تقريب القرآن إلى الأذهان - ج ١

آية الله السيد محمد الشيرازي

تقريب القرآن إلى الأذهان - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد محمد الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٠

الدولة الإسلاميّة وسائر العلوم الإنسانيّة المستحدثة من جهة أخرى ، حتى عجزت أصابعه عن الإمساك بالقلم من كثرة ما كتب.

فكان أعلى الله مقامه يستعين أحيانا بجهاز التسجيل ليحفظ ما يريد كتابته ، ثمّ بعد ذلك يكتب على الورق ، وكان (طاب ثراه) لا يضيّع لحظة واحدة من عمره الشريف دون الاستفادة منها ، ولا يبالغ من يقول : إنّه كان يعمل في اليوم أكثره ، ومن العمر كلّه أو جلّه ؛ إذ كان طاقة متفجّرة من النشاط والحيويّة والعمل ، ولا يعرف الكلل أو الملل ، ولا يعيقه عن ذلك مرض أو همّ أو ألم ، وأرقى ما في ذلك كلّه أنّه كان مجاهدا مخلصا ، وأبيّا نزيها ، لا يطلب فيما يقدّم أو يعطي ويجود إلّا رضا الله سبحانه ورضا أوليائه الطاهرين عليهم‌السلام.

وفي ذلك قال عنه أخوه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) الذي رافقه في جلّ حياته ، وشاركه في همومه ومهامّه في كلمته التي ألقاها بعد رحيله : وكان رحمه‌الله يمتاز بخصائص جمّة أهمّها خصلتان بارزتان كانتا في حياته (رضوان الله عليه) ، وكنت ألمسهما بشكل دقيق :

الأولى : هي إخلاصه التامّ والمطلق لله تعالى ولأهل البيت عليهم‌السلام ، وخير مثال للواقع العملي لذلك تأسيسه العشرات من المؤسّسات والمساجد والحسينيّات والمدارس والمكتبات ودور النشر وفي مختلف أنحاء العالم ، ولم يسمّ أيا من هذه باسمه ، وقد أصرّ الكثيرون من الذين تبرّعوا أن يذكروا اسمه ، فكان يرفض ذلك رفضا شديدا ويقول : أنا ذاهب والله سبحانه وأهل البيت عليهم‌السلام باقون ، فالأفضل أن تسمّى هذه المراكز جميعا باسمهم عليهم‌السلام ؛ ولذلك فإنّه قد سمّى جميع هذه المراكز والمؤسّسات والحسينيّات ودور النشر وغيرها بأسماء الله سبحانه وأسماء أهل البيت عليهم‌السلام.

الثانية : نشاطه المتواصل وروحيّته العالية ، حيث إنّ المرحوم

٦١

الراحل (قدس سرّه) كان قبل وفاته بلحظات مليء بالحيويّة والنشاط رغم مرضه ، ولم يتوان عن أيّ شيء ، وإذا أردنا تشبيهه بالبركان فإن ذلك فيه خطأ ؛ لأنّ البركان ينفجر ثم يبرد ويهدأ ، أمّا بالنسبة للمرحوم الإمام (قدس سرّه) فقد كان لم يهدأ لحظة ، فكان يمسك القلم حتّى إبان لحظات عمره الأخيرة ، ويستفيد من أيّ فرصة تسنح له بالتأليف والكتابة وتشجيع الآخرين على أعمال الخير والاستفادة من فرص الحياة ، وكان حتّى في كتابته يستخدم الدقّة في انتخاب نوع القلم الذي يسهل معه الكتابة اختصارا للوقت (١).

وكان (قدس سرّه) بارعا بعلوم التفسير ، ومطّلعا على ما كتب في هذا المضمار ، وقد نقل عن بعض تلامذته (٢) أنّه كان حاضرا في مجلس مع الإمام الراحل (قدس سرّه) ووجّه إليه أحد الحاضرين سؤالا مفاجئا حول تفسير إحدى آيات كتاب الله العزيز ، فأجابه الإمام الراحل (قدس سرّه) ذاكرا عشرة آراء لعشرة كتب من أشهر التفاسير الموجودة من دون استعداد أو تحضير مسبق ، وقد حدث مثل هذا كثيرا للسيّد (قدس سرّه).

وهذا الكتاب الذي بين يديك هو حصيلة جهد مبارك قام به السيّد المؤلّف (قدس سرّه) ، حيث ساهم به في إغناء التراث الحضاري والمكتبة الإسلاميّة ، ولا يبالغ من يقول فيه : إنّه قليل النظير في خصوصيّاته ومزاياه ، ممّا سيجعله مصدرا كبيرا ، من أهمّ مصادر التفسير في مختلف شؤون المعرفة ، وقد تحدّث السيّد (قدس سرّه) عن كتابه للمرحوم آية الله السيّد أحمد الإمامي (طاب ثراه) قائلا :

عند ما كنت في كربلاء وحينما كنت مشغولا في كتابة تفسيري هذا «تقريب القرآن إلى الأذهان» رأيت في المنام نورا يخرج من بيتنا ، ويسطع في السماء ، وحينما استيقظت أيقنت أنّ هذا النور هو تفسير القرآن الكريم ،

__________________

(١) مترجم عن كتاب قصص وخواطر (باللغة الفارسيّة) : ج ١ ، ص ١٠٨.

(٢) الناقل فضيلة الخطيب الشيخ علي حيدر المؤيد دام عزّه.

٦٢

ففرحت وسألت الله عزوجل أن يتقبّل منّي العمل.

قلنا فيما تقدّم : لكلّ تفسير مزاياه وخصوصيّاته ، لكن امتاز هذا التفسير الشريف بجملة أمور قلما حظي بها غيره منها :

أولا : أنّ السيّد المؤلّف (قدس سرّه) إضافة لكونه مرجعا وزعيما دينيّا متميّزا فإنّه يعدّ أحد رجالات الفكر المعاصرين الذين نظّروا للعالم البشري في مجالات مختلفة ، وطابقت تنظيراته ورؤاه الواقع في العديد من الموارد والحقول ، وهذا ما يجده المتتبّع في كتبه القيّمة من رؤي حديثة تتناسب مع التطوّر الحضاري والفكري المعاصر ، حيث إنّه (طاب ثراه) جمع بين الفكر الجديد والقديم في التفسير ، فانعكس ذلك على فهمه للآيات الشريفة في بيانه وشرحه لمضامينها ، جامعا بين أصالة الأمس وحداثة اليوم وتطلّعات المستقبل ، وقد وفّق في ذلك إلى حدّ كبير ، وهذا أحد دواعي خلود هذا التفسير وعظمته التي ستكشفها الأيّام.

ثانيا : اعتمد السيّد المؤلّف (قدس سرّه) بشكل أساسي في تفسيره على منهجيّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وعلى الأخبار والآثار المرويّة عنهم عليهم‌السلام ، فنأى بعيدا عن شبهة التفسير بالرأي ، ونزّه كلام الله عن آراء البشر.

ثالثا : وضوح في الرؤية ونضوج في الأفكار ، وردّ للشبهات التي أثيرت أو قد تثار بما يملأ الخافقين علما ويقينا هنا وهناك ، وخصوصا ما يتعلّق بالآيات الواردة بشأن أهل البيت عليهم‌السلام.

رابعا : أنّ أسلوب الكتاب وطريقة بحثه تمتاز بأنّها بعيدة عن العبارات المنمّقة والاصطلاحات المعقّدة ، حيث إنّه بيّن المعاني بأسهل الألفاظ والكلمات ، كما أنّه امتاز بالاختصار وشموليّة المطلب ، وهذه الصفات جعلته سهل الفهم على جميع المستويات ، فكان سهلا ممتنعا على ما يعبّرون ، ممّا سمح لكلّ بيت وأسرة مهما كان مستواها ومستوى أفرادها أن تتّخذه منارا ومعلّما ومربّيا يغنيها عن الكثير من المصادر والكتب.

٦٣

خامسا : التعرّض في تفسير الآيات الكريمة إلى الدقائق العلميّة والأحكام المتعلّقة بها وبيان مفرداتها بشكل دقيق ومفصّل ، كما أنّه اعتمد على جانب التدبّر في الآيات واستنباط النتائج وقراءة ما وراء الألفاظ بالاعتماد على نهج أهل البيت عليهم‌السلام ، وهذه سمة هامّة قلّما أتّسم بها تفسير.

سادسا : الربط الوثيق بين القرآن والحياة في مختلف المجالات الشخصيّة والعامّة والعباديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وغيرها ، وهذه محاولة كبيرة تعيد الناس إلى القرآن ، كما ترتفع بتعامل الناس معه إلى ما أراده الله سبحانه له أن يكون نورا وهدى وقائدا ومرشدا ومربّيا ومعلّما في مختلف المجالات والأصعدة ، حيث دعا السيّد المؤلّف (قدس سرّه) إلى :

١ ـ الأمّة الواحدة لتحرير بلاد المسلمين من التفرقة العنصريّة والقوميّة والإقليميّة مستندا في ذلك إلى قوله تعالى : (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (١) وقوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (٢) وعلّل أفضليّة الأمّة الإسلاميّة وأسباب رقيّها بخصال ثلاث هي :

أ ـ الأمر بالمعروف

ب ـ النهي عن المنكر

ج ـ الإيمان بالله سبحانه إيمانا صحيحا.

بلحاظ أنّ المجتمع إذا خلا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يهوي نحو السفل ؛ لما جبل عليه من الفساد والفوضى والشغب ، فإذا تحلّى

__________________

(١) الأنبياء : ٩٣.

(٢) آل عمران : ١١١.

٦٤

المجتمع بهذين الأمرين أخذ يتقدّم نحو مدارج الإنسانيّة والحضارة الحقيقيّة حتى يصل إلى قمّة البشريّة ، وبلحاظ أنّ الصحيح رأس الفضائل لكونه إدراكا لأعظم حقيقة كونية من جهة ، ولكونه محفّزا شديدا نحو جميع أنواع الخير ، ومنفّرا قويّا من جميع أصناف الشرّ من جهة أخرى ، وهذه في مجموعها تكوّن أهمّ العناصر التي تقوم عليها سعادة البشريّة وأمنها وسلامها.

٢ ـ الأخوة الإسلاميّة ليزيد في أواصر المجتمع الواحد ، ويرفع الحواجز الطبقيّة أو الفئويّة ونحوها ، مستندا إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (١) وكذلك قوله سبحانه : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) (٢).

٣ ـ الحرّيّة الإسلاميّة لكونها غاية البعثة وهدف الرسل والأنبياء عليهم‌السلام ، وخصوصا خاتمهم وسيّدهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مستندا إلى قوله تعالى : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) (٣) فإنّ النبيّ الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلّص الناس من أغلال الاستبداد والجاهليّة بصورها المختلفة ، وفي هذا قال (قدس سرّه) : أغلال : جمع غلّ ، وهو ما يقيّد الإنسان يده أو رجله أو غيرهما ، فإنّ من خواصّ الإسلام أنّه يطلق الحرّيّات المعقولة ، فالسفر والإقامة والتجارة والزراعة والصناعة والبيع والاشتراء والكلام والكتابة والتجمّع وغيرها كلّها مباحة لا قيود لها إلّا بعض الشرائط الطفيفة التي هي في صالح المجتمع والفرد ، ولا يعلم مدى ذلك إلّا بالمقايسة إلى الأنظمة والمناهج الدنيويّة التي كلّها كبت واستعباد واستغلال (٤).

٤ ـ الشورى على مختلف الأصعدة والمجالات ابتداء من الأسرة إلى

__________________

(١) الحجرات : ١١.

(٢) آل عمران : ١٠٤.

(٣) الأعراف : ١٥٨.

(٤) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٩ ، ص ٦٢ ، ذيل الآية ١٥٨ من سورة الأعراف.

٦٥

الدولة ونظام الحكم وبالنحو الإسلامي الخاصّ ، مستندا إلى قوله تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) (١) وقد ردّ الطرق الغربيّة ونحوها القائمة على أساس غير عادل في الانتخاب (٢).

٥ ـ اللاعنف طريقا ومنهجا للتعامل مع الآخرين من أهل الإسلام أو غيره من الأديان والمذاهب ، مستندا لقوله سبحانه : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (٣) وقوله عزوجل : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) (٤).

ومن الواضح أنّ هذه هي الأسس البارزة لتكوين الحضارة الصحيحة والدولة الناجحة والمجتمع السعيد. والظاهر أنّ هذا الربط والتكامل والتطابق بين القرآن والحياة العامّة قلّما يلحظ في كتب التفسير حتّى الجديدة منها.

سابعا : أنّ من خصائص هذا التفسير كذلك والتي تضفي عليه طابعا متميّزا آخر هو :

أ ـ في تفسيره للكلمات والحروف المقطّعة في القرآن الكريم ، حيث أجرى استقراء لهذه الحروف وقال في مستهلّ تفسيره عنها : يأتي زمان يدرك الناس هذا الكنز المعنوي ، كما أنّه لا يمرّ زمان إلّا ويدرك الناس كنوزا كونيّة ، فإنّ العلوم كلّها قوانين وضعها الله في الكون ، مثل : قانون جاذبيّة الأرض ، وقانون أرخميدس في الماء ، وقانون الأطياف في النور وغيرها ، وإذا كان رمزا لم يلزم أن يعرفه الكلّ ، فإنّ الرموز بين رؤساء الحكومات وكبار أعضاء الدولة في صلاح الناس وإن كان كلّ

__________________

(١) الشورى : ٣٩.

(٢) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٢٥ ، ص ٤٧ ، ذيل الآية ٣٩ من سورة الشورى.

(٣) البقرة : ٢٠٩.

(٤) آل عمران : ١٦٠.

٦٦

الناس لا يعرفونها ، وفي ذلك يقول (قدس سرّه) : وهذا رمز بين الله ورسوله والراسخين في العلم (١).

وعلى الرغم من ذلك فإنّه لم يقف عند هذا السرّ العظيم بين الله سبحانه ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل حاول أن يظهر في كلّ مورد من موارده بعض غموضه ، أو يسلّط الضوء على بعض لغزه ، فمثلا في سورة يونس : فسّر حروفها المقطّعة بالتحدّي والإعجاز ؛ لكون «المر» التي تفتح بها السورة تركّب منها القرآن المعجز ، فإنّه من جنس كلام البشر لكنه معجز لا يتمكّن أحد أن يأتي بمثله ، كما أنّ من جنس المعادن والنبات يتركّب الإنسان لكن لا أحد يقدر على أن يأتي بمثله ، وكذلك جميع صنع الله سبحانه ... على الاختلاف في أوائل السور (٢).

وفي سورة هود قال عنها أيضا : إنّها رموز بين الله والخلق (٣).

وفي سورة يوسف فسّرها بالأخصّ من ذلك ، فقال عنها : رمز بين الله والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كالرموز بين رؤساء الحكومات وسفرائها (٤).

وفي سورة الرعد ذكر أنّ الأقوال في بيان معاني الحروف في فواتح السور تبلغ أربعة عشر قولا (٥) ، لكنّه قال (قدس سرّه) : الظاهر أنّه يمكن الجمع بين كثير منها (٦) ، ولعلّ جامعها هو الرمزيّة التي مال إليها بين الله والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّه المتيقّن من المعاني.

ب ـ امتاز تفسيره (قدس سرّه) بالترابط الموضوعي بين معاني الآيات ،

__________________

(١) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٢٦ ، ص ١٨ ، ذيل الآية ٢ من سورة الأحقاف.

(٢) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١١ ، ص ٦٤ ، ذيل الآية ٢ من سورة يونس.

(٣) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١١ ، ص ١٦٠ ، ذيل الآية ٢ من سورة هود.

(٤) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٢ ، ص ١١٠ ، ذيل الآية ٢ من سورة يوسف.

(٥) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٣ ، ص ٧٠ ، ذيل الآية ٢ من سورة الرعد.

(٦) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٤ ، ص ١٤ ، ذيل الآية ٢ من سورة الحجر.

٦٧

وهذه ميزة قلّما فعلها مفسّر أو وردت في تفسير إلّا في موارد قليلة ، فمثلا :

* الآيات (٢٠٥ ـ ٢٥٤) من سورة البقرة ، تعرّضت إلى مواضع عديدة بعضها يرتبط بأحكام الحجّ ، وبعضها بصفات الجاهلين وتعصّبهم ، وبعضها بالمنافقين ، وبعضها بالمجاهدين ، وبعضها بحركة الأنبياء عليهم‌السلام في داخل المجتمع وعلاقة الناس بهم ، وبعضها تعرّض إلى وعود الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بدرجات الآخرة ، وبعضها إلى أسئلة وجّهها المشركون إلى رسوله الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعضها تضمّن السؤال عن جملة من المحرّمات ، وبعضها تعرّض إلى جملة من أحكام الأسرة وأحكام النساء وأحكام الولادة والإرضاع ، وبعضها إلى حقيقة الموت والحياة ، وبعضها إلى القتال والجهاد في سبيل الله ، وبعضها إلى الإنفاق ، وبعضها إلى غير ذلك. هذه العناوين والمواضيع المختلفة التي قد لا تتراءى للناظر بدوا بينها ترابط وثيق يجمعها السيّد (قدس سرّه) بسياق واحد ، فيجمع سابقها بلاحقها وبالعكس حتى يحصل من الكلام حديث عن صورة واحدة بكلّ ما يحتفّ بها من قرائن وشواهد تكمّل المعنى وتثير الغرابة والإعجاب (١).

* والآيات (٦٣ ـ ٦٥) من سورة المائدة ، تعرّضت إلى صفات المنافقين وأهل الكتاب وآثارهم السلبية على المجتمع ، وقد امتاز في تفسيره لها ، حيث يوضح ظاهرة الازدواجيّة الثقافيّة عندهم ، والصفات الانحرافيّة الأخلاقيّة الأخرى ، وأوجه التشابه بينهم. وكذلك الربط بين قيام الدول وهزيمتها وقوّة التلاحم والتفاهم وضعف التفرّق والاختلاف في آيات سورة الأنفال كقوله سبحانه : (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (٢) قال (قدس سرّه) : إنّ التنازع يوجب تبديد القوى المعنويّة بالإضافة إلى تبديده

__________________

(١) ولمزيد الاطّلاع يمكنك ملاحظة الربط العميق في آيات سورة الحجرات ودور الإيمان في تكوين المجتمع المؤمن. انظر سورة الحجرات : الآية ٢ ـ ١٩.

(٢) الأنفال : ٤٧.

٦٨

وإضاعته للقوى الماديّة ، وتذهب ريحكم أي دولتكم ، فإنّ الريح بمعناها لغة ، وشبّهت بها الدول ؛ لأنّ الدولة تشبه الريح لهبوبها وسيطرتها على الأشياء ونفوذ أمرها. يقال : هبت ريح فلان إذا نفذ أمره ، والتنازع ليس يقسّم القوى إلى سلب وإيجاب فقط ، بل فوق ذلك يضعف القوى الإيجابيّة ، فلو فرضنا أنّ طاقة زيد تقدّر بألف مقاتل فإذا خالفه عمرو قدّرت طاقته بخمسمائة حتّى إنّه لو كان وحده بدون مخالف لكان قدر على الألف ؛ وذلك لأنّ الخلاف يحدّ من النشاط ، ويضعف من القوى ، بخلاف التجمّع فإنّه يزيد الطاقة الألفية إلى الألفين ؛ ولذا ثبت في علم النفس أنّ الإنسان إذا رأى خلافا فالأفضل أن يصمّ عن المخالف حتّى يبقى على قواه الذاتيّة ، ولا تحدّ من نشاطه الطاقة المناوئة (١).

ومضافا إلى ذلك كلّه أوجد ترابطا موضوعيّا بين تفسير أوّل سورة وآخر سورة من القرآن الكريم ، والترابط بين السور المتسلسلة والآيات المتسلسلة يجعل سور القرآن وآياته منظومة واحدة مترابطة كجملة واحدة نظّمت في غاية الإعجاز في اللفظ والمعنى والإحكام والإتقان (٢).

ثامنا : أورد السيّد المؤلّف (قدس سرّه) أسباب تسمية السور قبل الشروع في تفسيرها ، ثمّ بيّن الجو العامّ للسورة والمحور الكلّي الذي تدور حوله آياتها ، فعبّر عن بعضها أنّها بشأن التوحيد ، وأخرى بشأن الأسرة ، وثالثة بشأن العقيدة ، وهكذا ، ثم ذكر مائة وعشرين معنى للبسملة في تفسيره هذا ، حيث يضيف إليه امتيازا بارزا آخر ، فمثلا : في سورة الحمد فسّرها بالاستعانة ، وفي سورة البقرة علّلها بفرض التعليم والتربية على الابتداء في كلّ عمل أو نشاط بالاسم المبارك ؛ لما له من الأثر البالغ في الصبر

__________________

(١) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٠ ، ص ١٩ ، ذيل الآية ٤٧ من سورة الأنفال.

(٢) انظر التسلسل والربط بين سور الممتحنة والصفّ والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق والتحريم والملك والقلم والحاقّة ، وهكذا بين سور النساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة.

٦٩

والاستقامة والنجاح (١). وفي سورة الأنفال شرحها بالعلاقة على إحكام ما قبلها وافتتاح ما بعدها من الآيات (٢). وفي سورة يونس علّلها بتلطيف الجوّ وإعطاء الإنسان الأمن والطمأنينة ؛ لأنّ الناس اعتادوا أن يروا الظلم والجور من الكبراء فكيف بأكبر الكبراء؟ لكنه سبحانه ليس كذلك ؛ لأنّه رحمان بعباده ، رحيم بالمؤمنين منهم ، فلا خوف من ظلمه ، ولا خشية من جوره (٣).

وفي سورة النحل جعلها الحد الفاصل بين الإيمان والكفر والمؤمن والكافر ، حيث يفتتح المؤمن باسم الله خالق كلّ شيء ، الجامع لجميع الصفات الكماليّة ، خلافا للكفّار ومواليهم ، حيث يفتتحون كتبهم بشيء في غير لونه ، أو يفتتحون بأسامي الأصنام ، وقد جرت عادة من بهرتهم المدنية الحديثة أن يقتدوا أثر أولئك ، فلا يفتتحون الكتاب إلّا بالمقدّمة أو الإهداء أو الفصل بدون ذكر لاسم الله سبحانه إطلاقا (٤).

وفي سورة هود علّلها بما في الاسم المبارك من الخواصّ المعنويّة على نفس القارئ ، ويجعله في حصن وثيق من مساوئ الشياطين وفضائل الأخلاق ومحاسنها ؛ ولذا نرى أنّ سماع اسم المحبوب يزيد الإنسان نشاطا ، كما أنّ سماع اسم المكروه يزيد الإنسان انقباضا بالإضافة إلى أنّ اسم الله سبحانه يطرد الشياطين ، ويوجب عناية الله عزوجل للذي ذكره ، وتركيزا لصفة الرحمة في نفوس الناس ، إنّه هو الرحمن الرحيم ، فليتخلّق الإنسان بأخلاقه سبحانه (٥).

__________________

(١) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : تفسير سورة الحمد والبقرة.

(٢) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٩ ، ص ١٠٩ ، تفسير سورة الأنفال.

(٣) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١١ ، ص ٦٣ ، تفسير سورة يونس.

(٤) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٤ ، ص ٦٥ ـ ٦٦ ، تفسير سورة النحل.

(٥) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١١ ، ص ١٥٩ ، تفسير سورة هود.

٧٠

وفي سورة الرعد علّل الابتداء بالاسم دون الذات ؛ لأنّ الله سبحانه لا يبتدأ به وإنّما يبدأ باسمه. إنّه الله الرحمن الرحيم الذي أظهر صفاته الرحمة والتفضّل لا الانتقام والعقاب والقوّة والعذاب (١).

وفي سورة الحجر قال عنها : نستعين بالله الرحمن الرحيم في أمورنا ، ونجعله بدء أعمالنا ؛ ليكون عونا لنا في ختم العمل ، وأن يطبع بطابعه ، فإنّ ما لمسته رحمة الله العظيم لا يكون إلّا صالحا باقيا موجبا للسعادة ، ولنستمطر شآبيب رحمته فيرحمنا بلطفه وإحسانه (٢).

وهكذا يذكر معاني عديدة لأصل البسملة ، أو بيانا لفوائدها وأغراضها ، وهذه ميزة أخرى من مزايا هذا التفسير العظيم الذي قلّما يحظى بمثله تفسير ، حيث يكتفى غالبا بذكر بعض معانيها في أول سورة الحمد ثمّ يوكل إليه في تفسير سائر السور.

تاسعا : تصدّى أعلى الله مقامه للإجابة عن جملة من الشبهات التي قد يثيرها البعض تجاه الإسلام في العقائد أو في الأحكام ، ولم يتوقّف على بيان المعاني الظاهرة للآيات ، وهذا نهج جديد قلّما نجده في التفاسير ، وهو أن يتّخذ المفسّر نهج الدفاع والذود عن الشبهات وإبطال الادّعاءات الباطلة ؛ ليجعل من التفسير معلّما ومربّيا ومحاميا في آن معا ، فمن باب المثال : في بيان معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) (٣) تعرّض إلى فلسفة الحكم بنجاسة الكفار ، فبيّنها واختصرها في أمور ثلاثة :

١ ـ الوقاية الفكريّة من الخرافة.

٢ ـ الحماية الاجتماعيّة من التأثير بسلوكه.

__________________

(١) انظر تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٣ ، ص ٦٩ ، تفسير سورة الرعد.

(٢) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٤ ، ص ١٣ ، تفسير سورة الحجر.

(٣) التوبة : ٢٨.

٧١

٣ ـ تحفيزه لترك عقيدة الكفر والالتزام بالإسلام.

يقول (قدس سرّه) : النجاسة في الشريعة هي القذارة التي توجب الغسل للشيء الذي يباشره برطوبة ، وهذه النجاسة قد تكون لأضرار خارجيّة كالبول والغائط ، وقد تكون لأضرار معنويّة كالكافر ، فإنّه وإن كان نظيف الجسم إلّا أنّ معتقده السخيف أوجب الحكم بنجاسته ، وذلك خير وقاية للمسلمين من أن يعاشروه فيتلوّثوا بعقيدته الفاسدة ، فإنّهم إذا عرفوه نجسا وإنّه مهما باشر شيئا برطوبة تنجّس فورا منه اجتنبوه في المأكل والملبس ، فلا يتعدّى إليهم ما انطوى عليه من العقيدة الباطلة ، وهو بدوره إذ يعرف أنّه عند المسلمين كذلك لا بدّ وأن يسأل عن السبب ، ويريد إزالة هذه الوصمة ، ولدى تحقيق ذلك تظهر له خرافة معتقدة ممّا يسبب تركه له واعتقاده بالعقيدة الصحيحة.

وهناك بعض المتفلسفين يقولون : كيف يحكم بنجاسة إنسان ولزوم الاجتناب عنه لمجرد انحراف عقيدة وهذا مناف لحرية الآراء؟

والجواب : أنّه كيف يحكم بالاجتناب عن إنسان لمجرد أنّه مصاب بالجذام ونحوه لمجرد انحراف مزاج ، وهذا مناف لكرامة الإنسان. فإذا كان الخوف على الجسم يبيح الاجتناب فالخوف على الروح أولى بالإباحة (١).

ومن ذلك أيضا ما أجاب به أعلى الله مقامه عن بعض مزاعم العامّة في فضل الأوّل استنادا إلى آية الغار من سورة التوبة ، وأبطل الدعوى ، وعلّل تصدّيه لذلك بالدفاع عن حريم القرآن لكيلا يقحم فيه ما ليس منه ، وجرّ الآيات إلى الأنظار والأفكار جرّا بدون دلالة أو برهان بعد أن ورد الذمّ لمن فسّر القرآن برأيه (٢).

__________________

(١) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٠ ، ص ٧٣ ، ذيل الآية ٢٨ من تفسير سورة التوبة «بتصرف».

(٢) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١٠ ، ص ٨٩ ، ذيل الآية ٤٠ من تفسير سورة التوبة.

٧٢

وفي سورة العلق ردّ مزاعم من نسب جمع القرآن إلى الأوّل والثالث بما ينفي الشكّ ويزيل الإبهام بعد تصريح القرآن بأنّ الذي جمعه ورتّبه هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

عاشرا : وبعد ذلك كلّه فإنّ من سمات هذا التفسير الضخم هو التواضع والإقرار بالعجز أمام كتاب الله سبحانه ، ابتداء من عنوانه إلى أخر ما ذكر مصنّفه الكبير (قدس سرّه) في هذا المجال.

فعنوانه تقريب القرآن إلى الأذهان وليس تفسيره ، وهو دالّ على إعظام وإجلال وإكبار للقرآن وتنزيه له من أن تناله عقول البشر ؛ ولذا هم بحاجة إلى تقريب لما في التقريب من اعتراف بالقصور عن درك معانيه.

وقد تكرّر من السيّد المؤلّف نفسه (قدس سرّه) في أكثر من مرّة بأنّ ما يذكره من مضامين مجرّد معان محتملة وليست بتفسير (٢) ، وهذا منطق من التزم الحقيقة العارف بقدرة الإنسان وحدوده ومداه ، والعارف بكلام الله سبحانه اللامحدود في مضامينه ومعانيه الذي يستحيل أن يحيط به المحدود ، وفي مقدّمة مصنّفه الشريف هذا قال (قدس سرّه) في توجيه ما ورد في بعض الأخبار : من أنّ القرآن الكريم له ظاهر وباطن ، ولا يعلم تفسيره ولا ظاهره ولا باطنه ولا تأويله إلّا الله سبحانه ... إنّ فهم كلّ ظواهر الأشياء وبواطنها كذلك ، فإنّ البشر لا يعلم إلّا بعض السطحيّات ، مثلا ما هي حقيقة اللحم والدم؟ وما هي حقيقة الماء والكهرباء؟ وإلى غير ذلك ، فإذا رأى الإنسان سيّارة لا يعلم ما هي؟ فإنّه لا يعلم هل هي حديد أو نحاس (ظاهرها) ، ولا يعلم ما ذا في ماكنتها (باطنها) ، ولا يعلم ما نفعها (تفسيرها) ، ولا يعلم إلى أيّ شيء يكون أوّلها (تأويلها) ، وكذلك القرآن لا يعرف المراد الكامل من

__________________

(١) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٣٠ ، ص ١٨٧ ـ ١٨٨ ، تفسير سورة العلق.

(٢) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ٣ ، ص ٤٩ ، تفسير سورة آل عمران ، حيث قال في معنى (آلم) : «تقدّم ما يحتمل أن يكون تفسيرا له».

٧٣

ظاهره ولا من باطنه ، كما لا يعرف الفائدة الكاملة منه حالا ، ولا أوّل القرآن للمستمسك به والتارك له.

والسؤال هنا : إذا كان لا يعلم ظاهرها ولا باطنها ولا تفسيرها ولا تأويلها فما فائدة ذلك؟

والجواب : الإشارة والتلميح وإن كانت الحقيقة مخفيّة.

مثلا : إنّك إذا سمعت من إنسان ما لاقاه من الأهوال في حرب ضروس ، وأراك بعض التصاوير التي التقطها من تلك الحرب ، فإنّ الكلام والصورة لا شكّ يلمحان إلى حقيقة ، لكن هل تدرك بذلك هول تلك الحرب وانفعالات أولئك المحاربين؟ إنّ نسبة ما نفهم من القرآن إلى حقيقته كنسبة الصور والكلام إلى حقيقة تلك الحرب ، وللحرب ظاهر هي المعركة ، وباطن هو الاستعمار الذي يريد التسلّط مثلا ، وتفسير هو ما تنتجه الحرب الآن من غلاء الأسعار وانسداد الطرق ، وتأويل هو ما يترتّب من الأثر على هذه الحرب من سقوط إمبراطورية ودخول إمبراطورية أخرى إلى الحياة (١).

أقول : وفي الختام فإنّ ما امتاز به تفسير التقريب (تقريب القرآن إلى الأذهان) عن غيره من التفاسير الشيء الكثير. أشرنا نحن إلى بعض مزاياه وخصوصياته ، وسيجد القارئ الكريم الكثير منها أثناء تتبّعه وقراءته.

وفي الختام أشكر دار العلوم الموقّرة والقائمين عليها على اهتمامها بطباعته طباعة جديدة منقّحة ، وأسأل الله سبحانه لها مزيد التوفيق والتسديد في ترويج معارف القرآن والشريعة الغرّاء آمين يا ربّ العالمين.

كما وأسأله سبحانه وتعالى أن يتغمّد السيّد مؤلّف هذا السفر القيّم برحمته الواسعة ، ويجعل القرآن رفيقه ومؤنسه ونوره ، وأن يتقبّله منه بقبول

__________________

(١) تقريب القرآن إلى الأذهان : ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٢٦ ، المدخل.

٧٤

حسن ، وأن يدّخره له في ضمن الباقيات الصالحات التي قام بها في دنياه لأخراه ، كما ونسأله سبحانه أن يعفو عن زلّاتنا ، ويتقبّل ما كتبناه في هذه السطور أداء لبعض حقوقه الكثيرة والكبيرة التي له طاب ثراه في رقابنا ، وأن يهدي ثواب ما بذلناه إلى وليه الأعظم وحجّته على الأمم سيّدنا ومولانا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، وأن يرضيه عنّا بحقّ محمّد وآله الطاهرين.

فاضل الصفّار

٢٠ ـ جمادى الثانية من عام ١٤٢٣ هجرية

في جوار عقلية الرسالة السيدة زينب عليها وعلى آبائها آلاف التحيات والصلوات الحوزة العلميّة الزينبيّة

٧٥

المصادر

١ ـ الإتقان في علوم القرآن : لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، دار ابن كثير ، الطبعة الأولى ١٤٠٧ ه‍ ـ ١٩٨٧ م.

٢ ـ اختيار معرفة الرجال المعروف ب «رجال الكشي» : للشيخ أبي جعفر الطوسي ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ، ١٤٠٤ ه‍.

٣ ـ الإرشاد : لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ بيروت ، الطبعة الأولى ١٤١٦ ه‍ ـ ١٩٩٥ م.

٤ ـ إرشاد القلوب : لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، الطبعة الرابعة ١٣٩٨ ه‍ ـ ١٩٧٨ م.

٥ ـ إلزام الناصب : للشيخ علي اليزدي الحائري ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، الطبعة الخامسة ١٤٠٤ ه‍ ـ ١٩٨٤ م.

٦ ـ الأصول من الكافي : لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، دار صعب ودار التعارف ـ بيروت ، الطبعة الرابعة ١٤٠١ ه‍.

٧ ـ أقرب الموارد : لسعيد الخوري الشرتوني اللبناني ، دار الأسوة للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى ١٣٧٤ ه‍ ش ـ ١٤١٦ ه‍ ق.

٨ ـ بحار الأنوار : للشيخ محمد باقر المجلسي ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ، الطبعة الثانية المصححة ١٤٠٣ ه‍ ـ ١٩٨٣ م.

٧٦

٩ ـ البرهان في تفسير القرآن : للسيد هاشم البحراني ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ، الطبعة الثانية ١٩٨٣ م ـ ١٤٠٣ ه‍.

١٠ ـ البرهان في علوم القرآن : لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ، دار إحياء الكتب العربية ـ القاهرة ، الطبعة الأولى. ١٣٧٦ ١١ ـ بين الجدران : للسيد محمد السويج ، دار البيان العربي ، الطبعة الأولى ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩١ م.

١٢ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : للسيد حسن الصدر ، شركة النشر والطباعة العراقيّة المحدودة.

١٣ ـ التبيان في تفسير القرآن : لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

١٤ ـ تجريد الاعتقاد : للشيخ أبي جعفر محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي ، مركز النشر ـ مكتب الاعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ١٤٠٧ ه‍ ق.

١٥ ـ تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان : لآية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ، الطبعة الأولى ١٤٠٠ ه‍ ـ ١٩٨٠ م.

١٦ ـ تفسير الصافي : للفيض الكاشاني ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، الطبعة الأولى ١٣٩٩ ه‍ ـ ١٩٧٩ م.

١٧ ـ التفسير والمفسّرون : للدكتور محمد حسين الذهبي ، دار الكتب الحديثة ، الطبعة الثانية ١٣٩٦ ه‍ ـ ١٩٧٦ م.

١٨ ـ تفصيل وسائل الشيعة : للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ بيروت ، الطبعة الأولى ١٤١٣ ه‍ ـ ١٩٩٣ م.

١٩ ـ تهذيب الأحكام : لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، دار صعب

٧٧

ودار التعارف ـ بيروت ، ١٤٠١ ه‍ ـ ١٩٨١ م.

٢٠ ـ الجامع الصحيح «سنن الترمذي» : لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ، المكتبة الإسلاميّة.

٢١ ـ خواطري عن القرآن : للشهيد السيد حسن الشيرازي ، دار العلوم ـ بيروت ، الطبعة الأولى ١٤١٤ ه‍ ـ ١٩٩٤ م.

٢٢ ـ دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعية : لمحسن الأمين ، دار التعارف ـ بيروت ، الطبعة الثانية ١٤٠١ ه‍ ـ ١٩٨١ م.

٢٣ ـ داستانها وخاطراتي : لآية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي ، انتشارات سلسلة ، الطبعة الأولى ١٣٨١ ه‍.

٢٤ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ آغا بزرگ الطهراني ، مؤسسة إسماعيليان ـ قم.

٢٥ ـ علوم القرآن عند المفسرين : لمركز الثقافة والمعارف الإسلاميّة ، مكتب الاعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ١٤١٦ ق ـ ١٣٧٤ ش.

٢٦ ـ عوالي اللآلئ العزيزية : لمحمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي ، مطبعة سيد الشهداء ـ قم ، ١٤٠٥ ه‍ ـ ١٩٨٥ م.

٢٧ ـ الغدير : لعبد الحسين أحمد الأميني النجفي ، دار الكتب الإسلاميّة ، الطبعة الثانية ١٣٦٦ ه‍.

٢٨ ـ الفروع من الكافي : لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، دار صعب ودار التعارف ـ بيروت ، الطبعة الثالثة ١٤٠١ ه‍.

٢٩ ـ كتاب التفسير : لأبي النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعروف «بالعياشي» ، المكتبة العلمية الإسلاميّة ـ طهران.

٣٠ ـ كتاب الخصال : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي ، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

٧٨

٣١ ـ لسان العرب : لابن منظور ، نشر أدب الحوزة ـ قم ، ١٤٠٥ ه‍ ـ ١٣٦٣ ق.

٣٢ ـ مجمع البحرين : لفخر الدين الطريحي ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ، الطبعة الثانية المصححة ١٤٠٣ ه‍ ـ ١٩٨٣ م.

٣٣ ـ مجمع البيان : للشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، ١٣٧٩ ق ـ ١٣٣٩ ش.

٣٤ ـ المستدرك على الصحيحين : لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ، دار المعرفة ـ بيروت.

٣٥ ـ مستدرك الوسائل : للميرزا حسين النوري الطبرسي ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ بيروت ، الطبعة الثالثة ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩١ م.

٣٦ ـ مسند أحمد بن حنبل : لأحمد بن حنبل ، دار صادر ـ بيروت.

٣٧ ـ مفاتيح الغيب : لصدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي ، مؤسسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى ، الطبعة الأولى ١٣٦٣.

٣٨ ـ مفردات ألفاظ القرآن : للراغب الأصفهاني ، الدار الشامية ـ بيروت ، ودار القلم ـ دمشق ، الطبعة الأولى ١٤١٦ ه‍ ـ ١٩٩٦ م.

٣٩ ـ مناقب آل أبي طالب : لأبي جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني ، مؤسسة انتشارات العلامة ـ قم.

٤٠ ـ موسوعة أهل البيت الكونية : لمجموعة من المؤلفين ، بإشراف فاضل الصفّار ، سحر للطباعة والنشر ـ بيروت ، الطبعة الأولى ١٤٢٣ ه‍ ـ ٢٠٠٢ م.

٤١ ـ نهج البلاغة : ضبط نصه وابتكر فهارسه العلمية الدكتور صبحي الصالح ، دار الكتاب اللبناني ودار الكتاب المصري ، الطبعة الثانية ١٩٨٠ م.

٧٩
٨٠