التفسير الأثري الجامع - ج ٤

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ٤

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5079-05-0
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٥٦٠

سيجعل في ذرّيّتهما أمّة مسلمة كما سألا ربّهما فقالا عند ذلك : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ) يعني في ذرّيّتنا (رَسُولاً مِنْهُمْ) يعني محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ) يعني يقرأ عليهم آيات القرآن (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) يقول يعلّمهم ما يتلى عليهم من القرآن ثمّ قال : (وَالْحِكْمَةَ) يعني المواعظ الّتي في القرآن من الحلال والحرام (وَيُزَكِّيهِمْ) يعني ويطهّرهم من الشرك والكفر (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فاستجاب الله له في سورة الجمعة فقال : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ)(١). إلى آخر الآية (٢).

قوله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ)

[٢ / ٣٣٩٧] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) قال : رغبت اليهود والنصارى عن ملّته ، واتّخذوا اليهوديّة والنصرانيّة بدعة ليست من الله ، وتركوا ملّة إبراهيم : الإسلام ، وبذلك بعث الله نبيّه محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بملّة إبراهيم.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله (٣).

[٢ / ٣٣٩٨] وأخرج سعيد بن سويد عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام ، فقال لهما : قد علمتما أنّ الله ـ عزوجل ـ قال في التوراة : إنّي باعث من ولد إسماعيل نبيّا اسمه أحمد ، فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ، ومن لم يؤمن به فهو ملعون؟ فأسلم سلمة وأبى مهاجر أن يسلم فأنزل الله تعالى» (٤).

[٢ / ٣٣٩٩] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) قال : إلّا من أخطأ حظّه (٥).

[٢ / ٣٤٠٠] وذكر أبو الفتوح الرازي في قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) عن أبي عبيدة : إلّا من

__________________

(١) الجمعة ٦٢ : ٢.

(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٣٩.

(٣) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٨ / ١٢٧٠ ، عن أبي العالية وقتادة ؛ الطبري ١ : ٧٧٦ ـ ٧٧٧ / ١٧٢٠ ، عن الربيع بنحوه ، و ١٧١٩ ، عن قتادة بلفظه.

(٤) الثعلبي ١ : ٢٧٨ ؛ لباب النقول : ١٨ ـ ١٩.

(٥) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ الطبري ١ : ٧٧٧ / ١٧٢١ ؛ التبيان ١ : ٤٦٩.

١٠١

أهلك نفسه وأوبقها (١).

[٢ / ٣٤٠١] وعن أبي مسلم قال : جهل نفسه بما فيها من الآيات الدالّة على أنّ لها صانعا ، ليس كمثله شيء (٢).

[٢ / ٣٤٠٢] وقال ابن عبّاس : خسر نفسه (٣).

قوله تعالى : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)

[٢ / ٣٤٠٣] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ) قال : اخترناه (٤).

[٢ / ٣٤٠٤] وعن ابن عبّاس في قوله : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) قال : معناه لمع الصالحين. أي : مع آبائه الأنبياء في الجنّة (٥).

[٢ / ٣٤٠٥] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ :) وذلك أنّ عبد الله بن سلام دعا ابنى أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما : ألستما تعلمان أنّ الله ـ عزوجل ـ قال لموسى : إنّي باعث نبيّا من ذرّيّة إسماعيل ، يقال له أحمد يحيد بأمّته عن النار ، وأنّه ملعون من كذّب بأحمد النبيّ ، وملعون من لم يتّبع دينه؟ فأسلم سلمة وأبي مهاجر ورغب عن الإسلام ، فأنزل الله (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) يعني الإسلام ثمّ استثنى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) يعني إلّا من خسر نفسه من أهل الكتاب (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) يعني إبراهيم يعني اخترناه بالنبوّة والرسالة في الدنيا (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(٦).

قوله تعالى : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)

[٢ / ٣٤٠٦] أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِ

__________________

(١) أبو الفتوح ٢ : ١٧٤ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩ ، بلفظ : «أي أوبق نفسه وأهلكها».

(٢) مجمع البيان ١ : ٣٩٦ ؛ التبيان ١ : ٤٧٠ ؛ البغوي ١ : ١٦٩ ، عن ابن كيسان والزّجاج ، بلفظ : «معناه جهل نفسه».

(٣) البغوي ١ : ١٦٩ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٧٤ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩.

(٤) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٨ / ١٢٧١.

(٥) مجمع البيان ١ : ٣٩٦ ؛ البغوي ١ : ١٦٩ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩.

(٦) تفسير مقاتل ١ : ١٣٩ ـ ١٤٠.

١٠٢

الْعالَمِينَ) قال : سأله الإسلام فأعطاه إيّاه ، وأجاب ربّه فيه خيرا ومعرفة له ، قال : أسلمت لربّ العالمين (١).

[٢ / ٣٤٠٧] وعن ابن كيسان والكلبي : أي أخلص دينك لله بالتوحيد (٢).

[٢ / ٣٤٠٨] وعن عطاء : أسلم نفسك إلى الله ـ عزوجل ـ وفوّض أمورك إليه (٣).

[٢ / ٣٤٠٩] وذكر الطبرسي في قوله : (أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) عن ابن عبّاس : إنّما قال ذلك إبراهيم عليه‌السلام حين خرج من السرب (٤)(٥).

[٢ / ٣٤١٠] وذكر البغوي في قوله : (قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) عن ابن عبّاس قال : وقد حقّق ذلك حيث لم يستعن بأحد من الملائكة حين القي في النّار (٦).

[٢ / ٣٤١١] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ :) يقول أخلص (قالَ أَسْلَمْتُ) يعني أخلصت (لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٧).

قوله تعالى : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

[٢ / ٣٤١٢] قال مقاتل بن سليمان : (وَوَصَّى بِها) يعني بالإخلاص (إِبْراهِيمُ بَنِيهِ) الأربعة إسماعيل وإسحاق ومدين ومداين ، ثمّ وصّى بها يعقوب بنيه يوسف وإخوته اثني عشر ذكرا بنيه (وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَ) أي فقال يعقوب لبنيه الاثني عشر (إِنَّ اللهَ) ـ عزوجل ـ (اصْطَفى) يعني اختار

__________________

(١) ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٩ / ١٢٧٤.

(٢) القرطبي ٢ : ١٣٤ ؛ البغوي ١ : ١٦٩ عن الكلبي ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٧٧ عنهما ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩ ، عن ابن كيسان.

(٣) أبو الفتوح ٢ : ١٧٧ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩ ؛ البغوي ١ : ١٦٩.

(٤) السرب : الحفير تحت الأرض.

(٥) مجمع البيان ١ : ٣٩٧ ؛ البغوي ١ : ١٦٩ ، بلفظ : «(إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ) : قال له ذلك حين خرج من السرب» ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٧٧.

(٦) البغوي ١ : ١٦٩ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩ ، بلفظ : «إنّما قال له ذلك حين ألقي في النّار».

(٧) تفسير مقاتل ١ : ١٤٠.

١٠٣

(لَكُمُ الدِّينَ) يعني دين الإسلام (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) يعني مخلصون بالتوحيد (١).

[٢ / ٣٤١٣] وقال الكلبي ومقاتل في قوله : (وَوَصَّى بِها :) يعني كلمة الإخلاص : لا إله إلّا الله (٢).

[٢ / ٣٤١٤] وأخرج الثعلبي عن فضيل بن عياض في قوله (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أي محسنون بربّكم الظنّ (٣).

[٢ / ٣٤١٥] وعن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل موته بثلاثة أيّام ، يقول : «لا يموتنّ أحدكم إلّا وهو يحسن الظّنّ بالله عزوجل» (٤).

[٢ / ٣٤١٦] وأخرج ابن أبي حاتم عن طاووس في قوله : (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) على الإسلام وعلى ذمّة الإسلام (٥).

قوله تعالى : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي)

[٢ / ٣٤١٧] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ) يعني أهل مكّة. وقيل أهل الكتاب (٦).

[٢ / ٣٤١٨] وقال عطاء : إنّ الله تعالى لم يقبض نبيّا حتّى يخيّره بين الحياة والموت ، فلمّا خيّر يعقوب قال : يا ربّ أنظرني حتّى أسأل ولدي وأوصيهم ، ففعل. فجمع ولده وولد ولده وقال لهم : قد حضر أجلي فما تعبدون من بعدي؟ (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) ، وكان إسماعيل عمّا لهم ، والعرب تسمّي العمّ أبا كما تسمّي الخالة أمّا (٧).

[٢ / ٣٤١٩] وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ)

__________________

(١) المصدر.

(٢) البغوي ١ : ١٧٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٧٧ ، عن ابن عبّاس ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٠.

(٣) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨١ ؛ البغوي ١ : ١٧٠.

(٤) البغوي ١ : ١٧٠ ؛ مسلم ٨ : ١٦٥ ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب الأمر بحسن الظنّ بالله تعالى عند الموت ؛ مسند أحمد ٣ : ٢٩٣.

(٥) ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٩ / ١٢٧٧.

(٦) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٩ / ١٢٧٨ ؛ الطبري ١ : ٧٨٢ / ١٧٢٤ ؛ التبيان ١ : ٤٧٥.

(٧) البغوي ١ : ١٧١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨١ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨١.

١٠٤

الآية. قال : يقول لم تشهد اليهود ولا النصارى ولا أحد من الناس يعقوب إذ أخذ على بنيه الميثاق إذ حضره الموت ألّا تعبدوا إلّا إيّاه ، فأقرّوا بذلك وشهد عليهم أن قد أقرّوا بعبادتهم ، وأنّهم مسلمون (١).

[٢ / ٣٤٢٠] وقال الكلبي : لمّا دخل يعقوب مصر رآهم يعبدون الأوثان والنيران والبقر ، فجمع ولده وخاف عليهم وقال : ما تعبدون من بعدي؟ (٢)

[٢ / ٣٤٢١] وقال مقاتل بن سليمان : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) وذلك أنّ اليهود قالوا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا محمّد ، ألست تعلم أنّ يعقوب يوم مات أوصى بنيه بدين اليهوديّة ، فأنزل الله (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ). قال الله إنّ اليهود لم يشهدوا وصيّة يعقوب لبنيه (إِذْ قالَ لِبَنِيهِ) يوسف وإخوته (ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي) أي بعد موتي (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) يعني مخلصون له بالتوحيد (٣).

[٢ / ٣٤٢٢] وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في الآية قال : يقال بدأ بإسماعيل لأنّه أكبر (٤).

[٢ / ٣٤٢٣] وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال : ولد لإبراهيم إسماعيل وهو أكبر ولده ، وأمّه هاجر وهي قبطيّة ، وإسحاق وأمّه سارة ، ومدن ومدين ، وبيشان وزمران ، وأشبق وشوح وأمّهم قنطوراء من العرب العاربة ، فأمّا بيشان فلحق بنوه بمكّة وأقام مدين بأرض مدين فسمّيت به ، ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإبراهيم : يا أبانا أنزلت إسماعيل وإسحاق معك وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة؟ قال : بذلك أمرت. فعلّمهم اسما من أسماء الله ، فكانوا يستسقون به ويستنصرون (٥).

[٢ / ٣٤٢٤] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس أنّه كان يقول : الجدّ أب ، ويتلو : (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ)(٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٩ ـ ٢٤٠ / ١٢٧٩.

(٢) القرطبي ٢ : ١٣٦ ؛ البغوي ١ : ١٧١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨١ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨١.

(٣) تفسير مقاتل ١ : ١٤٠.

(٤) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ الطبري ١ : ٧٨٢ / ١٧٢٥.

(٥) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ الطبقات ١ : ٤٧ ـ ٤٨ ، ذكر إبراهيم خليل الرحمان عليه‌السلام.

(٦) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٠ / ١٢٨١.

١٠٥

[٢ / ٣٤٢٥] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال : سمّي العمّ أبا (١).

[٢ / ٣٤٢٦] وأخرج ابن أبي حاتم عن محمّد بن كعب قال : الخال والد والعمّ والد ، وتلا : (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ) الآية (٢).

[٢ / ٣٤٢٧] وذكر البغوي في قوله : (وَإِلهَ آبائِكَ :) قال [النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] في عمّه العبّاس : «ردّوا عليّ أبي ، فإنّي أخشى أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود». وذلك أنّهم قتلوه (٣).

[٢ / ٣٤٢٨] وقال الطبرسيّ : إسماعيل كان عمّ يعقوب وجعله أبا له ، لأنّ العرب تسمّي العمّ أبا كما تسمّي الجدّ أبا ، وذلك لأنّه يجب تعظيمهما كتعظيم الأب ، ولهذا قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ردّوا عليّ أبي» ، يعني العباس عمّه! (٤)

قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ ...)

[٢ / ٣٤٢٩] وقال مقاتل بن سليمان : يقول : (تِلْكَ أُمَّةٌ) يعني عصبة (قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ) من العمل يعني الدين ، يعني إبراهيم وبنيه ويعقوب وبنيه ، ثمّ قال لليهود : (وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ) من الدين (وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) أي أولئك. (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا) وذلك أنّ رؤوس اليهود كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وأبا ياسر بن أخطب ، ومالك بن الضيف ، وعازارا ، واشماويل ، وخميشا. ونصارى نجران السيّد والعاقب ، ومن معهما قالوا للمؤمنين : كونوا على ديننا فإنّه ليس دين إلّا ديننا فكذّبهم الله تعالى فقال : (قُلْ بَلْ) الدين (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) يعني الإسلام. ثمّ قال : (حَنِيفاً) يعني مخلصا (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يعني من اليهود والنصارى (٥).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٣٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٠ / ١٢٨٢ ؛ التبيان ١ : ٤٧٦ ، عن قول الفرّاء وأبي عبيدة ، بلفظ : «إنّ العرب تسمّي العمّ أبا».

(٢) الدرّ ١ : ٣٣٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٠ / ١٢٨٣.

(٣) البغوي ١ : ١٧١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٢ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٢.

(٤) مجمع البيان ١ : ٤٠٠ ؛ التبيان ١ : ٤٧٦.

(٥) تفسير مقاتل ١ : ١٤٠ ـ ١٤١.

١٠٦

قوله تعالى : (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)

[٢ / ٣٤٣٠] أخرج ابن أبي حاتم عن محمّد بن كعب قال : الحنيف المستقيم (١).

[٢ / ٣٤٣١] وقال ابن عبّاس : الحنيف : المائل عن الأديان كلّها إلّا دين الإسلام! (٢)

[٢ / ٣٤٣٢] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية ، قال : الحنيف : الّذي يستقبل البيت بصلاته ، ويرى أنّ حجّه عليه إن استطاع إليه سبيلا (٣).

[٢ / ٣٤٣٣] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (حَنِيفاً) قال : مخلصا (٤).

[٢ / ٣٤٣٤] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قلابة قال : الحنيف الّذي يؤمن بالرسل كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم (٥).

[٢ / ٣٤٣٥] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (حَنِيفاً) قال : متّبعا (٦).

[٢ / ٣٤٣٦] وعنه قال : الحنيفيّة اتّباع إبراهيم فيما أتى به من الشريعة الّتي صار بها إماما للنّاس (٧).

[٢ / ٣٤٣٧] وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : الحنيفيّة : شهادة أن لا إله إلّا الله. يدخل فيها تحريم الأمّهات والبنات والخالات والعمّات ، وما حرّم الله ـ عزوجل ـ والختان. وكانت حنيفيّة في الشرك كانوا يحرّمون في شركهم الأمّهات والبنات والخالات والعمّات ، وكانوا يحجّون البيت ، وينسكون المناسك! (٨)

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٣٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤١ ـ ٢٤٢ / ١٢٩٣.

(٢) البغوي ١ : ١٧٢ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٢ ، بلفظ : «الحنيف : المائل عن الأديان كلّها إلى دين الإسلام».

(٣) ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٢ / ١٢٩٦ ؛ ابن كثير ١ : ١٩٢ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٤ ، عن ابن عبّاس.

(٤) الطبري ١ : ٧٨٧ / ١٧٣٤.

(٥) الدرّ ١ : ٣٣٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٢ / ١٢٩٤ ؛ ابن كثير ١ : ١٩٢.

(٦) الدرّ ١ : ٣٣٧ ؛ الطبري ١ : ٧٨٦ / ١٧٣٣ ، بلفظ : «حنفاء ، قال : متبعين» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤١ / ١٢٩٢ ، وزاد : «وروي عن الربيع بن أنس نحو ذلك» ؛ ابن كثير ١ : ١٩٢ ، عن مجاهد والربيع بن أنس ؛ مجمع البيان ١ : ٤٠٣ ، بلفظ : «إنّها اتّباع الحقّ» ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٤.

(٧) البغوي ١ : ١٧٢.

(٨) ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٢ / ١٢٩٧ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٣ ، بلفظ : «الحنيفيّة الختان وترك نكاح الأخت» ؛ ابن كثير ١ : ١٩٢ ؛ البغوي ١ : ١٧٢ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٤.

١٠٧

[٢ / ٣٤٣٨] وروى العيّاشيّ بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام : «ما أبقت الحنيفيّة شيئا حتّى أنّ منها قصّ الشارب وقلم الأظفار والختان» (١).

[٢ / ٣٤٣٩] وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بعثت بالحنيفيّة السمحة» (٢).

[٢ / ٣٤٤٠] وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن المنذر عن ابن عبّاس قال : «قيل : يا رسول الله أيّ الأديان أحبّ إلى الله؟ قال : الحنيفيّة السمحة» (٣).

[٢ / ٣٤٤١] وروى العيّاشيّ عن الوليد عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «إنّ الحنيفيّة هي الإسلام» (٤).

قوله تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ)

[٢ / ٣٤٤٢] أخرج ابن أبي حاتم عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل ، وليسعكم القرآن» (٥).

[٢ / ٣٤٤٣] وأخرج وكيع عن الضحّاك قال : علّموا نساءكم وأولادكم وخدمكم أسماء الأنبياء المسمّين في الكتاب ليؤمنوا بهم ، فإنّ الله أمر بذلك فقال : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) إلى قوله : (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(٦).

[٢ / ٣٤٤٤] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس ، قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفر من اليهود فيهم أبو ياسر بن أخطب ورافع بن أبي رافع وعازر وخالد وزيد وأزار بن أبي أزار وأشيع ، فسألوه عمّن يؤمن به من الرسل ، فقال : «أؤمن بالله وما أنزل إلينا ، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم ، لا نفرّق بين أحد مّنهم

__________________

(١) العيّاشيّ ١ : ٨٠ / ١٠٤ ؛ البرهان ١ : ٣٣٧ / ٢ ؛ البحار ٧٣ : ٦٨ / ٤ ، باب ٢.

(٢) الدرّ ١ : ٣٣٨ ؛ مسند أحمد ٥ : ٢٦٦.

(٣) الدرّ ١ : ٣٣٨ ؛ مسند أحمد ١ : ٢٣٦ ؛ الأدب المفرد ، للبخاري : ٦٩ / ٢٨٧ ؛ ابن عساكر ٢٢ : ٣٥٦ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٦٠ ، قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزّار.

(٤) العيّاشيّ ١ : ٨٠ / ١٠٣ ؛ البحار ٣ : ٢٨١ / ٢١ ، باب ١١.

(٥) الدرّ ١ : ٣٣٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٣ / ١٣٠٢ ؛ الحاكم ١ : ٥٦٨ ، كتاب فضائل القرآن ، وصحّحه ؛ ابن كثير ١ : ١٩٣.

(٦) الدرّ ١ : ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٠٦.

١٠٨

ونحن له مسلمون». فلما ذكر عيسى جحدوا نبوّته وقالوا : لا نؤمن بعيسى ، ولا نؤمن بمن آمن به.

فأنزل الله فيهم : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ)(١)(٢).

[٢ / ٣٤٤٥] وأخرج ابن جرير عن قتادة ، قال : الأسباط : يوسف وإخوته بنو يعقوب ، ولد اثني عشر رجلا ، فولد كلّ رجل منهم أمّة من الناس ، فسمّوا أسباطا (٣).

قوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ)

[٢ / ٣٤٤٦] قال الفرّاء : أي لا نؤمن ببعض الأنبياء ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى! (٤)

[٢ / ٣٤٤٧] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ أمر الله ـ عزوجل ـ المؤمنين فقال : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) بأنّه واحد لا شريك له (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) يعني قرآن محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) وهم بنو يعقوب يوسف وإخوته فنزل على هؤلاء صحف إبراهيم. قال : (وَما أُوتِيَ مُوسى) يعني التوراة (وَ) ما أوتي (عِيسى) يعني الإنجيل : يقول ما أنزل على موسى وعيسى وصدّقنا (وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) وأوتي داوود وسليمان الزبور (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) فنؤمن ببعض النبيّين ، ونكفر ببعض ، كفعل أهل الكتاب (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) يعني مخلصون (٥).

[٢ / ٣٤٤٨] وأخرج أحمد ومسلم وأبو داوود والنسائي والبيهقي في سننه عن ابن عبّاس قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما الآية الّتي في البقرة : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) الآية كلّها ، وفي الآخرة ب (آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(٦)» (٧).

__________________

(١) المائدة ٥ : ٥٩.

(٢) الطبري ١ : ٧٨٩ / ١٧٣٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٣ / ١٢٩٩ ؛ القرطبي ٢ : ١٤٠ ـ ١٤١ ؛ التبيان ١ : ٤٨١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٦.

(٣) الطبري ١ : ٧٨٩ / ١٧٣٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٣ / ١٣٠٠.

(٤) معاني القرآن للفرّاء ١ : ٨٢ ؛ القرطبي ٢ : ١٤١.

(٥) تفسير مقاتل ١ : ١٤١.

(٦) آل عمران ٣ : ٥٢.

(٧) الدرّ ١ : ٣٣٨ ؛ مسند أحمد ١ : ٢٣٠ ؛ مسلم ٢ : ١٦١ ؛ أبو داوود ١ : ٢٨٤ / ١٢٥٩ ، باب ٢٩٢ ؛ النسائي ١ : ٣٢٨ / ١٠١٦ ؛ البيهقي ٣ : ٤٢ ؛ الحاكم ١ : ٣٠٧ ، كتاب صلاة التطوّع.

١٠٩

قوله تعالى : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

[٢ / ٣٤٤٩] أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عبّاس قال : لا تقولوا (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) فإنّ الله لا مثل له ، ولكن قولوا : فإن آمنوا بالّذي آمنتم به! (١)

[٢ / ٣٤٥٠] وأخرج ابن أبي داوود في المصاحف والخطيب في تاريخه عن أبي جمرة قال : كان ابن عبّاس يقرأ : «فإن آمنوا بالّذي آمنتم به» (٢).

قلت : وهذا يعني التحريف في كتاب الله ، وحاشا ابن عبّاس أن يتفوّه بمثل هذا الكلام. على أنّ المثل هنا يعني المضاهاة في القول لا الإيمان بالمثل!! الأمر الّذي لا يخفى على مثل ابن عبّاس!

وقد عرفت كلام الطبري في الهامش. ولا حاجة إلى تأويل القرطبي.

[٢ / ٣٤٥١] وأخرج ابن أبي حاتم عن محمّد بن إسحاق في قوله : (وَإِنْ تَوَلَّوْا) قال : على كفرهم (٣).

[٢ / ٣٤٥٢] وأخرج عن الربيع بن أنس في قوله : (وَإِنْ تَوَلَّوْا) قال : يعني : عن الإيمان (٤).

[٢ / ٣٤٥٣] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ) قال : فراق. وكذا عن قتادة والربيع (٥).

[٢ / ٣٤٥٤] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : الشقاق : الفراق والمحاربة ، إذا شاقّ فقد حارب ،

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٣٩ ؛ الطبري ١ : ٧٩١ / ١٧٤٢ ، وخالفه الطبري وقال : «إنّما معناه : فإن صدّقوا مثل تصديقكم بما صدّقتم به من جميع ما عددنا عليكم من كتب الله وأنبيائه ، فقد اهتدوا. فالتشبيه إنّما وقع بين التصديقين والإقرارين» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٤ / ١٣٠٦ ؛ الأسماء والصفات : ٤١١ ، باب قول الله : ليس كمثله شيء ؛ القرطبي ٢ : ١٤٢ ، وزاد القرطبي قبله : ف «مثل» زائدة كما هي في قوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) أي ليس كهو شيء! ؛ التبيان ١ : ٤٨٤ ؛ البغوي ١ : ١٧٣ ، بلفظ : «أي بما آمنتم به».

(٢) الدرّ ١ : ٣٣٩ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٦. تاريخ بغداد ٧ : ٣٠٢ / ٣٧٩٥ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٣ ، بلفظ : كان يقرأها ابن عبّاس ويقول : اقرأوا : «فإن آمنوا بما آمنتم به» ؛ مجمع البيان ١ : ٤٠٧ ، بلفظ : كان ابن عبّاس يقول : إقرأوا : «بما آمنتم به» فليس لله مثل.

(٣) ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٤ / ١٣١٠.

(٤) المصدر / ١٣٠٩.

(٥) الدرّ ١ : ٣٣٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٤ / ١٣١١ ، ونحوه عن قتادة والربيع ؛ الطبري ١ : ٧٩١ / ١٧٤٣.

١١٠

وإذا حارب فقد شاقّ ، وهما واحد في كلام العرب ، وقرأ : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ)(١)(٢).

وعن أبيه أنه المنازعة والمجادلة.

[٢ / ٣٤٥٥] وعن أبي سلمة والسدّي : في عداوة (٣).

[٢ / ٣٤٥٦] وقال مقاتل وأبو عبيدة : في ضلال واختلاف (٤).

وقال الحسن : معناه التعادي (٥).

[٢ / ٣٤٥٧] وعن الكسائي : هي خلع الطّاعة. بيانه قوله : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ)(٦)(٧).

[٢ / ٣٤٥٨] وأخرج الحاكم عن ابن عبّاس قال : كنت قاعدا إذ أقبل عثمان ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا عثمان تقتل وأنت تقرأ سورة البقرة ، فتقع قطرة من دمك على (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ)» (٨).

قال الذهبي في مختصر المستدرك : هذا كذب بحت ، وفي إسناده أحمد بن محمّد بن عبد الحميد الجعفي ، وهو المتّهم به (٩).

__________________

(١) النساء ٤ : ١١٥.

(٢) الطبري ١ : ٧٩١ / ١٧٤٥ ؛ التبيان ١ : ٤٨٤ ، بلفظ : هو المنازعة والمجادلة ؛ القرطبي ٢ : ١٤٣ ، بلفظ : عن زيد بن اسلم :

الشقاق : المنازعة.

(٣) أبو الفتوح ٢ : ١٨٧ ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٤ ، وزاد : «كأنّ كلّ واحد منهما أخذ في شقّ صاحبه أي في جهده وما يشقّ عليه ، من قوله : إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (النحل ١٦ : ٧) دليله قوله : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ) (الأنفال ٨ : ١٣) أي عادوا الله ورسوله.

(٤) أبو الفتوح ٢ : ١٨٧ ؛ ابن كثير ٣ : ٢٤١ ، الحجّ الآية ٥٣ ، بلفظ : قال مقاتل بن حيّان : هم اليهود وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ أي في ضلال ومخالفة وعناد بعيد ، أي من الحقّ والصّواب ؛ الثعلبي ١ : ٢٨٤ ، وزاد عنهما : «بيانه قوله : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) (النساء ٤ : ٣٥) أي اختلاف بينهما».

(٥) الثعلبي ١ : ٢٨٤ بلفظ : «في بعاد وفراق إلى يوم القيامة».

(٦) النساء ٤ : ١١٥.

(٧) الثعلبي ١ : ٢٨٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٧.

(٨) الحاكم ٣ : ١٠٣ ، وزاد بعد قوله : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) : وهو السميع العليم وتبعث يوم القيامة أميرا على كلّ مخذول يغبطك أهل المشرق والمغرب ، وتشفع في عدد ربيعة ومضر. قال الحاكم : قد ذكرت الأخبار المسانيد في هذا الباب في كتاب مقتل عثمان فلم أستحسن ذكرها عن آخرها في هذا الموضع ، فإنّ في هذا القدر كفاية فأمّا الّذي ادّعته المبتدعة من معونة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام على قتله فإنّه كذب وزور فقد تواترت الأخبار بخلافه!

(٩) هامش المستدرك ؛ الدرّ ١ : ٣٣٩.

١١١

[٢ / ٣٤٥٩] وقال مقاتل بن سليمان : يقول الله ـ سبحانه ـ (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) يقول فإن صدّق أهل الكتاب بالّذي صدّقتم به يا معشر المسلمين من الإيمان بجميع الأنبياء والكتب (فَقَدِ اهْتَدَوْا) من الضلالة (وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي وإن كفروا بالنبيّين وجميع الكتب (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ) يعني في ضلال واختلاف ، نظيرها : (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ)(١) يعني لفي ضلال واختلاف ، لأنّ اليهود كفروا بعيسى ومحمّد وبما جاءا به ، وكفرت النصارى بمحمّد وبما جاء به ، فلمّا نزلت هذه الآية قرأها النبيّ على اليهود والنصارى ، فقال : إنّ الله أمرني أن أوصي بهذه الآية ، فإن أنتم آمنتم يعني صدّقتم بالنبيّ والكتاب ، فقد اهتديتم وإن تولّيتم وأبيتم عن الإيمان فإنّما أنتم في شقاق! فلمّا سمعت اليهود ذكر عيسى قالوا : لا نؤمن بعيسى. وقالت النصارى : وعيسى بمنزلتهم مع الأنبياء ، ولكنّه ولد الله. يقول : إن أبوا أن يؤمنوا بمثل ما آمنتم به (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) يا محمّد يعني أهل الكتاب ففعل الله ـ عزوجل ـ ذلك فقتل أهل قريظة ، وأجلى [بني] النضير من المدينة ، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) لقولهم للمؤمنين كونوا هودا أو نصارى تهتدوا (٢).

قوله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ)

[٢ / ٣٤٦٠] أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (صِبْغَةَ اللهِ) قال : دين الله (٣).

[٢ / ٣٤٦١] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ قال العليم بما قالوا : قل لهم : (صِبْغَةَ اللهِ) الّتي صبغ الناس عليها (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) يعني الإسلام. لقولهم للمؤمنين : اتّبعوا ديننا فإنّه ليس دين إلّا ديننا يقول الله دين الله ومن أحسن من الله دينا يعني الإسلام (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) يعني موحّدون (٤).

[٢ / ٣٤٦٢] وروى الصدوق بإسناده إلى فضالة عن أبان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (صِبْغَةَ

__________________

(١) البقرة ٢ : ١٧٦.

(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٤١ ـ ١٤٢.

(٣) الدرّ ١ : ٣٤٠ ؛ الطبري ١ : ٧٩٣ ـ ٧٩٤ / ١٧٥٣ ، وكذا عن مجاهد وعطيّة والسدّي وابن زيد ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٥ / ١٣١٣ ، وكذا نسبه إلى أبي العالية ومجاهد والحسن وإبراهيم النخعي وعبد الله بن كثير والضحّاك وقتادة وعكرمة وعطيّة والربيع بن أنس والسديّ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٩٤ / ١٣٥ ؛ البخاري ٥ : ١٤٧ ، كتاب التفسير ، سورة البقرة.

(٤) تفسير مقاتل ١ : ١٤٢.

١١٢

اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) فقال : «هي الإسلام» (١).

[٢ / ٣٤٦٣] وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل يصبغ ربّك؟ فقال : اتّقوا الله. فناداه ربّه : يا موسى سألوك هل يصبغ ربّك فقل : نعم ، أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود ، والألوان كلّها من صبغتي» وأنزل الله على نبيّه : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) وأخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عبّاس موقوفا (٢).

[٢ / ٣٤٦٤] وقال ابن عبّاس : كانت النصارى إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيّام غمسوه في ماء لهم أصفر ، يقال له : المعموديّة ، وصبغوه به ليطهّروه بذلك الماء مكان الختان ، فإذا فعلوا به ذلك قالوا : الآن صار نصرانيّا حقّا ، فأخبر الله أنّ دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى (٣).

[٢ / ٣٤٦٥] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (صِبْغَةَ اللهِ) قال : فطرة الله الّتي فطر الناس عليها (٤).

قوله تعالى : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ)

[٢ / ٣٤٦٦] أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ) قال : أتخاصموننا ، وأخرجه ابن جرير عن مجاهد وابن زيد. وأيضا عن ابن عبّاس : تجادلوننا (٥).

[٢ / ٣٤٦٧] وقال الحسن : كانت محاجّتهم أن قالوا : «نحن أولى بالله منكم» ، وقالوا : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)(٦) وقالوا : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى)(٧). وكان غرضهم بذلك

__________________

(١) معاني الأخبار : ١٨٨ / ١ ، باب معنى صبغة الله ؛ الكافي ٢ : ١٤ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في أنّ الصبغة هي الإسلام ؛ القمي ١ : ٦٢ ؛ البرهان ١ : ٣٣٩ / ٥ ؛ البحار ٦٤ : ١٣١ ـ ١٣٢ / ١ و ٢ ، باب ١٤.

(٢) الدرّ ١ : ٣٤٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٥ / ١٣١٤ ، وكذا نسبه إلى سالم بن أبي الجعد ؛ العظمة ٢ : ٤٥٢ ـ ٤٥٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٩.

(٣) الثعلبي ٢ : ٥ ؛ البغوي ١ : ١٧٣ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٨٨.

(٤) الدرّ ١ : ٣٤٠ ؛ الطبري ١ : ٧٩٤ / ١٧٥٥ ؛ البغوي ١ : ١٧٣.

(٥) الدرّ ١ : ٣٤١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٥ / ١٣١٦ ؛ الطبري ١ : ٧٩٥ / ١٧٥٦ و ١٧٥٧ و ١٧٥٨.

(٦) المائدة ٥ : ١٨.

(٧) البقرة ٢ : ١١١.

١١٣

أنّ الدّين يلتمس من جهتهم وأنّ النبوّة أولى أن تكون فيهم! (١)

[٢ / ٣٤٦٨] وعن مقاتل والكلبي في قوله تعالى : (وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ :) لنا ديننا ولكم دينكم (٢).

قوله تعالى : (وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)

[٢ / ٣٤٦٩] قال سعيد بن جبير : الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله فلا يشرك في دينه ولا يرائي بعمله (٣).

[٢ / ٣٤٧٠] وعن حذيفة بن اليمان قال : سألت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الإخلاص ما هو؟ قال : «سألت جبريل عليه‌السلام عن ذلك ، قال : سألت ربّ العزّة عن ذلك فقال : هو سرّ من سرّي ، استودعته قلب من أحببته من عبادي» (٤).

[٢ / ٣٤٧١] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي ثمامة : قال الحواريّون : يا روح الله أخبرنا من المخلص لله؟ قال : الّذي يعمل لله لا يحبّ أن يحمده النّاس (٥).

[٢ / ٣٤٧٢] وعن أبي إدريس الخولاني ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ لكلّ حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل لله» (٦). أي العمل الّذي هو لله.

وعن أبي سليمان قال : للمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان في الناس ، ويزيد في العمل إذا أثني عليه (٧).

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٤٠٩ ؛ التبيان ١ : ٤٨٦ ـ ٤٨٧ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٩٠ ، بنحوه عن أبي عليّ وأبي القاسم البلخي.

(٢) الثعلبي ٢ : ٦.

(٣) البغوي ١ : ١٧٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٩١ ؛ مجمع البيان ١ : ٤١٠ ؛ الثعلبي ٢ : ٦ ، وفيه : «... ولا يرائي بعمله أحدا».

(٤) مجمع البيان ١ : ٤٠٩ ـ ٤١٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٩٠ ـ ١٩٢ ؛ الثعلبي ٢ : ٦ ؛ القرطبي ٢ : ١٤٢.

(٥) ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٦ / ١٣١٧ ؛ ابن كثير ٣ : ١٣١ ؛ نقلا عن أبي لبابة ، سورة مريم ، الآية ٥١.

(٦) مجمع البيان ١ : ٤١٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٩١ ، رواه عن أبي ذر ؛ عدّة الداعي لابن فهد الحلّي : ٢٠٣ ؛ البحار ٦٩ : ٣٠٤ / ٥١ ، باب ١١٦ ؛ الثعلبي ٢ : ٦.

(٧) الثعلبي ٢ : ٧.

١١٤

وإليك من أحاديث أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام بشأن الإخلاص في العمل ، حسبما أورده ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي الشريف.

[٢ / ٣٤٧٣] روى بالإسناد إلى الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أيّها الناس ، إنّما هو الله والشيطان ، والحقّ والباطل ، والهدى والضلال ، والرشد والغيّ. والعاجلة والآجلة ، والحسنات والسيّئات. فما كان من حسنات فلله ، وما كان من سيّئات فللشيطان» (١).

[٢ / ٣٤٧٤] وروى بالإسناد إلى عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم ، طمعا في الدنيا ، لا يريدون به ما عند ربّهم. يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف. يعمّهم الله بعقاب ، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم» (٢).

[٢ / ٣٤٧٥] وبنفس الإسناد عن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به ، فإذا صعد بحسناته يقول الله عزوجل : اجعلوها في سجّين ، إنّه ليس إيّاي أراد» (٣).

[٢ / ٣٤٧٦] وروى بالإسناد إلى أبي حفص عمر بن يزيد قال : إنّي لأتعشّى مع الإمام أبي عبد الله عليه‌السلام إذ تلا هذه الآية : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ)(٤). ثمّ قال : يا أبا حفص ، ما يصنع الإنسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه؟! إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : «من أسرّ سريرة ألبسه الله رداءها ، إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ» (٥).

[٢ / ٣٤٧٧] وروى بالإسناد إلى ابن القدّاح عن الإمام أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه صلوات المصلّين ـ : «اخشوا الله خشية ليست بتعذير ، واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة ؛ فإنّه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله» (٦).

[٢ / ٣٤٧٨] وروى عن عليّ بن إبراهيم بإسناده قال : قال الإمام أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : «ثلاث علامات للمرائي : ينشط إذا رأى الناس ، ويكسل إذا كان وحده ، ويحبّ أن يحمد

__________________

(١) الكافي ١ : ١٥ ـ ١٦ / ٢.

(٢) المصدر : ٢٩٦ / ١٤.

(٣) المصدر : ٢٩٥ / ٧.

(٤) القيامة ٧٥ : ١٤.

(٥) المصدر : ٢٩٦ / ١٥.

(٦) المصدر : ٢٩٧ / ١٧.

١١٥

في جميع أموره» (١).

[٢ / ٣٤٧٩] وروى بالإسناد إلى عليّ بن أسباط عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : إنّ أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ كان يقول : «طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره» (٢).

[٢ / ٣٤٨٠] وروى بالإسناد إلى سفيان بن عيينة عن الإمام الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(٣) ، قال : «ليس يعني أكثر عملا ، ولكن أصوبكم عملا. وإنّما الإصابة خشية الله والنيّة الصادقة الحسنة. ثمّ قال : الإبقاء على العمل حتّى يخلص أشدّ من العمل. والعمل الخالص : الّذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا الله ـ عزوجل ـ. والنيّة الصادقة أفضل من العمل. ألا وإنّ النيّة هي العمل. ثمّ تلا قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ)(٤). قال : يعني : نيّته» (٥).

[٢ / ٣٤٨١] وبهذا الإسناد قال : سألته عن قول الله ـ عزوجل ـ : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)(٦)؟ قال : «القلب السليم : الّذي يلقى ربّه وليس فيه أحد سواه.

قال : وكلّ قلب فيه شرك أو شكّ فهو ساقط. وإنّما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة» (٧).

[٢ / ٣٤٨٢] وبهذا الإسناد عن سفيان عن السندي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : «ما أخلص العبد الإيمان بالله ـ عزوجل ـ أربعين يوما. أو قال : ما أجمل عبد ذكر الله ـ عزوجل ـ أربعين يوما ، إلّا زهّده الله في الدنيا وبصّره داءها ودواءها ، فأثبت الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه» (٨).

[٢ / ٣٤٨٣] وروى بالإسناد إلى صفوان عن فضل عن الإمام أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسرّ سيّئا؟! أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنّ ذلك ليس كذلك ، والله ـ عزوجل ـ يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)! إنّ السريرة إذا صحّت قويت العلانية» (٩).

__________________

(١) المصدر : ٢٩٥ / ٨. (٢) المصدر : ١٦ / ٣.

(٣) الملك ٦٧ : ٢. (٤) الإسراء ١٧ : ٨٤.

(٥) الكافي ٢ : ١٦ / ٤.

(٦) الشعراء ٢٦ : ٨٩.

(٧) الكافي ٢ : ١٦ / ٥.

(٨) المصدر : ٦.

(٩) المصدر : ٢٩٥ / ١١.

١١٦

[٢ / ٣٤٨٤] وعن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «ما من عبد يسرّ خيرا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر الله له خيرا! وما من عبد يسرّ شرّا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر الله له شرّا» (١).

[٢ / ٣٤٨٥] وروى بالإسناد عن يحيى بن بشير عن أبيه عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «من أراد الله بالقليل من عمله أظهره الله له أكثر ممّا أراد. ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله ، أبى الله إلّا أن يقلّله في عين من سمعه» (٢).

[٢ / ٣٤٨٦] وروى عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن زرارة ـ والسند صحيح ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام سأله عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك؟! قال عليه‌السلام : «لا بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس الخير ، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك!!» (٣).

نكتة دقيقة

هنا وفي هذا الحديث (الأخير) إشارة إلى نكتة دقيقة : إنّ من جبلّة الإنسان هو حبّ الظهور والتعارف بين الناس بالمعروف. ذلك أنّه خلق ليتعايش مع بني جلدته وليكون فيهم ومعهم ، يعتمدهم ويعتمدونه. الأمر الّذي لا يكون إلّا إذا عرف بالخير والصلاح ، وقد جبلت عليه فطرة الإنسان وفي أوّليّات ذاته. ومن ثمّ فمن صميم فطرته ينبعث نحو الصلاح وعمل الخير وإسداء الفضيلة إلى الجماعة. وليتعاضد معهم في تحقيق مطاليب الحياة بأحسن ما يكون. ولسان حال كلّ إنسان يحاول التعايش بسعادة وسلام : (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ)(٤).

__________________

(١) المصدر : ٢٩٥ ـ ٢٩٦ / ١٢.

(٢) المصدر : ٢٩٦ / ١٣. وبهذا المعنى روي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : «ما بين الحقّ والباطل إلّا قلّة العقل! قيل : كيف ذلك يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : إنّ العبد ليعمل العمل الّذي هو لله رضا ، فيريد به غير الله! فلو أنّه أخلص لله ، لجاءه الّذي يريد في أسرع من ذلك!». (المحاسن ، للبرقي : ٢٥٤ / ٢٨٠ ؛ الوسائل ١ : ٦١ / ١١).

وأيضا في الحديث : «من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه». (الفقيه ٤ : ٢٨٩ / ٤٦ ؛ الوسائل ١ : ٦٨ ـ ٦٩ / ١٥).

(٣) المصدر : ٢٩٧ / ١٨.

(٤) سورة ص ٣٨ : ٣٢.

١١٧

ولا شكّ أنّ هذا التواجد على الخير والصلاح ، ممّا حبّب إليه في شريعة العقل ووحي السماء وهي غاية إلهيّة محبّبه ، ندب إليه الشرع الحنيف حيث الأمر بالسعي وراء إشاعة المعروف ، لا بالقلم واللسان فحسب ، بل بالقدم والعمل جميعا. وليكونوا دعاة للناس بغير ألسنتهم بل بأعمالهم البادي عليها الورع والخير والصلاح. فإنّ ذلك داعية ، وما أكبرها من داعية ، كما ورد في الحديث (١).

[٢ / ٣٤٨٧] وروى الصدوق بإسناده إلى عبد الله بن الصامت عن أبي ذرّ ـ رضوان الله عليه ـ قال : قلت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الرجل يعمل لنفسه ويحبّه الناس؟ قال : «تلك عاجلة بشرى المؤمن!» (٢).

نعم ، المؤمن يستبشر بحسنة أسداها ، كما يمتعص بسيّئة اقترفها ، وهذا من علامة الإيمان.

[٢ / ٣٤٨٨] وروى ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن» (٣).

[٢ / ٣٤٨٩] وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : سئل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن خير العباد؟ فقال : «الّذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا اساؤوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا» (٤).

إذن فليس كلّ من استبشر بعمل أحسن فيه كان قد أخذه العجب المقيت. ولا كلّ من تظاهر بعمل صالح كان مرائيا ، وقد يكون بذلك داعية إلى عمل الخير وبثّ الصلاح في الأرض. وليقتد به

__________________

(١) روى الكليني بالإسناد إلى ابن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير. فإنّ ذلك داعية». (الكافي ٢ : ٧٨ / ١٤ ؛ البحار ٦٧ : ٣٠٣ / ١٣ / باب ٥٧). وفي حديث آخر : «كونوا دعاة بغير ألسنتكم ، وكونوا زينا ولا تكونوا شيئا». (الكافي ٢ : ٧٨ / ضمن رقم ٩ ؛ البحار ٦٧ : ٢٩٩). وفي مستطرفات السرائر : من كتاب عبد الله بن بكير عن عبيد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يدخل في الصلاة فيجوّد صلاته ويحسّنها رجاء أن يستجرّ (يجتذب) بعض من يراه إلى هواه؟ قال : ليس هذا رياء. (الوسائل ١ : ٧٦ / ١٧٢ ـ ٣ / باب ١٦ ؛ السرائر ٢ : ٦٣٢ ؛ البحار ٦٩ : ٣٠١ / ٣٩ ، باب ١٠٦).

(٢) معاني الأخبار : ٣٢٢ / ١ ؛ الوسائل ١ : ٧٥ ـ ٧٦ / ١٦٩ ـ ٢ ، باب ١٥.

(٣) صفات الشيعة : ٣٢ / ٤٤ ؛ الوسائل ١ : ١٠٧ / ٢٦٢ ـ ٤ ، باب ٢٤.

(٤) الوسائل ١ : ٢٦٠١٠٦ ـ ٢ ، باب ٢٤ ؛ الكافي ٢ : ٢٤٠ / ٣١ ؛ الأمالي للصدوق : ٦٠ / ١٨ ـ ٤ / المجلس ٣.

١١٨

الآخرون في نيّة صادقة. وإنّما الأعمال بالنيّات ، إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ ، كما في الحديث (١).

ومن ثمّ كانت كلّ من الصدقة سرّا أو علانية محبّبة وذات أجر جزيل :

[٢ / ٣٤٩٠] روى أبو جعفر ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى عمر بن يزيد عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : «صدقة العلانية تدفع سبعين نوعا من البلاء ، وصدقة السرّ تطفىء غضب الربّ» (٢).

حيث كانت صدقة العلانية تبعث على اشتياق الآخرين للمشاركة في هذا العمل الإنساني النبيل ، فربما أوجب التصدّق بدرهم التصدّق بمئات الدراهم.

فإذا كان ينتفع فقير بدرهمك ، فإذا هم لمّة من الفقراء تزوّدوا بدراهم ودنانير!! والسعي وراء إشاعة الخير ، يوجب المزيد من البركات.

[٢ / ٣٤٩١] وجاء في خطبة الإمام أمير المؤمنين ـ عليه صلوات المصلّين ـ المعروفة بالديباج : «عباد الله! إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله ، الإيمان به وبرسله ، والجهاد في سبيله ، وكلمة الإخلاص ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت ، وصلة الرحم ، فإنّها مثراة في المال ومنسأة في الأجل. إلى أن قال : والصدقة في السرّ ، فإنّها تكفّر الخطايا وتطفئ غضب الربّ تبارك وتعالى ، والصدقة في العلانية ، فإنّها تدفع ميتة السوء».

وأضاف عليه‌السلام : «وصنائع المعروف ، فإنّها تقي مصارع الهوان» (٣).

فقد كانت كلّ من الصدقة في السرّ والصدقة في العلانية ، ذات حكمة رشيدة ، ففي الأولى إخلاص لله وصون لحرمة الفقير. وفي الثانية ترويج للخير ومزيد من البركات. والجميع محبّب مطلوب. والعمدة هي النيّة الصادقة.

قال تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ

__________________

(١) روى الشيخ أبو جعفر الطوسي بأسانيده إلى الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّما الأعمال بالنيّات ولكلّ امرىء ما نوى ...». (الوسائل ١ : ٤٩ / ١٠ عن أمالي الشيخ : ٦١٨ / ١٢٧٤ ـ ١٠). وهكذا روى البخاري في الصحيح ١ : ٢.

(٢) ثواب الأعمال : ١٤٣ (ط : نجف) ؛ البحار ٩٣ : ١٧٩ / ٢٠.

(٣) تحف العقول : ١٤٩ ؛ البحار ٧٤ : ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ؛ نهج البلاغة : ٢١٦ ، الخطبة ١١٠.

١١٩

مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(١) أي بنيّاتكم!

[٢ / ٣٤٩٢] وهكذا أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال : كلّ مقبول ، إذا كانت النيّة صادقة (٢).

[٢ / ٣٤٩٣] وأخرج البيهقي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «عمل السرّ أفضل من العلانية. والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء به» (٣).

قال سيّدنا العلّامة الطباطبائي : وقد مدح الله ـ سبحانه ـ كلّا من صدقة السرّ وصدقة العلانية ، إذ في كلّ منهما آثار صالحة ، فأمّا الإظهار فلأنّ فيه دعوة عمليّة إلى المعروف ، وتشويقا بليغا إلى البذل والإنفاق على المعوزين. كما فيه تطييب لنفوس الفقراء حيث تواجد رجال رحماء يبذلون أموالهم في رفع حوائج المعتازين ، لتكون ذخيرة مدّخرة تطمئنّ إليها النفوس ويذهب عنها اليأس والقنوط. وبالتالي يعاودهم نشاط حيويّ باعث على الحركة والعمل والاكتساب ، وفي مراودة وثيقة بينهم وبين أصحاب الثروات ، وفي ذلك كلّه خير كلّ الخير.

وأمّا الإخفاء فلأنّه أبعد من الرياء وعن إمكان المنّ والأذى كما هو صون لوجه المعوزين دون المذلّة والامتهان وتكريم لهم في نهاية المطاف.

إذن فصدقة العلانية أكثر نتاجا ، وصدقة السرّ أخلص طهارة ، وكلاهما حسن جميل (٤).

قوله تعالى : (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى)

[٢ / ٣٤٩٤] أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال : في قول يهود لإبراهيم وإسماعيل ومن ذكر معهما : إنّهم كانوا يهودا أو نصارى ، فيقول الله لهم : لا تكتموا منّي شهادة إن كانت عندكم ، وقد علم الله أنّهم كاذبون (٥).

[٢ / ٣٤٩٥] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : أولئك أهل الكتاب كتموا الإسلام وهم يعلمون أنّه دين الله ، واتّخذوا اليهوديّة والنصرانيّة وكتموا محمّدا وهم يعلمون أنّه رسول الله (٦).

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٧١.

(٢) ابن أبي حاتم ٢ : ٥٣٧ / ٢٨٤٩.

(٣) الدرّ ٢ : ٧٧.

(٤) الميزان ٢ : ٤٢٠.

(٥) الدرّ ١ : ٣٤١ ؛ الطبري ١ : ٧٩٧ / ١٧٥٩.

(٦) الدرّ ١ : ٣٤١ ؛ الطبري ١ : ٧٩٨ / ١٧٦٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٤٦ / ١٣١٩.

١٢٠