الألفين الفارق بين الصّدق والمين - ج ١

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]

الألفين الفارق بين الصّدق والمين - ج ١

المؤلف:

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]


المحقق: المؤسسة الإسلامية للبحوث والمعلومات
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤسسة الإسلامية للبحوث والمعلومات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٤
الجزء ١ الجزء ٢

١٥ ـ كتاب غاية الوصول وإيضاح السبل في شرح مختصر منتهى السئول والأمل.

١٦ ـ كتاب مبادي الأصول.

١٧ ـ كتاب منهاج اليقين في أصول الدين.

١٨ ـ كتاب منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول.

١٩ ـ كتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد.

٢٠ ـ كتاب أنوار الملكوت في شرح فصّ الياقوت.

٢١ ـ كتاب نظم البراهين في أصول الدين.

٢٢ ـ كتاب معارج الفهم في شرح النظم.

٢٣ ـ كتاب الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.

٢٤ ـ كتاب نهاية المرام في علم الكلام.

٢٥ ـ كتاب كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد.

٢٦ ـ كتاب المنهاج في مناسك الحجّ.

٢٧ ـ كتاب تذكرة الفقهاء.

٢٨ ـ كتاب تهذيب الوصول إلى علم الأصول.

٢٩ ـ كتاب القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والإلهي.

٣٠ ـ كتاب الأسرار الخفيّة في العلوم العقلية.

٣١ ـ كتاب كاشف الأستار في شرح كشف الأسرار.

٣٢ ـ كتاب الدر المكنون في علم القانون.

٣٣ ـ كتاب المباحث السنية والمعارضات النصرية.

٣٤ ـ كتاب المقاومات.

٣٥ ـ كتاب حلّ المشكلات من كتاب التلويحات.

٣٦ ـ كتاب إيضاح التلبيس من كلام الرئيس.

٣٧ ـ كتاب كشف المكنون من كتاب القانون.

٢١

٣٨ ـ كتاب بسط الكافية.

٣٩ ـ كتاب المقاصد الوافية بفوائد القانون والكافية.

٤٠ ـ كتاب المطالب العلية في معرفة العربية.

٤١ ـ كتاب القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية.

٤٢ ـ كتاب الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد.

٤٣ ـ كتاب مختصر نهج البلاغة.

٤٤ ـ كتاب إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد.

٤٥ ـ كتاب نهج العرفان في علم الميزان.

٤٦ ـ كتاب إرشاد الأذهان في أحكام الإيمان.

٤٧ ـ كتاب مدارك الأحكام.

٤٨ ـ كتاب تسليك الأفهام إلى معرفة الأحكام.

٤٩ ـ كتاب نهاية الوصول إلى علم الأصول.

٥٠ ـ كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام.

٥١ ـ كتاب كشف الخفاء من كتاب الشفا.

٥٢ ـ كتاب مقصد الواصلين في أصول الدين.

٥٣ ـ كتاب تسليك النفس إلى حظيرة القدس.

٥٤ ـ كتاب نهج المسترشدين في أصول الدين.

٥٥ ـ كتاب مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق.

٥٦ ـ كتاب النهج الوضّاح في الأحاديث الصحاح.

٥٧ ـ كتاب نهاية الإحكام في معرفة الأحكام.

٥٨ ـ كتاب المحاكمات بين شراح الإشارات.

٥٩ ـ كتاب نهج الوصول إلى علم الأصول.

٦٠ ـ كتاب مناهج الهداية ومعارج الدراية.

٢٢

٦١ ـ كتاب نهج الحقّ وكشف الصدق.

٦٢ ـ كتاب استقصاء النظر في القضاء والقدر.

٦٣ ـ كتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين.

هذه فقط أسماء كتبه التي ذكرها في كتابه (خلاصة الأقوال) (١) ، ومن أراد التعرّف على المزيد من كتبه فليراجع كتاب (مكتبة العلّامة الحلّي) للمحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائي فقد ذكر فيه كتبه بالتفصيل المخطوط منها والمطبوع.

وقال الطريحي في مادة (علم) : (والعلّامة الحلّي : الحسن بن يوسف بن مطهّر له كثير من التصانيف ، وعن بعض الأفاضل : وجد بخطّه خمسمائة مجلد من مصنّفاته غير خطّ غيره من تصانيفه) (٢).

بعض أخباره

ذكر التقي المجلسي في كتابه (روضة المتّقين) أنّه كان سبب إيمان السلطان محمّد خدابنده جايلتو (أولجايتو) رحمه‌الله ، حيث إنّه غضب على امرأته وقال لها : أنت طالق ثلاثا ، ثمّ ندم وجمع العلماء فقالوا : لا بدّ من المحلّل ، فقال : عندكم في كلّ مسألة أقاويل مختلفة ، أفليس لكم هنا اختلاف؟ فقالوا : لا ، وقال أحد وزرائه : إنّ عالما بالحلّة وهو يقول ببطلان هذا الطلاق ، فبعث كتابه إلى العلّامة وأحضره. ولمّا بعث إليه قال علماء العامّة : إنّ له مذهبا باطلا ، ولا عقل للروافض ، ولا يليق بالملك أن يبعث إلى طلب رجل خفيف العقل. قال الملك : حتى يحضر.

فلمّا حضر العلّامة بعث الملك إلى جميع علماء المذاهب الأربعة وجمعهم ، فلمّا دخل العلّامة أخذ نعليه بيده ودخل المجلس وقال : السلام عليكم ، وجلس عند

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٤٥ ـ ٤٧.

(٢) مجمع البحرين ٦ : ١٢٣ ـ علم.

٢٣

الملك ، فقالوا للملك : ألم نقل لك : إنّهم ضعفاء العقول؟ قال الملك : اسألوا عنه في كلّ ما فعل ، فقالوا له : لم ما سجدت للملك وتركت الآداب؟ فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ملكا وكان يسلّم عليه ، وقال الله تعالى : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً) (١) ، ولا خلاف بيننا وبينكم أنّه لا يجوز السجود لغير الله. قالوا له : لم جلست عند الملك؟ قال : لم يكن مكان غيره ، وكلّ ما يقوله العلّامة بالعربية كان يترجم للملك.

قالوا له : لأيّ شيء أخذت نعليك معك وهذا ممّا لا يليق بعاقل ، بل إنسان؟ قال : خفت أن يسرقه الحنفيّة كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصاحت الحنفيّة : حاشا وكلّا ، متى كان أبو حنفية في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! بل كان تولّده بعد المائة من وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : نسيت ، لعلّه كان السارق الشافعي ، فصاحت الشافعية وقالوا : كان تولّد الشافعي يوم وفاة أبي حنيفة ، وكان أربع سنين في بطن أمّه ولا يخرج رعاية لحرمة أبي حنيفة فلمّا مات خرج ، وكان نشؤه في المائتين من وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : لعلّه كان مالك ، فقالت المالكية بمثل ما قالته الحنفية ، فقال لعلّه كان أحمد بن حنبل ، فقالوا بمثل ما قالته الشافعية.

فتوجّه العلّامة إلى الملك فقال : أيّها الملك ، علمت أنّ رؤساء المذاهب الأربعة لم يكن أحدهم في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا في زمان الصحابة ، فهذه إحدى بدعهم أنّهم اختاروا من مجتهديهم هؤلاء الأربعة ولو كان منهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوّزون أن يجتهد بخلاف ما أفتاه واحد منهم ، فقال الملك : ما كان واحد منهم في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والصحابة؟ فقال الجميع : لا ، فقال العلّامة ونحن معاشر الشيعة تابعون لأمير المؤمنين عليه‌السلام نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخيه وابن عمّه ووصيّه.

__________________

(١) النور : ٦١.

٢٤

وعلى أيّ حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل ؛ لأنّه لم يتحقّق شروطه ومنها العدلان ، فهل قال الملك بمحضرهما؟ قال : لا ، وشرع في البحث مع علماء العامّة حتّى ألزمهم جميعا.

فتشيّع الملك وبعث إلى البلاد والأقاليم حتى يخطبوا للأئمّة الاثني عشر في الخطبة ويكتبوا أساميهم عليهم‌السلام في المساجد والمعابد (١).

ومن لطائفه أنّه ناظر أهل الخلاف في مجلس السلطان محمّد خدابنده أنار الله برهانه ، وبعد إتمام المناظرة وبيان الحقّية لمذهب الإمامية الاثني عشرية خطب الشيخ خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة على رسوله والأئمّة عليهم‌السلام ، فلمّا استمع ذلك السيّد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين بالمناظرة قال : ما الدليل على جواز توجيه الصلاة على غير الأنبياء؟ فقرأ الشيخ في جوابه بلا انقطاع الكلام : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (٢) ، فقال الموصلي : ما المصيبة التي أصابت آله حتى أنّهم يستوجبوا بها الصلاة؟ فقال الشيخ رحمة الله : من أشنع المصائب وأشدّها أن حصل من ذراريهم مثلك الذي يرجّح المنافقين الجهال ـ المستوجبين اللعنة والنكال ـ على رسول الملك المتعال. فاستضحك الحاضرون وتعجّبوا من بداهة آية الله في العالمين.

وقد أنشد بعض الشعراء يقول في ذلك :

إذ العلوي تابع ناصبيا

بمذهبه فما هو من أبيه

وكان الكلب خيرا منه حقّا

لأنّ الكلب طبع أبيه فيه (٣)

__________________

(١) روضة المتقين ٩ : ٣٠ ـ ٣٢.

(٢) البقرة : ١٥٦ ـ ١٥٧.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٢٤.

٢٥

قال صاحب (روضات الجنّات) : ثمّ إنّ العلّامة أخذ من بعد ذلك بمعونة هذا السلطان المستبصر الرءوف في تشييد أساس الحقّ وترويج المذهب على حسب ما يشتهيه ويريد ، وكتب باسم السلطان الموصوف كتابه المسمّى ب : (منهاج الكرامة) في الإمامة وكتاب (اليقين) ومسائل شتّى ، وبلغ أيضا من المنزلة والقرب لديه بما لا مزيد عليه ، وفاق في ذلك على سائر علماء حضرة السلطان المذكور مثل القاضي ناصر الدين البيضاوي ، والقاضي عضد الدين الإيجي ، ومحمّد بن محمود الآملي ، وغيرهم.

وكان ـ رحمه‌الله ـ في القرب والمنزلة عند السلطان المذكور بحيث لا يرضى بعد ذلك أن يفارقه في حضر ولا سفر ، بل نقل أنّه أمر لجنابه المقدّس وطلّاب مجلسه الأقدس بترتيب مدرسة سيّارة ذات حجرات ومدارس من الخيام الكرباسيّة ، وكانت تحمل مع الموكب الميمون أينما يسير ، وتضرب بأمره الأنفذ الأعلى في كلّ منزل ومصير (١).

وينقل أنّ ابن تيمية كان من جملة علماء السنة المعاصرين للعلّامة في وقته ، وكان منكرا ومتحاملا على العلّامة في بعض كتبه ، فكتب العلّامة في الردّ عليه أبياتا منها :

لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى

طرا لصرت صديق كلّ العالم

لكن جهلت فقلت : إنّ جميع

من يهوى خلاف هواك ليس بعالم (٢)

وفاته ومدفنه

كانت وفاته ـ رحمه‌الله ـ كما ذكر غير واحد من الخاصّة والعامّة بمحروسة الحلّة في ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر محرّم الحرام سنة ست وعشرين

__________________

(١) روضات الجنّات ٢ : ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(٢) روضات الجنّات ٢ : ٢٨٦. أعيان الشيعة ٥ : ٤٠٧. الدرر الكامنة ٢ : ٧١.

٢٦

وسبعمائة (١) ، ونقل نعشه إلى النجف الأشرف فدفن في حجرة عن يمين الداخل إلى الحضرة الشريفة من جهة الشمال وقبره ظاهر معروف مزور إلى اليوم (٢).

وصيّته لولده

كتب العلّامة وصيّته لولده في نهاية كتابه الفقهي (قواعد الأحكام) فقال : (اعلم يا بنيّ ـ أعانك الله تعالى على طاعته ، ووفّقك لفعل الخير وملازمته ، وأرشدك إلى ما يحبّه ويرضاه ، وبلّغك ما تأمله من الخير وتتمنّاه ، وأسعدك الله في الدارين وحباك بكلّ ما تقرّ به العين ، ومدّ لك في العمر السعيد والعيش الرغيد ، وختم أعمالك بالصالحات ورزقك أسباب السعادات وأفاض عليك من عظائم البركات ، ووقاك الله كل محذور ودفع عنك الشرور ـ أنّي قد لخّصت لك في هذا الكتاب لبّ فتاوى الأحكام ، وبيّنت لك فيه قواعد شرائع الإسلام بألفاظ مختصرة وعبارة محرّرة ، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد ، وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين ودخلت في عشر الستين ، وقد حكم سيّد البرايا بأنّها مبدأ اعتراك المنايا.

فإن حكم الله تعالى عليّ فيها بقدره وأنفذ ما حكم به على العباد الحاضر منهم والباد ، فإنّي أوصيك ـ كما افترضه الله تعالى عليّ من الوصيّة وأمرني به حين إدراك المنية ـ بملازمة تقوى الله تعالى ، فإنّها السنّة القائمة والفريضة اللازمة والجنّة الواقية والعدّة الباقية وأنفع ما أعدّه الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار ويعدم عنه الأنصار.

وعليك باتّباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه ، وقطّع زمانك في تحصيل الكمالات النفسية ، وصرّف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية ، والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال ، والارتفاع إلى

__________________

(١) روضات الجنّات ٢ : ٢٨٢. أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦. تاريخ العلماء : ١٥٩ ، مرآة الجنان ٤ : ٢٠٨. الدرر الكامنة : ٧٢. النجوم الزاهرة ٩ : ٢٦٧ وغيرها.

(٢) روضات الجنّات ٢ : ٢٨٢. أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦. تاريخ العلماء : ١٥٩.

٢٧

أوج العرفان عن مهبط الجهّال ، وبذل المعروف ومساعدة الإخوان ومقابلة المسيء بالإحسان والمحسن بالامتنان.

وإيّاك ومصاحبة الأرذال ومعاشرة الجهّال فإنّها تفيد خلقا ذميما وملكة رديّة ، بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة الفضلاء فإنّها تفيد استعدادا تامّا لتحصيل الكمالات وتثمر لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات.

وليكن يومك خيرا من أمسك ، وعليك بالصبر والتوكّل والرضا ، وحاسب نفسك في كلّ يوم وليلة ، وأكثر من الاستغفار لربّك ، واتّق دعاء المظلوم خصوصا اليتامى والعجائز فإنّ الله تعالى لا يسامح بكسر كسير.

وعليك بصلاة الليل فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حثّ عليها وندب إليها ، وقال : «من ختم له بقيام الليل ثمّ مات فله الجنّة» (١).

وعليك بصلة الرحم فإنّها تزيد في العمر ، وعليك بحسن الخلق فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم» (٢).

وعليك بصلة الذرّية العلوية فإنّ الله تعالى قد أكّد الوصيّة فيهم وجعل مودّتهم أجر الرسالة والإرشاد فقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٣).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذرّيتي ، ورجل بذل ماله لذرّيتي عند الضيق ، ورجل أحبّ ذرّيتي باللسان والقلب ، ورجل سعى في حوائج ذرّيتي إذا طردوا أو شرّدوا» (٤).

__________________

(١) وسائل الشيعة ٨ : ١٥٤ ، أبواب بقية الصلوات المندوبة ، ب ٣٩ ، ح ٢٤.

(٢) وسائل الشيعة ١٢ : ١٦١ ، أبواب أحكام العشرة ، ب ١٠٧ ح ٨.

(٣) الشورى : ٢٣.

(٤) وسائل الشيعة ١٦ : ٣٣٢ ، أبواب فعل المعروف ، ب ١٧ ، ح ٢.

٢٨

وقال الصادق عليه‌السلام : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أيها الخلائق أنصتوا فإنّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله يكلّمكم ، فتنصت الخلائق ، فيقوم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول : يا معشر الخلائق ، من كانت له عندي يد أو منّة أو معروف فليقم حتى أكافيه ، فيقولون : بآبائنا وأمّهاتنا وأيّ يد وأيّ منّة وأيّ معروف لنا؟! بل اليد والمنّة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق ، فيقول : بل من آوى أحدا من أهل بيتي أو برّهم أو كساهم من عري أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه ، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك ، فيأتي النداء من عند الله : يا محمّد يا حبيبي ، قد جعلت مكافأتهم إليك ، فأسكنهم من الجنّة حيث شئت ، فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم» (١).

وعليك بتعظيم الفقهاء وتكرمة العلماء فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «من أكرم فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض ، ومن أهان فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان» (٢) ، وجعل النظر إلى وجه العالم عبادة ، والنظر إلى باب العالم عبادة ، ومجالسة العالم عبادة.

وعليك بكثيرة الاجتهاد في ازدياد العلم والتفقه في الدين فإنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال لولده : «تفقه في الدين فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء» (٣) ، وإنّ طالب العلم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الطير في الهواء والحوت في البحر ، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به.

وإيّاك وكتمان العلم ومنعه عن المستحقّين لبذله فإنّ الله تعالى يقول : (الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (٤).

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٦ : ٣٣٣ ، أبواب فعل المعروف ، ب ١٧ ، ح ٣.

(٢) عوالي اللآلي ٤ : ٥٩ ـ ٦٠ ، ح ٤.

(٣) عوالي اللآلي ٤ : ٦٠ ، ح ٥. بحار الأنوار ١ : ١٢٦ ، ح ٣٢.

(٤) البقرة : ١٥٩.

٢٩

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله تعالى» (١).

وقال عليه‌السلام : «لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم» (٢).

وعليك بتلاوة الكتاب العزيز والتفكّر في معانيه وامتثال أوامره ونواهيه ، وتتبّع الأخبار النبويّة والآثار المحمّدية ، والبحث عن معانيها واستقصاء النظر فيها ، وقد وضعت لك كتبا متعدّدة في ذلك كلّه. هذا ما يرجع إليك.

وأمّا ما يرجع إليّ ويعود نفعه عليّ فأن تتعهّدني بالترحّم في بعض الأوقات ، وأن تهدي إليّ ثواب بعض الطاعات ، ولا تقلل من ذكري فينسبك أهل الوفاء إلى الغدر ، ولا تكثر من ذكري فينسبك أهل الغرم إلى العجز ، بل اذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك ، واقض ما عليّ من الديون الواجبة والتعهّدات اللازمة ، وزر قبري بقدر الإمكان واقرأ عليه شيئا من القرآن ، وكلّ كتاب صنّفته وحكم الله تعالى بأمره قبل إتمامه فأكمله وأصلح ما تجده من الخلل والنقصان والخطأ والنسيان.

وهذه وصيّتي إليك ، والله خليفتي عليك ، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته).

__________________

(١) الكافي ١ : ١٠٥ ، ح ٢.

(٢) عوالي اللآلي ٤ : ٨٠ ـ ٨١ ، ح ٨١.

٣٠

النسخ الخطّية المعتمدة

اعتمدنا في تحقيقنا لهذا الكتاب على مصوّرتين لمخطوطتين للكتاب في مركز إحياء التراث الإسلامي بمدينة قم المقدّسة.

الأولى برقم ٢١٩٧ / اعتقادات / عربي ـ رقم الفيلم ٢٣٩٤ ، وتقع في ٢٨٢ صفحة بحجم ٥ / ١٦ ـ ٢٩ سم.

أوّلها بعد البسملة :

(الحمد لله مظهر الحقّ بنصب الأدلّة الواضحة والبراهين القاطعة ، وموضح الإيمان عند أوليائه المخلصين ، ومنطق السنّة السنيّة بفساد اعتقاد المبطلين ...) إلى آخره.

وآخرها :

(فهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب من الأدلّة الدالّة على وجوب عصمة الإمام عليه‌السلام ، وهي ألف دليل ، فإنّ الأدلّة على ذلك لا تحصى ، براهين قاطعة ، لكن اقتصرنا على ألف دليل لهم على التطويل. وذلك في غرّة رمضان المبارك سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، وكتب محمد حسن بن مطهّر ببلدة جرجان في صحبة السلطان الأعظم غياث الدين محمد أولجايتو خلّد الله ملكه.

هذا صورة خطّ المصنّف والدي قدّس الله سرّه ، وكتب هذا من النسخة بياضا ذلك ، ووافق الفراغ منه في سابع عشر ربيع الأوّل من سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالحضرة الشريفة الغروية ، صلوات الله على مشرّفها ، والحمد لله وحده.

٣١

هذا صورة خط والدي أدام الله أيّامه ، وكان الفراغ منه في عاشر رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة على يد الفقير إلى الله تعالى ، يحيى بن محمد بن الحسن بن المطهّر ، حامدا لله تعالى ، ومصلّيا على نبيّه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين).

والثانية برقم ١٠٢ / مجموعة. وتقع في ٥٤٥ صفحة بحجم ٥ / ١٦* ٢٩ سم. أوّلها بعد البسملة :

(الحمد لله مظهر الحقّ بنصب الأدلّة الواضحة والبراهين القاطعة ، وموضح الإيمان عند أوليائه المخلصين ، ومنطق السنّة السنيّة بفساد اعتقاد المبطلين ...) إلى آخره

وآخرها :

(فهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب من الأدلّة الدالّة على وجوب عصمة الإمام عليه‌السلام ، وهي ألف دليل ، فإنّ الأدلّة على ذلك لا تحصى ، وهي براهين قاطعة ، لكن اقتصرنا على ألف دليل لهم عن التطويل. وذلك في غرّة رمضان المبارك سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، وكتب حسن بن مطهّر ببلدة جرجان في صحبة السلطان الأعظم غياث الدين محمد أولجايتو خلّد الله ملكه.

هذا صورة خطّ المصنّف والدي قدّس الله سرّه ، وكتب هذا من النسخة بياضا ذلك ، ووافق الفراغ منه في سابع عشر ربيع الأوّل من سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالحضرة الشريفة الغروية ، صلوات الله على مشرّفها ، والحمد لله وحده.

٣٢

هذا صورة خط والدي أدام الله أيّامه ، وكان الفراغ منه في عاشر رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة على يد الفقير إلى الله تعالى يحيى بن محمد بن الحسن بن المطهّر ، حامدا لله تعالى ، ومصلّيا على نبيّه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

قد فرغ من تسويد هذا الكتاب المبارك الموسوم بالألفين أقل الخلائق وأحوجهم إلى رحمة ربّه الغني خواجه فراست عصر يوم الأحد اثنان وعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ألف وستين من هجرة النبوية المصطفوية وسلّم تسليما كثيرا كثيرا).

وفي آخرها أيضا تعليقات باللغة الفارسية تشير إلى مقابلتها وتصحيحها على نسخ متعدّدة.

كما جاء في آخرها أيضا :

(ونرجو من الله الظفر بتمامه ونفعنا به كما نفع به مصنّفه فإنّه نقل عنه ولده بعد فوته بثلاث ليال أنّه رآه فقال : لو لا كتاب الألفين وصلاة الإحدى والخمسين وزيارة أبي عبد الله الحسين لأهلكتني الفتاوى. والمخبر عدل والمخبر عنه في دار الحقّ لا يقول إلّا حقّا على ما روي).

ورمزنا للمخطوطة الأولى بحرف «أ» وللثانية بحرف «ب» ، واعتمدنا أسلوب التلفيق بين المخطوطتين في الموارد غير الضرورية من غير إشارة لذلك في الهامش بل اكتفينا بالتنويه إليه هنا ، وأشرنا للاختلاف بينهما في الموارد التي تستوجب ذلك في مواضعه. وكلّ ما أضفناه من عناوين وضعناه بين معقوفتين ، واكتفينا بالإشارة إليه في هذه المقدّمة.

٣٣

منهج العمل

اعتمدنا منهج العمل الجماعي في تحقيقنا لهذا السفر الجليل ، وتوزّعت لجان العمل كالآتي :

١ ـ صفّ الحروف والإخراج الفنّي عبد الزهراء السوداني.

٢ ـ مقابلة المطبوع مع النسختين : الأخ علي الساعدي والأخ قاسم نمر الغرّاوي والأخ زيد الساعدي.

٣ ـ تخريج المصادر : السيد مالك البطّاط والسيد حبيب الموسوي.

٤ ـ تقويم النصّ : الشيخ رياض القطراني والشيخ عصام العلي والشيخ محمّد علي الأسدي.

وفي الختام لا يفوتنا أن نتقدّم بالشكر والامتنان لكلّ الذين ساهموا معنا في إبراز الكتاب بشكله هذا عبر توجيهاتهم وملاحظاتهم أثناء عملنا ، ونسأله تعالى أن يعيننا على ما فيه رضاه ، إنّه نعم المولى ونعم المجيب.

عبد الهادي علي ناصر السلمان

قم المقدّسة

١٤٢٣ ه‍. ق / ١٣٨١ ه‍. ش

٣٤

٣٥
٣٦

٣٧
٣٨

٣٩
٤٠