التفسير الأثري الجامع - ج ١

الشيخ محمّد هادي معرفة

التفسير الأثري الجامع - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد هادي معرفة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التمهيد ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-94552-4-8
ISBN الدورة:
978-600-5079-08-1

الصفحات: ٤١٦

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين

٣
٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)

وبعد فلعلّ أسبق العلوم ظهورا مع نزول القرآن ، هو علم التفسير ، الكافل لحلّ معضله وبيان ما أبهم منه أو أجمل ، وقد مسّت الحاجة إلى ذلك بعد أن كان القرآن هو المرجع الأعلى للتشريع وتنظيم معالم الحياة ، وكان التفسير إذ ذاك مقتصرا على مراجعة الأكفاء : النبيّ الكريم وكبار الصحابة والتابعين والعترة الطاهرة ، ومن ثمّ كان المعتمد في التفسير هو النقل المأثور عن مستند وثيق.

كان ابن عبّاس (فارس القرآن وترجمانه) يراجع سائر الأصحاب ممّن يحتمل عنده شيء من التفسير والحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يأتي أبواب الأنصار والمهاجرين ممّن عنده علم من الرسول ، فإذا وجد أحدهم راقدا ـ عند القائظة ـ كان ينتظره حتّى يستيقظ ، وربّما تسفى على وجهه الريح ، وبذلك كان يستعيض عمّا فاته من العلم أيّام حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لصغره ، فيستطرق أبواب العلماء من صحابته الكبار ، وكان مع ذلك من أنبه تلاميذ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وأنبلهم ، يأخذ منه العلم ليل نهار. قال : «كلّ ما أخذت في التفسير فهو عن عليّ عليه‌السلام».

وكان مجاهد بن جبر من أوثق أصحاب ابن عبّاس ، وقد عرض عليه القرآن ثلاث مرّات يوقفه عند كلّ آية ، يسأله فيها ما شاء. قال ابن أبي مليكة : رأيت مجاهدا يسأل ابن عبّاس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه ، فيقول له ابن عبّاس : اكتب ، حتّى سأله عن التفسير كلّه.

إذن كان الأصل في التفسير هو النقل المأثور عن مصدر متين.

وحتّى بعد أن ظهر التفسير الاجتهادي في الوجود ، كان التفسير الأثري من أوثق أركانه وأعظم منابعه في الاستخراج والتحقيق ، هذا مجاهد ـ هو أوّل من أعمل النظر في التفسير ـ كان

٥

معتمده الأوّل في الاجتهاد وإعمال الرأي هي تلك الآثار التي ورثها من شيوخه ومن أكبرهم ابن عبّاس.

وعليه فالتفسير بشتّى أنحائه وأشكاله لا غنى له عن مراجعة الأصول والأقوال المأثورة عن السلف الصالح وسائر الأعلام.

غير أنّ هناك بعض الخلط بين السليم والسقيم من تلك الآثار ، بما يستدعي تمحيصا وتحقيقا شاملا ، لكي يمتاز الصدف عن الخزف وتخلص الجواهر من الأحجار.

وهذا الذي بين أيديكم محاولة ـ مبلغ الجهد ـ لمعرفة الصحيح من الضعيف من الأخبار ، فيما يعود إلى تفسير القرآن الكريم ، محاولة في ضوء محكمات الكتاب والسنّة القويمة ، عرضا فنّيّا وفق أصول تقييم الآثار.

ولعلّنا لم نأل جهدا في جمع الأخبار والآثار من أمّهات الكتب والأصول المعتمدة لدى كافّة المسلمين وعلى مختلف طوائفهم فيما اعتمدوه من كتب الحديث والتفسير ، ونضدها ونقدها حسب المناسبة ، وعرضها في أسلوب منهجيّ رتيب ، عسى أن نكون قد نفعنا بها إن شاء الله.

وساعدنا على ذلك جماعة من العلماء من ذوي الاختصاص بعلوم القرآن في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة ، سوف ننوّه بأسمائهم ، ولنشكرهم على هذا الجهد المتضامن ، ولله الحمد وهو المستعان.

قم ـ محمّد هادي معرفة

١٢ / جمادي الأولى / ١٤٢٥ ق

١١ / تير / ١٣٨٣ ش ـ ١ / June / ٢٠٠٤ م

٦

فهرس مواضيع الكتاب

المقدّمة...................................................................... ١١

فضائل القرآن ............................................................  ١٣

أسامي القرآن............................................................ ١٩

اشتقاق لفظة القرآن...................................................... ٢١

التفسير في مراحل التكوين................................................. ٢٥

التفسير والتأويل (الظهر والبطن) ...........................................  ٢٩

التأويل من المدلول الالتزامي................................................ ٣١

طريق الحصول على بطن الآية.............................................. ٣٢

ضابطة التأويل ........................................................... ٣٣

تأويلات قد تحتمل القبول................................................. ٣٧

التأويل عند أرباب القلوب................................................. ٤٣

ظاهرة تداعي المعاني....................................................... ٤٦

تأويل أو أخذ بفحوى الآية العامّ........................................... ٤٨

تأويلات مأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام................................... ٤٨

تأويلات هي تخرّصات.................................................... ٥٢

التفسير بالرأي........................................................... ٥٥

لسان القرآن............................................................. ٥٦

صياغة القرآن............................................................ ٥٨

أسلوب القرآن........................................................... ٦٤

حجيّة ظواهر القرآن...................................................... ٧٠

٧

السياق في القرآن......................................................... ٧١

شرط الأخذ بالسياق..................................................... ٨١

صيانة القرآن من التحريف.................................................. ٨٧

التفسير الأثري في مراحله الأولى............................................. ٩٧

التفسير في دور الصحابة.................................................. ٩٨

التفسير الصحابي في مجال الاعتبار.......................................... ٩٨

التفسير في دور التابعين.................................................. ١٠٥

مدارس التفسير......................................................... ١٠٦

أعلام التابعين.......................................................... ١٠٧

أتباع التابعين........................................................... ١١٢

تفسير التابعي في كفّة الميزان.............................................. ١١٩

موضع الحديث من التفسير............................................... ١٢١

آفات التفسير........................................................... ١٢٩

الوضع في التفسير....................................................... ١٣٠

أهمّ أسباب الوضع في الحديث........................................... ١٣٤

الكذّابون على الأئمّة.................................................... ١٤٢

ما ورد بشأن فضائل السور............................................... ١٥١

ما ورد بشأن خواصّ القرآن.............................................. ١٥٧

قصّة القلنسوة العجيبة................................................... ١٧٣

الإسرائيليات........................................................... ١٧٦

ما ورد بشأن أسباب النزول.............................................. ١٧٧

الحروف المقطعة.......................................................... ١٨١

هل الحروف المقطّعة آية؟................................................. ١٨٣

التلهّج بالحروف المقطّعة.................................................. ١٨٤

الحروف المقطّعة في مختلف الآراء........................................... ١٨٥

٨

ما قيل في حلّ تلك الرموز................................................ ١٨٧

الرأي المختار........................................................... ١٩٢

الحروف المقطّعة في مختلف الروايات........................................ ١٩٢

القول بأنّها أقسام أقسم الله بها............................................ ١٩٩

القول بأنّها تشكّل الاسم الأعظم.......................................... ١٩٩

القول بأنّها أسماء السور.................................................. ٢٠٠

القول بأنّها من أسماء القرآن............................................... ٢٠٠

القول بأنّها هجاء موضوع افتتح بها السور.................................. ٢٠٠

القول بأنّها أسرار ورموز.................................................. ٢٠١

فضل قراءة هذه الأحرف................................................. ٢١٧

نقد الآثار على منصّة التمحيص.......................................... ٢١٩

كيف العرض على كتاب الله............................................. ٢٢٢

نماذج من نقد الحديث ذاتيّا.............................................. ٢٣٤

منهجنا في هذا العرض................................................... ٢٤٧

سورة الحمد................................................................ ٢٤٩

فضل سورة الحمد........................................................ ٢٥٣

ما روي عن السلف بشأن قراءتها.......................................... ٢٧١

القراءة في الرواية عن السلف.............................................. ٢٧١

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمدّ في قراءته........................... ٢٧٢

قراءة (مالك يوم الدين).................................................. ٢٧٤

قراءة (ملك يوم الدين).................................................. ٢٧٨

قراءة (مالك) في الرواية عن السبعة........................................ ٢٨١

قراءة (إياك نعبد وإياك نستعين).......................................... ٢٨٢

قراءة (اهدنا الصراط المستقيم)............................................ ٢٨٣

قراءة (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).......... ٢٨٤

٩

اللغة والأدب........................................................... ٢٨٥

نظمها البديع............................................................ ٢٨٩

الاستعاذة................................................................ ٢٩٥

البسملة................................................................. ٣٠٧

فضيلة البسملة......................................................... ٣٠٩

البسملة آية من القرآن................................................... ٣١٧

البسملة ، فاتحة كلّ سورة سوى براءة...................................... ٣٢٣

البسملة مفتاح كلّ كتاب................................................ ٣٢٤

تفسير البسملة......................................................... ٣٢٥

تفسيرها الرمزي (الإشاري)............................................... ٣٤٥

في الإجهار ب (بسم الله الرّحمان الرّحيم)................................... ٣٥١

ما ورد من الإسرار بالبسملة أو تركها...................................... ٣٥٣

في كتابة البسملة........................................................ ٣٥٧

تفسير سورة الحمد....................................................... ٣٦٣

تفسير (الحمد لله)...................................................... ٣٦٣

تفسير (العالمين)........................................................ ٣٧٣

تفسير (مالك يوم الدين)................................................ ٣٧٨

تفسير (إياك نعبد وإياك نستعين)......................................... ٣٨٠

تفسير (اهدنا الصراط المستقيم)........................................... ٣٨١

تفسير (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)......... ٣٩١

ذكر آمين................................................................ ٣٩٩

اختلافهم في المدّ والجهر والإخفات بلفظ «آمين»........................... ٤٠٦

رموز المصادر............................................................ ٤٠٧

فهرس مصادر التحقيق.................................................... ٤٠٨

١٠

المقدّمة

فضائل القرآن

التفسير والتأويل

صيانة القرآن من التحريف

التفسير الأثري في مراحله الأولى

آفات التفسير

الحروف المقطّعة

نقد الآثار على منصة التمحيص

١١
١٢

فضائل القرآن

قال تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ)(١).

وصدق الله العظيم ، جاء القرآن ليهدي إلى أقوم الطرق التي يمكن البشريّة أن تسلكها للبلوغ إلى سعادتها في الحياة ، تلك الحياة الخالدة العليا ، والتي يكون القرآن وحده رائدها والهادي إليها على وجه الإطلاق. فيشمل الهدى أقواما وأجيالا ، بلا حدود من زمان أو مكان ، ويشمل ما يهديهم إلى كلّ منهج وكلّ طريق وكلّ خير يهتدي به البشر في كلّ العصور مع الأبد. ومن ثمّ فإنّه بشارة لمن آمن به وصدّق برسالته عبر الخلود.

[م / ١] قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدّق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. وهو الدليل يدلّ على خير سبيل. وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل. وهو الفصل ليس بالهزل. وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم. ظاهره أنيق وباطنه عميق. له نجوم وعلى نجومه نجوم. لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه. فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة ، لمن عرف الصّفة. فليجل جال بصره ، وليبلغ

__________________

(١) الإسراء ١٧ : ٩.

١٣

الصّفة نظره ، ينج من عطب ويتخلّص من نشب (١). فإنّ التفكّر حياة قلب البصير» (٢).

[م / ٢] وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأحداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة. وفيه كمال دينكم. وما عدل أحد عن القرآن إلّا إلى النار. (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ)(٣)(٤).

وصدق رسول الله ، النبيّ الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قوله : «ماحل مصدّق». الماحل : الساعي يشهد على المتخلّف العاصي. فتقبل شهادته عليه.

«له ظهر وبطن». سوف نشرح أنّ للقرآن ظهرا حسب التنزيل ، وبطنا حسب التأويل. لا ينبغي الاقتصار على ظاهر التنزيل وأكثره أحكام خاصّة في شؤون محدّدة بل يجب التعمّق في باطنه المحتوي على علم غزير ، وفي مفاهيم عامّة :

[م / ٣] «تجري مع الأبد كجريان الشمس والقمر» كما قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه‌السلام (٥).

«له نجوم وعلى نجومه نجوم» : الدلائل على مفاهيم القرآن ، متراصّة بعضها إثر بعض :

منها شواهد فيه :

[م / ٤] «فإنّ القرآن ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض» كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

ومنها في بيان الرسول وأحاديث صحابته الأخيار وعترته الأطهار :

[م / ٥] أخرج الترمذيّ والدارميّ وغيرهما ، من طريق الحارث الأعور (٧) ، عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «ستكون فتن! قلت : وما المخرج منها؟ قال : كتاب الله ، كتاب الله. فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل. من

__________________

(١) النشب : الورطة والعويصة. (٢) الكافي ٢ : ٥٩٨ ـ ٥٩٩ / ٢.

(٣) المصدر : ٦٠٠ ـ ٦٠١ / ٨. (٤) يونس ١٠ : ٣٢.

(٥) العيّاشي ١ : ٢٢ / ٥. (٦) نهج البلاغة ٢ : ١٧ ، الخطبة ١٣٣.

(٧) هو : الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي ـ بالفاء : بطن من همدان ـ أبو زهير الكوفي. كان من حواريّي الإمام أمير المؤمنين ومن خلّص أصحابه الأتقياء. كان أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس. وكان من أوعية العلم. سئل عنه يحيى بن معين ، فقال : ثقة. وقال ابن أبي خيثمة : قيل ليحيى : يحتجّ بالحارث؟ فقال : ما زال المحدّثون يقبلون حديثه. أخرج عنه أصحاب السنن جميعا. توفّي سنة ٦٥. (قاموس الرجال ٣ : ٣٩ / ١٦٨٥ ؛ تهذيب التهذيب ٢ : ١٤٧ / ٢٤٨).

١٤

تركه من جبّار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله. فهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الردّ. ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً)(١). وهو الذي من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. خذها إليك يا أعور!» (٢)

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن». وفي رواية العيّاشيّ : «لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة» إشارة إلى صيانته من التحريف والتصحيف. (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(٣). (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٤).

قوله : «لا يشبع منه العلماء» أي يزيدهم يوما فيوما علما بعد علم ، حيث تتوارد عجائبه ، ويأتي كلّ وقت بجديد ، كلّما أمعن النظر فيه والتّدبّر في مطاويه.

[م / ٦] قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «وما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى أو نقصان من عمى» (٥).

قوله : «ولا يخلق عن كثرة الرّدّ» ، وفي كلام الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «ولا تخلقه كثرة الرّدّ» (٦) ؛ أي «لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه».

[م / ٧] وفي حديث آخر : «لا يخلق على طول الردّ ، ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه» (٧).

أي كلّما رجعوا إليه وجدوا فيه جديدا ، فهو غضّ طريّ عبر تصرّم الأيّام.

[م / ٨] قال الإمام الرضا عليه‌السلام : «سأل رجل أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلّا غضاضة؟! فقال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يجعله لزمان دون زمان ، ولناس

__________________

(١) الجنّ ٧٢ : ١.

(٢) راجع : الترمذي ٤ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ / ٣٠٧٠ ، باب ١٤ (ما جاء في فضل القرآن) ؛ الدّارمي ٢ : ٤٣٥ ، (كتاب فضائل القرآن) ، واللفظ له وهكذا أخرجه أبو النضر محمّد بن مسعود العيّاشي من طريق الحارث عن الإمام أمير المؤمنين باختلاف يسير. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمّد ، ستكون في أمّتك فتنة! قلت : فما المخرج منها؟ وساق الحديث ... وفي آخره : هو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. (العيّاشي ١ : ١٤ ـ ١٥ / ٢) وفيه : وهو الذي لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة. ولعلّه الأصحّ. (٣) فصّلت ٤١ : ٤٢.

(٤) الحجر ١٥ : ٩. (٥) نهج البلاغة ٢ : ٩١ ، الخطبة ١٧٦.

(٦) المصدر : ٤٩ ، الخطبة ١٥٦. سيأتي كلامه عليه‌السلام فيه. (٧) العيّاشي ١ : ١٧ / ١١.

١٥

دون ناس. فهو في كلّ زمان جديد ، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة» (١).

[م / ٩] قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ابن بابويه الصدوق ـ عليه الرحمة ـ : حدّثنا الحاكم أبو عليّ ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الصوليّ ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى الرازيّ ، قال : حدّثني أبي قال : ذكر الرضا عليه‌السلام يوما القرآن ، فعظّم الحجّة فيه ، والآية المعجزة في نظمه. فقال : «هو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى ، وطريقته المثلى ، المؤدّي إلى الجنّة ، والمنجي من النار ، لا يخلق على الأزمنة ، ولا يغثّ على الألسنة ، لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان ، بل جعل دليل البرهان والحجّة على كلّ إنسان (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)» (٢).

[م / ١٠] وروى القاضي أبو محمّد عبد الحقّ ابن عطيّة الأندلسي في مقدّمة تفسيره «المحرّر الوجيز» عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام ، «قيل له : لم صار الشعر والخطب يملّ ما أعيد منها ، والقرآن لا يملّ؟ فقال : لأنّ القرآن حجّة على أهل الدهر الثاني ، كما هو حجّة على أهل الدهر الأوّل ، فكلّ طائفة تتلقّاه غضّا جديدا. ولأنّ كلّ امرئ في نفسه متى أعاده وفكّر فيه ، تلقّى منه في كلّ مرّة علوما غضّة ، وليس هذا كلّه في الشعر والخطب» (٣).

[م / ١١] روى المولى العلّامة العارف أحمد بن فهد الحلّي في الباب السادس من كتابه «عدّة الداعي» من طريق حفص بن غياث عن الزهري ، قال : سمعت الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام يقول : «آيات القرآن خزائن العلم ، فكلّما فتحت خزانة ، فينبغي لك أن تنظر ما فيها» (٤).

[م / ١٢] ومن ثمّ قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ بشأن الاستنباط من القرآن والسعي في استخراج لئاليه ـ : «ذلك القرآن فاستنطقوه ، ولن ينطق. ولكن أخبركم عنه : ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم» (٥).

قوله عليه‌السلام : «فاستنطقوه ولن ينطق» أي لا بدّ من التدبّر فيه والتعمّق في مطاويه ، واستفراغ الوسع في استنباط معانيه ، فإنّ له ظاهرا محدودا حسب موارد التنزيل ، وباطنا متّسعا سعة الآفاق ،

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٩٣ / ٣٢ ؛ البحار ٢ : ٢٨٠ / ٤٤. و ٨٩ : ١٥ / ٨.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٣٧ ـ ١٣٨ / ٩ ؛ البحار ٨٩ : ١٤ / ٦. والآية من سورة فصّلت ٤١ : ٤٢.

(٣) المحرّر الوجيز ١ : ٣٦.

(٤) عدّة الداعي : ٢٦٧ ، باب ٦ (في تلاوة القرآن) ؛ البحار ٨٩ : ٢١٦ / ٢٢.

(٥) نهج البلاغة ٢ : ٥٤ ، الخطبة ١٥٨.

١٦

والعبرة بهذا الباطن ، الذي هو تأويله وهو مفهوم عامّ مستخرج من فحوى الآية الشامل.

[م / ١٣] قال الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي عليه‌السلام : «كتاب الله عزوجل على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق. فالعبارة للعوامّ (أي لعامّة الناس). والإشارة للخواصّ (ممّن يتعمّق النظر فيه). واللّطائف (وهي الدقائق والرموز) للأولياء (ممّن لهم القربى بساحة القدس الأعلى). والحقائق (الراهنة طيّ ملاكات الأحكام والشرائع) للأنبياء (النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وورثته وخزنة علمه)» (١).

ولعلّ أفخم نعت جاء في وصف القرآن :

[م / ١٤] ما ذكره الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام قال : «لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ، ولكنّهم لا يبصرون» (٢).

نعم لقد تجلّى الله بكلّ أوصافه المجيدة في القرآن ، وفضل عنايته بهذا الإنسان ، منذ بدء الخلق فإلى بلوغ الرضوان.

[م / ١٥] قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فضل القرآن على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه» (٣).

[م / ١٦] وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده» (٤).

[م / ١٧] وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «القرآن مأدبة الله ، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم. إنّ هذا القرآن ، هو حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع» (٥).

[م / ١٨] وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «القرآن أفضل كلّ شيء دون الله. فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله. ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفّ بحرمة الله ، وحرمة القرآن على الله (أي عند الله) كحرمة الوالد على ولده» (٦).

[م / ١٩] وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظلّ يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فإنّه كلام الرحمان ، وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان» (٧).

__________________

(١) جعلنا الشرح مزجا مع المتن ، جامع الأخبار : ١١٦ / ٢١١ ؛ البحار ٨٩ : ٢٠ / ١٨.

(٢) البحار ٨٩ : ١٠٧ / ٢ ، باب ٩ (فضل التدبّر في القرآن).

(٣ ـ ٧) جامع الأخبار : ١١٤ ـ ١١٥ / ١٩٨ ـ ٢٠٣ ؛ البحار ٨٩ : ١٩ / ١٨.

١٧

وللإمام أمير المؤمنين ـ عليه صلوات المصلّين ـ كلمات فخيمة تعبيرا عن القرآن الكريم ، نقتطف منها ما يلي :

[م / ٢٠] قال عليه‌السلام ـ في خطبة له خطابا مع أهل البصرة ـ : «وعليكم بكتاب الله ، فإنّه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والريّ الناقع (١). والعصمة للمتمسّك ، والنجاة للمتعلّق ، لا يعوجّ فيقام ، ولا يزيغ فيستعتب (٢) ، ولا تخلقه كثرة الردّ ، وولوج السمع. من قال به صدق ، ومن عمل به سبق» (٣).

[م / ٢١] وفي خطبة يعظ فيها ويبيّن فضل القرآن وينهى عن البدعة : «انتفعوا ببيان الله ، واتّعظوا بمواعظ الله ، واقبلوا نصيحة الله. فإنّ الله قد أعذر إليكم بالجليّة ، وأخذ عليكم الحجّة ، وبيّن لكم محابّه من الأعمال ، ومكارهه منها ، لتتّبعوا هذه وتجتنبوا هذه ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، وإنّ النّار حفّت بالشهوات» إلى أن يقول :

«واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغشّ ، والهادي الذي لا يضلّ ، والمحدّث الذي لا يكذب. وما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى.

واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى. فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم (٤) ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال. فاسألوا الله به ، وتوجّهوا إليه بحبّه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجّه العباد إلى الله بمثله.

واعلموا أنّه شافع مشفّع ، وقائل مصدّق ، وأنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه ، ومن محل به (٥) القرآن يوم القيامة صدّق عليه. فإنّه ينادي مناد يوم القيامة : ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه ، وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن! فكونوا من حرثته وأتباعه ، واستدلّوه على ربّكم ،

__________________

(١) يقال : نقع العطش أي أزاله.

(٢) يقال : استعتبه أي طلب منه العتبى أي استرضاه. يقال : استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني.

(٣) نهج البلاغة ٢ : ٤٩ ، الخطبة : ١٥٦.

(٤) اللّأواء : الشدّة.

(٥) يقال : محل به أي سعى به إلى السلطان.

١٨

واستنصحوه على أنفسكم ، واتّهموا عليه آراءكم ، واستغشّوا (١) فيه أهواءكم» (٢).

[م / ٢٢] وفي خطبة يصف فيها جبروت الربّ تعالى ، وفيها يبيّن فضل الإسلام وصادعه ويعرّج على وصف القرآن الكريم بقوله :

«ثمّ أنزل عليه (على الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقّده ، وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضلّ نهجه ، وشعاعا لا يظلم ضوؤه ، وفرقانا لا يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزّا لا تهزم أنصاره ، وحقّا لا تخذل أعوانه. فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ (٣) الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ وغيطانه (٤) ، وبحر لا ينزفه المستنزفون (٥) ، وعيون لا ينضبها الماتحون (٦) ، ومناهل لا يغيضها (٧) الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام (٨) لا يجوز عنها القاصدون.

جعله الله ريّا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ (٩) لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ، ومعقلا منيعا ذروته ، وعزّا لمن تولّاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن ائتمّ به ، وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلّم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا (١٠) لمن حاجّ به ، وحاملا لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلأم (١١) وعلما لمن وعى ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى» (١٢).

أسامي القرآن

ذكر شيخ المفسّرين جمال الدين أبو الفتوح الرازي (من أعلام القرن السادس) ثلاثا وأربعين

__________________

(١) أي ظنّوا فيها الغشّ.

(٢) نهج البلاغة ٢ : ٩٢ ، الخطبة : ١٧٦.

(٣) الأثافيّ جمع الأثفيّة : أحجار ثلاثة يوضع عليها القدر عند الطبخ. أي عليه قام الإسلام.

(٤) غيطان الحقّ ، جمع غاط أو غوط ، وهو المطمئنّ من الأرض.

(٥) أي لا يفنى ماؤه ولا يستفرغه المغترفون.

(٦) نضب الماء : غار. والماتح : نازع الماء من الحوض.

(٧) من غاض الماء إذا أخذ في الهبوط والنقصان.

(٨) جمع أكمة : المرتفع من الأرض.

(٩) المحاجّ ، جمع محجّة ، وهي الجادّة من الطريق.

(١٠) الفلج ـ بالفتح فسكون ـ : الظفر والفوز.

(١١) استلأم : لبس اللأمة وهي الدرع أو جميع أدوات الحرب.

(١٢) نهج البلاغة ٢ : ١٧٧ ـ ١٧٨ ، الخطبة : ١٩٨.

١٩

اسما للقرآن الكريم (١). واقتصر إمام المفسّرين أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (أيضا من أكابر العلماء في القرن السادس) على أربعة منها : القرآن والفرقان والكتاب والذكر (٢).

وذكر الإمام بدر الدين الزركشي : أنّ بعضهم (الحراليّ في تصنيف خاصّ) أنهاها إلى نيّف وتسعين اسما. ونقل عن القاضي أبي المعالي عزيزي بن عبد الملك خمسا وخمسين اسما ، فذكرها وذكر لكلّ واحد منها شاهدا من القرآن (٣).

غير أنّ أكثرها نعوت وأوصاف أطلقت على الذكر الحكيم بما تحمله من صفات اشتقاقيّة وليست من قبيل الأعلام الخاصّة. أمّا الذي أطلق على القرآن باعتباره علما له ، فلا يعدو ما ذكره الطبرسيّ : القرآن ، الفرقان ، الكتاب والذكر. مع التقدّم في الأهميّة حسب الترتيب.

أمّا القرآن فقد جاءت التسمية به في أكثر من خمسة وستّين موضعا من القرآن ، أكثرها معرّفا باللام ، وجاء بلا لام في ١٥ موضعا.

والفرقان ، جاء في موضعين عنوانا للقرآن (٤) ، باعتباره مائزا بين الهدى والضلال (٥).

والكتاب ، معرّفا في أكثر من أربعين موضعا (٦). ومنكّرا في خمسة مواضع (٧).

والذكر ، في بضعة مواضع ، معرّفا (٨) ومنكّرا (٩) باعتباره مذكّرا (١٠).

وباقي الأوصاف نعوت وليست بأسماء.

__________________

(١) أبو الفتوح ١ : ٨ ، في المقدّمة.

(٢) مجمع البيان ١ : ٤١. الفنّ الرابع من المقدّمة.

(٣) البرهان ١ : ٢٧٣ ـ ٢٨١ ، النوع ١٥. وأبو المعالي عزيزي المعروف بشيذلة ، أحد فقهاء الشافعيّة وصاحب البرهان في مشكلات القرآن ، توفّي سنة ٤٩٤. انظر : ابن خلكان ١ : ٣١٨.

(٤) قال تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) الفرقان ٢٥ : ١. وقال تعالى : (وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ. مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ) آل عمران ٣ : ٤.

(٥) قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) البقرة ٢ : ١٨٥.

(٦) منها قوله تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) آل عمران ٣ : ٣ (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) البقرة ٢ : ٢.

(٧) منها قوله تعالى : (وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا) الأحقاف ٤٦ : ١٢. (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا) آياتِهِ سورة ص ٣٨ : ٢٩.

(٨) قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الحجر ١٥ : ٩. (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل ١٦ : ٤٤.

(٩) كقوله تعالى : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ ...) الأنبياء ٢١ : ٥٠.

(١٠) قال تعالى : (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) سورة ص ٣٨ : ١. (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) القمر ٥٤ : ١٧.

٢٠