بحث حول الخلافة والخلفاء

منيب الهاشمي

بحث حول الخلافة والخلفاء

المؤلف:

منيب الهاشمي


المحقق: زينب الوائلي
الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩٢

تتقزز جلودهم من ذكر الشيعة والتشيع ، وينفرون من ذكرهم نفورهم من الوحوش الضارية.

ولكن قيّض الله للشيعة من يدافع عنهم ويبرئهم من الفساد والانحراف ، من أهل السُنّة أنفسهم ، فهذا العالم السُنّي المعاصر الكبير الشيخ (محمد الغزالي) يقول في كتابه (دفاع عن العقيدة والشريعة) : ومن هؤلاء الأفاكين من روّج أن الشيعة أتباع عليّ ، وأن السُنّيين أتباع محمد ، وأن الشيعة يرون علياً أحق بالرسالة ، أو أنها أخطأته الى غيره!

وهذا لغو قبيح وتزوير شائن ، ولكن تصديق هذا اللغو كان الباعث على تلك المجزرة المخزية التي وقعت في أبناء الاسلام من سُنّة وشيعة ، فجعلتهم ـ وهم الأخوة في الدين ـ يأكل بعضهم بعضاً على هذا النحو المهين.

ان الشيعة يؤمنون برسالة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويرون شرف عليّ في انتمائه الى هذا الرسول في استمساكه بسُنّته ، وهم كسائر المسلمين ، لا يرون بشراً في الاولين والآخرين ، أعظم من الصادق الأمين ، ولا أحق منه بالاتّباع ، فكيف يُنسب لهم هذا الهذر؟!

٥٦١

أنوار من مشكاة واحدة

حين يتمعّن المرء في أقوال وأحاديث أئمة أهل البيت ، يخلص إلى حقيقة ناصعة مفادّها ان منبع علوم أهل البيت واحد ألا وهو رسول الله حيث أودع فيهم القرآن الكريم وسُنّته الشريفة ، بكل ما يتعلّق بهما من تفسير وتأويل وشرح وتفصيل ، بحيث يكون حديثهم وأقوالهم حجّة على الأمّة كأقوال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا يعني انهم ليسوا مجتهدين كأئمة المذاهب السُنّية التي كانت تكتض بهم الساحة في القرون الثلاثة الاولى ، ولو إتّبعتهم الأمّة ، لَما كانت هناك مذاهب ولا إختلافات ولا حروب ولا نزاعات ، ولا مدارس عقائدية واصولية وفقهية كثيرة ، ولكان الاسلام عمّ جميع المعمورة ، وقبل كل شيء لكان أئمة أهل البيت ، يرقدون الى جوار جدّهم رسول الله في المسجد النبوي الشريف بدلاً من توزّعهم في أقطار نائية ، ويرقد الى جواره صلى‌الله‌عليه‌وآله أناس أخذوا مكانهم عنوة.

كل من يبغي الحقيقة عليه الالتحاق بأهل البيت النبوي وهم مطمئني الضمير وعن إقتناع تام بأنهم على الحق المبين والصراط المستقيم دون سواهم من الذين تسلّقوا سُلّم السلطة والحكم والخلافة والإمامة وه عاجزين عن هداية أبناء الأمّة ، لأنهم همْ بحاجة الى من يهديهم ويرشدهم الى طريق الحق والهدى والرشاد : أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١).

__________________

(١) يونس ٣٥.

٥٦٢

معالم المخطط التأريخي المغرض

آن الأوان للجمهور السُنّي المسلم أن يستبدل ثوابته ومُسلّماته القديمة ، بثوابت ومُسلّمات جديدة تستند الى أسس حقيقية أصيلة نابعة من القرآن الكريم والسنّة النبوية الصحيحة والحقائق التأريخية النزيهة غير المشحونة بالأكاذيب والمعلومات الخاطئة والمُحرّفة التي إختلطت فيها الاوراق وانقلبت الصورة ، ليصبح المتبوع والهادي ، تابعاً ـ في نظرهم ـ ، والتابع الذي هو بحاجة الى الهداية والارشاد ، متبوعاً. وتغيّرت المعادلات والموازين والمقاييس ، ليُمسي الانسان المغمور قائداً ، والقائد الحقيقي ، مُبعداً مغموراً. وبذلك تشكّلت مدرسة تُعرف بمدرسة أهل السُنّة والجماعة ، على أسس ودعائم وهمية لا تمتّ الى الواقع بصلة ، حيث إختلقها التيار الحاكم والذين ساروا في ركابه من رواة ومؤرخين وقضاة وفقهاء وأصحاب مذاهب عقائدية وفقهية ، بحيث بات من الصعوبة بمكان ، إنْ لم يكن من المحال ، أن يُصدّق أحد من أهل السُنّة ، خاصة الافراد العاديين والعامة من الناس ، ان المذهب الذي يتّبعونه ، إنما يتشكّل من أصول غير صحيحة بتاتاً ، ولا واقعية ، بل افتعلتها مُخيّلة الحُكّام الذين تصدّوا لسدّة الخلافة والحُكم ، بدلاً من العترة النبوية ، ولكي يعود الحق الى نصابه ، والصورة المشوّهة الى حقيقتها الناصعة ، على أتْباع المدرسة السُنّية واقطابها أن يقوموا بالخطوات التالية :

١ ـ رفع هالة التقديس من حول الخلفاء الثلاث الأوائل ، واعتبارهم خلفاء لم

٥٦٣

يستخلفهم رسول الله «صلوات الله عليه» ، وانما تصدّوا ـ بالاتفاق مع قريش بعض الصحابة ـ للحكم ، وليست لموقعهم خليفة شرعية.

ثم ان أقوال هؤلاء الخلفاء ، ليست سُنّة مفروضة ، بل أقوال ربما يمليها الهوى والرأي البحث في بعض الاحيان.

٢ ـ لم تكن للصحابة تلك المكانة التي يعتقدها الجمهور ، بحيث تنطبق عليهم القاعدة الموضوعة «عدالة الصحابة أجمعين» ، اذ قد يكذّب بعض الصحابة على رسول الله ، ويضعون الأحاديث بإسمه ، فيما يتصف البعض الآخر منهم بالنزاهة والصِدْقية والمكانة الرفيعة.

٣ ـ ان القرآن الكريم والحديث النبوي قد ذكرا حقيقة الصحابة ، جملة وتفصيلاً ، والنظرية السُنّية تتجاوز هذه الحقيقة ، حتى لا تمسّ الرموز التي تقدّسها بسوء يفضي الى انهدام المدرسة التي يتبعونها وتزول شرعيتها المصطنعة.

فإذا توصّل أبناء السُنّة الى هذه الحقيقة التي كانت خفيّة عليهم ، أحقاباً مديدة من الزمن ، تتجلى لهم ـ حينئذ ـ معالم المخطط التأريخي الذي أزاح أهل البيت عن موقعهم الريادي الذي خصّهم الله تعالى به عبر نبيّه الكريم «صلوات الله عليه» ، وهمّشهم كقادة وخلفاء وأئمة للأمّة من خلال اثني عشر خليفة وإماماً ، أولهم علي بن أبي طالب ، ثم ابنائه من بعده ، وعلى الأمّة ـ جميعاً ـ إطاعتهم والسير على نهجهم منذ وفاة رسول الله «صلوات الله عليه» ، وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

وتتضح لهم ـ أيضاً ـ حقائق دامغة من خلال البحث التأريخي ، منها :

١ ـ ان رسول الله لم يكن بذلك الاهمال واللاأبالاة ـ والعياذ بالله ـ بحيث كان لا يفكّر بمصير أمّته ، ويرحل عن الحياة الدنيا دون أن يعيّن خليفة له ، بل حدّده

٥٦٤

بالاسم في الكثير من المناسبات طيلة البعثة المظفّرة ، سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنوّرة ، ثم ختم توصياته تلك بواقعة الغدير الشهيرة حيث نصّب علياً خليفة له على الأمّة جمعاء.

٢ ـ ان أهل البيت الذين عناهم «صلوات الله عليه» بأنهم مُطهّرون من الرجس ، وأوصى الأمّة باتّباعهم ، هم فضلاً عنه «سلام الله عليه» عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، لا بني هاشم ـ مطلقاً ـ كما يزعمون.

٣ ـ ان خلفاء الرسول الاثني عشر ، علاوة على عليّ والحسن والحسين ، تسعة آخرون من أبناء الحسين ، خاتمهم محمد المهدي وهو المصلح المنتظر كما تشير الروايات الصحيحة المؤكدة ، لا كما يتخبّط رموز من أهل السُنّة ويتوهمون بأن هؤلاء الائمة الاثني عشر هم الخلفاء الاربع الاوائل ، اضافة الى خلفاء منتقين من بني أمية وبني العباس ، بالرغم من إقرار العديد من أصحاب المذاهب الاسلامية بظلمهم وانحرافهم عن الدين.

٤ ـ ان تعدّد المذاهب الاسلامية ، العقائدية منها والفقهية ، وما أدى إليه من صراع مرير فيما بينها على مرّ التأريخ ، ثم ضعف وإنحطاط الأمّة ، انما كان بسبب عدم تولّي اهل البيت النبوي لحُكْم الأمّة وإمامتهم المطلقة لها ، وهم الذين لو تبوأوا موقعهم الحقيقي للأمّة ، لقادوا شعوب العالم قاطبة نحو إقامة حكم الله وإشاعة السلام فيما بينها.

٥ ـ نحن لو أردنا تحقيق السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة ، علينا الالتفاف حول اهل البيت ، والتمسّك بهم وأخذ معالم الدين والشرع المقدّس عنهم دون سواهم ، وبذلك نكون قد أطعنا الله ورسوله حقاً ، لا إتّباع المدارس والاتجاهات الأخرى المخالفة لأوامرهما ، والتي ما أنزل الله بها من سلطان.

٥٦٥

ما ينبغي على الأخوَة في الدين

١ ـ ينبغي على أبناء السُنّة عدم اتخاذ الصِحاح والمسانيد والسنن وكُتُب الرواية والحديث والتأريخ ، مصادراً لا تخلو من الدسّ والخطأ والتدنيس من قِبل الوضّاع وأعوان السلطة الحاكمة الذين ما فتأوا يتلاعبون بها ، سواء بالاضافة أو الحذف أو التغيير لصالح مدرسة الخلفاء والحُكّام والسلاطين ووعاظهم وسدَنَتهم الذين لم يخشوا الله أبداً في الكذب والتزوير والافتراء ، لكي ينحاز التأريخ في معظمه ، الى جانب المذهب السُنّي الذي يمثّل الوجه الشرعي والديني للطبقة الحاكمة على إمتداد التأريخ الاسلامي ، وذلك على حساب أهل البيت الذين لاقوا التشويه والتهميش والإقصاء والملاحقة على يد أعوان الحكّام فيا لماضي والحاضر.

٢ ـ على أتباع المدرسة السُنّية ، التمييز الدقيق بين الحق والباطل ، وعدم الخلْط بينهما ، كما هو طبْعُ أقطابهم وديدنهم خلال العهود المنصرمة ، وذلك من خلال التحليل العقلي والمنطقي للحوادث والامور ، بحيث لا يسمحوا لأنفسهم تسطيح نظرته للمجريات التأريخية الى حدّ المساواة بين المُحق والمُبطل ، وبين الهادي والذي هو بحاجة الى الهداية ، وبين المُطيع لرسول الله والعاصي لأوامره ووصاياه ، وبين الفاضل والمفضول ، وبين العالم والجاهل ، وبين المُعتدي والمُعتَدى عليه ، وبين القاتل على حق والمقتول على باطل وبالعكس ، وبين الشجاع والجبان ، وبين الذي يثبت في الحروب والذي يفرّ من الزحف.

وبالتالي اذا لم يحدّدوا موقفهم الفاصل والدقيق ، لاستخلاص الحق المحض ، من بين القضايا المتداخلة والمُجريات التي يختلط فيها الحق والباطل ، الى حد الالتباس على العقول الساذجة ، وما يؤدي إليه من غشاوة وفقدان للبصيرة ، بالرغم من تحذيره

٥٦٦

سبحانه وتعالى من الولوج في هذا الطريق الملتوي : الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١).

هذا المِراء سيُبقي أبناء السُنّة والجماعة على تخبّطهم المعهود ، بحيث يخالون انهم على الحق المبين والصراط المستقيم ، فيما هم ينحدرون في طريق مظلم متعرّج لا يؤول بهم الى شاطئ النجاة ، وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً.

وكلّ من له قناعة تامة ، وهو على يقين من أمره ، وانه يسير على نهج الحق والاستقامة ، لا يخشى من نبش التأريخ واستخراج مفرداته ، وتقليب صفحاته ليزداد يقيناً في توجّهه المذهبي ويتحصّن به في إنتقاد وإفحام شبهات المعارضين والمخالفين.

تُرى لِمَ يسعى رموز المدرسة السُنّية لإخفاء الحقائق التأريخية وكتمانها ـ دوماً ـ على أبناء الأمّة ، وعدم السماح لهم بتفكيك التأريخ الاسلامي وتفحّصه بدقة لمعرفة الحقائق الغامضة والنقاط المُبهمة والاشكالات والشبهات التي يطرحها الخصوم ضد الاسلام ، وذلك بدعوى الخوف من المساس بشخصيات محترمة لديهم او تسقيطها ـ تأريخياً ـ فيما هم يجلّونها كل الإجلال!!!؟.

ان خطوة إخفاء الحقائق التأريخية تنمّ عن الخوف من إطّلاع الجمهور على الخفايا والحقائق المحجور عليها منذ ما يربو على اربعة عشر قرن!! وما يعوز أبناء جمهورنا المسلم ، هو الجرأة والإقدام كما فعلت أنا وإكتشفت الخطأ التأريخي الذي وقع فيه قومي خوفاً من مس السلف «الصالح» ، وإتهامهم بالزيغ والانحراف عن وصايا القرآن والرسول الأكرم «سلام الله عليه».

__________________

(١) البقرة ١٤٧.

٥٦٧

فالمفروض على أبناء السُنّة والجماعة ، التحرّي الدقيق في ثنايا التأريخ الاسلامي بموضوعية ودون حُكْ مسبق على الامور ، أو إستباق للنتائج ، وانما الولوج والبحث في طيّات التأريخ منذ ال بعثة الشريفة وحتى اليوم ، بهمّة الباحث عن الحق ، والحائر المُستفسر عن الحقيقة ، وعندها ستتضح لهم حقائق كبرى ، وستتغير قناعاتهم السابقة التي تشكّلت بطريقة مغلوطة وبفعل إتّباع الآباء والأجداد والمنهج السُنّي الذي يؤطر حياتهم منذ الصغر.

٥٦٨

الخيار الصائب

كل من يقوم بسبْر أغوار التأريخ الاسلامي وكشْف جوانبه الخفية ، خاصة فيما يتعلق ببدايات البعثة النبوية وما رافقها من وقائع ومجريات متلاحقة ، ثم رحيل رسول الله الى بارئه الاعلى ، وما طرأت من حوادث عصيبة أدّت الى نشوء المذاهب الاسلامية المتعدّدة ، لابد أن يصل الى مفترق طريقين أو خيارين لا ثالث لهما : فإما ان يتبنى تيار الخلفاء والمنهج الذي ينتهجه أصحاب المدرسة السُنّية والذي يؤمن بالمسلّمات التالية :

١ ـ عدم إستخلاف رسول الله لأحد من بعده ، وانما ترك الأمّة تختار لقيادتها الخليفة والحاكم المناسب ، ليشكّل امتداداً شرعياً للقيادة النبوية في كل وظائفها السياسية والدينية.

٢ ـ قيام الرسول الهادي «صلوات الله عليه» بتربية جيل واعٍ من الصحابة ذوي المستوى الرفيع من الايمان والتقوى والكفاءة والاستعداد العلمي ، يمكّنه من إدامة المسيرة الاسلامية حتى نهاية المطاف.

٣ ـ انقسام الخلافة التي اعقبت وفاة رسول الله «صلوات الله عليه» الى مرحلتين :

المرحلة الاولى : مرحلة الخلافة الراشدة التي تمثّل نموذجاً فذاً من الحكم العادل السائر على الهدي النبوي ، متجسّداً في الخلفاء الاربع الاوائل.

٥٦٩

المرحلة الثانية : تصدّي حكومات وراثية جائرة ، انحرفت بالمسيرة الاسلامية عن المنهج النبوي الذي مثّلته الخلافة الراشدة ، ونهي بتلك الحكومات ، خلفاء العهدين الاموي والعبّاسي ، حيث نشأت في ظلّهما المذاهب والفرق السُنّية ، سيما المذاهب الاربعة المعروفة التي استوعبت المدارس والاتجاهات العقائدية والفقهية للجمهور السُنّي المسلم.

الطريق أو الخيار الثاني : وهو الذي يطرح روّاده ، النظرية التي تؤكد بأن الخيار الاول يفتقد الى الصدْقية التأريخية ، ويتجاوز الحقائق الناصعة التي تثبت بأن القرآن الكريم والسُنّة النبوية ، لم يكونا قد منحا الأمّة حق خلافة الرسول «عليه الصلاة والسلام» لأن الأمّة غير قادرة على حمل أمانة استخلاف الدين بعد رحيل خاتم الانبياء ، بل وليس في قدرتها إنتخاب خلفاء لرسول الله والأئمة من بعده ، وانما يكون الاختيار من قبل الله تعالى ، لأنه هو القادر الوحيد على تعيين الأئمة والاوصياء للرسل : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (الاحزاب ٣٦) ، أو قوله : وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا (١) ، وذلك لأنّ الإمامة هي امتداد لوظائف النبوة باستثناء الوحي والكتاب ، على ان الشورى التي تقصدها الآية الكريمة : وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ (٢) ، لا تعني الخلافة والامامة ، وانما تعني الشؤون العامة التي تخصّ المسلمين ، كما ان الأمّة التي كان الصحابة يشكّلون معظمها في ذلك الوقت ، قاصرة عن تشخيص الصحابي الافضل لحمل الأمانة بإعتراف القرآن الكريم والرسول الأكرم «صلوات الله عليه» والصحابة انفسهم ، ولذلك لم يكن الخلفاء الثلاث

__________________

(١) السجدة ٢٤.

(٢) الشورى ٣٨.

٥٧٠

الأوائل في مستوى وكفاءة عليّ بن أبي طالب الذي فاقهم في العلم والقدرة والفقاهة والشجاعة بإقرار الجميع الذين كانوا بحاجة إليه وهو غني عنهم ، خاصة وان الله تعالى قد أمر رسوله «صلوات الله عليه» باعلان ولاية عليّ المطلقة على المسلمين ، ونصّ على انه الخليفة من بعده ، طيلة مسيرته المظفرة ، وبالذات في واقعة الغدير الشهيرة التي سبقت وفاته «صلوات الله عليه» بقليل ، فضلاً عن تذكيره بأهل بيته ، الثقل الآخر للقرآن ، وسفينة نوح ، الذين لا يحيدون عن سنّته ابداً ، ويتمسّكون بها ـ حرفياً ـ دون السنن الأخرى المخالفة لها ، وان الأئمة والخلفاء من بعده ، اثنا عشر خليفة وإماماً الذين تتبعهم الشيعة وتسير على نهجهم في الحياة ، هذا ناهيك عن تأكيده بأن علياً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، وبذلك قد حدّد (صلوات الله عليه) الفرقة الناجية دون الفرق الاخرى الهالكة.

وأي مسلم واعٍ حين يتمعّن في هذين الخيارين ، ويوازن بينهما بدون أية خلفية مُسبقة ، سيتضح لديه الحق المحض ، والطريق الأسلم والخيار الأنجى في الآخرة ، أي الخيار الثاني الذي يتمثّل بإتّباع أهل البيت النبوي بأمر من الله تعالى عبر نبيّه الكريم «صلوات الله عليه» وإتخاذهم قادة وأئمة في الدين ، لا ينبغي تجاوزهم الى الآخرين الذين لم يشر إليهم رسول الله من قريب أو بعيد ، وبذلك يقف المرء عند ثوابت الدين وحقائق القرآن والتأريخ دون اللهاث خلف شخصيات وإتجاهات ومذاهب وفِرَق ما أنزل الله بها من سلطان ، كما ثبت في البحث الآنف الذكر.

٥٧١

وأشرقت شمس الحقيقة

وهكذا زالت الغشاوة عن الأعين ، وانجلى الظلام الذي صبغ كل شيء أمام الأبصار باللون الأسود القاتم ، حيث كان الجمهور المسلم يتخبط ويسير في طريق وعرة ، لم تزد مسيره إلا ابتعاداً وافتراقاً عن الحق الذي كان كالشمس الساطعة في وسط النهار ، وكان الفرد المسلم كالأعمى لا يشعر بوجودها بالرغم من انها تغمر كل الاشياء بالبياض الناصع.

لقد آن الاوان لتُعد إلى الجمهور بصيرته ، ويشخص طريقه الذي كان يلتوى في منعرجاته دون هدى.

كم كان هؤلاء سذجاً؟ وكم كان رموزهم ولا يزالون سُذَّجاً حين اتّبعوا آباءهم بدون تفكير ولا تدبّر ولا روية ... متى يقرّ اتباع السنّة بأنهم كانوا يمشون مكبّين على وجههم ـ دون علمهم ـ معتقدين بأنهم على صراط مستقيم ، جاهلين بأنهم يسيرون على نقيض الحق ، وفي طريق متعرّجة ، تكاد تهوي بهم في وادٍ سحيق ، لولا توفيق الله ورحمته ولطفه الذي سيشملهم ، فيخرجهم من العمى والضلالة إلى نور الهداية.

كان آباؤه وأجدادهم والرموز الدينية التي كانوا يقدّسوها بدون وعي ، قد أدخلوا في روعهم وعقولهم وقلوبهم بأن مذهب أهل السُنّة والجماعة هو أصوب المذاهب الاصولية والفقهية وأحقها وأقربها للقرآن والسُنّة النبوية ، وانه وحده ينجيهم

٥٧٢

في الآخرة ، دون سائر المذاهب الأخرى ، وخاصة المذهب الشيعي الذي كان يُوصَف لهم بأنه مذهب الرافضة ، وأتباعه أهل البدع والضلالات (هكذا) وانهم إدّعوا في أئمتهم ما ليس فيهم من القدرات الدينية والعلمية والفقهية ، بينما هم إمتداد لرسول الله ، ويتعبّدون بأقوالهم كما لو انها أقوال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيما وصف آخرون الشيعة بأنهم كَفرة ليس لهم صلة بالاسلام ، فهم يسبّون الصحابة والخلفاء ، ومذهبهم كله بدع وأباطيل ، وفقههم شاذ عن المذاهب الأخرى.

وبعد التدبّر في حجج واستدلالات كلا الفريقين ، السُنّي والشيعي ، المُستقاة من كتب الجمهور المعتبرة ، إتّضح الحق وحصحص ، إذ كانت هناك مؤامرة واسعة ضد أهل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لتحجيم دورهم القيادي والديني ، ليصبحوا كسائر المسلمين ، عدا بعض الفضائل والمناقب التي مجدّتهم بها كتب الرواية ، ولا تخرج عن الورق إلى حيز الواقع ، والصحابة لهم أيضاً مناقب وفضائل «جليلة». وكذلك الخلفاء الذين جاؤوا بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووصفوهم بالراشدين ، ليقدّسوا ممارساتهم وأقوالهم وأحكامهم التي كانت في الكثير منها ، تخالف السُنّة النبوية ، وبذلك كسوْها رداء الشرعية من خلال منحها «قَداسة» وإنها سُنّة تُضاف إلى السُنّة النبوية الشريفة.

تفتّحت كل الأبواب التي كانت موصدة أمام الاعيان والقلوب والضمائر ، ولم يُعدْ يخفى شيء أمامها ، بعدما كانت تمتلأ رَيناً بفعل معلومات مغلوطة ومزيّفة ، كانت تحسبها ، حقائق دامغة لا تقبل الشك أو النقاش ، وردت إلى أبناء الامّة ممن يسمّونهم بـ«السلف الصالح».

لم يكن أحد يفكّر يوماً ما أن تكون الأسس ـ التي قام عليها بنيان المذهب السُنّي ـ أسساً وهمية مصطنعة ، ليس لها وجود على أرض الواقع ، وإنما افتعلها أتباع التيار

٥٧٣

الحاكم ، خصوصاً في العهد الأموي ، وجعلوا منها البديل لأهل البيت النبوي الذين أوصى بهم رسول الله كخلفاء وأئمة من بعده.

فإذا هذه الأسس والأعمدة المصطنعة ، تتهاوى أمام الناظرين ، واحدة تلو الأخرى ، لينهار البناء دفعة واحدة ، ويصبح هباءً منثوراً.

٥٧٤

أهم مصادر الكتاب

١ ـ صحيح البخاري ـ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ـ دار الفكر ـ بيروت.

٢ ـ صحيح مسلم ـ مسلم بن الحجاج ـ دار الفكر ـ بيروت.

٣ ـ فتح الباري ـ ابن حجر ـ دار المعرفة الطباعة والنشر ـ لبنان.

٤ ـ كشف الظنون ـ حاجي خليفة ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٥ ـ سير أعلام النبلاء ـ الذهبي ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٩٩٣ م.

٦ ـ تأريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر الدمشقي ـ دار الفكر.

٧ ـ البداية والنهاية ـ أبو الفداء إسماعيل ابن كثير الدمشقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٨ ـ تأريخ بغداد ـ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٩ ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ـ أبو الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف المزِّي ـ جامعة بغداد ـ مؤسسة الرسالة.

١٠ ـ التأريخ الصغير ـ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ـ دار المعرفة ـ بيروت.

١١ ـ تأريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام ـ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت.

١٢ ـ تذكرة الحفاظ ـ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٥٧٥

١٣ ـ سنن الترمذي ـ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ـ دار الفكر ـ بيروت.

١٤ ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ـ جلال الدين السيوطي ـ دار الفكر ـ بيروت.

١٥ ـ الفتاوى الكبرى ـ ابن تيمية ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

١٦ ـ مجموعة الفتاوى ـ ابن تيمية ـ طبعة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم.

١٧ ـ المعجم الكبير ـ الطبراني ـ الطبعة الثانية.

١٨ ـ تفسير الجامع لاحكام القرآن ـ القرطبي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

١٩ ـ نهاية الأرب في فنون الادب ـ النويري ـ المؤسسة المصرية العامة للتالف والطباعة والنشر ـ القاهرة.

٢٠ ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور ـ جلال الدين السيوطي ـ دار الفكر ـ بيروت.

٢١ ـ فتح القدير ـ الشوكاني ـ عالم الكتب.

٢٢ ـ نواسخ القرآن ـ ابن الجوزي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٢٣ ـ المجموع ـ النووي ـ دار الفكر ـ بيروت.

٢٤ ـ سنن الدارمي ـ مطبعة الاعتدال ـ دمشق ـ ١٣٤٩ هجرية.

٢٥ ـ مسند ابي داود الطيالسي ـ سليمان بن داود بن الجارود البصري ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٢٦ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٢٧ ـ السنن الكبرى ـ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ـ دار الفكر ـ بيروت.

٢٨ ـ زاد المسير ـ ابن الجوزي ـ دار الفكر ـ بيروت.

٥٧٦

٢٩ ـ سنن النسائي ـ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ـ دار الفكر ـ بيروت.

٣٠ ـ كنز العمال في سنن الاقوال والافعال ـ علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.

٣١ ـ المعجم الاوسط ـ الطبراني ـ دار الحرمين.

٣٢ ـ الموطأ ـ الامام مالك بن أنس ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٣٣ ـ الاصابة في تمييز الصحابة ـ ابن حجر العسقلاني ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٣٤ ـ تأويل مختلف الحديث ـ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٣٥ ـ طبقات الحنابلة ـ محمد بن ابي يعلى ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٣٦ ـ دلائل النبوة ومعرفة أحوال أصحاب الشريعة ـ البيهقي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٣٧ ـ سنن ابن ماجة ـ أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ـ دار الفكر ـ بيروت.

٣٨ ـ مسند أحمد ـ الامام أحمد بن حنبل ـ دار صادر ـ بيروت.

٣٩ ـ المحلى ـ ابن حزم ـ دار الفكر ـ بيروت.

٤٠ ـ ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ ابن عثمان الذهبي ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٤١ ـ تفسير الثعالبي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٤٢ ـ الطبقات الكبرى ـ محمد بن سعد كاتب الواقدي ـ دار صادر ـ بيروت.

٤٣ ـ نيل الاوطار ـ الشوكاني ـ دار الجيل ـ بيروت.

٤٤ ـ الأدب المفرد ـ البخاري ـ مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت.

٤٥ ـ تأريخ الامم والملوك ، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ـ طبعة مصورة عن نسخة مطبعة «بريل» بمدينة ليدن ـ سنة ١٨٧٩ م.

٥٧٧

٤٦ ـ الاستيعاب في أسماء الاصحاب ـ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي المالكي ـ دار الجيل ـ بيروت.

٤٧ ـ لسان الميزان ـ ابن حجر العسقلاني ـ مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ـ بيروت.

٤٨ ـ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ـ محب الدين الطبري ـ مكتبة القدسي ـ مصر.

٤٩ ـ سنن الدارقطني ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٥٠ ـ المصنف ـ أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني ـ منشورات المجلس الاعلى.

٥١ ـ تمهيد الاوائلـ الباقلاني ـ مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت.

٥٢ ـ المصنف في الاحاديث والآثار ـ ابن أبي شيبة الكوفي ـ دار الفكر ـ بيروت.

٥٣ ـ مسند أبي يعلى الموصلي ـ دار المأمون للتراث ـ دمشق.

٥٤ ـ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ـ أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري ـ مطبعة مصطفى الحلبي ـ مصر.

٥٥ ـ إمتاع الأسماع ـ المقريزي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٥٦ ـ أسباب النزول ـ ابو الحسن الواحدي النيسابوري ـ مؤسسة الحلبي ـ دار الاتحاد العربي للطباعة ـ القاهرة.

٥٧ ـ تذكرة الحفاظ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٥٨ ـ تأريخ القرآن الكريم ـ محمد طاهر الكردي ـ مطبعة الفتح ـ جدة ـ السعودية.

٥٩ ـ المغني ـ عبد الله بن قدامة ـ دار الكتاب العربي.

٦٠ ـ الفجر الصادق ـ الزهاوي ـ مطبعة الواعظ ـ مصر.

٦١ ـ جامع البيان في تفسير القرآن ـ ابن جرير الطبري ـ دار الفكر ـ بيروت.

٦٢ ـ تأريخ المختصر في أخبار البشر ـ أبو الفداء ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٥٧٨

٦٣ ـ السيرة النبوية ـ ابن هشام ـ مكتبة محمد علي صبيح ـ مصر.

٦٤ ـ الاحكام ـ الآمدي ـ مؤسسة النور ـ المكتب الاسلامي ـ الطبعة الثالثة ـ بيروت.

٦٥ ـ تقييد العلم ـ دار إحياء السُنّة النبوية.

٦٦ ـ العواصم من القواصم ـ ابو بكر بن العربي ـ الدار السعودية للنشر ـ جدة.

٦٧ ـ أنساب الأشراف ـ أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ـ دار المعارف ـ القاهرة.

٦٨ ـ تأريخ اليعقوبي ـ أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح المعروف باليعقوبي ـ دار صادر ـ بيروت.

٦٩ ـ الامامة والسياسة ـ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ـ تحقيق الدكتور طه الزيني ـ مؤسسة ابن الحلبي وشركاه ـ مصر.

٧٠ ـ أحكام القرآن ـ الجصاص ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٧١ ـ البرهان ـ الزركشي ـ دار إحياء الكتب العربية.

٧٢ ـ تأريخ الخلفاء ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ـ دار التعاون ـ مكة المكرمة.

٧٣ ـ تأريخ ابن خلدون ـ أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٧٤ ـ اللمع في أسباب ورود الحديث ـ السيوطي ـ دار الفكر.

٧٥ ـ الثقات ـ ابن حبان ، مجلس دائرة المعارف العثمانية ـ حيدرآباد ـ الهند.

٧٦ ـ التذكرة الحمدونية ـ ابن حمدون ـ دار صادر ـ بيروت.

٧٧ ـ المنتظم في تأريخ الملوك والأمم ـ ابن الجوزي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٧٨ ـ كتاب الاوائل ـ الطبراني ـ دار الفرقان ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.

٧٩ ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر ـ دار الكتب اللبنانية ـ بيروت.

٥٧٩

٨٠ ـ ضعفاء العقلي ـ العقيلي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٨١ ـ التأريخ الكبير ـ أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ـ طبع تحت إشراف الدكتور محمد عبد المعيد خان.

٨٢ ـ الاحكام ـ ابن حزم ـ مطبعة العاصمة ـ القاهرة.

٨٣ ـ نصب الراية ـ الزيلعي ـ طبع دار الحديث ـ القاهرة.

٨٤ ـ طبقات الشافعية الكبرى ـ تاج الدين السبكي ـ دار إحياء الكتب العربية.

٨٥ ـ مفتو المزني ـ اسماعيل المزني ـ دار الطباعة ـ بيروت.

٨٦ ـ شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب ـ ابن العماد الحنبلي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٨٧ ـ العبر في خبر من غبر ـ الذهبي ـ دار الكتب المصرية ـ الكويت.

٨٨ ـ الكامل في ضعفاء الرجال ـ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني المعروف بابن عدي ـ دار الكفر ـ بيروت.

٨٩ ـ الذيل على طبقات الحنابلة ـ عبد الرحمن بن احمد الحنبلي ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٩٠ ـ فيض القدير ـ المناوي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٩١ ـ الشرح الكبير ـ عبد الرحمن بن قدامة ـ دار الكتاب العربي.

٩٢ ـ تنوير الحوالك ـ السيوطي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٩٣ ـ النكت على كتاب ابن الصلاح ـ ابن حجر ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٩٤ ـ شرح معاني الآثار ـ الطحاوي ـ دار الكتب العلمية.

٩٥ ـ الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ـ أحمد بن حجر الهيتمي المكي ـ مكتبة القاهرة ـ القاهرة.

٥٨٠