الإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

سعيد أبو معاش

الإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

سعيد أبو معاش


المحقق: عبدالرحيم مبارك
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ٣
ISBN: 978-964-444-775-4
الصفحات: ٦٠٣

تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ)(١).

٧٠٠ ـ روى عليّ بن إبراهيم القمّيّ في قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) قال : الأرض الخراب ، وهو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم عليه‌السلام ، فلمّا أخبرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخبر الرجعة قالوا : (مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٢)(٣).

قوله سبحانه : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)(٤).

٧٠١ ـ روى محمّد بن العبّاس بإسناده عن ابن درّاج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قول الله عزوجل : (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) : يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم لا ينفع أحدا تقرّب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا وبهذا الفتح موقنا ، فذلك الّذي ينفعه إيمانه ، ويعظم عند الله قدره وشأنه ، وتزخرف له يوم البعث جنانه ، وتحجب عنه نيرانه ، وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين ولذرّيته الطيّبين صلوات الله عليهم أجمعين (٥).

٧٠٢ ـ روى الثقة الصفّار رحمه‌الله خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام تسمّى المخزون ، جاء فيها : وتخرج لهم الأرض كنوزها ، ويقول القائم عليه‌السلام كلوا هنيئا بما أسلفتم في الأيّام الخالية ، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين أذن لهم في الكلام ، فيومئذ تأويل هذه الآية : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٦) فلا يقبل الله يومئذ إلّا دينه الحقّ ، ألا لله الدّين الخالص ، فيومئذ تأويل هذه الآية : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ* وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ* فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ)(٧).

__________________

(١) السجدة : ٢٧.

(٢) السجدة : ٢٨.

(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ١٧١ ؛ تفسير الصافي ٤ / ١٦٠.

(٤) السجدة : ٢٨ و ٢٩.

(٥) تأويل الآيات الظاهرة ٢ / ٤٤٥ ح ٩.

(٦) الفجر : ٢٢.

(٧) مختصر بصائر الدرجات ١٩٥.

٣٦١

سورة الأحزاب

الآية الاولى قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً)(١).

المهديّ عليه‌السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم

٧٠٣ ـ وبالإسناد عن الثماليّ ، عن الكابليّ ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم‌السلام ، قال :

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو متفكّر مغموم ، فقلت : يا رسول الله ما لي أراك متفكّرا!

فقال : يا بني إنّ الروح الأمين قد أتاني فقال : يا رسول الله ، العليّ الأعلى يقرئك السلام ويقول لك : إنّك قد قضيت نبوّتك واستكملت أيّامك ، فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة عند عليّ بن أبي طالب ، فإنّي لا أترك الأرض إلّا وفيها عالم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي ، فإنّي لم أقطع علم النبوّة من الغيب من ذرّيّتك ، كما لم أقطعها

__________________

(١) الأحزاب : ٦.

٣٦٢

من ذرّيات الأنبياء الّذين كانوا بينك وبين أبيك آدم ، قلت : يا رسول الله فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال : أبوك عليّ بن أبي طالب أخي وخليفتي ، ويملك بعد عليّ الحسن ، ثمّ تملكه أنت وتسعة من صلبك ، يملكه اثنا عشر إماما ، ثمّ يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته (١).

٧٠٤ ـ روى بالإسناد عن سهل بن سعد الأنصاريّ ، قال : سألت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ عليه‌السلام : يا عليّ أنت الإمام والخليفة بعدي ، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فالقائم المهديّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها ، فهم أئمّة الحقّ وألسنة الصدق ، منصور من نصرهم ، مخذول من خذلهم (٢).

٧٠٥ ـ روى الشيخ الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن ثابت الثماليّ ، عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه قال : فينا نزلت هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وفينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) والإمامة في عقب الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام إلى يوم القيامة ، وانّ للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الاخرى. أمّا الاولى فستّة أيّام ، أو ستّة أشهر ، أو ستّ سنين ، وأمّا الاخرى فيطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلّا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا ممّا قضينا ، وسلّم لنا أهل البيت (٣).

__________________

(١) كفاية الأثر ٢٤.

(٢) كفاية الأثر ٢٦.

(٣) كمال الدّين ١ / ٣٢٣ ح ٨.

٣٦٣

الآية الثانية قوله تعالى : (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً)(١).

ابتلاء المؤمنين في غيبة المهديّ عليه‌السلام

٧٠٦ ـ روى العلّامة الطبرسيّ رحمه‌الله قال : جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام وقال له : لو لا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم ، فقال له عليه‌السلام في حديث طويل جاء فيه : أما إنّه سيأتي على الناس زمان يكون الحقّ فيه مستورا ، والباطل ظاهرا مشهورا ، وذلك إذا كان أولى الناس بهم أعداهم له ، واقترب الوعد الحقّ ، وعظم ظاهرا مشهورا ، وذلك إذا كان أولى الناس بهم أعداهم له ، واقترب الوعد الحقّ ، وعظم الإلحاد وظهر الفساد ، (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) ، ونحلهم الكفّار أسماء الأشرار ، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب الناس إليه ، ثمّ يتيح الفرج لأوليائه ، ويظهر صاحب الأمر على أعدائه (٢).

قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣).

٧٠٧ ـ روى أبو القاسم عليّ بن محمّد الخزّاز القمي الرازيّ من علماء القرن الرابع بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال :

كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت أم سلمة ، فأنزل الله هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فدعا النبيّ عليه‌السلام بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه ، فدعا عليّا فأجلسه خلف ظهره وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.

فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟

فقال لها : إنّك الى خير.

فقلت : يا رسول الله لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرّية المباركة بذهاب الرجس عنهم.

قال : يا جابر لأنّهم عترتي من لحمي ودمي ، فأخي سيّد الأوصياء ، وابنيّ خير

__________________

(١) الأحزاب : ١١.

(٢) الاحتجاج ١ / ٢٤٠.

(٣) الأحزاب : ٣٣.

٣٦٤

الاسباط ، وابنتي سيّدة النسوان ، ومنا المهديّ.

قلت : يا رسول الله ومن المهديّ؟

قال : تسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار ، والتاسع قائمهم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا ، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل (١).

المهديّ من أهل البيت

٧٠٨ ـ روى الحافظ أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقوم الساعة حتّى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ، قال : ثمّ يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي ، يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا (٢).

٧٠٩ ـ وروى أحمد بن حنبل بإسناده عن عبد الله ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : لا تقوم الساعة حتّى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي (٣).

٧١٠ ـ روى الشيخ الطوسيّ قدس‌سره بإسناده عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تذهب الدنيا حتّى يلي امّتي رجل من أهل بيتي يقال له المهديّ (٤).

٧١١ ـ روى أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي ، أجلى أقنى ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين (٥).

٧١٢ ـ روى الإمام أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي سعيد ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تملأ الأرض ظلما وجورا ، ثمّ يخرج رجل من عترتي ، يملك سبعا أو تسعا ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا (٦).

٧١٣ ـ روى الحافظ أبو نعيم بإسناده عن أبي الصدّيق ، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لتملأنّ الأرض ظلما وعدوانا ، ثمّ ليخرجنّ من أهل بيتي ـ

__________________

(١) كفاية الأثر ٦٥ ـ ٦٦.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ٣ / ٣٦ ؛ المستدرك ٤ / ٥٥٧.

(٣) مسند أحمد ١ / ٣٧٦ ؛ سنن الترمذي ٤ / ٥٠٥ ح ٢٢٣١.

(٤) الغيبة للطوسيّ ١١٣.

(٥) مسند أحمد ٣ / ١٧.

(٦) مسند أحمد ٢ / ٢٨ ؛ المستدرك ٤ / ٥٥٨.

٣٦٥

أو قال : من عترتي ـ من يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا (١).

٧١٤ ـ روى العلّامة سبط ابن الجوزي مرسلا عن عبد العزيز بن محمود بن البزّاز ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي ، اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (٢).

٧١٥ ـ روى الداني بالإسناد عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي شابّ حسن الوجه أجلى الجبين أقنا الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، ويملك ـ كذا ـ سبع سنين (٣).

٧١٦ ـ روى الشيخ الطوسيّ أعلى الله مقامه بإسناده من طريق العامّة عن عمارة بن جوين العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول على المنبر : إنّ المهديّ من عترتي ، من أهل بيتي ، يخرج في آخر الزمان ، ينزل الله له من السماء قطرها ، ويخرج له من الأرض بذرها ، فيملأ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملأها القوم ظلما وجورا (٤).

٧١٧ ـ روى الشيخ الطوسيّ رحمه‌الله بإسناده من طريق العامة عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهديّ يخرج في آخر الزمان (٥).

٧١٨ ـ روى الإمام أحمد بن حنبل بإسناده عن زر بن حبيش ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تنقضي الأيّام ولا يذهب الدهر حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، اسمه يواطئ اسمي (٦).

٧١٩ ـ روى ابن أبي شيبة بإسناده من طريق العامّة ، عن أبي الطفيل ، عن عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لو لم يبق من الدهر إلّا يوم ، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا (٧).

٧٢٠ ـ روى ابن حبّان بإسناده عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة ، لملك فيها رجل من أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (٨).

__________________

(١) حلية الأولياء ٣ / ١٠١. (٢) تذكرة الخواصّ ٣٦٣.

(٣) سنن الداني ٩٤ ؛ عقد الدرر ٣٩ ب ٣.

(٤) الغيبة للطوسي ١١١ ؛ بحار الأنوار ٥١ / ٧٤.

(٥) الغيبة للطوسي ١١١ ؛ بحار الأنوار ٥١ / ٧٣.

(٦) مسند أحمد ١ / ٣٧٦ و ٣٧٧.

(٧) مصنّف ابن أبي شيبة ١٥ / ١٩٨ خ ١٩٤٩٤.

(٨) صحيح ابن حبّان ٧ / ٥٧٦ ح ٥٩٢٢.

٣٦٦

٧٢١ ـ روى ابن حمّاد ، بإسناده عن أبي الصدّيق ، عن أبي سعيد ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال :

المهديّ منّي أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين (١).

٧٢٢ ـ روى الديلميّ بإسناده عن حذيفة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهديّ رجل من ولدي ، وجهه كالقمر الدرّي ، اللون لون عربيّ ، والجسم جسم إسرائيليّ ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الهواء ، يملك عشرين سنة (٢).

٧٢٣ ـ روى الإمام أبو عمرو الداني في سننه بإسناده عن الحسن بن مرثد السعديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يخرج رجل من امّتي يعمل بسنّتي ، ينزل الله له البركة من السماء ، وتخرج له الأرض بركتها ، يملأ الأرض عدلا ، كما ملئت جورا ، يعمل سبع سنين على هذه الامّة ، وينزل بيت المقدّس (٣).

٧٢٤ ـ روى البخاريّ بإسناده عن امّ سلمة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : المهديّ حقّ وهو من ولد فاطمة (٤).

٧٢٥ ـ روى الحافظ أبو نعيم في صفة المهديّ عليه‌السلام ، قال : وعن حذيفة قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فذكرنا رسول الله بما هو كائن ، ثمّ قال : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد ، لطوّل الله عزوجل ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان رضى الله عنه فقال : يا رسول الله من أيّ ولدك؟ قال : من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين عليه‌السلام (٥).

٧٢٦ ـ روى أبو الفرج الاصبهانيّ بإسناده عن الوليد بن محمّد الموقّريّ ، قال : كنت مع الزهريّ بالرصافة ، فسمع أصوات لعّابين فقال لي : يا وليد انظر ما هذا؟ فأشرفت من كوّة في بيته فقلت : هذا رأس زيد بن عليّ ، فاستوى جالسا ثمّ قال : أهلك أهل هذا البيت العجلة ، فقلت : أو يملكون؟ قال : حدّثني عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن فاطمة ، أنّ رسول

__________________

(١) الفتن لابن حمّاد ١٠٠ و ١٠٣.

(٢) الفردوس ٤ / ٢٢١ ح ٦٦٦٧.

(٣) سنن الداني ١٠٠ ـ ١٠١.

(٤) التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٣٤٦.

(٥) عقد الدرر ٢٤ ب ١.

٣٦٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لها : المهديّ من ولدك (١).

٧٢٧ ـ روى ابن أبي شيبة باسناده عن عليّ عليه‌السلام ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

المهديّ منّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة (٢).

٧٢٨ ـ روى الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه وبإسناده عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهديّ منّا أهل البيت ، يصلح الله له أمره في ليلة.

وفي رواية اخرى : «يصلحه الله في ليلة» ، فروي عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال لبعض أصحابه : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإنّ موسى بن عمران عليه‌السلام خرج ليقتبس لأهله نارا ، فرجع إليهم وهو رسول نبيّ ، فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيّه موسى عليه‌السلام في ليلة ، وهكذا يفعل الله تبارك وتعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمّة عليهم‌السلام ، يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيّه موسى عليه‌السلام ، ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور (٣).

٧٢٩ ـ روى الحافظ ابن ماجة ، بإسناده عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم ، لطوّله الله عزوجل حتّى يملك رجل من أهل بيتي ، يملك جبل الديلم والقسطنطينيّة (٤).

٧٣٠ ـ روى النعمانيّ رحمه‌الله بإسناده عن أبان بن عثمان ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم في البقيع حتّى أقبل عليّ عليه‌السلام فسأل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل إنّه بالبقيع ، فأتاه عليّ عليه‌السلام فسلّم عليه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجلس ، فأجلسه عن يمينه ، ثمّ جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل له هو بالبقيع ، فأتاه فسلّم عليه ، فأجلسه عن يساره ، ثمّ جاء العبّاس فسأل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له هو بالبقيع ، فأتاه فسلّم عليه فأجلسه أمامه ، ثمّ التفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ عليه‌السلام فقال : ألا ابشّرك؟ ألا اخبرك يا عليّ؟ فقال : بلى يا رسول الله.

__________________

(١) مقاتل الطالبيين ١ / ٩٧.

(٢) مصنف ابن أبي شيبة ١٥ / ١٩٧ ح ١٩٤٩٠ و ١٩٤٩١.

(٣) كمال الدّين ١ / ١٥٢ ح ١٥.

(٤) سنن ابن ماجة ٢ / ٩٢٨ ح ٢٧٧٩.

٣٦٨

فقال : كان جبرئيل عليه‌السلام عندي آنفا ، وأخبرني أنّ القائم الّذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا من ذرّيتك من ولد الحسين عليه‌السلام. فقال عليّ عليه‌السلام : يا رسول الله ما أصابنا خير قطّ من الله إلّا على يديك.

ثمّ التفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جعفر بن أبي طالب فقال : يا جعفر ألا ابشّرك؟ ألا اخبرك؟ قال : بلى يا رسول الله. فقال : كان جبرئيل عندي آنفا ، فأخبرني أنّ الّذي يدفعها إلى القائم من ذرّيتك ، أتدري من هو؟ قال : لا ، قال : ذاك الّذي وجهه كالدينار ، وأسنانه كالمنشار ، وسيفه كحريق النار ، يدخل الجند ذليلا ، ويخرج منه عزيزا ، يكتنفه جبرئيل وميكائيل.

ثمّ التفت إلى العبّاس فقال : يا عمّ النبيّ ألا اخبرك بما أخبرني به جبرئيل عليه‌السلام؟ فقال : بلى يا رسول الله ، قال لي جبرئيل : ويل لذرّيتك من ولد العبّاس! فقال : يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ فقال له : (قد) فرغ الله ممّا هو كائن (١).

٧٣١ ـ روى يحيى بن عبد الحميد بإسناده عن أبي أيّوب الأنصاريّ ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة عليها‌السلام : إنّا أهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأوّلين قبلنا ، ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا : نبيّنا خير الأنبياء ، وهو أبوك ، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّك ، ومن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر بن أبي طالب ابن عمّك ، ومنّا سبطا هذه الامّة ، ومهديّهم ولدك (٢).

٧٣٢ ـ روى الحافظ ابن ماجة بإسناده عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : نحن ولد عبد المطّلب سادة أهل الجنّة : أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهديّ (٣).

٧٣٣ ـ روى ثقة الإسلام الكليني رحمه‌الله بإسناده عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو مستبشر يضحك سرورا ، فقال له الناس : أضحك الله سنّك يا رسول الله وزادك سرورا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انّه ليس من يوم ولا ليلة إلّا ولي فيها تحفة من الله ، ألا وإنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى ،

__________________

(١) الغيبة للنعمانيّ ٢٤٧ ح ١ و ٢.

(٢) المسترشد ١٥٠ ؛ بحار الأنوار ٣٧ / ٤٨.

(٣) سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦٨ ح ٤٠٨٧.

٣٦٩

إنّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّي السلام وقال : يا محمّد إنّ الله عزوجل اختار من بني هاشم سبعة ، لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي ، أنت يا رسول الله سيّد النبيّين ، وعليّ بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصيّين ، والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط ، وحمزة عمّك سيّد الشهداء ، وجعفر ابن عمّك الطيّار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرّية عليّ وفاطمة ، من ولد الحسين (١).

٧٣٤ ـ روى الحافظ الطبرانيّ بإسناده عن سفيان بن عيينة ، عن عليّ بن عليّ المكّيّ الهلاليّ ، عن أبيه قال : قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شكاته الّتي قبض فيها ، فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه ، قال : فبكت حتّى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الّذي يبكيك؟ فقالت أخشى الضيعة من بعدك.

فقال : يا حبيبتي أما علمت أنّ الله عزوجل اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إليّ أن أنكحك إيّاه ، يا فاطمة : ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ، ولا يعطى أحد بعدنا : أنا خاتم النبيّين وأكرم النبيّين على الله ، وأحبّ المخلوقين إلى الله عزوجل وأنا أبوك ، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله وهو عمّك حمزة بن عبد المطّلب ، وهو عمّ أبيك وعمّ بعلك ، ومنّا من له جناحان أخضران يطير في الجنّة مع الملائكة حيث يشاء ، وهو ابن عمّ أبيك وأخو بعلك ، ومنّا سبطا هذه الامّة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما ـ والّذي بعثني بالحقّ ـ خير منهما.

يا فاطمة ، والّذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهديّ هذه الامّة ، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطّعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقّر كبيرا ، فيبعث الله عزوجل عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان ، ويملأ الدنيا

__________________

(١) الكافي ٨ / ٤٩ ح ١٠.

٣٧٠

عدلا كما ملئت جورا ... الحديث (١).

٧٣٥ ـ روى ابن حمّاد بإسناده عن قتادة ، قال : قلت لسعيد بن المسيّب : المهديّ حقّ هو؟ قال : حقّ قال : قلت : ممّن هو؟ قال : من قريش ، قلت : من أيّ قريش؟ قال : من بني هاشم ، قلت : من أيّ بني هاشم؟ قال : من بني عبد المطّلب ، قلت : من أيّ عبد المطّلب؟ قال : من ولد فاطمة (٢).

٧٣٦ ـ روى الطبريّ بإسناده عن محمّد بن سنان الزهريّ ، عن سيّدنا أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه الحسين ، عن عمّه الحسن ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : إذا توالت أربعة أسماء من الأئمّة من ولدي ، محمّد وعليّ والحسن ، فرابعها هو القائم المأمول المنتظر (٣).

٧٣٧ ـ روى مرسلا عن أبي هريرة مرفوعا : فلو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يأتيهم رجل من أهل بيتي ، تكون الملائكة بين يديه ويظهر الإسلام (٤).

٧٣٨ ـ روى الشيخ الصدوق ؛ بإسناده عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت الحسين بن عليّ عليهما‌السلام يقول : كذلك سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد ، لطوّل الله عزوجل ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي ، فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما (٥).

٧٣٩ ـ روى عبد الرزاق بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : المهديّ منّا أهل البيت ، أشمّ الأنف أقنى ، أجلى ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يعيش هكذا ـ وبسط يساره واصبعين من يمينه : المسبّحة والإبهام ، وعقد ثلاثة (٦).

٧٤٠ ـ روى أبو يعلى ، بإسناده عن أبي هريرة ، قال : حدّثني خليلي أبو القاسم صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ ،

__________________

(١) المعجم الكبير للطبرانيّ ٣ / ٥٢ ح ٢٦٧٥.

(٢) الفتن لابن حماد ١٠١ ؛ عقد الدرر ٢٣ ب ١.

(٣) دلائل الإمامة ٢٣٦.

(٤) التذكرة للقرطبيّ ٧٠٠.

(٥) كمال الدّين ١ / ٣١٧ ح ٤.

(٦) مصنّف عبد الرازق ١١ / ٣٧٢ ح ٢٠٧٧٣.

٣٧١

قال قلت : وكم يكون؟ قال : خمس واثنين ، قال قلت : ما خمس واثنين؟ قال : لا أدري (١).

٧٤١ ـ روى ابن حبّان بإسناده عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يخرج رجل من امّتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي ، فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (٢).

٧٤٢ ـ روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلا ، أنّه قال : المهديّ من ولدي ابن أربعين سنة ، كأنّ وجهه كوكب درّي في خدّه الأيمن خال أسود ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأنّه من رجال بني إسرائيل ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك (٣).

٧٤٣ ـ روى الطبريّ بإسناده عن أبان ، عن أنس بن مالك ، قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فرأى عليّا عليه‌السلام فوضع يده بين كتفيه ، ثمّ قال : يا عليّ ، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد ، لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من عترتك يقال له المهديّ ، يهدي إلى الله عزوجل ويهتدي به العرب ، كما هديت أنت الكفّار والمشركين من الضلالة ، ثمّ قال : ومكتوب على راحتيه ، بايعوه فإنّ البيعة لله عزوجل (٤).

٧٤٤ ـ روى ابن حمّاد بإسناده عن أبي معبد ، عن ابن عبّاس ، قال : المهديّ شابّ منّا أهل البيت (٥).

٧٤٥ ـ وروى ابن حمّاد عن أبي سعيد الخدريّ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : وهو رجل من عترتي ـ أو قال : من أهل بيتي (٦).

٧٤٦ ـ روى ابن أبي شيبة بإسناده عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة ، عن أبيه ، عن عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهديّ منّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة (٧).

٧٤٧ ـ روى ابن حمّاد بإسناده عن علقمة ، عن عبد الله رضى الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ جاء فتية من بني هاشم ، فتغيّر لونه ، فقلنا : يا رسول الله نرى في وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وانّ أهل بيتي هؤلاء سيقتلون

__________________

(١) مسند أبي يعلى الموصليّ ١٢ / ١٩ ح ٦٦٦٥.

(٢) صحيح ابن حبّان ٨ / ٢٩١ ح ٢٧٨٦.

(٣) القول المختصر ٩ ب ١ ح ٤٥ ؛ البرهان للمتّقي الهنديّ ٩٩ ب ٣ ح ٢.

(٤) دلائل الإمامة ٢٥٠.

(٥) الفتن لابن حمّاد ١٠٢.

(٦) نفس المصدر ١٠٢ و ١٠٣.

(٧) مصنّف ابن أبي شيبة ١٥ / ١٩٧ ح ١٩٤٩٠ و ١٩٤٩١.

٣٧٢

(سيلقون) بعدي بلاء وتطريدا وتشريدا ، حتّى يأتي قوم من هاهنا ، من نحو المشرق ، أصحاب رايات سود ، يسألون الحقّ فلا يعطونه ، مرّتين أو ثلاثا ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه ، حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها عدلا كما ملئوها ظلما ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج فإنّه المهديّ (١).

مولد الإمام المهديّ عليه‌السلام طاهرا مطهّرا

٧٤٨ ـ روى الشيخ الصدوق بإسناده عن محمّد بن عثمان العمريّ قدّس الله روحه ، أنّه قال : ولد السيّد عليه‌السلام مختونا ، وسمعت حكيمة تقول : لم ير بامّه دم في نفاسها ، وهكذا سبيل امّهات الأئمّة عليهم‌السلام (٢).

٧٤٩ ـ روى الصدوق رحمه‌الله عن محمّد بن الحسن الكرخيّ ، قال : سمعت أبا هارون رجلا من أصحابنا يقول : رأيت صاحب الزمان عليه‌السلام ووجهه يضيء كأنّه القمر ليلة البدر ، ورأيت على سرّته شعرا يجري كالخطّ ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختونا ، فسألت أبا محمّد عليه‌السلام عن ذلك فقال : هكذا ولد ، وهكذا ولدنا ، ولكنّا سنمرّ الموسى عليه لإصابة السنّة (٣).

٧٥٠ ـ وروى الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن الحسن بن الحسين العلويّ ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام بسرّ من رأى فهنّأته بولادة ابنه القائم عليه‌السلام (٤).

٧٥١ ـ وروى الصدوق ؛ بإسناده عن غياث بن أسيد ، قال : شهدت محمّد بن عثمان العمري قدّس الله روحه يقول : لمّا ولد الخلف المهديّ عليه‌السلام سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السماء ، ثمّ سقط لوجهه ساجدا لربّه تعالى ذكره ، ثمّ رفع رأسه وهو يقول : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) قال : وكان مولده يوم الجمعة (٥).

__________________

(١) الفتن لابن حمّاد ٨٤ ؛ سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦٦ ح ٤٠٨٢.

(٢) كمال الدّين ٢ / ٤٣٣ ح ١٤.

(٣) كمال الدّين ٢ / ٤٣٥ ح ١.

(٤) نفس المصدر ٢ / ٤٣٤ ح ١.

(٥) نفس المصدر ٢ / ٤٣٣ ح ١٣.

٣٧٣

٧٥٢ ـ وروى الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن حمزة بن أبي الفتح ، قال : جاءني يوما فقال لي : البشارة ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمّد عليه‌السلام وأمر بكتمانه ، قلت : وما اسمه؟ قال : سمّي بمحمّد وكنّي بجعفر (١).

٧٥٣ ـ روى الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن أحمد بن الحسن بن إسحاق القمّيّ ، قال : لمّا ولد الخلف الصالح عليه‌السلام ورد عن مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام إلى جدّي أحمد بن إسحاق كتاب ، فإذا فيه مكتوب بخطّ يده عليه‌السلام الّذي كان ترد به التوقيعات عليه ، وفيه : ولد لنا مولود ، فليكن عندك مستورا وعن جميع الناس مكتوما ، فإنّا لم نظهر عليه إلّا الأقرب لقرابته ، والوليّ لولايته ، أحببنا إعلامك ليسرّك الله به مثل ما سرّنا به ، والسلام (٢).

٧٥٤ ـ روى الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن نسيم ومارية ، قالتا : انّه لمّا سقط صاحب الزمان عليه‌السلام من بطن امّه جاثيا على ركبتيه ، رافعا سبّابتيه إلى السماء ، ثمّ عطس فقال : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله ، زعمت الظلمة أنّ حجّة الله داحضة ، لو أذن لنا في الكلام لزال الشكّ.

قال إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عليه‌السلام ـ راوي الحديث ـ وحدّثتني نسيم خادم أبي محمّد عليه‌السلام ، قالت : قال لي صاحب الزمان عليه‌السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة ، فعطست عنده فقال لي : يرحمك الله ، قالت : نسيم ففرحت بذلك ، فقال لي عليه‌السلام : ألا ابشّرك في العطاس؟ فقلت : بلى يا مولاي ، فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيّام (٣).

الآية الثالثة قوله سبحانه : (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً* سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً)(٤).

٧٥٥ ـ روى العلّامة ابن أبي الحديد المعتزلي مرسلا ، قال : وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير وهي متداولة منقولة مستفيضة ، خطب بها عليّ عليه‌السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي ؛ ، ومنها : فانظروا أهل بيت نبيّكم ، فإن لبدوا فالبدوا ، وان استنصروكم فانصروهم ، فليفرّجنّ الله الفتنة برجل منّا أهل البيت ، بأبي ابن

__________________

(١) نفس المصدر ٢ / ٤٣٢ ح ١١.

(٢) كمال الدّين ٢ / ٤٣٣ ح ١٣.

(٣) نفس المصدر ٢ / ٤٣٠ ح ٥.

(٤) الأحزاب : ٦١ و ٦٢.

٣٧٤

خيرة الإماء ، لا يعطيهم إلّا السيف هرجا هرجا ، موضوعا على عاتقه ثمانية أشهر ، حتّى تقول قريش : لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ، يغريه الله ببني اميّة حتّى يجعلهم حطاما ورفاتا ، (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً* سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً)(١).

الآية الرابعة قوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً)(٢).

٧٥٦ ـ في حديث للمفضّل بن عمر رحمه‌الله ، قال : سألت الصادق عليه‌السلام : هل للمأمور المنتظر المهديّ عليه‌السلام من وقت موقّت يعلمه الناس؟ فقال : حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا. قلت : يا سيّدي ولم ذاك؟

قال : لأنّه هو الساعة الّتي قال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٣) الآية ، وهو الساعة الّتي قال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)(٤) وقال : (عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)(٥) ولم يقل أنّها عند أحد ، وقال : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها)(٦) ، وقال : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(٧) ، وقال : (ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) ، (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)(٨).

قلت : فما معنى يمارون؟

قال : يقولون متى ولد؟ ومن رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكلّ ذلك استعجالا لأمر الله ، وشكّا في قضائه ، ودخولا في قدرته ، اولئك الّذين خسروا الدنيا وإنّ للكافرين لشرّ مآب.

قلت : أفلا يوقّت له وقت؟

فقال : يا مفضّل لا اوقّت له وقتا ولا يوقّت له وقت ، إنّ من وقّت لمهديّنا وقتا فقد

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٧ / ٥٨.

(٢) الأحزاب : ٦٣.

(٣) الأعراف : ١٨٧.

(٤) النازعات : ٤٢.

(٥) لقمان : ٣٤.

(٦) سورة محمّد : ١٨.

(٧) القمر : ١.

(٨) الشورى : ١٨.

٣٧٥

شارك الله تعالى في علمه ، وادّعى أنّه ظهر على سرّه ، وما لله من سرّ إلّا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلّا وهم أخصّ به لسرّه ، وهو عندهم وإنّما ألقى الله اليهم ليكون حجّة عليهم ... الخ (الحديث طويل وقد أخذنا منه موضع الحاجة) (١).

__________________

(١) بحار الأنوار ٥٣ / ٢.

٣٧٦

سورة سبأ

الآية الاولى قوله سبحانه : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)(١).

٧٥٧ ـ روى الشيخ الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن أبي زهير بن شبيب بن أنس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه من كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها ، فعرفت الغلام والمسألة ، فقدمت الكوفة ، فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها ، فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله عليه‌السلام ، فقمت اليه فقلت : ويلك يا أبا حنيفة إنّي كنت العامّ حاجّا ، فأتيت أبا عبد الله عليه‌السلام مسلّما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها ، فأفتاه بخلاف ما أفتيته!

فقال : وما يعلم جعفر بن محمّد؟! أنا أعلم منه ، أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم ، وجعفر بن محمّد صحفيّ أخذ العلم من الكتب!!

فقلت في نفسي : والله لأحجّنّ ولو حبوا. قال : فكنت في طلب حجّة ، فجاءتني حجّة فحججت. فأتيت أبا عبد الله عليه‌السلام فحكيت له الكلام ، فضحك ثمّ قال : أمّا في قوله أنّي

__________________

(١) سبأ : ١٨.

٣٧٧

رجل صحفيّ فقد صدق! قرأت صحف آبائي ابراهيم وموسى ، فقلت : ومن له بمثل تلك الصحف.

قال : فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان عنده جماعة من أصحابه ، فقال الغلام : انظر من ذا ، فرجع الغلام فقال : أبو حنيفة ، قال : أدخله ، فدخل فسلّم على أبي عبد الله عليه‌السلام فردّ عليه ثمّ قال : أصلحك الله ، أتأذن لي في القعود؟ فأقبل عليه‌السلام على أصحابه يحدّثهم ولم يلتفت اليه ، ثمّ قال الثانية والثالثة فلم يلتفت اليه ، فجلس ابو حنيفة من غير اذنه ، فلمّا علم أنّه قد جلس التفت اليه فقال : أين أبو حنيفة؟ فقيل : هو ذا أصلحك الله.

فقال : أنت فقيه أهل العراق؟ قال : نعم ، قال : فبما تفتيهم؟ قال : بكتاب الله وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال : يا أبا حنيفة ، تعرف كتاب الله حقّ معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال : نعم. قال : يا أبا حنيفة لقد ادّعيت علما ، ويلك ما جعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الّذين أنزل عليهم ، ويلك ولا هو إلّا عند الخاصّ من ذرّية نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله ما ورّثك الله من كتابه حرفا ، فإن كنت كما تقول ـ ولست كما تقول ـ فأخبرني عن قول الله عزوجل : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) أين ذلك من الأرض؟

قال : أحسبه ما بين مكّة والمدينة.

فالتفت أبو عبد الله عليه‌السلام إلى أصحابه فقال : تعلمون أنّ الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكّة فتؤخذ أموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا : نعم. قال : فسكت أبو حنيفة.

فقال : يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)(١) أين ذلك من الأرض؟ قال : الكعبة.

قال : أفتعلم أنّ الحجّاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ قال : فسكت ، ثمّ قال له : يا أبا حنيفة ، إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنّة كيف تصنع؟ فقال : أصلحك الله أقيس وأعلم فيه

__________________

(١) آل عمران : ٩٧.

٣٧٨

برأيي ، قال : يا أبا حنيفة ، إن أوّل من قاس ابليس الملعون ، قاس على ربّنا تبارك وتعالى فقال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(١) فسكت أبو حنيفة.

فقال : يا أبا حنيفة ، أيّما أرجس ، البول أو الجنابة؟ فقال : البول ، فقال : فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول؟ فسكت.

فقال : يا أبا حنيفة ، أيّما أفضل الصلاة أم الصوم؟ قال : الصلاة ، قال : فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها؟ فسكت.

فقال : يا أبا حنيفة ، أخبرني عن رجل كانت له أمّ ولد وله منها ابنة ، وكانت له حرّة لا تلد فزارت الصبيّة بنت أمّ الولد أباها ، فقام الرجل بعد فراغه من صلاة الفجر ، فواقع أهله الّتي لا تلد وخرج الى الحمّام فأرادت الحرّة أن تكيد أمّ الولد وابنتها عند الرجل ، فقامت إليها بحرارة ذلك الماء فوقعت عليها وهي نائمة ، فعالجتها كما يعالج الرجل المرأة ، فعلقت ، أيّ شيء عندك فيها؟ قال : لا والله ما عندي فيها شيء.

فقال : يا أبا حنيفة ، أخبرني عن رجل كانت له جارية ، فزوّجها من مملوك له وغاب المملوك ، فولد له من أهله مولود ، وولد للمملوك مولد من أمّ ولد له ، فسقط البيت على الجاريتين ومات المولى ، من الوارث؟ فقال : جعلت فداك ، لا والله ما عندي فيها شيء.

فقال أبو حنيفة : أصلحك الله أنّ عندنا قوما بالكوفة يزعمون أنّك تأمرهم بالبراءة من فلان وفلان وفلان!

فقال : ويلك يا أبا حنيفة لم يكن هذا ، معاذ الله.

فقال : أصلحك الله إنّهم يعظمون الأمر فيهما ، قال : فما تأمرني؟ قال : تكتب اليهم ، قال : بما ذا؟ قال : تسألهم الكفّ عنهما ، قال : لا يطيعوني ، قال : بلى أصلحك الله إذا كنت أنت الكاتب وأنا الرّسول أطاعوني.

قال : يا أبا حنيفة أبيت إلّا جهلا ، كم بيني وبين الكوفة من الفراسخ؟ قال : أصلحك الله ما لا يحصى ، فقال : كم بيني وبينك؟ قال : لا شيء ، قال : أنت دخلت عليّ في منزلي فاستأذنت في الجلوس ثلاث مرات فلم آذن لك ، فجلست بغير إذني خلافا عليّ ، كيف

__________________

(١) الأعراف : ١٢.

٣٧٩

يطيعوني أولئك وهم هناك وأنا هاهنا؟!

قال : فقبّل رأسه وخرج وهو يقول : أعلم الناس ولم نره عند عالم.

فقال أبو بكر الحضرميّ : جعلت فداك الجواب في المسألتين الأوليّين.

فقال : يا أبا بكر (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) فقال : مع قائمنا أهل البيت ، وأما قوله : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)(١) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمنا (٢).

الآية الثانية قوله سبحانه : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٣).

٧٥٨ ـ روى الشيخ الصدوق رحمه‌الله بإسناده عن عبد الرحمن بن سليط ، قال : قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام :

منّا اثنا عشر مهديّا ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الإمام القائم بالحقّ ، يحيي الله به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحقّ على الدّين كلّه ولو كره المشركون. له غيبة يرتدّ فيها أقوام ، ويثبت فيها على الدّين آخرون ، فيؤذون ويقال لهم : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب ، بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

الآية الثالثة قوله عزوجل : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)(٥).

الخسف بجيش السفيانيّ

٧٥٩ ـ روى الطبريّ في تفسيره بإسناده عن ربعي بن حراش ، قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وذكر فتنة بين أهل المشرق والمغرب ـ فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك ، حتّى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين : جيشا إلى المشرق وجيشا إلى المدينة حتّى ينزلوا بأرض بابل في المدينة

__________________

(١) آل عمران : ٩٧.

(٢) علل الشرائع ٨٩ ـ ٩١ ح ٥.

(٣) سبأ : ٢٩.

(٤) كمال الدّين ١ / ٣١٧ ح ٣٠.

(٥) سبأ : ٥١.

٣٨٠