المعجزة الكبرى القرآن

محمد أبو زهرة

المعجزة الكبرى القرآن

المؤلف:

محمد أبو زهرة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٢

هذا هو العمل الذى نعتقد أنه العمل السليم الذى يحقق كل المقاصد من غير أن يتعرض القرآن لعبث العابثين ولهو الضالين.

وإنا نعتقد بل نوقن أن الله حافظ كتابه فى الانتهاء ، كما حفظه فى الابتداء ، إنه عليم قدير.

الغناء بالقرآن :

٢٦٣ ـ تلونا من قبل قوله تعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (١٩). [القيامة : ١٦ ـ ١٩]

هذا النص الكريم يدل على أن تلاوة القرآن بتوجيه من الله تعالى : لأنه سبحانه وتعالى يقول : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) ، أى إذا تلونا عليك القرآن ، واستحفظته ، فاتبع القراءة التى علمك الله تعالى ، وهو ما يدل عليه قوله تعالى : (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) أى اتبع طريقة القرآن الذى قرأناه ، ولا تبتعد عنه ، فإن القرآن يراد به القراءة أحيانا ، كما قال تعالى : (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) [الإسراء : ٧٨].

والقرآن فى أصله كتاب كريم مبين ، وعبر عنه سبحانه وتعالى بقرآن إيماء إلى إنه كتاب نزل بنصه وبطريقة قراءته ، وذلك لا يستحفظ باقيا فى الأجيال بمجرد الكتابة ، بل بالقراءة وحفظه فى الصدور متلوا بما علم الله سبحانه وتعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فالنبى عليه الصلاة والسلام فى تلاوته ، إنما يتلو بتعليم من الله تعالى فى مده وغنه ، وتشديده ، وتسهيله ، فإنه إذا نزل على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم نزل متلوا.

وعلى ذلك تكون القراءة الكاملة للقرآن الكريم هى القراءة التى التزمها النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بأمر ربه وتعليمه ، ولذلك يقول العلماء : إن القراءة سنة متبعة ، لا يصح لمؤمن أن يحيد عن طريقة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقد علم النبى أصحابه هذه القراءة كما علمه ربه ، وعلم الصحابة تلاميذهم من التابعين تلاوة النبى عليه الصلاة والسلام ، وتواترت قراءة النبى الكريم ، كما تواتر القرآن الكريم فكان محفوظا بطريق تلاوته كما كان محفوظا بذاته ، بل إن الفصل بين طريقة التلاوة وذات القرآن الكريم فصل بين متلازمين ، فإن السلف الصالح ، والخلف من بعدهم ما كانوا يعتمدون على المكتوب فى استحفاظ القرآن الكريم ، إنما يقرأ طالب القرآن على مقرئ يقرئه ، ولا يعتمد على مكتوب كتب ، لأن المكتوب قد يجرى فيه التصحيف والتبديل ، أما ما حفظ فى الصدور فإنه لا يعروه تغيير ولا تبديل ولا تحريف.

٤٢١

ولقد أمر الله تعالى نبيه الكريم بأن يرتل القرآن ترتيلا فقال تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل : ١٤] ولقد نسب سبحانه وتعالى الترتيل إلى ذاته العلية فقال تعالى : (وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً).

ولقد وضع العلماء المقاييس والضوابط التى تميز الترتيل المطلوب فى تلاوة القرآن الكريم ، ولم يتركوا الأمر فرطا بل وضعوا ميزانا يميز الترتيل المطلوب عن القراءات البعيدة عن الترتيل ، وهو علم التجويد ، وعلم القراءات ، ففي هذين العلمين يتميز المنهاج المطلوب فى الترتيل عن غيره مما يبتدعه الناس.

٢٦٤ ـ ولقد كان التابعون تلاميذ الصحابة يتبعون فى قراءة القرآن الترتيل الذى تعلموه من الصحابة كما أشرنا ، وهو الترتيل الذى قرأ به الصحابة على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهو الترتيل الذى علمه الله تعالى لنبيه ، فكان السند متصلا اتصالا وثيقا ، وتواترت القراءة ، تواتر القرآن كما نوهنا.

ولكن حدث فى العصر الأموى ، وهو عصر التابعين ، ومن امتد به الأجل من الصحابة رضى الله تعالى عنهم أن دخل الغناء الفارسى ، وتشايع ذلك الغناء بألحانه.

ويظهر أن هذا الغناء تسامى بألحانه إلى القرآن الكريم ، فالتوت بعض الألسنة عن الترتيل المتبع فى عصر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، ومن كان حيا من المعمرين من الصحابة استنكر ذلك ، يروى فى هذا عن زياد النميرى أنه جاء مع بعض القراء إلى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقيل له : اقرأ ، فرفع صوته ، وطرب ، وكان رفيع الصوت ، فكشف أنس عن وجهه ، وكان على وجهه خرقة سوداء ، فقال : يا هذا ما هكذا كانوا يقرءون. وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن وجهه.

وإن هذا الخبر عن ذلك الصحابى الجليل يدل على أمرين :

أولهما ـ أن التطريب بالقرآن برفع الصوت وخفضه مسايرة لنغم أو نحو ذلك ما كان فى الترتيل الذى تلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

والثانى ـ أنه يدل على أن ذلك التطريب بقراءة القرآن قد حدث فى العصر الأموى بعد أن دخل الغناء الفارسى ، فهو بدعة ابتدعت ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار ، وذلك فوق أن القرآن لا بد أن يرتل ترتيلا ، وذلك ليس ترتيل القرآن ، والقراءة كما قلنا متبعة.

وإن التلاوة الحق كما حد العلماء حدودها ، وقرروا مقياسها فى علم يدرس قد ذكر القرآن خواصها ، وهى فى آثارها فى نفس القارئ ، وفى نفس من يسمعها ، وفيما تدل عليه من منزلة القرآن ، ومكانته فى هذا الوجود.

٤٢٢

فالله تعالى يقول فى مكانته : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً) [الرعد : ٣١] ، أى أن هذا القرآن له قوة فى النفوس وفى الوجود ، بحيث إنه يمكن أن تسير به الجبال ، أو تكلم به الموتى أو تقطع به الأرض ، فله فى النفس كمال الرهبة ، وله كمال التأثير ، وله فى الآذان جمال التعبير ، فلو كانت الجبال تسير أو الأرض تقطع ، أو الموتى يسمعون القرآن فإنه يكون لقراءة القرآن ، فهل يتأتى هذا التأثير مع تلوى الألسنة والأصوات بنغماته يترنح بها القارئ ذات اليمين وذات الشمال ، والآهات تتعالى ، ويكون المكاء والتصدية.

والقرآن وصفه الله تعالى بأنه ذو الذكر ، وأقسم به تعالى ، فقال سبحانه وتعالى : (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) ، أى القرآن الذى يصحبه ذكر الله تعالى ، وهو الذى تطمئن به قلوب المؤمنين ، كما قال الله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ، وسمى القرآن ذكرا فقال جل وعلا : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ، فهل تلوية الأصوات والنبرات بغير الترتيل المنزل من عند الله تعالى يكون الذكر لله تعالى ، والاتعاظ بقرآنه أم هى النغمات بين التطرية ، والتعلية ، هى التى تهتز لها النفوس طربا ، وتعلو بها الأصوات إعجابا بالمغنى وعجبا.

والقرآن قد وصف الله تعالى المؤمنين عند تلاوته ، فقال تعالى : (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) [مريم : ٥٨] فهل تكون التلاوة للمؤمنين الذين إذا سمعوا القرآن بكوا ، بهذه الأصوات الذى تحدث الضجات المتوالية.

ويصف الله تعالى القرآن الكريم فيقول عز من قائل : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء : ٩].

ويبين سبحانه وتعالى قوة تأثير القرآن فى قلوب المتعظين ، وفى قلوب من يتفهمونه فقال تعالى : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) [الحشر : ٢١] ، فهل يرى أى مدرك للمعانى القرآنية أن ذلك يتفق مع التغنى والتطريب الذى يصنعه قراء العصر ، إن القارئ يكون مشغولا بالطرب عن معنى القرآن وهدايته وعظاته فلا يتدبره ، ولا يدرك معناه ، ويكون على قلوب أقفال بما يحدثه التغنى ، والتطريب ، والاجتهاد فى إثارة النفوس لا لتتعظ ولكن لتضع ستارا بينها وبين ما فى القرآن. والله تعالى يصف القرآن الكريم بقوله تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٢٣) [الزمر : ٢٣].

وإن هذه الآيات التى تلوناها قبسة من نور القرآن الكريم ، وهى تدل على أنه ليس شعرا يتغنى به ، ويتنزل على لحون الأعاجم قديمها وحديثها ، ولكنه كتاب هداية

٤٢٣

للعظة ، والاعتبار ، وتوجيه النفوس ، وكل تطريب بالألحان قديمه وجديده هو إلهاء عن ذكر الله تعالى ، وإبعاد عن مراميه ومغازيه ، فتكون النفس مشغولة بالنغم الملهى عن معنى القرآن ومرماه.

٢٦٥ ـ وإننا لا نبعد بهذا الكلام عن حقيقة مقررة ثابتة ، وهى اتباع السلف فى التلاوة ، وهى تنتهى فى أصلها إلى منزل القرآن الكريم الذى جعله حجة وبرهانا ومعجزة ، وقال سبحانه وتعالى فيه : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٨٨) [الإسراء : ٨٨] كما تلونا من قبل.

فكل مخالفة السلف الصالح فى التلاوة ، مخالفة لما أمر الله تعالى به فى قوله تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) ولكن وردت آثار عن الرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوهم ظاهرها جواز التغنى بالقرآن ، والتطريب به ، والترجيع فيه ، وكان لنا ـ أن نحكم بعدم صحة نسبتها إلى الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم ، ولكن ذلك يكون إذا كانت تدل قريبا أو بعيدا على جواز الغناء الذى نراه الآن من بعض القراء ، وعلى ما يريده الذين لم يعرفوا بأنهم أرادوا للإسلام وقارا ، بل يريدونه بورا ، أو كما يبدو فى كتاباتهم ، والله عليم بضمائرهم.

ولكنا إذا تفهمنا هذه الآثار عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله تعالى عليهم ، وما ترمى إليه ، إن صحت النسبة ، وجدنا أننا لسنا فى حاجة إلى رد صحيح السند منها ، لأن متنه لا يخالف الترتيل الذى جاء به رب القرآن ورب محمد ، ورب العالمين.

١ ـ لقد روى أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قال فيما رواه عنه البراء بن عازب «زينوا القرآن بأصواتكم».

٢ ـ وأخرج مسلم «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».

٣ ـ ولقد كان عليه الصلاة والسلام يسره أن يسمع القرآن من أبى موسى الأشعرى ، حتى روى أنه قال فى سرور بقراءته : «لقد أعطيت مزمارا من مزامير داود» وأنه سمعه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، فاستطاب ما يسمعه من صوته وأبو موسى لم يشعر ، فلما شعر قال : «لو أعلم أنك تسمع لقراءتى لحبرت لك تحبيرا».

٤ ـ وروى عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : «تعلموا القرآن ، وغنوا به ، واكتبوه فو الله إنه لأشد تفصيا من المخاض من العقل».

٥ ـ قرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عام الفتح فى مسيرته سورة الفتح على راحلته فرجع ، والترجيع فى القراءة ترديد الحروف.

٤٢٤

هذه الأخبار واردة عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهى فى ظاهرها تدل على جواز التغنى بالقرآن والترجيع فيه والتطريب به ، وقد طار بهذه الآثار أولئك الذين يروجون قراءة القرآن بألحان الأعاجم ، وكان لنا أن نردها لمخالفتها المتواتر عن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم.

فلننظر إليها فهل تؤدى فى مدلولها إلى جواز اتخاذ القرآن سبيلا للتطريب فى عصرنا ، لتحدث القراءة طربا ولا تحدث عظة واعتبارا ، وخشية من الله. وإحساسا من المؤمن بأن الله تعالى يخاطبه بهذا القرآن.

ولننظر فيها خبرا خبرا نتعرف ما يدل عليه فى ظاهره ، وفى حقيقته.

أما الخبر الأول : وهو ما نسب إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من أنه قال : «زينوا القرآن بأصواتكم» ، فإنه لا يفسر بظاهره ، لأن القرآن زين بذاته ، ولكن المتأمل يرى أن القراءة المرتلة التى يلاحظ فيها المأثور من القراءات ، وملاحظة المعانى فيها ، فيرتفع الصوت فيها نسبيا فى آيات التهديد والإنذار ، ويخضعه نسبيا فى آيات التبشير ، ويقرأ قراءة المتأمل فى الآيات الكريمة الداعية إلى التفكير ، فإن هذا بلا شك موافق للترتيل الذى أخذناه عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، ومصور للمعانى القرآنية من غير أن تكون القراءة صياحا نمطيا ، ومن غير أن تكون تلحينا أعجميا ، ولينا فى الإلقاء لا يسوغ.

وإنا نحسب أن تزيين القراءة لا يكون إلا بالترتيل ، فالتزيين فى كل شىء بما يناسبه ، وذلك واقع فى المعنويات كما هو واقع فى الحسيات ، والأشياء والأشخاص ، ولا شك أن القراءة تكون بما يناسب معانى القرآن ، وموضع العظة والاعتبار والتأمل فيه ، ولا يمكن أن يفسر التزيين بالتلوى فى الحروف والكلم ، فإن ذلك شين ، وليس بزين.

ولنرجع إلى تفسير البراء الذى روى هذا الخبر ، فقد قال فى تفسيره له : زينوا القرآن بأصواتكم ، أى الهجوا به ، واشغلوا به أصواتكم ، واتخذوه شعارا وزينة ، وقيل : إن معناه الحض على قراءة القرآن.

وإن هذين التفسيرين : وإن كانا غير ما فسرنا به الخبر ، يتلاقيان مع تفسيرنا ، ولا ينافرانه ، وهما يتفقان مع غيره من الأحاديث فى هذا الباب.

٢٦٦ ـ ولننظر فيما أخرجه مسلم من قول للنبى عليه الصلاة والسلام إذ قال :

«ليس منا من لم يتغن بالقرآن» فقد فسره بعض العلماء بأن التغنى هنا تحسين الصوت بقراءة القرآن ، بأن يعود لسانه النطق السليم من قراءة القرآن بإخراج الحروف من مخارجها ، واتباع الترتيل المحكم عن النبى عليه الصلاة والسلام فى المد والغن

٤٢٥

والإدغام ، والفصل والوصل ، والوقوف فى موضع الوقف ، ووصل القراءة فى مواضع الوصل ملاحظا المعانى ، ومدركا ما يقرأ ، وهذا يتلاقى مع ما روى عن ابن عمر أنه قال : حسنوا أصواتكم بالقرآن. وما روى عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : «زينوا أصواتكم بالقرآن».

ولا شك أن الوهم الذى دخل على الذين يقرءون القرآن بألحان الأعاجم ، والذى استنكره أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، هذا الحديث هو العماد الذى يقوم عليه عمل هؤلاء ، نحن لا نرى فيه ما يؤيد كلامهم.

إن التغنى مصدر غنى يغنى تغنية ، وهو فيما أعتقد غير الغناء؟ لأن الغناء هو القصد إلى إسماع غيره ليطرب ويتطرب لا ليتعظ ويعتبر ، أما التغنى فهو استمتاع المتكلم مما يتكلم به مترنما بالنطق ، مستحبا له مستملحا ، مستطيبا للكلمات ذواقا لها ولمعانيها ، ولننزل من مرتبة القرآن السامية إلى منحدر الشعر ، فإن إنشاد الشعر من الشاعر استمتاع بالألفاظ ، ورنة الموسيقى فى الشعر ، يهتز بها مترنما ، يفعل ذلك ولو لم يسمعه أحد ، ولو لم يقصد إلى سماع أحد ، وكذلك المؤمن القارئ للقرآن يتذوق ألفاظه ويدرك الصور البيانية التى تصدر عن أساليبه ، ويخشع لما يشتمل عليه من عظات وعبر ، ويحس بأن الله تعالى يخاطبه ، وتعتريه روحانية من الألفاظ ونغمها وجلال معانيها.

هذا هو التغنى الذى نفهم أنه خاصة من خواص المؤمنين ، ويفعله الصديقون ، وليس منه ما نسمعه الآن من القراء الذين يطربون ، ويرجعون الحروف ، ويلوون بها الألسنة ، فإن هذا غناء وليس مجرد تغنى ، وإن هذا النظر يتلاقى مع بعض الروايات ، فقد روى أبو سعيد الخدرى فى قوله عليه الصلاة والسلام : «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» ، قال : كانت العرب تولع بالغناء والنشيد فى أكثر أقوالها ، فلما نزل القرآن أحبوا أن يكون القرآن هجيراهم مكان الغناء فقال عليه الصلاة والسلام : «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» أى يشبع نفسه بحسن ترتيله وتلاوته ليكون هو الذى يستمتع به من كلامهم.

وقد روى سفيان بن عيينة عن سعد بن أبى وقاص أن تغنى هنا بمعنى استغنى ، وأن بعض المعاجم يفسر التغنى بمعنى الاستغناء ، فقد جاء فى الصحاح تغنى الرجل بمعنى استغنى ، فمعنى النص الشريف ، ليس منا من لم يستغن بالقرآن عن أساطير الأولين ، وأقاصيص القصاصين.

وقد أنكر الشافعى تفسير التغنى فى الحديث بالاستغناء ، وتابعه فى ذلك ابن جرير الطبرى ، وقال الطبرى : إن التغنى هو حسن الصوت بالترجيع ، وهذا التفسير يتلاقى مع قولنا الذى أسلفناه ، وهو التمتع بحلاوة الألفاظ القرآنية ، ورنين أساليبها

٤٢٦

بترجيع بعض الجمل والكلمات من غير قصد إلى التطريب ، وإيقاظ المشاعر بغير نغم القرآن ، بل بنغم الألحان الذى يمنع ذكر الله تعالى ، والخشوع الذى وصف الله القرآن به إذ قال سبحانه وتعالى : (مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) [الزمر : ٢٣].

ومهما تكن الأقوال فى معنى التغنى فمن المتفق عليه بين الموسعين ، والمتمسكين كابن المسيب ومالك وابن حنبل ، وغيرهم ، أن القراءة بالألحان والتطريب والغناء لا تجوز لأنه يخل بمقام القرآن ويوجه الناس إلى الطرب بالألحان بدل الاستفادة بمواعظ القرآن ، وهدايته ، وتعرف أحكامه ، وما فيه من أدلة التوحيد وأحوال الأقوام مع الرسل السابقين.

وإنه يجب فهم التغنى على ضوء قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وعلى ضوء ما عرفناه من قراءة النبى عليه الصلاة والسلام وترتيله الذى علمه الله تعالى إياه وعما أثر عن السلف الصالح.

ولقد قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم : «أحسن الناس صوتا من إذا قرأ رأيته يخشى الله تعالى» فهل هذا يتفق مع التلوى بالألفاظ ، وعدم مراعاة المعانى ، وإنما تراعى الألحان ، والناس فى طرب بسماعها ينصتون إليها ويطربون ولا تنالهم الخشية من خطاب الديان لهم بالقرآن الكريم ، كلام الله تعالى بيانه.

٢٦٧ ـ ولننتقل بعد ذلك إلى حديث أبى موسى الأشعرى وثناء النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقد روى بعبارات مختلفة منها هذه العبارة التى قالها بعد أن عبر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم باستحسانه بقراءته ، فقد قال رضى الله تعالى عنه للنبى عليه الصلاة والسلام : «لو أعلم أنك تستمع لقراءتى لحبرته لك تحبيرا» ، والتحبير التزيين ، وهو كما قلنا فى كل شىء بما يناسبه ، فالذى يناسب القرآن الكريم هو الترتيل المصور للمعانى القرآنية المربى للخشوع ، والعظة والاعتبار ، والذى يجعل المعانى القرآنية تنساب فى النفوس.

وقد رويت عبارة أبى موسى الأشعرى بنص آخر يوضح الرواية الأولى ، ولا يخالفه ، أنه قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنى لو علمت أنك تستمع لقراءتى لحسنت صوتى بالقرآن ، وزينته ورتلته».

فهذه الرواية تدل على أن التحبير والتحسين كان فى الصوت ، لا فى القرآن الكريم ، وإن ذلك التحسين كان فى دائرة الترتيل ، ولا شك أن حسن الصوت ، إذا اقترن بالترتيل ، ولم يتخالفا ، ولم ينحرف القارئ إلى ألحان الأعاجم ، وإلى الغناء وتطريب السامعين ليتمايلوا يمينا وشمالا ، ويقرنون ذلك بآهات مهوشة ، تشبه المكاء والتصدية كما كان أهل الجاهلية يفعلون ، ولننتقل من بعد ذلك إلى ما روى عن عقبة ابن عامر أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قال : «تعلموا القرآن وغنوا به واكتبوه».

٤٢٧

وقد قالوا أنه صحيح السند ، وأن التغنى المذكور فى الحديث السابق ، هو مصدر غنى ، وقد فسرنا التغنية فى الحديث بأنها ليست الغناء الذى يقصد به القارئ أن يعتبر القرآن أغنية يطرب بها السامعين ، إنما التغنى عمل نفسى للقارئ التالى للقرآن ، بأن يشبع الكلمات ، ويستمتع بها ، وبنغمها ويراجع فى كلماته متذوقا لها ، مدركا لكل معانيها ، متفهما ، محبا للقرآن ، غير متململ ، ولا متكلف ، وقد شرحنا ذلك من قبل.

وكتابة القرآن الكريم أمر مطلوب ، وقد كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، يملى على الكتاب ما حفظ من ربه ، وما أن انتقل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا كان القرآن الكريم كله مكتوبا مسطورا ، ومحفوظا ومرتلا متلوا ، تلاوة نبوية.

وإن الأمر بالكتابة لا يدل على الاستغناء بها ، فإنه إن حفظ الحروف والكلمات لا يروى الترتيل الذى نزل على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، ولذلك كان لا بد من الإقراء على مقرئ ليحفظ المتواتر عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الذى علمه ربه الترتيل ، كما تواتر القرآن المحفوظ ، وكما قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩) [الحجر : ٩].

٢٦٨ ـ من هذا كله يتبين أن القراءة الصحيحة تكون بترتيل القرآن الكريم ، لما علمه الله تعالى لنبيه فى قوله تعالت كلماته : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (١٩) [القيامة : ١٨ ، ١٩].

وإن الاعتبار فى القراءة التى يكون فيها التزيين يثبت بأن يمتلئ قلب القارئ بالخشوع ، ويلقى به فى نفوس السامعين ، فهذا هو القياس المستقيم ، ولقد قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، كما روينا من قبل : «أحسن الناس صوتا من إذا قرأ رأيته يخشى الله تعالى».

وإن قراءة القرآن لا تجوز إلا بإخراج الحروف من مخارجها ، والمد فى موضعه ، والغن فى موضعه والوصل حيث يقتضيه المعنى. والوقف حيث يوجبه المعنى ، فذلك هو الترتيل.

ولقد روى حذيفة بن اليمان أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قال : «اقرءوا القرآن بلحون العرب ، وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق ، ولحون أهل الكتاب ، وسيجىء بعدى قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم ، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم» رواه الترمذى فى نوادر الأصول من حديث حذيفة.

٤٢٨

ولقد سمع النبى صلى الله تعالى عليه وسلم مؤذنا يطرب ، ويردد فى الحروف ، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : «إن الأذان سهل سمح ، فإذا كان أذانك سمحا سهلا ، وإلا فلا تؤذن» رواه الدار قطنى فى سننه.

وإذا كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قد منع الغناء فى الأذان ، فأولى ثم أولى أن يمنعه فى القرآن ، فهو كتاب الله تعالى وخطابه ، وهو الذى رتله ، كما صرح بذلك ، إذ قال فيما تلونا من قبل : (وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) (٣٢) [الفرقان : ٣٢].

ويظهر أن مصر من قديم الزمان حملت بدعة قراءة القرآن بألحان الأعاجم ، فقد قال القرطبى فى كتابه أحكام القرآن بعد أن بين أن الترديد ، حيث يكون على مقتضى المعنى ، وما يومئ إليه النص القرآنى ، قال : فإن زاد على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام ، كما يفعل القراء بالديار المصرية الذين يقرءون أمام الملوك والجنائز ، ويأخذون على ذلك الأجور والجوائز ، ضل سعيهم ، وخاب عملهم ، فيستحلون بذلك تغيير كتاب الله ، ويهونون على أنفسهم الاجتراء على الله بأن يزيدوا فى التنزيل ما ليس فيه جهلا بدينهم ، ومروقا عن سنة نبيهم ، ورفضا لسير الصالحين فيه من سلفهم ، ونزوعا إلى ما يزين لهم الشيطان من أعمالهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، فهم فى غيهم يترددون ، وبكتاب الله يتلاعبون ، وإنا لله ، وإنا إليه راجعون ، لكن قد أخبر الصادق أن ذلك يكون».

وإن العدوى قد انتقلت من مصر إلى البلاد العربية ، وما زالت العدوى تسرى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى العظيم.

اللهم اغفر لنا ولا تؤاخذنا بما فعل ويفعل السفهاء معنا ، وألهمنا المحافظة على قرآنك الكريم من عبث العابثين ، ولهو اللاهين ، وافتراء المفترين ، إنك أنت وحدك الحافظ لكتابك ، وإنه لمحفوظ إن شئت رب العالمين.

تم بحمد الله تعالى وعونه

٤٢٩

بيان ما اشتمل عليه الكتاب الموضوع الصفحة

الافتتاحية

 ٣

وجوه الإعجاز البلاغى

 ٧٢

تمهيد

 ٧

ألفاظ القرآن وحروفه

 ٧٣

معجزة القرآن

 ١٠

نظرات فى ألفاظ القرآن

 ٧٨

القسم الأول نزول القرآن

الكلمة مع أخواتها والعبارات مع رفيقاتها

 ٩١

نزول القرآن

 ١٧

الأسلوب القرآنى

 ٩٢

حكمة نزوله منجما

 ١٧

التآلف فى الألفاظ والمعانى

 ٩٤

المكى والمدنى

 ١٩

صورة بيانية للطمع والشح ثم الندم

١٠٠

كتابة القرآن وجمعه

 ٢١

النفس الفرعونية فى القرآن الكريم فى قوله تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ).

١٠٦

جمع القرآن فى عهد عثمان وحديث نزول القرآن على سبعة أحرف

 ٢٦

أسرار المعانى القرآنية فى قصة فرعون وعناصرها قوة البلاغة فى الأسلوب من كلمات متآلفة

١١٢

تحريف غير المصحف الإمام وغير ما نسخ منه

 ٣٣

التلاؤم

١١٤

ترتيب الآيات والسور

 ٣٤

تصريف البيان

١١٥

قراءات القرآن

 ٣٦

التكرار فى القرآن

١١٨

فائدة وجوه القراءات

 ٤١

قصص القرآن من الناحية البيانية

١٢١

القسم الثانى إعجاز القرآن

قصة إبراهيم وما فيها من معانى

١٢١

إعجاز القرآن

 ٤٧

قصة موسى عليه‌السلام

١٢٦

تلقى العرب القرآن

 ٥٠

ميلاده وما فيه من خوارق ـ ونشأته

١٢٦

سر الإعجاز

 ٥٥

دعوته فى أوساط الشعب

١٣١

الصرفة وبطلانها

 ٥٧

خروج بنى إسرائيل وموسى من مصر

١٣٢

وجوه الإعجاز

 ٦٥

الإعجاز البلاغى

٧٠

٤٣٠

موسى مع بنى إسرائيل

 ١٣٤

التلاؤم فى نغمات الحروف

 ٢١٠

بنو إسرائيل وعجزهم عن دخول الأرض المقدسة ، كيف تتربى الأمم؟

 ١٣٧

الفواصل ، تعريفها

 ٢١٣

قصص القرآن لون من تصريف بيانه

 ١٣٩

الخلو من المقاطع مع تلاؤم النغم هل فى القرآن سجع

 ٢١٦

التصريف البيانى فى القصص القرآنى

 ١٤١

الإيجاز والإطناب فى القرآن

 ٢٢٣

الحث على المعاملة الطيبة فى القصص

١٤٣

أقسام الإيجاز ـ إيجاز القصر ـ إيجاز الحذف ، أمثلة لإيجاز القصر ـ وجوامع الكلم.

٢٣١

ميزان العدالة فى الحكم فى القصص القرآنى

 ١٤٥

طوال السور وقصارها

 ٢٣٨

بيان بعض الأحكام فى القصص القرآنى

 ١٤٦

القصار وتيسير الحفظ

 ٢٤١

أسلوب القصص فى القرآن

 ١٤٨

الإعجاز بذكر الغيب

 ٢٤٦

القصص الحق المصور فى قصة أهل الكهف

 ١٥٤

جدل القرآن واستدلاله

 ٢٤٩

التصريف فى صور العبارات القرآنية

 ١٥٧

الاستدلال بالتعريف

 ٢٥٢

الاستفهام والنفى

 ١٥٨

الاستدلال بالتجزئة

 ٢٥٣

الحقيقة والتشبيه والاستعارة فى القرآن

 ١٧٢

التعميم ثم التخصيص ، وأمثلته فى القرآن

 ٢٥٤

معنى الحقيقة فى البيان

 ١٧٢

العلة والمعلول

 ٢٥٥

التشبيه فى القرآن

 ١٧٨

الاستدلال بطريق المقابلة ، أمثلة من القرآن

 ٢٥٦

الاستعارة التمثيلية

 ١٨٩

الاستدلال بالتشبيه والأمثال

 ٢٥٩

المجاز والكناية

 ١٩٥

أسلوب الجدل فى القرآن

 ٢٦٣

الكنايات فى القرآن

 ١٩٩

أسلوب القرآن فى الاستدلال والجدل

 ٢٦٦

نظم القرآن وفواصله

 ٢٠٤

مسلك القرآن فى سوق الأدلة

 ٢٦٩

الاستدلال بالسبر والتقسيم

 ٢٧٣

علم الكتاب

 ٢٨٠

معجزات سيدنا موسى

 ٢٨٩

٤٣١

خوارق العادات التى جاءت على يد سليمان وحكمة ذلك

 ٢٩٠

اللعان ومغزاه

٣٤٣

البعث واليوم الآخر ، والرد على منكريه

 ٢٩٧

حد الخمر ومرماه

٣٤٤

يوم القيامة

 ٣٠٠

البغى ، البغاة والخوارج

٣٤٧

الميزان والحساب

 ٣٠١

المعاملات المالية ، أساسها العدالة

٣٤٩

الجنة والنار

 ٣٠٢

الربا فى القرآن ، ابتداع القول فيه

٣٥٢

البعث والجنة والنار أمور حسية

 ٣٠٦

شيوع الربا

٣٥٧

علم الحلال والحرام

 ٣٠٧

العلاقات الدولية فى القرآن

 ٣٥٩

العدالة والحرام

 ٣٠٨

العلاقات فى السلام والحرب.

 ٣٦٧

العدالة الدولية

 ٣١٠

علم الكون والإنسان فى القرآن

 ٣٦٩

الأحكام الفقهية فى القرآن

 ٣١١

الإنسان فى القرآن

 ٣٧٣

العبادات

 ٣١١

النفس الإنسانية فى القرآن

 ٣٧٥

الكفارات ومرماها

 ٣١٢

قصة يوسف فى سورته

 ٣٧٩

الأسرة فى القرآن

 ٣١٥

المجتمع المصرى فى عصر يوسف

 ٣٨٥

إنهاء الحياة الزوجية غير الصالحة

 ٣٢٢

تفسير الكتاب

 ٣٩١

الخلع

 ٣٢٤

مناهج التفسير

 ٣٩٧

الطلاق ثلاث مرات

 ٣٢٤

التابعون ، والإسرائيليات فى التفسير

 ٤٠٢

العدة

 ٣٢٥

تفسير القرآن بالرأى

 ٤٠٤

الميراث فى القرآن

 ٣٢٩

الظاهر والباطن فى القرآن والكلام فى ذلك

 ٤٠٩

توزيع الميراث فى القرآن

 ٣٣٠

الغناء بالقرآن

 ٤٢١

الزواجر الاجتماعية فى القرآن

 ٣٣٤

الفهرس

 ٤٣١

الاعتداء على النسل

٣٤٠

عقوبة العبد على النصف من الحر

٣٤١

حد القذف يرمى المحصنين والمحصنات بالزنى

 ٣٤٢

***

٤٣٢