التفسير الأثري الجامع - ج ٤

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ٤

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5079-05-0
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٥٦٠

(أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد توارثته الأبناء من الآباء (١).

قوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ)

[٢ / ٣٦٣٦] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) قال : يعني بذلك أهل الكتاب (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) بمعنى مشركي قريش. وكذا عن مجاهد وقتادة وغيرهما (٢).

قوله تعالى : (وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ)

[٢ / ٣٦٣٧] أخرج الثعلبى في قوله تعالى : (وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ) قال : روي عن عليّ عليه‌السلام أنّه قال : «النعم ستّة : الإسلام والقرآن ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والستر والعافية والغنى ممّا في أيدي الناس» (٣).

[٢ / ٣٦٣٨] وعنه عليه‌السلام قال : «تمام النعمة الموت على الإسلام» (٤).

[٢ / ٣٦٣٩] وروى العيّاشيّ بالإسناد إلى هشام بن سالم عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال :

«تمام النعمة دخول الجنّة» (٥).

[٢ / ٣٦٤٠] وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «تمام النعمة دخول الجنّة».

[٢ / ٣٦٤١] وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «تمام النعمة الموت على الإسلام». قال المحقّق الفيض الكاشاني : لا تنافي بين الخبرين ، لتلازم الأمرين (٦).

[٢ / ٣٦٤٢] وقال سعيد بن جبير : ولا يتمّ نعمته على المسلم إلّا أن يدخل الجنّة (٧).

__________________

(١) البرهان ١ : ٣٥٠ / ٤ ؛ الاختصاص : ٢٥٧ ؛ الغيبة للنعماني : ٢٨٢ / ٦٧ ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٢ ؛ البحار ٥٢ : ٢٣٩ / ١٠٥ ، باب ٢٥ ؛ تأويل الآيات ١ : ٨٢ / ٦٦.

(٢) الدرّ ١ : ٣٥٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٥٨ / ١٣٨٧ ، و ٢٥٩ / ١٣٨٩.

(٣) الثعلبي ٢ : ١٧ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٣٢.

(٤) البغوي ١ : ١٨٢ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٢٤ ؛ الثعلبي ٢ : ١٧.

(٥) العيّاشيّ ١ : ٣٢٢ / ٢٣ ؛ البحار ٣٧ : ١٣٨ / ٢٩ ، باب ٢٥.

(٦) الصافي ١ : ٣٠٣ ذيل الآية ١٥٠ ، من سورة البقرة.

(٧) البغوي ١ : ١٨٢.

١٦١

[٢ / ٣٦٤٣] وعن ابن عبّاس قال : ولأتمّ نعمتي عليكم في الدنيا والآخرة. أمّا في الدنيا فانتصركم على أعداءكم وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم ، وأمّا في الآخرة فجنّتي ورحمتي (١).

[٢ / ٣٦٤٤] وقال الطبرسي في قوله : (وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي : لكي تهتدوا ، و «لعلّ» من الله واجب. عن الحسن وجماعة (٢).

[٢ / ٣٦٤٥] وقال مقاتل بن سليمان : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يعني الحرم كلّه فإنّه مسجد كلّه (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) من الأرض (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) يعني فحوّلوا وجوهكم تلقاءه ، ثمّ قال : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) يعني اليهود في أنّ الكعبة هي القبلة ولا حجّة لهم عليكم في انصرافكم إليها. ثمّ استثنى فقال : (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) يعني من الناس يعني مشركي العرب وذلك أنّ مشركي مكّة قالوا : إنّ الكعبة هي القبلة فما بال محمّد تركها وكانت لهم في ذلك حجّة. يقول الله ـ عزوجل ـ : (فَلا تَخْشَوْهُمْ) أن يكون لهم عليكم حجّة في شيء غيرها (وَاخْشَوْنِي) في ترك أمري في أمر القبلة ، ثمّ قال ـ عزوجل ـ : (وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ) في انصرافكم إلى الكعبة وهي القبلة (وَلَعَلَّكُمْ) ولكي (تَهْتَدُونَ) من الضلالة. فإنّ الصلاة قبل بيت المقدس بعد ما نسخت الصلاة إليه ضلالة.

قال : حدّثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : حدّثنا أبي ، قال الهذيل عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الجهم مرثد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : إنّكم ستفتحون قسطنطينية والرومية وحمقلة.

قال : حدّثنا عبيد الله ، قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الهذيل عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال : إنّكم ستفتحون رومية فإذا دخلتموها فادخلوا كنيستها الشرقيّة فعدّوا سبع بلاطات واقلعوا الثامنة وهي بلاطة حمراء فإنّ تحتها عصا موسى وإنجيل عيسى وحليّ إيلياء. يعني بيت المقدس. هذا خزيهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار.

قال : حدّثنا عبيد الله ، قال : حدّثني أبي عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل ، قال : كلّ من ملك القبط يسمّى قيطوس وكلّ من ملك الروم يسمّى قيصر ، وكلّ من ملك الفرس يسمّى كسرى (٣).

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٤٣٢.

(٢) المصدر : ٤٣٢.

(٣) تفسير مقاتل ١ : ١٤٩.

١٦٢

قوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا)

[٢ / ٣٦٤٦] قيل : معنى الكلام على التقديم والتأخير ، أي فاذكروني كما أرسلنا ، روي ذلك عن عليّ ـ عليه صلوات المصلّين ـ واختاره الزجّاج (١).

[٢ / ٣٦٤٧] وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيّان في قوله : (وَيُزَكِّيكُمْ) قال : ويطهّركم من الذنوب (٢).

قوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)

[٢ / ٣٦٤٨] أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) قال : اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي (٣).

[٢ / ٣٦٤٩] وأخرج أبو الشيخ والديلمي من طريق جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : («فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) يقول : اذكروني يا معاشر العباد بطاعتي أذكركم بمغفرتي» (٤).

[٢ / ٣٦٥٠] وأخرج الديلمي وابن عساكر عن أبي هند الداري عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : قال الله : «اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي ، فمن ذكرني وهو مطيع فحقّ عليّ أن أذكره بمغفرتي ، ومن

__________________

(١) القرطبي ٢ : ١٧٠ ـ ١٧١ ، وزاد : «أي كما أرسلنا فيكم رسولا تعرفونه بالصدق فاذكروني بالتوحيد والتصديق به» ؛ التبيان ٢ : ٢٩ ـ ٣٠ ، عن الحسن ومجاهد ، وابن أبي عن الفرّاء في أحد قوليه والزجّاج ؛ الثعلبي ٢ : ١٩ ، بلفظ : «تقديرها : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم فاذكروني أذكركم. فيكون جزاء له جوابان مقدّم ومؤخّر ... وهذا قول مجاهد وعطاء والكلبي ومقاتل والأخفش وابن كيسان واختيار الزّجاج».

(٢) ابن أبي حاتم ١ : ٢٥٩ / ١٣٩٣.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٠ ؛ الطبري ٢ : ٥١ / ١٩٧١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦٠ / ١٣٩٨ ، وفي رواية أخرى عنه أيضا قال : ... أذكركم برحمتي ، رقم ١٣٩٩ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩ ؛ البغوي ١ : ١٨٣ ؛ الوسيط ١ : ٢٣٤ ، وكذا عن ابن عبّاس ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٢٩ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٣٥ ؛ التبيان ٢ : ٣١.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٠ ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ، الديلمي ٣ : ١٥٠ / ٤٤٠٥ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩ ، وفيه : «... أذكركم بمعونتي» البغوي ١ : ١٨٣ ؛ الوسيط ١ : ٢٣٤.

١٦٣

ذكرني وهو لي عاص فحقّ عليّ أن أذكره بمقت» (١).

[٢ / ٣٦٥١] وقال مقاتل بن سليمان : إذا فعلت ذلك بكم (فَاذْكُرُونِي) يقول فاذكروني بالطاعة (أَذْكُرْكُمْ) بخير (وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) يقول اشكروا الله ـ عزوجل ـ في هذه النعم ولا تكفروا بها (٢).

[٢ / ٣٦٥٢] وقال مجاهد في قوله : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ) يقول كما فعلت فاذكروني (٣) [٢ / ٣٦٥٣] وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن خالد بن أبي عمران قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن» (٤).

[٢ / ٣٦٥٤] وأخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم عن أبي هريرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول الله : «يا ابن آدم إنّك إذا ما ذكرتني شكرتني ، وإذا ما نسيتني كفرتني» (٥).

[٢ / ٣٦٥٥] وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد بن أسلم : أنّ موسى عليه‌السلام قال : يا ربّ أخبرني كيف أشكرك؟ قال : «تذكرني ولا تنساني ، فإذا ذكرتني فقد شكرتني وإذا نسيتني فقد كفرتني» (٦).

[٢ / ٣٦٥٦] وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن قيس قال : أوحى الله إلى داوود إنّك إن ذكرتني ذكرتك وإن نسيتني تركتك ، واحذر أن أجدك على حال لا أنظر إليك فيه! (٧)

[٢ / ٣٦٥٧] وروى الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ يقول فيه عليه‌السلام : «والله

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٦٠ ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ، الديلمي ٣ : ١٧٩ / ٤٤٨٦ ، بلفظ : أبو هند الرازي ، قال الله ـ عزوجل ـ : اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي ، من ذكرني وهو عاص فحقّ عليّ أن أذكره بمقت.

(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٥٠.

(٣) ابن كثير ١ : ٢٠١ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩ وعن عطاء والكلبي ومقاتل وابن كيسان.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ الشعب ١ : ٤٥٢ / ٦٨٧ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩ ، إلى قوله : وتلاوته للقرآن ؛ الوسيط ١ : ٢٣٤.

(٥) الدرّ ١ : ٣٦٠ ؛ الأوسط ٧ : ٢٠٠ ؛ حلية الأولياء ٤ : ٣٣٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٩ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٤٤ / ١٩١٥.

(٦) الدرّ ١ : ٣٦٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦١ / ١٤٠٢ ؛ الشعب ١ : ٤٥٨ / ٧١١ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠١ ـ ٢٠٢.

(٧) الدرّ ١ : ٣٦٨.

١٦٤

ذاكر لمن ذكره من المؤمنين. واعلموا أنّ الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلّا ذكره بخير ، فاعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته» (١).

[٢ / ٣٦٥٨] وروى أبو الجارود عن الإمام أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ)(٢) يقول : «ذكر الله لأهل الصلاة أكبر من ذكرهم إيّاه ، ألا ترى أنّه يقول : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)(٣).

[٢ / ٣٦٥٩] وعن ابن عبّاس قال : ذكر الله إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه (٤).

[٢ / ٣٦٦٠] وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أعطى أربعا أعطي أربعا ، وتفسير ذلك في كتاب الله : من أعطى الذكر ذكره الله لأنّ الله يقول : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ،) ومن أعطى الدعاء أعطي الإجابة لأنّ الله يقول : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(٥) ، ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة لأنّ الله يقول : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)(٦) ، ومن أعطى الاستغفار أعطي المغفرة لأنّ الله يقول : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً)» (٧)(٨).

[٢ / ٣٦٦١] وأخرج البزّار والطبراني والبيهقي عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من عجز منكم عن اللّيل أن يكابده ، وبخل بالمال أن ينفقه ، وجبن عن العدوّ أن يجاهده ، فليكثر ذكر الله» (٩).

* * *

[٢ / ٣٦٦٢] وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذيّ والنسائيّ وابن ماجة والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يقول الله : أنا عند ظنّ عبدي بي ، وأنا معه إذا

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ١٤٠ / ٤٣٢ ؛ الكافي ٨ : ٧ / ١ ، باب رسالة أبي عبد الله عليه‌السلام إلى جماعة الشيعة ؛ البحار ٧٥ : ٢١٥ ـ ٢١٦ / ٩٣ ، باب ٢٣. (٢) العنكبوت ٢٩ : ٤٥.

(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٠ / ٤٣١ ؛ القمي ٢ : ١٥٠ ، ذيل الآية ٤٥ من سورة العنكبوت ؛ الصافي ١ : ٣٠٤ ، وفيه : ذكر الله لأهل الطاعة أكبر ... ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٤ ؛ البحار ٧٩ : ٢٠٦ / ٨ ، باب ١.

(٤) ابن كثير ١ : ٢٠٢ ؛ الطبري ١١ : ١٩٠ / ٢١١٦١ ؛ مجمع البيان ٨ : ٣٠ ، في تفسير سورة العنكبوت ، الآية ٤٥. (٥) غافر ٤٠ : ٦٠.

(٦) إبراهيم ١٤ : ٧.

(٧) نوح ٧١ : ١٠.

(٨) الدرّ ١ : ٣٦٠ ؛ الأوسط ٧ : ١١٧ ـ ١١٨ ؛ الشعب ٤ : ١٢٦ / ٤٥٢٩ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ١٤٩ ؛ كنز العمّال ١٥ : ٨٧٤ / ٤٣٤٧٣.

(٩) الدرّ ١ : ٣٦٢ ـ ٣٦٣ ؛ الكبير ١١ : ٧٠ ؛ الشعب ١ : ٣٩١ / ٥٠٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٤ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٩ / ١٨٥٢.

١٦٥

ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منهم ، وإن تقرّب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا ، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (١).

[٢ / ٣٦٦٣] وأخرج الطبراني عن معاذ بن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «قال الله ـ عزوجل ذكره ـ : لا يذكرني أحد في نفسه إلّا ذكرته في ملأ من ملائكتي ، ولا يذكرني في ملأ إلّا ذكرته في الرفيق الأعلى» (٢).

[٢ / ٣٦٦٤] وروى الكليني بإسناده عن ابن فضّال ، رفعه قال : «قال الله ـ عزوجل ـ لعيسى عليه‌السلام : يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي. واذكرني في ملأك أذكرك في ملاء خير من ملاء الآدميّين ، يا عيسى ألن لي قلبك وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أنّ سروري أن تبصبص إليّ ، وكن في ذلك حيّا ولا تكن ميّتا» (٣).

[٢ / ٣٦٦٥] وعن ابن محبوب عن إبراهيم بن أبي البلاد عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال الله عزوجل : من ذكرني سرّا ذكرته علانية» (٤).

[٢ / ٣٦٦٦] وعن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال الله عزوجل : من ذكرني في ملاء من الناس ذكرته في ملاء من الملائكة» (٥).

[٢ / ٣٦٦٧] وأخرج عبد الله بن أحمد عن أبي الدرداء قال : اذكر الله عند كلّ حجيرة وشجيرة ومديرة ، واذكره في سرّائك يذكرك في ضرّائك (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ أحمد ٢ : ٤١٣ ؛ البخاري ٨ : ١٧١ ؛ مسلم ٨ : ٦٢ ـ ٦٣ ؛ الترمذي ٥ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ / ٣٦٧٣ ، باب ١٣٢ ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ؛ النسائي ٤ : ٤١٢ / ٧٧٣٠ ، باب ٤٥ ، بدون قوله : «وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٥٥ ـ ١٢٥٦ / ٣٨٢٢ ، باب ٥٨ ؛ الشعب ١ : ٤٠٦ / ٥٥٠ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠ ؛ الوسيط ١ : ٢٣٥ ؛ عوالي اللئالي ١ : ٥٦ / ٨١.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ الكبير ٢٠ : ١٨٢ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٢ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٨ ، ثمّ قال : إسناده حسن ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٠ / ١٧٩٦.

(٣) الكافي ٢ : ٥٠٢ / ٣.

(٤) المصدر / ١.

(٥) المصدر : ٤٩٨ / ١٣.

(٦) الدرّ ١ : ٣٦٦.

١٦٦

[٢ / ٣٦٦٨] وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة» (١).

[٢ / ٣٦٦٩] وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال : إذا كان العبد يحمد الله في السرّاء ويحمده في الرخاء فأصابه ضرّ دعا الله ، قالت الملائكة : صوت معروف من امرئ ضعيف فيشفعون له ، فإذا كان العبد لا يذكر الله في السرّاء ولا يحمده في الرخاء فأصابه ضرّ فدعا الله ، قالت الملائكة : صوت منكر (٢).

[٢ / ٣٦٧٠] وروى أبو جعفر الكليني بالإسناد إلى عبد الله بن سنان عن أبي حمزة الثّمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : مكتوب في التوراة الّتي لم تغيّر : «أنّ موسى عليه‌السلام سأل ربّه فقال : يا ربّ أقريب أنت منّي فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى ، أنا جليس من ذكرني! فقال موسى : فمن في سترك يوم لا ستر إلّا سترك؟ فقال : الّذين يذكرونني فأذكرهم ، ويتحابّون فيّ فأحبّهم ، فأولئك الّذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم فدفعت عنهم بهم!» (٣).

[٢ / ٣٦٧١] وعن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «يموت المؤمن بكلّ ميتة إلّا الصاعقة لا تأخذه وهو يذكر الله ـ عزوجل ـ» (٤).

[٢ / ٣٦٧٢] وعن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ الصواعق لا تصيب ذاكرا ، قال : قلت : وما الذاكر؟ قال : من قرأ مائة آية!» (٥)

[٢ / ٣٦٧٣] وعن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن ميتة المؤمن؟ قال : «يموت المؤمن بكلّ ميتة يموت غرقا ويموت بالهدم ويبتلي بالسبع ويموت بالصاعقة ولا تصيب ذاكر الله ـ عزوجل ـ» (٦).

[٢ / ٣٦٧٤] وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : «أحسن الظنّ بالله ،

__________________

(١) أبو الفتوح ٢ : ٢٣١ ؛ الحاكم ٣ : ٥٤١ ، رواه مطولا ؛ مجمع البيان ١ : ٤٣٥ ؛ القرطبي ٦ : ٣٩٨ ، الرواية مطولة ـ نقله عن الترمذي ، سورة الأنعام ، الآية ١٧ ؛ ابن كثير ٤ : ٢٣ ، عن ابن عبّاس سورة الصافّات ، الآية ١٤٣ ـ ١٤٤.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٧ ؛ المصنّف ٧ : ٧٦ / ٢٩ ، كتاب الدعاء ، باب ٥٠ ، في ثواب ذكر الله ؛ الثعلبي ٢ : ٢٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٣١. (٣) الكافي ٢ : ٤٩٦ ـ ٤٩٧ / ٤.

(٤) المصدر : ٥٠٠ / ١.

(٥) المصدر / ٢.

(٦) المصدر : ٥٠٠ ـ ٥٠١ / ٣.

١٦٧

فإنّ الله عزوجل يقول : أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا» (١).

[٢ / ٣٦٧٥] وأخرج ابن ماجة وابن حبّان والبيهقي عن أبي هريرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرّكت بي شفتاه» (٢).

[٢ / ٣٦٧٦] وأخرج الحاكم وصحّحه عن أبي الدرداء قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ الله يقول : أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرّكت بي شفتاه» (٣).

[٢ / ٣٦٧٧] وأخرج الحاكم وصحّحه عن أنس مرفوعا : قال الله : «عبدي ، أنا عند ظنّك بي ، وأنا معك إذا ذكرتني» (٤).

[٢ / ٣٦٧٨] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسّنه وابن ماجة وابن حبّان والحاكم وصحّحه والبيهقي عن عبد الله بن بسر ، «أنّ رجلا قال : يا رسول الله إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أستنّ به ، قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله» (٥).

[٢ / ٣٦٧٩] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال : إنّ الّذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله تبارك وتعالى يدخل أحدهم الجنّة وهو يضحك (٦).

[٢ / ٣٦٨٠] وأخرج ابن أبي الدنيا والبزّار وابن حبّان والطبراني والبيهقي عن مالك بن يخامر ، أنّ معاذ بن جبل قال لهم : «إنّ آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن قلت : أيّ الأعمال أحبّ إلى

__________________

(١) المصدر : ٧٢ / ٣.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٤ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٦ ، كتاب الدعاء ؛ سنن ابن ماجة ٢ : ١٢٤٦ / ٣٧٩٢ ، باب ٥٣.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٤ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٦ ، كتاب الدعاء ؛ سنن ابن ماجة ٢ : ١٢٤٦ / ٣٧٩٢ ، باب ٥٣ ، نقلا عن أمّ الدرداء عن أبي هريرة ؛ البغوي ١ : ١٨٤ / ١٠٤ ، عن أمّ الدرداء عن أبي هريرة.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٤ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٧ ، كتاب الدعاء ؛ كنز العمّال ٣ : ١٣٥ / ٥٨٤٧.

(٥) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ المصنّف ٧ : ٧٢ / ٢ باب ٥٠ ؛ أحمد ٤ : ١٩٠ ، وفيه : «أتثبّت به» بدل : «أستنّ». وهكذا الترمذي والمستدرك والبيهقي في السنن وفي الشعب ؛ الترمذي ٥ : ١٢٦ ـ ١٢٧ / ٣٤٣٥ ، باب ٤ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٤٦ / ٣٧٩٣ باب ٥٣ ؛ ابن حبّان ٣ : ٩٦ ـ ٩٧ / ٨١٤ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٥ ؛ البيهقي ٣ : ٣٧١ ؛ الشعب ١ : ٣٩٣ / ٥١٥ ؛ القرطبي ٢ : ١٧٢ ، وفيه : «أتشبّث» بدل : «أستنّ» ؛ البغوي ١ : ١٨٥ / ١٥٠ ، بلفظ : جاء أعرابي إلى رسول الله فقال يا رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ قال : أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله تعالى.

(٦) الدرّ ١ : ٣٦٦ ؛ المصنّف ٧ : ٧٢ / ٨ ، باب ٥٠ ، في ثواب ذكر الله ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٧ / ١٨٣٩.

١٦٨

الله؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله» (١).

[٢ / ٣٦٨١] وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي المخارق قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مررت ليلة أسري بي برجل مغيّب في نور العرش ، قلت : من هذا ، أملك؟! قيل : لا. قلت : نبيّ؟ قيل : لا. قلت : من هذا؟ قال : هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب من ذكر الله ، وقلبه معلّق بالمساجد ، ولم يستسبّ لوالديه» (٢).

[٢ / ٣٦٨٢] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لأبي الدرداء : إنّ رجلا أعتق مائة نسمة. قال : إنّ مائة نسمة من مال رجل لكثير ، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله (٣).

[٢ / ٣٦٨٣] وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن أبي الدنيا والحاكم وصحّحه والبيهقي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألا أنبّئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا أعدائكم فتضربوا أعناقهم؟ قالوا : بلى ، قال : ذكر الله» (٤).

[٢ / ٣٦٨٤] وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما عمل آدميّ عملا قطّ أنجى له من عذاب القبر من ذكر الله. وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضّة ، ومن أن تلقوا عدوّكم

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ مختصر زوائد مسند البزّار ٢ : ٣٩٢ / ٢٠٧٨ ؛ ابن حبّان ٣ : ٩٩ ـ ١٠٠ / ٨١٨ ؛ الكبير ٢٠ : ١٠٦ ؛ الشعب ١ : ٣٩٣ / ٥١٦ ؛ كنز العمّال ١ : ٤١٤ / ١٧٥٢ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٤.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ حلية الأولياء ١ : ٣٨ / ٩٥ ، أي لم يجلب المسبّة لوالديه.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ المصنّف ٨ : ٢٣٧ / ١٢ كتاب الزهد ، باب ٥٣ ، ما جاء في فضل ذكر الله ؛ الزهد ، لأحمد : ٢١٣ / ٧٣٠ ، بلفظ : عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لأبي الدرداء : إنّ أبا سعد بن منّبه أعتق مائة محرّر ، فقال : إنّ مائة محرّر من مال رجل لكثير وإن شئت أنبأتك بما هو أفضل من ذلك : إيمان ملزوم بالليل والنهار ، ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ـ عزوجل ـ.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ أحمد ٥ : ١٩٥ ؛ الترمذي ٥ : ١٢٧ ـ ١٢٨ / ٣٤٣٧ ، باب ٦ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٤٥ / ٣٧٩٠ باب ٥٣ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٦ ؛ الشعب ١ : ٣٩٤ / ٥١٩ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٣ ، ثمّ قال : رواه أحمد وإسناده حسن ؛ كنز العمّال ١ : ٤١٦ / ١٧٦٧.

١٦٩

فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : ذكر الله» (١).

[٢ / ٣٦٨٥] وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان يقول : «إنّ لكلّ شيء صقالة وإنّ صقالة القلوب ذكر الله ، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتّى ينقطع» (٢).

[٢ / ٣٦٨٦] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر والطبراني والبيهقي عن ابن عبّاس : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أربع من أعطيهنّ فقد أعطي خير الدنيا والآخرة : قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وبدن على البلاء صابر ، وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها وماله» (٣).

[٢ / ٣٦٨٧] وأخرج ابن حبّان عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ليذكرنّ الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهّدة ، يدخلهم الله الدرجات العلى» (٤).

[٢ / ٣٦٨٨] وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن أبي موسى قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مثل الّذي يذكر ربّه والّذي لا يذكر ربّه مثل الحيّ والميّت» (٥).

[٢ / ٣٦٨٩] وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذرّ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما من يوم وليلة إلّا ولله عزوجل فيه صدقة منّ بها على من يشاء من عباده ، وما منّ الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره» (٦).

[٢ / ٣٦٩٠] وأخرج ابن أبي شيبة عن خالد بن معدان قال : إنّ الله يتصدّق كلّ يوم بصدقة ، فما تصدّق على عبده بشيء أفضل من ذكره (٧).

[٢ / ٣٦٩١] وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل «أنّه سأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أفضل الإيمان؟ قال : أن

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ؛ مسند أحمد ٥ : ٢٣٩ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٣.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ شعب الإيمان ١ : ٣٩٦ / ٥٢٢ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٨ / ١٨٤٨.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ كتاب الشكر : ٨١ / ٣٤ ؛ الكبير ١١ : ١٠٩ ؛ شعب الإيمان ٤ : ١٠٤ / ٤٤٢٩ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ٢٧٣ ؛ كنز العمّال ١٥ : ٨٥٨ و ٨٥٩ / ٤٣٤١٦.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ ابن حبّان ٢ : ١٢٤ / ٣٩٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٨ ، ثمّ قال : رواه أبو يعلى وإسناده حسن.

(٥) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ البخاري ٧ : ١٦٨ ، باب فضل ذكر الله ؛ مسلم ٢ : ١٨٨ ؛ شعب الإيمان ١ : ٤٠١ / ٥٣٦ ، وفيه : مثل البيت الّذي يذكر الله فيه والبيت الّذي لا يذكر فيه مثل الحيّ والميّت ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٤ / ١٨٢٠.

(٦) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ كنز العمّال ٧ : ٨٠٨ / ٢١٥١٠ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٢٣٧.

(٧) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ المصنّف ٧ : ٧٦ / ٣٠ ، باب ٥٠ في ثواب ذكر الله ـ عزوجل ـ.

١٧٠

تحبّ لله وتبغض لله وتحمل لسانك في ذكر الله. قال : وماذا؟ قال : وأن تحبّ للناس ما تحبّ لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيرا أو تصمت» (١).

[٢ / ٣٦٩٢] وأخرج الطبراني عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو أنّ رجلا في حجره دراهم يقسّمها وآخر يذكر الله لكان الذاكر لله أفضل» (٢).

[٢ / ٣٦٩٣] وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال : لأن أكبّر مائة تكبيرة أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمائة دينار (٣).

[٢ / ٣٦٩٤] وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال : التكبيرة خير من الدنيا وما فيها (٤).

[٢ / ٣٦٩٥] وروى الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ذاكر الله ـ عزوجل ـ في الغافلين كالمقاتل عن الفارّين ، والمقاتل عن الفارّين له الجنّة» (٥).

[٢ / ٣٦٩٦] وأيضا عنه عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن زرارة عن أحدهما عليهما‌السلام قال : «لا يكتب الملك إلّا ما سمع وقال الله عزوجل : واذكر ربّك في نفسك تضرّعا وخفية (٦) فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عزوجل لعظمته» (٧).

[٢ / ٣٦٩٧] وأيضا عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي من سألني» (٨).

[٢ / ٣٦٩٨] وعن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ العبد ليكون له الحاجة إلى

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٦٦ ؛ مسند أحمد ٥ : ٢٤٧ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٦١ ، ثمّ قال : رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعه.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ الأوسط ٦ : ١١٦ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٤ ؛ المصنّف ٨ : ٢٣٦ / ٥ ، باب ٥٣. و ٧ : ٧٣ / ١١ ، باب ٥٠ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٣١ / ١٨٦٠.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٦ ؛ كتاب الزهد : ٢١٤ / ٧٣٣ ، وفيه : لأن أكبّر مائة مرّة أحبّ ....

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٦ ؛ المصنّف ٧ : ١٤٣ / ١ ، باب ١٦٥ ، بلفظ : ... سمعت أباوائل يقول : أعطاني عمر أربع أعطية بيده وقال : التكبير خير من الدنيا وما فيها.

(٥) الكافي ٢ : ٥٠٢ / ٢.

(٦) الأعراف ٧ : ٥٥.

(٧) المصدر / ٤.

(٨) المصدر : ٥٠١ / ١.

١٧١

الله ـ عزوجل ـ فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمّد وآل محمّد حتّى ينسى حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إيّاها» (١).

[٢ / ٣٦٩٩] وعن داوود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أكثر ذكر الله ـ عزوجل ـ أحبّه الله ومن ذكر الله كثيرا كتبت له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق» (٢).

[٢ / ٣٧٠٠] وأيضا عنه عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن داوود عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «من أكثر ذكر الله عزوجل أظلّه الله في جنّته» (٣).

[٢ / ٣٧٠١] وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أشدّ الأعمال ثلاثة ، ذكر الله على كلّ حال ، والإنصاف من نفسك ، والمواساة في المال» (٤).

[٢ / ٣٧٠٢] وفيما علّم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه ؛ «اذكروا الله في كلّ مكان فإنّه معكم» (٥).

[٢ / ٣٧٠٣] وروى الصدوق فيما أوصى به النبيّ عليّا عليه‌السلام «ثلاث لا تطيقها هذه الأمّة ، المواساة للأخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذكر الله على كلّ حال ، وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ولكن إذا ورد على ما يحرّم الله عليه خاف الله تعالى عنده وتركه» (٦).

[٢ / ٣٧٠٤] وعن زياد بن المنذر عن أبي عبد الله عليه‌السلام شبهه بزيادة : «وإذا ورد عليك شيء من أمر الله أخذت به» (٧).

__________________

(١) المصدر / ٢.

(٢) المصدر : ٤٩٩ ـ ٥٠٠ / ٣.

(٣) المصدر : ٥٠٠ / ٥.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٧ ؛ المصنّف ٨ : ١٣١ / ٣٩ ؛ كتاب الزهد ، باب ٦ (ما ذكر عن نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الزهد).

(٥) نور الثقلين ١ : ١٤١ / ٤٣٨ ؛ الخصال : ٦١٣ / ١٠ ، باب الواحد إلى المائة ، حديث أربعمائة ؛ البحار ١٠ : ٩٢ / ١ ، و ٩٠ : ١٥٤ / ١٦ ؛ الصافي ١ : ٣٠٤ ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٥.

(٦) نور الثقلين ١ : ١٤٠ ـ ١٤١ / ٤٣٤ ؛ الخصال : ١٢٥ / ١٢٢ ؛ البحار ٧١ : ٣٩٥ / ٢٠ ، باب ٢٨ ، و ٧٤ : ٤٥ / ٢ ، باب ٣ ، و ٩٠ : ١٥١ / ٤ ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٥.

(٧) نور الثقلين ١ : ١٤١ / ٤٣٥ ؛ الخصال : ١٣١ ـ ١٣٢ / ١٣٩ ، وزاد : وإذا ورد عليك شيء من نهي الله ـ عزوجل ـ تركته ؛ الكافي ٢ : ١٤٤ / ٣ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإنصاف والعدل ؛ المعاني : ١٩٣ / ٤ ، باب معنى ذكر الله كثيرا ؛ الأمالي للطوسي : ٦٨٠ / ١٤٤٦ ـ ٢٥ ، المجلس ٣٧ ؛ المجالس : ١٩٣ / ٢٣ ، المجلس ٢٣ ؛ البحار ٧٢ : ٣١ / ٢٤ ، باب ٣٥ ، و ٦٦ : ٣٨١ / ٤٢ ، باب ٣٧ ، و ٩٠ : ١٥٥ / ١٨.

١٧٢

[٢ / ٣٧٠٥] وعن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «مكتوب في التوراة الّتي لم تغيّر أنّ موسى سأل ربّه فقال : إلهي إنّه يأتي عليّ مجالس أعزّك وأجلّك أن أذكرك فيها! فقال : يا موسى إنّ ذكري حسن على كلّ حال» (١).

[٢ / ٣٧٠٦] وعن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه‌السلام : يا موسى ، لا تفرح بكثرة المال ولا تدع ذكري على كلّ حال فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب وإنّ ترك ذكري يقسي القلوب» (٢).

[٢ / ٣٧٠٧] وعن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «لا بأس بذكر الله وأنت تبول ، فإنّ ذكر الله عزوجل حسن على كلّ حال فلا تسأم من ذكر الله» (٣).

[٢ / ٣٧٠٨] وعن جعفر بن محمّد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «ما من شيء إلّا وله حدّ ينتهي إليه إلّا الذكر فليس له حدّ ينتهي إليه ، فرض الله عزوجل الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه ، والحجّ فمن حجّ فهو حدّه ، إلّا الذكر فإنّ الله ـ عزوجل ـ لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدّا ينتهي إليه. ثمّ تلا هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)(٤) فقال : لم يجعل الله ـ عزوجل ـ له حدّا ينتهي إليه. قال : وكان أبي عليه‌السلام كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله ، ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول : لا إله إلّا الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر. والبيت الّذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله ـ عزوجل ـ فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدرّي لأهل الأرض. والبيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله فيه ، تقلّ بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين. وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم ، أرفعها في درجاتكم ، وأزكاها عند مليككم ، وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا : بلى ، فقال : ذكر الله ـ عزوجل ـ كثيرا. ثمّ قال : جاء رجل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : من خير أهل المسجد؟ فقال : أكثرهم

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٩٧ / ٨.

(٢) المصدر / ٧.

(٣) المصدر / ٦.

(٤) الأحزاب ٣٣ : ٤١ ـ ٤٢.

١٧٣

لله ذكرا. وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أعطي لسانا ذاكرا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة ، وقال في قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(١) قال : لا تستكثر ما عملت من خير لله» (٢).

[٢ / ٣٧٠٩] وروى الصدوق عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «والّذي نفس أبي القاسم بيده ما هلّل الله مهلّل ولا كبّر الله مكبّر على شرف من الأشراف إلّا هلّل ما خلفه وكبّر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتّى يبلغ مقطع التراب» (٣).

[٢ / ٣٧١٠] وروى الكليني بالإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «شيعتنا الّذين إذا خلوا ذكروا الله كثيرا» (٤).

[٢ / ٣٧١١] وروى الصدوق عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفره إذا هبط سبّح وإذا صعد كبّر» (٥).

[٢ / ٣٧١٢] وعن أبي عبيدة عن أحدهما عليهما‌السلام قال : «إذا كنت في سفر فقل : اللهمّ اجعل مسيري عبرا وصمتي تفكّرا وكلامي ذكرا» (٦).

[٢ / ٣٧١٣] وعن سليمان بن جعفر عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : «من خرج وحده في سفر فليقل : ما شاء الله لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، اللهمّ آنس وحشتي وأعنّي على وحدتي وأدّ غيبتي» (٧).

[٢ / ٣٧١٤] وروى الكليني بإسناده إلى حنان عن أبيه قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : «يا أبا الفضل أما لك مكان تقعد فيه فتعامل الناس؟ قال : قلت : بلى ، قال : ما من رجل مؤمن يروح أو يغدو إلى مجلسه أو سوقه فيقول حين يضع رجله في السوق : اللهمّ إنّي أسألك من خيرها وخير أهلها ، إلّا وكّل الله ـ عزوجل ـ به من يحفظه ويحفظ عليه حتّى يرجع إلى منزله ، فيقول له : قد أجرت من شرّها وشرّ أهلها يومك هذا بإذن الله ـ عزوجل ـ وقد رزقت خيرها وخير أهلها في يومك هذا ، فإذا جلس مجلسه قال حين يجلس : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده و

__________________

(١) المدّثّر ٧٤ : ٦.

(٢) المصدر : ٤٩٨ ـ ٤٩٩ / ١.

(٣) الفقيه ٢ : ٢٧٣ ـ ٢٧٤ / ٢٤٢٢.

(٤) الكافي ٢ : ٤٩٩ / ٢.

(٥) الفقيه ٢ : ٢٧٣ / ٢٤٢٠.

(٦) المصدر / ٢٤٢١.

(٧) المصدر : ٢٧٦ / ٢٤٣١.

١٧٤

رسوله اللهمّ إنّي أسألك من فضلك حلالا طيّبا وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم وأعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين كاذبة ، فإذا قال ذلك قال له الملك الموكّل به : أبشر فما في سوقك اليوم أحد أوفر منك حظّا ، قد تعجّلت الحسنات ومحيت عنك السيّئات ، وسيأتيك ما قسّم الله لك موفّرا حلالا طيّبا مباركا فيه» (١).

[٢ / ٣٧١٥] وعن ابن محبوب عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إذا دخلت سوقك فقل : اللهمّ إنّي أسألك من خيرها وخير أهلها ، وأعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من أن أظلم أو أظلم أو أبغي أو يبغى عليّ أو أعتدي أو يعتدى عليّ ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ إبليس وجنوده وشرّ فسقة العرب والعجم ، وحسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم» (٢).

[٢ / ٣٧١٦] وعن حمّاد عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إذا اشتريت شيئا من متاع أو غيره فكبّر ، ثمّ قل : اللهمّ إنّي اشتريته ألتمس فيه من فضلك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، اللهمّ فاجعل لي فيه فضلا ، اللهمّ إنّي اشتريته ألتمس فيه من رزقك [اللهمّ] فاجعل لي فيه رزقا ، ثمّ أعد كلّ واحدة ثلاث مرّات» (٣).

[٢ / ٣٧١٧] وعن هذيل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إذا اشتريت جارية فقل : اللهمّ إنّي أستشيرك وأستخيرك» (٤).

[٢ / ٣٧١٨] وعن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إذا أردت أن تشتري شيئا فقل : يا حيّ يا قيّوم ، يا دائم يا رؤوف يا رحيم ، أسألك بعزّتك وقدرتك وما أحاط به علمك ، أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها عاقبة ، فإنّه لا خير فيما لا عاقبة له ، قال : وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا اشتريت دابّة أو رأسا فقل : اللهمّ اقدر لي أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة» (٥).

[٢ / ٣٧١٩] وعن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إذا اشتريت دابّة

__________________

(١) الكافي ٥ : ١٥٥ ـ ١٥٦ / ١.

(٢) المصدر : ١٥٦ / ٢.

(٣) المصدر / ١.

(٤) المصدر : ١٥٦ ـ ١٥٧ / ٢.

(٥) المصدر : ١٥٧ / ٣.

١٧٥

فقل : اللهمّ إن كانت عظيمة البركة فاضلة المنفعة ميمونة الناصية فيسّر لي شراها ، وإن كانت غير ذلك فاصرفني عنها إلى الّذي هو خير لي منها ، فإنّك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علّام الغيوب ، تقول ذلك ثلاث مرّات» (١).

[٢ / ٣٧٢٠] وعن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام (٢) من الذكر الكثير الّذي قال الله عزوجل : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً)(٣)» (٤).

[٢ / ٣٧٢١] وروى الصدوق بإسناده إلى أبي الصباح بن نعيم العائذي عن محمّد بن مسلم قال في حديث طويل يقول في آخره : تسبيح فاطمة عليها‌السلام من ذكر الله الكثير الّذي قال الله ـ عزوجل ـ : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)(٥).

[٢ / ٣٧٢٢] وأخرج الطبراني والبيهقي عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ليس يتحسّر أهل الجنّة إلّا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها» (٦).

[٢ / ٣٧٢٣] وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عائشة أنّها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ما من ساعة تمرّ بابن آدم لم يذكر الله فيها إلّا تحسّر عليها يوم القيامة» (٧).

[٢ / ٣٧٢٤] وروى الكليني عن حسين بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله ـ عزوجل ـ ولم يصلّوا على نبيّهم إلّا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم» (٨).

[٢ / ٣٧٢٥] وعن الفضيل بن يسار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجّار

__________________

(١) المصدر / ٤.

(٢) هي : ٣٤ تكبيرة و ٣٣ تحميدة و ٣٣ تسبيحة. تستحبّ خلف الصلوات.

(٣) الأحزاب ٣٣ : ٤١. (٤) المصدر السابق ٢ : ٥٠٠ / ٤.

(٥) نور الثقلين ١ : ١٤٠ / ٤٢٩ ؛ المعاني : ١٩٤ ، بعد رقم ٥ ؛ البرهان ١ : ٣٥٧ ـ ٣٥٨ / ١ ، و ٥ ؛ العيّاشيّ ١ : ٨٧ / ١٢٣ ، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٤ ؛ البحار ٩٠ : ١٥٥ / ١٩ ، و ٨٢ : ٣٣١ / ٨ ، باب ٣٧.

(٦) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ الكبير ٢٠ : ٩٤ ؛ شعب الإيمان ١ : ٣٩٢ / ٥١٢ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٣ و ٧٤ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٢ / ١٨٠٦.

(٧) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ شعب الإيمان ١ : ٣٩٢ / ٥١١ ؛ الأوسط ٨ : ١٧٥ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٨٠ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٤ / ١٨١٩.

(٨) الكافي ٢ : ٤٩٧ / ٥.

١٧٦

فيقومون على غير ذكر الله ـ عزوجل ـ إلّا كان حسرة عليهم يوم القيامة» (١).

[٢ / ٣٧٢٦] وعن الحسن بن محمّد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله ـ عزوجل ـ ولم يذكرونا إلّا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة. ثمّ قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إن ذكرنا من ذكر الله ، وذكر عدوّنا من ذكر الشيطان» (٢).

[٢ / ٣٧٢٧] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة وأبي سعيد أنّهما شهدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «لا يقعد قوم يذكرون الله إلّا حفّتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله في من عنده» (٣).

[٢ / ٣٧٢٨] وأخرج البزّار عن أنس عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ لله سيّارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفّوا بهم ، ثمّ بعثوا رائدهم إلى السماء إلى ربّ العزّة ـ تبارك وتعالى ـ فيقولون : ربّنا أتينا على عباد من عبادك يعظّمون آلاءك ، ويتلون كتابك ، ويصلّون على نبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم. فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : غشّوهم برحمتي ، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم» (٤).

[٢ / ٣٧٢٩] وأخرج ابن أبي الدنيا والبزّار وأبو يعلى والطبراني والحاكم وصحّحه والبيهقي في الدعوات عن جابر قال : «خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا أيّها الناس إنّ لله سرايا من الملائكة تحلّ وتقف على مجالس الذكر ، فارتعوا في رياض الجنّة. قالوا : وأين رياض الجنّة؟ قال : مجالس الذكر ، فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكّروه أنفسكم ، من كان يحبّ أن يعلم منزلته عند الله فلينظر

__________________

(١) المصدر : ٤٩٦ / ١.

(٢) المصدر / ٢ ؛ وكتاب الدعاء للطبراني : ٥٣٩ ، بلفظ : عن جابر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من قوم اجتمعوا في مجلس ثمّ تفرّقوا ولم يذكروا الله تعالى ولم يصلّوا على نبيّهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا كان عليهم حسرة يوم القيامة.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٣ ؛ المصنّف ٧ : ٧٥ / ٢٤ ، باب ٥٠ ؛ مسند أحمد ٣ : ٩٢ ؛ مسلم ٨ : ٧٢ ؛ الترمذي ٥ : ١٢٨ / ٣٤٣٨ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٤٥ / ٣٧٩١ ، باب ٥٣ ؛ الشعب ١ : ٣٩٨ ـ ٣٩٩ / ٥٣٠ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٢٥ / ١٨٢٤.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٧ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٧ ، باب ما جاء في مجالس الذكر ، ثمّ قال : هذا إسناده حسن.

١٧٧

كيف منزلة الله عنده ، فإنّ الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه» (١).

[٢ / ٣٧٣٠] وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ لأهل ذكر الله أربعا (٢). تنزل عليهم السكينة ، وتغشاهم الرحمة ، وتحفّ بهم الملائكة ، ويذكرهم الربّ في ملأ عنده» (٣).

[٢ / ٣٧٣١] وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلمّوا إلى حاجتكم ، فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السماء ، فإذا تفرّقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء ، فيسألهم ربّهم ـ وهو يعلم ـ : من أين جئتم؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبّحونك ويكبّرونك ويهلّلونك ويحمدونك. فيقول : هل رأوني؟ فيقولون : لا. فيقول : كيف لو رأوني؟ فيقولون : لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة ، وأشدّ لك تمجيدا ، وأكثر لك تسبيحا. فيقول : فما يسألون؟ فيقولون : لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة ، وأشدّ لك تمجيدا ، وأكثر لك تسبيحا. فيقول : فما يسألون؟ فيقولون : يسألونك الجنّة. فيقول : وهل رأوها؟ فيقولون : لا. فيقول : فكيف لو رأوها؟ فيقولون : لو أنّهم رأوها كانوا أشدّ عليها حرصا وأشدّ لها طلبا وأعظم فيها رغبة. قال : فممّ يتعوّذون؟ فيقولون : يتعوّذون من النار. فيقول : وهل رأوها؟ فيقولون : لا. فيقول : فكيف لو رأوها؟ فيقولون : لو أنّهم رأوها كانوا أشدّ منها فرارا وأشدّ لها مخافة. فيقول : أشهدكم أنّي قد غفرت لهم. فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنّما جاء لحاجة. قال : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» (٤).

[٢ / ٣٧٣٢] وروى عدّة من المشايخ بطريق صحيح عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول لملائكته عند انصراف أهل مجالس الذكر والعلم إلى منازلهم : اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٦٧ ؛ أبو يعلى ٣ : ٣٩٠ ـ ٣٩١ / ١٨٦٥ ؛ الأوسط ٣ : ٦٧ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٤ و ٤٩٥ ، كتاب الدعاء ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٧ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٣٤ ـ ٤٣٥ / ١٨٧٧.

(٢) والأربع ـ جمع ربع ـ : الموضع يجتمعون فيه ، المنزلة.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ؛ تاريخ بغداد ٣ : ٣٤٤ / ١٤٦٢ ، بلفظ : عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : سمعنا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة وتحفّ بهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الربّ ـ تعالى ـ على عرشه.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٤ ـ ٣٦٥ ؛ البخاري ٧ : ١٦٨ و ١٦٩ ، باب فضل ذكر الله ؛ مسلم ٨ : ٦٨ ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الثاني : ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، باب إسماع الربّ كلامه من شاء من ملائكته ورسله وعباده ؛ شعب الإيمان ١ : ٣٣٩ / ٥٣١.

١٧٨

أعمالهم ، فيكتبون لكلّ واحد ثواب عمله ، ويتركون بعض من حضر معهم فلا يكتبونه ، فيقول الله عزوجل : ما لكم لم تكتبوا فلانا؟ أليس كان معهم وقد شهدهم؟! فيقولون : يا ربّ إنّه لم يشرك معهم بحرف ولا تكلّم معهم بكلمة ، فيقول الجليل جلّ جلاله : أليس كان جليسهم؟ فيقولون : بلى يا ربّ! فيقول : اكتبوه معهم إنّهم قوم لا يشقى بهم جليسهم ، فيكتبوه معهم ، فيقول تعالى : اكتبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم» (١).

[٢ / ٣٧٣٣] وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبّان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري : «أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يقول الله يوم القيامة : سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم. فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال : أهل مجالس الذكر» (٢).

[٢ / ٣٧٣٤] وأخرج أحمد عن أنس قال : كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : تعال نؤمن بربّنا ساعة. فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل ، فجاء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يرحم الله ابن رواحة إنّه يحبّ المجالس الّتي تتباهى بها الملائكة» (٣).

[٢ / ٣٧٣٥] وأخرج أحمد والبزّار وأبو يعلى والطبراني عن أنس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلّا وجهه إلّا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم ، قد بدّلت سيّئاتكم حسنات» (٤).

[٢ / ٣٧٣٦] وأخرج أحمد عن ابن عمر قال : قلت : يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال : «غنيمة مجالس الذكر الجنّة الجنّة!» (٥)

__________________

(١) عوالي اللآلي ٤ : ٦٧ / ٢٩.

(٢) الدرّ ١ : ٣٦٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ٧٦ ؛ أبو يعلى ٢ : ٣١٣ / ٧٣ ـ (١٠٤٦) ؛ ابن حبّان ٣ : ٩٨ / ٨ ، باب الأذكار ؛ شعب الإيمان ١ : ٤٠١ / ٥٣٥.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ٢٦٥ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٦ ، باب ما جاء في مجالس الذكر ، قال الهيثمي : إسناده حسن.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٤٢ ؛ أبو يعلى ٧ : ١٦٧ / ٤١٤١ ؛ الأوسط ٢ : ١٥٤ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٦ ، باب فضل ذكر الله.

(٥) مسند أحمد ٢ : ١٧٧ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٨.

١٧٩

[٢ / ٣٧٣٧] وأخرج أحمد والترمذي وحسّنه عن أنس : «أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إذا مررتم برياض الجنّة فارتعوا. قال : وما رياض الجنّة؟ قال : حلق الذكر» (١).

[٢ / ٣٧٣٨] وسئل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أين رياض الجنّة؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله تعالى» (٢).

[٢ / ٣٧٣٩] وأخرج الطبراني عن عمرو بن عبسة : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : عن يمين الرحمان ـ وكلتا يديه يمين ـ رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم النبيّون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله. قيل : يا رسول الله من هم؟ قال : هم جمّاع من نوازع القبائل ، يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه» (٣).

[٢ / ٣٧٤٠] وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ليبعثنّ الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ، ليسوا بأنبياء ولا شهداء. فقال أعرابي : يا رسول الله صفهم لنا نعرفهم؟ قال : هم المتحابّون في الله من قبائل شتّى وبلاد شتّى ، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه» (٤).

[٢ / ٣٧٤١] وأخرج الخرائطي في الشكر عن خليد العصريّ قال : إنّ لكلّ بيت زينة ، وزينة المساجد الرجال على ذكر الله (٥).

قوله تعالى : (وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)

[٢ / ٣٧٤٢] أخرج البيهقي في الدعوات : «أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أتحبّون أيّها الناس أن تجتهدوا في الدعاء؟ قالوا : نعم. قال : قولوا : اللهمّ أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» (٦).

__________________

(١) مسند أحمد ٣ : ١٥٠ ؛ الترمذي ٥ : ١٩٤ / ٣٥٧٧ ، أبواب الدعوات ، باب ٨٧ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٣٧ / ١٨٨٥ ؛ ورواه الصدوق بالإسناد إلى عليّ عليه‌السلام (معاني الأخبار : ٣٢١ / ١).

(٢) مكارم الأخلاق : ٣٠٧ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٤.

(٣) الدرّ ١ : ٣٦٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ ؛ كنز العمّال ١٠ : ٢٤٨ / ٢٩٣٢٦.

(٤) الدرّ ١ : ٣٦٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٧.

(٥) الدرّ ١ : ٣٦٨ ؛ فضيلة الشكر لله (محمّد بن جعفر السامري م ٣٢٧) : ٤٢.

(٦) مسند أحمد ٢ : ٢٩٩ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٩ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ١٧٢ ؛ كنز العمّال ٢ : ١٩١ / ٣٧٠٠.

١٨٠