أسئلة وأجوبة عقائديّة

محمّد أمين نجف

أسئلة وأجوبة عقائديّة

المؤلف:

محمّد أمين نجف


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: ماهر
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5995-26-1
الصفحات: ٢٨٧

فتكلّمت مع ميكروب صغير واقف على رأس شعرة من شعرات رأس إنسان ، وسألته : أين تجد نفسك؟ لقال لي : إنّي أرى نفسي على رأس شجرة شاهقة! أصلها ثابت وفرعها في السماء.

عند ذلك أقول له : إنّ هذه الشعرة التي أنت على رأسها ، إنّما هي شعرة من شعرات رأس إنسان ، وإنّ الرأس عضو من أعضاء هذا الإنسان ، ماذا تنظرون؟ هل لهذا الميكروب المتناهي في الصغر أن يتصوّر جسامة الإنسان وكبره؟ كلاّ!

إنّي بالنسبة إلى الله تعالى لأقلّ وأحطّ من ذلك الميكروب بمقدار لا يتناهى ، فأنّى لي أن أُحيط بالله الذي أحاط بكلّ شيء ، بقوى لا تتناهى ، وعظمة لا تحدّ؟

فقام المتشاجرون من عند آينشتاين ، وأذعنوا للقائلين بوجود الله تعالى.

التوفيق بين العدل الإلهي وبين خلق أُناس ذو عاهة

س: كيف يتحقّق العدل الإلهي بخلق أُناس ذو عاهة؟

ج : لا يخفى عليكم أنّ السبب في خروج أطفال مصابين إلى الحياة الدنيا هو بفعل الأبوين ، لا بفعل الله تعالى حتّى يخلّ بعدله ، وذلك بسبب سوء تغذيتهما ، أو بسبب اعتيادهما بعض الأُمور المضرّة ، وما إلى ذلك من ارتكاب ما حرّم الله تعالى في النكاح ، والمأكل والمشرب و....

ويتجلّى لنا العدل الإلهي في هؤلاء المصابين حينما نسمع أنّه تعالى يرفع عنهم التكليف الشاقّ ، ويعوّضهم برحمته الثواب الجزيل ، فيعطي للمتألّم عوضاً لتألّمه وابتلائه من الأجر ما يكون أنفع بحاله.

روى الشيخ الصدوق قدس‌سره عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «كان فيما أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى عليه‌السلام : أن يا موسى ما خلقت خلقاً أحبّ إليَّ من عبدي المؤمن ، وإنّما

٢١

أبتليه لما هو خير له ، وأعافيه لما هو خير له ، وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر عبدي ، فليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي ، وليرض بقضائي ، أكتبه في الصدّيقين عندي ، إذا عمل برضائي فأطاع أمري» (١).

__________________

١ ـ التوحيد : ٤٠٥.

٢٢

التجسيم والتشبيه

* عقيدة الوهّابية في التجسيم والتشبيه

* معنى يد الله فوق أيديهم

* نزول الربّ إلى دار الدنيا

عقيدة الوهّابية في التجسيم والتشبيه

س : هل يمكنكم إخباري في أيّ كتاب قالت الوهّابية : بإنّ الله له أرجل وأيدي ، ووجه وأعين ....؟

ج : بإمكانك التقصّي عن عقيدة الوهّابية في التجسيم من خلال فتاوى علمائهم ، أو بالسؤال من علمائهم ، عن تفسير قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (١) ، أو قوله تعالى : هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (٢) ، إلى غير ذلك ، وأنظر بماذا تُجاب من قبلهم؟ عندها تستطيع الحكم أنت بنفسك على ما يعتقدونه ، من صفات الربّ جلّ وعلا.

ونكتفي لك في هذا المقام المختصر بذكر بعض أقوال شيخهم ابن تيمية في رسالته الواسطية ، كقوله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولا تزال جهنّم يُلقى فيها وهي تقول : هل من مزيد؟ حتّى يضع ربّ العزّة فيها رجله ، فينزوي بعضها إلى بعض ، فتقول : قط قط» (٣).

وما ذكره محمّد بن عبد الوهّاب في كتابه التوحيد (٤) ، عن ابن مسعود قال : جاء حبر

__________________

١ ـ يونس : ٣.

٢ ـ الإسراء : ١.

٣ ـ العقيدة الواسطية : ٣٤.

٤ ـ كتاب التوحيد : ١٥٧.

٢٣

من الأحبار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمّد ، إنّا نجد أنّ الله يجعل السماوات على إصبع من أصابعه ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، فيقول : أنا الملك ، فضحك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ، ثمّ قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (١).

قال ابن بطوطة في رحلته : «وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة ، تقي الدين بن تيمية ، كبير الشام ، يتكلّم في الفنون ، إلّا أنّ في عقله شيئاً! وكان أهل دمشق يُعظّمونه أشدّ التعظيم ، ويعظهم على المنبر ، وتكلّم مرّة بأمرٍ أنكره الفقهاء ....

قال : وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة وهو يعِظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جُملة كلامه أنّ قال : إنّ الله ينزِلُ إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجةً من المنبر!

فعارضه فقيه مالكي يُعرف بابن الزهراء ، وأنكر ما تكلّم به ، فقامت العامّة إلى هذا الفقيه ، وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً ، حتّى سقطت عمامته ، وظهر على رأسه شاشية حرير ، فأنكروا عليه لباسها ، واحتملوه إلى دار عزّ الدين بن مسلم ، قاضي الحنابلة ، فأمر بسجنه ، وعزّره بعد ذلك ...» (٢).

وقد أفتى ابن باز في فتاويه : «التأويل في الصفات منكر ولا يجوز ، بل يجب إمرار الصفات كما جاءت على ظاهرها الّلائق بالله جلّ وعلا ، بغير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل» (٣).

__________________

١ ـ الزمر : ٦٧.

٢ ـ رحلة ابن بطّوطة : ٩٥.

٣ ـ مجموع فتاوى ابن باز ١ / ٢٩٧.

٢٤

وقال أيضاً : «الصحيح الذي عليه المحقّقون ، أنّه ليس في القرآن مجاز على الحدّ الذي يعرفه أصحاب فنّ البلاغة ، وكلّ ما فيه فهو حقيقة في محلّه» (١).

ومن المعلوم أنّ عدم تأويل بعض الصفات ، وعدم القول بمجازيّتها ، يستلزم الاعتقاد بوجود الأعضاء والجوارح في ذات الله عزّ وجلّ ، سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً.

هذا بعض ما أمكننا إرشادك إليه من أقوالهم ، وجملةً من فتاويهم ، وعليك أن تتحقّق عن الباقي بنفسك.

معنى يد الله فوق أيديهم

س : نحن الشيعة نفسّر القرآن على الباطن في كلّ الآيات ، أمّا إخواننا السنّة يفسّرون القرآن على الظاهر ، وعندما يفسّرون بعض الآيات تعتبر كفراً ، كتفسيرهم الآية : يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... (٢).

فأرجو من سماحتكم إعطاء الموضوع شيء من التفصيل ، وذلك للاستفادة.

ج : في القرآن مطلق ومقيّد ، وعامّ وخاصّ ، وباطن وظاهر ، وغير ذلك.

فالآيات التي ظاهرها خلاف العقل ، أو النقل ـ من الكتاب والسنّة ـ ، لا يؤخذ بظاهرها ، خصوصاً إذا كان الظاهر يُحمل على عدّة معاني في اللغة العربية.

فالآية يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ لا تؤخذ على ظاهرها ؛ لأنّها تستلزم التجسيم على الله تعالى وهو باطل ، والعقل يقبّح كون المولى عزّ وجلّ له جسم ، لاستلزام الجسمية المحدودية ، والمحدودية تدلّ على النقص والحاجة ، والله تعالى منزّه من ذلك.

__________________

١ ـ المصدر السابق ١ / ٣٦٠.

٢ ـ الفتح : ١٠.

٢٥

ولأنّه يخالف النقل ، فمن الكتاب ، يخالف قوله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (١) ، فالقول بأنّ لله تعالى يد يستلزم التمثيل.

ومن السنّة ، مخالفته لما ورد في الروايات الصحيحة المذكورة في كتب الفريقين ، التي تنفي التجسيم عنه تعالى.

ثمّ إنّ كلمة «اليد» في اللغة العربية ، استُعملت في عدّة معان ، منها : القدرة ، والقوّة ، والسلطة و....

وعليه ، فيمكن أن يكون معناها في هذه الآية القدرة ، أي قدرة الله فوق قدرتهم ، وهذا المعنى لا يخالف العقل والنقل والعرف ، ولا يستلزم النقص على الله تعالى ، وهو الكمال المطلق.

نزول الربّ إلى دار الدنيا

س : هل لكم أن تدلّوني على المصدر الذي يقول : إنّ الله في ليلة الجمعة ينزل إلى دار الدنيا؟

ج : قد أخرج الشيخان من طريق ابن شهاب ، عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث آخر ، فيقول : مَن يدعوني فأستجيب له ، ومَن يسألني فأعطيه ، ومَن يستغفرني فأغفر له» (٢).

وحديث آخر في ذكر النزول يوم عرفة عن أسماء ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

١ ـ الشورى ١١.

٢ ـ صحيح البخاري ٢ / ٤٧ و ٧ / ١٤٩ و ٨ / ١٩٧ ، صحيح مسلم ٢ / ١٧٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٣٥ ، سنن أبي داود ١ / ٢٩٦ و ٢ / ٤٢٠.

٢٦

«رأيت ربّي عزّ وجلّ على جمل أحمر عليه إزار ، وهو يقول : قد سمحت ، قد غفرت ، إلّا المظالم. فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء ، حتّى إذا وقفوا عند المشعر قال : حتّى المظالم ، ثمّ يصعد إلى السماء ، وينصرف الناس إلى منى» (١)!!

تعالى ربّنا عن النزول والصعود ، والمجيء والذهاب ، والحركة والانتقال ، وسائر العوارض والحوادث ، وقد صار هذا الحديث سبباً لذهاب الحشوية إلى التجسيم ، والسلفية إلى التشبيه ، وكان من الحنابلة بسببه أنواع من البدع والأضاليل ، ولا سيّما ابن تيمية.

فالعقل السليم الحرّ يقطع ببطلان التجسيم ، وبطلان قول ابن تيمية ، وبطلان ما فهموه من الأحاديث في هذا الشأن.

__________________

١ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٥ / ٨ ، لسان الميزان ٢ / ٢٣٨.

٢٧

رؤية الله تعالى

* الدليل على امتناع رؤية الله تعالى

* الرؤية التي طلبها موسى عليه‌السلام كانت بطلبٍ من قومه

الدليل على امتناع رؤية الله تعالى

س : ما الأدلّة العقلية والنقلية ـ من القرآن والسنّة ـ الدالّة على أنّ الله سبحانه لا يُرى في الدنيا والآخرة بالتفصيل ، حتّى نردّ الشبهات؟ اشرحوا لنا وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ (١) ، وعن التركيب وما شابه؟

ج : الأدلّة على امتناع رؤية الباري تعالى في الدنيا والآخرة من القرآن والسنّة والعقل كثيرة.

فمن القرآن :

١ ـ قوله تعالى : لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ (٢).

٢ ـ قوله تعالى : وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (٣).

٣ ـ قوله تعالى : قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي (٤).

__________________

١ ـ الرحمن : ٢٧.

٢ ـ الأنعام : ١٠٣.

٣ ـ طه : ١١٠.

٤ ـ الأعراف : ١٤٣.

٢٨

ومن السنّة :

١ ـ عن الإمام الباقر عليه‌السلام : «لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يُعرف بالقياس ، ولا يُدرك بالحواس ، ولا يُشبه بالناس ...» (١).

٢ ـ عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «ويلك! لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان» (٢).

٣ ـ عن الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّ الله عظيم رفيع ، لا يقدر العباد على صفته ، ولا يبلغون كنه عظمته ، ولا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار ...» (٣).

٤ ـ عن الإمام الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٤) ، «يعني مشرقة تنظر ثواب ربّها» (٥).

ومن العقل :

قد اقتضت الضرورة العقلية على أنّ الأبصار بالعين متوقّف على حصول المقابلة بين العين والمرئى ، أو حكم المقابلة ، كما في رؤية الصور في المرآة.

ولا يمكن تحقّق الرؤية فيما إذا تنزّه الشيء عن المقابلة ، أو الحلول في المقابلة ، ومن الثابت أنّ المولى عزّ وجلّ ليس بجسم ولا جسماني ، ولا في جهة ، والرؤية فرع كون الشيء في جهة خاصّة.

والمقصود من الوجه الذي نُسب إلى الحقّ تعالى في الآية هو ذاته سبحانه ، لا العضو الخاصّ الموجود في جسم الإنسان وما يشابهه.

__________________

١ ـ التوحيد : ١٠٨.

٢ ـ المصدر السابق : ١٠٩.

٣ ـ المصدر السابق : ١١٥.

٤ ـ القيامة : ٢٢ ـ ٢٣.

٥ ـ التوحيد : ١١٦.

٢٩

فالقرآن عندما يتحدّث عن هلاك ما سوى الله وفنائه ، يقول : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (١).

ثمّ يخبر عقيب ذلك مباشرة عن بقاء الذات الإلهيّة ، وأنّه لا سبيل للفناء إليها ، فيقول : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (٢).

والتركيب قد يكون عقلياً ؛ وهو التركيب من الجنس والفصل ، وقد يكون خارجياً كتركيب الجسم من المادّة والصورة ، وتركيب المقادير وغيرها ، والجميع منتفٍ عن الواجب تعالى ، لاشتراك المركّبات في افتقارها إلى الأجزاء ، فلا جنس له ولا فصل له ، ولا غيرهما من الأجزاء الحسّية والعقليّة.

الرؤية التي طلبها موسى عليه‌السلام كانت بطلبٍ من قومه

س : في قوله تعالى : وَلمَّا جَاء مُوسَى لِميقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ (٣) ، لماذا طلب نبيّ الله موسى عليه‌السلام الرؤية؟

ج : السبب الذي دعا موسى عليه‌السلام أن يطلب الرؤية الحسّية البصرية ـ مع علمه واعتقاده بعدم رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة ؛ لأنّه يلزم منه التجسيم في حقّه تعالى ـ هو طلب قومه ذلك ، ولم يكن بدافع ذاتي من موسى عليه‌السلام ، وهذا ما يوضّحه قوله تعالى عن لسان قوم موسى : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً (٤).

عن الإمام الرضا عليه‌السلام في نقله للقصّة : فقال موسى : يا قوم ، إنّ الله لا يُرى بالأبصار

__________________

١ ـ الرحمن : ٢٦.

٢ ـ الرحمن : ٢٧.

٣ ـ الأعراف : ١٤٣.

٤ ـ البقرة : ٥٥.

٣٠

ولا كيفية له ، وإنّما بآياته ، ويُعلم بأعلامه ، فقالوا : لن نؤمن لك حتّى تسأله. فقال موسى عليه‌السلام : يا ربّ ، إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل ، وأنت أعلم بصلاحهم. فأوحى الله جلّ جلاله إليه : يا موسى ، سلني ما سألوك ، فلن أؤاخذك بجهلهم ، فعند ذلك قال موسى : رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ (١).

__________________

١ ـ التوحيد : ١٢٢.

٣١

النبوّة والأنبياء عليهم‌السلام

* الفرق بين النبيّ والرسول

* وجود التفاصيل بين الأنبياء عليهم‌السلام

* المقصود بالأسباط

* إدريس عليه‌السلام ومعجزته

الفرق بين النبيّ والرسول

س : هل يوجد فرق جوهري بين النبيّ والرسول؟ أم أنّ النبيّ هو ذاته الرسول؟ الرجاء التفصيل مع ذكر الأمثلة.

ج : اختلف العلماء في تعريف النبيّ والرسول وبيان الفرق بينهما ، ولكنّ الحقّ أنّ الرسول أعلى رتبةً من النبيّ ؛ إذ هو يحمل رسالةً إلى مَن بُعث إليه ، وأمّا النبيّ فلا يتحمّل هداية الآخرين.

نعم ، الاثنان متّفقان في مسألة نزول الوحي إليهما ، ولكن النبيّ يأتيه الوحي في المنام ، والرسول يرى جبرائيل ، ويتلقّى الوحي معاينةً ومشافهةً (١).

وقد تجتمع لبعضهم الرتبتان معاً ، كنبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم عليه‌السلام ، وكثيراً ما يُعبّر أحدهما مكان الآخر مسامحةً وعنايةً.

وجود التفاضل بين الأنبياء عليهم‌السلام

س : ما هو الدليل القطعي على أفضلية الأنبياء على بعضهم ، رغم قوله تعالى : آمَنَ

__________________

١ ـ الكافي ١ / ١٧٦.

٣٢

الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (١).

وقوله تعالى : قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٢).

أمّا هذه الآية فتفضّل الأنبياء على بعض : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (٣) ، ولكم جزيل الشكر.

ج : صرّحت الآية الشريفة : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ... بوجود تفضيل إلهي واقع بين الأنبياء عليهم‌السلام ، ففيهم مَن هو أفضل ، وفيهم مَن هو مفضّل عليه ، وللجميع فضل ، فإنّ الرسالة في نفسها فضيلة ، وهي مشتركة بين الجميع.

كما صرّحت بوجود اختلاف في علوّ مقاماتهم ، وتفاوت درجاتهم ، مع اتّحادهم في أصل الفضل وهو الرسالة ، واجتماعهم في مجمع الكمال وهو التوحيد.

وأمّا بالنسبة إلى قوله تعالى : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ... ، فلا يدلّ على عدم تفضيل الله تعالى بعض الأنبياء على البعض الآخر ، وقوله: لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ... هو لسان حال المؤمنين ، فالمؤمنون كُلّ منهم آمن بالله تعالى ، وبملائكته وبكتبه وبرسله ،

__________________

١ ـ البقرة : ٢٨٥.

٢ ـ البقرة : ١٣٦.

٣ ـ البقرة : ٢٥٣.

٣٣

لا يفرّقون بين أحدٍ من الرسل ، بخلاف اليهود فإنّهم فرّقوا بين موسى وبين عيسى ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبخلاف النصارى فإنّهم فرّقوا بين موسى وعيسى وبين محمّد ، فانشعبوا شعباً وتحزّبوا أحزاباً ، مع أنّ الله تعالى خلقهم أُمّة واحدة على الفطرة ، وعدم تفريق المؤمنين بين الرسل لا يدلّ على عدم وجود تفاضل بين الرسل عند الله تعالى.

ونفس هذا الكلام يأتي في قوله تعالى : وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١).

فالآية المباركة في صدد بيان جواب المؤمنين لليهود والنصارى ، وأنّهم لا يفرّقون بين أحد من الأنبياء ، فيؤمنون ببعض ولا يؤمنون بالبعض الآخر ، وإنّما يعتقدون بجميعهم.

المقصود بالأسباط

س : وردت كلمة الأسباط في قوله تعالى : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (٢) فمن هم الأسباط؟ ولكم جزيل الشكر.

ج : الأسباط هم أنبياء أُنزل عليهم الوحي من ذرّية يعقوب عليه‌السلام ، أو من أسباط بني إسرائيل ، كداود وسليمان ويونس وأيّوب وغيرهم ، أرسلهم الله تعالى لإتمام الحجّة على

__________________

١ ـ البقرة : ١٣٥ ـ ١٣٦.

٢ ـ النساء : ١٦٣.

٣٤

الناس ، ببيان ما ينفعهم وما يضرّهم في أُخراهم ودنياهم ، لئلّا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل.

إدريس عليه‌السلام ومعجزته

س : أُريد أن أعرف عن سيّدنا إدريس؟ ولماذا سُمّي بهذا الاسم؟ وما هي معجزته؟

ج : إنّ إدريس عليه‌السلام كان نبيّاً من أنبياء الله تعالى ، لقوله تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (١).

وقيل : سُمّي إدريس لكثرة درسه الكتب ، وهو أوّل مَن خطّ بالقلم ، وكان خيّاطاً ، وأوّل من خاط الثياب.

وقيل : إنّ الله سبحانه علّمه النجوم والحساب وعلم الهيئة ، وكان ذلك معجزة له (٢).

__________________

١ ـ مريم : ٥٦ ـ ٥٧.

٢ ـ بحار الأنوار ١١ / ٢٧٠.

٣٥

الإسراء والمعراج

* معنى الإسراء والمعراج وأهدافهما

* كيفية رؤية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الإسراء والمعراج

معنى الإسراء والمعراج وأهدافهما

س : ما معنى الإسراء والمعراج وما هي أسبابه ونتائجه؟

ج : لقد أُسرى النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بروحه وجسده من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس ، كما في سورة الإسراء ، وذلك في السنوات الأُولى من البعثة.

ثمّ عرج صلى‌الله‌عليه‌وآله بروحه وجسده من بيت المقدس إلى السماء ، كما جاء في سورة الإسراء ، ووردت بذلك الأخبار الكثيرة ، وذلك في السنوات الأُولى من البعثة.

وأمّا أهداف الإسراء والمعراج فهي :

أوّلاً : إنّ حادثة الإسراء والمعراج معجزة كبرى خالدة ، ولسوف يبقى البشر إلى الأبد عاجزين عن مجاراتها وإدراك أسرارها ، ولعلّ إعجازها هذا أصبح أكثر وضوحاً في هذا القرن العشرين ، بعد أن تعرّف هذا الإنسان على بعض أسرار الكون وعجائبه ، وما يعترض سبيل النفوذ إلى السماوات من عقبات ومصاعب.

ثانياً : إنّ هذه القضية قد حصلت بعد البعثة بقليل ، وقد بيّن الله سبحانه الهدف من هذه الجولة الكونية ، فقال : لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا (١).

__________________

١ ـ الإسراء : ١.

٣٦

وإذا كان الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الأُسوة والقدوة للإنسانية جمعاء ، وإذا كانت مهمّته هي حمل أعباء الرسالة إلى العالم بأسره ، فإنّ من الطبيعي أن يعدّه الله سبحانه إعداداً جيّداً لذلك ، وليكن المقصود من قصّة الإسراء والمعراج هو أن يشاهد الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض آثار عظمة الله تعالى في عمليةٍ تربوية رائعة ، وتعميق وترسيخ للطاقة الإيمانية فيه ، وليعدّه لمواجهة التحدّيات الكبرى التي تنتظره ، وتحمّل المشاق والمصاعب والأذى التي لم يواجهها أحد قبله ولا بعده.

ثالثاً : لقد كان الإنسان ـ ولاسيّما العربي آنذاك ـ يعيش في نطاق ضيّق ، وذهنية محدودة ، ولا يستطيع أن يتصوّر أكثر من الأُمور الحسّية ، أو القريبة من الحسّ ، التي كانت تحيط به أو يلمس آثارها عن قرب.

فكان ـ والحالة هذه ـ لا بدّ من فتح عيني هذا الإنسان على الكون الرحب ، الذي استخلفه الله فيه ، ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه ، ويبعث الطموح فيه للتعرّف عليه ، واستكشاف أسراره ، وبعد ذلك إحياء الأمل وبثّ روح جديدة فيه ، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجوّ الضيّق الذي يرى نفسه فيه ، ومن ذلك الواقع المزري الذي يُعاني منه ، وهذا بالطبع ينسحب على كلّ أُمّة ، وكلّ جيل وإلى الأبد.

رابعاً : والأهمّ من ذلك : أن يلمس هذا الإنسان عظمة الله سبحانه ، ويدرك بديع صنعه وعظيم قدرته ، من أجل أن يثق بنفسه ودينه ، ويطمئنّ إلى أنّه بإيمانه بالله إنّما يكون قد التجأ إلى ركنٍ وثيق ، لا يختار له إلّا الأصلح ، ولا يريد له إلّا الخير ، قادر على كلّ شيء ، ومحيط بكلّ الموجودات.

خامساً : إنّه يريد أن يتحدّى الأجيال الآتية ، ويُخبر عمّا سيؤول إليه البحث العلمي من التغلّب على المصاعب الكونية ، وغزو الفضاء ، فكان هذا الغزو بما له من طابع إعجازي خالدٍ ، هو الأسبق والأكثر غرابة وإبداعاً ، وليطمئنّ المؤمنون ، وليربط الله على قلوبهم

٣٧

ويزيدهم إيماناً (١).

كيفية رؤية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الإسراء والمعراج

س : هل إنّ ما رآه النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في الإسراء والمعراج كان برؤية قلبية فقط؟ أم أنّها كانت قلبية وبصرية أيضاً؟ أرجو الإجابة على سؤالي مدعماً بأقوال المعصومين عليهم‌السلام ، وغفر الله لكم ، وشكر مساعيكم في نشر العقيدة الحقّة.

ج : تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، والزيدية ، والمعتزلة : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أُسري يقظة بجسمه وروحه إلى بيت المقدس لقوله تعالى : إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ، وعُرج إلى السماوات لقوله تعالى : وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى.

ودلّت عليه الروايات المتواترة عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام والصحابة ، كابن عباس وابن مسعود ، وجابر وحذيفة وأنس ، وعائشة وأُمّ هاني.

وعليه تكون رؤية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في معراجه رؤية بصرية وقلبية للسماوات ، فرأى الأنبياء والعرش وسدرة المنتهى والجنّة والنار بعينه الشريفة ، ورأى جبرائيل على ما هو عليه ، من الهيئة التي خلقه الله تعالى عليها ، فعن الإمام الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (٢) قال : «رأى جبرائيل على ساقة الدرّ ...» (٣).

نعم رأى ربّه برؤية قلبية لا بصرية ، فعن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام : هل رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ربّه عزّ وجلّ؟

__________________

١ ـ الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم ٣ / ٣٤.

٢ ـ النجم : ١٨.

٣ ـ التوحيد : ١١٦.

٣٨

قال : «نعم ، أما سمعت الله يقول : مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ، لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد» (١).

ونذكر لكم روايتين تدلاّن على هذا المعتقد :

١ ـ عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال: «جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخذ واحد باللّجام ، وواحد بالركاب ، وسوّى الآخر عليه ثيابه ...» (٢).

٢ ـ عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «لمّا أُسري برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بيت المقدس ، حمله جبرائيل على البراق ، فأتيا بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء ، وصلّى بها ، وردّه ...» (٣).

__________________

١ ـ المصدر السابق.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣.

٣ ـ الأمالي للصدوق : ٥٣٣.

٣٩

الإمامة

* الإمامة بجعل من الله تعالى

* النصّ على الإمامة عند الشيعة

* اختيار شخص ما إماماً دون غيره لا ينافي العدالة الإلهية

الإمامة بجعل من الله تعالى

س : توضيح أنّ الإمامة جعل من الله تعالى.

ج : إنّ الشيعة الإمامية تعتقد بأنّ الإمامة ـ التي هي قيادة الأُمّة الإسلامية ـ منصب الهيّ ، وجعل من الله تعالى ، وأنّها حقّ من حقوق الله تعالى كالنبوّة.

فالمولى تعالى هو الذي ينصب من يكون إماماً للناس ، وهو الذي يختار هذا الإنسان ، ويجعله إماماً دون غيره.

ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :

١ ـ قوله تعالى : وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١).

٢ ـ قوله تعالى : وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٢).

٣ ـ قوله تعالى : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا (٣).

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ القصص : ٥.

٣ ـ الأنبياء : ٧٣.

٤٠