عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ - ج ١

الشيخ أحمد بن يوسف [ السمين الحلبي ]

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد بن يوسف [ السمين الحلبي ]


المحقق: الدكتور محمّد التونجي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٩

الراغب (١). وقال غيره : هو ما جدّ من فرش البيت. والخرّيت ما قدم منها (٢) وأنشد : [من البسيط]

تقادم العهد من أمّ الوليد لنا

دهرا ، وصار أثاث البيت خرّيتا

وقد نقل الهرويّ القولين ، فقال : قال الأزهريّ : هو متاع البيت. وقال غيره : ما يلبس منها. وقيل : هو المال مطلقا. وعن ابن عباس في قوله تعالى : (أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ)(٣) أي مالا. قال الراغب : وقيل للمال كلّه إذا كثر : أثاث ولا واحد له من لفظه (٤) ، وفيه نظر ؛ إذ واحده أثاثة ، كتمر وتمرة. وجمع الأثاث آثّة وأثث. والأول هو القياس ، لأنه مضاعف. وأثث شاذّ كبين وحجج. قال الراغب : وجمعه آثاث ، وفيه نظر (٥).

ونساء أثائث : كثيرات اللحم ، كأنّ عليهنّ أثاثا. وتأثّث فلان : أصاب أثاثا. وتأثّيت : اتّخذت أثاثا. واشتقاق هذا من : أثّ الشّعر والنّبات أي كثر وتكاثف. ومنه قول امرىء القيس : [من الطويل]

وأسود يغشى المتن أسود فاحم (٦)

أثيث كقنو النّخلة المتعثكل

وعن ابن عباس أيضا : «أثاثا» ثيابا. وعن الخليل : هو المتاع المنضمّ بعضه إلى بعض. وأنشد بيت امرىء القيس المذكور (٧). وقال ابن عباس في قوله تعالى (٨) : (أَحْسَنُ أَثاثاً) أي هيئة. وقال مقاتل : ثيابا. وقد تقدّم مثله عن ابن عباس في آية النّحل (٩).

__________________

(١) المفردات : ٩.

(٢) لم يرد هذا المعنى في اللسان ولا في الجمهرة.

(٣) ٨٠ / النحل : ١٦.

(٤) هو رأي الفراء ، كذا في اللسان مادة (أثث).

(٥) وفي الغريبين (١٤) جمعه : آثّة.

(٦) البيت من معلقة أمرىء القيس ، وصدره فيها :

وفرع يغشّي المتن أسود فاحم

(٧) الكلمة ساقطة من س.

(٨) الكلمة ساقطة من س.

(٩) ٨٠ / النحل : ١٦.

٦١

أ ث ر :

قال تعالى : (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ)(١) ، وقرىء : «آثار» جمعا. والأثر : حصول ما يدلّ على وجود شيء (٢). ومنه : أثر البعير والرجل. يقال : إثر وأثر. ومنه : أثرت البعير : جعلت على خفّه أثرة أي علامة تؤثّر في الأرض ، ليستدلّ بها على أثره ، والحديدة التي يعمل بها ذلك مئثرة كمكنسة.

وأثر (٣) السيف : جوهره ، وهو أثر جودته. والسيف مأثور. وقوله تعالى : (هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي)(٤) أي بعدي بقليل. وقوله تعالى : (فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ)(٥) أي على طريقتهم وسنّتهم. وقيل هذا في قوله تعالى : (هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي)(٦) وقوله : (أَوْ أَثارَةٍ)(٧). وقرىء : أثرة (٨) ، قيل : هي من : أثرت العلم آثره. ومنه : مآثر العرب لمكارم أخلاقها ، جمع مأثرة ، وهي ما يروى عنها من ذلك.

وفي الحديث : «ألا إنّ كلّ دم ومال (٩) ومأثرة كانت في الجاهلية فإنها تحت قدميّ» (١٠). ومنه حديث عمر : «ما حلفت به ذاكرا ولا آثرا» (١١) أي حاكيا له عن غيري. ومنه قوله تعالى : (إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ)(١٢) أي يرويه واحد عن آخر. وحديث مأثور : أي نقله العدل عن العدل. وقيل : هي بمعنى ، أي بقية من علم. ومنه سمنت الإبل على أثارة (١٣) ، أي بقية من شحم.

__________________

(١) ٥٠ / الروم : ٣٠ ، وهي قراءة حمزة والكسائي وابن عامر وحفص عن عامر (السبعة : ٥٠٨).

(٢) التعريف من المفردات : ٧.

(٣) وكذلك الإثر والأثر.

(٤) ٨٤ / طه : ٢٠.

(٥) ٧٠ / الصافات : ٣٧.

(٦) ٨٤ / طه : ٢٠.

(٧) ٤ / الأحقاف : ٤٦.

(٨) قراءة علي والسلمي والحسن. وقال الكسائي لغة أخرى : إثره وأثره (مختصر الشواذ : ١٣٩).

(٩) انظر النهاية في غريب الحديث : ١ / ٢٢ ، والكلمة (مال) ساقطة فيه.

(١٠) النهاية : ١ / ٢٢.

(١١) الضمير عائد على الخطاب أبي عمر حين حلف بأبيه فنهاه النبي (ص) (النهاية : ١ / ٢٢).

(١٢) ٢٤ / المدثر : ٧٤.

(١٣) في الأصل : وأثرة ، وما نقلناه عن اللسان ، وكذا في المفردات : ٩.

٦٢

ويستعار الأثر للفضل ، والإيثار للتفضّل (١) إثارة. قال تعالى : (لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا)(٢) أي فضّلك. وقوله : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ)(٣) من ذلك ، أي يفضّلون غيرهم على أنفسهم. ومنه : له عليّ (٤) أثرة ، أي فضل. ومنه الحديث : «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» (٥) أي يستأثر عليكم فيفضّل غيركم عليكم في الفيء.

فالأثرة : اسم من آثر يؤثر إيثارا. واستأثر فلان بكذا : أي تفرّد به دون غيره. وفي الحديث : «أو استأثرت به في علم الغيب عندك» (٦) أي تفرّدت به. ومنه قول الأعشى (٧) : [من المنسرح]

استأثر الله بالوفاء وبال

عدل ، وولّى الملامة الرّجلا

والأثرة : اسم للاستئثار ، والجمع الإثر ، قاله الأزهريّ ، وأنشد قول الحطيئة في عمر رضي الله عنه : [من البسيط]

ما قدّموك لها إذ آثروك بها (٨)

لكن لأنفسهم كانت بك الإثر

وقولهم : استأثر الله بفلان كناية عن موته وتنبيه أنه ممّا (٩) اصطفاه فتفرّد به دون الورى. وقولهم : ما فيها عين ولا أثر أي بقية. وفي الحديث : «من سرّه أن يبسط له في

__________________

(١) في الأصل : للفضيل ، ولعلها كما ذكرنا.

(٢) ٩١ / يوسف : ١٢.

(٣) ٩ / الحشر : ٥٩.

(٤) الكلمة ساقطة من ح.

(٥) النهاية : ١ / ٢٢.

(٦) مسند أحمد بن حنبل : ٣٩١.

(٧) البيت في مدح سلامة ، الديوان : ٢٣٣.

(٨) وعجزه في اللسان (مادة ـ أثر) ، والغريبين : ١٥.

ما آثروك بها إذ قدّموك لها

(٩) في الأصل : بما ، وفي المفردات : ممن ، ولعلها في المفردات أولى.

٦٣

رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه» (١) أي في أجله. وسمّي الأجل أثرا لأنه يتبع العمر. قال كعب بن زهير (٢) : [من البسيط]

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

والنفس واجدة والهمّ منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثر

ويروى : لا تنتهي العين.

وقوله : (وَآثاراً فِي الْأَرْضِ)(٣) إشارة إلى ما شيّدوا من البنيان ووطّدوا من الأحوال (٤). وقوله تعالى : (ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ)(٥) أي قدّموه من الأعمال وسنّوه من السّنن ، فعمل بها بعدهم ، وفي معناه : «من سنّ سنّة حسنة ..» الحديث (٦).

ويقال ؛ رجل أثر ، أي يستأثر على أصحابه ، وقال اللّحيانيّ : خذه آثرا ما ، وأثرا ما ، وإثرا ما (٧) ، وآثر ذي أثير ، كلّ ذلك بمعنى الانفراد (٨). وقوله تعالى : (قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)(٩) أي قبضة من أثر حافر فرس (١٠) الرسول (او أثر الرسول) (١١) وهو جبريل ، وذلك أنه رأى أثر الفرس كلما وضع حافره على موضع يخضرّ ، فعرف أنّ ذلك لأمر. فأخذ قبضة من ذلك التراب فكان ما كان.

أ ث ل :

قال تعالى : (وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ)(١٢). فالأثل شيء معروف ؛ الواحدة أثلة

__________________

(١) النهاية : ٢٣ ، وصوّبناه منه.

(٢) ديوان كعب : ٢٢٩ ، والغريبين : ١٧. وعزا ابن الأثير البيت الثاني لزهير ، وهو وهم.

(٣) ٢١ / غافر : ٤٠.

(٤) وفي س : الإخوان.

(٥) ١٢ / يس : ٣٦.

(٦) صحيح مسلم ، علم : ١٥.

(٧) وهو رأي الفراء كما في اللسان ، وما زائدة.

(٨) أي : أول كل شيء.

(٩) ٩٦ / طه : ٢٠.

(١٠) الكلمة ساقطة من ح.

(١١) ساقط من س.

(١٢) ١٦ / سبأ : ٣٤. والأثل : ضرب من الطرفاء. السّدر : الضال أو شجرة النبق.

٦٤

ولما كان ثابت الأصل شبّه به غيره من الشجر فقيل : شجر مؤثّل أي بثبوته. ومال مؤثّل ، ومجد مؤثّل ، من ذلك قول امرىء القيس (١) : [من الطويل].

ولكنّما أسعى لمجد مؤثّل

وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي

وأثل الشيء أصله. وأثلته : أي أغنيته مستعار من ذلك. وفي الحديث : «غير متأثّل (٢) مالا» أي غير مقتن له وجامع. واختلفت عبارات أهل التفسير فيه ؛ فقيل : هو ضرب من الخشب ؛ قال قتادة : يشبه الطرفاء رأيته بصفد (٣) ، وكذا قال الفرّاء : إلا أنه أعظم من الطّرفاء طولا. ومنه اتّخذ منبر (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وورقه كورق الطرفاء. وقال بعضهم : هو السّمر بعينه ؛ الواحدة أثلة وسمرة. وقال أبو عبيدة : هو شجر النّضار. والنّضار : نوع من الخشب. والنّضار : الذهب. ومن الأول : قدح نضار لأنّه يتخذ منه القداح والقصاع.

أ ث م :

الإثم : الذّنب. وقيل : الإثم والآثام : اسم للأفعال البطيئة عن الخيرات لتضمّنه معنى البطء. قال الشاعر (٥) : [من المتقارب]

جماليّة تغتلي (٦) بالرّداف

إذا كذّب الآثمات الهجيرا

وعليه قوله تعالى في الخمر والميسر : (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ)(٧) أي في تعاطيهما إبطاء عن الخيرات. ويسمّى الخمر إثما ، من ذلك قوله (٨) : [من الوافر]

__________________

(١) في الديوان : ٥٢.

(٢) في الأصل : مؤثل. النهاية : ١ / ٢٣ ، والتصويب منه.

(٣) صفد : مدينة في شمال فلسطين.

(٤) الكلمة ساقطة من س.

(٥) البيت من ديوان الأعشى ، القصيدة ذات الرقم ١٢.

(٦) وفي الأصل : تكتفي ، والتصويب من الديوان ، وفي الأصل اضطرب في العجز.

(٧) ٢١٩ / البقرة : ٢.

(٨) البيت من شواهد اللسان والتاج (مادة ـ أثم) ، وفي تهذيب اللغة : ١٥ / ١٦١ ، وفي الغريبين : ١٨.

٦٥

شربت الإثم حتى ضلّ عقلي

كذاك الإثم تذهب بالعقول

لأنّهما سبب فيه. وهذا كتسميتهم الشحم بالنّدى في قوله : [من الطويل]

تعالى (١) النّدى في متنه وتحدّرا

وكتسمية المرعى بالسماء في قوله : [من الوافر]

إذا نزل السّماء بأرض قوم

رعيناه ، وإن كانوا غضابا (٢)

يقال : أثم يأثم إثما وأثاما فهو آثم وأثيم وأثم وأثوم أي محتمل للآثام. وقولهم تأثّم ، أي خرج من الإثم ، فتفعّل للسّلب كتحرّج وتحنّث وتحوّب ، أي خرج من الحرج والحنث والحوب. وفي حديث : «ما علمنا أحدا منهم ترك الصّلاة على أحد من أهل القبلة تأثّما» (٣) أي تجنّبا للإثم. ولذلك أطلق التحنّث في التعبّد. / وفي الحديث : «كان يتحنّث بغار حراء» (٤) أي يتعبّد.

وقوله : (كَفَّارٍ أَثِيمٍ)(٥) أي بليغ في تعاطي أسباب الإثم. وقوله : (أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ)(٦) أي حملته عزّته على فعل ما يأثمه (٧). وقوله : (يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)(٨) قيل : أشار بالإثم إلى قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ)(٩) وبالعدوان إلى قوله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(١٠).

__________________

(١) وفي المفردات : ١٠ : تعلّى.

(٢) البيت لمعاوية بن مالك كما في اللسان مادة (سما).

(٣) الحديث للحسن كما في النهاية : ١ / ٢٤ ، والغريبين : ١ / ١٩.

(٤) صواب الحديث كما في النهاية : ١ / ٤٤٩ «أنه كان يأتي حراء فيتحنث فيه».

(٥) ٢٧٦ / البقرة : ٢.

(٦) ٢٠٦ / البقرة : ٢.

(٧) الكلمة ساقطة من س.

(٨) ٦٢ / المائدة : ٥.

(٩) ٤٤ / المائدة : ٥.

(١٠) ٤٥ / المائدة : ٥.

٦٦

والإثم أعمّ من العدوان : وقوله : (يَلْقَ أَثاماً)(١) أي يلق عقابا ؛ سماه أثاما (٢) لما كان بسببه ، كقوله : «تعالى النّدى في متنه» (٣) ، و «إذا نزل السماء» ، كما تقدّم. وقيل : معنى (يَلْقَ أَثاماً) أي يحمله ذلك على ارتكاب الآثام ، وذلك أنّ الأمر الصغير قد يجرّ إلى الأمر الكبير. ومنه : العاصي ... (٤). وقيل : معناه يلق جزاء آثامه. أنشد الأزهري لنصيب بن الأسود (٥) : [من الطويل]

وهل (٦) يأثمنّي الله في أن ذكرتها

وعلّلت أصحابي بها ليلة النّحر

أي : هل يجازيني جزاء إثمي؟

يقال : أثمه ويأثمه : جازاه (٧) جزاء إثمه. وقوله : (وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ)(٨) قال الفرّاء : الإثم ما دون الحدّ ، والبغي : الاستطالة على الناس. وقوله : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ)(٩) أي : لا مأثم فيها ولا سكر ، وهذا بخلاف خمور الدنيا ؛ فإنّ فيها ما يحمل على كلّ إثم. ويسمّى الكذب إثما تسمية للنّوع باسم جنسه كتسمية الإنسان حيوانا ، أو لأنّه يؤدّي إلى الإثم. وقوله : (آثِمٌ قَلْبُهُ)(١٠) أي متحمّل لذلك. وقد قابل (١١) النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الإثم بالبرّ في قوله : «البرّ ما اطمأنت (١٢) إليه النفس ، والإثم ما حاك في صدرك» (١٣). وهذا منه عليه الصلاة والسّلام حكم للبرّ والإثم لا تفسيرهما لذلك.

__________________

(١) ٦٨ / الفرقان : ٢٥.

(٢) في الأصل : إثما ، ولعل الصواب ما ذكرنا.

(٣) الجملتان من البيتين السابقين.

(٤) بياض قدر كلمة في ح ، وفي س غير فراغ.

(٥) هو نصيب بن رياح الأسود الحبكي مولى بني الحبيك بن عبد مناة. وهو ليس بنصيب الأسود المرواني ، ولا بنصيب الأبيض الهاشمي.

(٦) كذا في س ، وفي ح واللسان : وقد. والشاهد كذلك في الغريبين : ١ / ١٩.

(٧) وفي س : جزاه.

(٨) ٣٣ / الأعراف : ٧.

(٩) ٢٣ / الطور : ٥٢.

(١٠) ٢٨٣ / البقرة : ٢.

(١١) في الأصل : قال ، ولعلها كما ذكرنا.

(١٢) في الأصل : اطمأن.

(١٣) صحيح مسلم ، البرّ : ١٤.

٦٧

فصل الألف والجيم

أ ج ج :

قوله تعالى : (وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ)(١). الأجاج : الماء الشديد الملوحة ، (الذي لا يمكن ذوقه منها. وقيل : هو) (٢) الشديد الملوحة والمرارة ، كأنّه مأخوذ من أجيج النار. يقال : أجّج (٣) النار أجيجا ، وأجّت هي تؤجّ أجّة. وتآجّ النهار أي حميت شمسه. فجعل ذلك عبارة عن ارتفاعه.

وقولهم : أجّ الظّليم أي عدا بسرعة ، تشبيها بأجيج النار ، ومنه الحديث : «فخرج بها يؤجّ» (٤) أي يسرع. ويقال : الأجّ : الهرولة ، وهو قريب من الأول ، لكن الهرويّ كذا ذكره. وأمّا «يأجوج ومأجوج» (٥) فهما مهموزان وغير مهموزين (٦). قيل : هما مشتقّان من أجيج النار وتموّج الماء ، وسيأتي الكلام عليهما في حرفيهما.

أ ج ر :

قال تعالى : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ)(٧) لأنّهم آمنوا بنبّيهم وكتابهم ثم آمنوا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكتابه. والأجر : ما يعود من ثواب عمله عليه دنيويا أو أخرويّا. والأجر (٨) بمعناه إلا أنّها لا تكون إلا في الدّنيويّ. ويقال في عقد وما يجري مجرى العقد ، ولا يقال إلا في نفع دون ضرّ ، كقوله : (فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ)(٩) بخلاف الجزاء ؛ فإنه يقال في عقد وفي غير عقد ، وفي النافع والضّار نحو : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا)(١٠) ، (فَإِنَّ جَهَنَّمَ

__________________

(١) ٥٣ / الفرقان : ٢٥.

(٢) الكلام ساقط من ح ، ونقلناه من س.

(٣) في ح : أجيج.

(٤) من حديث طويل في النهاية : ١ / ٢٥ وهو حديث خبير والضمير يعود على علي (رضي).

(٥) ٩٤ / الكهف : ١٨.

(٦) الكلمتان ساقطتان من س.

(٧) ٥٤ / القصص : ٢٨.

(٨) ساقطة من س.

(٩) ٤٠ / الشورى : ٤٢.

(١٠) ١٢ / الإنسان : ٧٦.

٦٨

جَزاؤُكُمْ)(١). وجمع الأجر أجور. قال : (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ)(٢) كنّى به عن الصّداقات (٣) لأنها عوض عن البضع.

وقوله : (فَلَهُ أَجْرُهُ)(٤) لأنه كالعوض ، وإلا فهو من فضل الله تعالى. وقوله : (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا)(٥) قيل : هو كون الأنبياء من نسله. وقيل : كونه أري مكانه من الجنة (٦). وقيل : هو لسان الصّدق. وقوله : (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ)(٧) أي تكون أجيرا لي. وقيل : هو أن تجعل رعيك غنمي هذه المدة ثوابي من تزويجي ابنتي لك.

ويقال : أجره الله ، بالقصر ، يأجره أجرا : أثابه ، وآجره إيجارا بمعناه. ويقال : أجرت زيدا بمعنيين ؛ أحدهما أعطيته العين المستأجرة بكراء وأجرة والثاني أعطيته الأجرة. وأما آجرته ، بالمدّ ، فالمعنى الأول فقط. وقيل : هو بمعنى المقصود في الأمرين جميعا. قال الراغب : والفرق بينهما أنّ أجرته ـ يعني (٨) بالقصر ـ يقال : إذا اعتبر فعل أحدهما. يقال : أجرت فلانا ، إذا استعان بك فحميته إجارة. ومنه : (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)(٩) ، (وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ)(١٠). وآجرته بالمدّ ، يقال إذا اعتبر فعلاهما ، وكلاهما يرجعان إلى معنى (١١). انتهى ما ذكره من الفرق. وإنّما يصحّ أن لو كان آجره بالمدّ بوزن فاعل حتى تقتضي المشاركة ، ولكن لا نسلّم أنّ آجره بالمدّ بوزن فاعل ، بل هو (١٢) بوزن أفعل ، ولذلك جاء مضارعه على «يؤجر» ومصدره على الإيجار ؛ كآمن يؤمن إيمانا. ولو

__________________

(١) ٦٣ / الإسراء : ١٧.

(٢) ٢٤ / النساء : ٤ ، أي مهورهن.

(٣) وفي المفردات ص : ١١ ، كناية عن المهور.

(٤) ١١٢ / البقرة : ٢.

(٥) ٢٧ / العنكبوت : ٢٩.

(٦) وفي س : في الجنة.

(٧) ٢٧ / القصص : ٢٨.

(٨) الكلمة ساقطة من ح ، وما بين المعترضتين ليس من كلام الراغب (المفردات : ١١).

(٩) ٦ / التوبة : ٩.

(١٠) ٨٨ / المؤمنون : ٢٣.

(١١) وتتمة كلام الراغب : واحد.

(١٢) الضمير ساقط من ح.

٦٩

كان فاعل لكان مضارعه يؤاجر ومصدره المؤاجرة والإجار ، كضارب يضارب مضاربة أو ضرابا. ولو سلّم أنه يقال كذلك إلا أنّه يجوز أن يكون أجّر أفعل ، وإذا جاز لم يصحّ الفرق. ثم قوله : يقال : أجرت فلانا ، إذا استعان ببك فحميته وقوله : (فَأَجِرْهُ) ، وقوله : (وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) ليس من هذه المادّة التي نحن فيها ولا من معناها في شيء البتّة ، بل من مادّة «جور». ولذلك ذكرها في مادّة تيك. وإنّما اشتبه عليه اللفظ في الفعل والمصدر ، حيث قال : أجرت إجارة. والفرق بينهما ، عند من يعرف التصريف ، واضح جدا. وذلك أنّ أجرت بمعنى الإعانة وزنه أفلت مثل أقمت ، وإنما حذفت عين الكلمة لالتقاء الساكنين. وإجارة التي هي مصدره وزنها إفالة ، حذفت العين منها كما حذفت من الفعل كإقامة. والأصل : أجورت إجوارا. فصيّره التصريف إلى ما ترى. وأمّا أجرت الذي نحن فيه فهمزته أصيلة ، ووزنه فعلت ، ومصدره فعالة. وأين هذا من ذاك؟ ولكن قد يذهل الفاضل ، ويدهش العاقل. والأجير فعيل بمعنى فاعل ، وقال الراغب : أو مفاعل ، وهو بناء منه على أنّ آجر فاعل. وقد تقدّم ما فيه.

والاسئتجار طلب الشيء بأجرة ، ثم يعبّر به (١) عن تناول الأجرة ، كاستعارة الاستيجاب كقوله (٢) : [من الطويل]

وداع دعا : هل من يجيب إلى النّدى؟

فلم يستجبه عند ذاك مجيب

قيل ؛ وعليه قوله تعالى : (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ)(٣) ، وفيه نظر لظهور الطلب فيه بأجرة. ويقال : إيتاجر أي طلب الأجرة ، افتعل منه. وفي الحديث في الأضاحي : «كلوا وادّخروا وائتجروا» (٤) أي واطلبوا الأجر. قال الهرويّ : ويجوز اتّجروا نحو اتّجر ، كذا أصله إيتجر ، فأدغمت الهمزة في التاء. وفي الحديث : «إنّ رجلا دخل المسجد ، وقد قضى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاته فقال : من يتجر فيقوم فيصلي معه»؟ (٥) قوله : فأدغمت

__________________

(١) وفي الأصل : تعدّيه ، ولعله كما ذكرنا.

(٢) البيت لكعب بن سعد الغنوي من بائية طويلة (الأصمعيات : ٩٦) ، مع اختلاف في أداة الاستفهام.

(٣) ٢٦ / القصص : ٢٨.

(٤) النهاية : ١ / ٢٥.

(٥) النهاية : ١ / ٢٥.

٧٠

الهمزة فيه تجوّز ، لأنّ الهمزة أبدلت ياء وجوبا ، فصارت كالأصلية ، مثل أيسر من اليسر. وإلا فالهمزة لا يتصور إدغامها في الياء. وقوله : نحو (١) اتّجر على أحد القولين. ولنا قول أنه من تجر ـ يتجر ، ومنه قراءة : (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)(٢).

والإجّار : السّطح ، ليس حواليه ما يردّ من يقع ؛ فعّال من الأجر. تصوّروا فيه النّفع.

والجمع أجاجير. وفيه لغة أخرى «إنجار» بالنون والجمع أناجير. وفي الحديث : «فتلقّى الناس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السّوق وعلى الأناجير» (٣) أي السطوح.

أ ج ل :

الأجل : المدّة المضروبة. ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان : أجل. وقوله تعالى : (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى)(٤) عبارة عن ذلك. وقوله : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)(٥) أي المدّتين المضروبتين من الثماني والعشر. وقوله : دنا أجله أي مدّته ، / وحقيقته استيفاء مدة حياته. وقوله : (وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا)(٦) ، قيل : حدّ الموت ، وقيل : حدّ الهرم ، وهما متقاربان (٧). وأجّلت الدّين فهو مؤجّل : أي ضربت له مدّة. وقوله : (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى)(٨) ؛ قيل : الأول البقاء في الدنيا ، والثاني البقاء في الآخرة. وعن الحسن : الأول البقاء في الدنيا ، والثاني البقاء (٩) في القبور إلى يوم النّشور. وقيل : هما الأول النوم (١٠) والثاني الموت ، إشارة إلى قوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها

__________________

(١) ساقطة من ح.

(٢) ٧٧ / الكهف : ١٨ ، بفتح التاء مع تضعيف وفتح الخاء هي القراءة السبعية. وبكسر الخاء مع تخفيف التاء لابن كثير وأبي عمرو (السبعة : ٣٩٦).

(٣) النهاية : ١ / ٢٦ ، وفيه «الأجاجير والأناجير».

(٤) ٦٧ / غافر : ٤٠.

(٥) ٢٨ / القصص : ٢٨.

(٦) ١٢٨ / الأنعام : ٦.

(٧) ويقول الراغب (ص ١١) : وهما واحد في التحقيق.

(٨) ٢ / الأنعام : ٦.

(٩) ساقط من (في الآخرة) إلى هنا من س.

(١٠) في الأصل : والنوم.

٧١

وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها)(١) وقيل : الأجلان معا للموت (٢) ، إلا أنّ من الناس من يأتيه أجله بعارض من سيف أو حرق أو غرق أو أكل سمّ أو شيء غير موافق ممّا يقطع الحياة ، ومنهم من يعافى ويوقىّ كلّ ذلك حتّى يأتيه الموت حتف أنفه ، وإليهما أشار من قال : «من أخطأه سهم الرزيّة (٣) لم يخطئه سهم المنيّة».

وقيل : للنّاس رجلان ؛ رجل يموت عبطة ورجل يبلغ أجلا لم يجعل له الله في طبيعة الدنيا أن يبقى أحد أكثر منه فيها. وقد أشار إليهما بقوله تعالى : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ)(٤). وقال زهير : [من الطويل]

رأيت المنايا خبط عشواء من تّصب

تمته ، ومن تخطىء يعمّر فيهرم

وقال آخر (٥) : [من المنسرح]

من لم يمت عبطة يمت هرما

للموت كأس والمرء ذائقها

وقال ابن عرفة : «الأجل المقضيّ هو الدّنيا والحياة ، والمسمّى هو أمر الآخرة». وقوله تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ)(٦) أي من جرّائه وجنايته. يقال : أجلت الشيء ، وآجله : جنيته. وقرىء : من إجل (٧) بالكسر أي من جناية. والأجل والإجل : الجناية التي يخاف منها أجل. فكلّ أجل جناية ، وليس كلّ جناية أجلا. وفي الحديث : «كنا مرابطين بالساحل فتأجّل متأجّل» (٨) أي طلب الرجوع إلى أهله ، وأراد أن يضرب له أجل ذلك. وقوله : ((وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَ)(٩) وهو المدّة

__________________

(١) ٤٢ / الزمر : ٣٩.

(٢) في الأصل : الموت.

(٣) كذا المشهور ، وفي الأصل : المدرية وهي الرماح كانت تركب فيها القرون المحددة. ولم يرد المثل في مجمع الأمثال ولا في المستقصى.

(٤) ٧٠ / النحل : ١٦.

(٥) هو لأمية بن أبي الصلت ، كذا في اللسان مادة (عبط).

(٦) ٣٢ / المائدة : ٥.

(٧) قرأها بكسر الهمزة أبو جعفر المدني (مختصر في شواذ القرآن : ٣٢).

(٨) وفي النهاية : «... متأجل منّا» (١ / ٢٦).

(٩) ٢٣١ / البقرة : ٢.

٧٢

المضروبة بين الطلاق وبين انقضاء العدّة. وقوله) (١) : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ)(٢) إشارة إلى حين انقضاء العدّة. وحينئذ لا جناح عليهنّ فيما فعلن في أنفسهنّ.

والآجال : أقاطيع الظّباء ، واحدها إجل. ومنه حديث زياد : «لهو أشهى إليّ من زينته ، فثبت لسلاله تعب في يوم شديد الوديقة (٣) ترمض فيه الآجال».

فصل الألف والحاء

أ ح د :

أحد : على قسمين ؛ قسم لا يستعمل إلا في نفي أو شبهه كالنّهي والاستفهام. وهذا همزته أصلية ، ويفيد استغراق جنس الناطقين قليلا كان (٤) أو كثيرا ، مجتمعين أو مفترقين ، نحو : لا أحد في الدار ، أي لا واحد ولا اثنين فصاعدا ؛ لا مجتمعين ولا متفرقين. ولهذا لم يصحّ استعماله في الإثبات لأنّ نفي المتضادّين يصحّ دون إثباتهما. فلو قيل : في الدار أحد لكان فيه إثبات واحد مفرد مع إثبات ما فوق الواحد مجتمعين ومفترقين ، وذلك ظاهر لا محالة (٥) ، ولانطلاقه على ما فوق الواحد صحّ أن يقال : ما من أحد قائمين. وعليه قوله : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ)(٦).

وبعضهم يطلقه على غير العقلاء ، ولذلك قيل في قول الذّبياني : [من البسيط]

عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد

إلا الأواريّ لأيا ما أبيّنها (٧)

__________________

(١) ساقط من ح.

(٢) ٢٣٣ / البقرة : ٢.

(٣) الوديقة : حر نصف النهار. الرمض : شدة حر الشمس.

(٤) الكلمة ساقطة من ح.

(٥) في الأصل : الإحالة.

(٦) ٤٧ / الحاقة : ٦٩.

(٧) خلط المؤلف (أو الناسخ) فجمع عجز البيت الثاني من المعلقة وجعله صدرا ، إلى صدر البيت الثالث وجعله عجزا ، كما اضطربت رواية بعض الكلمات.

٧٣

إنه استثناء منقطع أو متّصل (١). وقد حققته في شرح هذه القصيدة ، وله أخوات لا تستعمل إلا منفية نحو عريب (٢) ... وديّار حصرتها في «شرح التّسهيل». وقوله : (هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ)(٣) استفهام في معنى النّفي. وقوله : (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ)(٤) نهيّ في قوة النّفي فمن ثمّ شاع بخلاف الإثبات لما تقدّم.

وقسم يستعمل مثبتا وقد قسمه الراغب إلى ثلاثة أقسام : قسم يضمّ فيه إلى أسماء العدد نحو : أحد عشر (٥)(أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً)(٦). وقوله : يوم الأحد أي يوم الأول ، ويوم الاثنين ، والثالث أن يستعمل وصفا ، وليس ذلك إلا لله وحده نحو : (قُلْ : هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٧) ، وأصله وحد ، يستعمل في غيره (٨) ؛ قال النابغة : [من البسيط]

على مستأنس وحد (٩)

قلت : أحد هذه ، أبدلت همزته من واو لأنّه من الوحدة ، وهو بدل شاذّ لم يسمع منه في

__________________

(١) فالاستثناء المنقطع بإبدال (الأواري) بالرفع من موضع (أحد) على لغة تميم. بينما أهل الحجاز ينصبون على الاستثناء المتصل لأن (الأواري) من غير جنس الأحدين.

(٢) كلمة غامضة في الأصل.

(٣) ١٢٧ / التوبة : ٩.

(٤) ٨١ / هود : ١١.

(٥) أسقط الناسخ سهوا القسم الثاني ، يقول الراغب (ص ١٠): «والثاني أن يستعمل مضافا أو مضافا إليه بمعنى الأول كقوله» وذكر الآية.

(٦) ٤١ / يوسف : ١٢.

(٧) ١ / الإخلاص : ١١٢.

(٨) أي في غير الله.

(٩) جزء من العجز ، وتمام البيت (وهو من المعلقة ، الديوان : ٦) :

كأنّ رحلي ، وقد زال النهار بنا

بذي الجليل ، على مستأنس وحد

(*) جاء في الهامش من غير خط المؤلف : «الفرق بين الواحد والأحد أن الأحد اسم لكل فرد لا يشاركه شيء في ذاته. والواحد اسم لكل فرد يشاركه شيء في صفاته. فإذا قلت مثلا : زيد واحد أحد ، يكون معناه : أحد في ذاته واحد في صفاته. قال الشيخ (يعني ابن عربي) في الباب ٣٧٢ في (الفتوحات) : الأحد هو الذي لا يشارك في أحديته ، وأما الواحد فإنا نظرنا في القرآن هل أطلقه على غيره كما أطلق الأحدية في نحو قوله : «ولا يشرك في عبادة ربه أحدا» فلم نجده. فإن لم يطلقه فهو أخص من الأحدية ، ويكون اسما للذات علما لا صفة كالأحدية ، فإن الصفة محل الإشتراك ، ولهذا أطلقت ـ

٧٤

الواو المفتوحة إلا : أحد (١) ، وأناة ، لأنّهما من الوحدة والونى. ولم أر من خصّه بالله غير هذا. و «وحد» في بيت النابغة بمعنى منفرد ، ويرادفه واحد. فيقول : واحد وعشرون ، إلا في أحد عشر فلا يقال : واحد وعشر. وأحد هذا في المذكّر يقابله إحدى في المؤنّث في جميع موادّه (٢) ، إلا في وصف الباري تعالى نحو : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ)(٣) ، (إِحْدَى ابْنَتَيَ)(٤) ، إحدى عشرة ، وإحدى وعشرون امرأة ، وهمزتها عن واو (٥). وهي أقلّ شذوذا من أحد ، لكسر همزتها كإشاح ، وإعاء ، وإله ، وإسادة.

فصل الألف والخاء

أ خ ذ :

الأخذ : تحصيل الشيء ، وهو حقيقة في التّناول نحو : أخذت درهما ، ومنه : (مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ)(٦) ، ومجازا في الاستيلاء والقهر نحو : (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ)(٧). ومنه قيل للأسير : أخيذ ومأخوذ. وقوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ)(٨) ، و (الرَّجْفَةُ)(٩) تنبيه على استيلائها عليهم. وقوله : (فَأَخَذَهُمُ اللهُ)(١٠) عبارة عن إحاطة هلكتهم بهم. وقوله : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ)(١١) أي عاقبناهم بذلك عند أخذهم. ومنه : أخذته بالسّوط ، وقوله : (فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ

__________________

 ـ الأحدية على كل ما سوى الله في القرآن ، وإن كان مذهبنا اختصاص الأحدية بالله تعالى دون خلقه. وأطال ذلك في الكبريت الأحمر».

(١) وهذا رأي الفارسي (المنصف : ١ / ٢٣٠) ، وعند الرضي : الهمزة بدل من الواو في كل موضع.

(٢) وفي س : موارده.

(٣) ٣٥ / المدثر : ٧٤.

(٤) ٢٧ / القصص : ٢٨.

(٥) أي منقلبة عن واو.

(٦) ٧٩ / يوسف : ١٢.

(٧) ٢٥٥ / البقرة : ٢.

(٨) ٧٣ / الحجر : ١٥ ، وغيرها.

(٩) ٧٨ / الأعراف : ٧.

(١٠) ١١ / آل عمران : ٣ ، وغيرها.

(١١) ١٣٠ / الأعراف : ٧.

٧٥

مُقْتَدِرٍ)(١) تنبيه على شدّة الأمر. ومثله : (أَخْذَةً رابِيَةً)(٢). وقوله : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ)(٣) تنبيه على معنى المقابلة والمجازاة إلى [ما](٤) أخذوه من النّعم ولم يقابلوه بالشكر. فهذا وجه المفاعلة.

وقد أخذ مأخذ زيد أي : أخذ في الطريق التي أخذ فيها ، وسلك مسلكه في أموره. وفلان مأخوذ ، وبه أخذة من الجنّ كناية عن الذهول. ولزيد إخاذة وإخاذ : أي أرض أخذها لنفسه. ويقال : ذهبوا ومن أخذ مأخذهم وإخذهم أي هلكوا ومن كان يقتدي بهم.

والاتّخاذ : افتعال من الأخذ عند بعضهم. وقد تقدّم تصريفه في مادة «أ ج ر». وقيل : بل هو من تخذ يتخذ ، كقوله (٥) : [من الطويل]

وقد تخذت رجلي

وسيأتي إن شاء الله.

وإذا كان بمعنى الكسب تعدّى لواحد ، وإن كان بمعنى التّصيير تعدّى لاثنين ، كقوله : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(٦). ومثله «تخذت» ؛ وقرىء «تخذت» (٧) و (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)(٨) وقوله : (قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا)(٩) أي : احتطنا لأنفسنا. وقوله : (إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها)(١٠) أي هي في قبضته لا تفوته فيصيبها (١١) بما أراد. وقوله : (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ

__________________

(١) ٤٢ / القمر : ٥٤.

(٢) ١٠ / الحاقة : ٦٩.

(٣) ٦١ / النحل : ١٦.

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

(٥) الشاهد في التاج ، مادة ـ تخذ. وتمامه مع رواية (رجلي) :

وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها

نسيفا كأفحوص القطاة المطوّق

(٦) ١٢٥ / النساء : ٤.

(٧) ٧٧ / الكهف : ١٨ ، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو (السبعة : ٣٩٦).

(٨) وهي قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي (السبعة : ٣٩٦). وقال الليث : من قرأ «لاتّخذت» فقد أدغم التاء في الياء فاجتمعت همزتان فصيرت إحداهما ياء وأدغمت كراهة التقائهما.

(٩) ٥٠ / التوبة : ٩.

(١٠) ٥٦ / هود : ١١.

(١١) وفي ح : فيصيبه.

٧٦

بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ)(١) أي ليوقعوا به الفعل. ومثله : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(٢). وقوله : (وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ)(٣) أي أئسروهم. وقوله : (مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ)(٤) ، قيل : يأسره ، وقيل : يحبسه.

ومنه التّأخيذ وهو حبس السّواحر أزواجهنّ عليهنّ عن غيرهنّ / من النساء. يقال : أخّذت المرأة زوجها تأخيذا : حبسته عن سائر النساء. وقالت امرأة لعائشة رضي الله عنها : أؤ أخّذ جملي (٥)؟ تريد هذا المعنى. وفي الحديث : «كن خير آخذ» (٦) أي آسر. ومن ذلك : الإخاذات وهو ما يأخذ ماء المطر من الغدران فيحبسه ويمسكه ، وهي المساكات (٧) أيضا وآلاتها ، الواحدة إخاذة ومساكة ونهي ونهي. وفي حديث مسروق (٨) : «جالست أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجدتهم كالإخاذ» ، قال أبو عبيد : جمعه أخذ وهو مجتمع الماء. وقال شمر : إخاذ جمع إخاذة (٩) ، وأخذ جمع إخاذ. وقال أبو عبيدة : الإخاذة والإخاذ ـ بالهاء وغير الهاء ـ جمع الإخذ ، وهو مصنع للماء يجتمع فيه ، والأول أقيس.

أ خ ر :

الآخر بكسر الخاء : يقابل الأول. قال تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ)(١٠) ؛ فالأول

__________________

(١) ٥ / غافر : ٤٠.

(٢) ١٠٢ / هود : ١١.

(٣) ٥ / التوبة : ٩.

(٤) ٧٩ / يوسف : ١٢.

(٥) في الأصل : بحبلي ، وصوّبناه عن القاموس واللسان ، وقد كنت المرأة عن زوجها ولم تعلم عائشة فلذلك أذنت لها وقالت : نعم. والحديث مذكور في النهاية : ١ / ٢٨.

(٦) النهاية : ١ / ٢٨.

(٧) وفي الأصل : الماسكان. والتصويب من الغريبين : ٢٤.

(٨) هو مسروق بن الأجدع ، والحديث مذكور في النهاية : ١ / ٢٨.

(٩) يقصد اسم جنس جمعيا.

(١٠) ٣ / الحديد : ٥٧. وجاء في الهامش تعليقا من غير خط المؤلف : «قال الإمام أبو بكر ابن الباقلاني في هداية المسترشدين : المراد بالآخر أنه سبحانه وتعالى عالم قادر وعلى صفاته التي كان عليها في الأول ، ـ

٧٧

هنا معناه القديم الذي كان قبل كلّ شيء ، والآخر الذي يبقى بعد هلاك كلّ شيء ، وتأنيثه الآخرة مقابلة الأولى. والآخرة تجري الجوامد في حدو موصوفها ، كقوله : (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)(١) ، (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ)(٢). وذلك الموصوف يجوز أن يكون الدار وأن يكون النّشأة ، وقد صرّح بكلّ منهما : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ)(٣) ، (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ)(٤). وقال تعالى : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ)(٥). وقد وصفت الدار بالآخرة تارة كما تقدّم وأضيفت إليها أخرى ، كقوله : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ)(٦) ، وقرىء : (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ). والإضافة عندنا على حذف الموصوف ، أي : ولدار الحياة الآخرة. قال الأزهريّ : أراد : ولدار الحال الآخرة خير ، لأنّ للناس حالين ؛ حال الدنيا وحال الآخرة. ومثله : صلاة الأولى ، أي صلاة الفريضة الأولى. قلت : لأنّ الشيء لا يضاف إلى نفسه ، والصفة هي الموصوف في المعنى. وقد يقابل بالآخر السابق.

وآخر بفتح الخاء : أفعل تفضيل ممنوع من الصرف للوزن والوصف ، ويجمع جمع تصحيح ؛ قال تعالى (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ)(٧). ويثنّى ، قال تعالى : (فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما)(٨) وفارق أخواته في (٩) بابه ؛ فإنّ أفعل التّفضيل لا يثنّى ولا يجمع ، إلا محلىّ بأل نحو : (بِالْأَخْسَرِينَ)(١٠) أو مضافا نحو : (أَكابِرَ مُجْرِمِيها)(١١). فإذا خلا منهما كان

__________________

 ـ وأنه يكون كذلك بعد موت الخلق وبطلان علومهم وحواسهم وقدرهم وابتعاض أجسامهم وصورهم. وتعلقت المعتزلة بهذا الإسم واحتجوا في فناء الأجسام وذهابها بالكلية. ومذهب أهل الخلق خلاف ذلك ..».

(١) ٤ / البقرة : ٢.

(٢) ٩٢ / الأنعام : ٦.

(٣) ٦٤ / العنكبوت : ٢٩.

(٤) ٣٢ / الأنعام : ٦.

(٥) ٢٠ / العنكبوت : ٢٩.

(٦) ١٠٩ / يوسف : ١٢.

(٧) ١٠٦ / التوبة : ٩.

(٨) ١٠٧ / المائدة : ٥.

(٩) وفي س : من.

(١٠) ١٠٣ / الكهف : ١٨.

(١١) ١٢٣ / الأنعام : ٦.

٧٨

بلفظ واحد. وتأنيثه أخرى ، ويجمع على أخر (١). وهي معدولة عن الألف واللام عند الجمهور (٢) ، وقيل : عن أخر ، كما حققته في غير هذا. وأمّا أخر جمع أخرى بمعنى آخرة فليست كذا. وقد يراد بالآخر معنى غير ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ)(٣).

والتأخير يقابل التّقديم ، قال تعالى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)(٤) ، (بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ)(٥) ، أي قدّم من عمله وأخّر من سنّة. ولقيت فلانا بأخرة أي إخريّا ، ومنه حديث أبي (٦) برزة : «لمّا كان بأخرة». وأمّا نعته بأخرة أي بنظرة فبكسر الخاء. وقولهم : «أبعد الله الأخر» (٧) ، أي المتأخّر عن الفضيلة وعن مجرى الحقّ.

أ خ و :

والأخ أحد الأسماء الستّة المعربة بالواو والياء والألف ، وحذفت لامه اعتباطا كالأب. ويقال : أخو كدلو. قال : [من البسيط]

ما المرء أخون إن لم تلفه وزرا

عند الكريهة معوانا على النّوب

ويعرب مقصورا. ومنه : مكره أخاك لا بطل. وقد تشدّد خاؤه ، ويجمع على إخوة وإخوان. ومؤنثه أخت ، والتاء فيه للعوض عن اللام المحذوفة كبنت ، والنسب إليها أخويّ ، كالنسب إلى مذكّرها ، وقال يونس : أختيّ على لفظها (٨). ومثلها في هذين القولين بنت ، فيقال : بنويّ أو بنتيّ ، ويجمع على أخوات.

__________________

(١) يعني جمع أخرى.

(٢) يعني : عن تقدير ما فيه الألف واللام.

(٣) ١١٧ / المؤمنون : ٢٣.

(٤) ٥ / الانفطار : ٨٢.

(٥) ١٣ / القيامة : ٧٥.

(٦) في الأصل : ابن. ونسبه ابن الأثير (النهاية : ١ / ٢٩) إلى أبي برزة ، بينما في أسد الغابة (٥ / ١٤٧) عرّف بأبي برزة ولم يذكر الحديث. ويروى الحديث لأبي هريرة.

(٧) يقال في الشتم ، ولا يقال في الأنثى ، ويروى بالمد. وجاء في الهامش : «بالأخرة على وزن الثمرة بمعنى الأخير. يقال : ما عرفت إلا بالأخرة أي أخيرا. كذا في الصحاح».

(٨) على غير قياس.

٧٩

والأخ في الأصل من ولده أبواك أو أحدهما. ويطلق أيضا على الأخ من الرّضاع. ويستعار الأخ في كلّ مشارك لغيره في القبيلة أو الصّنعة أو الدّين أو المعاملة أو المودّة أو غيرها من المناسبات. قال ابن عرفة : الأخوة إذا كانت في غير الولادة كانت للمشاكلة والاجتماع في الفعل نحو : هذا الثوب أخو هذا. قوله تعالى : (كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ)(١) ، أي مشاكلوهم. وقوله : (كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ)(٢) أي لمن شاركهم في الكفر. وقوله : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٣) تنبيه على نفي المخالفة من بينهم. وقوله : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً)(٤) ونحوه فيه تنبيه على أنه بمنزلة الأخ في الشفقة عليهم. وهذا أحسن من قول الهرويّ لأنه وإياهم ينسبون إلى أب واحد. وقوله : (يا أُخْتَ هارُونَ)(٥) قيل : يا أخته في الصلاح والعفّة (٦) لرجل كان اسمه هارون موصوفا بذلك ؛ قالوه من باب التهكّم. وقيل : بل كان لها أخ من النّسب يسمى هارون. وقوله : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها)(٧) أي من الآية التي تقدّمتها (٨) ، وجعلها أختها لمشاركتها لها في الصّحّة والصّدق والإبانة ، والمعنى أنهنّ موصوفات بالكبر لا يكدن يتفاوتن فيه. وكذلك العادة في الأبناء الذين يتقاربون في الفضل ، وتتفاوت منازلهم فيه التفاوت اليسير. ومثله قول الحماسيّ (٩) : [من البسيط]

من تلق منهم نقل : لاقيت سيّدهم

مثل النجوم التي يهدى بها السّاري

وقوله : (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها)(١٠) إشارة إلى مشاركتهم في الولاية ، كقوله :

__________________

(١) ٢٧ / الإسراء : ١٧.

(٢) ١٥٦ / آل عمران : ٣.

(٣) ٤٧ / الحجر : ١٥.

(٤) ٦٥ / الأعراف : ٧.

(٥) ٢٨ / مريم : ١٩.

(٦) لا في النسب.

(٧) ٤٨ / الزخرف : ٤٣.

(٨) في الأصل : الآية المتقدّمتها ، وصوّبنا الجملة للسياق.

(٩) البيت للعرندس أحد بني أبي بكر بن كلاب (شرح ديوان الحماسة : القسم الرابع ص : ١٥٩٥). وفيه : يسري بها الساري.

(١٠) ٣ / الأعراف : ٧.

٨٠