التفسير الأثري الجامع - ج ٢

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ٢

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5079-03-6
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٥٦٠

والبحار كأطراف الفسطاط (١).

[٢ / ٦١٣] وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن أبي برّة قال : ليست السماء مربعة ، ولكنّها مقبّوة يراها الناس خضراء (٢).

[٢ / ٦١٤] وقال نوف البكالي : رأيت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام خرج فنظر إلى النجوم فقال : «يا نوف ، أراقد أنت أم رامق؟ قلت : بل رامق يا أمير المؤمنين ، قال : طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة ، أولئك قوم اتّخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا ، وماءها طيّبا والقرآن والدعاء دثارا وشعارا ، فرفضوا الدنيا ، على منهاج المسيح عليه‌السلام» (٣).

قوله تعالى : (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)

[٢ / ٦١٥] أخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن. أنّه سئل عن المطر ، من السماء أم من السحاب؟ قال : من السماء ، إنّما السحاب علم ينزل عليه الماء من السماء (٤).

[٢ / ٦١٦] وقال مقاتل بن سليمان : (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) يعني المطر (فَأَخْرَجَ بِهِ) يقول : فأخرج بالمطر من الأرض أنواعا (مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ)(٥).

[٢ / ٦١٧] وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال : لا أدري المطر أنزل قطره من السماء في السحاب ، أم خلق في السحاب فأمطر (٦)؟

[٢ / ٦١٨] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب قال : السحاب غربال المطر ، ولو لا

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ العظمة ٣ : ١٠٥٣ / ٥٧٠ ، باب ٢٠ (صفة السماوات) ؛ تاريخ الطبرى ١ : ٢٧ ، وفيه : «كأطناب الفسطاط».

(٢) الدرّ ١ : ٨٦.

(٣) القرطبي ١ : ٢٣٠ ؛ نهج البلاغة ٤ : ٢٣ ـ ٢٤ / ١٠٤ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، الأصل ١٠١ ؛ تاريخ بغداد ٧ : ١٧٢ ـ ١٧٣ / ٣٦٠٨ ، في ترجمة : جعفر بن مبشر ؛ ابن عساكر ٦٢ : ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، في ترجمة : نوف بن فضّالة ؛ الخصال : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ / ٤٠.

(٤) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ العظمة ٤ : ١٢٧٢ / ٧٥٨ ، باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله).

(٥) تفسير مقاتل ١ : ٩٣.

(٦) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ العظمة ٤ : ١٢٧٥ ـ ١٢٧٦ / ٧٦٤ ، باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله).

٢٢١

السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض ، والبذر ينزل من السماء (١).

[٢ / ٦١٩] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن خالد بن معدان قال : إنّ المطر ماء يخرج من تحت العرش فينزل من سماء إلى سماء حتّى يجتمع في السماء الدنيا فيقع في شيء يقال له الإبرم فيجتمع فيه ، فتجيء السحابة السوداء فتدخله فتشربه مثل شرب الإسفنجة ، فيسوقها الله حيث يشاء (٢).

[٢ / ٦٢٠] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال : ينزل الماء من السماء السابعة ، فتقع القطرة منه على السحابة مثل البعير (٣).

[٢ / ٦٢١] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن خالد بن يزيد قال : المطر منه من السماء ، ومنه ماء يسقيه الغيم من البحر ، فيعذبه الرعد والبرق. فأمّا ما كان من البحر فلا يكون له نبات ، وأمّا النبات فممّا كان من السماء (٤).

قلت : هذه روايات تحاكي ذهنيّة أصحاب الفكر القديم السّذّج ، وإنّما نقلناها نقلا وليس اعتمادا بها.

[٢ / ٦٢٢] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال : ما أنزل الله من السماء قطرة إلّا أنبت بها في الأرض عشبة ، أو في البحر لؤلؤة (٥).

[٢ / ٦٢٣] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر عن ابن عبّاس قال : إذا جاء القطر من السحاب تفتحت له الأصداف فكان لؤلؤا (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧٥ / ١٤٧٦ ، ذيل الآية ١٦٤ ؛ العظمة ٤ : ١٢٣٨ / ٧١٣ باب ٢٣ (ذكر السحاب وصفته).

(٢) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦١ / ٢٢٥ ؛ العظمة ٤ : ١٢٧٥ / ٧٦٣ ، باب ٢٤ : (ذكر المطر ونزوله) بلفظ : ... قال : المطر يخرّ من تحت العرش فينزل إلى السماء الدنيا فيجتمع في موضع يقال له «الإبرم» فتجيء السحابة السوداء فتشربه.

(٣) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧٤ / ١٤٦٩ ، ذيل الآية ١٦٤ ؛ العظمة ٤ : ١٢٥٨ / ٧٣٧ ، باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله).

(٤) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ العظمة ٤ : ١٢٧٠ ـ ١٢٧١ / ٧٥٦ باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله) ؛ ابن كثير ٣ : ٣٣٣ ، وفيه : «فيذبّه الرعد» بدل «فيعذّبه الرعد» سورة الفرقان ، الآية ٤٨.

(٥) الدرّ ١ : ٨٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦١ : ٢٢٧ ؛ العظمة ٤ : ١٢٥٩ / ٧٣٨ ، باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله) بلفظ : عن عكرمة : قال : ما من قطرة تقطر إلّا نبتت بها شجرة أو لؤلؤة ، ابن كثير ٣ : ٣٣٣ ، سورة الشعراء.

(٦) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ كتاب المطر والرعد والبرق والريح لابن أبي الدنيا : ٥٤ / ٧ ؛ الطبري ١٣ : ١٧٢ بعد ٢٥٥٤٢.

٢٢٢

[٢ / ٦٢٤] وأخرج أبو الشيخ عن ابن عبّاس قال : يخلق الله اللؤلؤ في الأصداف من المطر ، تفتح الأصداف أفواهها عند المطر ، فاللؤلؤة العظيمة من القطرة العظيمة ، واللؤلؤة الصغيرة من القطرة الصغيرة (١).

نعم تلك مزعومة قديمة حسبت اللؤلؤة من قطرات الأمطار تبلعها الأصداف!

[٢ / ٦٢٥] وأخرج الشافعي في الأمّ وابن أبي الدنيا في كتاب المطر عن المطّلب بن حنطب. أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ما من ساعة من ليل ولا نهار إلّا والسماء تمطر فيها ، يصرفه الله حيث يشاء» (٢).

[٢ / ٦٢٦] وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عبّاس قال : ما نزل مطر من السماء إلّا ومعه البذر. أما إنّكم لو بسطتم نطعا لرأيتموه (٣).

[٢ / ٦٢٧] وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عبّاس قال : المطر مزاجه من الجنّة ، فإذا كثر المزاج عظمت البركة ، وإن قلّ المطر ، وإذا قلّ المزاج قلّت البركة وإن كثر المطر (٤).

[٢ / ٦٢٨] وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : ما من عام بأمطر من عام ، ولكن الله يصرفه حيث شاء ، وينزل مع المطر كذا وكذا من الملائكة ، يكتبون حيث يقع ذلك المطر ، ومن يرزقه ، وما يخرج منه مع كلّ قطرة (٥).

قوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

[٢ / ٦٢٩] أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ العظمة ٤ : ١٢٥٥ ـ ١٢٥٦ / ٧٣١ باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله) ، بلفظ : قال : يخلق الله عزوجل اللؤلؤ. يخرّ الأصداف من المطر.

(٢) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ الأمّ ١ : ٢٩٠ ، كتاب الاستسقاء ، باب كثرة المطر وقلّته ؛ كتاب المطر لابن أبي الدنيا : ٩٢ / ٦٠ وفيه : «ما أتى على الناس ساعة قطّ من ليل أو نهار ...» ؛ كنز العمّال ٧ : ٨٣٢ / ٢١٥٩٠.

(٣) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ كتاب المطر ، لابن أبي الدنيا : ١٠٧ ـ ١٠٨ / ٨٦ ؛ العظمة ٤ : ١٢٦٧ / ٧٥٠ ، باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله).

(٤) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ كتاب المطر ، لابن أبي الدنيا : ٥٤ ـ ٥٥ / ٨ ؛ العظمة ٤ : ١٢٧٤ ـ ١٢٧٥ / ٧٦٢.

(٥) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ العظمة ٤ : ١٢٧٤ / ٧٦١ ، باب ٢٤ (ذكر المطر ونزوله) ، وفيه : يصرفه حيث يشاء وربما كان ذلك في البحر ينزل مع المطر.

٢٢٣

أَنْداداً) أي لا تشركوا به غيره من الأنداد الّتي لا تضرّ ولا تنفع (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنّه لا ربّ لكم يرزقكم غيره (١).

[٢ / ٦٣٠] وقال مقاتل بن سليمان : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) يقول : لا تجعلوا مع الله شركاء (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنّ هذا الّذي ذكر كلّه من صنعه فكيف تعبدون غيره؟ (٢).

[٢ / ٦٣١] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (أَنْداداً) قال : شركاء (٣).

[٢ / ٦٣٢] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس قال : (أَنْداداً) هو الشرك (٤).

[٢ / ٦٣٣] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (أَنْداداً) قال : أشباها (٥).

[٢ / ٦٣٤] وأخرج الطستي عن ابن عبّاس ، أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله ـ عزوجل ـ (أَنْداداً) قال : الأشباه والأمثال. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول لبيد :

أحمد الله فلا ندّ له

بيديه الخير ما شاء فعل (٦)

[٢ / ٦٣٥] وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) قال : أكفاء من

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ الطبري ١ : ٢٣٧ / ٤١٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٢ / ٢٣١ ، وزاد في آخره : وقد علمتم الّذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحقّ لا يشكّ فيه ؛ ابن كثير ١ : ٦١ ؛ التبيان ١ : ١٠٢ ، بلفظ : قال ابن عبّاس : إنّه خاطب بقوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) جميع الكفّار من عبّاد الأصنام وأهل الكتابين ، لأنّ معنى قوله : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنّه لا ربّ لكم يرزقكم غيره وأنّ ما تعبدون لا يضرّ ولا ينفع.

(٢) تفسير مقاتل ١ : ٩٣.

(٣) الدرّ ١ : ٨٨ ؛ ابن كثير ١ : ٦١ ، بلفظ : قال أبو العالية : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) أي عدلاء شركاء ، وهكذا قال الربيع بن أنس وقتادة والسدّي وأبو مالك وإسماعيل بن أبي خالد.

(٤) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٢ / ٢٢٩ ، وزاد : «أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل ، وهو أن يقول : والله ، وحياتك يا فلانة وحياتى. ويقول : لو لا كلبه هذا لأتانا اللصوص ، ولو لا البطّ في الدار لأتى اللصوص ، وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل : لو لا الله وفلان. لا تجعل فيها فلان فإنّ هذا كله به شرك» ؛ ابن كثير ١ : ٦١. قريب لما رواه ابن أبي حاتم.

(٥) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ الطبري ١ : ٢٣٧ / ٤٠٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٢ / ٢٢٨.

(٦) الدرّ ١ : ٨٧ ـ ٨٨.

٢٢٤

الرجال تطيعونهم في معصية الله (١).

[٢ / ٦٣٦] وأخرج ابن أبي حاتم عن عوف بن عبد الله قال : «خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم من المدينة فسمع مناديا ينادي للصلاة ، فقال : الله أكبر الله أكبر. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : على الفطرة ؛ فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله. فقال : خلع الأنداد» (٢).

[٢ / ٦٣٧] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجة وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عبّاس قال : «قال رجل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما شاء الله وشئت فقال : جعلتني لله ندّا ، ما شاء الله وحده» (٣).

[٢ / ٦٣٨] وأخرج ابن سعد عن قتيلة بنت صيفي قالت : «جاء حبر من الأحبار إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا محمّد نعم القوم أنتم لو لا أنّكم تشركون. قال : وكيف؟ قال : يقول أحدكم : لا والكعبة. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّه قد قال ، فمن حلف فليحلف بربّ الكعبة. فقال : يا محمّد نعم القوم أنتم لو لا أنّكم تجعلون لله ندّا. قال : وكيف ذاك؟! قال : يقول أحدكم : ما شاء الله وشئت ؛ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحبر : إنّه قد قال ، فمن قال منكم فليقل : ما شاء الله ثمّ شئت» (٤).

[٢ / ٦٣٩] وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي عن طفيل بن سخبرة أنّه رأى فيما يرى النائم كأنّه مرّ برهط من اليهود فقال : أنتم نعم القوم لو لا أنّكم تزعمون أنّ عزيرا ابن الله! فقالوا : وأنتم نعم القوم لو لا أنّكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمّد. ثمّ مرّ برهط من النصارى فقال : أنتم نعم القوم لو لا أنّكم

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٧ ؛ الطبري ١ : ٢٣٦ / ٤٠٦ ، نقلا عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ التبيان ١ : ١٠٢.

(٢) الدرّ ١ : ٨٨.

(٣) الدرّ ١ : ٨٨ ؛ المصنّف ٦ : ٢٦٤ / ٣ ، باب ٢٣١ ؛ مسند أحمد ١ : ٢١٤ و ٢٢٤ و ٢٨٣ ؛ الأدب المفرد : ١٦٩ ـ ١٧٠ / ٧٨٣ ؛ النسائي ٦ : ٢٤٥ / ١٠٨٢٥ ، باب ٢٣٣ ؛ ابن ماجة ١ : ٦٨٤ / ٢١١٧ ، باب ١٣ (كتاب الكفّارات) ؛ الحلية ٤ : ٩٩ ، باب ٢٥٢ (يزيد بن الأصم) ؛ الأسماء والصفات ١ : ٢٢٤ ، باب : قول الله عزوجل : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)* بلفظ : عن ابن عبّاس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكلّمه في بعض الأمر فقال الرجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما شاء الله وشئت! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أجعلتني لله عدلا؟ بل شاء الله وحده ؛ كنز العمّال ٣ : ٦٥٩ / ٨٣٧٩ ؛ ابن كثير ١ : ٦٠.

(٤) الدرّ ١ : ٨٨ ؛ الطبقات الكبرى ٨ : ٣٠٩ ، في ترجمة : قتيلة بنت صيفي ؛ مسند أحمد ٦ : ٣٧١ ـ ٣٧٢ ؛ البيهقي ٣ : ٢١٦ ، كتاب الجمعة ، باب ما يكره من الكلام في الخطبة.

٢٢٥

تقولون : المسيح ابن الله! قالوا : وأنتم نعم القوم لو لا أنّكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمّد. فلمّا أصبح أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فخطب فقال : «إنّ طفيلا رأى رؤيا ، وإنّكم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم ، فلا تقولوها ولكن قولوا : ما شاء الله وحده لا شريك له» (١).

[٢ / ٦٤٠] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن حذيفة ابن اليمان عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ؛ قولوا : ما شاء الله ثمّ شاء فلان» (٢).

[٢ / ٦٤١] وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) أي عدلاء (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : إنّ الله خلقكم وخلق السماوات والأرض (٣).

[٢ / ٦٤٢] وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) أي عدلاء (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : تعلمون أنّه إله واحد في التوراة والإنجيل لا ندّ له (٤).

[٢ / ٦٤٣] وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال : قلت يا رسول الله! أيّ الذنب أعظم عند الله؟ قال : «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك» (٥).

[٢ / ٦٤٤] وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) قال : أي أن تقولوا : لو لا كلبنا لدخل علينا اللّصّ الدار ، لو لا كلبنا صاح في الدار ونحو ذلك (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٨ ؛ مسند أحمد ٥ : ٧٢ ؛ ابن ماجة ١ : ٦٨٥ / ٢١١٨ ، كتاب الكفارات ، باب ١٣ (النهي أن يقال : ما شاء الله وشئت) ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الأوّل : ٢٢٣ ، باب قول الله عزوجل (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ؛ * ابن كثير ١ : ٦٠.

(٢) الدرّ ١ : ٨٨ ؛ المصنّف ٧ : ٩٢ / ١ ، باب ٦٨ ، كتاب الدعاء ؛ مسند أحمد ٥ : ٣٨٤ و ٣٩٤ ؛ أبو داوود ٢ : ٤٧٣ / ٤٩٨٠ ، باب ٨٤ ، كتاب الأدب ؛ النسائي ٦ : ٢٤٥ / ١٠٨٢١ ؛ ابن ماجة ١ : ٦٨٥ / ٢١١٨ ، باب ١٣ ؛ البيهقي ٣ : ٢١٦ ، كتاب الجمعة ، باب ما يكره من الكلام في الخطبة ؛ الأسماء والصفات ١ : ٢٢٤ ؛ ابن كثير ١ : ٦٠.

(٣) الدرّ ١ : ٨٨ ؛ الطبري ١ : ٢٣٦ و ٢٣٧ ـ ٢٣٨ / ٤٠٤ و ٤١١ ؛ ابن كثير ١ : ٦١ ، في تفسير قوله تعالى «أندادا» عن أبي العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدّي وأبي مالك وإسماعيل بي أبي خالد.

(٤) الدرّ ١ : ٨٨ ـ ٨٩ ؛ الطبري ١ : ٢٣٦ و ٢٣٨ / ٤٠٥ و ٤١٢ ؛ مجمع البيان ١ : ١٢٤ ، بلفظ : ثالثها : ما قاله مجاهد وغيره : إنّ المراد بذلك أهل التوراة والإنجيل دون غيرهم أي : تعلمون ذلك في الكتابين ؛ التبيان ١ : ١٠٢ ، بلفظ : روي عن مجاهد : أنّه عنى بذلك أهل الكتابين.

(٥) البخاري ٥ : ١٤٨ ؛ مسلم ١ : ٦٣ ، كتاب الإيمان ، باب : بيان كون الشرك أقبح الذنوب ؛ ابن كثير ١ : ٦٠.

(٦) الطبري ١ : ٢٣٧ / ٤٠٩.

٢٢٦

[٢ / ٦٤٥] وعن ابن زيد قال : الأنداد : الآلهة الّتي جعلوها معه وجعلوا لها مثل ما جعلوا له (١).

[٢ / ٦٤٦] قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، الخطاب للكافرين والمنافقين ، عن ابن عبّاس (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ)

[٢ / ٦٤٧] قال عليّ بن إبراهيم في قوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) : أي في شكّ (٣).

[٢ / ٦٤٨] وقال مقاتل بن سليمان : قالت اليهود ، منهم رفاعة بن زيد ، وزيد بن عمرو ، ما يشبه هذا الكلام الوحي وإنّا لفي شكّ منه ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) يعني في شكّ (٤).

[٢ / ٦٤٩] وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) الآية. قال : هذا قول الله لمن شكّ من الكفّار فيما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥).

[٢ / ٦٥٠] وأخرج عبد الرزّاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :

(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) قال : في شكّ (مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) قال : من مثل هذا القرآن حقّا وصدقا ، لا باطل فيه ولا كذب (٦).

قوله تعالى : (مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا)

[٢ / ٦٥١] روى الصدوق عن جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر قال : حدّثنا أبو عبد الله السيّاري عن أبي يعقوب البغدادي قال : قال ابن السكّيت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : لما ذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر ، وبعث عيسى بالطبّ ، وبعث محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالكلام والخطب؟ فقال له أبو الحسن عليه‌السلام : «إنّ الله تعالى لمّا بعث موسى عليه‌السلام كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن عند القوم وفي

__________________

(١) المصدر / ٤٠٧.

(٢) القرطبي ١ : ٢٣١.

(٣) القمي ١ : ٣٤.

(٤) تفسير مقاتل ١ : ٩٣.

(٥) الدرّ ١ : ٨٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٣ / ٢٣٦.

(٦) الدرّ ١ : ٨٩ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٠ / ١٩ ؛ الطبري ١ : ٢٣٩ / ٤١٣ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٣ / ٢٣٥ ، بلفظ : عن أبي العالية في قوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) قال : في شكّ ، وكذلك فسرّه الحسن وقتادة والربيع بن أنس.

٢٢٧

وسعهم مثله ، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله تعالى بعث عيسى عليه‌السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطبّ فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وأثبت به الحجّة عليهم ، وإنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام [وأظنّه قال :] والشعر فأتاهم من كتاب الله ـ عزوجل ـ ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم ، وأثبت به الحجّة عليهم.

فقال ابن السكّيت : تالله ما رأيت مثلك اليوم قطّ. فما الحجّة على الخلق اليوم؟ فقال عليه‌السلام : العقل تعرف به الصادق على الله فتصدّقه ، والكاذب على الله فتكذّبه. فقال له ابن السكّيت : وهذا والله الجواب» (١).

قلت : في هذا الكلام الأخير جوهرة الحجّة القاطعة : براهين العقل الساطعة ، فتدبّر!

[٢ / ٦٥٢] وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما من الأنبياء نبيّ إلّا أعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ ، فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» (٢).

قوله تعالى : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)

[٢ / ٦٥٣] قال مقاتل بن سليمان : (مِمَّا نَزَّلْنا) من القرآن (عَلى عَبْدِنا) يعني محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ) الله (مِثْلِهِ) يعني مثل هذا القرآن (٣).

[٢ / ٦٥٤] وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) يقول : بسورة مثل هذا القرآن (٤).

__________________

(١) عيون الأخبار ٢ : ٨٥ ـ ٨٦ / ١٢ ، باب ٣٢ (في ذكر ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من العلل) ؛ البحار ١١ : ٧٠.

(٢) الدرّ ١ : ٨٩ ؛ مسند أحمد ٢ : ٤٥١ ؛ البخاري ٦ : ٩٧ ، كتاب فضائل القرآن ؛ مسلم ١ : ٩٢ ـ ٩٣ ، كتاب الإيمان ؛ النسائي ٥ : ٣ / ٧٩٧٧ ؛ الدلائل ٧ : ١٢٩ ؛ البيهقي ٩ : ٤ ، كتاب السير ، باب مبتدأ الخلق ؛ كنز العمّال ١١ : ٤١٠ / ٣١٩٢٢ ؛ ابن كثير ١ : ٦٤.

(٣) تفسير مقاتل ١ : ٩٣.

(٤) الطبري ١ : ٢٤٠ / ٤١٤ ؛ القرطبي ١ : ٢٣٢ ، بلفظ : الضمير في مِثْلِهِ عائد على القرآن عند الجمهور من العلماء كقتادة ــ ومجاهد وغيرهما ؛ ابن كثير ١ : ٦٣ ، نقلا عن مجاهد وقتادة. ثمّ قال ابن كثير : «واختاره ابن جرير الطبري والزمخشري والرازي ، ونقله عن ابن مسعود وابن عبّاس والحسن البصري وأكثر المحقّقين».

٢٢٨

[٢ / ٦٥٥] وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) قال : مثل القرآن (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) قال : ناس يشهدون لكم إذا أتيتم بها أنّه مثله (١).

قوله تعالى : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ)

[٢ / ٦٥٦] قال مجاهد : معنى قوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) : أي ادعوا ناسا يشهدون لكم ، أي يشهدون أنّكم عارضتموه (٢).

[٢ / ٦٥٧] وأخرج ابن جرير وابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) وقال : أعوانكم على ما أنتم عليه (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) فقد بيّن لكم الحقّ (٣).

[٢ / ٦٥٨] وقال عليّ بن إبراهيم في قوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) : يعني الّذين عبدوهم وأطاعوهم (٤).

[٢ / ٦٥٩] وقال الفرّاء : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) : أي آلهتكم (٥).

[٢ / ٦٦٠] وقال مقاتل بن سليمان : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) يقول : واستعينوا بالآلهة الّتي تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) بأنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول من تلقاء نفسه (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٨٩ ؛ الطبري ١ : ٢٤٠ و ٢٤١ / ٤١٥ و ٤١٧ ، نقلا عن مجاهد.

(٢) القرطبي ١ : ٢٣٣ ؛ الطبري ١ : ٢٤١ / ٤١٧ ؛ ابن كثير ١ : ٦٢ ؛ البغوي ١ : ٩٤ ؛ التبيان ١ : ١٠٤ ، بلفظ : قال مجاهد وابن جريج : أراد قوما يشهدون لكم بذلك ممّن يقبل قولهم ؛ مجمع البيان ١ : ١٢٦ ، بنحو ما رواه التبيان.

(٣) الدرّ ١ : ٨٩ ؛ الطبري ١ : ٢٤١ و ٢٤٣ / ٤١٦ و ٤١٩ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٣ ـ ٦٤ / ٢٤٠ ؛ ابن كثير ١ : ٦٢ ، بلفظ : قال ابن عبّاس : شهداءكم أعوانكم ؛ التبيان ١ : ١٠٤ ، في تفسير قوله تعالى (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) ، قال الشيخ : هذا القول أقوى ؛ مجمع البيان ١ : ١٢٦ ، بلفظ : قال ابن عبّاس : يعني أعوانكم وأنصاركم الّذين يظاهرونكم على تكذيبكم. قال الطبرسي : قول ابن عبّاس أقوى.

(٤) القمي ١ : ٣٤.

(٥) القرطبي ١ : ٢٣٢ ؛ التبيان ١ : ١٠٤ ؛ مجمع البيان ١ : ١٢٦.

(٦) تفسير مقاتل ١ : ٩٣.

٢٢٩

[٢ / ٦٦١] وقال السدّي عن أبي مالك : شركاءكم : أي قوما آخرين يساعدونكم على ذلك ؛ أي استعينوا بآلهتكم في ذلك يمدّونكم وينصرونكم (١).

قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا)

[٢ / ٦٦٢] أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) يقول : لن تقدروا على ذلك ولن تطيقوه (٢).

[٢ / ٦٦٣] وقال ابن كيسان : (وَلَنْ تَفْعَلُوا) توقيفا لهم على أنّه الحقّ ، وأنّهم ليسوا صادقين فيما زعموا من أنّه كذب ، وأنّه مفترى وأنّه سحر وأنّه شعر ، وأنّه أساطير الأوّلين ، وهم يدّعون العلم ولا يأتون بسورة من مثله (٣).

[٢ / ٦٦٤] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ يقول ـ سبحانه ـ : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) يعني تجيئوا به. فيها تقديم ، تقديمها : ولن تفعلوا ذلك فإن تفعلوا فأتوا بسورة من مثل هذا القرآن. فلم يجيبوه وسكتوا (٤).

[٢ / ٦٦٥] وروى ابن كثير بالإسناد إلى عمرو بن العاص أنّه وفد على مسيلمة الكذّاب وذلك قبل أن يسلم عمرو فقال له مسيلمة : ماذا أنزل على صاحبكم بمكّة في هذا الحين؟ فقال له عمرو : لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة ؛ فقال : وما هي فقال : (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ...) ففكّر مسيلمة هنيئة ثمّ رفع رأسه فقال : ولقد أنزل عليّ مثلها ، فقال له عمرو : وما هو؟ فقال : يا وبر يا وبر ، وإنّما أنت أذنان وصدر ، وسائرك حفر نقر! ثمّ قال : كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرو : والله إنّك لتعلم أنّي أعلم أنّك تكذب.

قال ابن كثير : والوبر دويبة تشبه الهرّ ، أعظم شيء فيه أذناه وصدره وباقيه دميم. فأراد مسيلمة أن يركّب من هذا الهذيان ما يعارض القرآن ، فلم يرج ذلك على عابدي الأوثان في ذلك الزمان (٥).

__________________

(١) ابن كثير ١ : ٦٢.

(٢) الدرّ ١ : ٨٩ ؛ الطبري ١ : ٢٤٣ / ٤١٨ باختلاف.

(٣) القرطبي ١ : ٢٣٤.

(٤) تفسير مقاتل ١ : ٩٣ ـ ٩٤.

(٥) ذكر ذلك في تفسير سورة العصر (٤ : ٥٨٥). وأورده هنا أيضا باختصار (١ : ٦٥) وفي تفسير سورة يونس الآية : ١٧ بتفصيل (٢ : ٤٢٦).

٢٣٠

قوله تعالى : (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)

[٢ / ٦٦٦] روي عن عليّ عليه‌السلام قال : يا معشر شيعتنا اتّقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا وإن لم تكونوا بالله كافرين ، فتوقّوها بتوقّي ظلم إخوانكم المؤمنين ، وإنّه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن إلّا ثقل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله ولم يفكّه منها إلّا شفاعتنا ، ولن نشفع إلى الله إلّا بعد أن نشفع له إلى أخيه المؤمن ، فإن عفا عنه شفعنا وإلّا طال في النار مكثه (١).

[٢ / ٦٦٧] وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير قال : «سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو على المنبر يقول : أنذركم النار ، أنذركم النار» حتّى سقط إحدى عطفي ردائه عن منكبيه (٢).

[٢ / ٦٦٨] وأخرج عبد الرزّاق وسعيد بن منصور والفريابي وهنّاد بن السريّ في كتاب الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصحّحه والبيهقي في «البعث والنشور» عن ابن مسعود قال : إنّ الحجارة الّتي ذكرها الله في القرآن في قوله : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) حجارة من كبريت خلقها الله عنده كيف شاء (٣).

[٢ / ٦٦٩] وقال مقاتل بن سليمان : يقول الله ـ سبحانه ـ : (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) وتلك الحجارة تحت الأرض الثانية مثل الكبريت تجعل في أعناقهم إذا اشتعلت فيها النار احترقت عامة اليوم فكان وهجها على وجوههم وذلك قوله ـ سبحانه ـ : (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ) يعني شدّة العذاب (يَوْمَ الْقِيامَةِ) ثمّ قال : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) بالتوعيد يخوّفهم الله ـ عزوجل ـ فلم يخافوا فقالوا من تكذيبهم : هذه النار وقودها الناس فما بال الحجارة (٤)؟

__________________

(١) تفسير الإمام : ٢٠٤ / ٩٣ ؛ البحار ٧٢ : ٣١٥ ـ ٣١٦ / ٣٩.

(٢) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ المصنّف ٨ : ٩٤ / ٢٠ ، كتاب ذكر النار ، باب ما ذكر فيما أعدّ لأهل النار وشدّته.

(٣) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٠ ـ ٢٦١ / ٢١ ؛ الزهد ، لهنّاد ١ : ١٧٩ / ٢٦٣ ؛ الطبرى ١ : ٢٤٤ / ١ ـ ٤٢٣ و ٤٢١ ، بنحوه ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٤ / ٢٤٤ ؛ الكبير ٩ : ٢١٠ ـ ٢١١ ؛ الحاكم ٢ : ٢٦١ و ٤٩٤ ، في تفسير سورة التحريم ؛ البعث والنشور : ٢٨٦ / ٥٠٣ ، باب ما جاء في شدّة حرّ جهنّم ؛ مجمع الزوائد ٧ : ١٢٧ ، كتاب التفسير ، سورة التحريم ، قال الهيثمي : رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم ؛ ابن كثير ١ : ٦٤ ؛ مجمع البيان ١ : ١٢٨ ، بلفظ : قيل : إنّها حجارة الكبريت لأنّها أحرّ شيء إذا أحميت ، عن ابن مسعود وابن عبّاس ، وكذا : أبو الفتوح ١ : ١٦٤.

(٤) تفسير مقاتل ١ : ٩٤.

٢٣١

[٢ / ٦٧٠] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في الآية قال : هي حجارة في النار من كبريت أسود يعذّبون به مع النار (١).

[٢ / ٦٧١] وأخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون قال : هي حجارة من كبريت ، خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض ، في السماء الدنيا فأعدّها للكافرين (٢).

[٢ / ٦٧٢] وروي عن مجاهد قال : حجارة من كبريت أنتن من الجيفة (٣).

[٢ / ٦٧٣] وقال ابن جريج : حجارة من كبريت أسود في النار ، وقال لي عمرو بن دينار : أصلب من هذه الحجارة وأعظم (٤).

[٢ / ٦٧٤] وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال : «تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآية (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) فقال : أوقد عليها ألف عام حتّى احمرّت ، وألف عام حتّى ابيضّت ، وألف عام حتّى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها» (٥).

[٢ / ٦٧٥] وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أوقدت النار ألف سنة حتّى احمرّت ثمّ أوقد عليها ألف سنة حتّى ابيضّت ، ثمّ أوقد عليها ألف سنة حتّى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة» (٦).

[٢ / ٦٧٦] وأخرج أحمد ومالك والبخاري ومسلم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «نار بني آدم الّتي توقدون ، جزء من سبعين جزءا (٧) من نار جهنم فقالوا : يا

__________________

(١) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ الطبري ١ : ٢٤٤ / ٤٢٢ ، نقلا عن ابن عبّاس وعن مرّة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ البغوي ١ : ٩٤ ، بلفظ : قال ابن عبّاس وأكثر المفسرين : يعني حجارة الكبريت لأنّها أكثر التهابا.

(٢) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ الطبري ١ : ٢٤٤ / ٤٢٠ ، نقلا عن عمرو بن ميمون عن عبد الله ؛ ابن كثير ١ : ٦٤.

(٣) ابن كثير ١ : ٦٤.

(٤) ابن كثير ١ : ٦٤.

(٥) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ الشعب ١ : ٤٨٩ / ٧٩٩ ، باب : في الخوف من الله تعالى ؛ ابن كثير ٢ : ٣٩١ ، سورة التوبة ، الآية ٨١.

(٦) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ المصنّف ٨ : ٩٩ / ٤٩ ، باب ١ ، كتاب ذكر النار ؛ الترمذي ٤ : ١١٠ ـ ١١١ / ٢٧١٧ ، باب ٧ ، كتاب صفة جهنّم ؛ البعث والنشور : ٢٨٧ / ٥٠٥ ، باب ما جاء في شدّة حرّ جهنّم ؛ كنز العمّال ١٤ : ٥٢٢ / ٣٩٤٨٣ ؛ القرطبي ١٩ : ٢٣٥ ، سورة التكوير ، الآية ١٢.

(٧) البعث والنشور : جزءا.

٢٣٢

رسول الله إن كانت لكافية؟ قال : فإنّها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلّهنّ مثل حرّها» (١).

[٢ / ٦٧٧] وأخرج مالك في الموطّأ والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : أترونها حمراء مثل ناركم هذه الّتي توقدون؟ إنّها لأشدّ سوادا من القار (٢).

[٢ / ٦٧٨] وأخرج الترمذي وحسّنه عن أبي سعيد عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، لكلّ جزء منها حرّها» (٣).

[٢ / ٦٧٩] وأخرج ابن ماجة والحاكم وصحّحه عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، لو لا أنّها اطفئت بالماء مرّتين ما انتفعتم منها بشيء ، وإنّها لتدعو الله أن لا يعيدها فيها» (٤).

[٢ / ٦٨٠] وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال : إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من تلك النار ، ولو لا أنّها ضربت في البحر مرّتين ما انتفعتم منها بشيء (٥).

[٢ / ٦٨١] وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، ضربت بماء البحر مرّتين ، ولو لا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد» (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٩٠ ـ ٩١ ؛ مسند أحمد ٢ : ٤٦٧ و ٤٧٨ ؛ الموطّأ ٢ : ٩٩٤ / ١ ، كتاب جهنّم ؛ البخاري ٤ : ٩٠ ، كتاب بدء الخلق ، باب ١٠ (صفة النار وأنّها مخلوقة) ؛ مسلم ٨ : ١٤٩ ـ ١٥٠ ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب شدّة حرّ جهنّم وبعد قعرها ؛ البعث والنشور : ٢٨٤ / ٤٩٧ ، باب : ما جاء في شدّة حرّ جهنّم.

(٢) الدرّ ١ : ٩١ ؛ الموطّأ ٢ : ٩٩٤ / ٢ ، كتاب جهنّم ، باختلاف ؛ البعث والنشور : ٢٨٦ / ٥٠١ ، باب ما جاء في شدّة حرّ جهنّم ، بلفظ : عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : تحسبون أنّ نار جهنّم مثل ناركم هذه ، هي أشدّ سوادا من القار ، هي جزء من بضعة وستّين جزءا منها ، أو نيف وأربعين جزءا.

(٣) الترمذي ٤ : ١١٠ / ٢٧١٦ باب ٧ ، أبواب صفة جهنّم ؛ كنز العمّال ١٤ : ٥٢١ / ٣٩٤٧٧ ؛ أبو يعلى ٢ : ٤٩٣ / ٣٦٠ ـ ١٣٣٤ ؛ أبو الفتوح ١ : ١٦٤ ، إلى قوله «جهنّم».

(٤) الدرّ ١ : ٩١ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٤٤٤ / ٤٣١٨ ، باب ٣٨ ، كتاب الزهد ، باب صفة النار ؛ الحاكم ٤ : ٥٩٣ ، كتاب الأهوال ؛ كنز العمّال ١٤ : ٥٢١ / ٣٩٤٧٦.

(٥) الدرّ ١ : ٩١ ؛ البعث والنشور : ٢٨٥ / ٤٩٩ ، باب ما جاء في شدّة حرّ جهنّم.

(٦) الدرّ ١ : ٩١ ؛ البعث والنشور : ٢٨٥ / ٥٠٠ ، باب ما جاء في شدّة حرّ جهنّم ؛ مسند أحمد ٢ : ٢٤٤ ، سورة التوبة ، الآية ٨١.

٢٣٣

[٢ / ٦٨٢] وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : إنّ ناركم هذه تعوّذ من نار جهنم (١).

[٢ / ٦٨٣] وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) قال : أي لمن كان على مثل ما أنتم عليه من الكفر (٢).

[٢ / ٦٨٤] وروى مسلم بإسناده عن عبد الله بن مسعود «قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ سمع وجبة ؛ فقال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تدرون ما هذا؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الآن حتّى انتهى إلى قعرها» (٣).

الوجبة ـ بالجيم والباء الموحّدة ـ : السقطة مع الهدّة (التهدّم). أو صوت الساقط.

[٢ / ٦٨٥] وروى بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «احتجّت النار والجنّة ، فقالت هذه : يدخلني الجبّارون والمتكبّرون ، وقالت هذه : يدخلني الضعفاء والمساكين ؛ فقال الله ـ عزوجل ـ لهذه : أنت عذابي أعذّب بك من أشاء ، وقال لهذه : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ، ولكلّ واحدة منكما ملؤها» (٤).

[٢ / ٦٨٦] وروى البخاري بإسناده إلى أبي هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «تحاجّت الجنّة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين! وقالت الجنّة : ما لي لا يدخلني إلّا ضعفاء الناس وسقطهم! قال الله تبارك وتعالى للجنّة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار : إنّما أنت عذابي أعذّب بك من أشاء من عبادي. ولكلّ واحدة منهما ملؤها. فأمّا النار فلا تمتلئ حتّى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله ـ عزوجل ـ من خلقه أحدا. وأمّا الجنّة فإنّ الله ينشئ لها خلقا!» (٥).

قلت : في أمثال هذه الأحاديث بعض النكارة لا بدّ من تأويلها إن صحّت.

__________________

(١) الدرّ ١ : ٩١ ؛ المصنّف ٨ : ٩٦ / ٣٠ ، باب ١ ، كتاب ذكر النار ، باب ما ذكر فيما أعدّ لأهل النار وشدّته.

(٢) الدرّ ١ : ٩١ ؛ الطبري ١ : ٢٤٥ / ٤٢٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٥ / ٢٤٨ ؛ ابن كثير ١ : ٦٥.

(٣) مسلم ٨ : ١٥٠ ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب في شدّة حرّ نار جهنّم وبعد قعرها ؛ ابن كثير ١ : ٦٥.

(٤) مسلم ٨ : ١٥٠ ـ ١٥١ ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها ، باب النار يدخلها الجبّارون والجنّة يدخلها الضعفاء.

(٥) البخاري ٦ : ٤٨ ، تفسير سورة ق.

٢٣٤

قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)

وفي مقابل ذلك المشهد المفزع ـ النار الّتي وقودها الناس والحجارة ـ يعرض المشهد المقابل ، مشهد النعيم الّذي ينتظر المؤمنين :

وهي ألوان النعيم ، يستوقف النظر منها ـ إلى جانب الأزواج المطهّرة ـ تلك الثمار المتشابهة ، الّتي يخيّل إليهم أنّهم رزقوها من قبل ـ إمّا ثمار الدنيا الّتي تشبهها بالإسم أو الشكل ، وإمّا ثمار الجنّة الّتي رزقوها من قبل ـ فربّما كان في هذا التشابه الظاهري والتنوّع الداخلي مزيّة المفاجأة في كلّ مرّة. وهي ـ كما قال سيد قطب (١) ـ ترسم جوّا من الدعابة الحلوة ، والرضا السابغ ، والتفكّه الجميل ، بتقديم المفاجأة بعد المفاجأة ، وفي كلّ مرّة ينكشف التشابه الظاهري عن شيء جديد ، وفي كلّ جديد لذّة.

[٢ / ٦٨٧] روى الثعلبيّ وكذا الطبرسيّ بالإسناد إلى ابن عبّاس قال : «وعملوا الصالحات فيما بينهم وبين ربّهم» (٢).

[٢ / ٦٨٨] وقيل : أي أخلصوا الأعمال ، كما قال تعالى : (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(٣) أسنده البغويّ إلى ابن عفّان.

[٢ / ٦٨٩] وقال معاذ : العمل الصالح الّذي فيه أربعة أشياء : العلم والنيّة والصبر والإخلاص (٤). وهذا قد أسنده الثعلبي إلى ابن عبّاس. وزاد : وقال سهل بن عبد الله : لزموا السنّة ، لأنّ عمل المبتدع لا يكون صالحا (٥).

قوله تعالى : (أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ)

[٢ / ٦٩٠] روى الصدوق بإسناده إلى يزيد بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث

__________________

(١) في ظلال القرآن ١ : ٥٧.

(٢) مجمع البيان ١ : ١٣١ ؛ الثعلبي ١ : ١٧٠.

(٣) الكهف ١٨ : ١١٠.

(٤) البغوي ١ : ٩٤.

(٥) الثعلبي ١ : ١٧٠.

٢٣٥

طويل وفيه : «قال : فلم سمّيت الجنّة جنّة؟ قال : لأنّها جنينة (١) خيّرة نقيّة ، وعند الله تعالى ذكره مرضيّة» (٢).

[٢ / ٦٩١] وقال الفرّاء : الجنّة ما فيه النخيل ، والفردوس ما فيه الكرم (٣).

[٢ / ٦٩٢] وقال عليّ بن الحسين عليه‌السلام خطابا مع المؤمنين الأخلّاء : «أما الجنّة فلن تفوتكم سريعا كان أو بطيئا ولكن تنافسوا في الدرجات ، واعلموا ، أنّ أرفعكم درجات وأحسنكم قصورا ودورا وأبنية ، أحسنكم إيجابا لإخوانه المؤمنين ، وأكثركم مواساة لفقرائهم ، إنّ الله ـ عزوجل ـ ليقرّب الواحد منكم إلى الجنّة بكلمة طيّبة يكلّم بها أخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسيرة مائة ألف عام بقدمه ، وإن كان من المعذّبين بالنار ، فلا تحتقروا الإحسان إلى إخوانكم فسوف ينفعكم حيث لا يقوم مقام ذلك شيء غيره» (٤).

[٢ / ٦٩٣] وأخرج ابن ماجة وابن أبي الدنيا في صفة الجنّة ، والبزّار وابن أبي حاتم وابن حبّان وابن أبي داوود والبيهقي كلاهما في البعث ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن مردويه ، عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألا هل مشمّر للجنّة ، فإنّ الجنّة لا خطر لها ، هي وربّ الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتزّ ، وقصر مشيد ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام آبد في دار سليمة وفاكهة خضرة وحبرة ، ونعمة في محلّة عالية بهيّة. قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمّرون لها. قال : قولوا إن شاء الله ، قال القوم : إن شاء الله» (٥).

__________________

(١) والجنينة : المستورة من شدّة التفاف أشجارها.

(٢) علل الشرائع ٢ : ٤٧٢ / ٣٣ ، باب ٢٢٢ (النوادر) ؛ البحار ٩ : ٣٠٦ / ٨.

(٣) البغوي ١ : ٩٤ ؛ التبيان ١ : ١٠٨ ، نقلا عن الفضل ، بلفظ : قال الفضل : الجنّة : كلّ بستان فيه نخل وإن لم يكن شجر غيره. وإن كان فيه كرم ، فهو فردوس ، كان فيه شجر غير الكرم أم لم يكن.

(٤) البرهان ١ : ١٥٦ / ٤ ؛ تفسير الإمام : ٢٠٤ / ٩٤ ؛ البحار ٧١ : ٣٠٨ / ٦١ ، باب ٢٠.

(٥) الدرّ ١ : ٩١ ـ ٩٢ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٤٤٨ ـ ١٤٤٩ / ٤٣٣٢ ؛ صفة الجنّة : ١١ / ٢ ؛ مسند البزّار ٧ : ٤٣ / ٢٥٩١ ؛ ابن حبّان ١٦ : ٣٨٩ / ٧٣٨١ ؛ البعث والنشور : ٢٣٣ / ٣٩١ ؛ العظمة ٣ : ١١٠٥ ـ ١١٠٦ / ٦٠٢ ؛ البغوي ١ : ٩٧ ـ ٩٨ / ٤٣ ؛ كنز العمّال ٤ : ٤٤٧ ـ ٤٤٨ / ١١٣٣٦ ؛ ابن كثير ٤ : ٥٣٧ ـ ٥٣٨ ، في تفسير سورة الغاشية.

٢٣٦

في بناء الجنّة

[٢ / ٦٩٤] أخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده والترمذي وابن حبّان في صحيحه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال : قلنا يا رسول الله حدّثنا عن الجنّة ما بناؤها؟ قال : «لبنة من ذهب ، ولبنة من فضّة ، وحصاؤها اللؤلؤ والياقوت ، وملاطها المسك ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا ييأس ، ويخلد لا يموت. لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه» (١).

[٢ / ٦٩٥] وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الجنّة كيف هي؟ قال : «من يدخل الجنّة يحيا لا يموت ، وينعم لا ييأس. لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه. قيل يا رسول الله كيف بناؤها؟ قال : لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها مسك أذفر ، وحصاؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران» (٢).

[٢ / ٦٩٦] وأخرج البزّار والبيهقي في البعث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ حائط الجنّة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ومجامرهم الألوّة ، وأمشاطهم الذهب ، ترابها زعفران ، وطيبها مسك» (٣).

[٢ / ٦٩٧] وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي الدنيا في صفة الجنّة عن أبي هريرة قال : حائط الجنّة لبنة ذهب ، ولبنة فضّة ، ودرمها اللؤلؤ والياقوت ، ورضاضها اللؤلؤ ، وترابها الزعفران (٤).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٩٢ ؛ مسند أحمد ٢ : ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد : ٤١٥ ـ ٤١٦ / ١٤٢٠ ؛ الترمذي ٤ : ٧٩ ـ ٨٠ / ٢٦٤٦ ، باب ٢ ؛ ابن حبّان ١٦ : ٣٩٦ / ٧٣٨٧ ؛ البعث والنشور : ١٨٠ / ٢٥٨ ؛ ابن كثير ١ : ٤١٥ ، في تفسير سورة آل عمران ، الآية ١٣٥.

(٢) الدرّ ١ : ٩٢ ؛ المصنّف ٨ : ٦٧ / ٢ ؛ صفة الجنّة لابن أبي الدنيا : ١٦ / ١٢ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٣٩٧.

(٣) الدرّ ١ : ٩٢ ؛ البعث والنشور : ١٧٩ / ٢٥٦. والألوّة : عود يتبخّر به.

(٤) الدرّ ١ : ٩٢ ؛ الزهد لابن المبارك ١ : ٧٢ / ٢٥٢ و ٣٨٠ / ١٠٧٥ ؛ صفة الجنّة : ١١ ـ ١٢ / ٤ و ٥ ، بلفظ : «أبو هريرة يقول : قلت : يا رسول الله حدّثنا عن الجنّة ، ما بناؤها؟ قال : لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، من يدخلها ينعم لا ييؤس ويخلد لا يموت ، لا يبلى ثيابه ولا يفنى شبابه». الدرم : العشب الناعم يغطّ قيعات الجنّة.

٢٣٧

[٢ / ٦٩٨] وأخرج البزّار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله أحاط حائط الجنّة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضّة ، ثمّ شقّق فيها الأنهار ، وغرس فيها الأشجار ، فلمّا نظرت الملائكة إلى حسنها وزهرتها قالت : طوباك منازل الملوك» (١).

في أرض الجنّة

[٢ / ٦٩٩] أخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أرض الجنّة بيضاء ، عرصتها صخور الكافور وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل ، فيها أنهار مطّردة. فيجتمع أهل الجنّة أوّلهم وآخرهم ، يتعارفون فيبعث الله عليهم ريح الرحمة ، فتهيج عليهم المسك ، فيرجع الرجل إلى زوجه وقد ازداد حسنا وطيبا فتقول : لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة ، وأنا بك الآن أشدّ إعجابا» (٢).

[٢ / ٧٠٠] وأخرج أبو نعيم عن سعيد بن جبير قال : أرض الجنّة فضّة (٣).

[٢ / ٧٠١] وأخرج مسلم من طريق نصر بن علي بالإسناد إلى أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لابن صائد (غلام يهوديّ حسبوه الدجّال) : ما تربة الجنّة؟ قال : درمكة : بيضاء مسك! قال : صدقت.

[٢ / ٧٠٢] وأخرج من طريق أبي بكر بن أبي شيبة بالإسناد إلى الجريريّ عن أبي نضرة عن أبي سعيد أنّ ابن صيّاد (هو ابن صائد) سأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن تربة الجنّة؟ فقال : درمكة بيضاء مسك خالص (٤). والدرمك : الدقيق الحوّارى الخالص البياض.

هذان خبران متهافتان ؛ قال القاضي : حديث ابن أبي شيبة أظهر عند بعض أهل النظر من

__________________

(١) الدرّ ١ : ٩٢ ـ ٩٣ ؛ الأوسط ٤ : ٩٩ ؛ البعث والنشور : ١٨١ / ٢٦١ باب ما جاء في حائط الجنّة وترابها وحصائها ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٣٩٧ ، كتاب أهل الجنّة ، باب في بناء الجنّة وصفاته ، قال الهيثمي : رواه البزّار مرفوعا وموقوفا وصحّحه.

(٢) الدرّ ١ : ٩٢ ؛ صفة الجنّة لابن أبي الدنيا : ٢٠ / ٢٨.

(٣) الدرّ ١ : ٩٢ ؛ حلية الأولياء ٤ : ٢٨٧ ، ترجمة ٢٧٥ (سعيد بن جبير) بلفظ : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) قال : أرض الجنّة.

(٤) مسلم ٨ : ١٩١ ـ ١٩٢. وراجع : المصنّف لابن أبي شيبة ٨ : ٦٧ / ٣ باب ١ / كتاب الجنّة وابن كثير ٤ : ٧٣ ـ ٧٤.

٢٣٨

حديث نصر بن عليّ (١).

[٢ / ٧٠٣] غير أنّ أحمد روى الحديث بالإسناد إلى الجريرى عن أبي نضرة عن أبي سعيد أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الّذي سأل ابن صائد عن تربة الجنّة ، فقال : درمكة بيضاء مسك خالص ، فقال : صدق (٢).

ومن ثمّ فقد خلط السيوطي (٣) حيث نسب حديث ابن أبي شيبة إلى مسلم وأحمد أيضا ، وكم له من هذا النوع من الخلط الفاحش!

غير أنّ أخبار ابن صائد أو ابن صيّاد المزعوم أنّه الدجّال ، يخرج في آخر الزمان ، لا تعدو أساطير سطّرتها يد المخاريف ، وإن كان قد اعتنى بها أصحاب الصحاح ، وعقد لها مسلم في صحيحه أبوابا في تنوّع وتفصيل ؛ وقد صحّ عن الإمام أحمد بن حنبل : ثلاثة لا أصل لها ، وعدّ منها أخبار الملاحم والفتن (٤).

[٢ / ٧٠٤] وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنّة وأبو الشيخ في العظمة عن أبي زميل. أنّه سأل ابن عبّاس ما أرض الجنّة؟ قال : مرمرة بيضاء من فضة كأنّها مرآة ، قال : ما نورها؟ قال : أما رأيت الساعة الّتي يكون فيها طلوع الشمس؟ فذلك نورها ، إلّا أنّه ليس فيها شمس ولا زمهرير ، قال : فما أنهارها أفي أخدود (٥)؟ قال : لا ، ولكنّها تفيض على وجه الأرض ، لا تفيض هاهنا ولا هاهنا. قال : فما حللها؟ قال : فيها الشّجر فيها الثمر كأنّه الرمّان ، فإذا أراد وليّ الله منها كسوة انحدرت إليه من أغصانها فانفلقت له من سبعين حلّة ، ألوانا بعد ألوان ثمّ لتطبق فترجع كما كانت (٦).

__________________

(١) شرح النووي ١٨ : ٥٢.

(٢) مسند أحمد ٣ : ٤٣.

(٣) الدرّ ١ : ٩٣.

(٤) الإتقان ٤ : ١٨٠.

(٥) والخدّة والأخدود : الشقّة المستطيلة في الأرض.

(٦) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ صفة الجنّة : ٥٩ ـ ٦٠ / ١٦٦ ، من قوله : «فما حلل الجنّة» إلى آخر الحديث ؛ العظمة ٣ : ١١٠١ / ٥٩٩ ، باب ٢٠ (صفة السماوات) ، بلفظ : زميل بن سماك أنّه سمع أباه يقول : قال : قلت لابن عبّاس : ما أرض الجنة؟ قال : مرمرة بيضاء من فضّة كأنّها مرآة. قلت : فما نورها؟ قال : أما رأيت الساعة الّتي تكون قبل طلوع الشمس كذلك نورها إلّا أنّه ليس فيها شمس ولا زمهرير ، قلت : فما أنهارها أفي خدّة؟ قال : لا ولكنّها تجري على أرض الجنّة منسكبة لا تفيض هاهنا ولا هاهنا. قال الله تعالى لها : كوني.

٢٣٩

[٢ / ٧٠٥] وأخرج الطبراني عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «خلق الله جنّة عدن بيده وذلّل فيها ثمارها وشقّ فيها أنهارها ثمّ نظر إليها فقال لها : تكلّمي ، فقالت : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فقال : وعزّتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل» (١).

[٢ / ٧٠٦] وأخرج البزّار عن ابن عبّاس. أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ الله خلق جنّة عدن بيضاء» (٢).

[٢ / ٧٠٧] وأخرج أحمد والبخاري وابن ماجة عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «موضع سوط في الجنّة خير من الدنيا وما فيها» (٣).

[٢ / ٧٠٨] وأخرج أحمد والبخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لقاب قوس أحدكم في الجنّة خير ممّا طلعت عليه الشمس أو تغرب» (٤).

[٢ / ٧٠٩] وأخرج ابن أبي شيبة وهنّاد بن السريّ في الزهد وابن ماجة عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لشبر في الجنّة خير من الدنيا وما فيها» (٥).

[٢ / ٧١٠] وأخرج الترمذي وابن أبي الدنيا عن سعد بن أبي وقّاص عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو أنّ ما يقلّ ظفر ممّا في الجنّة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض ، ولو أنّ رجلا من أهل الجنّة اطّلع فبدا أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم» (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ الكبير ١٢ : ١١٤ / ١٢٧٢٣ ؛ في ترجمة أبي صالح عن ابن عبّاس ؛ الأوسط ٥ : ٣٤٩ / ٥٥١٨ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٣٩٧ ، كتاب أهل الجنّة ، باب في بناء الجنّة وصفاته ، قال الهيثمى : رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأحد إسنادي الطبراني في الأوسط جيّد ؛ ابن كثير ٣ : ٢٤٨.

(٢) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ مختصر زوائد مسند البزّار ١ : ٦٥٢ / ١١٨١ ، بلفظ : إنّ الله خلق الجنّة بيضاء ، وأحبّ شيء إلى الله البياض.

(٣) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ مسند أحمد ٣ : ٤٣٣ ؛ البخاري ٤ : ٨٧ ، كتاب بدء الخلق ، باب ٨ ، وكذا ٧ : ١٧٠ ، كتاب الرقاق ، باب ٢ ، ابن ماجة ٢ : ١٤٤٨ / ٤٣٣٠ ، باب ٣٩ ، (صفة الجنّة) كتاب الزهد.

(٤) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ مسند أحمد ٢ : ٤٨٢ ؛ البخاري ٤ : ٨٧ ، كتاب بدء الخلق ، باب ٨ ؛ كنز العمّال ٤ : ٣٠٤ / ١٠٦١٥.

(٥) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ المصنّف ٨ : ٧٩ / ٧٠ ؛ الزهد لهنّاد ١ : ٥٠ / ٥ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٤٤٨ / ٤٣٢٩ ، باب ٣٩ ؛ كنز العمّال ١٤ : ٤٥٦ / ٣٩٢٤٣ ، باختلاف ؛ مجمع البيان ٥ : ٤٦٤ ، في تفسير سورة يوسف.

(٦) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ الترمذي ٤ : ٨٥ / ٢٦٦١ ، باب ٧ (ما جاء في صفة أهل الجنّة) ؛ صفة الجنّة لابن أبي الدنيا : ٨٨ / ٢٨٢ ، إلى قوله : «ولو أنّ رجلا ...» ؛ مسند أحمد ١ : ١٧١.

٢٤٠