دستور الأخلاق في القرآن

الدكتور محمّد عبدالله درّاز

دستور الأخلاق في القرآن

المؤلف:

الدكتور محمّد عبدالله درّاز


المحقق: الدكتور عبدالصبور شاهين
الموضوع : الأخلاق
الناشر: مؤسسة دار الكتاب الاسلامي
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 964-465-053-0
الصفحات: ٩٦٢

كان الجانب الدّيني لا يخالطها دائما إلّا بإعتباره عنصرا واحدا ، في تركيب كبير جدا.

ومع ذلك فهناك نقطة لا يظهر عليها الطّابع الدّيني ويغلب فحسب ، بل إنّه يحتل كلّ مجال الضّمير ، وبهذا يجعل من الممكن ، بل من الضّروري أن يطلق على هذه النّظرية لقب : الأخلاق الدّينية. هذه النّقطة هي «النّيّة» أو جانب القصد ، وفيها ينفرد المعنى الدّيني حقا ، دون منازع.

إنّ الهدف الّذي ينبغي لنشاط المؤمن الطّائع أن يتوخاه وهو يؤدي واجبه لا يكمن في طيبات هذه الدّنيا ، ولا في السّرور ، والمجد في الأخرى ، ولا في إشباع شعوره الخيّر ، بل ولا في إكمال وجوده الباطن ...

إنّه الله ، الله الّذي يجب أن يكون نصب أعيننا ، وأية غاية أخرى تدفع الإنسان للعمل هي في ذاتها انتفاء للقيمة ، وعدم.

ولا مرية في أننا يجب أن نخاف ، وأن نرجو ، وبوسعنا أن ننشد رفاهتنا المادية ، والأخلاقية لذاتها ، أو لأنّ هذا هو واجبنا ، أو حقنا ، ولكن لا لأنّه أجر طاعتنا. فإنّ ذلك لو حدث يكون على الأقل مخالفة للاخلاقية كما علّمناها القرآن ، إن لم يكن انتهاكا ، ونقضا للشريعة.

وإذا كانت السّمة المميزة لنظرية أخلاقية تنبع من المبدأ الّذي تطرحه على الإرادة ، كهدف لنشاطها ، فإننا نرى الآن في أية أسرة يجب أن ننظم الأخلاق القرآنية. ففي نظر هذه الأخلاق ليست اللّذة ، ولا المنفعة ، ولا السّعادة ، ولا الكمال ـ ليست هذه كلّها بقادرة في ذاتها على أن تنشىء هذا المبدأ ، وكلّ ذلك

٨٦١

يجب أن يكون خاضعا لسلطان «الواجب» ، بأقدس معاني الكلمة ، وأكثرها واقعية ، وأسماها درجة.

ولكن ، قد جرى العرف على تسمية القوانين الأخلاقية بحسب العنصر الغالب في مضمونها : فرديا ، أو اجتماعيا ، صوفيا ، أو إنسانيا ، شريعة عدل ، أو شريعة رحمة ، وهكذا .. وليس شيء من هذه الصّفات ذات الجانب الواحد ، بمناسب هنا ، فيما يبدو لنا.

إنّ هذه شريعة توصي «بالعدل» و«الرّحمة» معا ، وتتواثق فيها العناصر «الفردية» ، و«الإجتماعية» و«الإنسانية» و«الإلهية» ، على نحو متين. بيد أننا لو بحثنا في مجال هذا النّظام عن فكرة مركزية ، عن الفضيلة الأمّ الّتي تتكاثف فيها كلّ الوصايا ، فسوف نجدها في مفهوم (التّقوى) ، وإذن ، فما التّقوى ، إن لم تكن الإحترام البالغ العمق للشرع؟ ..

هكذا نصل إلى فكرة الواجب ، مطروحة هذه المرة على الصّعيد العاطفي ، كمحرك للإرادة. وعلى هذا الصّعيد يبدو لنا «الإحترام» في المركز ، بين شعورين متطرفين ، يركّبهما ، ويلطفهما : «الحبّ» ، و«الخوف». ولما كان (الإحترام) ناتجا بصورة ما عن تزاوجهما فإنّه يؤدي دورا مزدوجا ، حين يستخدم كمحرك ، ولجام في آن ، ويطلق عليه في جانبه الأخير بخاصة : «الحياء» ، وبهذا الشّعور على وجه الدّقة حدد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم روح هذه الأخلاق.

وأيا ما كانت وجهة البحث فإنّ المرء يرى أنّ هذه الأخلاق وهي تستهدف المثل الأعلى ـ تعمد إلى تجميع كلّ القوى ، وكلّ أشكال الحياة الأخلاقية ، ثمّ

٨٦٢

تردها ثانية إلى نقطة توازنها. ونخص بالذكر الطّريقة الّتي استطاعت بها أن توفق بين «حرية» الفرد و«تنظيم» إرادته ، لقد حققت هذا التّوفيق بفضل طابعها المتوسط بين المرونة ، والصّرامة ، والّذي بفضله تتكيف تبعا لأكثر ظروف الحياة اختلافا ، دون أن تتراخى مع ذلك أمام إغراء شهواتنا ، وتقلب إحساسنا.

والواقع أنّ هذه الشّريعة تميز تمييزا واضحا بين الإتجاهات شديدة العمق للنفس الإنسانية ، وحاجاتها العابرة ، المشروعة أو غير المشروعة ؛ كما أنّها تفرق بين ما ينبغي أن يترك دون مساس ، لأنّه فريضة ظرف شامل لا يتغير ، وبين ما يترك لحكم كلّ منا ، لأنّه يتغير بتغير الملابسات ، والظّروف ، وبين ما ينبغي إصلاحه ، أو إسقاطه ، بإعتباره إضافة زائفة ، صدرت عن طبيعة غريبة شريرة.

ولذلك أثبت القرآن مراعاة لهذه الأحوال المبدأ الثّلاثي المتمثل في : «الفرض» ، و«المباح» ، و«المحرم».

فذلكم هو العامل الأوّل الّذي جعل من هذا المقياس الدّقيق للحكمة القرآنية رابطة بين الحرية ، والتّنظيم.

وإليك عوامل أخرى.

فإذا ثبت مبدأ كلّ قاعدة ، وجوهرها على هذا النّحو ، وجب أن يظلا ثابتين إلى الأبد ، ومقدسين على وجه الشّمول. بيد أنّه لما لم تكن صيغة بعض هذه المبادىء ، أو الجواهر قد حددت تحديدا ماديا ، ولما كان تعريفها ، وشكل تطبيقها قد تركا صراحة للذوق السّليم ، فإنّ القضية تصبح قضية الحكم ، والتّذوق الشّخصي.

٨٦٣

بل إنّ بعض واجباتنا الّتي نالت تحديدا عدديا معينا ـ لم تنله إلّا من بعيد ، وفي خطوط عريضة ، وبهذا وضعت بين حدين متباعدين ، كيما تتجنب الطّرفين المتناقضين فحسب ، حين نمارس نشاطنا : أي تتجنب السّقوط أسفل مما تتطلب الفضيلة ، أو التّبعثر دون جدوى ، ومن غير حدود. وبين هذين الطّرفين تدعى الحرية الفردية إلى أن تمارس ذاتها في البحث عن درجات ، تتزايد رفعة ، ولكنها دائما متوافقة مع المقتضيات المختلفة للحياة الأخلاقية.

هذه الطّريقة الّتي يقدم القرآن لنا بها قاعدة الواجب ليست ميزتها فقط أن تخفف إصر التّكليف ، وأن تحمي قيمة الشّخصية الإنسانية ، بدلا من أن تحولها إلى مجرد آلة. وليست ميزتها فقط أنّها قد أتاحت إشباعا عادلا ، ومعقولا لإتجاهين متعارضين في الإرادة الفردية : أعني حاجتنا المزدوجة إلى المطابقة ، والمبادرة ـ ولكنها ذات أهمية عظمى في المستوى الإجتماعي ، فبفضلها استطاع القرآن ـ كما قلنا ـ أن يبدع إطارا متجانسا بقدر يكفي لتكوين هذا الوسط الأخلاقي ، المشترك بين جميع أعضاء الجماعة ، ولكنه أيضا متنوع بقدر يكفي لتدخل في نطاقه درجات كثيرة للقيمة.

وأهم العوامل في هذا النّجاح يتمثل في أنّ جميع القواعد ، أو أغلبها ، تشتمل على أمرين : «أداء واجب» ، و«تحقيق خير» ، أو بالأحرى : أداء «واجب جوهري» ، «وواجب كمال».

ويبدو القرآن في النّقطة الأولى متشددا ، لا يقبل أية مساومة ، ولكنه في الثّانية تتحول صرامة الأمر إلى حث ، وتشجيع.

٨٦٤

وهكذا يجب أن تتضمن أنظمتنا الإجتماعية كلّها جانبا ثابتا ، محافظا ، يصان عن هوى النّاس ، وصروف الظّروف ، وجانبا ديناميكيا ، متطورا ، متحررا. وبذلك تتحقق أحلامنا في «الإستقرار» و«التّغيير» وحاجاتنا إلى «النّظام» ، و«التّقدم».

ونضيف إلى ذلك أنّ القرآن يواكب الطّريق الّذي يبدأ من الواجب المشترك ، حتّى الواجب الكامل المنوط بمبادرة كلّ فرد ، وشجاعته ، فيطبع كلّ مرحلة من الطّريق بدرجتها من الثّواب. وهو حين يغمر بكرمه مختلف تطبيقات الفضيلة المتدرجة ـ فإنّه يدعو هؤلاء ، وأولئك من أوليائه أن يرتقوا دائما ، دائما أسمى الدّرجات.

في هذه الظّروف نستطيع أن نختم البحث قائلين :

لو افترضنا أنّ الإنسانية سوف تبقى أبدا ، وأنّها سوف تغير ظروف حياتها إلى ما لا نهاية ، فإننا نؤمل أن تجد في القرآن أنّى توجّهت ـ قاعدة لتنظيم نشاطها أخلاقيا ، ووسيلة لدفع جهدها ، ورحمة للضعفاء ، ومثلا أعلى للأقوياء.

وأدنى ما يمكن أن نقوله في الأخلاق القرآنية : إنّها تكفي نفسها بنفسها ـ على وجه الإطلاق ، فهي : «أخلاق متكاملة».

٨٦٥

تنبيه

حاولنا خلال هذه الدّراسة أن نتوخى الوضوح ، والدّقة ، والموضوعية. ولا شك أننا كنّا نود أن نضم الجمال إلى الوضوح ، والجاذبية إلى الأحكام ، وكان من المناسب بعد أن زرعنا ثمرات الفكر أن نعني بأزهار الأسلوب ، بيد أنّه لما كان هذا التّرف غريبا بعض الشّيء عن طريقتنا الّتي اعتدناها في الكتابة باللغة الفرنسية ، فقد كنّا نخشى إنّ بحثنا عن البريق أن نهدد المحكم المتين ، فلا يكون إلّا التّكلف المضحك. فنحن مقتنعون إذن بتقديم أفكارنا ، ومصطلحاتنا كيفما جاءت إلى العقل ، عارية ، بسيطة صادقة.

ويبقى أن نقول : إنّه لو توسم فينا بعض النّاس صفات أخرى مما حاولنا أن نستودعه في هذا الكتاب ، فسيكون هذا جزاء عظيما على ما بذلنا من جهد.

٨٦٦

الأخلاق العمليّة

حاولنا في كلّ ما سبق أن نحدد المفهوم القرآني للحاسة الأخلاقية. فما مصدر الواجب؟ وما أهميته؟ وما هدفه؟ وما مصيره؟.

لقد استطعنا أن نجد لكلّ علامات الإستفهام هذه إجابة في النّص ، محددة بدرجة كافية لإثبات تعريفها. فإذا نظرنا إلى النّظرية الأخلاقية للقرآن في مجموعها لأمكن وصفها بأنّها (تركيب لتراكيب) ، فهي لا تلبي فقط كلّ المطالب الشّرعية ، والأخلاقية ، والإجتماعية ، والدّينية ، ولكن نجدها ، في كلّ خطوة ، وقد تغلغل فيها بعمق روح التّوفيق بين شتى النّزعات : فهي متحررة ، ونظامية ، عقلية ، وصوفية ، ليّنة ، وصلبة ، واقعية ، ومثالية ، محافظة ، وتقدمية ـ كلّ ذلك في آن.

ولا ينبغي أن نرى في هذه الوحدة بين المختلفات مجرد رصف للمتناقضات ، و«إضافة للمضافات» ، لأنّها في هذا التّركيب لا تقوم فقط على تقدير الجرعة المناسبة ، والتّدرج ، والتّوازن ، والإنسجام. وهي ليست فقط كمالا في الجهد المعقول يخدم النّزعة الأخلاقية في مختلف علاقاتها ، بل إنّ هنالك ما هو أكثر ،

٨٦٧

وأفضل : إنّها بناء عضوي حقيقي تتعاون فيه كلّ العناصر ، وتتساند كلّ الوظائف ، ولقد استطعنا أن نشهد كيف يمتزج المثالي بالواقع العملي الصّلد (١) ، وصرامة الإطار تسير مع المرونة في المضمون جنبا إلى جنب ، فيشتركان معا في حفظ النّظام ، وفي تحقيق التّقدم (٢). ورأينا كيف يكتمل العقل بالإيمان (٣) ، وكيف يعتمد الإيمان على العقل (٤). وكيف يراقب الفرد حسن سير الحياة الأخلاقية العامة (٥) ، وإن كان مكلفا بمسئوليته الخاصة. وكيف يشعر المجتمع من ناحية أخرى بسموه ، وبحقه المقدس بالنسبة إلى أعضائه (٦) (دون أن يقتضي منهم مع ذلك تضحيات لا جدوى منها أو مغالية) (٧) ، ثمّ يشعر في الوقت نفسه. بالواجب الملح الّذي يقع على كاهله ، أن يضمن للمحرومين قدرا مناسبا من الرّفاهة (٨) ، وأن يجنبهم كلّ عبء لا يطيقونه (٩).

هذه الجدلية كلّها ، هذا المد ، والجزر يتردد حول المبدأ الوحيد ، الّذي يقع في قلب النّظام ، والّذي يمكن أن يتلخص في فكرة «التّقوى» : وهي مفهوم مركب بدوره ، لأنّه يضم أعمق الإحترام للمثل الأعلى ، والبحث عن أفضل الظّروف

__________________

(١) انظر في الفصل الثّاني : التّحليل العام لفكرة المسئولية : ١٩٧.

(٢) انظر الفقرة الثّانية من الفصل الثّاني في تحديد شروط المسئولية الخلقية والدّينية : ٢١٠.

(٣) انظر الفصل الثّاني.

(٤) انظر الفصل الثّاني.

(٥) انظر الفصل الثّاني.

(٦) انظر الفصل الثّاني.

(٧) انظر الفصل الثّاني.

(٨) انظر الفصل الثّاني.

(٩) انظر الفصل الثّاني.

٨٦٨

الّتي تفرضها الطّبيعة بقدر الإمكان.

وفائدة دراسة كهذه هي أنّها تشعرنا بكلّ عمق بما نحن مندوبون إلى أدائه ، ثمّ هي ترينا كيف يستند هذا الأداء إلى أساس متين.

لكن هذا كلّه لا يشبع إلّا حاجة عقلية ، ولا يعد سوى جانب ثانوي من المشكلة الأخلاقية ، فمن الممكن «أن يكون المرء فاضلا دون أن يستطيع تعريف الفضيلة» ، فحاجتنا إذن إلى أن نرى الفضيلة أعظم من حاجتنا إلى تعريفها.

«ما ذا يجب أن أعمل»؟ .. ذلكم هو أعم الأسئلة ، وأشدها إلحاحا ، إنّه الغذاء اليومي للنفس الإنسانية. ولسوف يكون عملنا هذا ناقصا بادي النّقص ، لو أنّه بعد أن كشف في القرآن عن الأساس النّظري ، وعن المبادىء العامّة للأخلاق ، أعرض عن مشاهدة الآثار العظيمة الرّائعة للأخلاق التّطبيقية ، الّتي قدمها لنا هذا القرآن.

فهذا إذن بيان هذه الأخلاق العملية.

ولسوف نرى فيها كيف أنّ نشاطنا في كلّ ميادين الحياة (١) ، يجد فيها طريقه مرسوما.

وربما كان من المناسب أن نضيف إلى النّص بعض الملاحظات المفسرة ، أو المقارنة ، ولكنا كيلا نضخم كتابنا ، الّذي تضخم فعلا ، سوف نكتفي بعرض مجرد وبسيط لهذه المقتبسات النّصية ، إلّا في حالة الضّرورة ، مع العناية بتصنيفها منهجيا ، تبعا للمجالات المختلفة الّتي سبق أن أشرنا إليها.

__________________

(١) أعني : في سلوكنا الشّخصي كما في علاقاتنا مع الآخرين ، ومع الله جلّ وعلا.

٨٦٩
٨٧٠

الأخلاق العملية

نصوص من القرآن

٨٧١
٨٧٢

الفصل الأوّل

الأخلاق الفردية

٨٧٣
٨٧٤

أوّلا ـ الأوامر :

تعليم عام :

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (١).

تعليم أخلاقي :

(وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) (٢).

جهد أخلاقي :

(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (٣).

(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) (٤).

(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (٥).

__________________

(١) النّحل : ٤٣ ، والأنبياء : ٧.

(٢) التّوبة : ١٢٢.

(٣) البلد : ١١ ـ ١٧.

(٤) العنكبوت : ٦٩.

(٥) محمّد : ١٧.

٨٧٥

(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) (١) ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (٢).

طهارة النّفس :

(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (٣).

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٤).

(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (٥).

__________________

(١) الليل : ٤ ـ ١٠.

(٢) التّوبة : ١٠٨.

(٣) الشّمس : ٦ ـ ١٠.

(٤) الشّعراء : ٦٩ ـ ٨٩.

(٥) سورة ق : ٣١ ـ ٣٣.

٨٧٦

الإستقامة :

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) (١).

(فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) (٢).

العفة ـ الإحتشام ـ غض البصر :

(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٣).

(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (٤).

(وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٥).

__________________

(١) فصلت : ٦.

(٢) هود : ١١٢.

(٣) النّور : ٣٠ ـ ٣١.

(٤) النّور : ٣٣.

(٥) النّور : ٦٠.

٨٧٧

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) (١).

(يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢).

التّحكم في الأهواء :

(وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) (٣).

(وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (٤).

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (٥).

الإمتناع عن شهوتي البطن ، والفرج :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ

__________________

(١) المؤمنون : ١ ـ ٧.

(٢) الأحزاب : ٣٢ ـ ٣٣.

(٣) النّازعات : ٤٠ ـ ٤١.

(٤) سورة ص : ٢٦.

(٥) النّساء : ١٣٥.

٨٧٨

تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (١).

(ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها) (٢).

(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (٣).

كظم الغيظ :

(أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (٤).

الصّدق :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٥).

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (٦).

__________________

(١) البقرة : ١٨٣ ـ ١٨٥.

(٢) البقرة : ١٨٧.

(٣) البقرة : ٢٢٢.

(٤) آل عمران : ١٣٣ ـ ١٣٤.

(٥) التّوبة : ١١٩.

(٦) الأحزاب : ٧٠.

٨٧٩

(وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (١).

الرّقة ، والتّواضع :

(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (٢).

(وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) (٣).

التّحفظ في الأحكام :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (٤).

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (٥).

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (٦).

أجتناب سوء الظّن :

(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (٧).

__________________

(١) الزّمر : ٣٣.

(٢) لقمان : ١٩.

(٣) الفرقان : ٦٣.

(٤) الحجرات : ١٢.

(٥) الحجرات : ٦.

(٦) النّساء : ٩٤.

(٧) الإسراء : ٣٦.

٨٨٠