو المقرئ المكي أبو محمد إسحاق بن أحمد بن إسحاق ت ٣٠٨ ه‍. (ينظر : معرفة القراء ١ / ١٨٤ ، وغاية النهاية ١ / ١٥٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٨٩).

(١٠) ينظر : النشر ٢ / ٤٣٤.

١٣

وأما الخامس فهو أن يوقف على السورة ثم عليه ويبتدأ بالبسملة موصولة بما بعدها ، وهو اختيار أبي معشر وطاهر بن غلبون (١).

وأما السادس فهو أن يوقف على السورة ويبتدأ / ١٢٢ و/ به موصولا بالبسملة ثم يوقف عليها ويبتدأ بما بعدها (٢).

وأما السابع فهو أن يوقف على كلّ واحد من السورة والتكبير والبسملة (٣) ولا يجوز الوقف على البسملة بعد وصلها به وقد وصل بالسورة ، [قال شريح بن محمد الإشبيليّ في الكافي : ولا سبيل إلى وصل آخر السورة بالتكبير والبسملة ثم يقف على البسملة لأنها موضوعة في أوائل السور لا في أواخرها ، انتهى كلامه].

وللقارئ القراءة بما شاء من هذه الأوجه السبعة غير أنّ المختار الأول لأنّ التكبير ذكر مشروع في أوائل السّور.

واختار الثاني والثالث من قال أنه مشروع في أواخرها ، وقد ذكرت أصحاب القولين عند ذكر كلّ وجه [فاعلم ذلك].

__________________

(١) ينظر : التلخيص في القراءات الثمان / ٤٨٨ ، والنشر ٢ / ٤٣٢.

(٢) ينظر : النشر ٢ / ٤٣٤.

(٣) ينظر : النشر ٢ / ٤٣٥.

١٤

فصل

وأواخر السّور على ثلاثة أقسام : مضموم ومفتوح وساكن.

فإذا وصل التكبير بها بقي الضّمّ والفتح على حاله وكسر الساكن سواء كان تنوينا أم غير تنوين وسواء ضمّ المنوّن أو انفتح أو انكسر ووجب حذف واو الصلة وألف الوصل في اسم الله تعالى. فالمفتوح في ثلاث سور وهي : التين وأ رأيت (١) والفلق (٢) والمضموم في ثلاث سور وهنّ : لم يكن (٣) / ١٢٢ ظ / والزلزلة والكوثر. والساكن في ما بقي من السّور ، وجملته تسع عشرة سورة ، وذلك نحو قوله تعالى : (فحدّث) (الضحى / ١١) و (الفجر) (القدر / ٤) الله أكبر و (لخبير) (العاديات / ١٠) الله أكبر و (أحد) (الإخلاص / ٤) الله أكبر و (من خوف) (قريش / ٤) الله أكبر و (توّابا) (النصر / ٣) الله أكبر.

وأما الصّلة فتتبع آخر سورتين وهما الأوليان من المضمومة الآخر. فهذا ما أردت ذكره من الأصول فافهمه وقس عليه موفّقا إن شاء الله [والله أعلم بالصواب].

__________________

(١) هي سورة الماعون.

(٢) س : والعلق.

(٣) هي سورة البينة.

١٥

سورة الحمد (١)

٣. قرأ عاصم والكسائيّ وخلف ويعقوب «مالك» بألف (٢).

٥. روى قنبل وأبو حمدون عن الكسائيّ ، ورويس «الصّراط» و «صراطا» (٣) مفردا كان أو مضافا بالسّين فيهما في جميع القرآن.

الباقون بالصاد (٤). وأشمّها زاء خلف عن حمزة (٥). وافقه الدوريّ عنه في ما كان فيه ألف ولام ، وكذلك خلّاد من طريق العراقيين ، وأما من طريق المصريين فوافق في الموضع الأوّل / ١٢٣ و/ من هذه السورة فقط ، وهي رواية أبي إسحاق الطّبريّ عنه في ما ذكره ابن سوار (٦).

٦. قرأ يعقوب «عليهم» بضمّ كسر الهاء وكذلك كلّ هاء ضمير قبلها ياء ساكنة في التثنية والجمع والتذكير والتأنيث (٧) كقوله تعالى : (عليهم) و (إليهم) [النمل : ٣٧] و (فيهم) [الكهف : ٢٢] و (عليهنّ) [البقرة : ٢٢٨] و (إليهنّ) [يوسف : ٣١]

__________________

(١) هي سورة الفاتحة.

(٢) وقرأ الباقون بغير ألف ، ولأبي عمرو في : مختصر شواذ القرآن / ١ قراءة بفتح الميم وسكون اللام ، وهي في : المجيد في إعراب القرآن المجيد / ٣٥٠ ، وفيه لنافع : (ملكي) بإشباع وكسر الكاف. ينظر : (السبعة / ١٠٤ ، مجمع البيان ١ / ٢٣ ، التفسير الكبير ١ / ٢٣٧ ، تحفة الأقران / ١٤٩ ، والنشر ١ / ٢٧١ ، والاتحاف / ١٢٢.

(٣) النساء / ٦٨ ، وينظر : هداية الرحمن / ٢١٥.

(٤) ينظر : السبعة / ١٠٥ ، والتذكرة في القراءات الثمان ١ / ٦٥ ، والوجيز للأهوازي / ١٨١ ، والإرشاد / ١٨١ ، والنشر ١ / ٢٧١.

(٥) ووردت الرواية بالزاي لأبي عمرو (ينظر : السبعة / ١٠٥ ، والإبانة عن معاني القراءات / ٨٨ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد / ٣٥٦).

(٦) ينظر : النشر ١ / ٢٧١ ، والإتحاف / ١٢٣.

(٧) قال السّفاقسيّ في : المجيد / ٣٥٩ : الهاء مع (على) فيها عشر لغات وكلها قرئ بها. (ينظر : مصطلح الإشارات / ١١٨ ، والنشر ١ / ٢٧٢).

١٦

و (فيهنّ) [النساء : ١٢٧] و (عليهما) [البقرة : ٢٢٩] و (إليهما)(١) و (فيهما) [البقرة : ٢١٩] وافقه حمزة في (عليهم) و (إليهم لديهم) [المؤمنون : ٥٣] حيث كنّ إلا قوله تعالى في النحل : (فعليهم غضب من الله) [١٠٦] ، فإنّ الدّوريّ عنه كسر الهاء فيه كالآخرين (٢) ، فإن سقطت الياء قبل الهاء لعلّة بناء أو جزم فإنّ رويسا من طريق الحمّاميّ روى ضمّها في خمسة عشر موضعا (٣). منها في الأعراف ثلاثة مواضع : (فآتهم عذابا) [٣٨] و (إن يأتهم) [١٦٩] و (إذا لم تأتهم) [٢٠٣] ، وفي التوبة موضعان (ويخزهم) [١٤] (ألم يأتهم) [٧٠] وفي يونس : (ولمّا يأتهم) [٣٩] وفي الحجر : (يلههم الأمل) [٣] ، وفي طه : (أولم يأتهم بيّنة)(٤) [١٣٣] وفي النور : (يغنهم الله) [٣٢] وفي العنكبوت / ١٢٣ ظ / (أولم يكفهم) [٥٦] ، وفي الأحزاب : (ربّنا آتهم) [٦٨] ، وفي الصافات موضعان كلاهما (فاستفتهم) [١١ ، ١٤٩] ، وفي المؤمن موضعان : (وقهم السيّئات) [٧] (وقهم عذاب الجحيم) [٩].

وافقه القاضي إلّا في «وقهم» «ويلههم» و «يغنهم» (٥).

فأمّا ما بقي من هذا الباب وهو قوله تعالى : (ومن يولّهم يومئذ) [١٦] في الأنفال فإنّ القرّاء كلّهم متفقون على كسر الهاء فيه (٦).

__________________

(١) لم أجد هذا الحرف في القرآن الكريم.

(٢) ينظر : السبعة / ١٠٨ ، وحجة القراءات / ٨٠ ، والتبصرة / ٥٥ ، والإرشاد / ٢٠٣ ، والنشر ١ / ٢٧٢.

(٣) وروي كلّ من الأهوازي في (المفردة) والقاضي في «الإرشاد» كسر الهاء فيهن ، (ينظر : الإرشاد / ٢٠٥ ، ومصطلح الإشارات / ١١٨).

(٤) قراءة الفعل هنا بالياء لابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر ولابن عامر وحمزة والكسائيّ. وقراءته بالتاء لنافع وأبي عمرو وحفص عن عاصم (ينظر : السبعة / ٤٢٥ ، والتذكرة في القراءات الثمان / ٤٣٦).

(٥) ينظر : النشر ١ / ٢٧٣ ، والإتحاف / ١٢٣ ، وموافقة القاضي لرويس في : مصطلح الإشارات / ١١٩ ، كانت فقط في (وقهم) دون الحرفين الآخرين.

(٦) ينظر : السبعة : ١٠٨ ، الإرشاد / ٢٠٤ ، والنشر ١ / ٢٧٢.

١٧

قرأ ابن كثير وأبو جعفر (عليهم) بضمّ الميم وصلتها بواو في الوصل وكذلك كلّ ميم جمع بعدها متحرك (١).

وافقهما ورش عند همزات القطع كقوله تعالى : (عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) [البقرة : ٧].

وروى عن قالون وإسماعيل التّخيير في ذلك كلّه.

الباقون بإسكان الميم (٢) ، فإن كان بعد الميم ساكن فإنّ أبا عمرو يكسر الهاء والميم جميعا بشرط أن يكون قبل الهاء ياء ساكنة أو كسرة وذلك / ١٢٤ و/ نحو قوله تعالى : (عليهم الذّلّة)(٣) (ويريهم الله) [البقرة : ١٦٧] و (إليهم اثنين) [يس : ١٤] و (في قلوبهم العجل) [البقرة : ٩٣] و (من دونهم امرأتين)(٤) [القصص : ٢٣].

وافقه يعقوب إذا كان قبل الهاء كسرة فقط إلا أنّ الحمّاميّ ضمّ الهاء في «يلههم الأمل» «ويغنهم الله» «وقهم السّيّئات» لأجل الياء المحذوفة (٥).

وضمّ الكوفيون إلّا عاصما الهاء والميم وصلا سواء تقدّمها ياء أم كسرة ، وافقهم الدّاجونيّ في (يومهم الّذي يوعدون)(٦) و (إلى أهلهم انقلبوا فاكهين) [المطففين : ٣١]. وقد ذكرت آنفا أنّ حمزة يضمّ الهاء في «عليهم» و «إليهم» و «لديهم» في الحالين.

__________________

(١) ينظر : السبعة / ١٠٨ ، والتيسير / ١٩ ، والنشر ١ / ٢٧٣ ، والإتحاف / ١٢٤.

(٢) ينظر : السبعة / ١٠٨. ١١١ ، والتيسير / ١٩ ، والإرشاد / ٢٠٤ ، والنشر ١ / ٢٧٣.

(٣) البقرة : ٦١ ، آل عمران : ١١٢.

(٤) قال الأسترآباذي في شرح الشافية ٢ / ٢٤٠ : (إن ميم الجمع إذا كانت بعد هاء مكسورة فالأشهر في الميم الكسر كقراءة أبي عمرو (عليهم الذلة) و (بهم الأسباب) وذلك لاتباع الهاء وإجراء الميم مجرى سائر ما حرك الساكنين).

(٥) ينظر : السبعة / ١٠٨. ١١٢ ، والإقناع ٢ / ٥٩٥ ، والإتحاف / ١٢٤.

(٦) الزخرف : ٣ ، الذاريات : ٦٠ ، المعارج : ٤٢.

١٨

الباقون بكسر الهاء وضمّ الميم (١).

أدغم (٢) أبو عمرو «الرّحيم مالك» (٣).

__________________

(١) ينظر : السبعة / ١٠٨ ، وحجة القراءات / ٨٠ ، والتبصرة / ٥٥ ، والنشر ١ / ٢٧٣ ، والإتحاف / ١٢٣ ، ١٢٤.

(٢) س : وأدغم.

(٣) وقرأ الباقون بالإظهار (ينظر : الإبانة عن معاني القراءات / ٨٩ ، والنشر / ٢٨٢ ، والإتحاف / ١٢.

١٩

سورة البقرة

١. قرأ أبو جعفر (ألم)(١) و (ألمص) [الأعراف : ١] و (ألر)(٢) (ألمر) [الرعد : ١] و (كهيعص) [مريم : ١] و (طه) [طه : ١] و (طسم)(٣) و (طس) [النمل : ٥] و (يس) [يس : ١] و (حم)(٤) (حم عسق) [الشورى : ١] / ١٢٤ ظ / و (ص) و (ق) و (ن) بفصل حروف الهجاء بعضها من بعض ومما بعدها وقبلها من الكلم بوقيفة (٥) يسيرة (٦).

٢ ، ٦. «فيه هدي» و «أأنذرتهم» ذكر أصلها.

٩. قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (وما يخادعون) بضمّ الياء وتحريك الخاء وألف بعدها مع كسر الدّال (٧).

١٠. «فزادهم» ذكر.

قرأ الكوفيون «يكذبون» بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذّال.

الباقون بضمّ الياء وفتح الكاف وتشديد الذّال (٨).

__________________

(١) مفتتح كلّ من السور الآتية : البقرة ، وآل عمران ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، والسجدة.

(٢) مفتتح كلّ من السور الآتية : يونس ، وهود ، ويونس ، وإبراهيم ، والحجر.

(٣) مفتتح كلّ من سورتي : الشعراء ، والقصص.

(٤) مفتتح كلّ من السور الآتية : غافر ، فصلت ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، والأحقاف.

(٥) س : بوقفة.

(٦) ينظر في قراءة الأحرف المقطعة : معاني القرآن ١ / ٩ ، والسبعة / ٣٢٢ ، ٤٠٦ ، ٤١٦ ، ٤٧٠ ، ٥٣٨ ، ٥٦٦ ، الإرشاد / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، والإقناع ٢ / ٤٧٨ ، وسراج القاري / ١٢٦ ، والنشر ١ / ٢٤١ ، ٤٢٤.

(٧) وقرأ الباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال من غير ألف (ينظر : السبعة / ١٣٩ ، بحر العلوم ١ / ٢٦٨ ، والتيسير / ٧٢ ، والإرشاد / ٢٠٩ ، والنشر ٢ / ٢٠٧.

(٨) ينظر : السبعة / ١٤١ ، والتيسير / ٧٢ ، والإرشاد / ٢١٠ ، والإتحاف / ١٢٩.

٢٠