التفسير الأثري الجامع - ج ٤

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ٤

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5079-05-0
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٥٦٠

[٢ / ٤٠٤٢] وأخرج عن الربيع في قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ) قال : قد كان ذلك وسيكون ما هو أشدّ من ذلك (١).

[٢ / ٤٠٤٣] وأخرج أحمد عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت : يا رسول الله! أيّ الناس أشدّ بلاء؟ قال : الأنبياء ، ثمّ الصالحون ، ثمّ الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقّة ، خفّف عنه. وما يزال البلاء بالعبد حتّى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة (٢).

[٢ / ٤٠٤٤] وروى ابن بابويه الصدوق بإسناده إلى سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ في كتاب عليّ عليه‌السلام : «أنّ أشدّ الناس بلاء النبيّون ثمّ الوصيّون ثمّ الأمثل فالأمثل ، وإنّما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صحّ دينه وصحّ عمله اشتدّ بلاؤه ، وذلك ـ أنّ الله ـ عزوجل ـ لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ، ولا عقوبة لكافر. ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه ، والبلاء أسرع إلى المؤمن المتّقي من المطر إلى قرار الأرض» (٣).

قال العلّامة المجلسي توضيحا لما في ذيل الحديث : هذا دفع لما يتوهّم من أنّ المؤمن لكرامته عند الله كان ينبغي أن يكون بلاؤه أقلّ!!

لكنّ المؤمن لمّا كان محلّ ثوابه الآخرة ، حيث الدنيا دار فناء وانقطاع ، لم يصحّ أن تكون ثوابا له ، فينبغي أن لا يكون له في الدنيا إلّا ما يوجب المزيد من ثواب الآخرة. وأمّا الكافر فلمّا كانت عقوبته في الآخرة ، لعدم صلاحيّة الدنيا الزائلة عقوبة له ، فلا يبتلي فيها إلّا قليلا ، بل إنّما تكون

__________________

١٤١٩ و ١٤٢١ ؛ الكبير ١٢ : ١٩٧ ـ ١٩٨ / ١٣٠٢٧ ، من قوله : «وأخبر أنّ المؤمن ...» ؛ الشعب ٧ : ١١٦ / ٩٦٨٧ و ٩٦٨٩ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٣ ، من قوله : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من استرجع ... ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٣٩ و ٢٤١ و ٢٤٢ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٣٣٠ ، باب الاسترجاع وما يسترجع عنده ، و ٦ : ٣١٧ ، في سورة البقرة.

(١) الطبري ٢ : ٥٧ / ١٩٣١.

(٢) مسند أحمد ١ : ١٧٢ ؛ البغوي ١ : ١٨٨ ـ ١٨٩ / ١١١ ؛ النسائي ٤ : ٣٥٢ / ٧٤٨١ ، باب ٤.

(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٣ / ٤٤٧ ؛ علل الشرائع ١ : ٤٤ / ١ ، باب ٤٠ ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٨ ؛ الكافي ٢ : ٢٥٩ / ٢٩ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، وفيه : «حسن عمله» بدل «صحّ عمله» و «وإنّ البلاء» بدل «والبلاء» و «التقي» بدل «المتّقي» ؛ جامع الأخبار : ١١٣ ـ ١١٤ ، فصل ٧٠.

٢٨١

ثوابه إذا صحّ له عمل في الدنيا ، بدفع البلاء والسعة في النعماء (١).

[٢ / ٤٠٤٥] وقال الإمام أمير المؤمنين ـ عليه صلوات المصلّين ـ : «إنّ الله يبتلي عباده عند الأعمال السيّئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات ، ليتوب تائب ويقلع مقلع ، ويتذكّر متذكّر ، ويزدجر مزدجر» (٢).

[٢ / ٤٠٤٦] وعن الإمام الصادق عليه‌السلام في كلام له عن الصبر على البلايا ، قال : «فمن سترها ولم يشك إلى الخلق ، ولم يجزع بهتك ستره ، فهو من العامّ ونصيبه ما قال الله : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) أي بالجنّة والمغفرة» (٣).

تعزية على مصاب للإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام

روى السيّد عليّ بن موسى ، رضيّ الدين ابن طاووس رحمه‌الله :

وسأذكر تعزية لمولانا جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام ، كتبها إلى بني عمّه ـ رضوان الله عليهم ـ لمّا حبسوا ، ليكون مضمونها تعزية عن الحسين عليه‌السلام وعترته وأصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ.

[٢ / ٤٠٤٧] رويناها بإسنادنا من عدّة طرق إلى جدّي أبي جعفر الطوسي عن المفيد والحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر ابن بابويه الصدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن أبي عمير عن إسحاق بن عمّار.

ورويناها أيضا بإسنادنا عن أبي جعفر عن أحمد بن محمّد الأهوازي رفعه إلى عطيّة بن نجيح بن المطهّر الرازي وإسحاق بن عمّار ، قالا معا : إنّ أبا عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام كتب إلى عبد الله بن الحسن ـ رضي الله عنه ـ حين حمل هو أهل بيته. يعزّيه عمّا صار إليه :

«بسم الله الرحمان الرحيم ، إلى الخلف الصالح ، والذريّة الطيّبة ، من ولد أخيه وابن عمّه : أمّا

__________________

(١) البحار ٦٤ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣.

(٢) نهج البلاغة ٢ : ٢٥ ، الخطبة رقم ١٤٣ ؛ البحار ٨٨ : ٣١٢ ـ ٣١٣ / ٣ باب ١ ، والخطبة طويلة ، وللمجلسي لها شرح موجز لطيف فراجع.

(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٣ / ٤٤٩ ؛ مصباح الشريعة : ١٨٦ ، باب ٨٨ ، (في الصبر) ؛ البحار ٦٨ : ٩١ / ٤٤ ، باب ٦٢ ، عن مصباح الشريعة ؛ البرهان ١ : ٣٦٥ / ١٥ ؛ الصافي ١ : ٣٠٥ ، (ذيل الآية ١٥٣).

٢٨٢

بعد : فلئن كنت قد تفرّدت أنت وأهل بيتك ، ممّن حمل معك بما أصابكم ، فما انفردت بالحزن والغبطة والكآبة وأليم وجع القلب دوني ، فلقد نالني من ذلك من الجزع والقلق وحرّ المصيبة ، مثل ما نالك ، ولكن رجعت إلى ما أمر الله ـ جلّ جلاله ـ به المتّقين ، من الصبر وحسن العزاء.

حين يقول لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا)(١).

وحين يقول : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ)(٢).

وحين يقول لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حين مثّل بحمزة : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)(٣) وصبر رسول الله ، ولم يعاقب.

وحين يقول : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى)(٤).

وحين يقول : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(٥).

وحين يقول : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٦).

وحين يقول لقمان لابنه : (وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)(٧).

وحين يقول عن موسى : (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(٨).

وحين يقول : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ)(٩).

وحين يقول : (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)(١٠).

وحين يقول : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(١١).

__________________

(١) الطور ٥٢ : ٤٨.

(٢) القلم ٦٨ : ٤٨.

(٣) النحل ١٦ : ١٢٦.

(٤) طه ٢٠ : ١٣٢.

(٥) البقرة ٢ : ١٥٦ ـ ١٥٧.

(٦) الزمر ٣٩ : ١٠.

(٧) لقمان ٣١ : ١٧.

(٨) الأعراف ٧ : ١٢٨.

(٩) العصر ١٠٣ : ٣.

(١٠) البلد ٩٠ : ١٧.

(١١) البقرة ٢ : ١٥٥.

٢٨٣

وحين يقول : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)(١).

وحين يقول : (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ)(٢).

وحين يقول : (وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)(٣). وأمثال ذلك من القرآن كثير.

واعلم أي عمّ وابن عمّ ، أنّ الله ـ جلّ جلاله ـ لم يبال بضرّ الدنيا لوليّه ساعة قطّ ، ولا شيء أحبّ إليه من الضرّ والجهد والبلاء مع الصبر ، وأنّه ـ تبارك وتعالى ـ لم يبال بنعيم الدنيا لعدوّه ساعة قطّ.

ولو لا ذلك ، ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخيفونهم ويمنعونهم ، وأعداؤهم آمنون مطمئنّون عالون ظاهرون.

ولو لا ذلك ، لما قتل زكريّا ، واحتجب يحيى ظلما وعدوانا ، في بغيّ من البغايا.

ولو لا ذلك ، ما قتل جدّك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام لمّا قام بأمر الله ـ عزوجل ـ ظلما. وعمّك الحسين بن فاطمة عليهما‌السلام ، اضطهادا وعدوانا.

ولو لا ذلك ، ما قال الله ـ عزوجل ـ في كتابه : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ)(٤).

ولو لا ذلك لما قال في كتابه : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ. نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ)(٥).

ولو لا ذلك لما جاء في الحديث : «لو لا أن يحزن المؤمن ، لجعلت للكافر عصابة من حديد ، لا يصدع رأسه أبدا» (٦)

ولو لا ذلك ، لما جاء في الحديث : «إنّ الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة» (٧).

ولو لا ذلك ، ما سقى كافرا منها شربة من ماء.

ولو لا ذلك ، لما جاء في الحديث : «لو أنّ مؤمنا على قلّة جبل ، لبعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه» (٨).

__________________

(١) آل عمران ٣ : ١٤٦.

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٣٥.

(٣) يونس ١٠ : ١٠٩.

(٤) الزخرف ٤٣ : ٣٣.

(٥) المؤمنون ٢٣ : ٥٦.

(٦) مسكن الفؤاد : ١١٨ ؛ الكامل لابن عدي ٢ : ٣٣٢.

(٧) مسكن الفؤاد : ١١٨.

(٨) إقبال الأعمال ٣ : ٨٥.

٢٨٤

ولو لا ذلك ، لما جاء في الحديث : «إذا أحبّ الله قوما أو أحبّ عبدا ، صبّ عليه البلاء صبّا ، فلا يخرج من غمّ إلّا وقع في غم» (١).

ولو لا ذلك ، لما جاء في الحديث : «ما من جرعتين أحبّ إلى الله ـ عزوجل ـ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا : من جرعة غيظ كظم عليها ، أو جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها ، بحسن عزاء واحتساب» (٢).

ولو لا ذلك ، لما كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يدعون على من ظلمهم ، بطول العمر ، وصحّة البدن ، وكثرة المال والولد (٣).

ولو لا ذلك ما بلغنا ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان إذا خصّ رجلا بالترحّم عليه والاستغفار ، استشهد (٤).

فعليكم يا عمّ وابن عمّ وبني عمومتي وإخوتي ، بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله ـ عزوجل ـ والرضا والصبر على قضائه ، والتمسّك بطاعته ، والنزول عند أمره. أفرغ الله علينا وعليكم الصبر ، وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة ، وأنقذكم وإيّانا من كلّ هلكة بحوله وقوّته ، إنّه سميع قريب ، وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النبيّ وأهل بيته» (٥).

[٢ / ٤٠٤٨] وروى الطبرسي بالإسناد إلى عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا ابن مسعود ، قول الله تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٦)(أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا)(٧)(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ)(٨) يا ابن مسعود ، قول الله تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)(٩)(أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا)(١٠) يقول الله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ) إلى قوله (الضَّرَّاءُ)(١١)(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) إلى قوله

__________________

(١) مسكن الفؤاد : ١١٨.

(٢) انظر : الكافي ٢ : ١١٠ ، باب كظم الغيظ.

(٣) إقبال الأعمال ٣ : ٨٥.

(٤) مسكن الفؤاد : ١١٨.

(٥) الإقبال لابن طاووس ٣ : ٨٢ ـ ٨٥ ؛ البحار ٧٩ : ١٤٥ / ٣٢ ، باب ١٨ ؛ مستدرك الوسائل ٢ : ٤١٥ ـ ٤٢٠ / ٣٣٤٣ ـ ٦ ، باب ٦٤.

(٦) الزمر ٣٩ : ١٠.

(٧) الفرقان ٢٥ : ٧٥.

(٨) المؤمنون ٢٣ : ١١١.

(٩) الإنسان ٧٦ : ١٢.

(١٠) القصص ٢٨ : ٥٤.

(١١) البقرة ٢ : ٢١٤.

٢٨٥

(الصَّابِرِينَ)(١) قلنا : يا رسول الله فمن الصابرون؟ قال : الّذين يصبرون على طاعة الله ، وعن معصيته ، الّذين كسبوا طيّبا ، وأنفقوا قصدا ، وقدّموا فضلا ، فأفلحوا ونجحوا. يا ابن مسعود ، عليهم الخشوع والوقار والسكينة والتفكّر واللين والعدل والتعليم والاعتبار والتدبير والتقوى والإحسان والتحرّج والحبّ في الله والبغض في الله وأداء الأمانة ، والعدل وإقامة الشهادة ، ومعاونة أهل الحقّ والبقيّة (٢) على المسيء ، والعفو لمن ظلم ، يا ابن مسعود ، إذا ابتلوا صبروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا حكموا عدلوا ، وإذا قالوا صدقوا ، وإذا عاهدوا وفوا ، وإذا أساؤوا استغفروا ، وإذا أحسنوا استبشروا ، (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً)(٣)(وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)(٤)(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً)(٥) ويقولون للناس حسنا (٦) يا ابن مسعود : والّذي بعثني بالحقّ إنّ هؤلاء هم الفائزون» (٧).

[٢ / ٤٠٤٩] وروى ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى يونس بن عبد الرحمان عن عمرو بن أبي المقدام عن الإمام أبي عبد الله الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أربع من كنّ فيه كان في نور الله الأعظم : من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله. ومن إذا أصابته مصيبة قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ومن إذا أصاب خيرا قال : الحمد لله ربّ العالمين. ومن إذا أصاب خطيئة قال : أستغفر الله وأتوب إليه» (٨).

وروى العيّاشيّ (٩) والبرقي (١٠) مثله.

[٢ / ٤٠٥٠] وروى العيّاشيّ عن إسماعيل بن زياد السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أربع من كنّ فيه كتبه الله من أهل الجنّة : من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلّا الله ، ومن إذا أنعم عليه النعمة قال : الحمد لله ، ومن إذا أصاب ذنبا قال : أستغفر

__________________

(١) البقرة ٢ : ١٥٥.

(٢) البقية : الرحمة والشفقة.

(٣) الفرقان ٢٥ : ٦٣.

(٤) الفرقان ٢٥ : ٧٢.

(٥) الفرقان ٢٥ : ٦٤.

(٦) البقرة ٢ : ٨٣. والآية : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً).

(٧) مكارم الأخلاق : ٤٤٦ ، الباب الثاني عشر ، الفصل الرابع ؛ البحار ٧٤ : ٩٢ و ٩٣ ، باب ٥. أثبتناه من المصدر والبحار ؛ مستدرك الوسائل ١١ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ / ١٢٩٤٠ ـ ٩ ، باب ١٩.

(٨) الخصال : ٢٢٢ / ٤٩ باب الأربعة ؛ ثواب الأعمال : ١٦٦ ؛ الفقيه ١ : ١١١ / ٥١٤ ؛ البحار ٦٦ : ٣٧١ / ١٤ و ٩٠ : ٢١٣.

(٩) العيّاشيّ ١ : ٨٨ / ١٢٨.

(١٠) المحاسن ١ : ٧ ـ ٨ / ١٩.

٢٨٦

الله ، ومن إذا أصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون» (١).

[٢ / ٤٠٥١] وروى الكليني بالإسناد إلى جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : «من صبر واسترجع وحمد الله ـ عزوجل ـ فقد رضي بما صنع الله ووقع أجره على الله ، ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم وأحبط الله أجره».

وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة مثله (٢).

[٢ / ٤٠٥٢] وروى الصدوق بالإسناد إلى سيف بن عميرة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «من ألهم الاسترجاع عند المصيبة وجبت له الجنّة» (٣).

[٢ / ٤٠٥٣] وقال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدنيا فيسترجع عند مصيبته ويصبر حين تفجأه المصيبة إلّا غفر الله له ما مضى من ذنوبه إلّا الكبائر الّتي أوجب الله عليها النار.

قال : وكلّما ذكر مصيبة فيما يستقبل من عمره فاسترجع عندها وحمد الله ـ عزوجل ـ عندها غفر الله له كلّ ذنب اكتسبه فيما بين الاسترجاع الأوّل إلى الاسترجاع الأخير إلّا الكبائر من الذنوب» (٤).

[٢ / ٤٠٥٤] وقال الطبرسي : قال عليّ عليه‌السلام : «من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها إلّا كتب الله من الأجر مثل يوم أصيب» (٥).

[٢ / ٤٠٥٥] وروى الثعلبي بالإسناد إلى فاطمة بنت الحسين عليهما‌السلام عن أبيها قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثل يوم أصيب» (٦).

__________________

(١) العيّاشيّ ١ : ٨٨ / ١٢٨ ؛ البرهان ١ : ٣٦٤ ؛ الأمالي للمفيد : ٧٦ / ١ ، المجلس ٩ ، وزاد بعد قوله ؛ إلّا الله : وأنّي محمّدا رسول الله.

(٢) الكافي ٣ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ / ١ و ٢ ؛ وسائل الشيعة ٣ : ٢٤٨ / ٣٥٣٨ ـ ٧.

(٣) ثواب الأعمال : ١٩٨ ؛ وسائل الشيعة ٣ : ٢٤٨ / ٣٥٤٠ ـ ٩.

(٤) الفقيه ١ : ١٧٥ / ٥١٥ ؛ ثواب الأعمال : ١٩٧ ؛ وسائل الشيعة ٣ : ٢٤٩ / ٣٥٤٣ ـ ٣.

(٥) مجمع البيان ١ : ٢٣٨ ؛ الصافي ١ : ٣٠٧ ؛ البحار ٧٩ : ١٢٦ ، باب ١٨.

(٦) الثعلبي ٢ : ٢٣. والحديث صحّحناه على نسخة القرطبي ٢ : ١٧٥ وكذا ابن كثير ١ : ٢٠٤. وغيرهما على ما يأتي.

٢٨٧

[٢ / ٤٠٥٦] وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : أربع من كنّ فيه بنى الله له بيتا في الجنّة : من كان عصمة أمره لا إله إلّا الله ، وإذا أصابته مصيبة قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وإذا أعطي شيئا قال : الحمد لله ، وإذا أذنب ذنبا قال : أستغفر الله (١).

[٢ / ٤٠٥٧] وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن سعيد بن المسيّب رفعه : «من استرجع بعد أربعين سنة أعطاه الله ثواب مصيبته يوم أصيبها» (٢).

[٢ / ٤٠٥٨] وأخرج عن كعب قال : ما من رجل تصيبه مصيبة فيذكرها بعد أربعين سنة فيسترجع إلّا أجرى الله له أجرها تلك الساعة ، كما أنّه لو استرجع يوم أصيب (٣).

[٢ / ٤٠٥٩] وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسين بن عليّ عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها ، فيحدث لذلك استرجاعا إلّا جدّد الله له عند ذلك ، فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب».

وأخرج سعيد بن منصور والعقيلي في الضعفاء من حديث عائشة. مثله (٤).

[٢ / ٤٠٦٠] وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أمّ سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قولا سررت به ، قال : «لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ، ثمّ يقول : اللهمّ أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلّا فعل ذلك به». قالت أمّ سلمة : فحفظت ذلك منه ، فلمّا توفّي أبو سلمة استرجعت ، فقلت : اللهمّ أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، ثمّ رجعت إلى نفسي وقلت : من أين لي خير من أبي سلمة؟ فأبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٧٨ ؛ الشكر لله ١٦٩ / ٢٠١ ؛ الشعب ٧ : ١١٧ / ٩٦٩٢ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤١ ـ ٢٤٢.

(٢) الدرّ : ٣٧٨.

(٣) المصدر : ٣٧٩.

(٤) الدرّ ١ : ٣٧٨ ؛ مسند أحمد ١ : ٢٠١ ؛ ابن ماجة ١ : ٥١٠ / ١٦٠٠ ، باب ٥٥ (ما جاء في الصبر على المصيبة) ؛ الشعب ٧ : ١١٧ ـ ١١٨ / ٩٦٩٥ ، بلفظ : «من أصابته مصيبة فقال : إذا ذكرها : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) حدّد الله له أجرها مثل ما كان له يوم أصابته» ؛ ضعفاء العقيلي ١ : ٦٤ ، باب ٦٠ (إبراهيم بن محمّد الثقفي) ؛ القرطبي ٢ : ١٧٥ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٤ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٤٢ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤١.

(٥) الدرّ ١ : ٣٧٩ ؛ مسند أحمد ٤ : ٢٧ و ٢٨ بزيادة ؛ الشعب ٧ : ١١٨ / ٩٦٩٧ ؛ الوسيط ١ : ٢٣٩ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤٢.

٢٨٨

[٢ / ٤٠٦١] وأخرج مسلم عن أمّ سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، اللهمّ أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلّا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها.» قالت : فلمّا توفّي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأخلف الله لي خيرا منه ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

[٢ / ٤٠٦٢] قال الطبرسي : وفي الحديث : من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه (٢).

[٢ / ٤٠٦٣] وروى الكليني بالإسناد إلى معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه إلّا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه ، وكلّما ذكر مصيبة فاسترجع عند ذكره المصيبة ، غفر الله له كلّ ذنب اكتسب فيما بينهما» (٣).

[٢ / ٤٠٦٤] وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما من نعمة وإن تقادم عهدها فيجدّد لها العبد الحمد ، إلّا جدّد الله له ثوابها ، وما من مصيبة وإن تقادم عهدها ، فيجدّد لها العبد الاسترجاع إلّا جدّد الله له ثوابها وأجرها» (٤).

[٢ / ٤٠٦٥] وروى الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داوود بن رزين عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «من ذكر مصيبته ولو بعد حين فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، اللهمّ أجرني على مصيبتي ، وأخلف عليّ أفضل منها ، كان له من الأجر مثل ما كان عند أوّل صدمة». (٥)

[٢ / ٤٠٦٦] وروى عليّ بن جعفر بالإسناد إلى الإمام جعفر بن محمّد عليه‌السلام يرفعه إلى الإمام

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٧٩ ؛ مسلم ٣ : ٣٧ و ٣٨ ، كتاب الجنائز ، باب ما يقال عند المصيبة ؛ البغوي ١ : ١٨٦ ـ ١٨٧ / ١٠٧ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٤.

(٢) نور الثقلين ١ : ١٤٥ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٤٢ ؛ الصافي ١ : ٣٠٧ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٠١ ؛ البحار ٧٩ : ١٢٦ ، باب ١٨.

(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٤ ؛ الكافي ٣ : ٢٢٤ / ٥ ؛ الفقيه ١ : ١٧٥ / ٥١٥ ؛ ثواب الأعمال : ١٩٧ ؛ البحار ٧٩ : ١٢٧ ـ ١٢٨ / ١ ، باب ٢٨.

(٤) الدرّ ١ : ٣٧٨ ؛ نوادر الأصول ٢ : ٢٠٣ ، الأصل : ١٥٢ ، وفيه : «فيجدّدها العبد بالحمد» بدل قوله «فيجدد لها العبد الحمد» ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٦٤ / ٦٤٧١.

(٥) الكافي ٣ : ٢٢٤ / ٦ ؛ البحار ٧٩ : ١٤٣ ، باب ١٨.

٢٨٩

أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا بلغ أحدكم وفاة أخيه المسلم فليقل : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) اللهمّ اكتبه عندك في المحسنين ، واجعل كتابه في علّيين ، واخلف على تركته في الغابرين ، واغفر لنا يا ربّ العالمين ، ولا تحرمنا أجره ، ولا تفتنّا بعده. فإنّه يستكمل الأجر في المصيبة إن شاء الله ، والحمد لله ربّ العالمين» (١).

[٢ / ٤٠٦٧] وقال الراوندي : ويستحبّ أن يقال عند سماع وفاة كلّ مؤمن : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ،) وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون ، اللهمّ اكتبه في المحسنين ، واخلفه في عقبه الغابرين ، واجعل كتابه في علّيين ، اللهمّ لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنّا بعده (٢).

[٢ / ٤٠٦٨] وروى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمان العلويّ الحسينيّ في كتاب التعازي ، عن عبد الله بن عليّ الزهري ، عن أبي هاشم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الموت صرع ، فإذا بلغ أحدكم وفاة أخيه ، فليقل : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون ، اللهمّ اكتبه عندك من المحسنين ، واجعل كتابه في علّيين ، واخلف على عقبه في الآخرين ، ولا تحرمنا أجره ولا تفتنّا بعده» (٣).

[٢ / ٤٠٦٩] وروى الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا قبض ولد المؤمن ـ والله أعلم بما قال العبد ـ قال الله تبارك وتعالى لملائكته : قبضتم ولد فلان؟ فيقولون : نعم ربّنا. قال : فيقول : فما قال عبدي؟ قالوا : حمدك واسترجع ، فيقول الله تبارك وتعالى : أخذتم ثمرة قلبه وقرّة عينه ، فحمدني واسترجع ، ابنوا له بيتا في الجنّة وسمّوه بيت الحمد» (٤).

ورواه الصدوق مرسلا نحوه (٥).

[٢ / ٤٠٧٠] وروى الصدوق بالإسناد إلى عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «قال

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٢ : ٤٧٦ / ٢٥٠٦ ـ ٥ ؛ الجعفريات : ٢٢٩ ، كتاب الدعاء باب الدعاء في النعي.

(٢) مستدرك الوسائل ٢ : ١٦٢ / ١٦٩٥ ـ ٤٤ ؛ دعوات الراوندي : ٢٥٨ / ٧٣٢ ؛ البحار ٧٩ : ١٤١ / ٢٤ ، باب ١٢.

(٣) مستدرك الوسائل ٢ : ٤٨٧ / ٢٥٣٣ ـ ٣٢ ؛ البحار ٧٩ : ١٤١ / ٢٤ ، باب ١٨.

(٤) الكافي ٣ : ٢١٨ / ٤ ، كتاب الجنائز ، باب المصيبة بالولد ؛ وسائل الشيعة ٣ : ٢٤٦ / ٣٥٣٢ ـ ١.

(٥) الفقيه ١ : ١٧٧ / ٥٢٣ ، آداب الدفن ، باب ثواب المصيبة بالولد.

٢٩٠

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله تعالى : إنّي أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا ، فمن أقرضني منها قرضا ، أعطيته بكلّ واحدة منهنّ عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك ، ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه قسرا أعطيته ثلاث خصال ، لو أعطيت واحدة منهنّ ملائكتي لرضوا : الصلاة والهداية والرحمة ، إنّ الله يقول : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) واحدة من الثلاث : (وَرَحْمَةٌ) اثنتين (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ثلاث. ثمّ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : هذا لمن أخذ الله منه شيئا فصبر» (١).

[٢ / ٤٠٧١] وفي حديث إسحاق بن عمّار : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «هذا إن أخذ الله منه شيئا فصبر واسترجع» (٢).

[٢ / ٤٠٧٢] وروى العيّاشيّ بالإسناد إلى عبد الله بن صالح الخثعمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «قال الله : عبدي المؤمن إن خوّلته وأعطيته ورزقته واستقرضته ، فإن أقرضني عفوا أعطيته مكان الواحد مائة ألف فما زاد ، وإن لا يفعل أخذته قسرا بالمصائب في ماله ، فإن يصبر أعطيته ثلاث خصال ، إن أخيّر الواحدة منهنّ ملائكتي اختاروها ، ثمّ تلا هذه الآية : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ) ، إلى قوله : (الْمُهْتَدُونَ)» (٣).

[٢ / ٤٠٧٣] وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض» (٤).

[٢ / ٤٠٧٤] وأخرج البخاري وأحمد عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتّى الشوكة يشاكها إلّا كفّر الله بها من خطاياه» (٥).

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ١٤٣ / ٤٥٠ ، و ٥ : ٢٣٩ / ٥١ ؛ الخصال : ١٣٠ / ١٣٥ ، باب الثلاثة ؛ البرهان ١ : ٣٦٢ / ٤ ؛ الكافي ٢ : ٩٢ ـ ٩٣ / ٢١ ؛ البحار ٧١ : ٣٩٥ / ٢١ ، باب ٢٨ ؛ العيّاشيّ ١ : ٨٧ ـ ٨٨ / ١٢٧ ، عن إسحاق بن عمّار.

(٢) البرهان ١ : ٣٦٤ ؛ العيّاشيّ ١ : ٨٨ / ١٣١.

(٣) العيّاشيّ ١ : ٨٨ / ١٣٠ ؛ البرهان ١ : ٣٦٤.

(٤) الدرّ ١ : ٣٧٨ ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٧٣ / ٦٥١٥.

(٥) البخاري ٧ : ٢ ، كتاب المرضى والطبّ ؛ مسند أحمد ٢ : ٢٣٥ ؛ ابن كثير ١ : ٥٧٢ ؛ البغوي ١ : ١٨٧ ـ ١٨٨ / ١٠٩ ؛ القرطبي ٢ : ١٧٥.

٢٩١

[٢ / ٤٠٧٥] وأخرج الطبراني عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ للموت فزعا ، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل : إنّا لله وإنّا إليه راجعون وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون» (١).

[٢ / ٤٠٧٦] وروى الكليني عن عليّ بن محمّد عن صالح بن أبي حمّاد رفعه ، قال : جاء أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الأشعث بن قيس يعزّيه بأخ له يقال له : عبد الرحمان ، فقال له امير المؤمنين عليه‌السلام : «إن جزعت فحقّ الرحم أتيت ، وإن صبرت فحقّ الله أدّيت ، على أنّك إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت محمود ، وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم! فقال الأشعث : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أتدري ما تأويلها؟ فقال الأشعث : لا ، أنت غاية العلم ومنتهاه ، فقال له : أمّا قولك : «إنّا لله» فإقرار منك بالملك ، وأمّا قولك : «وإنّا إليه راجعون» فإقرار منك بالهلك» (٢).

[٢ / ٤٠٧٧] وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن أبي بكر بن أبي مريم سمعت أشياخنا يقولون : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ أهل المصيبة لتنزل بهم فيجزعون وتسوء رعتهم (٣) فيمرّ بها مارّ من الناس ، فيقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فيكون فيها أعظم أجرا من أهلها» (٤).

[٢ / ٤٠٧٨] وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) قال : ولنبتلينّكم يعني المؤمنين (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) قال : على أمر الله في المصائب ، يعني بشّرهم بالجنّة (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ) يعني على من صبر على أمر الله عند المصيبة (صَلَواتٌ) يعني مغفرة (مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) يعني رحمة لهم وأمنة من العذاب (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) يعني من المهتدين بالاسترجاع عند المصيبة (٥).

[٢ / ٤٠٧٩] وأخرج ابن سعد عن خيثمة قال : لمّا جاء عبد الله بن مسعود نعي أخيه عتبة دمعت

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٧٩ ؛ الكبير ١٢ : ٤٧ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٣٣١.

(٢) نور الثقلين ١ : ١٤٤ ؛ الكافي ٣ : ٢٦١ / ٤٠ ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ؛ البرهان ١ : ٣٦٣ / ٦ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٠٠ ؛ البحار ٤٢ : ١٥٩ ـ ١٦٠ / ٢٩ ، باب ١٢٤ ؛ وجاء ذيل الحديث في النهج قصار الكلم ، رقم ٩٩.

(٣) الرّعة : الحالة والشأن ، يقال : فلان حسن الرّعة أو سيّء الرّعة. مأخوذ من الورع كالعدة من الوعد.

(٤) الدرّ ١ : ٣٧٩.

(٥) الدرّ ١ : ٣٧٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦٣ ـ ٢٦٦ / ١٤١٣ و ١٤٢٠ و ١٤٢٥ و ١٤٢٦ و ١٤٢٩.

٢٩٢

عيناه فقال : إنّ هذه رحمة جعلها الله ، لا يملكها ابن آدم (١).

[٢ / ٤٠٨٠] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) قال : من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثا ، الصلاة والرحمة والهدى فليفعل ، ولا قوّة إلّا بالله ، فإنّه من استوجب على الله حقّا بحقّ أحقّه الله له ، ووجد الله وفيّا (٢).

[٢ / ٤٠٨١] وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء والبيهقي عن أنس قال : توفّي ابن لعثمان بن مظعون فاشتدّ حزنه عليه ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ للجنّة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب ، أفما يسرّك أن لا تأتي بابا منها إلّا وجدت ابنك إلى جنبك ، آخذا بحجزتك يشفع لك إلى ربّك؟ قال : بلى. قال المسلمون : يا رسول الله ولنا في أفراطنا ما لعثمان؟ قال : نعم ، لمن صبر منكم واحتسب» (٣).

[٢ / ٤٠٨٢] وأخرج النسائي عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه من أهل الأرض فصبر واحتسب ، بثواب دون الجنّة» (٤).

[٢ / ٤٠٨٣] وأخرج أحمد عن سعد بن أبي وقّاص قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عجبت من قضاء الله ـ عزوجل ـ للمؤمن إن أصابه خير حمد ربّه وشكر وإن أصابته مصيبة حمد ربّه وصبر ، المؤمن يؤجر في كلّ شيء حتّى في اللقمة يرفعها إلى فيّ امرأته» (٥).

[٢ / ٤٠٨٤] وأخرج عبد بن حميد عن كريب بن حسان قال : توفّي رجل منّا ، فوجد به أبوه أشدّ الوجد ، فقال له رجل من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقال له حوشب : ألا أحدّثكم بمثلها شهدتها من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان رجل يأتي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه ابن له ، توفّي ، فوجد به أبوه أشدّ الوجد. قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما فعل فلان؟ قالوا : يا رسول الله توفّي ابنه الّذي كان يختلف معه إليك. فلقيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا فلان أيسرّك أنّ ابنك عندك كأجرى الغلمان جريا؟ يا فلان أيسرّك أنّ ابنك

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٨١ ؛ الطبقات ٤ : ١٢٧.

(٢) الدرّ ١ : ٣٧٧ ـ ٣٧٨.

(٣) الدرّ ١ : ٣٨٣ ؛ شعب الإيمان ٧ : ١٣٧ ـ ١٣٨ / ٩٧٦١ ـ ٩٧٦٢ ؛ كنز العمّال ٣ : ٧٥٨ / ٨٦٧٣ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤٤ ـ ٢٤٥.

(٤) الدرّ ١ : ٣٨٣ ؛ النسائي ١ : ٦١٣ و ٦١٤ / ١٩٩٨ ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٨٢ / ٦٥٦٢.

(٥) مسند أحمد ١ : ١٧٣ ؛ البغوي ١ : ١٩٠ / ١١٥ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٩٥.

٢٩٣

عندك كأنشط الغلمان نشاطا؟ يا فلان أيسرّك أنّ ابنك عندك كأجود الكهول كهلا ، أو يقال لك : ادخل الجنّة ثواب ما أخذ منك» (١).

[٢ / ٤٠٨٥] وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن جويبر قال : كتب رجل إلى الضحّاك يسأله عن هذه الآية : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أخاصّة هي أم عامّة؟ فقال : هي لمن أخذ بالتقوى ، وأدّى الفرائض (٢).

[٢ / ٤٠٨٦] وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير قال : لقد أعطيت هذه الأمّة عند المصيبة شيئا لم يعطه الأنبياء قبلهم ، ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) (٣) (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ولفظ البيهقي قال : لم يعط أحد من الأمم الاسترجاع غير هذه الأمّة ، أما سمعت قول يعقوب : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ)(٤)؟

* * *

في هذا الحديث والّذي يليه نكارة ، نظرا لعدم اختصاص المكارم بأمّة دون أخرى ، فضلا عمّا فيهما من إزراء بشأن نبيّ كريم.

[٢ / ٤٠٨٧] وقال عليّ بن إبراهيم : «وسئل أبو عبد الله عليه‌السلام ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال : حزن سبعين ثكلى بأولادها ، وقال : إنّ يعقوب لم يعرف الاسترجاع ومن هاهنا قال : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ)(٦)!». (٧)

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٨١ ـ ٣٨٢ ؛ مسند أحمد ٣ : ٤٦٧.

(٢) الدرّ ١ : ٣٧٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦٥ / ١٤٢٣ ؛ الشعب ٧ : ١١٦ / ٩٦٩٠.

(٣) يوسف ١٢ : ٨٤.

(٤) الدرّ ١ : ٣٧٧ ؛ الطبري ٢ : ٥٩ / ١٩٣٤ ، بلفظ ؛ عن سعيد بن جبير قال : ما أعطى أحد ما أعطيت هذه الأمّة : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ... صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب عليه‌السلام ألم تسمع إلى قوله : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) ؛ الشعب ٧ : ١١٧ / ٩٦٩١ ؛ البغوي ١ : ١٨٧ ؛ القرطبي ٢ : ١٧٦ ، بلفظ : لم تعط هذه الكلمات نبيّا قبل نبيّنا ولو عرفها يعقوب لما قال : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) ؛ الثعلبي ٢ : ٢٣ ، بنحو ما رواه الطبري ؛ الوسيط ١ : ٢٣٩ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤١.

(٥) يوسف ١٢ : ٨٤.

(٦) نور الثقلين ١ : ١٤٤ / ٤٥٦ ، و ٢ : ٤٥٢ / ١٤٩ ، ذيل الآية ٨٤ من سورة يوسف ؛ القمّي ١ : ٣٥٠ ، ذيل الآية ٨٤ من سورة يوسف ؛ البحار ١٢ : ٢٤٢ / ١٠ ، باب ٩.

٢٩٤

[٢ / ٤٠٨٨] وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : «انقطع قبال (١) النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسترجع فقالوا : مصيبة يا رسول الله؟ فقال : ما أصاب المؤمن ممّا يكره فهو مصيبة!» (٢).

[٢ / ٤٠٨٩] وأخرج البزّار والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع فإنّها من المصائب» (٣).

[٢ / ٤٠٩٠] وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي إدريس الخولاني قال : «بينا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمشي هو وأصحابه إذ انقطع شسعه فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون. قالوا : أو مصيبة هذه؟! قال : نعم ، كلّ شيء ساء المؤمن فهو مصيبة» (٤).

[٢ / ٤٠٩١] وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عوف بن عبد الله قال : كان ابن مسعود يمشي فانقطع شسعه فاسترجع فقيل : تسترجع على مثل هذا؟ قال : مصيبة! (٥)

[٢ / ٤٠٩٢] وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن شهر بن حوشب رفعه قال : «من انقطع شسعه فليقل : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فإنّها مصيبة» (٦).

[٢ / ٤٠٩٣] وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العزاء عن عكرمة قال : «طفئ سراج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون. فقيل : يا رسول الله أمصيبة هي؟ قال : نعم ، وكلّ ما يؤذي المؤمن فهو له مصيبة وأجر» (٧).

[٢ / ٤٠٩٤] وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد العزيز بن أبي روّاد قال : «بلغني أنّ المصباح طفئ

__________________

(١) القبال من النعال زمامها.

(٢) الدرّ ١ : ٣٧٩ ؛ الكبير ٨ : ٢٠٤ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٣٣١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤٢ ـ ٢٤٣.

(٣) الدرّ ١ : ٣٨٠ مسند البزّار ٨ : ٤٠٠ / ٣٤٧٥ ؛ الشعب ٧ : ١١٧ / ٩٦٩٣ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٣٣١ ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٩٧ / ٦٦٣٥.

(٤) الدرّ ١ : ٣٨٠ ـ ٣٨١ ؛ عمل اليوم والليلة : ١٢٥ ـ ١٢٦ / ٣٥٥.

(٥) الدرّ ١ : ٣٨٠ ؛ المصنّف ٦ : ٢٥٩ / ١ ، باب ٢١٨ ، كتاب الأدب ، باب في الرجل ينقطع شسعه فيسترجع ، بلفظ : عن عوف بن عبد الله قال : كان عبد الله يمشي مع أصحابه ذات يوم فانقطع شسع نعله فاسترجع ، فقال له بعض القوم : يا أبا عبد الرحمان ، تسترجع على سير؟ قال : ما بي إلّا أن تكون السيور كثيرة! ولكنّها مصيبة!

(٦) الدرّ ١ : ٣٨٠.

(٧) الدرّ ١ : ٣٨٠ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٣ ؛ القرطبي ٢ : ١٧٥ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤١.

٢٩٥

فاسترجع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : كلّ ما ساءك مصيبة» (١).

[٢ / ٤٠٩٥] وأخرج الديلمي عن عائشة قالت : «أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمشي هو وأصحابه وقد لدغته شوكة في إبهامه ، فجعل يسترجع منها ويمسحها ، فلمّا سمعت استرجاعه دنوت منه فنظرت ، فإذا أثر حقير ، فضحكت ، فقلت : يا رسول الله! بأبي أنت وأمّي ، أكلّ هذا الاسترجاع من أجل هذه الشوكة؟! فتبسّم ، ثمّ ضرب على منكبي وقال : يا عائشة إنّ الله ـ عزوجل ـ إذا أراد أن يجعل الصغير كبيرا جعله ، وإذا أراد أن يجعل الكبير صغيرا جعله» (٢).

[٢ / ٤٠٩٦] وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : إذا فاتتك صلاة في جماعة فاسترجع ، فإنّها مصيبة (٣).

[٢ / ٤٠٩٧] وأخرج عبد بن حميد عن سواد بن داوود أنّ سعيد بن المسيّب جاء وقد فاتته الصلاة في الجماعة ، فاسترجع حتّى سمع صوته خارجا من المسجد (٤).

[٢ / ٤٠٩٨] وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من يرد الله به خيرا يصب منه» (٥).

[٢ / ٤٠٩٩] وأخرج الدارمي عن عطاء بن أبي رباح قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنّها من أعظم المصائب» (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٨٠.

(٢) الدرّ ١ : ٣٨١ ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٤٢٦ / ٨٦٢٨.

(٣) الدرّ ١ : ٣٨١.

(٤) الدرّ ١ : ٣٨١.

(٥) مسند أحمد ٢ : ٢٣٧ ؛ البغوي ١ : ١٨٧ / ١٠٨.

(٦) القرطبي ٢ : ١٧٦ ؛ الدارمي ١ : ٤٠ ؛ الوسيط ١ : ٢٣٨.

٢٩٦

قال تعالى :

(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨))

في هذه الآية الكريمة دفع لوسواس كان قد يعرض نفوسا مؤمنة ، عند ما تتشابك الأمور وتتداخل بعضها مع بعض ، فقد يشتبه حقّ بباطل في بادئ النظر ، ولكنّه مع التعمّق في صميم الواقع ، تراه واضحا جليّا لاغبار عليه.

وقد تظافرت الروايات بشأن نزول الآية ، ممّا يزول أيّ شكّ أو شبهة في واقع الأمر وأنّ نفي الجناح إنّما هو باعتبار ما توهّمه البعض من الإثم حينذاك ، قال الطبرسي رحمه‌الله : كان المسلمون يرون أنّ الصفا والمروة ممّا ابتدعه أهل الجاهليّة ، لصنمين كانا على الصفا والمروة يطوفون بينهما ويمسحونهما.

[٢ / ٤١٠٠] قال : وفي رواية عن الإمام الصادق عليه‌السلام : أنّه كان ذلك في عمرة القضاء ـ بعد صلح الحديبيّة سنة سبع للهجرة ـ وذلك أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرط على المشركين أن يرفعوا الأصنام لمدّة ثلاثة أيّام ، فتشاغل بعض أصحابه حتّى انقضت المدّة وأعيدت الأصنام ، ومن ثمّ تحرّجوا من الشوط بينهما حينذاك. فنزلت الآية دفعا لتوهّم الحظر ، وأن لا جناح في الطواف بينهما ما دام القصد هو التطوّع لله سبحانه ، ولا موضع للأصنام هناك ، ولا تأثير لها في صحّة أداء فريضة السعي (١).

[٢ / ٤١٠١] وقال عليّ بن إبراهيم : إنّ قريشا كانت وضعت أصنامهم بين الصفا والمروة وكانوا يتمسّحون بها إذا سعوا ، فلمّا كان من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان في غزاة الحديبيّة وصدّوه عن البيت وشرطوا له أن يخلوا له البيت في عام قابل حتّى يقضي عمرته ثلاثة أيّام ثمّ يخرج عنها ، فلمّا كانت عمرة القضاء في سنة سبع من الهجرة دخل مكّة وقال لقريش : «ارفعوا أصنامكم من بين الصفا

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٢٤٠.

٢٩٧

والمروة حتّى أسعى» ، فرفعوها ، فسعى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الصفا والمروة وقد رفعت الأصنام ، وبقي رجل من المسلمين من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يطف ، فلمّا فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطواف ردّت قريش الأصنام بين الصفا والمروة ، فجاء الرجل الّذي لم يسع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : قد ردّت قريش الأصنام بين الصفا والمروة ولم أسع ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) والأصنام فيهما (١).

والّذي يستفاد من هذا الحادث ، أنّ الأعمال الصالحة لا تضرّها الأكدار المبتدعة ، إذا خلصت النيّة لله تعالى واريد بها وجه الله سبحانه.

ومن ثمّ فإنّ من يعمل صالحا ويخلص نيّته لله ، فإنّ الله شاكر لعمله ، عليم بنيّته ، فيجازيه حسبما نوى.

[٢ / ٤١٠٢] وروى الكليني بإسناده إلى محمّد بن أبي عمير عن الحسن بن عليّ الصيرفي عن بعض أصحابنا قال : «سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن السعي بين الصفا والمروة فريضة أم سنّة؟ فقال :

فريضة ، قلت : أو ليس قال الله ـ عزوجل ـ : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما؟) قال : كان ذلك في عمرة القضاء ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام من الصفا والمروة ، فتشاغل رجل عن السعي حتّى انقضت الأيّام وأعيدت الأصنام ، فجاؤوا إليه فقالوا : يا رسول الله ، إنّ فلانا لم يسع بين الصفا والمروة ، وقد أعيدت الأصنام! فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) أي وعليهما الأصنام!» (٢)

[٢ / ٤١٠٣] وقال ابن بابويه الصدوق : روي عن زرارة ومحمّد بن مسلم أنّهما قالا : «قلنا لأبي جعفر عليه‌السلام : ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي وكم هي؟ فقال : إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ)(٣) فصار التقصير في السفر واجبا

__________________

(١) القمي ١ : ٦٤ ؛ البحار ٩٦ : ٢٣٥ / ٩ ، باب ٤٣.

(٢) الكافي ٤ : ٤٣٥ / ٨ ؛ نور الثقلين ١ : ١٤٨ / ٤٧١ ؛ التهذيب ٥ : ١٤٩ / ٤٩٠ ـ ١٥ ؛ العيّاشيّ ١ : ٨٩ / ١٣٤ ؛ البحار ٢٠ : ٣٦٥.

(٣) النساء ٤ : ١٠١.

٢٩٨

كوجوب التمام في الحضر. قالا : قلنا : إنّما قال الله : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ،) ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر؟ فقال عليه‌السلام : أو ليس قد قال الله ـ عزوجل ـ في الصفا والمروة : (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ،) ألا ترون أنّ الطواف بهما واجب مفروض! لأنّ الله ذكره في كتابه وصنعه نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكذلك التقصير في السفر صنعه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكره الله تعالى في كتابه» (١).

[٢ / ٤١٠٤] وأخرج الشافعي وابن سعد وأحمد وابن المنذر وابن قانع والبيهقي عن حبيبة بنت أبي تجرأة قالت : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطوف بين الصفا والمروة ، والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتّى أرى ركبتيه من شدّة السعي يدور به إزاره وهو يقول : «اسعوا ، فإنّ الله ـ عزوجل ـ كتب عليكم السعي» (٢).

[٢ / ٤١٠٥] وروى الكليني بالإسناد إلى حمّاد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : رسول الله قال : «أبدأ بما بدأ الله تعالى به ، فأتى الصفا فبدأ بها» (٣).

[٢ / ٤١٠٦] وروى بالإسناد إلى صفوان بن يحيى وابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : «أبدأ بما بدأ الله ـ عزوجل ـ به من إتيان الصفا ، إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ»)(٤).

[٢ / ٤١٠٧] وأخرج أحمد عن جعفر بن محمّد عن أبيه ، أنّ جابر بن عبد الله قال : سمعت

__________________

(١) الفقيه ١ : ٤٣٤ / ١٢٦٥ ؛ نور الثقلين ١ : ١٤٨ / ٤٧٢ ؛ العيّاشيّ ١ : ٢٩٧ / ٢٥٣ ، ذيل الآية ١٠١ من سورة النساء ؛ البحار ٢ : ٢٧٦ / ٢٦ ، باب ٣٣.

(٢) الدرّ ١ : ٣٨٧ ؛ الأمّ ٢ : ٢٣١ ؛ الطبقات ٨ : ٢٤٧ ؛ مسند أحمد ٦ : ٤٢١ ـ ٤٢٢ ؛ معجم الصحابة ١ : ١٧٩ ؛ البيهقي ٥ : ٩٨ ؛ الحاكم ٤ : ٧٠ ؛ البغوي ١ : ١٩١ ـ ١٩٢ / ١١٦ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٥ ، ثمّ قال : وقد استدلّ بهذا الحديث على مذهب من يرى أنّ السعي بين الصفا والمروة ركن في الحجّ.

(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧ / ٤٦٥ ؛ الكافي ٤ : ٢٤٩ و ٢٥٠ / ٦ و ٧ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤١٣ / ١ ، باب ١٥٣ ، فيه : «ابدأوا» بدل «ابدء» ؛ البحار ٢١ : ٣٩٥ / ١٨ ، باب ٣٦ ، عن الكافي وبنحوه.

(٤) نور الثقلين ١ : ١٤٧ / ٤٦٨ ؛ الكافي ٤ : ٤٣١ / ١ ؛ التهذيب ٥ : ١٤٥ ـ ١٤٦ / ٤٨١ ـ ٦ ؛ البحار ٢١ : ٤٠٢ / ٣٩.

٢٩٩

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين خرج من المسجد وهو يريد الصفا وهو يقول : «نبدأ بما بدأ الله ـ عزوجل ـ به» (١).

[٢ / ٤١٠٨] وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في سننه عن جابر ، قال : لمّا دنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصفا في حجّته قال : («إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) ابدأوا بما بدأ الله به. فبدأ بالصفا فرقي عليه» (٢).

[٢ / ٤١٠٩] وروى الكليني بالإسناد إلى سهل بن زياد رفعه قال : ليس لله منسك أحبّ إليه من السعي ، وذلك أنّه يذلّ فيه الجبّارين! (٣)

[٢ / ٤١١٠] وأخرج الطبراني عن ابن عبّاس قال : «سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنّ الله كتب عليكم السعي فاسعوا» (٤).

[٢ / ٤١١١] وروى الكليني بالإسناد إلى أحمد بن محمّد عن التيملي عن الحسين بن أحمد الحلبي عن أبيه عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «جعل السعي بين الصفا والمروة مذلّة للجبّارين» (٥).

[٢ / ٤١١٢] وأخرج الأزرقي عن أبي هريرة قال : السنّة في الطواف بين الصفا والمروة أن ينزل من الصفا ، ثمّ يمشي حتّى يأتي بطن المسيل ، فإذا جاءه سعى حتّى يظهر منه ، ثمّ يمشي حتّى يأتي المروة (٦).

__________________

(١) مسند أحمد ٣ : ٣٨٨ ؛ البغوي ١ : ١٩٣ / ١١٨.

(٢) الدرّ ١ : ٣٨٧ ؛ مسلم ٤ : ٣٨ ـ ٤٣ ، رواه مطوّلا ؛ الترمذي ٢ : ١٧٦ / ٨٦٣ ، باب ٣٧ ؛ الطبري ٢ : ٦٩ / ١٩٥٩ ؛ البيهقي ٥ : ٧ ـ ٩ ؛ النسائي ٢ : ٤١٣ / ٣٩٦٨ ؛ أبو داوود ١ : ٤٢٤ ـ ٤٢٨ / ١٩٠٥ ، باب ٥٧ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٠٢٢ ـ ١٠٢٧ / ٣٠٧٤ ، باب ٨٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٥٦ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٥ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٨.

(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٧ / ٤٦٩ ؛ الكافي ٤ : ٤٣٤ / ٤ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤٣٣ / ١ ، باب ١٦٨ ، رواه بالإسناد إلى معاوية بن عمّار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما لله تعالى منسك أحبّ إليه من موضع المسعى ، وذلك أنّه يذلّ فيه كلّ جبّار عنيد ؛ البحار ٩٦ : ٢٣٤ / ٦ ، باب ٤٣.

(٤) الدرّ ١ : ٣٨٧ ؛ الأوسط ٥ : ١٨٨ ؛ مجمع الزوائد ٣ : ٢٣٩ ؛ الوسيط ١ : ٢٤٣ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٥٥.

(٥) نور الثقلين ١ : ١٤٨ / ٤٧٠ ؛ الكافي ٤ : ٤٣٤ / ٥ ؛ الصافي ١ : ٣١٠ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٠٦.

(٦) الدرّ ١ : ٣٨٨.

٣٠٠