دستور الأخلاق في القرآن

الدكتور محمّد عبدالله درّاز

دستور الأخلاق في القرآن

المؤلف:

الدكتور محمّد عبدالله درّاز


المحقق: الدكتور عبدالصبور شاهين
الموضوع : الأخلاق
الناشر: مؤسسة دار الكتاب الاسلامي
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 964-465-053-0
الصفحات: ٩٦٢

وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) (١).

* الإفادة من الكسب الخبيث ، واستعمال أي شيء نجس (حقيقة ، ومجازا) : (وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) (٢) ، (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (٣).

* قتل الأولاد (حتّى لو كان بدافع الفقر المدقع ، واقعا ، أو محتملا مخوفا) : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) (٤).

* ارتكاب أدنى خروج على الأدب في حقّ الكبار من آبائنا : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً) (٥).

* سوء معاملة زوجاتنا (بالظلم ، والغصب ، والحرمان ..) : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٦).

* إراقة دم الإنسان إلّا بالحقّ : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٧).

* التّسبب في الضّرر ، أو الفساد في الأرض : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي

__________________

(١) النّور : ٣١ و ٦٠ ، الأحزاب : ٣٣ (ـ ٣ ب).

(٢) النّساء : ٢.

(٣) النّساء : ٢ ، المدثر : ٥ (ـ ١ آ و ١ ب).

(٤) الأنعام : ١٥١ ، الإسراء : ٣١ (ـ ٢ آ).

(٥) الإسراء : ٢٣ (ـ ١ آ).

(٦) النّساء : ١٩ ، البقرة : ٢٢٩ و ٢٣١ و ٢٣١ و ٢٣٣ ، الطّلاق : ٦ (ـ ٦ ب).

(٧) الأنعام : ١٥١ ، الإسراء : ٣٣ ، الفرقان : ٦٨ (ـ ٣ آ).

٤٤١

الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (١).

* أن يكون المرء عدوانيا ، حتّى تجاه أعدائه : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا) (٢).

* استخدام مال الغير دون رضاه (وتملكه من باب أولي) : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٣).

* المساس بمال اليتامى ، إلّا بالتي هي أحسن (بهدف إنمائها) : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٤).

* رد اليتيم بجفوة : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٥).

* قهر اليتيم وإعناته : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) (٦).

* الإستخفاف به في المعاملة : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (٧).

* إهمال الفقير : (وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٨).

* تعنيف السّائل : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) (٩).

__________________

(١) البقرة : ١١ ، الأعراف : ٦٥ (ـ ١ آ و ١ ب).

(٢) المائدة : ٢ ، الأعراف : ٣٣ ، النّحل : ٩٠ (ـ ٢ آ و ١ ب).

(٣) البقرة : ١٨٨ ، النّساء : ٢٩ (ـ ٢ ب).

(٤) الأنعام : ١٥٢ ، النّساء : ٦ ، الإسراء : ٣٤ (ـ ٢ آ و ١ ب).

(٥) الماعون : ١ ـ ٢ (ـ ١ آ).

(٦) الضّحى : ٩ (ـ ١ آ).

(٧) الفجر : ١٧ (ـ ١ آ).

(٨) الفجر : ١٨ ، الماعون : ٣ (ـ ٢ آ).

(٩) الضّحى : ١٠ (ـ ١ آ).

٤٤٢

* اختيار خبائث الكسب لإعطائها إنفاقها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (١).

* أن يهب شيئا على سبيل المن : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (٢).

* أن يريد بإحسانه ثناء الآخرين : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٣).

* أن يشهد زورا : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (٤).

* أن يرتكب خيانة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٥).

* أن يدخل بيوت الآخرين دون استئذانهم ، والتّسليم عليهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٦).

* أن يترك جماعة دون أن يأذن له أميرها : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) (٧).

__________________

(١) البقرة : ٢٦٧ (ـ ١ ب).

(٢) المدثر : ٦ (ـ ١ آ).

(٣) الحجرات : ١٧ (ـ ١ ب).

(٤) الفرقان : ٧٢ (ـ ١ آ).

(٥) الأنفال : ٢٧ (ـ ١ ب).

(٦) النّور : ٢٧ ـ ٢٨ و ٥٨ ـ ٥٩ و ٦١ (ـ ٣ ب).

(٧) النّور : ٦٢ (ـ ١ ب).

٤٤٣

* أن نغتاب إخواننا : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (١).

* أن نتتبع أسرارهم : (وَلا تَجَسَّسُوا) (٢).

* أن نشنع بهم ، أو نسخر منهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) (٣).

* أن نطلق عليهم ألقابا لإهانتهم : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) (٤).

* التّآمر ظلما ، وعدوانا : (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) (٥).

* أن نقطع علاقاتنا المقدسة ، وأن نحدث فرقة ، وتمزقا : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (٦).

* أن ننسى الله : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) (٧).

* ضعف الإيمان به : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا) (٨).

* أن نعصي الله : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (٩).

__________________

(١) الحجرات : ١٢ (ـ ١ ب).

(٢) الحجرات : ١٢ (ـ ١ ب).

(٣) الحجرات : ١١ (ـ ١ ب).

(٤) الحجرات : ١١ (ـ ١ ب).

(٥) المائدة : ٢ (ـ ١ ب).

(٦) آل عمران : ١٠٣ (ـ ١ ب).

(٧) الحشر : ١٩ (ـ ١ ب).

(٨) الأنعام : ١٣٦ (ـ ١ آ).

(٩) الأحزاب : ٣٦ (ـ ١ ب).

٤٤٤

* الإشراك به ، مهما يكن الشّريك : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١).

* تعريض اسمه لما لا يليق : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) (٢).

وهذه المنهيات جميعا سبق تسويغها بخصائصها الذاتية (ـ ٣٣ آ و ٤٧ ب).

ولكن ها نحن أولاء في النّهاية نبين كيف أنّ القرآن يعطيها التّسويغ الصّريح ، ولسوف نجد أنّه يبرز هنا في مقابل القيم الموضوعية الّتي تشتمل عليها الفضيلة ـ نقيض القيمة الّذي تنطوي عليه الرّذيلة. ذلك أنّ أي سلوك عكس القاعدة المقررة ، أو أي نقص في الإيمان بالحقائق العليا ـ سوف يدان ، لا لأنّه يؤدي إلى ضياع موضوعها ، بل لأنّه يستتبع ، أو يستصحب النّقائض الآتية :

* الضّلال : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) (٣).

* الغفلة : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (٤).

__________________

(١) البقرة : ٢٢ ، الكهف : ١١٠ (ـ ١ آ و ١ ب).

(٢) البقرة : ٢٢٤ ، المائدة : ٨٩ ، الأنعام : ١٠٨ (ـ ١ آ و ٢ ب).

(٣) انظر ، البقرة : ١٦ و ١٠٨ و ١٧٥ ، الفاتحة : ٧ ، آل عمران : ٩٠ و ١٦٤ ، النّساء : ٤٤ و ٦٠ و ١١٦ و ١٣٦ و ١٦٧ و ١٧٦ ، المائدة : ١٢ ، الأنعام : ٣٩ و ٥٦ و ١١٦ و ١١٩ و ١٤٠ و ١٤٤ ، الأعراف : ١٧٩ ، يونس : ٤٥ و ١٠٨ ، إبراهيم : ٣ ، الكهف : ١٠٤ ، مريم : ٣٨ ، الحجّ : ٤ و ١٢ ، الفرقان : ٤٢ و ٤٤ ، القصص : ٥٠ و ٨٥ ، الرّوم : ٢٩ ، لقمان : ١١ ، الأحزاب : ٣٦ ، سبأ : ٢٤ ، يس : ٦٢ ، الزّمر : ٢٢ ، فصلت : ٥٢ ، الشّورى : ١٨ ، الزّخرف : ٤٠ ، الدّخان : ٥ و ٣٢ ، النّجم : ٣٠ ، القمر : ٤٧ ، الممتحنة : ١ ، الجمعة : ٢ ، الملك : ٢٩ ، القلم : ٧٠ (ـ ٣١ آ و ١٧ ب).

(٤) الأعراف : ١٧٩ و ٢٠٥ (ـ ٢ آ).

٤٤٥

* الخبط في الظّلمات : (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) (١).

* الميل والإنحراف عن الصّراط : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (٢).

* السّبيل السّيىء : (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً) (٣).

* إنقلاب القيم : (يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (٤).

* المشي المنقلب : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥).

* السّقوط ، والهويّ : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) (٦).

* اتباع الهوى الأعمى : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) (٧).

* عبادة الهوى : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) (٨).

__________________

(١) البقرة : ١٧ ، الأنعام : ٣٩ و ١٢٢ ، الرّعد : ١٦ ، إبراهيم : ١ ، النّور : ٤٠ ، فاطر : ٢٠ ، الحديد : ٩ ، الطّلاق : ٢ (ـ ٧ آ و ٢ ب).

(٢) انظر ، المؤمنون : ٧٤ ، النّساء : ٢٧ و ١٣٥ ، النّمل : ٦٠ (ـ ٢ آ و ٢ ب).

(٣) النّساء : ٢٢ ، الإسراء : ٣٢ (ـ ١ آ و ١ ب).

(٤) التّوبة : ٣٧ ، الكهف : ١٠٤ ، فاطر : ٨ ، الزّخرف : ٣٧ ، محمد : ١٤ ، الحجرات : ١١. (ـ ٣ آ و ٣ ب).

(٥) الملك : ٢٣ (ـ ١ آ).

(٦) الحجّ : ٣١ (ـ ١ ب).

(٧) انظر ، الأنعام : ١١٩ ، الأعراف : ١٧٦ ، الكهف : ٢٨ ، القصص : ٥٠ ، الرّوم : ٢٩ ، الشّورى : ١٥ ، محمد : ١٤ و ١٦ (ـ ٦ آ و ٢ ب).

(٨) الفرقان : ٤٣ ، الجاثية : ٢٣ (ـ ٢ آ).

٤٤٦

* الشّراء البئيس : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) (١).

* اختيار صاحب ملعون : (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً) (٢).

* مشي المرء خلف عدوه ، وتحالفه معه : (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (٣).

* اللقب السّيىء : (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (٤).

* التّشبه بالظالمين : (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) (٥).

* مماثلة بعض ما هو دنيء : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) (٦).

* مماثلة بعض ما هو مقيت مشمئز : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) (٧).

* العمى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) (٨).

__________________

(١) البقرة : ٩٠ و ١٠٢ ، آل عمران : ١٨٧ ، الكهف : ٥٠ (ـ ١ آ و ٣ ب).

(٢) النّساء : ٣٨ ، الإسراء : ٢٧ ، الحجّ : ١٣. (ـ ١ آ و ٢ ب).

(٣) الأعراف : ٢٧ ، البقرة : ١٦٨ و ٢٠٨ ، الكهف : ٥٠ ، فاطر : ٦ (ـ ٣ آ و ٢ ب).

(٤) الحجرات : ٢. (ـ ١ ب).

(٥) النّساء : ١٤٠ ، المائدة : ٥١. (ـ ٢ ب).

(٦) الأعراف : ١٧٦ و ١٧٧ و ١٧٩ ، الفرقان : ٤٤ ، الملك : ٥ (ـ ٥ آ).

(٧) الحجرات : ١٢ (ـ ١ ب).

(٨) الأنعام : ٥٠ و ١٠٤ ، البقرة : ١٧ و ١٨ و ١٧١ ، هود : ٢٤ ، الرّعد : ١٦ و ١٩ ، الحجّ : ٤٦ ، النّمل : ٨١ ، القصص : ٧٢ ، الرّوم : ٥٣ ، السّجدة : ٢٧ ، فاطر : ١٩ ، غافر : ٥٨ ، الشّورى : ٤٤ ، الزّخرف : ٤٠. (ـ ١٣ آ و ٤ ب).

٤٤٧

* الصّمم : (وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (١).

* الجهل : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) (٢).

* غيبة العقل ، أو سوء استعماله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (٣) ، وقوله : (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) (٤).

* العلم القاصر : (ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) (٥).

* المعرفة السّطحية : (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (٦).

* رفض ما لم يعرف معرفة عميقة : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (٧).

* المجادلة بلا علم ، ولا هدى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا

__________________

(١) الأعراف : ١٠٠ ، ١٧٩ ، البقرة : ١٨ ١٧١ ، الأنعام : ٣٩ ، الأنفال : ٢٢ ، يونس : ٤٢ ، هود : ٢٤ ، الأنبياء : ٤٥ ، الفرقان : ٤٤ ، النّمل : ٨٠ ، القصص : ٧١ ، الرّوم : ٥٢ ، فصلت : ٤ و ٤٤ ، الزّخرف : ٤٠. (ـ ١٣ آ و ٣ ب).

(٢) الأنعام : ٣٥ و ٣٧ و ١١١ ، البقرة : ١٠٢ و ١٠٣ ، النّحل : ١٠١ ، الأنبياء : ٢٤ ، النّمل : ٦١ ، القصص : ٥٨ ، الرّوم : ٣٠ و ٥٩ ، لقمان : ٢٥ ، سبأ : ٢٨ و ٣٦ ، الزّمر : ٩ و ٢٩ و ٤٩ و ٦٤ ، غافر : ٥٧ ، الجاثية : ٢٦ ، المنافقون : ٨. (ـ ١٨ آ و ٣ ب).

(٣) البقرة : ٤٤.

(٤) البقرة : ٤٤ و ١٧١ ، آل عمران : ٦٥ ، النّساء : ٧٨ ، المائدة : ٥٨ و ١٠٣ ، الأعراف : ١٧٩ ، الأنفال : ٢٢ ، التّوبة : ١٢٧ ، المؤمنون : ٨٠ ، الفرقان : ٤٤ ، العنكبوت : ٦٣ و ٣٦ و ٦٢ و ٤٩. (ـ ٢ آ و ١٣ ب).

(٥) النّجم : ٣٠ (ـ ١ آ).

(٦) الرّوم : ٧ (ـ ١ آ).

(٧) يونس : ٣٩ ، النّمل : ٨٤ (ـ ٢ آ).

٤٤٨

هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) (١).

الدّفاع عن قضية بلا يقين : (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ) (٢).

ولا برهان : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) (٣) ، ولا تجربة : (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) (٤).

* الحكم السّيىء : (فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٥).

* حجّة منهارة : (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) (٦).

* انعدام الأساس : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (٧).

__________________

(١) آل عمران : ٦٦ ، الحجّ : ٣ و ٨ ، لقمان : ٢٠ (ـ ١ آ و ٣ ب).

(٢) البقرة : ٨٠ و ١٦٩ ، النّساء : ١٥٧ ، الأنعام : ١٠٠ و ١٠٨ و ١١٩ و ١٤٠ و ١٤٣ و ١٤٤ و ١٤٨ ، الأعراف : ٢٨ و ٣٣ ، يونس : ٦٨ ، الكهف : ٥ ، الحجّ : ٧١ ، النّور : ١٥ ، الرّوم : ٢٩ ، لقمان : ٦ ، الزّخرف : ٢٠ ، الجاثية : ٢٤ ، الأحقاف : ٤ ، النّجم : ٢٨. (ـ ١٧ آ و ٥ ب).

(٣) آل عمران : ١٥١ ، الأعراف : ٣٣ ، الأنبياء : ٢٤ ، الحجّ : ٧١ ، النّمل : ٦٤ ، الصّافات : ١٥٦ ، غافر : ٣٥ ، النّجم : ٢٣. (ـ ٦ آ و ٢ ب).

(٤) الكهف : ٥١ ، الصّافات : ١٥٠ ، الزّخرف : ١٩. (ـ ٣ آ).

(٥) الأنعام : ١٣٦ ، النّحل : ٥٩. (ـ ٢ آ).

(٦) الشّورى : ١٦ (ـ ١ آ).

(٧) المائدة : ٦٨ (ـ ١ ب).

٤٤٩

* الضّعف والإنهيار : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) (١).

* الوهن البالغ : (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (٢).

* تقليد الجاهلين الضّالين من الآباء : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (٣).

* اتباع الظّن : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (٤).

* الباطل : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (٥).

* الوهم الّذي لا واقع له : (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٦).

* مجرد أسماء : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) (٧).

__________________

(١) التّوبة : ١٠٩ (ـ ١ ب).

(٢) العنكبوت : ٤١. (ـ ١ آ).

(٣) البقرة : ١٧٠ ، آل عمران : ١٥٤ ، المائدة : ٧٧ و ١٠٤ ، التّوبة : ٣٠ ، الأحزاب : ٣٣ ، الصّافات : ٦٩ و ٧٠ ، الزّخرف : ٢٢. (ـ ٢ آ و ٦ ب).

(٤) النّجم : ٢٣ و ٢٨ ، البقرة : ٧٨ ، النّساء : ١٥٧ ، الأنعام : ١١٦ و ١٤٨ ، يونس : ٣٦ و ٦٦ ، الزّخرف : ٢٠ ، الجاثية : ٢٤ و ٣٢. (ـ ٩ آ و ٢ ب).

(٥) الأنفال : ٨ ، النّحل : ٧٢ ، الإسراء : ٢٨١ ، الكهف : ٥٦ ، الأنبياء : ١٨ ، الحجّ : ٦٢ ، الفرقان : ٤ ، العنكبوت : ٦٧ ، لقمان : ٣٠ ، سبأ : ٤٩ ، غافر : ٥ ، الشّورى : ٢٤ ، محمد : ٣ ، المجادلة : ٢ (ـ ١٠ آ و ٤ ب).

(٦) العنكبوت : ٤٢ ، يونس : ٦٦. (ـ ٢ آ).

(٧) النّجم : ٢٣ و ٢٧ ، التّوبة : ٣٠ ، الرّعد : ٣٣ ، الأحزاب : ٤. (ـ ٣ آ و ٢ ب).

٤٥٠

* اختلاق كذب : (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١).

* عمل الشّيطان : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢).

* الغي : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ) (٣).

* السّفاهة : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ) (٤).

* الغلو وتجاوز الحدود : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً) (٥).

* فعل السّوء : (إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ) (٦).

* فعل الفحشاء : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) (٧).

* فعل المنكر : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) (٨).

* فعل المقت (الّذي يجعلنا محتقرين في نظر أنفسنا) : (لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ

__________________

(١) آل عمران : ٧٥ و ٧٨ ، النّساء : ٥٠ ، المائدة : ١٠٣ ، الأنعام : ١١٢ و ١٣٧ و ١٤٠ ، الكهف : ٥ ، المؤمنون : ٩٠ ، العنكبوت : ٣ و ١٢ و ١٧ ، الصّافات : ٨٦ و ١٥١ و ١٥٢. (ـ ١١ آ و ٤ ب).

(٢) المائدة : ٩٠ (ـ ١ ب).

(٣) البقرة : ٢٥٦ ، الفتح : ٦ (ـ ١ آ و ١ ب).

(٤) الأنعام : ١٤٠ ، البقرة : ١٣ و ١٣٠. (ـ ١ آ و ٢ ب).

(٥) المائدة : ٧٧ ، النّساء : ١٧١ ، الأنعام : ١٠٨ ، هود : ١١٢ ، النّحل : ٩ ، الكهف : ٢٨ ، المؤمنون : ٧ ، المعارج : ٣١ ، الجن : ٤. (ـ ٧ آ و ٢ ب).

(٦) البقرة : ١٦٩ ، المائدة : ٦٢ و ٦٣ و ٧٩ ، التّوبة : ٩ ، الإسراء : ٣٨ ، المنافقون : ٢. (ـ ١ آ و ٦ ب).

(٧) البقرة : ١٦٩ و ٢٦٨ ، النّساء : ٢٢ ، الأعراف : ٢٨ ، الإسراء : ٣٢ ، النّور : ٢١. (ـ ٢ آ و ٤ ب).

(٨) النّور : ٢١ ، التّوبة : ٦٧ ، المجادلة : ٢. (ـ ٣ ب).

٤٥١

مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (١).

* الفسق ، والشّذوذ ، والضّياع : (فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (٢).

* الظّلم : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) (٣).

* ظلم المرء نفسه : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (٤).

* فداحة الخطأ : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) (٥) ، (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) (٦).

* جرم ، وكبيرة : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) (٧).

* إثمّ القلب : (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) (٨).

__________________

(١) غافر : ١٠ ، النّساء : ٢٢. (ـ ١ آ و ١ ب).

(٢) الحديد : ١٦ و ٢٦ و ٢٧ ، البقرة : ٢٨٢ ، آل عمران : ٨٢ ، المائدة : ٣ و ٥٩ و ٨١ ، الأنعام : ١٢١ و ١٤٥ ، التّوبة : ٨ و ٦٧ ، النّور : ٤ و ٥٥ ، الحشر : ١٩. (ـ ٥ آ و ١٠ ب).

(٣) البقرة : ١٤٠ و ١٤٥ و ٢٢٩ و ٢٥٤ ، آل عمران : ٩٤ ، المائدة : ١٠٧ ، الأنعام : ٢١ و ٥٢ و ٩٣ و ١٤٤ و ١٥٧ ، الأعراف : ٣٧ ، التّوبة : ٢٣ ، يونس : ١٧ و ١٠٦ ، هود : ١٨ ، الكهف : ٥٠ و ٥٧ ، مريم : ٣٨ ، النّور : ٥٠ ، الفرقان : ٤ ، العنكبوت : ٤٩ و ٦٨ ، الرّوم : ٢٩ ، لقمان : ١١ ، السّجدة : ٢٢ ، الزّمر : ٣٢ ، الحجرات : ١١ ، الممتحنة : ٩ ، الصّف : ٧. (ـ ١٩ آ و ١١ ب).

(٤) البقرة : ٢٣١ ، النّساء : ٩٧ ، الأعراف : ١٧٧ ، يونس : ٢٣٦ و ٤٤ ، فاطر : ٣٢ ، الطّلاق : ١ (ـ ٤ آ و ٣ ب).

(٥) البقرة : ٢١٧.

(٦) البقرة : ٢١٧ ، الإسراء : ٤٠ ، الكهف : ٥ ، مريم : ٨٩ ، النّور : ١٥ ، الأحزاب : ٥٣ (ـ ٣ آ و ٣ ب).

(٧) النّساء : ٢ و ٢٠ و ٤٨ و ٥٠ و ١١٢ ، البقرة : ١٨٨ ، المائدة : ١٠٦ ، الإسراء : ٣١ ، الأحزاب : ٥٨ ، الحجرات : ١٢ (ـ ٢ آ و ٨ ب).

(٨) البقرة : ٢٨٣ (ـ ١ ب).

٤٥٢

* خداع النّفس : (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (١).

* دنس القلب : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) (٢).

* النّجاسة الأخلاقية : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ) (٣).

* الضّعف أمام الإغراء : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (٤).

* الرّيبة ، والشّك : (إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) (٥).

* الإنتهازية : (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) (٦).

* اتباع المنفعة : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ

__________________

(١) البقرة : ١٨٧ (ـ ١ ب).

(٢) المائدة : ٤١ (ـ ١ ب).

(٣) التّوبة : ٢٨ و ٩٥ و ١٢٥ ، المائدة : ٩٠. (ـ ٤ ب).

(٤) طه : ١١٥. (ـ ١ آ).

(٥) التّوبة : ٤٥ و ١١٠ ، النّور : ٥٠ (ـ ٣ ب).

(٦) النّساء : ٧٢ ـ ٧٣ (ـ ١ ب).

٤٥٣

مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) (١).

* قساوة القلب : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (٢).

* استكبار لا مسوغ له : (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ) (٣).

* اهتمام خاطىء ، وغرام شديد بكلّ شيء : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) (٤).

* قول تنقضه الأفعال : (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) (٥).

* الإرتباط بالأرض : (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) (٦).

* الإبتعاد عن الله : (وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ) (٧).

فأية نتيجة طبيعية نستخلصها من هذا الحشد من النّقائص ، أكثر من أن نقول مع القرآن ـ إنّها لا تنتج إظلام النّفس ، وخسرانها فحسب : (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (٨) ، ولا مرض القلب ، وسقمه فحسب ، (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ

__________________

(١) النّور : ٤٨ ـ ٤٩ (ـ ١ ب).

(٢) البقرة : ٧٤ ، الأنعام : ٤٣ ، الحجّ : ٥٣ ، الحديد : ١٦. (ـ ٢ آ و ٢ ب).

(٣) غافر : ٥٦ ، الفرقان : ٢١. (ـ ٢ آ).

(٤) الشّعراء : ٢٢٥ (ـ ١ آ).

(٥) الشّعراء : ٢٢٦ (ـ ١ آ).

(٦) الأعراف : ١٧٦ (ـ ١ آ).

(٧) المائدة : ٩١ (ـ ١ ب).

(٨) الشّمس : ١٠ ، المطففين : ١٤ (ـ ٢ آ).

٤٥٤

مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) (١) بل هو موت الرّوح (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (٢).

أمّا أولئك الّذين إختاروا لأنفسهم الكفر بلا رجعة فإنّ القرآن يراهم شرّ الأنواع ، وأسفل المخلوقات على هذه الأرض : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (٣).

فها نحن أولاء نجد ما يكفي من طرق التّأنيب ، والتّرهيب (ـ ٢٤٧ آ و ١٧١ ب). وبهذه الإعتبارات الأخلاقية المحضة شرع القرآن في أداء عمله التّربوي ، بصورة جوهرية ، وهي إعتبارات ترى في سردها ثروة من الألفاظ ، يكرم بها القرآن الفضيلة ، ويصم الرّذيلة.

ويكون مجموع هذه البراهين ، صريحة ، وضمنية ـ المجموعة الأولى من التّوجيهات القرآنية.

فلننظر الآن في المجموعة الثّانية.

ب : «إعتبارات الظّروف المحيطة وموقف الإنسان»

وننتقل الآن عن المسوغات الباطنة إلى الجزاءات الظّاهرة ، مستطردين في منطقة وسيطة ، تعتبر بصورة ما فترة إنتظار تسبق هذه الجزاءات ، ولكنها لا تعد واحدا منها ، بل هي على الأكثر تشعر بها إشعارا غامضا ، بعيدا عن التّحديد.

ولنؤكد بادىء ذي بدء أننا لا نفكر هنا في الرّأي العام ، إذ أنّ «القيل والقال» ،

__________________

(١) البقرة : ١٠ ، المائدة : ٥٢ ، التّوبة : ١٢٥ ، الحجّ : ٥٣ ، النّور : ٥٠ ، محمد : ٢٠ (ـ ٦ ب).

(٢) النّمل : ٨٠ ، الأنعام : ١٢٢ ، الرّوم : ٥٢ ، فاطر : ٢٢ (ـ ٤ آ).

(٣) الأنفال : ٢٢ و ٥٥ ، التّين : ٦ ، البينة : ٦ (ـ ١ آ و ٣ ب).

٤٥٥

حين يكون غير مشروع ، لا ينبغي مطلقا أن يقلق مؤمنا حقا ، يمضي في حياته على مثل أعلى يتخذه قاعدة ، ونموذجا للسلوك ، وهو المثل الأعلى الّذي مضى عليه المؤمنون : (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) (١) ، (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢) ، فالمؤمن الحقّ ، متى دخل حظيرة الإيمان ، لا يعبأ إلّا بالأساس الّذي قام عليه إيمانه ، ومع ذلك فإلى أي مدى يمتد السّلطان الّذي يمارسه إعتبار الرّأي العام ـ على الإرادة الفردية ، والرّأي العام هو : ذلك الشّعور الّذي نجده حين نظن أنّ إخواننا قد يحسون نحونا بإحساس طيب ، أو ردىء ، وأننا سنكون موضع إعجابهم ، أو إحتقارهم؟ ..

إنّ من الواضح جدا أنّ هذه الإعتبارات لا تؤثر فينا تأثيرا فعالا إلّا حين نكون على إتصال بالمجتمع ، أو على الأقل حين يخيل إلينا أنّ سلوكنا ربما ينكشف له فيما بعد.

ولكن في حالة العزلة؟ ... عند ما لا يكون أحد هناك ، ولا يطلع أحد على سلوكنا قد يهون الأمر ، حين تنتهي المثل العليا الرّاسخة في قلوبنا بالتربية ـ إلى خلق عادات طيبة ، تمتد جذورها فينا إمتدادا عميقا فنؤدي واجباتنا اليومية بأمانة ، وإنبعاث ، دون أن نبالي بالناظرين.

لقد كان على (روبنسون كروزو) حين ألقي في جزيرته القاحلة أن يمتنع عن الشّرب ، تماما كما لو كان في وطنه ، ولكن لو حدث أن تعقد الموقف ، وهاج الشّر ،

__________________

(١) الأحزاب : ٣٩.

(٢) المائدة : ٥٤.

٤٥٦

وأصبح الإغراء قويا ، وأمن الإنسان في الوقت نفسه أنّ سره لن يكشف أبدا ، حينئذ لن يكون «المشاهد المحايد» الّذي قال به آدم سميث Adam] [Smith ولا [الأنا الإجتماعية Le moi Social] ، الّتي قال بها (برجسون) ، ولا كلّ أشباح هذا المجتمع الإنساني ـ لن يكون هذا كلّه سوى مدد في حدود الكفاف.

إنّ القرآن يريد أن يضعنا في وسط مغاير لذلك تماما ، وأمام واقع حيّ ، حاضر في أنفسنا ، في كلّ مكان ، وزمان.

ولست أريد الحديث عن هذه الكوكبة النّبيلة الّتي أكد القرآن وجودها المهيب اللامرئي ، هذه الجماعة من الملائكة الحفظة الّذين يرافقون الإنسان : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (١).

ولا أريد أيضا الحديث عن هذا الفريق الدّائم من الكرام الكاتبين ، وهو فريق : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) (٢) ، مكلف بأن يراقب أفعال الإنسان ، بحيث : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٣).

وإنّما أريد الحديث عن ذلكم الّذي قال عن نفسه : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) (٤).

ذلكم الّذي خاطبنا بقوله : (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) (٥).

__________________

(١) الرّعد : ١١.

(٢) سورة ق : ١٧.

(٣) سورة ق : ١٨.

(٤) الرّعد : ١٠.

(٥) يونس : ٦١.

٤٥٧

ذلكم الّذي : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) (١).

ذلكم الّذي تحدث فقال : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (٢).

فالله سبحانه : (وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) (٣) ، و (يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ) (٤) ، و (أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (٥) ، و (شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) (٦) ، وهو الّذي أكد : (إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) (٧) ف (... يرى) (يسمع) (يعلم) تلك هي ـ بصفة عامة ـ الأقوال الّتي سوف نصادفها في هذا الباب.

ولكن ، هل يحاول القرآن ، وهو يذكرنا بهذه الحقائق ، أن يوقظ فينا الخوف من بعض العقاب ، أو الأمل في بعض الثّواب؟

إننا في إختيارنا للنصوص قد نحينا جانبا (٨) كلّ تنبيه من هذا النّوع ، الّذي يعبر

__________________

(١) المجادلة : ٧.

(٢) سورة ق : ١٦.

(٣) الشّورى : ٢٥.

(٤) الأحزاب : ٥١.

(٥) الطّلاق : ١٢.

(٦) يونس : ٤٦.

(٧) سورة طه : ٤٦.

(٨) تجنبنا في الوقت نفسه ـ

أوّلا : الآيات الّتي تؤدي فيها هذه الأقوال دورا عقديا أكثر منه أخلاقيا ، أي تلك الآيات الّتي تركز على الجانب الإلهي (كصفات) أكثر مما تركز على الجانب الإنساني (كحث ، ودفع إلى العمل) ، وهذه الآيات ـ

٤٥٨

عن جزاء معين ، كيما نحتفظ به في المجموعة الثّالثة.

ومع ذلك فلا شيء يمنع قارىء القرآن وهو يجتهد في تفهم الأفكار الّتي تضمنتها الآيات ـ من أن يتأثر بها ، تبعا للحالات الّتي تتحدث عنها أوّلا ، وتبعا لرقة مشاعره ثانيا ، وتبعا للون الاسلوب ، أخيرا. ولسوف يجد ـ في مجرد التّنبيه الهادىء لوجود جزاء معين ـ مجالات تستقى منها تنبيهات كثيرة ، متفاوتة القيمة ، مشوبة بالوعيد.

فإذا ما جزنا فعلا بهذه المنطقة الوسيطة فسوف نمر بالتدريج بكلّ هذه الدّرجات المتواصلة ، دون أي انقطاع في صورتها المستمرة.

ومع ذلك فسوف نبذل قصارانا لنرسم فيها أربع مراحل رئيسية ، تتوافق مع مختلف المواقف الّتي نفترض وجودها لدى الأشخاص الّذين تتوجه إليهم الكلمات.

أوّلا : موقف التّقبل الواضح ، المتجاوب مع الأمر ، والنّظام ، مع أنّه صالح لدرجات مختلفة ، وهو موقف يناسبه قول لطيف مشجع يحرص على ذكر هذه الإرادة الطّيبة الّتي توشك أن تظهر في حيز الوجود ، دون أن يشير أدنى إشارة إلى أي ضعف ممكن. بيد أنّه لا يفتأ يثير انتباهنا إلى حضور الله ، وعلمه المحيط :

__________________

ـ جدا كثيرة. وثانيا : النّصوص الّتي تستدعي واقعا مضى ، فهي لا يمكن بناء على ذلك أن تعتبر مدعمة للإرادة بالنظر إلى الفعل المذكور ، ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) ـ (آل عمران ١٢ ، وكذلك الآيتان : ١٥٣ و ١٥٤ ، والآية : ٩ من سورة الأحزاب). وثالثا : وأخيرا بعض المواضع الّتي يقل فيها أن يكون هدف الأقوال تحذيرنا من الغفلة ، وإنّما هي تذكرنا بإختصاص الله سبحانه بما ينبغي أن نلتمسه عنده : ادع الله ، استعذ به .. إنّه يسمع ، ويرى (انظر الآيات : ٦١ من الأنفال ، و ٥٦ : من غافر ، و : ٣٦ من فصلت).

٤٥٩

(وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) (١) ، (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) (٢).

لما ذا؟ ...

السّر في ذلك أنّ المؤمن الصّادق يجد في هذه الفكرة ما يحفزه حقا لدعم جهوده ، وتغذية طاقته ، وترقية نفسه ، ومضاعفة ما يقتضيه من ذاته ، لا أقول : من أجل أن يتشبث دائما بالإتجاه الّذي إختاره بنفسه ـ فحسب ، ولكن كذلك من أجل المحافظة على جودة أعماله ، وطهارة نواياه ، إن لم يكن ذلك من أجل أن يأتي دائما بالجديد ، وبالأفضل. ولا ريب أنّ واقع التّفكير في الله لحظة العمل هو معين لا ينضب من الطّاقة للمؤمنين ، له تأثيره على إرادتهم ، وهو يضاعف من حماسهم ، كيما يكملوا أعمالهم ، وليكتملوا هم أنفسهم بل إنّ من الممكن أن نؤكد أنّ هذه الفكرة هي آمن وسيلة ، وأقصر طريق للوصول إلى هذا الثّبات ، وتحقيق تقدم مطرد.

ولقد بلغ الأمر بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجعل منها تحديدا للكمال ذاته ؛ فقد سئل : ما الإحسان؟ ... فأجاب : «الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» (٣).

__________________

(١) البقرة : ٢١٥.

(٢) الشّعراء : ٢١٨ ، البقرة : ٢١٥ و ٢٥٦ و ٢٧١ ، آل عمران : ٩٢ ، النّساء : ٣٥ و ١٢٧ و ١٢٨ ، الطّور : ٤٨. (ـ ٢ آ و ٧ ب).

(٣) انظر ، صحيح البخاري : ١ / ٢٧ ح ٥٠ و : ٤ / ١٧٩٣ ح ٤٤٩٩ ، المحاسن : ١ / ٣ ، صحيح مسلم : ١ / ٣٩ ح ٩ و ١٠ ، القواعد والفوائد : ١ / ٧٧ ، صحيح ابن حبان : ١ / ٣٧٥ ح ١٥٩ ، ثواب الأعمال للصدوق : ـ

٤٦٠