التفسير الأثري الجامع - ج ١

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-94552-4-8
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٤١٦

المؤمنين عليه‌السلام (المتوّفى حدود سنة ١٠٠) وكان مشهورا بجمال خطّه وإناقة ذوقه.

ويقال : إنّ سعدا ـ مولى الوليد وحاجبه ـ اختاره لكتابة المصاحف والشعر والأخبار للوليد ابن عبد الملك (٨٦ ـ ٩٦) فكان هو الذي خطّ قبلة المسجد النبويّ بالمدينة بالذهب من سورة الشمس إلى آخر القرآن. وكان قد جدّد بناءه وأوسعه عمر بن عبد العزيز واليا على المدينة من قبل الوليد وبأمر منه وفرغ من بنائه سنة ٩٠ (١).

وطلب إليه عمر بن عبد العزيز أن يكتب له مصحفا على هذا المثال ، فكتب له مصحفا تنوّق فيه ، فأقبل عمر يقلّبه ويستحسنه ، ولكنّه استكثر من ثمنه فردّه عليه.

قال محمّد بن إسحاق ـ ابن النديم ـ : رأيت مصحفا بخطّ خالد بن أبي الهياج ، صاحب عليّ عليه‌السلام وكان في مجموعة خطوط أثريّة عند محمّد بن الحسين المعروف بابن أبي بعرة ، ثمّ صار إلى أبي عبد الله ابن حاني ـ رحمه‌الله ـ (٢).

[١ / ٤٠٩] وروى ثقة الإسلام الكليني عن شيخه عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن محمّد بن الورّاق قال : عرضت على الإمام أبي عبد الله عليه‌السلام كتابا فيه قرآن مختّم ، معشّر بالذهب. وكتب في آخره سورة بالذهب ، فأريته إيّاه ، فلم يعب فيه شيئا إلّا كتابة القرآن بالذهب وقال : «لا يعجبني أن يكتب القرآن إلّا بالسّواد ، كما كتب أوّل مرّة» (٣).

[١ / ٤١٠] لكن روى عليّ بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : «سألته عن الرجل هل يصلح له أن يكتب المصحف بالأحمر؟ قال : لا بأس» (٤).

***

[١ / ٤١١] روى الصدوق في جملة مناهي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه نهى أن يمحى شيء من كتاب الله عزوجل بالبزاق أو يكتب منه (٥).

[١ / ٤١٢] وروى الكليني بإسناده إلى عبد الملك بن عتبة عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : «سألته عن

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٣ : ٣٠ و ٣٦.

(٢) الفهرست لابن النديم (الفن الأوّل من المقالة الأولى ص ٩ والفن الأوّل من المقالة الثانية ص ٤٦).

(٣) الكافي ٢ : ٦٢٩ / ٨.

(٤) البحار ٨٩ : ٣٤ / ٢ ، باب كتابة المصحف ، عن كتاب قرب الإسناد : ٢٩٥.

(٥) الأمالي : ٥١٠ / ٧٠٧ ؛ البحار ٨٩ : ٣٤ / ٣ ، باب كتابة المصحف.

٣٦١

القراطيس تجتمع ، هل تحرق بالنار وفيها شيء من ذكر الله؟ قال : لا ، تغسل بالماء أوّلا قبل» (١).

[١ / ٤١٣] وبإسناده إلى عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «لا تحرقوا القراطيس ، ولكن امحوها وحرّقوها» (٢).

[١ / ٤١٤] وبإسناده ـ من طريق علي بن إبراهيم القمّي ـ إلى زرارة ، قال : «سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الإسم من أسماء الله يمحوه الرجل بالتفل؟ قال : امحوه بأطهر ما تجدون» (٣).

[١ / ٤١٥] وأيضا عن النوفلي عن السكوني عنه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «امحوا كتاب الله وذكره بأطهر ما تجدون. ونهى أن يحرق كتاب الله ، ونهى أن يمحى بالأقلام» (٤).

[١ / ٤١٦] وعن إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في الظهور (أي الجلود) التي فيها ذكر الله عزوجل؟ قال : اغسلها (٥).

[١ / ٤١٧] وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن أنس مرفوعا : «من رفع قرطاسا من الأرض فيه (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إجلالا له أن يداس ، كتب عند الله من الصدّيقين ، وخفّف عن والديه وإن كانا كافرين» (٦).

[١ / ٤١٨] وأخرج أبو داوود في مراسيله عن عمر بن عبد العزيز أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ على كتاب في الأرض فقال لفتى معه : «ما في هذا؟ قال : (بِسْمِ اللهِ) قال : لعن من فعل هذا ، لا تضعوا (بِسْمِ اللهِ) إلّا في موضعه» (٧).

[١ / ٤١٩] وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة في المصنّف عن مجاهد والشعبي أنّهما كرها أن يكتب الجنب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)(٨).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٧٤ / ١ ، باب النهي عن إحراق القراطيس المكتوبة.

(٢) المصدر / ٢.

(٣) المصدر / ٣.

(٤) المصدر / ٤.

(٥) المصدر / ٥ ، وراجع : شرح الأصول للمولى صالح المازندراني ١١ : ١٣٩.

(٦) الدرّ ١ : ٢٩ ؛ تالي تلخيص المتشابه ٢ : ٤٥٨ / ٢٧٤ ؛ تاريخ بغداد ١٢ : ٢٣٥ / ٦٦٩١.

(٧) الدرّ ١ : ٢٩. المراسيل ١ : ٣٤٢ / ٤٩٩.

(٨) الدرّ ١ : ٢٧ ؛ فضائل القرآن : ١١٥ / ١٢ ـ ٣٢ ، باب ٣٢ (ذكر بسم الله وفضلها) ؛ المصنّف ١ : ٢٢٨ ، كتاب الطهارات ، باب ٢٤٧.

٣٦٢

تفسير سورة الحمد

تفسير (الْحَمْدُ لِلَّهِ)

تبتدئ السورة بحمده تعالى ، والحمد هو الثناء الجميل شكرا على جزيل الإنعام. ثمّ الوصف بربّ العالمين ، كأنّه تعليل لطيف لاستحقاق ذلك الحمد الجامع والثناء الشامل. والرّبّ هو المالك الكافل لشؤون المربوبين وهم الخلائق أجمعون.

وهذه الربوبيّة الكافلة الشاملة ، ناشئة من مقام رحمته تعالى الواسعة ، وهي الرّحمانيّة العامّة. وعن عنايته البالغة بعباده المؤمنين ، وهي الرحيميّة الخاصّة.

كما أنّها (الربوبيّة) تنتهي إلى مالكيّة الأمور بأسرها في يوم الجزاء.

وإذ كان الأمر كذلك ، فأجدر به تعالى أن لا يعبد سواه ولا يستعان بغيره. ثمّ أولى أن لا تعرض الحوائج إلّا لديه ، عزّ شأنه.

هذا إجمال التفسير ، وإليك التفصيل على مسرح الروايات :

الحمد هو الثناء على جزيل الإنعام ، وليكون شكرا على إفضاله تعالى. وليس الحمد نفس الشكر ، بل الشكر غايته. فلو قلت : أحمد الله شكرا ، فقد أثنيت على الله أداء لواجب شكره. فهو من قبيل : ضربته تأديبا.

وذكر كثير من المفسّرين ، وفي مقدّمتهم أبو جعفر الطبري ، أنّ الحمد هو الشكر ، أرادوا

٣٦٣

الاتحاد مفهوما. في حين أنّ الحمد إنّما يقع مصداقا للشكر لا ذاته. واستدل الطبري على أنّهما بمعنى ، بصحّة قولك : الحمد لله شكرا (١). بزعم أنه مصدر تأكيدي (مفعول مطلق)! في حين أنّه لبيان الغاية (مفعول له) كما في «ضربته تأديبا».

ومن ثمّ ردّ عليه ابن عطيّة بأنّه (أي المثال الذي مثّل به) في الحقيقة دليل على خلاف ما ذهب إليه ، لأنّ قولك : «شكرا» إنّما خصّصت به الحمد ، لأنّه على نعمة من النعم (٢). أي خصّصت الحمد لغاية الشكر على النعمة! نعم كان الحمد أخصّ من الشكر موردا ، حيث الشكر أعم من أن يكون بالثناء أو بعمل يكون وفاء بالأداء.

وهذا هو مراد من فسّر الحمد بالشكر ، أى بالحمد يتحقّق الشكر لله على نعمائه.

[١ / ٤٢٠] قال ابن عطاء ـ فيما رواه أبو عبد الرحمان السّلمي ـ : معناه (أي الحمد لله) : الشكر لله ، إذ كان منه الامتنان على تعليمنا إيّاه حتّى حمدناه (٣).

[١ / ٤٢١] قال السّلمي : وذكر عن جعفر الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، فقال : «من حمده بجميع صفاته كما وصف نفسه فقد حمده. لأنّ الحمد ، حاء وميم ودال. فالحاء من الوحدانيّة ، والميم من الملك ، والدّال من الدّيمومة. فمن عرفه بالوحدانيّة والملك والدّيمومة ، فقد عرفه» (٤).

وهذا من الرموز عند أهل الإشارة!

وإليك تفسير الحمد بالشكر على منصّة الروايات :

[١ / ٤٢٢] أخرج عبد الرزاق في المصنّف والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخطّابي في الغريب والبيهقي في الأدب والديلمي في مسند الفردوس والثعلبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : الحمد ، رأس الشكر ، فما شكر الله عبد لا يحمده (٥).

__________________

(١) قال : فقد صحّ تبادل أحدهما مكان الآخر. وذلك دليل على الاتحاد مفهوما. الطبري ١ : ٩١.

(٢) المحرّر الوجيز ١ : ٦٦.

(٣) حقائق التفسير ١ : ٣٣. وابن عطاء هذا هو واصل بن عطاء البصري شيخ المعتزلة والمؤسّس لمذهبهم ، كانت له ولاء لآل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له كتاب «معاني القرآن». توفي سنة ١٣١. وله ترجمة في أمالي المرتضى ١ : ١٦٣ ـ ١٦٩.

(٤) المصدر.

(٥) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ المصنّف ١٠ : ٤٢٤ / ١٩٥٧٤ ؛ النوادر ٢ : ٢٠٤ ؛ الأدب : ٢٩٣ / ٨٨٨ ؛ فردوس الأخبار ٢ : ٢٤٨ / ٢٦٠٧ ؛ الثعلبي ١ : ١٠٩ ؛ الشعب ٤ : ٩٦ ـ ٩٧ / ٤٣٩٥ ، باب تعديد نعم الله وشكرها ؛ أبو الفتوح ١ : ٦٣.

٣٦٤

[١ / ٤٢٣] وأخرج الطبراني في الأوسط عن النوّاس بن سمعان قال : سرقت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «لئن ردّها الله لأشكرنّ ربّي ، فوقعت في حيّ من أحياء العرب فيهم إمرأة مسلمة ، فوقع في خلدها أن تهرب عليها ، فرأت من القوم غفلة فقعدت عليها ثمّ حرّكتها فصبّحت بها المدينة ، فلمّا رآها المسلمون فرحوا بها ، ومشوا بمجيئها حتّى أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا رآها قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ!) فانتظروا هل يحدث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوما أو صلاة؟ فظنّوا أنه نسي ، فقالوا : يا رسول الله قد كنت قلت : لئن ردّها الله لأشكرنّ ربّي. قال : ألم أقل (الْحَمْدُ لِلَّهِ)؟» (١).

[١ / ٤٢٤] وأخرج ابن جرير والحاكم في تاريخ نيسابور والديلمي عن الحكم بن عمير وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إذا قلت (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقد شكرت الله فزادك» (٢).

[١ / ٤٢٥] وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) كلمة الشكر إذا قال العبد (الْحَمْدُ لِلَّهِ) قال الله شكرني عبدي (٣).

[١ / ٤٢٦] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : «الحمد» هو الشكر والاستخذاء لله ، والإقرار بنعمه ، وهدايته ، وابتدائه. وغير ذلك (٤).

[١ / ٤٢٧] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قال عمر : قد علمنا سبحان الله ، ولا إله إلّا الله ، فما الحمد؟ قال عليّ عليه‌السلام : كلمة رضيها الله لنفسه ، وأحبّ أن تقال (٥).

[١ / ٤٢٨] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن كعب قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ثناء على الله (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ الأوسط ٢ : ١٤ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ١٨٧.

(٢) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ الطبري ١ : ٩٠ / ١٢٧ ؛ ابن كثير ١ : ٢٤ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٦٦ / ٢٠٣٠.

(٣) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦ / ٨ ؛ ابن كثير ١ : ٢٤.

(٤) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ الطبري ١ : ٩٠ / ١٢٦. بلفظ : حدّثنا محمّد بن العلاء قال حدّثنا عثمان بن سعيد قال حدّثنا بشر بن عمارة قال حدّثنا أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس قال قال جبريل لمحمّد قل يا محمّد الحمد لله ، قال ابن عباس : الحمد لله هو الشكر والاستخذاء لله والإقرار بنعمته وهدايته وابتدائه وغير ذلك ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦ / ٩ ؛ ابن كثير ١ : ٢٤.

(٥) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧ / ١٢ ؛ ابن كثير ١ : ٢٤ ؛ كنز العمّال ٢ : ٢٥٤ / ٣٩٥٦.

(٦) الدرّ ١ : ٣٠ ؛ الطبري ١ : ٩٠ ـ ٩١ / ١٢٨ ، بلفظ : وقد قيل : إنّ قول القائل الحمد لله ثناء على الله بأسمائه وصفاته الحسنى وقوله الشكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه وقد روي عن كعب الأحبار أنّه قال : الحمد لله ثناء على الله ولم يبين في الرواية عنه من أي معنى الثناء الذي ذكرنا ذلك. حدّثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال أنبأنا ابن وهب قال حدّثني عمر بن محمّد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال أخبرني السلولي عن كعب قال من قال الحمد لله فذلك ثناء على الله ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦ / ١٠ ؛ ابن كثير ١ : ٢٣ ـ ٢٤.

٣٦٥

[١ / ٤٢٩] وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : الحمد ، رداء الرحمان (١).

[١ / ٤٣٠] وأخرج ابن المنذر عن أبي عبد الرحمان الجبّائي قال : الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكلّ خير تفعله لله شكر ، وأفضل الشكر ، الحمد (٢).

يعني : أنّ الشكر تارة يكون بالعمل ، وهو الصلاة والصيام لله شكرا على نعمائه. وأخرى يكون ذكرا ، وهو قولك : الحمد لله ...

[١ / ٤٣١] وأخرج الترمذي وحسّنه والنسائي وابن ماجه وابن حبّان والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أفضل الذكر (٣) لا إله إلّا الله ، وأفضل الدعاء (٤)(الْحَمْدُ لِلَّهِ)» (٥).

[١ / ٤٣٢] وأخرج ابن ماجة والبيهقي بسند حسن عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ما أنعم الله على عبده نعمة فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إلّا كان الذي أعطى أفضل ممّا أخذه» (٦).

[١ / ٤٣٣] وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما من عبد ينعم عليه بنعمة إلّا كان (الحمد) أفضل منها» (٧).

[١ / ٤٣٤] وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في الشعب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما أنعم الله على عبد نعمة يحمد الله عليها إلّا كان حمد الله أعظم منها ، كائنة ما كانت» (٨).

[١ / ٤٣٥] وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو أنّ الدنيا كلّها بحذافيرها في يد رجل من أمّتي ، ثمّ قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، لكان الحمد أفضل من ذلك» (٩).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦ / ١١ ؛ ابن كثير ١ : ٢٤. (٢) الدرّ ١ : ٣١ ؛ ابن كثير ٣ : ٥٣٦.

(٣) شعب الإيمان : «الدعاء» بدل «الذكر». (٤) شعب الإيمان : «الذكر» بدل «الدعاء».

(٥) الدرّ ١ : ٣١ ؛ الترمذي ٥ : ١٣٠ / ٣٤٤٣ ، باب ٩ ؛ النسائي ٦ : ٢٠٨ / ١٠٦٦٧ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٤٩ / ٣٨٠٠ ؛ ابن حبّان ٣ : ١٢٦ ، باب ٨ (الأذكار) ؛ الشعب ٤ : ٩٠ / ٤٣٧١ ؛ الآداب للبيهقي : ٢٩٣ / ٨٨٨ ؛ كنز العمّال ١ : ٤١٤ / ٥ ؛ الحاكم ١ : ٤٩٨ و ٥٠٣ ، كتاب الدعا ؛ ابن كثير ١ : ٢٤ ـ ٢٥.

(٦) الدرّ ١ : ٣١ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٥٠ / ٣٨٠٥ ؛ الشعب ٤ : ٩٩ / ٤٤٠٦ ، باب تعديد نعم الله وشكرها ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ والشكر لله لابن أبي الدنيا : ١٢٢ / ١٠ ؛ القرطبي ١ : ١٣١.

(٧) الدرّ ١ : ٣١ ؛ الشعب ٤ : ٩٨ / ٤٤٠٤.

(٨) الدرّ ١ : ٣١ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١٠ : ٤٢٤ / ١٩٥٧٥ ، كتاب الجامع ، باب الثريد ؛ الشعب ٤ : ٩٨ / ٤٤٠٥ ، باب تعديد نعم الله ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٦٣ / ٦٤٦٧ ؛ القرطبي ١ : ١٣١ وفيه : «قال الحسن : ما من نعمة إلّا والحمد لله أفضل منها» ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ، عن أنس.

(٩) الدرّ ١ : ٣١ ؛ النوادر ٢ : ٢٦٧ ؛ القرطبي ١ : ١٣١ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥.

٣٦٦

[١ / ٤٣٦] وأخرج أحمد ومسلم والنسائي عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الطهور شطر الإيمان و (الْحَمْدُ لِلَّهِ) تملأ الميزان ، وسبحان الله تملأ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجّة لك أو عليك ، كلّ الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها» (١).

[١ / ٤٣٧] وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وحسّنه وابن مردويه عن رجل من بني سليم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «سبحان الله نصف الميزان ، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ) تملأ الميزان ، والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض ، والطهور نصف الميزان ، والصوم نصف الصبر» (٢).

[١ / ٤٣٨] وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «التسبيح نصف الميزان ، والحمد لله تملأه ، ولا إله إلّا الله ليس لها دون الله حجاب حتّى تخلص إليه» (٣).

[١ / ٤٣٩] وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصحّحه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن الأسود بن سريع التميمي قال : «قلت : يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى قال : أما إنّ ربّك يحبّ الحمد» (٤).

[١ / ٤٤٠] وأخرج ابن جرير عن الأسود بن سريع أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «ليس شيء أحبّ إلى الله من قول القائل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ.) وكذلك أثنى به على نفسه» (٥).

[١ / ٤٤١] وأخرج البيهقي عن أنس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «التأنّي من الله ، والعجلة من الشيطان ، وما شيء أكثر معاذير من الله ، وما شيء أحبّ إلى الله من الحمد» (٦).

[١ / ٤٤٢] وأخرج ابن شاهين في السنّة والديلمي من طريق أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «التوحيد ثمن الجنة ، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ثمن كلّ نعمة ، ويتقاسمون الجنة بأعمالهم» (٧).

__________________

(١) مسند أحمد ٥ : ٣٤٢ ؛ مسلم ١ : ١٤٠ ؛ النسائي ٢ : ٥ / ٢٢١٧ ؛ الدرّ ١ : ٣١ ، نسبه إلى أبي موسى الأشعري.

(٢) الدرّ ١ : ٣١ ؛ مسند أحمد ٤ : ٢٦٠ ؛ الترمذي ٥ : ١٩٧ / ٣٥٨٥ ، أبواب الدعوات باب ٩٢ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٦٤ / ٢٠١٨.

(٣) الدرّ ١ : ٣١ ؛ الترمذي ٥ : ١٩٧ / ٣٥٨٤ ، أبواب الدعوات باب ٩٢ ؛ كنز العمّال ١ : ٤٦٢ / ٢٠٠١.

(٤) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ مسند أحمد ٣ : ٤٣٥ ؛ الأدب المفرد : ٨٠ / ٣٤٢ ، باب من مدح في الشعر ؛ النسائي ٤ : ٤١٦ / ٧٧٤٥ ؛ الحاكم ٣ : ٦١٤ ؛ الحلية ١ : ٢٧٠ / ٩٠٨ ، باب ١٢٩ ؛ الشعب ٤ : ٨٩ / ٤٣٦٦ ؛ مجمع الزوائد ١٠ / ٩٥ ؛ كنز العمّال ٣ : ٨٥٥ / ٨٩٤٧.

(٥) أبو الفتوح ١ : ٦٤ ؛ الدرّ ١ : ٣٢ ؛ الطبري ١ : ٩١ / ١٢٩.

(٦) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ الشعب ٤ : ٨٩ / ٤٣٦٧ ؛ مجمع الزوائد ٨ : ١٩ ؛ كنز العمّال ٣ : ١٣٢ / ٥٨٢٣.

(٧) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ٢ : ٧٤ / ٢٤١٥.

٣٦٧

[١ / ٤٤٣] وأخرج الخطيب في تالي التلخيص من طريق ثابت عن أنس مرفوعا : «التوحيد ثمن الجنة ، والحمد وفاء شكر كلّ نعمة» (١).

[١ / ٤٤٤] وأخرج أبو داوود والنسائي وابن ماجة وابن حبّان والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع» (٢).

[١ / ٤٤٥] وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس قال : إذا عطس أحدكم فقال :

(الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، قال الملك : ربّ العالمين. فإذا قال : (رَبِّ الْعالَمِينَ) ، قال الملك : يرحمك الله (٣).

[١ / ٤٤٦] وأخرج البخاري في الأدب وابن السنيّ وأبو نعيم كلاهما في الطبّ النبوي عن عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : «من قال عند كلّ عطسة سمعها (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على كلّ حال ما كان ، لم يجد وجع الضرس والأذن أبدا» (٤).

[١ / ٤٤٧] وأخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من بادر العاطس بالحمد لم يضرّه شيء من داء البطن» (٥).

[١ / ٤٤٨] وأخرج الحكيم الترمذي عن موسى بن طلحة قال : أوحى الله إلى سليمان : إن عطس عاطس من وراء سبعة أبحر فاذكرني (٦).

[١ / ٤٤٩] وأخرج البيهقي عن علي عليه‌السلام قال : «بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سريّة من أهله فقال : اللهمّ لك عليّ إن رددتهم سالمين أن أشكرك حق شكرك. فما لبثوا أن جاؤا سالمين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (الْحَمْدُ لِلَّهِ) على سابغ نعم الله. فقلت : يا رسول الله ألم تقل : إن ردّهم الله أن أشكره حقّ شكره؟ فقال : أولم أفعل؟» (٧).

[١ / ٤٥٠] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر وابن مردويه والبيهقي من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جدّه قال : «بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثا من الأنصار وقال : إن

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٢.

(٢) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ النسائي ٦ : ١٢٧ / ١٠٣٢٨ ؛ ابن ماجة ١ : ٦١٠ / ١٨٩٤ ؛ ابن حبّان ١ : ١٧٣ ؛ البيهقي في الشعب ٤ : ٩٠ / ٤٣٧٢ ؛ الكبرى ٣ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ؛ كنز العمّال ١ : ٥٥٨ / ٢٥٠٩.

(٣) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ الأدب المفرد : ١٩٦ / ٩٢٠ ، باب ما يقول إذا عطس ؛ كنز العمّال ٩ : ٢٢٧ / ٢٥٧٦٩.

(٤) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ الأدب المفرد : ١٩٨ / ٩٢٦ ؛ كنز العمّال ٩ : ٢٢٣ / ٢٥٨٠٠.

(٥) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ نوادر الأصول ٢ : ٨١.

(٦) الدرّ ١ : ٣٢ ؛ نوادر الاصول ٢ : ٨٢.

(٧) الدرّ ١ : ٣٢ ـ ٣٣ ؛ الشعب ٤ : ٩٥ / ٤٣٩٠ ؛ كنز العمّال ٣ : ٧٣٦ / ٨٦١٥.

٣٦٨

سلّمهم الله وأغنمهم فإنّ لله عليّ في ذلك شكرا. فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا فقال بعض أصحابه :

سمعناك تقول : إن سلّمهم الله وأغنمهم فإن لله عليّ في ذلك شكرا؟! قال : قد فعلت! قلت : اللهمّ شكرا ، ولك المنّ فضلا» (١).

[١ / ٤٥١] وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام قال : «فقد أبي بغلته فقال : لئن ردّها الله عليّ لأحمدنّه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها ، فركبها فلمّا استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، لم يزد عليها ؛ فقيل له في ذلك ... فقال : وهل تركت شيئا أو أبقيت شيئا؟ جعلت الحمد كلّه لله عزوجل» (٢).

[١ / ٤٥٢] وأخرج البيهقي من طريق منصور عن إبراهيم قال : يقال : إنّ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أكثر الكلام تضعيفا (٣). أي مضاعفة ومبالغة في الثناء على الله عزوجل.

[١ / ٤٥٣] وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن محمّد بن حرب قال : قال سفيان الثوري : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ذكر وشكر ، وليس شيء يكون ذكرا وشكرا غيره (٤).

[١ / ٤٥٤] وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إنّ العبد إذا قال : سبحان الله فهي صلاة الخلائق ، وإذا قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قطّ حتّى يقولها ؛ وإذا قال لا إله إلّا الله فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قطّ عملا حتّى يقولها ، وإذا قال : الله أكبر ملأ ما بين السماء والأرض ، وإذا قال : لا حول ولا قوّة إلا بالله ، قال الله : أسلم واستسلم (٥).

[١ / ٤٥٥] وروى ابن ماجة عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدّثهم : «أن عبدا من عباد الله قال : يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها. فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربّنا إنّ عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله عزوجل ـ وهو أعلم بما قال عبده ـ : ما ذا قال عبدي؟ قالا يا ربّ إنّه قد قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الشكر لله : ١١٣ / ١٠٤ ؛ الشعب ٤ : ٩٥ ـ ٩٦ / ٤٣٩١ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ١٨٥.

(٢) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الحلية ٣ : ١٨٦ ؛ الشعب ٤ : ٩٦ / ٤٣٩٢.

(٣) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الشعب ٤ : ٩٦ / ٤٣٩٣.

(٤) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الشعب ٤ : ١١٠ ـ ١١١ / ٤٤٥٧.

(٥) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الحلية ٩ : ١٧ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١١ : ٢٩٥ / ٢٠٥٧٩.

٣٦٩

بجلال وجهك وعظيم سلطانك ، فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدى حتّى يلقاني فأجزيه بها» (١).

[١ / ٤٥٦] وروي عن ابن عبّاس أنّه قال : الحمد لله كلمة كلّ شاكر ، وإنّ آدم عليه‌السلام قال حين عطس : الحمد لله (٢).

[١ / ٤٥٧] وروى أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا قال العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) قال صدق عبدي ، الحمد لي» (٣).

[١ / ٤٥٨] وروى مسلم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشّربة فيحمده عليها» (٤).

***

[١ / ٤٥٩] روى محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن هشام ، عن ميسر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «شكر النعمة اجتناب المحارم وتمام الشكر قول الرجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)» (٥).

[١ / ٤٦٠] وروى الصدوق بإسناده إلى عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : «ومن قال الحمد لله فقد أدّى شكر كلّ نعمة لله تعالى» (٦).

[١ / ٤٦١] وروى الكليني بإسناده إلى صفوان الجمّال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : «ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله ، إلّا أدّى شكرها» (٧).

[١ / ٤٦٢] وبإسناده إلى حمّاد بن عثمان قال : خرج أبو عبد الله عليه‌السلام من المسجد وقد ضاعت دابّته ، فقال : «لئن ردّها الله عليّ لأشكرنّ الله حقّ شكره قال : فما لبث أن أتي بها ، فقال : الحمد لله. فقال له قائل : جعلت فداك أليس قلت : لأشكرنّ الله حقّ شكره؟ فقال أبو عبد الله : ألم تسمعني قلت : الحمد لله؟» (٨).

__________________

(١) ابن ماجة ٢ : ١٢٤٩ / ٣٨٠١ ، كتاب الأدب ، باب ٥٥ (فضل الحامدين) ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ القرطبي ١ : ١٣٢ ؛ كنز العمّال ٢ : ٧٠١ / ٥١٢٧.

(٢) القرطبي ١ : ١٣٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٤.

(٣) القرطبي ١ : ١٣١.

(٤) مسلم ٨ : ٨٧ ؛ القرطبي ١ : ١٣١.

(٥) الكافي ٢ : ٩٥ / ١٠.

(٦) الخصال : ٢٩٩ / ٧٢ ، باب الخمسة ، للرواية صدر ؛ جامع الأخبار : ٣٥٠ / ٩٦٨ ـ ٦ ، فصل الخامس والثمانون.

(٧) الكافي ٢ : ٩٦ / ١٤ ؛ نور الثقلين ١ : ١٥ / ٥٨.

(٨) الكافي ٢ : ٩٧ / ١٨ ؛ نور الثقلين ١ : ١٥ / ٥٩.

٣٧٠

[١ / ٤٦٣] وروى عليّ بن عيسى الأربلي بالإسناد إلى الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «فقد لأبي بغلة ، فقال : لئن ردّها الله عليّ لأحمدنّه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها ، فلمّا استوى عليها وضمّ إليه ثيابه ، رفع رأسه إلى السماء وقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، ولم يزد ، ثمّ قال : ما تركت ولا أبقيت شيئا ، جعلت جميع أنواع المحامد لله عزوجل ، فما من حمد إلّا وهو داخل فيما قلت».

قال عليّ بن عيسى : صدق وبرّ عليه‌السلام فإنّ الألف واللام في قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، يستغرق الجنس وتفرّده تعالى بالحمد (١).

[١ / ٤٦٤] وروى الصدوق بإسناده إلى محمّد بن القاسم الأسترآبادي يرفعه إلى الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عن أبيه عن جدّه عليهم‌السلام ، قال : جاء رجل إلى الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، فقال له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبرني عن قول الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ما تفسيره؟

قال : «الحمد لله ، هو أن عرّف عباده بعض نعمه عليهم جملا. إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ، لأنّها أكثر من أن تحصى أو تعرف. فقال لهم : قولوا : الحمد لله ، على ما أنعم به علينا ربّ العالمين. وهم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات ...» (٢).

[١ / ٤٦٥] وروى الصدوق في حديث آخر : «إذا قال العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال الله : حمدني عبدي. وعلم أنّ النعم التي له من عندي ، وأنّ البلايا التي دفعت عنه ، بتطوّلي. أشهدكم أنّي أضيف له إلى نعم الدّنيا نعم الآخرة ، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدّنيا» (٣).

[١ / ٤٦٦] وروى الصدوق في الفقيه فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : «أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلّا يكون القرآن مهجورا مضيّعا وليكون محفوظا مدروسا فلا يضمحلّ ولا يجهل. وإنّما بدأ بالحمد دون سائر السور لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد ، وذلك أنّ قوله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إنّما هو أداء لما أوجب الله عزوجل على خلقه من الشكر ، وشكر لما وفّق عبده من الخير.

(رَبِّ الْعالَمِينَ) توحيد وتحميد له وإقرار بأنّه هو الخالق المالك لا غيره.

__________________

(١) كشف الغمّة ٢ : ٣٢٩ ؛ البرهان ١ : ١١٠ / ٢.

(٢) العيون ١ : ٢٥٥ / ٣٠ ، باب ٢٨ (فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار المتفرّقة). وراجع : تفسير الإمام : ٣٠ / ١١.

(٣) العيون ١ : ٢٦٩ / ٥٩ ، باب ٢٨.

٣٧١

(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه.

(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وإيجاب ملك الآخرة له كإيجاب ملك الدنيا.

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) رغبة وتقرّب إلى الله تعالى ذكره وإخلاص له بالعمل دون غيره.

(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم عليه ونصره.

(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) استرشاد لدينه واعتصام بحبله واستزادة في المعرفة لربّه عزوجل وكبريائه وعظمته.

(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) توكيد في السؤال والرغبة وذكر لما قد تقدّم من نعمه على أوليائه ورغبة في مثل تلك النعم.

(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفّين به وبأمره ونهيه.

(وَلَا الضَّالِّينَ) اعتصام من أن يكون من الذين ضلّوا عن سبيله من غير معرفة وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا.

فقد اجتمع فيها من جوامع الخير والحكمة من أمر الآخرة والدّنيا ما لا يجمعه شيء من الأشياء ...» (١).

[١ / ٤٦٧] وروى الصدوق كلام الرضا عليه‌السلام في التوحيد ، وفيه : «وربّ إذ لا مربوب» وفيه عن عليّ عليه‌السلام مثله (٢).

[١ / ٤٦٨] وبإسناده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أصبح قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) كثيرا على كلّ حال ثلاثمئة وستين مرّة ، وإذا أمسى قال مثل ذلك» (٣).

[١ / ٤٦٩] وروى الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «من قال أربع مرّات إذا أصبح : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقد أدّى شكر يومه ، ومن قالها إذا أمسى فقد أدّى شكر ليلته» (٤).

__________________

(١) الفقيه ١ : ٣١٠ / ٩٢٦ ، أبواب الصلاة ، أحكام القراءة ؛ البرهان ١ : ١١٧ ـ ١١٨ / ١٩.

(٢) التوحيد : ٥٦ ـ ٥٧ / ١٤ ، للرواية صدر ؛ نور الثقلين ١ : ١٦ / ٦٩.

(٣) الكافي ٢ : ٥٠٣ / ٤ ؛ نور الثقلين ١ : ١٥ / ٦٤.

(٤) الكافي ٢ : ٥٠٣ / ٥ ؛ نور الثقلين ١ : ١٥ / ٦٣.

٣٧٢

[١ / ٤٧٠] وروى الصدوق بإسناده إلى الإمام أبي عبد الله الصادق عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أربع من كنّ فيه ، كان في نور الله الأعظم : من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله. ومن إذا أصابته مصيبة قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.) ومن إذا أصاب خيرا قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.) ومن إذا أصاب خطيئة قال : أستغفر الله وأتوب إليه» (١).

[١ / ٤٧١] وروى العيّاشي بإسناده إلى محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام في حديث قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، دعوى أهل الجنّة حين شكروا لله حسن الثواب ...» (٢).

تفسير (الْعالَمِينَ)

قد مرّ أنّهم صنوف الناس ، ولا يصحّ تفسيره بالعوالم. وقد اضطربت الروايات في تفسيره.

[١ / ٤٧٢] فممّا جاء تفسيره بصنوف الناس ما أورده الراغب في مفرداته عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام قال : «عني به الناس ، وجعل كلّ واحد منهم عالما. وقال : العالم عالمان ، الكبير وهو الفلك بما فيه. والصغير وهو الإنسان» (٣).

[١ / ٤٧٣] وذكر الشيخ أبو الفتوح الرازي عن أبي معاذ ، قال : هم بنو آدم.

[١ / ٤٧٤] وهكذا ذكر عن الحسين بن الفضل : أنّهم : الناس. لقوله تعالى : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ)(٤).

وجاء تفسيره بالجنّ والإنس أي العقلاء من الخلق. وفي بعض التفاسير : يشمل الملائكة والشياطين. وبعضهم عمّه لذوات الأرواح ليشمل البهائم والحيوانات أيضا.

[١ / ٤٧٥] روى الطبري عن محمّد بن سنان القزّاز قال : حدّثنا أبو عاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّه قال : ربّ العالمين : الجنّ والإنس (٥).

[١ / ٤٧٦] وعن أحمد بن عبد الرحيم البرقي قال : حدّثني ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن

__________________

(١) الخصال : ٢٢٢ / ٤٩ ، باب الأربعة.

(٢) العيّاشي ١ : ٣٦ / ١٧ ؛ البحار ٨٩ : ٢٣٨ / ٤٠.

(٣) المفردات : ٣٤٥.

(٤) أبو الفتوح ١ : ٧٧ ؛ القرطبي ١ : ١٣٨. والآية من سورة الشعراء ٢٦ : ١٦٥.

(٥) الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٢ وبعده ؛ القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ البغوي ١ : ٧٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٢ ؛ الحاكم ٢ : ٢٥٨ رواه عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس.

٣٧٣

عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : ابن آدم والجنّ والإنس كلّ أمّة منهم عالم على حدّته (١).

[١ / ٤٧٧] وقال حدّثنا أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي قال : حدّثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدّثنا قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : الجنّ والإنس (٢).

[١ / ٤٧٨] وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وصحّحه من طرق عن ابن عباس في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : الجنّ والإنس (٣).

[١ / ٤٧٩] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : الجنّ والإنس.

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير مثله (٤).

[١ / ٤٨٠] وقال الفرّاء وأبو عبيدة : العالم عبارة عمّن يعقل وهم أربعة امم : الإنس والجنّ والملائكة والشياطين.

قال ابن كثير : قال الفرّاء وأبو عبيد : العالم عبارة عمّا يعقل وهم الإنس والجنّ والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالم. وهكذا قال أبو الفتوح الرازي (٥).

[١ / ٤٨١] وقال زيد بن أسلم : هم المرتزقون (٦).

[١ / ٤٨٢] ونحوه قول أبي عمرو بن العلاء : هم الروحانيّون (٧).

[١ / ٤٨٣] وعن زيد بن أسلم وأبي محيصن : العالم ، كلّ ماله روح ترفرف (٨).

__________________

(١) الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٤.

(٢) الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٣ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٢.

(٣) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٢ ، وهكذا نقله برقم ١٣٨ عن ابن جريج ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٨ / ١٨ ، وروي عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بإسناد لا يعتمد عليه مثله ؛ البغوي ١ : ٧٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٢.

(٤) الدرّ ١ : ٣٣ ـ ٣٤ ؛ الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٥ عن مجاهد ، و ١٣٣ ، عن سعيد بن جبير ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٨ / ١٨ ، عن مجاهد.

(٥) القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ البغوي ١ : ٧٤. عن أبي عبيدة ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٢ ـ ٧٣.

(٦) القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٣ ، عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم.

(٧) القرطبي ١ : ١٣٨.

(٨) ابن كثير ١ : ٢٥.

٣٧٤

[١ / ٤٨٤] وعن ابن عبّاس : كلّ ذي روح دبّ على وجه الأرض (١).

وهناك قول بأنّه صنوف الخلائق ممّا سوى الله. وعليه فالفرق بينه وبين العالم اعتباريّ. إذ لو لوحظ ما سوى الله جملة واحدة ، فيطلق عليه اسم العالم. وأمّا إذا لوحظت صنوفا وأنواعا في أشكال وألوان ، فكلّ صنف عالم والجميع عوالم وعالمون. غير أنّه يتّحد حينئذ مع العوالم ، في حين عدم إمكان التبادل بينهما كما نبّهنا سابقا.

وإليك ما جاء من الروايات بهذا المعنى :

[١ / ٤٨٥] أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : إله الخلق كلّه. السّماوات كلّهنّ ومن فيهنّ ، والأرضون كلّهنّ ومن فيهنّ ومن بينهنّ ممّا يعلم وممّا لا يعلم (٢).

[١ / ٤٨٦] وأخرج ابن جريج عن قتادة في قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : كلّ صنف عالم (٣).

[١ / ٤٨٧] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : الإنس عالم ، والجنّ عالم ، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة ، وللأرض أربع زوايا في كلّ زاوية ثلاثة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم لعبادته (٤).

[١ / ٤٨٨] وقال الحافظ ابن عساكر في ترجمة مروان بن محمّد الأموي أنّه قال : خلق الله سبعة عشر ألف عالم. أهل السماوات وأهل الأرض عالم واحد وسائرهم لا يعلمهم إلّا الله عزوجل (٥).

[١ / ٤٨٩] وعن أبي سعيد الخدري : إنّ لله أربعين ألف عالم ، الدنيا من شرقها إلى غربها عالم واحد (٦).

[١ / ٤٩٠] وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن وهب قال : إنّ لله عزوجل ثمانية عشر ألف

__________________

(١) القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٣.

(٢) الطبري ١ : ٩٤ ـ ٩٥ / ١٣٠ و ١٣١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧ / ١٤ ؛ الدرّ ١ : ٣٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥.

(٣) الدرّ ١ : ٣٤ ؛ الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٦ ؛ البغوي ١ : ٧٤ ، وفيه : قال قتادة ومجاهد والحسن : «جميع المخلوقين» ؛ وابن كثير ١ : ٢٥ ؛ ومجمع البيان ١ : ٥٦ ، وفيه : «وقيل إنه اسم لكلّ صنف من الأصناف وأهل كلّ قرن من كلّ صنف يسمّى عالما ولذلك جمع فقيل عالمون لعالم كلّ زمان وهذا قول أكثر المفسّرين كابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة».

(٤) الدرّ ١ : ٣٤ ؛ الطبري ١ : ٩٥ / ١٣٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧ / ١٥ ؛ القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٣٥.

(٥) ابن عساكر ٥٧ : ١٧٨ / ٧٢٨٤ ، باب ذكر من اسمه المخلّص ؛ ابن كثير ١ : ٢٥.

(٦) القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٢٦ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٤.

٣٧٥

عالم ، الدنيا منها عالم واحد ، وما العمران منها في الخراب إلّا كفسطاط في صحراء (١).

[١ / ٤٩١] وعن كعب الأحبار : ولا يحصي عدد العالمين أحد إلّا الله قال : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(٢).

[١ / ٤٩٢] وعن سعيد بن المسيب : لله ألف عالم ستمائة في البحر وأربعمائة في البرّ (٣).

[١ / ٤٩٣] وقال مقاتل : العالمون ثمانون ألف عالم ، أربعون ألف عالم في البرّ وأربعون ألف عالم في البحر (٤).

[١ / ٤٩٤] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سبيع الحميري قال : العالمون ألف أمّة. فستمائة في البحر ، وأربعمائة في البرّ (٥).

[١ / ٤٩٥] وأخرج الثعلبي من طريق شهر بن حوشب عن أبيّ بن كعب قال : العالمون الملائكة وهم ثمانية عشر ألف ملك ، منهم أربعمائة وخمسمائة ملك بالمشرق ، ومثلها بالمغرب ، ومثلها بالكتف الثالث من الدنيا ، ومثلها بالكتف الرابع من الدنيا ، مع كلّ ملك من الأعوان ما لا يعلم عددهم إلّا الله (٦).

[١ / ٤٩٦] وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى في مسنده وابن عديّ في الكامل وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب في التاريخ عن جابر بن عبد الله قال : قلّ الجراد في سنة من سنيّ خلافة عمر بن الخطاب ، فسأل عنه فلم يخبر بشيء ، فاغتمّ لذلك فأرسل راكبا يضرب إلى كداء (اليمن) ، وآخر إلى الشام ، وآخر إلى العراق ، يسأل هل رؤي من الجراد شيء أو لا؟ فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد ، فألقاها بين يديه. فلما رآها كبّر ثمّ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «خلق الله ألف أمّة. ستّمائة في البحر ، وأربعمائة في البرّ ،

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٤ ؛ العظمة ٤ : ١٤٣٤ / ٩٤٦ ـ ٩ ؛ الحلية ٤ : ٧٠ ؛ البغوي ١ : ٧٤ ؛ القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٢٦ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٤.

(٢) البغوي ١ : ٧٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٦ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٤. والآية من سورة المدّثر ٧٤ : ٣١.

(٣) البغوي ١ : ٧٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٦ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٣.

(٤) القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ البغوي ١ : ٧٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٦ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٤.

(٥) الدرّ ١ : ٣٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧ / ١٦ ؛ العظمة ٤ : ١٤٣٣ ـ ١٤٣٤ / ٩٤٥ ـ ٨ ؛ القرطبي ١ : ١٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥ ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٣ عن سعيد بن المسيب.

(٦) الدرّ ١ : ٣٤ ؛ الثعلبي ١ : ١١١ ، وفيه : (الكهف) بدل (الكتف) ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٢ ، كما في تفسير الثعلبي.

٣٧٦

فأوّل شيء يهلك من هذه الأمم الجراد ، فإذا أهلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه» (١).

[١ / ٤٩٧] وروى عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام «في قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) قال : الشكر لله وفي قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : خالق المخلوقين» (٢).

[١ / ٤٩٨] وتقدّم في حديث الرضا عليه‌السلام في تفسير (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فيما رواه محمّد بن القاسم الأسترآبادي بالإسناد إلى الإمام العسكريّ عن أبيه عن جدّه ، قال : («رَبِّ الْعالَمِينَ) ، وهم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات ...» (٣).

[١ / ٤٩٩] وروى الصدوق بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث طويل وفيه : «لعلّك ترى أنّ الله إنّما خلق هذا العالم الواحد وترى أنّ الله لم يخلق غيركم : بلى والله لقد خلق ألف ألف عالم ، وألف ألف آدم ، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين» (٤).

[١ / ٥٠٠] وبإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل : «علم عالم المدينة (يعنى : نفسه الكريمة) ينتهي إلى حيث لا يقفو الأثر ، ويزجر الطير ، ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثني عشر برجا واثني عشر برّا واثني عشر بحرا واثني عشر عالما» (٥).

[١ / ٥٠١] وبإسناده إلى العبّاد بن عبد الخالق عمّن حدّثه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ لله عزوجل اثني عشر ألف عالم. كلّ عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ، ما يرى عالم منهم أنّ لله عزوجل عالما غيرهم» (٦).

[١ / ٥٠٢] وروى الصفّار بإسناده إلى عبيد الله الدهقان عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «إنّ لله خلف هذا النطاق زبرجدة خضراء ، منها اخضرّت السماء.

__________________

(١) الدرّ ١ : ٣٤ ؛ النوادر ٢ : ١٢ ـ ١٣ ؛ الكامل ٥ : ٣٥٢ ؛ العظمة ٥ : ١٧٨٣ / ١٢٨٥ ـ ١ ؛ الشعب ٧ : ٢٣٤ / ١٠١٣٢ ؛ التاريخ ١١ : ٢١٧ / ٥٩٣٢ ؛ ابن كثير ١ : ٢٦.

وجاء في نوادر الأصول عن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ الله تعالى خلق ألف امّة. ستمائة في البحر وأربعمائة في البر وأنّ أوّل هلاك هذه الأمّة الجراد. فإذا هلكت الجراد تتابعته الأمم مثل نظام السلك إذا انقطع.

(٢) القميّ ١ : ٢٨ ؛ نور الثقلين ١ : ١٥ / ٦٠ ؛ البرهان ١ : ١١٠ ـ ١١١ / ٣.

(٣) العيون : ٢٥٥ / ٣٠ ، باب ٢٨ (فيما جاء عن الإمام الرضا عليه‌السلام من الأخبار المتفرقة) ؛ تفسير الإمام : ٣٠ / ١١.

(٤) التوحيد : ٢٧٧ / ٢ ؛ نور الثقلين ١ : ١٦ / ٧٠.

(٥) الخصال : ٤٩٠ / ٦٨ ، باب الاثنى عشر ؛ نور الثقلين ١ : ١٦ / ٧١ ؛ كنز الدقائق ١ : ٤٥.

(٦) الخصال : ٦٣٩ / ١٤ ، باب الواحد إلى المائة ؛ نور الثقلين ١ : ١٦ ـ ١٧ / ٧٢ ؛ البرهان ١ : ١١٢ ـ ١١٣ / ١٣.

٣٧٧

قلت : وما النطاق؟ قال : الحجاب. ولله عزوجل وراء ذلك سبعون ألف عالم ، أكثر من عدّة الجنّ والإنس ...» (١).

[١ / ٥٠٣] وبالإسناد إلى عجلان أبي صالح ، قال : دخل رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : «جعلت فداك ، هذه قبّة آدم؟ قال : نعم ، وفيه قباب كثيرة ، أما إنّ خلف مغربكم هذا تسعة وتسعون مغربا ، أرضا بيضاء مملوءة ، خلقا يستضيئون بنورها ، لم يعصوا الله طرفة عين ، لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه ...» (٢).

[١ / ٥٠٤] وبالإسناد إلى عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام. ورواه سعد بن عبد الله بإسناده إلى جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «من وراء شمسكم هذه أربعون عين شمس ، ما بين عين شمس إلى أخرى أربعون عاما ، فيها خلق كثير. وإنّ وراء قمركم هذا أربعين قرصا ، بين القرص إلى القرص أربعون عاما ، فيها خلق كثير ...» (٣).

[١ / ٥٠٥] وروى سعد بن عبد الله بإسناده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ لله عزوجل ألف عالم ، كلّ عالم منهم أكثر من سبع سماوات وسبع أرضين. ما يرى كلّ عالم منهم أنّ لله عالما غير عالمهم ...» (٤).

وهناك روايات تحدّث عن مدينتين ، مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، فيهما خلق كثير لا يعرفون عن عالمنا هذا شيئا. ولكلّ مدينة أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ (٥).

وعبّر عنهما بجابرس وجابلق ، مدينتين يهوديّتين جاءتا في أساطير اليهود القديمة (٦).

والعمدة أنّها روايات ضعاف الأسناد ، ولا يبعد الدسّ فيها ، وإن كان بعضها يحتمل التأويل ، ممّا لا يخفى على اللبيب النابه.

تفسير (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أي القابض على أزمّة الأمور يوم الحساب ، قبضا عن سلطة وملك ، لا يضادّه أحد في ملكه ، (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)(٧).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٧ ، وراجع : البرهان ١ : ١١٢ / ٩.

(٢) المصدر : ٥١٣ / ١٠ ؛ البرهان ١ : ١١٢ / ١١.

(٣) المصدر : ٥١٠ / ٣ ؛ مصحح على البرهان ١ : ١١٢ / ١٢.

(٤) البرهان ١ : ١١٢ ـ ١١٣ / ١٣.

(٥) المصدر : ١١٣ ـ ١١٤ / ١٤ ؛ بصائر الدرجات : ٥١٠ ـ ٥١١ / ٤.

(٦) راجع : معجم البلدان ٢ : ٩٠ ـ ٩١.

(٧) الانفطار ٨٩ : ١٩.

٣٧٨

[١ / ٥٠٦] قال الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليه‌السلام ـ فيما روى عنه صاحب التفسير المنسوب إليه ـ : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «يوم الدين ، هو يوم الحساب.

وقال الإمام عليه‌السلام : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أي قادر على إقامة يوم الدّين وهو يوم الحساب ، قادر على تقديمه على وقته وتأخيره بعد وقته ، وهو المالك أيضا في يوم الدين فهو يقضي بالحقّ ، لا يملك الحكم والقضاء في ذلك اليوم من يظلم ويجور كما في الدنيا من يملك الأحكام» (١).

[١ / ٥٠٧] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يقول : لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكما كملكهم في الدنيا. وفي قوله (يَوْمِ الدِّينِ) قال : يوم حساب الخلائق ، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم ، إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ ، إلّا من عفا عنه (٢).

[١ / ٥٠٨] وأخرج عن ابن جريج : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال : يوم يدان الناس بالحساب (٣).

[١ / ٥٠٩] وأخرج البغوي عن مجاهد ، قال : والدين : الحساب (٤).

[١ / ٥١٠] وأخرج ابن جرير والحاكم وصحّحه عن ابن مسعود وأناس من الصحابة في قوله (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال : هو يوم الحساب (٥).

وفي المجمع أيضا بالرواية عن ابن عباس (٦).

[١ / ٥١١] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال : يوم يدين الله العباد بأعمالهم (٧).

[١ / ٥١٢] قال أبو علي الجبّائي في قوله (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ :) أراد به يوم الجزاء على الدين (٨).

[١ / ٥١٣] والدين : الجزاء. وبهذا قال جماعة من التابعين كسعيد بن جبير وقتادة (٩).

__________________

(١) تفسير الإمام : ٣٨ / ١٤.

(٢) الطبري ١ : ٩٨ و ١٠٢ / ١٣٩ و ١٤٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٩ / ٢٤ و ٢٥ ؛ الدرّ ١ : ٣٧ ؛ ابن كثير ١ : ٢٧ ؛ البغوي ١ : ٧٤. بلفظ : «قال ابن عباس ومقاتل والسدّي : مالك يوم الدين ، قاضي يوم الحساب».

(٣) الطبري ١ : ١٠٣ / ١٤٣.

(٤) البغوى ١ : ٧٤ ؛ التبيان ١ : ٣٦.

(٥) الطبري ١ : ١٠٢ / ١٤١ ؛ الحاكم ٢ : ٢٥٨ ؛ الدرّ ١ : ٣٧.

(٦) مجمع البيان ١ : ٦٠ ، و ٨ : ٣٠٠.

(٧) عبد الرزّاق ١ : ٢٥٦ / ١٢ ؛ الدرّ ١ : ٣٧ ؛ الطبري ١ : ١٠٣ / ١٤٢ ؛ التبيان ١ : ٣٦ ، نقلا عن سعيد بن جبير أيضا ؛ أبو الفتوح ١ : ٧٨ ، نقلا عن الضحاك أيضا ؛ القرطبي ١ : ١٤٣. وفيه : «الدين الجزاء على الأعمال والحساب بها كذلك قال ابن عبّاس وابن مسعود وابن جريج وقتادة وغيرهم وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم».

(٨) مجمع البيان ١ : ٦١ ؛ التبيان ١ : ٣٦.

(٩) التبيان ١ : ٣٦.

٣٧٩

[١ / ٥١٤] وقال الطبرسي : وقيل : (الدِّينِ) الحساب وهو المرويّ عن أبي جعفر عليه‌السلام (١).

[١ / ٥١٥] وروى الصدوق فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : («مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وإيجاب ملك الآخرة له كإيجاب ملك الدنيا» (٢).

[١ / ٥١٦] وروى الكليني بإسناده إلى الزهري قال : كان عليّ بن الحسين عليه‌السلام إذا قرأ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يكرّرها حتّى يكاد أن يموت (٣).

تفسير (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

وهذا إلتفات من الغيبة إلى الخطاب ، استدعاه ذلك التمجيد والثناء الجميل ، كي يرى العبد نفسه حاضرا لدى مولاه الكريم ، فيشافهه بالخطاب ويصارحه بالكلام من غير حجاب. ومن ثمّ أبدى إخلاصه لديه في العبادة والطاعة ، وبالاستعانة به في مهامّ الأمور.

[١ / ٥١٧] وفي تفسير الإمام : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عزوجل : قولوا :

(إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) على طاعتك وعبادتك ، وعلى دفع شرور أعدائك وردّ مكائدهم ، والمقام على ما أمرت به» (٤).

[١ / ٥١٨] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) يعني إيّاك نوحّد ونخاف ونرجو ربّنا لا غيرك (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) على طاعتك وعلى أمورنا كلّها (٥).

[١ / ٥١٩] وأخرج أبو القاسم البغوي والماوردي معا في معرفة الصحابة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزو ، فلقي العدوّ فسمعته يقول : يا (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال : فلقد رأيت الرجال تصرع ، تضربها الملائكة من بين يديها ومن خلفها (٦).

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٦٠ ؛ القميّ ١ : ٢٨. قال : والدليل على ذلك قوله : وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ يعني يوم الحساب ؛ التبيان ١ : ٣٦.

(٢) الفقيه ١ : ٣١٠ / ٩٢٦ ؛ البحار ٨٢ : ٥٤ / ٤٦.

(٣) الكافي ٢ : ٦٠٢ / ١٣ ؛ العيّاشي ١ : ٣٧ / ٢٣ ؛ البحار ٨٢ : ٢٣ / ١٢.

(٤) تفسير الإمام : ٤١ / ١٨.

(٥) الدرّ ١ : ٣٧ ؛ الطبري ١ : ١٠٣ ـ ١٠٤ / ١٤٤ و ١٤٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٩ / ٢٧ و ٣٠ ؛ ابن كثير ١ : ٢٨. وفيه : «وقال الضحاك عن ابن عبّاس «إيّاك نعبد» يعني إيّاك نوحّد ونخاف ونرجوك يا ربّنا لا غيرك ... الحديث».

(٦) الدرّ ١ : ٣٨ ؛ الأوسط ٨ : ١٢٣ ؛ الدلائل : ٤٥٩ / ٣٨٦ ، فصل ٢٤ ؛ مجمع الزوائد ٥ : ٣٢٨ ؛ أبو الفتوح ١ : ٨٣.

٣٨٠