العقيدة وعلم الكلام

الشيخ محمّد زاهد بن حسن بن علي الكوثري

العقيدة وعلم الكلام

المؤلف:

الشيخ محمّد زاهد بن حسن بن علي الكوثري


المحقق: الشيخ محمّد زاهد بن حسن بن علي الكوثري
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-4364-6
الصفحات: ٦٤٥

وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر فجعلهم عقلاء ، فخاطبهم وأمرهم بالإيمان ونهاهم عن الكفر ، فأقروا له بالربوبية ، فكان ذلك منهم إيمانا ، فهم يولدون على تلك الفطرة ، ومن كفر بعد ذلك فقد بدّل وغيّر ، ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم.

ولم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان ، ولا خلقهم مؤمنا ولا كافرا ، ولكن خلقهم أشخاصا. والإيمان والكفر فعل العباد ، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره كافرا. فإذا آمن بعد ذلك علمه مؤمنا في حال إيمانه وأحبه من غير أن يتغير علمه وصفته.

وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة ، والله تعالى خالقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره.

والطاعة كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضائه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته ، لا بمحبته ولا برضائه ولا بأمره.

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم منزّهون عن الصغائر والكبائر والكفر والقبائح ، وقد كانت منهم زلات وخطايا. ومحمد عليه الصلاة والسلام حبيبه وعبده ورسوله ونبيه وصفيه ونقيه ، ولم يعبد الصنم ، ولم يشرك بالله تعالى طرفة عين قط ، ولم يرتكب صغيرة ولا كبيرة قط.

وأفضل الناس بعد النبيين عليهم الصلاة والسلام أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب الفاروق ، ثم عثمان بن عفان ذو النورين ، ثم علي بن أبي طالب المرتضى رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، عابدين ثابتين على الحق ومع الحق كما كانوا نتولاهم جميعا.

ولا نذكر أحدا من أصحاب رسول الله إلا بخير.

ولا نكفر مسلما بذنب من الذنوب وإن كانت كبيرة ، إذا لم يستحلها ، ولا نزيل عنه اسم الإيمان ، ونسميه مؤمنا حقيقة ، ويجوز أن يموت مؤمنا فاسقا غير كافر ، والمسح على الخفين سنّة ، والتراويح في ليالي شهر رمضان سنّة.

والصلاة خلف كل بر وفاجر من المؤمنين جائزة.

ولا نقول إن المؤمن لا تضره الذنوب ، ولا نقول إنه لا يدخل النار ، ولا نقول إنه يخلد فيها وإن كان فاسقا ، بعد أن يخرج من الدنيا مؤمنا.

٦٢١

ولا نقول إن حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة كقول المرجئة ، ولكن نقول من عمل حسنة بجميع شرائطها خالية عن العيوب المفسدة والمعاني المبطلة ولم يبطلها بالكفر والردة حتى خرج من الدنيا مؤمنا ، فإن الله تعالى لا يضيعها بل يقبلها منه ويثيبه عليها.

وما كان من السيئات دون الشرك والكفر ولم يتب عنها صاحبها حتى مات مؤمنا فإنه في مشيئة الله تعالى ، إن شاء عذّبه بالنار ، وإن شاء عفا عنه ولم يعذبه بالنار أصلا.

والرياء إذا وقع في عمل من الأعمال فإنه يبطل أجره ، وكذلك العجب.

والآيات ثابتة للأنبياء ، والكرامات للأولياء حق. وأما التي تكون لأعدائه مثل إبليس وفرعون والدجال مما روي في الأخبار ، أنه كان ويكون لهم ، لا نسميها آيات ولا كرامات ، ولكن نسميها قضاء حاجات لهم. وذلك لأن الله تعالى يقضي حاجات أعدائه استدراجا لهم وعقوبة لهم ، فيغترون به ويزدادون طغيانا وكفرا ، وذلك كله جائز وممكن.

وكان الله تعالى خالقا قبل أن يخلق ورازقا قبل أن يرزق.

والله تعالى يرى في الآخرة ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رءوسهم ، بلا تشبيه ولا كيفية ، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة.

والإيمان هو الإقرار والتصديق.

وإيمان أهل السماء والأرض لا يزيد ولا ينقص من جهة المؤمن به ، ويزيد وينقص من جهة اليقين والتصديق.

والمؤمنون مستوون في الإيمان والتوحيد ، متفاضلون في الأعمال.

والإسلام هو التسليم والانقياد لأوامر الله تعالى ، فمن طريق اللغة فرق بين الإيمان والإسلام ، ولكن لا يكون إيمان بلا إسلام ، ولا يوجد إسلام بلا إيمان ، وهما كالظهر مع البطن.

والدين اسم واقع على الإيمان والإسلام والشرائع كلها.

نعرف الله تعالى حق معرفته كما وصف الله نفسه في كتابه بجميع صفاته ، وليس يقدر أحد أن يعبد الله تعالى حق عبادته كما هو أهل له ، ولكنه يعبده بأمره كما أمر بكتابه وسنّة رسوله. ويستوي المؤمنون كلهم في المعرفة واليقين والتوكل والمحبة والخوف والرجاء والإيمان ، ويتفاوتون فيما دون الإيمان في ذلك كله.

٦٢٢

والله تعالى متفضل على عباده ، عادل ، قد يعطي من الثواب أضعاف ما يستوجبه العبد تفضلا منه ، وقد يعاقب على الذنب عدلا منه ، وقد يعفو فضلا منه.

وشفاعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حق ، وشفاعة نبينا عليه الصلاة والسلام للمؤمنين المذنبين ولأهل الكبائر منهم المستوجبين العقاب حق ثابت.

ووزن الأعمال بالميزان يوم القيامة حق ، وحوض النبي عليه الصلاة والسلام حق ، والقصاص فيما بين الخصوم بالحسنات يوم القيامة حق ، وإن لم تكن لهم الحسنات فطرح السيئات عليهم حق جائز.

والجنة والنار مخلوقتان اليوم ، لا تفنيان أبدا ، ولا تموت الحور العين أبدا ، ولا يفنى عقاب الله تعالى وثوابه سرمدا.

والله تعالى يهدي من يشاء فضلا منه ، ويضل من يشاء عدلا منه ، وإضلاله خذلانه ، وتفسير الخذلان : أن لا يوفق العبد إلى ما يرضاه منه ، وهو عدل منه ، وكذا عقوبة المخذول على المعصية.

ولا يجوز أن نقول إن الشيطان يسلب الإيمان من العبد المؤمن قهرا وجبرا ولكن نقول العبد يدع الإيمان فحينئذ يسلبه منه الشيطان.

وسؤال منكر ونكير حق كائن في القبر ، وإعادة الروح إلى جسد العبد في قبره حق ، وضغطة القبر وعذابه حق كائن للكفار كلهم ولبعض عصاة المؤمنين.

وكل شيء ذكره العلماء بالفارسية من صفات الله تعالى عزّ اسمه فجائز القول به. سوى اليد بالفارسية. ويجوز أن يقال «به روى خداى» عزوجل بلا تشبيه ولا كيفية.

وليس قرب الله تعالى ولا بعده من طريق طول المسافة وقصرها ، ولكن على معنى الكرامة والهوان.

والمطيع قريب منه بلا كيف ، والعاصي بعيد عنه بلا كيف ، والقرب والبعد والإقبال يقع على المناجي.

وكذلك جواره في الجنة والوقوف بين يديه بلا كيفية.

والقرآن منزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في المصاحف مكتوب ، وآيات القرآن في معنى الكلام كلها مستوية في الفضيلة والعظمة إلا أن لبعضها فضيلة الذكر وفضيلة المذكور ، مثل آية الكرسي لأن المذكور فيها جلال الله تعالى وعظمته وصفاته ،

٦٢٣

فاجتمعت فيها فضيلتان : فضيلة الذكر وفضيلة المذكور ، ولبعضها فضيلة الذكر فحسب مثل قصة الكفار وليس للمذكور فيها فضل وهم الكفار ، وكذلك الأسماء والصفات كلها مستوية في العظمة والفضل لا تفاوت بينهما.

وقاسم وطاهر وإبراهيم كانوا بني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفاطمة ورقيّة وزينب وأم كلثوم كنّ جميعا بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورضي عنهن.

وإذا أشكل على الإنسان شيء من دقائق علم التوحيد فإنه ينبغي له أن يعتقد في الحال ما هو الصواب عند الله تعالى إلى أن يجد عالما فيسأله ، ولا يسعه تأخير الطلب ولا يعذر بالوقف فيه ويكفر إن وقف.

وخبر المعراج حق ومن رده فهو مبتدع ضال ، وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى عليه‌السلام من السماء ، وسائر علامات يوم القيامة على ما وردت به الأخبار الصحيحة حق كائن ، والله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

* * *

٦٢٤

٦٢٥
٦٢٦

في التبري مما يرمى به من الإرجاء

كذبا وزورا من جهلة أغرار

قال ابن قتيبة في المعارف : عثمان البتي ـ بفتح فتشديد ـ هو : عثمان بن سليمان بن جرموز ، وكان من أهل الكوفة فانتقل إلى البصرة ، وهو مولى لبني زهرة وكان يبيع البتوت فنسب إليها اه. وهي الثياب الغليظة. وقال الذهبي في الميزان : عثمان البتي الفقيه هو ابن مسلم ثقة إمام وقيل اسم أبيه أسلم وقيل سليمان اه. وفي المشتبه : فقيه البصرة. زمن أبي حنيفة اه. توفي بالبصرة قبل وفاة أبي حنيفة بسبع سنوات ، وبينهما مكاتبات لم يحفظ لنا التاريخ شيئا منها غير هذه الرسالة ، وكان من عظماء مجتهدي هذه الأمة ، وممن انقرضت مذاهبهم ، وله انفرادات في الفقه ذكرها الطحاوي في (اختلاف العلماء) وأبو بكر الرازي في مختصره وابن المنذر في الأشراف لكن أهملها ابن جرير في اختلاف الفقهاء له ، رضي الله عنه وعن سائر الأئمة ونفعنا ببركات علومهم (ز).

* * *

٦٢٧
٦٢٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، روى الإمام حسام الدين الحسين بن علي الحجاج السنغاقي ، عن حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري ، عن شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردري ، عن برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني عن ضياء الدين محمد بن الحسين بن ناصر اليرسوخي ، عن علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي ، عن أبي المعين ميمون بن محمد المكحولي النسفي ، عن أبي زكريا يحيى بن مطرف البلخي ، عن أبي صالح محمد بن الحسين السمرقندي عن أبي سعيد محمد بن أبي بكر البستي ، عن أبي الحسن علي بن أحمد الفارسي عن نصير بن يحيى الفقيه ، عن أبي عبد الله محمد بن سماعة التميمي ، عن الإمام أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، عن الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وعنهم أنه قال :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

من أبي حنيفة إلى عثمان البتي : سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله وطاعته وكفى بالله حسيبا وجازيا بلغني كتابك ، وفهمت الذي فيه من نصيحتك ، وقد كتب أنه دعاك إلى الكتاب بما كتبت حرصك على الخير والنصيحة ، وعلى ذلك كان موضعه عندنا ، كتبت تذكر أنه بلغك أني من المرجئة (١) وأني أقول : مؤمن ضال. وأن ذلك يشق عليك ولعمري ما في شيء باعد عن الله تعالى عذر لأهله ، ولا فيما أحدث الناس وابتدعوا أمر يهتدى به ،

__________________

(١) وقد عدّ المقبلي من غلطات الخواص جعل المرجئ اسما لمن قال : إن صاحب الكبيرة إذا لم يتب تحت المشيئة ، وصرف أحاديث ذم المرجئة إلى ذلك وإنما هم من قال : لا وعيد لأهل الصلاة فأخرهم عن الوعيد رأسا ، وأما الدخول تحت المشيئة فصريح الكتاب والسنة لفظا ومعلوما تواترا. ذكر ذلك في (الأبحاث) فيكون إرجاء أبي حنيفة محض السنة ، ونبزه به على المعنى البدعي.

٦٢٩

ولا الأمر إلا ما جاء به القرآن ودعا إليه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان عليه أصحابه حتى تفرّق الناس ، وأما ما سوى ذلك فمبتدع ومحدث ، فافهم كتابي إليك ، فاحذر رأيك على نفسك ، وتخوّف أن يدخل الشيطان عليك عصمنا الله وإياك بطاعته ، ونسأله التوفيق لنا ولك برحمته ، ثم أخبرك أن الناس كانوا أهل شرك قبل أن يبعث الله تعالى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبعث محمدا يدعوهم إلى الإسلام ، فدعاهم إلى أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، والإقرار بما جاء به من الله تعالى ، وكان الداخل في الإسلام مؤمنا بريئا من الشرك ، حراما ماله ودمه ، له حق المسلمين وحرمتهم ، وكان التارك لذلك حين دعا إليه كافرا بريئا من الإيمان ، حلالا ماله ودمه ، لا يقبل منه إلا الدخول في الإسلام أو القتل. إلا ما ذكر الله سبحانه وتعالى في أهل الكتاب من إعطاء الجزية ، ثم نزلت الفرائض بعد ذلك على أهل التصديق.

فكان الأخذ بها عملا مع الإيمان ولذلك يقول الله عزوجل : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [البقرة : ٢٥] وقال : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً) [التّغابن : ٩] وأشباه ذلك من القرآن. فلم يكن المضيع للعمل مضيعا للتصديق ، وقد أصاب التصديق بغير عمل. ولو كان المضيع للعمل مضيعا للتصديق لانتقل من اسم الإيمان وحرمته بتضييعه العمل كما أن الناس لو ضيّعوا التصديق لانتقلوا بتضييعه من اسم الإيمان وحرمته وحقه ، ورجعوا إلى حالهم التي كانوا عليها من الشرك. ومما يعرف به اختلافهما أن الناس لا يختلفون في التصديق. ولا يتفاضلون فيه. وقد يتفاضلون في العمل. وتختلف فرائضهم. ودين أهل السماء ودين الرسول واحد. فلذلك يقول الله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشّورى : ١٣]. واعلم أن الهدي في التصديق بالله وبرسوله ليس كالهدي فيما افترض من الأعمال. ومن أين يشكل ذلك عليك؟ وأنت تسميه مؤمنا بتصديقه كما سماه الله تعالى في كتابه وتسميه جاهلا بما لا يعلم من الفرائض. وهو إنما يتعلم ما يجهل. فهل يكون الضال عن معرفة الله تعالى ومعرفة رسوله. كالضال عن معرفة ما يتعلمه الناس وهم مؤمنون؟! وقد قال الله تعالى في تعليمه الفرائض : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النّساء : ١٧٦] وقال : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) [البقرة : ٢٨٢] ، وقال : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) [الشّعراء : ٢٠] يعني من الجاهلين ، والحجة من كتاب الله تعالى والسنة على تصديق ذلك أبين وأوضح من أن تشكل على مثلك. أولست تقول : مؤمن ظالم ، ومؤمن مذنب ، ومؤمن مخطئ ومؤمن عاص ، ومؤمن جائر؟ هل يكون فيما ظلم وأخطأ مهتديا فيه مع هداه في الإيمان ، أو يكون ضالا عن الحق الذي أخطأه؟ وقول بني يعقوب على نبينا وعليهم‌السلام لأبيهم إنك لفي ضلالك القديم ، أتظن أنهم عنوا أنك لفي كفرك القديم؟ حاشا

٦٣٠

لله أن تفهم هذا ، وأنت بالقرآن عالم. واعلم أن الأمر لو كان كما كتبت به إلينا أن الناس كانوا أهل تصديق قبل الفرائض ثم جاءت الفرائض ، لكان ينبغي لأهل التصديق أن يستحقوا (اسم) التصديق بالعمل حين كلفوا به ، ولم تفسر لي ما هم وما دينهم وما مستقرهم عندك (قبل ذلك)؟ إذا هم لم يستحقوا الاسم إلا بالعمل حين كلفوا فإن زعمت أنهم مؤمنون تجري عليهم أحكام المسلمين وحرمتهم صدقت. وكان صوابا. لما كتبت به إليك. وإن زعمت أنهم كفار فقد ابتدعت وخالفت النبي والقرآن. وإن قلت بقول من تعنت من أهل البدع وزعمت أنه ليس بكافر ولا مؤمن فاعلم أن هذا القول بدعة وخلاف للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه. وقد سمي علي رضي الله عنه أمير المؤمنين وعمر رضي الله عنه أمير المؤمنين. أو أمير المطيعين في الفرائض كلها يعنون؟ وقد سمي علي أهل حربه من أهل الشام مؤمنين في كتاب القضية. أو كانوا مهتدين وهو يقتلهم؟ وقد اقتتل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم تكن الفئتان مهتديتين جميعا ، فما اسم الباغية عندك؟ فو الله ما أعلم من ذنوب أهل القبلة ذنبا أعظم من القتل ثم دماء أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام خاصة. فما اسم الفريقين عندك؟ وليسا مهتديين جميعا فإن زعمت أنهما مهتديان جميعا ابتدعت. وإن زعمت أنهما ضالان جميعا ابتدعت وإن قلت أن أحدهما مهتد فما الآخر؟ فإن قلت الله أعلم أصبت. تفهم هذا الذي كتبت به إليك.

واعلم أني أقول : أهل القبلة مؤمنون لست أخرجهم من الإيمان بتضييع شيء من الفرائض. فمن أطاع الله تعالى في الفرائض كلها مع الإيمان كان من أهل الجنة عندنا ، ومن ترك الإيمان والعمل كان كافرا من أهل النار ، ومن أصاب الإيمان وضيّع شيئا من الفرائض كان مؤمنا مذنبا ، وكان لله تعالى فيه المشيئة إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ، فإن عذّبه على تضييعه شيئا فعلى ذنب يعذبه ، وإن غفر له فذنبا يغفر. وإني أقول فيما مضى من اختلاف أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما كان بينهم ، الله أعلم. ولا أظن هذا إلا رأيك في أهل القبلة لأنه أمر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمر (حملة) السنة والفقه. زعم (١) أخوك عطاء بن أبي رباح ونحن نصف له هذا : أن هذا أمر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وزعم أخوك نافع هذا وأنه فارق (ابن عمر) على هذا. وزعم سالم عن سعيد بن جبير ، هذا أمر أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وزعم أخوك نافع أن هذا أمر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وزعم ذلك أيضا عبد الكريم عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن هذا أمره.

وقد بلغني عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه حين كتب القضية أنه يسمي

__________________

(١) والزعم هنا بمعنى القول الحق بقرينة المقام. وهو من الأضداد فيعين المقام المراد. فكل هؤلاء لا يرون نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة (ز).

٦٣١

الطائفتين مؤمنين جميعا. وزعم ذلك أيضا عمر بن عبد العزيز كما رواه من لقيني من إخوانك فيما بلغني عنك. ثم قال : ضعوا لي في هذا كتابا ثم أنشأ يعلمه ولده. ويأمرهم بتعليمه. علمه جلساؤك رحمك الله تعالى.

فكان بمكان من المسلمين. واعلم أن أفضل ما علمتم وما تعلمون الناس السنة وأنت ينبغي لك أن تعرف أهلها الذين ينبغي أن يتعلموها.

وأما ما ذكرت من اسم المرجئة (١) فما ذنب قوم تكلموا بعدل وسماهم أهل البدع بهذا الاسم؟ ولكنهم أهل العدل وأهل السنة ، وإنما هذا اسم سماهم به أهل شنآن ، ولعمري ما يهجن عدلا لو دعوت إليه الناس فوافقوك عليه أن سميتهم أهل شنآن البتة ، فلو فعلوا ذلك كان هذا الاسم بدعة ، فهل يهجن ذلك ما أخذت به من أهل العدل ، ثم إنه لو لا كراهية التطويل وأن يكثر التفسير لشرحت لك الأمور التي أجبتك بها فيما كتبت به ، ثم إن أشكل عليك شيء أو أدخل عليك أهل البدع شيئا فأعلمني أجبك فيه إن شاء الله تعالى ، ثم لا آلوك ونفسي خيرا والله المستعان. لا تدع الكتاب إلا بسلامك وحاجتك ، رزقنا الله منقلبا كريما وحياة طيبة ، وسلام الله عليك ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تمّ

__________________

(١) وعد من جعل مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه بها من أهل الضلال لا يكون إلا من المعتزلة أو الخوارج أو ممن ساء سيرهم وهو غير شاعر وقد روى ابن أبي العوام الحافظ عن إبراهيم بن أحمد بن سهل الترمذي عن القاسم بن غسان المروزي القاضي عن أبيه عن محمد بن يعلى زنبور عن أبي حنيفة (ح) قال إبراهيم حدثنا عبد الواحد بن أحمد الرازي بمكة حدثنا موسى بن سهل الرازي أنبأنا بشار بن قيراط عن أبي حنيفة ، دخلت أنا وعلقمة بن مرثد على عطاء بن أبي رباح فقلنا له يا أبا محمد إن ببلادنا قوما يكرهون أن يقولوا إنا مؤمنون ثم قالا : قال عطاء : ولم ذاك؟ قال : يقولون إن قلنا نحن مؤمنون قلنا نحن من أهل الجنة فقال عطاء فليقولوا نحن مؤمنون ولا يقولون نحن من أهل الجنة فإنه ليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا ولله عزوجل عليه الحجة إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ثم قال عطاء : يا علقمة إن أصحابك كانوا يسمون أهل الجماعة حتى كان نافع بن الأزرق فهو الذي سماهم المرجئة. قال القاسم : قال أبي : وإنما سماهم المرجئة فيما بلغنا أنه كلّم رجلا من أهل السّنة فقال له : أين تنزل الكفار في الآخرة؟ قال : النار. قال : فأين تنزل المؤمنين؟ قال : المؤمنون على ضربين : مؤمن بر تقي فهو في الجنة. ومؤمن فاجر رديء فأمره إلى الله عزوجل إن شاء عذّبه بذنوبه وإن شاء غفر له بإيمانه. قال : فأين تنزله؟ قال : لا أنزله ولكني أرجئ أمره إلى الله عزوجل. فقال : فأنت مرجئ اه. فمنّ سمى أهل السنة بالمرجئة فقد تابع نافع بن الأزرق الخارجي الذي يرى تخليد مرتكب الكبيرة في النار (ز).

٦٣٢

٦٣٣
٦٣٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قال الإمام أبو حنيفة رحمه‌الله تعالى : الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالجنان والإقرار وحده لا يكون إيمانا لأنه لو كان إيمانا لكان المنافقون كلهم مؤمنين وكذلك المعرفة وحدها لا تكون إيمانا لأنها لو كانت إيمانا لكان أهل الكتاب كلهم مؤمنين. قال الله تعالى في حق المنافقين : (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون : ١] وقال الله تعالى في حق أهل الكتاب : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) [البقرة : ١٤٦] والإيمان لا يزيد ولا ينقص لأنه لا يتصور نقصانه إلا بزيادة الكفر ولا يتصور زيادته إلا بنقصان الكفر وكيف يجوز أن يكون الشخص الواحد في حالة واحدة مؤمنا وكافرا والمؤمن مؤمن حقا والكافر كافر حقا وليس في الإيمان شك كما أنه ليس في الكفر شك لقوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) [الأنفال : ٤] و (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) [النّساء : ١٥١] والعاصون من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهم مؤمنون حقا وليسوا بكافرين.

العمل غير الإيمان والإيمان غير العمل بدليل أن كثيرا من الأوقات يرتفع العمل عن المؤمن ولا يجوز أن يقال ارتفع عنه الإيمان فإن الحائض يرفع الله تعالى عنها الصلاة ولا يجوز أن يقال رفع عنها الإيمان أو أمرها بترك الإيمان وقد قال الشارع دعي الصوم ثم اقضيه ولا يجوز أن يقال دعي الإيمان ثم اقضيه ويجوز أن يقال ليس على الفقير الزكاة ولا يجوز أن يقال ليس على الفقير الإيمان.

وتقدير الخير والشر كله من الله تعالى لأنه لو زعم أحد أن تقدير الخير والشر من غيره لصار كافرا بالله تعالى وبطل توحيده.

ونقر بأن الأعمال ثلاثة : فريضة وفضيلة ومعصية. فالفريضة بأمر الله تعالى ومشيئته ومحبته ورضاه وقضائه وقدرته وتخليقه وحكمه وعلمه وتوفيقه وكتابته في اللوح المحفوظ والفضيلة ليست بأمر الله تعالى ولكن بمشيئته ومحبته ورضاه وقضائه وقدره وحكمه وعلمه وتوفيقه وتخليقه وكتابته في اللوح المحفوظ والفضيلة ليست بأمر الله تعالى وإلا كانت فرضة لكنها بمشيئته ومحبته ورضاه وقدره وقضائه وحكمه وعلمه وتوفيقه بإعطاء سلامة الأسباب والاستطاعة المقارنة وتخليقه أي تكوينه لأن الله خالق

٦٣٥

أفعال العباد كما سيجيء البحث في ذلك وكتابته في اللوح المحفوظ والمعصية ليست بأمر الله تعالى ولكن بمشيئته لا بمحبته وبقضائه لا برضاه وبتقديره لا بتوفيقه وبخذلانه وعلمه وكتابته في اللوح المحفوظ.

ونقر بأن الله سبحانه تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة واستقر عليه وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ووحيه وتنزيله لا هو ولا غيره بل هو صفته على التحقيق مكتوب في المصاحف مقروء ، بالألسنة محفوظ في الصدور غير حال فيها. والحبر والكاغد والكتابة كلها مخلوقة لأنها أفعال العباد وكلام الله تعالى غير مخلوق لأن الكتابة والحروف والكلمات والآيات دلالة القرآن لحاجة العباد إليها وكلام الله تعالى قائم بذاته ومعناه مفهوم بهذه الأشياء فمن قال بأن كلام الله تعالى مخلوق فهو كافر بالله العظيم. والله تعالى معبود لا يزال عما كان وكلامه مقروء ومكتوب ومحفوظ من غير مزايلة عنه.

ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين ، لقوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢)) [الواقعة : ١٠ ـ ١٢] وكل من كان أسبق فهو أفضل ويحبهم كل مؤمن تقي ويبغضهم كل منافق شقي.

ونقر بأن العبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق فلما كان الفاعل مخلوقا فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة وأن الله تعالى خلق الخلق ولم يكن لهم طاقة لأنهم ضعفاء عاجزون والله تعالى خالقهم ورازقهم لقوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) [الرّوم : ٤٠] والكسب حلال وجمع المال من الحلال حلال وجمع المال من الحرام حرام.

والناس على ثلاثة أصناف : المؤمن المخلص في إيمانه ، والكافر الجاحد في كفره ، والمنافق المداهن في نفاقه ، والله تعالى فرض على المؤمن العمل وعلى الكافر الإيمان وعلى المنافق الإخلاص لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ) [النّساء : ١] يعني يا أيها المؤمنون أطيعوا ، ويا أيها الكافرون آمنوا ، ويا أيها المنافقون أخلصوا.

والاستطاعة مع الفعل لا قبل الفعل ولا بعد الفعل لأنه لو كان قبل الفعل لكان العبد مستغنيا عن الله تعالى وقت الحاجة وهذا خلاف حكم النص لقوله تعالى : (وَاللهُ

٦٣٦

الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) [محمد : ٣٨] ولو كان بعد الفعل لكان من المحال لأنه يلزم حصول الفعل بلا استطاعة ولا طاقة.

ونقر بأن المسح على الخفين واجب للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليها لأن الحديث ورد هكذا فمن أنكره فإنه يخشى عليه الكفر لأنه قريب من الخبر المتواتر والقصر (١) والإفطار في السفر رخصة بنص الكتاب لقوله تعالى : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) [النّساء : ١٠١] وفي الإفطار قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة : ١٨٤].

ونقر بأن الله تعالى أمر القلم بأن يكتب فقال القلم ما ذا أكتب يا رب فقال الله تعالى اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لقوله تعالى : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣)) [القمر : ٥٢ ، ٥٣].

ونقر بأن عذاب القبر كائن لا محالة وسؤال منكر ونكير حق لورود الأحاديث ، والجنة والنار حق وهما مخلوقتان لأهلهما لقوله تعالى في حق المؤمنين : (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران : ١٣٣] وفي حق الكفرة : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) [البقرة : ٢٤] خلقهما الله للثواب والعقاب ، والميزان حق لقوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) [الأنبياء : ٤٧] وقراءة الكتب حق لقوله تعالى : (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤)) [الإسراء : ١٤].

ونقر بأن الله تعالى يحيي هذه النفوس بعد الموت ويبعثهم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة للجزاء والثواب وأداء الحقوق لقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) [الحجّ : ٧] ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة. وشفاعة نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم حق لكل من هو مؤمن من أهل الجنة وإن كان صاحب الكبيرة. وعائشة بعد خديجة الكبرى أفضل نساء العالمين وأم المؤمنين ومطهرة من الزنى بريئة عما قالت الروافض فيها فمن شهد عليها الزنى فهو ولد الزنى (٢). وأهل الجنة في الجنة خالدون وأهل النار في النار خالدون لقوله تعالى في حق المؤمنين : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٨٢] وفي حق الكفار : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٣٩].

تمّ

__________________

(١) أي قصر الصلاة الرباعية إلى اثنتين.

(٢) بل من قال ذلك في عائشة بعد نزول القرآن ببراءتها فهو كافر خارج عن الملة بلا شك وليس ولد زنى فقط.

٦٣٧
٦٣٨

فهرس المحتويات

الإمام الكوثري : بقلم الاستاذ الكبير الشيخ محمد ابو زهرة............................ ٥

ترجمة الإمام الكوثري............................................................ ١٠

نظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى قبل الآخرة............................... ١٥

فتوى الشيخ محمود شلتوت في وفاة سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ، ورفعه ونزوله منقولة عن كتابة (الفتاوي) ص ٥٢ ـ ٧٥ ١٧

رفع عيسى عليه السلام......................................................... ١٧

مناقشة........................................................................ ٢٢

مجمل ما تضمنته فتوى الشيخ محمود شلتوت من آراء................................ ٣٥

تقديم......................................................................... ٣٩

اما ستموا من النزول؟!!......................................................... ٤١

العقيدة الدينية وطريق ثبوتها...................................................... ٤٩

آيات في الرفع والنزول........................................................... ٥٦

السنة وثبوت العقيدة............................................................ ٦٥

الإجماع ثبوت العقيدة........................................................... ٧٨

الإنصاف...................................................................... ٨٩

تقديم......................................................................... ٩١

فصل : وجوب الكف عن ذكر ما جرى بين الصحابة............................. ١٣٣

فصل في الاخبار الواردة عن الفرق بين التلاوة والمتلو والقراءة والمقروء.................. ١٤٥

فصل في بيان الادلة الدالة على ان الحروف والاصوات هي من صفات قراءة القاريء لا انها من كلام الباري    ١٤٨

فصل : قراءة القرآن تارة توصف بالصحة والحسن وتارة توصف بالفساد والقبح ، لانها من افعال العباد         ١٦٠

٦٣٩

فصل في بيان ان الفعل يضاف الى الامر به وان لم يفعله........................... ١٦٨

فصل في بيان ان الله تعالى قد فصل بين الفراءة والمقروء............................ ١٦٨

فصل في بيان انه اذا قرا القاريء القرآن وحصل له الثواب ، احصل له الثواب على فعله او على غير فعله      ١٧٠

اختلاف المفسرين في تفسير الحروف المقطعة في اوائل السور على ثمانية اقوال وبيان تلك الاقوال       ١٧٢

فصل في ابطال حجج من قال باثبات قدم الحروف............................... ١٧٦

فصل في الرد على من قال ان الله تعالى متكلم بحروف............................. ١٧٨

فصل في الرد على احتج في اثبات الصوت لكلام الله تعالى........................ ١٧٨

معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تسافروا بالقرآن وقوله : لو جعل هذا القرآن في اهاب       ١٨٤

تفسير قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من حفظ القرآن اختلط بدمه ولحمه.......... ١٨٧

فصل في الرد على من قال اذا كان القديم لا يحل في المصحف فما معنى تعظيمه وتوقيره ١٨٨

فصل فيما بتعلق بمسائل ثلاثة وفروعها : الخلق والارادة والشفاعة والرؤية............. ١٨٩

قول اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق وحده.................... ١٩٠

الرد على من احتج على خلق الافعال بالايات القرآنية............................. ١٩٤

وجوب العلم بانه لا يجري في العالم الا مايريده الله تعالى............................ ٢٠٠

الرد على من يقول بان شرك المشرك ليس بمشيتة الله............................... ٢٠٤

فصل في الشفاعة ـ افتراق المعتزلة في الشفاعة الى فرقتين............................ ٢٠٩

فصل في شبه يراد بها دفع الاخبار الصحاح المجمع على صحتها.................... ٢١٠

قول اهل السنة والجماعة بجواز رؤية الله تعالى ـ اختلاف الصحابة في رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لربه ليلة المعراج     ٢١٥

دفع شبهة التشبيه............................................................ ٢٢٩

باب ما جاء في القرآن العظيم من ذلك.......................................... ٢٣١

باب ذكر الاحاديث التي سموها اخبار الصفات.................................. ٢٤١

دفع شبه من شبه وتمرد....................................................... ٢٧٧

ترجمة الامام الحصني مؤلف هذا الكتاب......................................... ٢٧٩

٦٤٠