التفسير الأثري الجامع - ج ٢

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ٢

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5079-03-6
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٥٦٠

آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : هو قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١).

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعن الضحّاك مثله (٢).

[٢ / ١٤٢٢] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن محمّد بن كعب القرظي في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : هو قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ...) الآية. ولو سكت الله عنها ولم يخبرنا عنها ، لتفحّص رجال حتّى يعلموا ما هي؟ (٣)

[٢ / ١٤٢٣] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عبّاس في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : هو قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ...) الآية (٤).

[٢ / ١٤٢٤] وأخرج الثعلبي من طريق عكرمة عن سعيد بن جبير في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٥).

[٢ / ١٤٢٥] وأخرج ابن جرير عن معمر ، عن قتادة في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : هو قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٦).

__________________

(١) الأعراف ٧ : ٢٣.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٤ ؛ الطبري ١ : ٣٥٠ / ٦٥٦ ـ ٦٥٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٩١ / ٤١٠ ؛ القرطبي ١ : ٣٢٤ ، نقلا عن ابن عبّاس والحسن وسعيد بن جبير والضحّاك ومجاهد ؛ ابن كثير ١ : ٨٥ ، نقلا عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي العالية والربيع بن أنس والحسن وقتادة ومحمّد بن كعب القرظي وخالد بن معدان وعطاء الخراساني وعبد الرحمان بن زيد بن أسلم ؛ البغوي ١ : ١٠٧ ـ ١٠٨ ، نقلا عن سعيد بن جبير ومجاهد والحسن ؛ التبيان ١ : ١٦٩ ، نقلا عن الحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد ؛ مجمع البيان ١ : ١٧٥ ، نقلا عن الحسن وقتادة وعكرمة وسعيد بن جبير ؛ أبو الفتوح ١ : ٢٢٧ ، نقلا عن الحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد ؛ البخاري ٤ : ١٠١ ، نقلا عن أبي العالية ؛ الثعلبي ١ : ١٨٤ ، عن سعيد بن جبير وكذا عن الحسن ومجاهد ؛ الوسيط ١ : ١٢٤ ، عن الحسن وسعيد بن جبير ومجاهد.

(٣) الدرّ ١ : ١٤٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٩١ / ٤١٠ ، بلفظ : عن مجاهد وسعيد بن جبير في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قالا : قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) وروي عن الحسن وقتادة ومحمّد بن كعب القرظي وخالد بن معدان وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك ؛ الشعب ٥ : ٤٣٤ / ٧١٧٢ ، باب في معالجة كلّ ذنب بالتوبة.

(٤) الدرّ ١ : ١٤٤ ؛ القرطبي ١ : ٣٢٤ ؛ ابن كثير ١ : ٨٥.

(٥) الثعلبي ١ : ١٨٤ ؛ الدرّ ١ : ١٤٤ ؛ الوسيط ١ : ١٢٤.

(٦) الطبري ١ : ٣٥٠ / ٦٥٩ ؛ ابن كثير ١ : ٨٥ ؛ التبيان ١ : ١٦٩ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٨ / ٤٥.

٥٠١

[٢ / ١٤٢٦] وعن ابن زيد : هو قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١).

[٢ / ١٤٢٧] وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة في قوله :

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : ذكر لنا أنّه قال : يا ربّ أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال : فإنّي إذن أرجعك إلى الجنّة قالا : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) فاستغفر آدم ربّه وتاب إليه فتاب عليه. وأما عدوّ الله إبليس فو الله ما تنصّل من ذنبه ولا سأل التوبة حين وقع بما وقع به ، ولكنّه سأل النظرة إلى يوم الدين ، فأعطى الله كلّ واحد منهما ما سأل! (٢).

[٢ / ١٤٢٨] وروى الكليني في روضة الكافي عن شيخه عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم صاحب الشعير عن كثير بن كلثمة عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله ـ عزوجل ـ (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : «لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي وأنت خير الغافرين. لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمنى وأنت أرحم الراحمين. لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٣).

[٢ / ١٤٢٩] وروى العيّاشي بالإسناد إلى محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال : الكلمات التي تلقّاهنّ آدم من ربّه فتاب عليه وهدى ، قال : «سبحانك اللهم وبحمدك ، ربّ إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم ، اللهمّ إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين ، اللهمّ إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم» (٤).

[٢ / ١٤٣٠] وقال محمّد بن كعب : الكلمات هي قوله : «لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت

__________________

(١) الطبري ١ : ٣٥٠ / ٦٦٠ و ٣٤٧ / ٦٤٨ ؛ التبيان ١ : ١٦٩ ؛ ابن كثير ١ : ٨٥.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٤ ؛ الشعب ٥ : ٤٣٤ / ٧١٧٤ ، باب في معالجة كلّ ذنب بالتوبة ، وزاد بعد قوله «فتاب عليه» بلفظ : «إنّه هو التوّاب الرحيم» ؛ الطبري ١ : ٣٤٨ / ٦٥١ ، باختصار ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٠٠ ، رقم ٥٧٨.

(٣) نور الثقلين ١ : ٦٧ ؛ الكافي ٨ : ٣٠٤ ـ ٣٠٥ / ٤٧٢ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨٤ ؛ البرهان ١ : ١٩٣.

(٤) البرهان ١ : ١٩٥ / ٨ ؛ العيّاشي ١ : ٥٩ / ٢٥ ؛ البحار ١١ : ١٨٦ / ٣٧ و ٩٢ : ١٩٢ ـ ١٩٣ / ٢١.

٥٠٢

سوءا وظلمت نفسى فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم. لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم. لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنّك أنت أرحم الراحمين» (١).

[٢ / ١٤٣١] وروى القرطبي عن ابن عبّاس ووهب بن منبّه : أنّ الكلمات : «سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين ، سبحانك اللهمّ وبحمدك ، لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٢).

[٢ / ١٤٣٢] وأخرج الواحدي عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الإخلاص فقال : «لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي وأنت خير الغافرين ، لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٣).

[٢ / ١٤٣٣] وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمان بن زيد في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) قال : قال آدم : اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك ، تب عليّ ، إنّك أنت التوّاب الرحيم (٤).

[٢ / ١٤٣٤] وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن زيد في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك. ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين. لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك. ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنّك أنت أرحم الراحمين. لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك. ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم (٥).

[٢ / ١٤٣٥] وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أنس في قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين.

__________________

(١) الثعلبي ١ : ١٨٤ ؛ البغوي ١ : ١٠٨ ؛ أبو الفتوح ١ : ٢٢٧ ؛ القرطبي ١ : ٣٢٤.

(٢) القرطبي ١ : ٣٢٤.

(٣) الوسيط ١ : ١٢٥.

(٤) الطبري ١ : ٣٤٩ / ٦٥٥.

(٥) الدرّ ١ : ١٤٥.

٥٠٣

لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنّك أنت أرحم الراحمين. لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم (١).

[٢ / ١٤٣٦] وأخرج هنّاد في الزهد عن سعيد بن جبير قال : قال : لمّا أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الإخلاص : لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين ، لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ عملت سوءا وظلمت نفسى فارحمني إنّك أنت أرحم الراحمين ، لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم (٢).

[٢ / ١٤٣٧] وأخرج ابن جرير عن مجاهد ، كان يقول في قول الله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) : الكلمات «اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين. اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّي إنّي ظلمت نفسي فارحمني إنّك خير الراحمين. اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٣).

[٢ / ١٤٣٨] وقال الحسن بن راشد : إذا استيقظت من منامك فقل الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه : سبّوح قدّوس ، ربّ الملائكة والروح ، سبقت رحمتك غضبك ، لا إله إلّا أنت ، إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنّك أنت التوّاب الرحيم الغفور (٤).

[٢ / ١٤٣٩] وأخرج الواحدي عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : الكلمات هي : أنّ آدم عليه‌السلام قال : يا ربّ ألم تخلقني بيدك؟ قال : بلى ، قال : ألم تسكني جنّتك؟ قال : بلى ، قال : فلم أخرجتني منها؟ قال : بشؤم معصيتك. قال : يا ربّ أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنّة؟ قال : نعم ، قال : فهذه الكلمات (٥).

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٤٥ ؛ الشعب ٥ : ٤٣٤ / ٧١٧٣ ، باب في معالجة كلّ ذنب بالتوبة ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٣٣ ، رقم ٥٧٨.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٥ ؛ الزهد لهنّاد ٢ : ٤٦١ / ٩١٨.

(٣) الطبري ١ : ٣٥٠ / ٦٥٧ ؛ التبيان ١ : ١٦٩ ، وزاد في آخره : وروي مثل ذلك عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٤) البرهان ١ : ١٩٥ ـ ١٩٦ / ٩ ؛ العيّاشي ١ : ٥٩ / ٢٦ ؛ البحار ١١ : ١٨٦ ـ ١٨٧ / ٣٨ و ٧٣ : ١٩٥ / ١١.

(٥) الوسيط ١ : ١٢٥.

٥٠٤

[٢ / ١٤٤٠] وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس : أنّ آدم طلب التوبة مائتي سنة حتّى آتاه الله الكلمات ، ولقّنه إيّاها قال : بينا آدم جالس يبكي ، واضعا راحته على جبينه إذ أتاه جبريل فسلّم عليه ، فبكى آدم وبكى جبريل لبكائه فقال له : يا آدم ما هذه البليّة الّتي أجحف بك بلاؤها وشقاؤها وما هذا البكاء؟ قال : يا جبريل وكيف لا أبكي وقد حوّلني ربّي من ملكوت السماوات إلى هوان الأرض ، ومن دار المقام إلى دار الظعن والزوال ، ومن دار النعمة إلى دار البؤس والشقاء ، ومن دار الخلد إلى دار الفناء؟ كيف أجتاز يا جبريل هذه المصيبة؟ فانطلق جبريل إلى ربّه فأخبره بمقالة آدم! فقال الله ـ عزوجل ـ : انطلق يا جبريل إلى آدم فقل : ... يا آدم قد سبقت رحمتي غضبي ، قد سمعت صوتك وتضرّعك ، ورحمت بكاءك ، وأقلت عثرتك ، فقل : لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفر لي ذنوبي ، إنّك أنت خير الغافرين ، لا إله إلّا أنت ، سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنّك أنت خير الراحمين. لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي. فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم. فذلك قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ...) الآية (١).

[٢ / ١٤٤١] وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال : إنّ آدم لما طؤطىء منع كلام الملائكة ـ وكان يستأنس بكلامهم ـ بكى على الجنّة مائة سنة فقال الله ـ عزوجل ـ له : يا آدم ما يحزنك؟ قال :

كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنّة ولا أدري أعود إليها أم لا؟ فقال الله تعالى : يا آدم قل : اللهمّ لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك وبحمدك. ربّ إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين. اللهمّ لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك. ربّ إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت أرحم الراحمين. اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك ، ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم. قال : فهي الكلمات الّتي أنزل الله على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). قال : وهي لولده من بعده.

قال : وقال آدم لابن له يقال له هبة الله ، ويسمّيه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث : تعبّد لربّك واسأله أيردّني إلى الجنّة أم لا؟ فتعبّد لله وسأل. فأوحى الله إليه : إنّي رادّه إلى الجنّة! فقال : أي ربّ

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٤٥ ـ ١٤٦ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، رقم ٥٧٨.

٥٠٥

إنّي لست آمن أنّ أبي سيسألني العلامة! فألقى الله إليه سوارا من أسورة الحور ، فلمّا أتاه قال : ما وراءك؟ قال : ابشر ، أخبرني أنّه رادّك إلى الجنّة! قال : فما سألته العلامة؟ فأخرج السوار فرآه فعرفه ، فخرّ ساجدا. فبكى حتّى سال من عينيه نهر من دموع ، وآثاره تعرف بالهند!

وذكر أنّ كنز الذهب بالهند ممّا ينبت من ذلك السوار! ثمّ قال : استطعم لي ربّك من ثمر الجنّة ، فلمّا خرج من عنده مات آدم ، فجاءه جبريل فقال : إلى أين؟ قال : إنّ أبي أرسلني أن أطلب إلى ربّي أن يطعمه من ثمر الجنّة! قال : فإنّ ربّه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتّى يعود إليها ، وأنّه قد مات فارجع فواره ، فأخذه جبريل عليه‌السلام فغسّله ، وكفّنه ، وحنّطه ، وصلّى عليه (١) ، ثمّ قال جبريل : هكذا فاصنعوا بموتاكم (٢).

***

وهناك روايات جاءت فيها زيادة : أنّ آدم استشفع إلى الله لقبول توبته بمحمّد وآله الطيّبين ، وهم أنوار في ملكوت العرش.

[٢ / ١٤٤٢] أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن عليّ عليه‌السلام قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الكلمات الّتي تاب الله بها على آدم ، فقال : «إنّ الله لمّا أهبط آدم إلى الأرض لم يزل باكيا ضارعا إلى الله. فنزل جبرائيل فسأله : ما هذا البكاء؟ قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمان! قال : فعليك بهذه الكلمات ، فإنّ الله قابل توبتك وغافر ذنبك. قل : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد ، سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم. اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد ، سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم. فهذه الكلمات الّتي تلقّاها آدم» (٣).

[٢ / ١٤٤٣] وهكذا روى المتّقي الهندي بالإسناد إلى عليّ عليه‌السلام قال : «قال آدم : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد ، سبحانك لا إله إلّا أنت ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٤).

__________________

(١) هذا ينافي ما تقدّم أنّ جبريل امتنع من الصلاة على آدم فقدّم ابنه شيثا.

(٢) الدرّ ١ : ١٥٠ ـ ١٥١ ؛ مجمع الزوائد ٨ : ١٩٨ ـ ١٩٩ ، كتاب الأنبياء ، باب ذكر نبيّنا آدم عليه‌السلام.

(٣) الدرّ ١ : ١٤٧ ؛ فردوس الأخبار ، ٣ : ١٦٣ / ٤٢٨٨.

(٤) كنز العمّال ٢ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ / ٤٢٣٧.

٥٠٦

[٢ / ١٤٤٤] وروى الصدوق بإسناده إلى معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام يذكر حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع يهوديّ حيث سأله عن أفضليّته على نبيّ الله موسى عليه‌السلام فقال له النبيّ : «إنّه يكره للعبد أن يزكّي نفسه ، ولكنّي أقول : إنّ آدم عليه‌السلام لمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا غفرت لي. فغفرها الله له ...» (١).

[٢ / ١٤٤٥] وأخرج العيّاشي عن محمّد بن عيسى بن عبد الله العلوي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : «الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه ، قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لمّا تبت عليّ ، قال : وما علمك بمحمّد؟ قال : رأيته في سرادقك الأعظم مكتوبا وأنا في الجنّة» (٢).

[٢ / ١٤٤٦] وأخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وصحّحه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لمّا أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحقّ محمّد إلّا غفرت لي؟ فأوحى الله إليه : ومن محمّد؟ فقال : تبارك اسمك ، لمّا خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» فعلمت أنّه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممّن جعلت اسمه مع اسمك! فأوحى الله إليه : يا آدم إنّه آخر النبيّين من ذرّيّتك ، ولو لا هو ما خلقتك» (٣).

[٢ / ١٤٤٧] وأخرج ابن المنذر عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : «لمّا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٨٧ / ٣٢٠ ـ ٤ ، المجلس ٣٩ ؛ ترتيب الأمالي ١ : ٥٨٨ / ٥٥٥ ـ ٢ ؛ روضة الواعظين ، القتّال : ٢٧٢ ، عنوان مناقب آل محمّد ؛ جامع الأخبار ، السبزواري : ٤٤ ـ ٤٥ / ٤٨ ـ ٩ ، الفصل الرابع ؛ البرهان ١ : ١٩٨ / ١٤ ؛ الاحتجاج ١ : ٥٤ ـ ٥٥.

(٢) البرهان ١ : ١٩٦ ـ ١١ ؛ العيّاشي ١ : ٥٩ / ٢٨ ؛ البحار ١١ : ١٨٧ / ٤٠ و ١٦ : ٣٦٧ / ٧٤.

(٣) الدرّ ١ : ١٤٢ ؛ الصغير ٢ : ٨٣ / ٩٩١ ؛ الحاكم ٢ : ٦١٥ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ؛ دلائل النبوة للبيهقي ٥ : ٤٨٩ ، باب ما جاء في تحدّث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنعمة ربّه ـ عزوجل ـ أخرجه عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لمّا اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لمّا غفرت لي ، فقال الله ـ عزوجل ـ : يا آدم! وكيف عرفت محمّدا ولم أخلقه؟ قال : لأنّك يا ربّ لمّا خلقتنى بيدك ونفخت فيّ من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» ، فعملت أنّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك ، فقال الله ـ عزوجل ـ : صدقت يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إليّ ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك ، ولو لا محمّد ما خلقتك» ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٣٧ ؛ مجمع الزوائد ٨ : ٢٥٣ ، باب : عظم قدره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط والصغير.

٥٠٧

أصاب آدم الخطيئة عظم كربه ، واشتدّ ندمه. فجاءه جبريل فقال : يا آدم هل أدلّك على باب توبتك الّذي يتوب الله عليك منه؟ قال : بلى يا جبريل! قال : قم في مقامك الّذي تناجي فيه ربّك فمجّده وامدح ، فليس شيء أحبّ إلى الله من المدح. قال : فأقول ماذا يا جبريل؟ قال : فقل : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير كلّه وهو على كلّ شيء قدير. ثمّ تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت ، ربّ إنّي ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي ، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت. اللهمّ إنّي أسألك بجاه محمّد عندك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي. قال : ففعل آدم فقال الله : يا آدم من علّمك هذا؟ فقال : يا ربّ إنّك لمّا نفخت فيّ الروح فقمت بشرا سويّا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر ، رأيت على ساق عرشك مكتوبا : «بسم الله الرحمان الرحيم ، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، محمّد رسول الله» فلمّا لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل غير اسمه ، علمت أنّه أكرم خلقك عليك! قال : صدقت وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك. قال : فحمد آدم ربّه وشكره وانصرف بأعظم سرور لم ينصرف به عبد من عند ربّه. قال : فجاءته الملائكة أفواجا تهنّئه يقولون : لتهنك توبة الله يا أبا محمّد» (١).

[٢ / ١٤٤٨] وأخرج ابن النجّار عن ابن عبّاس قال : «سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال : سأل بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، إلّا تبت عليّ ، فتاب عليه» (٢).

[٢ / ١٤٤٩] وأخرج العيّاشي بإسناده إلى عبد الرحمان بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «دعا آدم ربّه بحقّ الخمسة : محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فغفر الله له. وذلك قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) ، الآية» (٣).

[٢ / ١٤٥٠] وروى الصدوق بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : «سألت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٤٦.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٧ ؛ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ١ : ١٠١.

(٣) البرهان ١ : ١٩٦ / ١٠ ؛ العيّاشي ١ : ٥٩ / ٢٧ ؛ البحار ١١ : ١٨٧ / ٣٩ و ٢٦ : ٣٢٦ / ٩.

٥٠٨

والحسين إلّا تبت عليّ فتاب عليه» (١).

[٢ / ١٤٥١] وروى بإسناده إلى أبي سعيد المدائني يرفعه [إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] «في قول الله عزوجل : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام» (٢).

[٢ / ١٤٥٢] وقال الكليني ـ ذيل الحديث الذي رويناه عنه آنفا عن الروضة ـ : وفي رواية أخرى «في قوله ـ عزوجل ـ : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : سأله بحقّ محمّد وعليّ والحسن والحسين وفاطمة ـ صلّى الله عليهم ـ» (٣).

[٢ / ١٤٥٣] وروى بإسناده إلى المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام «سأله عن قول الله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) ما هذه الكلمات؟ قال : هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهو أنّه قال : «يا ربّ أسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ» ، فتاب الله عليه ، إنّه هو التوّاب الرحيم» (٤).

[٢ / ١٤٥٤] وروى بإسناده إلى محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام وساق الحديث إلى قوله : «فقالا : اللهمّ إنّا نسألك بحقّ الأكرمين عليك محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة ، إلّا تبت علينا ورحمتنا ، فتاب الله عليهما ، إنّه هو التوّاب الرحيم» (٥).

ملحوظة

قد يتشكّك البعض في مثل هذه الروايات ، حيث لا موضع لآل البيت حينذاك وهم لم يخلقوا

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٦٨ ؛ الخصال : ٢٧٠ / ٨ ؛ معاني الأخبار : ١٢٥ / ١ ، باب : معنى الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ؛ البحار ١١ : ١٧٦ / ٢٢ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ؛ البرهان ١ : ١٩٤ ـ ١٩٥ / ٥.

(٢) نور الثقلين ١ : ٦٧ ؛ معاني الأخبار : ١٢٥ / ٢ ، باب معنى الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ؛ البحار ١١ : ١٧٧ / ٢٣ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨٢ ؛ البرهان ١ : ١٩٥ / ٦.

(٣) الكافي ٨ : ٣٠٥. ذيل الرقم ٤٧٢ ؛ البرهان ١ : ١٩٣ / ٢ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨١.

(٤) نور الثقلين ١ : ٦٨ ؛ كمال الدين : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ / ٥٧ ؛ الخصال : ٣٠٤ ـ ٣٠٥ / ٨٤ ؛ البحار ١٢ : ٦٦ / ١٢ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨٣.

(٥) نور الثقلين ١ : ٦٧ ـ ٦٨ ؛ معاني الأخبار : ١١٠ / ١ ، باب معنى الأمانة الّتي عرضت على السماوات والأرض ؛ البحار ١١ : ١٧٤ / ١٩ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨٢.

٥٠٩

بعد؟!

قلت : مع غضّ النظر عن صحّة أسانيدها ـ وقد عرفت أنّ بعضهم صحّحها كالحاكم النيسابوري في المستدرك (١) ـ لا غرو بعد كونهم أنوارا محلّقين في ظلّ العرش ، قبل أن يخلق آدم بأحقاب.

[٢ / ١٤٥٥] فقد أخرج محبّ الدين الطبري في كتابه «الرياض النضرة في فضائل العشرة» بالإسناد إلى سلمان الفارسي ـ رضوان الله عليه ـ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام» (٢).

وغيرها من روايات ، يجدها المراجع بوفرة في مظانّها.

هذا مضافا إلى إمكان معرفة آدم بشأن الطيّبين من ذرّيته ، علّمه الله يوم علّمه الأسماء ، فاستغلّ فرصة الاستشفاع بجاههم العظيم عند الله ، ولا ريب أنّهم الشفعاء عند الله لجميع الخلائق من الأوّلين والآخرين ، وقد مرّ عليك بعض الأحاديث بهذا الشأن.

وبعد ، ألم يكن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باهل نصارى نجران بأهل بيته عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام (٣) حيث وجدهم عظماء عند الله ، وذوي وجوه مقبولة لديه سبحانه وتعالى ، فلا استغراب أن يتوسّل آدم بهم في التوصّل إلى قربه تعالى ، لمكان معرفته بشأنهم الرفيع عند الله.

***

وهناك روايات أخر تجعل الكلمات الّتي تلقّاها آدم ، هي تعلّم مراسم الحجّ والدعاء والاستغفار عند البيت الحرام. علّمه الله إيّاها ليقوم بأدائها كملا فتقبل توبته.

[٢ / ١٤٥٦] أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق أبي إسحاق السّبيعي عن رجل من تميم ، قال : أتيت ابن عبّاس فسألته : ما الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربّه؟ قال : علم شأن الحجّ ، فهي الكلمات (٤).

[٢ / ١٤٥٧] وأخرج الأزرقي في تاريخ مكّة والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدعوات وابن

__________________

(١) الحاكم ٢ : ٢١٥. ذكر الحديث وعقّبه بقوله : هذا حديث صحيح الإسناد.

(٢) الرياض النضرة ٢ : ١٦٤. قال : وخرّجه أحمد في المناقب. (فضائل الخمسة ، الفيروز آبادي) ١ : ١٦٨.

(٣) راجع تفصيل الحديث في الكشّاف ١ : ٣٦٨ ـ ٣٦٩.

(٤) ابن أبي حاتم ١ : ٩١ / ٤٠٨ ؛ ابن كثير ١ : ٨٥ ؛ الدرّ ١ : ١٤٥.

٥١٠

عساكر بسند لا بأس به ، عن بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لمّا أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت أسبوعا وصلّى حذاء المقام ركعتين ثمّ قال : «اللهمّ أنت تعلم سرّي وعلانيتي فاقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي. أسألك إيمانا يباهي قلبي ويقينا صادقا حتّى أعلم أنّه لا يصيبني إلّا ما كتبت لي ورضّني بقضائك» فأوحى الله إليه : يا آدم إنّك دعوتني بدعاء فاستجبت لك فيه ، ولن يدعوني به أحد من ذرّيّتك إلّا استجبت له وغفرت له ذنبه وفرّجت همّه وغمّه واتّجرت له من وراء كلّ تاجر وأتته الدنيا راغمة وإن كان لا يريدها» (١).

[٢ / ١٤٥٨] وأخرج الخطيب في أماليه وابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن ابن مسعود عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة أوحى الله إليه : اهبط من جواري! وعزّتي ، لا يجاورني من عصاني. فهبط إلى الأرض مسودّا ، فبكت الأرض وضجّت. فأوحى الله إليه : يا آدم صم لي اليوم يوم ثلاثة عشر. فصامه فأصبح ثلثه أبيض ، ثمّ أوحى الله إليه : صم لي هذا اليوم يوم أربعة عشر. فصامه فأصبح ثلثاه أبيض ، ثمّ أوحى الله إليه : ثم لي هذا اليوم يوم خمسة عشر. فصامه فأصبح كلّه أبيض. فسمّيت أيّام البيض» (٢).

[٢ / ١٤٥٩] وأخرج الجنيدي والطبراني وابن عساكر في فضائل مكّة عن عائشة قالت : لمّا أراد الله أن يتوب على آدم أذن له فطاف بالبيت سبعا ـ والبيت يومئذ ربوة حمراء ـ فلمّا صلّى ركعتين قام واستقبل البيت وقال : اللهمّ إنّك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي. اللهمّ إنّي أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتّى أعلم أنّه لا يصيبني إلّا ما كتبت لي ، والرضا بما قسمت لي! فأوحى الله إليه : إنّي قد غفرت ذنبك ، ولن يأتيني أحد من ذرّيّتك يدعوني بمثل ما دعوتني إلّا غفرت ذنوبه وكشفت غمومه وهمومه ونزعت الفقر من بين عينيه واتّجرت له من وراء كلّ تاجر وجاءته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها (٣).

[٢ / ١٤٦٠] وأخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر عن عائشة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لمّا أهبط

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٤٣ ـ ١٤٤ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ، رقم ٥٧٨.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٧ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤١٩ ، رقم ٥٧٨ ؛ كنز العمّال ٨ : ٥٦٤ ـ ٥٦٥ / ٢٤١٩٣.

(٣) الدرّ ١ : ١٤٣ ؛ الأوسط ٦ : ١١٧ ـ ١١٨ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، رقم ٥٧٨ ؛ كنز العمّال ٥ : ٥٧ / ١٢٠٣٤ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ١٨٣ ، كتاب الأدعية ، باب دعاء آدم عليه‌السلام.

٥١١

الله آدم إلى الأرض قام وجاه الكعبة فصلّى ركعتين ، فألهمه الله هذا الدعاء : اللهمّ إنّك تعلم سريرتى وعلانيتي فاقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي. اللهمّ إنّي أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتّى أعلم أنّه لا يصيبني إلّا ما كتبت لي ، وأرضني بما قسمت لي. فأوحى الله إليه : يا آدم قد قبلت توبتك وغفرت ذنبك ، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلّا غفرت له ذنبه وكفيته المهمّ من أمره وزجرت عنه الشيطان واتّجرت له من وراء كلّ تاجر ، وأقبلت إليه الدنيا راغمة وإن لم يردها» (١).

[٢ / ١٤٦١] وروى الصدوق بإسناده إلى أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سأل أبي عليه‌السلام رجل وقال : حدّثني عن رضا الربّ عن آدم عليه‌السلام ، فقال : «إنّ آدم لمّا أهبط إلى الأرض سأل ربّه ـ عزوجل ـ هذا البيت ، فأمره أن يأتيه فيطوف به أسبوعا ، ويأتي منى وعرفات ، فيقضي مناسكه كلّها ، فجاء من الهند فكان موضع قدميه حيث يطأ عليه عمرانا ، وما بين القدم إلى القدم صحارى ليس فيها شيء ، ثمّ جاء إلى البيت فطاف أسبوعا وأتى مناسكه فقضاها كما أمره الله. فقبل الله منه التوبة وغفر له ، قال : فجعل طواف آدم لما طافت الملائكة بالعرش سبع سنين. فقال جبرئيل عليه‌السلام. هنيئا لك يا آدم لقد غفر لك ، لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلثة آلاف سنة ، فقال آدم : يا ربّ اغفر لي ، ولذرّيّتي من بعدي! فقال : نعم من آمن منهم بي وبرسلي. فقال الرجل : صدقت ومضى. فقال أبي : هذا جبرئيل أتاكم يعلّمكم معالم دينكم!». (٢)

قلت : وتقدّم في حديث عطاء : أنّه حجّ البيت على بقرة (٣).

[٢ / ١٤٦٢] وبإسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لمّا أراد أن يتوب على آدم أرسل إليه جبرئيل فقال له : السّلام عليك يا آدم الصابر على بليّته التائب عن خطيئته. إنّ الله بعثني إليك لأعلّمك المناسك الّتي يريد أن يتوب عليك بها. وأخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتّى أتى البيت ، فنزلت عليه غمامة من السماء ، فقال له جبرئيل : خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام ، ثمّ انطلق به حتّى أتى به إلى منى فأراه موضع مسجد منى فخطّه

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٤٣ ؛ الأوسط ٦ : ١١٧ ـ ١١٨ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٣١ ـ ٤٣٢ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ١٨٣ ، باب دعاء آدم عليه‌السلام.

(٢) نور الثقلين ١ : ٧٠ ـ ٧١ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤٠٧ / ٢ ، باب ١٤٣ ، (العلّة الّتي من أجلها صار الطواف سبعة أشواط) ؛ البحار ١١ : ١٧٠ / ١٧ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٨٩ ـ ٣٩٠.

(٣) الدرّ ١ : ١٣٦.

٥١٢

وخطّ المسجد الحرام بعد ما خطّ مكان البيت ، ثمّ انطلق به إلى عرفات فأقامه على العرفة وقال له : إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم ، ولذلك سمّي المعترف ، لأنّ آدم عليه‌السلام اعترف عليه بذنبه ، فجعل ذلك سنّة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم ، يسألون الله التوبة كما سألها أبوهم آدم ، ثمّ أمره جبرئيل فأفاض من عرفات ، فمرّ على الجبال السبعة ، فأمره أن يكبّر على كلّ جبل أربع تكبيرات ، ففعل ذلك آدم ، ثمّ انتهى به إلى جمع ثلث الليل ، فجمع فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء فلذلك سمّيت جمعا ، لأنّ آدم جمع فيها بين الصلاتين ، فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ، ثمّ أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتّى انفجر الصبح ، ثمّ أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع ، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرّات ، ويسأل الله التوبة والمغفرة سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل ، وإنّما جعل اعترافين ليكون سنّة في ولده ، فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقد وفي بحجّه. فأفاض آدم من جمع إلى منى ، فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلّي ركعتين في مسجد منى ، ثمّ أمره أن يقرّب إلى الله قربانا ليتقبّل الله منه ويعلم أنّ الله قد تاب عليه ويكون سنّة في ولده القربان ، فقرّب آدم عليه‌السلام قربانا فقبل الله منه قربانه وأرسل الله نارا من السماء فقبضت قربان آدم ، فقال له جبرئيل ، إنّ الله قد أحسن إليك إذ علّمك المناسك الّتي تاب عليك بها ، وقبل قربانك ، فأحلق رأسك تواضعا لله ـ عزوجل ـ إذ قبل قربانك. فحلق آدم رأسه تواضعا لله ، ثمّ أخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت ، فعرض له إبليس عند جمرة العقبة ، فقال له : يا آدم أين تريد؟ قال جبرئيل : يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل ، فذهب إبليس ثمّ أخذ بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة الأولى ، فعرض له إبليس فقال له : ارمه بسبع حصيات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ، ثمّ عرض له عند الجمرة الثانية ، فقال له : يا آدم أين تريد؟ فقال له جبرئيل : ارمه بسبع حصيات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ، ثمّ عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له : يا آدم أين تريد؟ فقال له جبرئيل : ارمه بسبع حصيات وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم عليه‌السلام فذهب إبليس. ثمّ فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب إبليس ، فقال له جبرئيل : إنّك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا ، ثمّ انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرّات ، ففعل

٥١٣

ذلك آدم فقال له جبرئيل : إنّ الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلّت لك زوجتك» (١).

[٢ / ١٤٦٣] وروى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ آدم بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنّة وعلى خروجه من جوار الله ـ عزوجل ـ فنزل عليه جبرائيل فقال : يا آدم مالك تبكي؟ فقال : يا جبرائيل ما لي لا أبكي وقد أخرجني الله من جواره وأهبطني إلى الدنيا! قال : يا آدم تب إليه ، قال : وكيف أتوب؟ فأنزل الله عليه قبّة من نور في موضع البيت ، فسطع نورها في جبال مكّة ، فهو الحرم ، فأمر الله جبرائيل أن يضع عليه الأعلام ، قال : قم يا آدم ، فخرج به من مكّة يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم.

وأخرج من الجنّة أوّل يوم من ذي القعدة ، فلمّا كان يوم الثامن من ذي الحجّة أخرجه جبرائيل إلى منى فبات بها ، فلمّا أصبح أخرجه إلى عرفات وقد كان علّمه الإحرام وأمره بالتلبية ، فلمّا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية ، وأمره أن يغتسل ، فلمّا صلّى العصر أوقفه بعرفات وعلّمه الكلمات الّتي تلقّاها من ربّه ، وهي : سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم ، سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنّك خير الغافرين ، سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم.

فبقي آدم إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى السماء يتضرّع ويبكي إلى الله ، فلمّا غربت الشمس ردّه إلى المشعر فبات به ، فلمّا أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات وتاب عليه ، ثمّ أفاض إلى منى ، وأمره جبرائيل أن يحلق الشعر الّذي عليه ، فحلق. ثمّ ردّه إلى مكّة ، فأتى به إلى الجمرة الأولى ، فعرض له إبليس عندها ، فقال : يا آدم أين تريد؟ فأمره جبرائيل أن يرميه بسبع حصيات ، وأن يكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ثمّ ذهب ، فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات ، فرمى وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ثمّ ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات ويكبّر عند كلّ حصاة ، فرمى وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، فذهب إبليس فقال جبرائيل لآدم : إنّك لن تراه بعد اليوم أبدا ، فانطلق به إلى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرّات ، ففعل ، فقال له : إنّ الله قد قبل توبتك وحلّت لك زوجتك ، قال : فلمّا

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٦٩ ـ ٧٠ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤٠٠ ـ ٤٠١ / ١ ؛ البحار ١١ : ١٦٧ ـ ١٦٩ / ١٥.

٥١٤

قضى آدم حجّه لقيته الملائكة بالأبطح فقالوا : يا آدم برّ حجّك أما إنّا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام» (١).

فيما أوصى الله آدم عند الهبوط

[٢ / ١٤٦٤] أخرج ابن عساكر عن الحسن قال : لمّا أهبط الله آدم من الجنّة إلى الأرض قال له : يا آدم أربع احفظهن ، واحدة لي عندك ، وأخرى لك عندي ، وأخرى بيني وبينك ، وأخرى بينك وبين الناس! فأمّا الّتي لي عندك ، فتعبدني لا تشرك بي شيئا. وأمّا الّتي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا. وأمّا التي بيني وبينك فتدعوني فأستجيب لك ، وأما الّتي بينك وبين الناس فترضى للناس أن تأتي إليهم بما ترضى أن يأتوا إليك بمثله (٢).

[٢ / ١٤٦٥] وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان رضى الله عنه قال : لمّا خلق الله آدم قال : يا آدم ، واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك. فأمّا الّتي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأمّا التي لك فما عملت من شيء جزيتك به ، وإن أغفر فأنا غفور رحيم ، وأمّا التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعليّ الإجابة والعطاء. وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن سلمان رفعه (٣).

[٢ / ١٤٦٦] وأخرج ابن الصلاح في أماليه عن محمّد بن النضر قال : قال آدم : يا ربّ شغلتني بكسب يدي ، فعلّمني شيئا فيه مجامع الحمد والتسبيح! فأوحى الله إليه : يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثا ، وإذا أمسيت فقل ثلاثا : الحمد لله ربّ العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده. فذلك مجامع الحمد والتسبيح (٤).

[٢ / ١٤٦٧] وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عبّاس قال : لمّا أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذرّيّته فنمت ، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده وولد ولد ولده ، فجعلوا يتحدّثون حوله وآدم ساكت لا يتكلّم ، فقالوا : يا أبانا ما لنا نحن نتكلّم وأنت ساكت لا تتكلّم؟! فقال : يا بنيّ إنّ الله لمّا

__________________

(١) البرهان ١ : ١٩٣ ـ ١٩٤ / ٣ ؛ القمي ١ : ٤٤ ـ ٤٥ ؛ البحار ١١ : ١٧٨ ـ ١٧٩ / ٢٥ ، و ٩٦ : ٣٥ ـ ٣٦ / ١٤ ؛ الصافي ١ : ١٧٧ ـ ١٧٨ ، باختصار.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٧ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٤٠ ، رقم ٥٧٨.

(٣) الدرّ ١ : ١٤٨ ؛ الزهد : ٩٤ / ٢٥٤ ، باب زهد آدم عليه‌السلام ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الثاني : ٣١٨ ـ ٣١٩ ؛ كنز العمّال ٢ : ٦٧ / ٣١٤٩ ؛ الكبير ٦ : ٢٥٣ / ٦١٣٧ ، في ترجمة سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان.

(٤) الدرّ ١ : ١٤٨.

٥١٥

أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إليّ فقال : يا آدم أقلّ الكلام حتّى ترجع إلى جواري (١).

[٢ / ١٤٦٨] وأخرجا عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لمّا أهبط الله آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث ، ثمّ قال له بنوه : يا أبانا تكلّم! فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده وولد ولد ولده وولد ولد ولد ولده فقال : إنّ الله أمرني فقال : يا آدم أقلل كلامك ترجع إلى جواري» (٢).

[٢ / ١٤٦٩] وأخرج ابن عساكر عن فضالة بن عبيد قال : إنّ آدم كبر حتّى كانت تلعب به بنو بنيه. فقيل له : ألا تنهى بني بنيك أن يلعبوا بك؟ قال : إنّي رأيت ما لم يروا وسمعت ما لم يسمعوا ، وكنت في الجنّة وسمعت كلام الملائكة ، وإنّ ربّي وعدني إن أنا أمسكت فمي أن يدخلني الجنّة! (٣).

قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً)

[٢ / ١٤٧٠] قال الجبّائي : الهبوط الأوّل هو الهبوط من الجنّة إلى السماء ، وهذا الهبوط من السماء إلى الأرض (٤).

[٢ / ١٤٧١] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) قال : الهدى الأنبياء والرسل والبيان (٥).

[٢ / ١٤٧٢] قال الحسن : الهدى : القرآن (٦).

[٢ / ١٤٧٣] وقال السّدّي : كتاب الله (٧).

[٢ / ١٤٧٤] وقال مقاتل بن حيّان : الهدى : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨).

[٢ / ١٤٧٥] وروى العيّاشي بإسناده عن جابر قال : «سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن تفسير هذه الآية في

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٤٨ ؛ تاريخ بغداد ٧ : ٣٣٩ ، بعد رقم ٣٨٤٣ ، ترجمة الحسن بن شبيب بن راشد ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٤٧ ، رقم ٥٧٨.

(٢) الدرّ ١ : ١٤٨ ؛ تاريخ بغداد ٧ : ٣٣٨ ـ ٣٣٩ / ٣٨٤٣ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٤٧ ، رقم ٥٧٨ ؛ كنز العمّال ٣ : ٣٥٣ / ٦٨٩٨.

(٣) الدرّ ١ : ١٤٨ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٤٧ ، رقم ٥٧٨.

(٤) التبيان ١ : ١٧٣ ؛ مجمع البيان ١ : ١٧٩.

(٥) الدرّ ١ : ١٥٢ ؛ الطبري ١ : ٣٥٢ / ٦٦٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٩٣ / ٤١٩.

(٦) ابن كثير ١ : ٨٥.

(٧) القرطبي ١ : ٣٢٨.

(٨) ابن كثير ١ : ٨٥.

٥١٦

باطن القرآن (١)(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، قال : تفسير الهدى عليّ عليه‌السلام ، قال الله فيه : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)» (٢).

[٢ / ١٤٧٦] وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «فمن تبع هديّ» بتثقيل الياء وفتحها (٣).

[٢ / ١٤٧٧] وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) قال : يعني بياني (٤).

[٢ / ١٤٧٨] وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) قال : ما زال لله في الأرض أولياء منذ هبط آدم ، ما أخلى الله الأرض لإبليس إلّا وفيها أولياء له يعملون لله بطاعته (٥).

***

قلت : وبذلك وردت روايات عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام وأنّ الأرض لا تخلو من حجّة قائمة ، ولو لا ذلك لم يعرف الحقّ من الباطل.

وإليك ما أورده أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني بهذا الشأن :

[٢ / ١٤٧٩] روى بإسناده عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : «والله ما ترك الله أرضا منذ قبض آدم عليه‌السلام إلّا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، وهو حجّته على عباده. ولا تبقى الأرض بغير إمام حجّة لله على عباده» (٦).

[٢ / ١٤٨٠] وعن عبد الله بن سليمان العامري عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : «ما زالت الأرض إلّا ولله فيها الحجّة ، يعرّف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله» (٧).

[٢ / ١٤٨١] وعن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عنه عليه‌السلام قال : «إنّ الله أجلّ وأعظم من أن يترك

__________________

(١) المقصود من الباطن هو المفهوم العامّ المستخرج من فحوى الآية ، وينطبق على مصاديق عبر الآفاق والأيّام. ومن أبين مصاديق الهدى هو الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام المتجسّد فيه معالم الهدى ويدور معه الحقّ حيثما دار ، كما قال رسول الإسلام عليه آلاف التحيّة والسّلام.

(٢) العيّاشي ١ : ٦٠ / ٢٩ ؛ البرهان ١ : ٢٠٠ / ١٨.

(٣) الدرّ ١ : ١٥٢.

(٤) الطبري ١ : ٣٥٤ / ٦٦٣.

(٥) الدرّ ١ : ١٥٢.

(٦) الكافي ١ : ١٧٨ ـ ١٧٩ / ٨ ، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة.

(٧) المصدر / ٣.

٥١٧

الأرض بغير إمام عادل» (١).

[٢ / ١٤٨٢] وعن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «إنّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها إمام ، كيما إذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم. وإن نقصوا شيئا أتمّه لهم» (٢).

[٢ / ١٤٨٣] وعن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما‌السلام قال : «إنّ الله لم يدع الأرض بغير عالم ، ولو لا ذلك لم يعرف الحقّ من الباطل» (٣).

[٢ / ١٤٨٤] وعن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : «قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال : لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت» (٤).

[٢ / ١٤٨٥] وفيما رواه بالإسناد إلى الوشّاء عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : «لا تبقى ، إذن لساخت» (٥).

قال ابن منظور : ساخت بهم الأرض تسوخ سوخا وسؤوخا وسوخانا ، إذا انخسفت. وهو من ساخ يسوخ أي رسب. يقال : ساخت يدي فرسي : أي غاصت في الأرض (٦).

فمعنى قوله عليه‌السلام إذن لساخت الأرض بأهلها أي ابتلعتهم أو أخذت بأقدامهم فلم يقدروا حراكا فيها. وهذا المعنى هو الّذي جاء في حديث آخر :

[٢ / ١٤٨٦] روى الكليني بالإسناد إلى أبي هراسة عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : «لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله» (٧).

أي جعلتهم حيارى لا يدرون أين المخلص وما هو سبيل النجاة!

[٢ / ١٤٨٧] ومن ثمّ كان عليّ عليه‌السلام يقول : «اللهمّ إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك».

رواه الكليني بطريقين بالإسناد إلى أبي أسامة. وعن طريق هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عمّن يثق به من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام (٨).

[٢ / ١٤٨٨] وجاء في قصار كلماته عليه‌السلام : «اللهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة ... لئلّا تبطل

__________________

(١) المصدر / ٦.

(٢) المصدر ٢.

(٣) المصدر / ٥.

(٤) المصدر : ١٧٩ / ١٠.

(٥) المصدر / ١٣.

(٦) لسان العرب ٣ : ٢٧.

(٧) الكافي ١ : ١٧٩ / ١٢.

(٨) المصدر / ٧.

٥١٨

حجج الله وبيّناته ...» (١).

[٢ / ١٤٨٩] وقال بشأن آدم بعد هبوطه وقبول توبته : «فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضه بنسله وليقيم الحجّة به على عباده ، ولم يخلهم بعد أن قبضه ممّا يؤكّد عليهم حجّة ربوبيّته ويصل بينهم وبين معرفته ، بل تعاهدهم على ألسن الخيرة من أنبيائه ومتحمّلي ودائع رسالاته قرنا فقرنا ...» (٢).

[٢ / ١٤٩٠] وقال في أولى خطبة من النهج ـ : «ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبيّ مرسل أو كتاب منزل أو حجّة لازمة».

قوله تعالى : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)

قال الشيخ : عمومه يقضي أنّه لا يلحقهم خوف أهوال القيامة (٣).

قال ابن جرير : يعني فهم آمنون في أهوال القيامة من عقاب الله ، غير خائفين عذابه ، بما أطاعوا الله في الدنيا واتّبعوا أمره وهداه وسبيله. ولا هم يحزنون يومئذ على ما خلّفوا بعد وفاتهم في الدنيا.

أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) يقول : لا خوف عليكم أماتكم ، وليس شيء أعظم في صدر الّذي يموت ممّا بعد الموت ، فأمّنهم منه وسلّاهم عن [٢ / ١٤٩١] الدنيا فقال : (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٤).

[٢ / ١٤٩٢] وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) قال : يعني في الآخرة (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) يعني لا يحزنون للموت (٥).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)

قال ابن جرير : يعني : والّذين جحدوا آياتي وكذّبوا رسلي. وآيات الله حججه وأدلّته على وحدانيّته وربوبيّته وما جاءت به الرسل من الأعلام والشواهد على ذلك وعلى صدقها فيما أنبأت عن ربّها.

__________________

(١) نهج البلاغة ٤ : ٣٧ ، الحكمة ١٤٧.

(٢) المصدر ١ : ١٧٧ ، الخطبة ٩١.

(٣) التبيان ١ : ١٧٦.

(٤) الطبري ١ : ٣٥٤ / ٦٦٤.

(٥) الدرّ ١ : ١٥٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٩٣ / ٤٢٦ ؛ ابن كثير ١ : ١٦٠.

٥١٩

قال : وقد بيّنّا أنّ معنى الكفر التغطية على الشيء.

[٢ / ١٤٩٣] قوله تعالى : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) يعني : أهلها الّذين هم أهلها دون غيرهم.

المخلّدون فيها أبدا إلى غير أمد ولا نهاية. قال : كما حدّثنا به عقبة بن سنان البصري قال :

حدّثنا غسّان بن مضر قال : حدّثنا سعيد بن يزيد. وحدّثنا سوار بن عبد الله العنبري قال : حدّثنا بشر بن المفضّل قال : حدّثنا أبو مسلمة سعيد بن يزيد.

[٢ / ١٤٩٤] وحدّثني يعقوب بن إبراهيم وأبو بكر بن عون قالا : حدّثنا إسماعيل بن عليّة عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أمّا أهل النار الّذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، ولكنّ أقواما أصابتهم النار بخطاياهم وبذنوبهم فأماتتهم إماتة حتّى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة» (١).

[٢ / ١٤٩٥] قال ابن كثير (٢) : وقد رواه مسلم من حديث شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعقّبه بقوله : «فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثّوا على أنهار الجنّة. ثمّ قيل : يا أهل الجنّة أفيضوا عليهم. فينبتون نبات الحبّة تكون في حميل السيل».

فقال رجل من القوم : كأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد كان بالبادية! (٣)

وسيأتي ـ ذيل الآية ٨١ ـ بعض الكلام عن مسألة الخلود ، ولا سيّما خلود أهل النار ، وأنّه مختصّ بأولئك الّذين ثابروا على الكفر والعناد وماتوا وهم كفّار. أمّا العصاة الّذين احتفظوا بإيمانهم حتّى الممات ، فسوف يثابون بعد معاناة العقاب ، والأمر لله.

__________________

(١) الطبري ١ : ٣٥٤ / ٦٦٥.

(٢) ابن كثير ١ : ٨٦.

(٣) مسلم ١ : ١١٨ ، كتاب الإيمان ، باب إثبات الشفاعة ؛ ابن ماجة ٢ : ١٤٤١ / ٤٣٠٩ ، باب ٣٧ ؛ مسند أحمد ٣ : ١١.

٥٢٠