التفسير الأثري الجامع - ج ١

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-94552-4-8
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٤١٦

وروي عن حمزة وجهان : أحدهما : إخفاؤه حيث قرأ القارئ مطلقا. الثاني : الجهر بالتعوّذ في أوّل الفاتحة فقط وإخفاؤه في سائر القرآن.

[١ / ١٥٦] رواه الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في كتابه ، عن أبي الحسن بن المنادي عن الحسن بن العبّاس عن الحلواني عن خلف عن سليم عن حمزة : أنّه كان يجهر بالاستعاذة والتسمية في أوّل سورة فاتحة الكتاب ، ثمّ يخفيها بعد ذلك في جميع القرآن ... (١).

[١ / ١٥٧] وقد عرفت في حديث حنان بن سدير : أنّه صلّى خلف الإمام أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام فتعوّذ بإجهار ، ثمّ جهر ببسم الله الرحمان الرحيم (٢).

وذكر الشيخ محيي الدين النووي للإمام الشافعي قولين في المسألة ، أحدهما : يستوي الجهر والإسرار ، وهو نصّه في الامّ. والثاني : يسنّ الجهر ، وهو نصّه في الإملاء. قال : وكان أبو هريرة يجهر بها ، وكان ابن عمر يسرّ. قال : وهو الأصحّ عند جمهور أصحابنا (العراقيّين) وهو المختار. قال ابن الجزري : نقل عن أبي علي الطبري : أنّه يستحبّ فيه الإسرار. وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد ومذهب مالك ، في قيام رمضان.

قال : واختلف المتأخّرون في المراد بالإخفاء. فقال كثير منهم : هو الكتمان. فيكفي فيه الذكر في النفس من غير تلفّظ. وقال الجمهور : المراد به الإسرار ، فلا يكفي فيه إلّا التلفّظ وإسماع نفسه ، وهذا هو الصواب ، لأنّ نصوص المتقدّمين كلّها على جعله ضدّا للجهر ، وكونه ضدّ الجهر يقتضي الإسرار به (٣).

***

وصورتها المتوافقة مع ظاهر تعبير القرآن ، هي العبارة المشهورة : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».

[١ / ١٥٨] ففي حديث عبد الله بن مسعود ، قال : «قرأت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : أعوذ بالله السميع العليم. فقال لي : يا ابن امّ عبد ، قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هكذا أقرأنيه جبرئيل» (٤).

__________________

(١) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٥٢ ـ ٢٥٣.

(٢) وسائل الشيعة ٦ : ١٣٤ / ٤ ، وكان حمزة قد تتلمذ للإمام الصادق عليه‌السلام فيما ذكره الشيخ في رجاله : ١٧٧ / ٢٠٦.

(٣) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٥٣ ـ ٢٥٤.

(٤) عوالي اللئالي ٢ : ٤٧ ـ ٤٨ / ١٢٤.

٣٠١

قال الطبرسي : اتّفقوا على التلفّظ بالتعوّذ قبل التسمية ، فيقول ابن كثير وعاصم وأبو عمرو : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». ونافع وابن عامر والكسائي : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إنّ الله هو السميع العليم». وحمزة : «نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم». وأبو حاتم : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» (١).

[١ / ١٥٩] وبهذا الأخير ورد أيضا عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام فيما رواه القاضي نعمان المصري في الدعائم ، قال عليه‌السلام : تعوّذ بعد التوجّه ، من الشيطان ، تقول : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» (٢).

قال النووي : وصفته المختارة : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». وكان جماعة من السلف يزيدون : «السميع العليم».

ونقل جلال الدّين السيوطي عبارات مختلفة ، وذكر عن الحلوانيّ : أن ليس للاستعاذة حدّ ينتهى إليه. من شاء زاد ومن شاء نقص (٣).

***

قال ابن الجزري : المختار لجميع القرّاء من حيث الرواية : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». كما ورد في سورة النحل. فقد حكى الاستاذ أبو طاهر ابن سوار وأبو العزّ القلانسي وغيرهما : الاتّفاق على هذا اللفظ بعينه. وقال الإمام أبو الحسن السخاوي في كتابه «جمال القرّاء» : إنّ الذي عليه إجماع الامّة هو : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». وقال الحافظ أبو عمرو الداني : إنّه هو المستعمل عند الحذّاق ، دون غيره. وهو المأخوذ به عند عامّة الفقهاء ، كالشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم.

[١ / ١٦٠] وقد ورد النصّ بذلك عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه هكذا تعوّذ (٤).

وروي هذا اللفظ من التعوّذ أيضا من حديث جبير بن مطعم ومن حديث عطاء بن السائب عن السّلمي عن ابن مسعود.

[١ / ١٦١] روى أبو الفضل الخزاعي عن المطوّعي عن الفضل بن الحبّاب عن روح بن

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٤٩.

(٢) دعائم الإسلام ١ : ١٥٧. وهكذا روى الصدوق في المقنع : ٩٣.

(٣) الإتقان ١ : ٢٩٦ ـ ٢٩٧.

(٤) راجع : مسند أحمد ٥ : ٢٥٣ و ٦ : ٣٩٤ ؛ ابن كثير ١ : ١٥.

٣٠٢

عبد المؤمن ، قال : قرأت على يعقوب الحضرمي : أعوذ بالسميع العليم ... فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإنّي قرأت على سلام بن المنذر : أعوذ بالسميع العليم. فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإنّي قرأت على عاصم بن بهدلة : أعوذ بالله السميع العليم. فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فانّي قرأت على عبد الله بن مسعود : أعوذ بالسميع العليم. فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإنّي قرأت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أعوذ بالسميع العليم. فقال لي : «يا ابن امّ عبد ، قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هكذا أخذته عن جبريل عن ميكائيل عن اللوح المحفوظ».

قال ابن الجزري : حديث غريب جيّد الإسناد من هذا الوجه. ورواه مسلسلا أيضا وبعدّة طرق. وهكذا قرأ على مشايخه العظام الثقات وكلّهم أقرّوا على هذا اللفظ باتّفاق الكلمة (١).

[١ / ١٦٢] وروى الخزاعي أيضا في كتابه «المنتهى» بإسناده إلى عبد الله بن مسلم بن يسار ، قال : قرأت على أبيّ بن كعب : أعوذ بالله السميع العليم. فقال : يا بنيّ ، عمّن أخذت هذا؟ قل : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» كما أمرك الله عزوجل (٢).

قال : دعوى الإجماع على هذا اللفظ بعينه مشكلة ، والظاهر أنّ المراد : على أنّه المختار ، فقد ورد تغيير هذا اللفظ والزيادة عليه والنقص :

فقد نقل عن حمزة : أستعيذ ونستعيذ واستعذت. قال : ولا يصحّ. ونقل عن الإمام الحافظ العلّامة أبي أمامة محمّد بن علي بن عبد الواحد بن النقاش ـ في كتابه «اللاحق السابق والناطق الصادق في التفسير» : أنّ دخول السين والتاء في الأمر بالاستعاذة («استعذ» «تعوّذ») إنّما هو لمكان الطلب ، إيذانا بطلب التعوّذ. فمعنى «استعذ بالله» : اطلب منه أن يعيذك. فامتثال الأمر هو أن يقول : أعوذ بالله ، لأنّ قائله متعوّذ أو مستعيذ قد عاذ والتجأ. والقائل : أستعيذ بالله ، ليس بعائذ ، إنّما هو طالب العياذ به وطالب للاعتصام. وفرق بين نفس الاعتصام وبين طلب ذلك ... وحسّنه ابن الجزري قال : ولله درّه ما ألطفه وأحسنه!

ثمّ زيّف الحديث الوارد الآتي :

[١ / ١٦٣] بأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استعاذ بلفظ : «أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم». وهكذا ضعّفه شيخه أبو الفداء إسماعيل بن كثير صاحب التفسير ، قال : وهذا الأثر غريب وإنّما

__________________

(١) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٤٣ ـ ٢٤٦.

(٢) المصدر.

٣٠٣

ذكرناه ليعرف ، فإنّ في إسناده ضعفا وانقطاعا ... (١). قال ابن الجزري : ومع ضعفه وانقطاعه وكونه لا تقوم به حجّة ؛

[١ / ١٦٤] فإنّ الحافظ أبا عمرو الداني رواه على الصواب من حديث أبي روق أيضا عن الضحّاك عن ابن عبّاس : أنّ جبرئيل علّمه (النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) قال : قل : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ثمّ قال : قل : «بسم الله الرحمان الرحيم».

قال : والقصد ، أنّ الذي تواتر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التعوّذ للقراءة ولسائر تعوّذاته من روايات لا تحصى ، لفظ «أعوذ». وهو الذي أمره الله تعالى به وعلّمه إيّاه فقال : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ. وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)(٢). (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ). وقال عن موسى عليه‌السلام : (أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ)(٣). (إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ)(٤). وعن مريم عليها‌السلام : (أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ.)(٥).

[١ / ١٦٥] وروى مسلم بإسناده إلى أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت ـ في حديث ـ قال : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقبل علينا بوجهه فقال : «تعوّذوا بالله من عذاب النار ، قلنا : نعوذ بالله من عذاب النار. قال : تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قلنا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال : تعوّذوا بالله من فتنة الدجّال ، قلنا : نعوذ بالله من فتنة الدجّال» (٦).

... فلم يقولوا في شيء من جوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نتعوّذ بالله ، ولا تعوّذنا ، على طبق اللفظ الذي امروا به. كما أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يقل : أستعيذ بالله ولا استعذت ، على طبق اللفظ الذي أمره الله به. ولا كان هو وأصحابه يعدلون عن اللفظ المطابق الأوّل المختار إلى غيره ، بل كانوا هم أولى بالاتّباع وأقرب إلى الصواب وأعرف بمراد الله تعالى.

كيف وقد علّمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف يستعاذ :

[١ / ١٦٦] فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا تشهّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع : يقول : أللهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنّم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شرّ فتنة المسيح الدجّال». رواه

__________________

(١) ابن كثير ١ : ١٥. واللفظ كما في التفسير : «أستعيذ بالله السميع العليم ...».

(٢) المؤمنون ٢٣ : ٩٧ ـ ٩٨.

(٣) البقرة ٢ : ٦٧.

(٤) غافر ٤٠ : ٢٧.

(٥) مريم ١٩ : ١٨.

(٦) مسلم ٨ : ١٦٠ ـ ١٦١.

٣٠٤

مسلم (١) وغيره. ولا أصرح من ذلك! (٢).

***

والتغيير بتقديم وتأخير أو تبديل مع المحافظة على أصل المعنى ، فممّا ورد في الحديث ولا منع منه.

[١ / ١٦٧] فقد ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اللهمّ اعصمني من الشيطان الرجيم» (٣).

[١ / ١٦٨] «اللهمّ أعذني فيه من الشيطان الرجيم» (٤).

[١ / ١٦٩] «اللهمّ إنّي أعوذ بك من الشيطان الرجيم» (٥).

[١ / ١٧٠] «اللهمّ أجرني من الشيطان الرجيم» (٦).

وأمّا الزيادة فقد وردت بألفاظ ذكرها ابن الجزري عن اناس بأشكال :

[١ / ١٧١] «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم». قال أبو عمرو الداني : «إنّ على استعماله عامّة أهل الأداء من أهل الحرمين والعراقين والشام. وروي عن حمزة وأبي حاتم». قال ابن الجزري : رواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد عن أبي سعيد الخدري بإسناد جيّد (٧).

وقال الترمذي : هو أشهر حديث في هذا الباب.

[١ / ١٧٢] وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قال حين يصبح ثلاث مرّات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ...» رواه أحمد في المسند بإسناد صحيح (٨).

[١ / ١٧٣] «أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم» (٩). ذكره الداني في جامعه عن أهل مصر وسائر بلاد المغرب.

[١ / ١٧٤] «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إنّ الله هو السميع العليم» (١٠). رواه الأهوازي عن

__________________

(١) راجع : صحيح مسلم ٢ : ٩٣ ، باب ما يستعاذ منه في الصلاة. وكذا ٨ : ٧٥ ، أبواب الاستعاذة من الفتن.

(٢) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٨.

(٣) ابن ماجة ١ : ٢٥٤ / ٧٧٣.

(٤) الكافي ٤ : ٧٥ / ٧ ؛ المصنّف لعبد الرزاق ١ : ٤٢٥ / ١٦٦٣ ؛ الأذكار النووية : ٣١.

(٥) أبو داوود ٢ : ٤٣٣ / ٤٧٨٠.

(٦) الحاكم ١ : ٢٠٧ ؛ البيهقي ٢ : ٤٤٢ ؛ ابن خزيمة ١ : ٢٣١ ؛ ابن حبّان ٥ : ٣٩٦.

(٧) مسند أحمد ٣ : ٥٠ ؛ الترمذي ١ : ١٥٣ ـ ١٥٤ / ٢٤٢ ؛ أبو داوود ١ : ١٨٠ / ٧٧٥ ؛ البيهقي ٢ : ٣٤.

(٨) مسند أحمد ٥ : ٢٦.

(٩) المصنّف ٦ : ٩٦ / ٦.

(١٠) المصدر ١ : ٢٦٨ / ٤.

٣٠٥

أبي عمرو. وروى عن عمر بن الخطّاب وابن يسار وابن سيرين والثوري.

[١ / ١٧٥] «أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم». روي عن حفص.

[١ / ١٧٦] «أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ، إنّ الله هو السميع العليم». روي عن ابن كثير.

[١ / ١٧٧] «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. إنّ الله هو السميع العليم». روي عن الحسن البصري.

[١ / ١٧٨] «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستفتح الله وهو خير الفاتحين». روي عن ابن مقسم عن إدريس عن خلف عن حمزة.

[١ / ١٧٩] «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم». رواه أبو داوود للدخول إلى المسجد ، عن عمرو بن العاص عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١). قال ابن الجزري : وروي الحديث بألفاظ مختلفة ذكرها أصحاب الصحاح (٢).

[١ / ١٨٠] ومن التبديل ما روي عن حميد بن قيس : «أعوذ بالله القادر من الشيطان الغادر».

[١ / ١٨١] وعن أبي السمّاك : «أعوذ بالله القويّ من الشيطان الغويّ». قال ابن الجزري : وكلاهما لا يصحّ (٣).

وأمّا النقص :

[١ / ١٨٢] فقد أخرج أبو داوود في السنن من حديث جبير بن مطعم : «أعوذ بالله من الشيطان» من غير ذكر «الرجيم» (٤).

[١ / ١٨٣] وفي حديث أبي هريرة من رواية النسائي : «اللهمّ احفظني من الشيطان» (٥).

قال ابن الجزري : فهذا الذي أعلمه ورد الاستعاذة من الشيطان في حال القراءة وغيرها. ولا ينبغي أن يعدل عمّا صحّ منها ، ولا يعدل عمّا ورد عن السلف الصالح ، فإنّما نحن متّبعون لا مبتدعون (٦).

__________________

(١) أبو داوود ١ : ١١٣ ـ ١١٤ / ٤٦٦.

(٢) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٤٩ ـ ٢٥١.

(٣) المصدر : ٢٤٨ ـ ٢٤٩.

(٤) أبو داوود ١ : ١٧٨ / ٧٦٤.

(٥) النسائي ٦ : ٢٧ / ٩٩١٩.

(٦) النشر في القراءات العشر ١ : ٢٥٢.

٣٠٦

البسملة

البسملة ، شعار الإسلام وشاخصته التي فاقت سائر الشعارات ، والرّابط الذي أحكم من أواصر هذه الأمّة بالمبدأ الأعلى ذي القوّة المكين. كما ونفرت منه أصحاب الشغب والشياطين ، حيث دوّخهم دويّها الرهيب ولم يطيقوا المقاومة تجاه هيبتها قرع الأسماع (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)(١).

[١ / ١٨٤] روى العيّاشي بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجهر ببسم الله الرحمان الرحيم ، ويرفع صوته بها ، فإذا سمعها المشركون ولّوا مدبرين. فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)(٢).

[١ / ١٨٥] وذكر القرطبي في تفسير هذه الآية : أنّ الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام قال : معناه : إذا قلت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)(٣).

[١ / ١٨٦] أخرج أبو نعيم والدّيلمي عن عائشة قالت : لمّا نزلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ضجّت الجبال حتّى سمع أهل مكّة دويّها ، فقالوا : سحر محمّد الجبال. فبعث الله دخانا حتّى أطلّ على أهل مكّة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) موقنا ، سبّحت معه الجبال ، إلّا أنّه لا يسمع ذلك منها» (٤).

__________________

(١) الإسراء ١٧ : ٤٦.

(٢) العيّاشي ١ : ٣٤ / ٦.

(٣) القرطبي ١ : ٩٢ و ١٠ : ٢٧١.

(٤) الدرّ ١ : ٢٦.

٣٠٧

[١ / ١٨٧] وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : قام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكّة فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ...) ، فقالت قريش : دقّ الله فاك! (١).

[١ / ١٨٨] وفي الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فضّلت ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٢).

[١ / ١٨٩] وقال : «لم تنزل على أحد غيري ، سوى ما حكاه الله من كتاب سليمان في سورة النمل» (٣).

[١ / ١٩٠] وفي الحديث عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام : «البسملة تيجان السور» (٤).

[١ / ١٩١] وفي الحديث عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : «سرقوا أكرم آية في كتاب الله ، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٥).

[١ / ١٩٢] وفي حديث الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام : «إنّ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها» (٦).

[١ / ١٩٣] وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام قال : «(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها» (٧).

[١ / ١٩٤] وروى السيّد ابن طاووس بإسناده إلى محمّد بن الحسن الصفار ، بإسناده إلى معاوية ابن عمّار عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، اسم الله الأكبر ، أو قال : الأعظم» (٨).

[١ / ١٩٥] وبرواية ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، اسم من أسماء الله الأكبر ، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلّا كما بين سواد العين وبياضها» (٩).

[١ / ١٩٦] وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس قال : اسم الله الأعظم ، هو : الله (١٠).

__________________

(١) راجع : الثعلبي ١ : ٩٠ ، وعنه الدرّ ١ : ٢٩ ؛ وأبو الفتوح ١ : ٣٤.

(٢) تفسير الإمام : ٥٩ ؛ البحار ٨٩ : ٢٢٧ / ٤.

(٣) وسيأتي في حديث بريدة وغيره ، كنز العمّال ١ : ٦٥٥ / ٢٤٩٢ ؛ ابن كثير ١ : ١٩.

(٤) القرطبي ١ : ٩٢. (٥) العيّاشي ١ : ٣٣ / ٤.

(٦) العيون ٢ : ٨ ـ ٩ / ١١ ؛ الغمّة ٣ : ٢١٦ ؛ البحار ٨٩ : ٢٣٣ / ١٥ و : ٢٥٧ / ١٥.

(٧) التهذيب ٢ : ٢٨٩ / ١١٥٩. (٨) البحار ٩٠ : ٢٢٣ / ١.

(٩) مهج الدعوات : ٣١٩. (١٠) الدرّ ١ : ٢٣.

٣٠٨

[١ / ١٩٧] وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن الضريس في فضائله وابن أبي حاتم عن جابر بن زيد قال : اسم الله الأعظم ، هو : الله ، ألا ترى أنّه في جميع القرآن يبدأ به قبل كلّ اسم (١).

[١ / ١٩٨] وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في الدعاء عن الشعبي قال : اسم الله الأعظم ، يا الله (٢).

[١ / ١٩٩] وروي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : «إذا أمّ الرجل القوم ، جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قريب إلى الإمام ، فيقول : هل ذكر الله ، يعني : هل قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟) فإن قال : نعم ، هرب منه. وإن قال : لا ، ركب عنق الإمام ودلّى رجليه في صدره ، فلم يزل الشيطان إمام القوم حتّى يفرغوا من صلاتهم» (٣).

[١ / ٢٠٠] وفي كتاب «جامع الأخبار» : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا قال المعلّم للصبيّ : قل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقالها الصبيّ ، كتب الله براءة للصبيّ ، وبراءة لأبويه ، وبراءة للمعلّم ...» وذكر فضائل أخرى كثيرة ... (٤).

[١ / ٢٠١] وروى الصدوق بإسناده إلى الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أحزنه أمر تعاطاه ، فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وهو مخلص لله ويقبل بقلبه إليه ، لم ينفكّ من إحدى اثنتين : إمّا بلوغ حاجته في الدنيا ، وإمّا يعدّ له عند ربّه ويدّخر لديه. وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين» (٥).

فضيلة البسملة وأنّها بركة في الحياة ووقاية من الشرور

[١ / ٢٠٢] جاء في تفسير الإمام : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشّدائد ، كلّ مخلوق. أي أستعين على أموري كلّها بالله الذي لا تحقّ العبادة إلّا له ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعي (٦).

__________________

(١) الدرّ ١ : ٢٣ ـ ٢٤ ؛ المصنّف ٧ : ٥٨ / ٧ ، كتاب الدعاء (باب في اسم الله الأعظم) ؛ التاريخ ١ : ٢٠٩ / ٦٥٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٥ / ٣.

(٢) الدرّ ١ : ٢٤ ؛ المصنّف ٧ : ٥٨ ، كتاب الدعاء (باب ٣٧).

(٣) العيّاشي ١ : ٣٤ / ٧.

(٤) جامع الأخبار : ٤٩ ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٧ ـ ٢٥٩ / ٥٢.

(٥) التوحيد : ٢٣٢ / ٥ ، باب معنى البسملة ٣١ ، وراجع تفسير الإمام : ٢٨ / ٩ ، باب الافتتاح بالتسمية.

(٦) تفسير الإمام : ٢١ / ٥.

٣٠٩

[١ / ٢٠٣] قال الصادق عليه‌السلام : «ولربّما ترك في افتتاح أمر بعض أوليائنا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فيمتحنه الله بمكروه ، لينبّهه على شكر الله تعالى والثناء عليه ، ويمحو فيه عنه (١) وصمة تقصيره عند تركه قول : بسم الله».

[١ / ٢٠٤] دخل عبد الله بن يحيى (٢) على أمير المؤمنين عليه‌السلام وبين يديه كرسيّ ، فأمره بالجلوس عليه ، فجلس فمال به حتّى سقط فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم ...

ثمّ قال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : «يا عبد الله ، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم ، لتسلم لهم طاعاتهم ...

فقال عبد الله : لو عرّفتني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتّى لا أعود إلى مثله؟ قال عليه‌السلام : تركك ـ حين جلست ـ قول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ...)

قال عليه‌السلام : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدّثني عن الله عزوجل : كلّ أمر ذي بال لم يذكر فيه «بسم الله» فهو أبتر» ... (٣).

[١ / ٢٠٥] وأخرج الحافظ عبد القادر الرهاوي في الأربعين بسند حسن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أقطع» (٤).

[١ / ٢٠٦] وأخرج ابن مردويه والثعلبي عن جابر بن عبد الله قال : لمّا نزلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هرب الغيم إلى المشرق ، وسكنت الريح ، وهاج البحر ، وأصغت البهائم بآذانها ، ورجمت الشياطين من السماء ، وحلف الله بعزّته وجلاله أن لا يسمّى على شيء إلّا بارك فيه (٥).

[١ / ٢٠٧] قال القرطبي : روي عن عليّ بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ أنّه قال في قوله : (بِسْمِ اللهِ :) «إنّه شفاء من كلّ داء وعون على كلّ دواء. وأمّا (الرَّحْمنِ) فهو عون لكلّ من آمن به وهو اسم لم يسمّ به غيره. وأمّا (الرَّحِيمِ) فهو لمن تاب وآمن وعمل صالحا» (٦).

__________________

(١) وفي التوحيد : «ويمحق عنه» بدل «ويمحو فيه عنه» : راجع : التوحيد : ٢٣٠ ـ ٢٣١ / ٥.

(٢) هو أبو الرضا الحضرمي من خواصّ أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام. عدّه المفيد من السابقين والمقرّبين من أصحابه. وهو الذي قال له الإمام يوم الجمل : أبشر يا ابن يحيى ، فأنت وأبوك من شرطة الخميس ، سمّاكم الله به في السماء. لقد أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسمك واسم أبيك. وعدّه البرقي من الأولياء. راجع : معجم رجال الحديث ١٠ : ٣٧٨ / ٧٢٢٢.

(٣) تفسير الإمام : ٢٢ ـ ٢٥ / ٧ ؛ البحار ٨٩ : ٢٤٠ ـ ٢٤٢ مع تصرّف واختزال.

(٤) الدرّ ١ : ٢٦.

(٥) الثعلبي ١ : ٩١ ؛ الدرّ ١ : ٢٦ ؛ ابن كثير ١ : ١٩.

(٦) القرطبي ١ : ١٠٧ ؛ إرشاد القلوب ٢ : ٢٤٣ ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٩ / ٥٣.

٣١٠

[١ / ٢٠٨] وروى ثقة الإسلام الكليني بإسناده إلى كلّ من : عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ... ومحمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمّار عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال :

«... فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، بسم الله والله أكبر ... (١).

[١ / ٢٠٩] وأخرج أحمد بإسناده إلى ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أغلق بابك واذكر اسم الله عزوجل ، فإنّ الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله. وخمّر إناءك ، ولو بعود تعرضه عليه ، واذكر اسم الله. وأوك سقاءك واذكر اسم الله عزوجل» (٢).

خمّر الإناء : غطّاه. وأوكى القربة : شدّها بالوكاء وهو رباطه أو كلّ ما شدّ به رأسه من وعاء ونحوه. والسقاء : القربة ، وعاء من جلد للماء واللبن ونحوهما.

[١ / ٢١٠] وروى الدارقطني بإسناده إلى عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا مسّ طهوره يسمّى الله تعالى ، ثمّ يفرغ الماء على يديه (٣).

[١ / ٢١١] وأخرج مسلم في صحيحه وكذا غيره من أصحاب الصحاح عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لعمر بن أبي سلمة : «يا غلام ، سمّ الله وكل بيمينك وكل ما يليك» (٤).

[١ / ٢١٢] وأخرج الشيخ أبو الفتوح الرازي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا سمّى الله العبد على طعام لم ينل الشيطان منه. وإذا لم يسمّه نال منه» (٥).

[١ / ٢١٣] وأخرج الكليني عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا وضعت المائدة حفّتها أربعة آلاف ملك ، فإذا قال العبد : بسم الله ، قالت الملائكة : بارك الله عليكم في طعامكم. ثمّ يقولون للشيطان : اخرج يا فاسق ، لا سلطان لك عليهم. فإذا فرغوا ، فقالوا : الحمد لله ، قالت الملائكة : قوم أنعم الله عليهم فأدّوا شكر ربّهم.

وإذا لم يسمّوا ، قالت الملائكة للشيطان : أدن يا فاسق فكل معهم. فإذا رفعت المائدة ،

__________________

(١) الكافي ٤ : ٢٨٤ ـ ٢٨٥ / ٢.

(٢) مسند أحمد ٣ : ٣١٩ ؛ كنز العمّال ١٥ : ٣٥١ / ٤١٣٤١.

(٣) الدارقطني ١ : ٧٣ ـ ٧٤.

(٤) مسلم ٦ : ١٠٩ ، كتاب الأشربة ، باب آداب الطعام.

(٥) أبو الفتوح ١ : ٥١ ؛ مستدرك الوسائل للنوري ١٦ : ٢٧٤ / ١٩٨٥٩.

٣١١

ولم يذكروا اسم الله عليها ، قالت الملائكة : قوم أنعم الله عليهم ، فنسوا ربّهم» (١).

[١ / ٢١٤] وأخرج عن محمّد بن مروان عن الصادق عليه‌السلام قال : «إذا وضع الغداء أو العشاء فقل : بسم الله. فإنّ الشيطان يقول لأصحابه : اخرجوا ، فليس هاهنا عشاء ولا مبيت. وإذا نسي أن يسمّى ، قال لأصحابه : تعالوا ، فإنّ لكم هاهنا عشاء ومبيتا» (٢).

[١ / ٢١٥] وبإسناده إلى أبي بصير عنه عليه‌السلام قال : «إذا وضع الخوان فقل : بسم الله. فإذا أكلت فقل : بسم الله على أوّله وآخره. وإذا رفع فقل : الحمد لله» (٣).

[١ / ٢١٦] ودخل عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وبشير الرّحّال على أبي جعفر الباقر عليه‌السلام فأمر لهم بطعام فجيء بالخوان. وقد كان عليه‌السلام قال لهم : «ما من شيء إلّا وله حدّ ينتهي إليه. فقالوا له : يا أبا جعفر ، هذا الخوان من الشيء؟ فقال : نعم. قالوا : فما حدّه؟ قال : حدّه إذا وضع ، قيل : بسم الله. وإذا رفع ، قيل : الحمد لله. ويأكل كلّ إنسان ممّا بين يديه ولا يتناول من قدّام الآخر شيئا» (٤).

[١ / ٢١٧] قال الإمام أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : «من ذكر الله عزوجل على الطعام ، لم يسأل عن نعيم ذلك أبدا» (٥).

[١ / ٢١٨] وعن الصادق عليه‌السلام بإسناد صحيح : «إذا حضرت المائدة وسمّى رجل منهم أجزأ عنهم أجمعين» (٦). يعني : إذا نسي البقيّة. وإلّا فالاستحباب ثابت للجميع فردا فردا ، حسب إطلاق سائر الروايات.

[١ / ٢١٩] وبالإسناد إلى زرارة قال : أكلت مع أبي عبد الله عليه‌السلام طعاما ، فما أحصي كم مرّة قال : «الحمد لله الذي جعلني أشتهيه» (٧).

[١ / ٢٢٠] وقال عليه‌السلام : «اذكر اسم الله عزوجل على الطعام ، فإذا فرغت فقل : الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم (٨).

[١ / ٢٢١] وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا رفعت المائدة قال :

__________________

(١) الكافي ٦ : ٢٩٢ / ١ ؛ التهذيب ٩ : ٩٨ ـ ٩٩ / ٤٢٧ ؛ المحاسن ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢ / ٢٥٨.

(٢) الكافي ٦ : ٢٩٣ / ٤.

(٣) المصدر : ٢٩٢ / ٢.

(٤) المصدر / ٣.

(٥) المصدر : ٢٩٣ / ٦.

(٦) المصدر : ٢٩٤ / ٩.

(٧) المصدر : ٢٩٥ / ١٧.

(٨) المصدر : ٢٩٤ / ١٣.

٣١٢

«اللهمّ أكثرت وأطبت وباركت فأشبعت وأرويت ، الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم» (١).

[١ / ٢٢٢] وبالإسناد إلى داوود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كيف أسمّي على الطعام؟ قال : فقال : إذا اختلفت الآنية فسمّ على كلّ إناء. قلت : فإن نسيت أن أسمّي ، قال : تقول : «بسم الله على أوّله وآخره» (٢).

[١ / ٢٢٣] وبالإسناد إلى أحمد بن الحسن الميثمي رفعه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا وضعت المائدة بين يديه قال : «سبحانك اللهمّ ، ما أحسن ما تبتلينا ، سبحانك ما أكثر ما تعطينا ، سبحانك ما أكثر ما تعافينا. اللهمّ أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات» (٣).

[١ / ٢٢٤] وبالإسناد إلى أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان عليّ بن الحسين عليه‌السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال : «اللهمّ هذا من منّك وفضلك وعطائك ، فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا إذا أكلناه ، وربّ محتاج إليه رزقت فأحسنت. اللهمّ واجعلنا من الشاكرين».

فإذا رفع الخوان قال : «الحمد لله الذي حملنا في البرّ والبحر ورزقنا من الطيّبات وفضّلنا على كثير من خلقه تفضيلا» (٤).

والروايات بهذا الشأن كثيرة اقتصرنا على قبسات منها.

[١ / ٢٢٥] وأخرج ابن السنيّ في عمل اليوم والليلة والديلمي عن عليّ عليه‌السلام مرفوعا : «إذا وقعت في ورطة فقل : بسم الله الرحمان الرحيم لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، فإنّ الله يصرف بها ما يشاء من أنواع البلاء» (٥).

[١ / ٢٢٦] وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن صفوان بن سليم قال : الجنّ يستمتعون بمتاع الإنس وثيابهم ، فمن أخذ منكم ثوبا أو وضعه فليقل : (بِسْمِ اللهِ) فإنّ اسم الله طابع (٦). (٧)

[١ / ٢٢٧] وأخرج الكليني عن مفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «احتجز من الناس كلّهم ببسم الله الرحمان الرحيم وبقل هو الله أحد ، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن

__________________

(١) المصدر / ١٥.

(٢) المصدر : ٢٩٥ / ٢٠.

(٣) المصدر : ٢٩٣ / ٨.

(٤) المصدر : ٢٩٤ / ١٢.

(٥) الدرّ ١ : ٢٦ ؛ عمل اليوم والليلة : ١٢٠ / ٣٣٨ ، للرواية صدر ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٣٢٤ / ٨٣٢٣ ؛ كنز العمّال ٢ : ١١٨ / ٣٤١٦ ؛ الكافي ٢ : ٥٧٣ / ١٤ ، كتاب الدعاء باب الحرز والعوذة ؛ البحار ٩٢ : ١٩٥ و ٢٠٩ عن الصادق عليه‌السلام.

(٦) والطابع ـ بفتح الباء ـ : الخاتم ، يختم به الشيء.

(٧) الدرّ ١ : ٢٦ ؛ العظمة ٥ : ١٦٧٠ ـ ١٦٧١ / ١١١١ ـ ٣١.

٣١٣

خلفك ومن فوقك ومن تحتك ، وإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات ، واعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده» (١).

[١ / ٢٢٨] وأخرج عبد الرزّاق في المصنّف وأبو نعيم في الحلية عن عطاء قال : إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا : «بسم الله الرحمان الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (٢).

[١ / ٢٢٩] وروى النسائي عن أبي المليح عن ردف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا عثرت بك الدّابة فلا تقل تعس الشيطان فإنّه يتعاظم حتّى يصير مثل البيت ويقول بقوتي صنعته ولكن قل بسم الله الرحمان الرحيم فإنّه يتصاغر حتّى يصير مثل الذباب» (٣).

[١ / ٢٣٠] قال ابن كثير : وقال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده : حدّثنا محمّد بن جعفر حدّثنا شعبة عن عاصم قال : سمعت أبا تميمة يحدّث عن رديف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : عثر بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حماره فقلت : تعس الشيطان فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تقل تعس الشيطان فإنّك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوّتي صرعته ، وإذا قلت بسم الله تصاغر حتّى يصير مثل الذباب» هكذا وقع في رواية الإمام أحمد.

[١ / ٢٣١] وقد روى النسائي في اليوم والليلة وابن مردويه في تفسيره من حديث خالد الحذّاء عن أبي تميمة وهو الهجيمي عن أبي المليح بن أسامة بن عمير عن أبيه قال : كنت رديف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكره وقال : «لا تقل هكذا فإنّه يتعاظم حتّى يكون كالبيت ولكن قل بسم الله فإنّه يصغر حتّى يكون كالذبابة» (٤).

[١ / ٢٣٢] وأخرج الديلمي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كتب له بكلّ حرف أربعة آلاف حسنة ، ومحي عنه أربعة آلاف سيئة ، ورفع له أربعة آلاف درجة» (٥).

[١ / ٢٣٣] وأخرج وكيع والثعلبي عن ابن مسعود قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٤ / ٢٠ ؛ البحار ٨٩ : ٣٥١ / ٢٢ ، نقلا عن عدّة الداعي.

(٢) الدرّ ١ : ٢٦ ؛ المصنّف ١ : ٥٦٣ / ٢١٤٠ ؛ الحلية ٣ : ٣١٥ (٢٤٤ عطاء بن أبي رباح».

(٣) النسائي ٦ : ١٤٢ / ١٠٣٨٨ ، كتاب عمل اليوم والليلة ، باب ما يقول إذا عثرت به دابّته.

(٤) ابن كثير ١ : ١٩ ؛ مسند أحمد ٥ : ٥٩. وراجع : النسائي ٦ : ١٤٢ / ١٠٣٨٨.

(٥) الدرّ ١ : ٢٦ ؛ فردوس الأخبار ٤ : ٢٦ / ٥٥٧٣ ؛ جامع الأخبار : ١٢٠ / ٢١٦ ـ ٤ ، فصل ٢٢ (في فضائل بسم الله الرحمان الرحيم) ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ضمن الحديث رقم ٥٢ ؛ أبو الفتوح ١ : ٤١.

٣١٤

عشر فليقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ليجعل الله له بكلّ حرف منها جنّة من كلّ واحد منهم (١).

[١ / ٢٣٤] وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : «من قرأ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) بنى الله له في الجنّة سبعين ألف قصر من ياقوتة حمراء ، في كلّ قصر سبعون ألف بيت من لؤلؤة بيضاء ، في كلّ بيت سبعون ألف سرير من زبرجدة خضراء ، فوق كلّ سرير سبعون ألف فراش من سندس وإستبرق ، وعليه زوجة من حور العين ، ولها سبعون ألف ذؤابة مكللة بالدرّ والياقوت ، مكتوب على خدّها الأيمن : محمّد رسول الله ، وعلى خدّها الأيسر : عليّ ولي الله ، وعلى جبينها : الحسن ، وعلى ذقنها : الحسين ، وعلى شفتيها : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). قلت : يا رسول الله ، لمن هذه الكرامة؟ قال : «لمن يقول بالحرمة والتعظيم : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٢).

[١ / ٢٣٥] وعن ابن مسعود عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من قرأ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كتب الله له بكلّ حرف أربعة آلاف حسنة ، ومحى عنه أربعة آلاف سيئة ، ورفع له أربعة آلاف درجة» (٣).

[١ / ٢٣٦] وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والبيهقي في سننه عن بريدة قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا أخرج من المسجد حتّى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبيّ بعد سليمان غيري. قال : فمشى وتبعته حتّى انتهى إلى باب المسجد ، فأخرج احدى رجليه من أسكفة المسجد ، وبقيت الأخرى في المسجد ، فقلت بيني وبين نفسي : نسي ذلك .. فأقبل عليّ بوجهه فقال : بأيّ شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال : هي هي ... ثمّ خرج» (٤).

[١ / ٢٣٧] وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يردّ دعاء أوّله (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فإنّ أمّتي يأتون يوم القيامة وهم يقولون : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فتثقل حسناتهم في الميزان ، فتقول الأمم : ما أرجح موازين أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟! فيقول الأنبياء : إنّ ابتداء كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله تعالى ، لو

__________________

(١) الدرّ ١ : ٢٦ ؛ الثعلبي ١ : ٩١ ؛ جامع الأخبار : ١١٩ ـ ١٢٠ / ٢١٥ ـ ٣ ، فصل ٢٢ (في فضائل بسم الله الرحمان الرحيم) ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ضمن الحديث رقم ٥٢.

(٢) جامع الأخبار : ١٢٠ / ٢١٧ ـ ٥ ، فصل ٢٢ (في فضائل بسم الله الرحمان الرحيم ...) ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٨ ، ضمن الحديث ٥٩.

(٣) جامع الأخبار : ١٢٠ / ٢١٦ ـ ٤ ، فصل ٢٢ (في فضائل بسم الله الرحمان الرحيم) ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ، ضمن الحديث ٥٢ ؛ الدرّ ١ : ٢٦ ؛ أبو الفتوح ١ : ٤١.

(٤) الدرّ ١ : ١٩ ؛ الأوسط ١ : ١٩٦ ـ ١٩٧ / ٦٢٥ ؛ الدارقطني ١ : ٣٠٧ ؛ البيهقي ١٠ : ٦٢ ، كتاب الإيمان ، باب ما يقرب من الحنث لا يكون حنثا.

٣١٥

وضعت في كفّة الميزان ووضعت سيئات الخلق في كفّة أخرى لرجحت حسناتهم» (١).

[١ / ٢٣٨] وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا مرّ المؤمن على الصراط فيقول : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أطفىء لهب النار ، وتقول : جز يا مؤمن فإنّ نورك قد أطفأ لهبي» (٢).

[١ / ٢٣٩] وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عبّاس مرفوعا أنّ المعلّم إذا قال للصبيّ : قل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كتب للمعلّم وللصبيّ ولأبويه براءة من النار (٣).

[١ / ٢٤٠] روي أنّه شكا عثمان بن أبي العاص وجعا كان يجده في جسده منذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثا وقل سبع مرّات : أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر» (٤).

[١ / ٢٤١] وأخرج البخاري في صحيحه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال : «لو أنّ أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهمّ جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا ، فإنّه إن يقدّر بينهما ولد في ذلك ، لم يضرّه شيطان أبدا» (٥).

[١ / ٢٤٢] وروى العيّاشي بإسناده إلى سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : «إذا أتى أحدكم أهله فليكن قبل ذلك ملاطفة فإنّه ألين لقلبها وأسلّ لسخيمتها (٦) ، فإذا أفضى إلى حاجته قال : (بِسْمِ اللهِ) ثلاثا ، فإن قدر أن يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل وإلّا قد كفته التسمية.

فقال له رجل في المجلس : فإن قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أو يجزيه؟ فقال : وأيّ آية أعظم في كتاب الله؟ فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٧).

وذكر الرازي في فضل البسملة أحاديث :

[١ / ٢٤٣] منها ما عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «وإذا غشيت أهلك فقل «بسم الله» فإنّ حفظتك يكتبون لك الحسنات حتّى تغتسل من الجنابة. فإن حصل من تلك الواقعة ولد ، كتب لك من الحسنات بعدد نفس ذلك الولد» (٨).

__________________

(١) البرهان ١ : ١٠٤ / ٣٤ ؛ ربيع الأبرار ٢ : ٤٤٩ / ٤ ، الباب الثاني والثلاثون (الأسماء والكنى و...).

(٢) البرهان ١ : ١٠٤ / ٣١ ؛ جامع الأخبار : ١٢٠ / ٢١٩ ـ ٧ ، فصل ٢٢ ؛ البحار ٨٩ : ٢٥٨ ، ضمن الحديث رقم ٥٢.

(٣) الدرّ ١ : ٢٦ ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ٤ : ١٩٣ / ٦٥٩٧ ؛ البحار ٨٩ : ٢٠٧ / ٥٢.

(٤) كنز العمّال ١٠ : ٦٢ / ٢٨٣٧٣ ؛ مسلم ٧ : ٢٠ ، كتاب السّلام ؛ النسائي ٦ : ٢٤٨ ـ ٢٤٩ / ١٠٨٣٩ ؛ القرطبي ١ : ٩٨.

(٥) البخاري ٦ : ١٦٣ ، كتاب النكاح باب ما يقول إذا أتى أهله.

(٦) السخيمة : الحقد والضغينة.

(٧) العيّاشي ١ : ٣٥ / ١٤.

(٨) التفسير الكبير ١ : ١٧١.

٣١٦

البسملة آية من القرآن

في مفتتح كلّ سورة ومن سورة الحمد بالذات

[١ / ٢٤٤] تقدّم الحديث عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام قال : «أكرم آية في كتاب الله ، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (١).

[١ / ٢٤٥] وروى العيّاشي بإسناده إلى عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه‌السلام قال : بلغه أنّ اناسا ينزعون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)! فقال : «هي آية من كتاب الله ، أنساهم إيّاها الشيطان» (٢).

[١ / ٢٤٦] وأخرج الثعلبي بإسناده إلى أبي هريرة قال : كنت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد إذ دخل رجل يصلّي ، فافتتح الصلاة ، وتعوّذ ثمّ قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فسمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «يا رجل قطعت

على نفسك الصلاة ، أما علمت أنّ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) من الحمد؟ فمن تركها فقد ترك آية ، ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته» (٣).

[١ / ٢٤٧] وأخرج أيضا عن عليّ عليه‌السلام أنّه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وكان يقول : «من ترك قراءتها فقد نقص وكان يقول : هي تمام السبع المثاني» (٤).

[١ / ٢٤٨] وأخرج عن طلحة بن عبيد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من ترك (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقد ترك آية من كتاب الله وقد نزل عليّ فيما عدّ من أمّ الكتاب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٥).

[١ / ٢٤٩] وأخرج الدارقطني وصحّحه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إذا قرأتم (الْحَمْدُ) فاقرؤا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إنّها أمّ القرآن ، وأمّ الكتاب ، والسبع المثاني و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إحدى آياتها» (٦).

[١ / ٢٥٠] وأخرج الدارقطني عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة؟ قلت : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال : قل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٧).

__________________

(١) العيّاشي ١ : ٣٣ / ٤ تقدّم في الحديث رقم ١ / ١٩١. (٢) المصدر : ٣٥ / ١٢.

(٣) الثعلبي ١ : ١٠٤ ؛ الدرّ ١ : ٢١ ؛ أبو الفتوح ١ : ٤٧ ـ ٤٨. (٤) الثعلبي ١ : ١٠٤ ؛ كنز العمّال ٢ : ٢٩٧ / ٤٠٤٩.

(٥) الثعلبي ١ : ١٠٤ ؛ كنز العمّال ١ : ٥٥٦ / ٢٤٩٤ ؛ أبو الفتوح ١ : ٤٨.

(٦) الدرّ ١ : ١١ ؛ الدارقطني ١ : ٣١٠ وفيه : إحداها ؛ البيهقي ٢ : ٤٥ وفيه : إحداها ؛ كنز العمّال ٧ : ٤٣٧ / ١٩٦٦٥ ؛ القرطبي ١ : ٩٣.

(٧) الدرّ ١ : ٢٢ ؛ الدارقطني ١ : ٣٠٢ ، باب وجوب قراءة بسم الله الرحمان الرحيم.

٣١٧

[١ / ٢٥١] وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : («الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) سبع آيات ، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إحداهن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهي أمّ القرآن وهي فاتحة الكتاب» (١).

[١ / ٢٥٢] وروى الحاكم بإسناده إلى ابن جريج قال : أخبرني أبي أنّ سعيد بن جبير أخبره قال : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) ، قال : هي أمّ القرآن. قال جريج : وقرأ عليّ سعيد بن جبير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الآية السابعة. قال سعيد : وقرأها عليّ ابن عبّاس كما قرأتها عليك ، ثمّ قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الآية السابعة. قال ابن عبّاس : فأخرجها الله لكم ، وما أخرجها لأحد قبلكم.

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[١ / ٢٥٣] وأخرج من طريق ابن المبارك عن ابن عبّاس أنّه قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من كتاب الله. وكان يقرأها في الركعتين جميعا.

[١ / ٢٥٤] ومن طريق محمّد بن بكر البرساني عن ابن عبّاس : البسملة ، الآية السابعة.

[١ / ٢٥٥] ومن طريق عبد الرزّاق بن همام عن ابن جريج قال : قلت لأبي : فقد أخبرك سعيد أنّ ابن عبّاس قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من كتاب الله؟ قال : نعم.

[١ / ٢٥٦] ومن طريق حفص بن غياث عن ابن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) قال : فاتحة الكتاب ؛ قيل لابن عبّاس : فأين السابعة؟ قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١ / ٢٥٧] ومن طريق عثمان بن عمر عن ابن جريج عن أبيه عن سعيد عن ابن عبّاس في قوله تعالى «السبع المثاني» قال : عدّها (ابن عبّاس) عليّ في يدي : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ثمّ قال : أخرجها الله لكم ، فما أخرجها لغيركم ...

[١ / ٢٥٨] وفي حديث آخر : ادّخرها الله لكم ، فما أخرجها لأحد قبلكم ... (٢).

[١ / ٢٥٩] وروى الصدوق أيضا مرسلا قال : قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أهي من فاتحة الكتاب؟ فقال : نعم كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأها ويعدّها

__________________

(١) الدرّ ١ : ١٢ ؛ الأوسط ٥ : ٢٠٨ ؛ البيهقي ٢ : ٤٥ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ١٠٩ ؛ فيه : «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات» ؛ كنز العمّال ١ : ٥٦٠ / ٢٥١٩ باختلاف يسير ؛ ابن كثير ١ : ١٠.

(٢) الحاكم ١ : ٥٥٠ ـ ٥٥٢ ، كتاب فضائل القرآن.

٣١٨

منها ويقول : «فاتحة الكتاب هي السبع المثاني» (١).

[١ / ٢٦٠] وروى بإسناده عن محمّد بن القاسم المفسّر المعروف بأبي الحسن الجرجاني ، قال :

حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام ، أنّه قال : «(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إنّ الله تعالى قال لي : يا محمّد (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)(٢) فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم». وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإنّ الله عزوجل خصّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشرّفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه‌السلام ، فإنّه أعطاه منها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ألا ترى حكى عن بلقيس حين قالت : (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ. إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (٣).

[١ / ٢٦١] وروى الشيخ بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن العبّاس ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن محمّد بن مسلم قال : «سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن السبع المثاني والقرآن العظيم أهي الفاتحة؟ قال : نعم ، قلت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) من السبع [المثاني]؟ قال :

نعم هي أفضلهنّ» (٤).

[١ / ٢٦٢] وأخرج أبو عبيد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عبّاس قال : أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلّا أن يكون سليمان بن داوود عليهما‌السلام (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)(٥).

[١ / ٢٦٣] وأخرج سعيد بن منصور في سننه وابن خزيمة في كتاب البسملة والبيهقي عن ابن عبّاس ـ واللفظ للأخير ـ أنّه قال : إنّ الشيطان استرق من أهل القرآن أعظم آية في القرآن :

__________________

(١) الأمالي : ٢٤٠ / ٢٥٤ ، المجلس ٣٣ ؛ العيون ١ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠ / ٥٩ ؛ الصافي ١ : ١٢٢ وفيه : «يعدّها آية منها».

(٢) الحجر ١٥ : ٨٧.

(٣) الأمالي : ٢٤٠ ـ ٢٤١ / ٢٥٥ ، المجلس ٣٣. والآية من سورة النمل ٢٧ : ٢٩ ـ ٣٠. سبق تخريجه في الحديث رقم ١ / ١.

(٤) التهذيب ٢ : ٢٨٩ / ١١٥٧ ؛ نور الثقلين ١ : ٨ / ٢٤.

(٥) الدرّ ١ : ٢٠ ؛ فضائل القرآن : ١١٥ / ٧ ـ ٣٢ باختلاف ؛ الشعب ٢ : ٤٣٧ ـ ٤٣٨ / ٢٣٢٨ وفيه : «غفل الناس ... وما أنزلت ...».

٣١٩

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)(١).

[١ / ٢٦٤] وأخرج ابن الضريس عن ابن عبّاس قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية (٢).

[١ / ٢٦٥] وأخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا قرأ ـ وهو يؤمّ الناس ـ افتتح (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). قال أبو هريرة : آية من كتاب الله ، اقرؤا إن شئتم فاتحة الكتاب ، فإنّها الآية السابعة (٣).

[١ / ٢٦٦] وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال : «سئل عليّ عليه‌السلام عن السبع المثاني فقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقيل له : إنّما هي ستّ آيات! فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية» (٤).

[١ / ٢٦٧] وأخرج أبو عبيد وابن سعد في الطبقات ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، وأبو داوود ، وابن خزيمة ، وابن الأنباري في المصاحف ، والدارقطني ، والحاكم ، وصحّحه ، والبيهقي ، والخطيب وابن عبد البرّ ، كلاهما في كتاب المسألة عن أمّ سلمة قالت : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ...) حتّى يبلغ : (وَلَا الضَّالِّينَ) يقطع قراءته آية آية ، وعدّدها عدّ الإعراب. وعدّ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ولم يعدّ (عَلَيْهِمْ)(٥).

قوله : ولم يعدّ (عَلَيْهِمْ) أي لم يعدّ (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية ، ولم يقطع قراءته عليها.

وذلك ردّ على من زعم أنّها آية ، لكي تكتمل السورة سبع آيات من غير بسم الله الرحمان الرحيم!

وهكذا جاء ثبت المصاحف وفي قراءة المشهور : أنّ الآية السابعة هي (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ

__________________

(١) البيهقي ٢ : ٥٠ ؛ الدرّ ١ : ٢٠.

(٢) الدرّ ١ : ٢٠ ؛ رواه أبو الفتوح ١ : ٤٤ عن جماعة منهم : أبو عبيدة وعطاء والزهري وعبد الله بن المبارك ، رواه ابن كثير ١ : ١٧ عن كثير ، منهم عليّ عليه‌السلام وابن عبّاس وغيرهما.

(٣) الدرّ ١ : ١٢ ؛ الدارقطني ١ : ٣٠٥ ؛ البيهقي ٢ : ٤٧ ، كتاب الصلاة «باب الدليل على أنّ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية تامّة من الفاتحة.

(٤) الدرّ ١ : ١٢ ؛ الدارقطني ١ : ٣١١ ؛ البيهقي ٢ : ٤٥ ، كتاب الصلاة ، باب الدليل على أنّ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية تامّة من الفاتحة ؛ كنز العمّال ٢ : ٢٩٦ ـ ٢٩٧ / ٤٠٤٨ ؛ ابن كثير ١ : ١٠ بلفظ : «وروى البيهقي عن عليّ عليه‌السلام وابن عبّاس وأبي هريرة أنّهم فسّروا قوله تعالى : سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي بالفاتحة وأنّ البسملة الآية السابعة منها».

(٥) الدرّ ١ : ١٩ ؛ فضائل القرآن : ٧٤ / ٣ ، باب ١٧ ؛ الطبقات ١ : ٣٧٦ ؛ باب صفة قرائته في الصلاة ؛ المصنّف ٢ : ٤٠٢ ، باب ٣٤٦ (في قراءة القرآن) ؛ مسند أحمد ٢ : ٣٠٢ ؛ أبو داوود ٢ : ٢٤٨ / ٤٠٠١ ، كتاب الحروف والقراءات ؛ ابن خزيمة ١ : ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ؛ الدارقطني ١ : ٣٠٦ ؛ الحاكم ١ : ٢٣٢ ؛ البيهقي ٢ : ٤٤ ؛ أبو الفتوح ١ : ٤٧.

٣٢٠