الله خالق الكون

الشيخ جعفر الهادي

الله خالق الكون

المؤلف:

الشيخ جعفر الهادي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مؤسسة سيّد الشهداء العلميّة
المطبعة: مطبعة سيد الشهداء عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٠

(علم الاجنة) وهو من اقطاب الفزيولوجيين والحفريين والبيولوجيين في كتابه المسمى (دحض المذهب الدارويني) قائلا :

أن الرأي القائل بأن النوع الانساني متولد من القردة هو بلاشك أدخل رأي في الجنون قاله رجل على تاريخ الإنسان ، ويستحيل أن يقوم دليل على هذا الرأي المضحك من جهة المكتشفات الحفرية (١).

٢ ـ وقال الأستاذ فیركو الالماني وهو من أعلام علم الانتروبولوجيا التاريخ الطبيعي للانسان) :

ان جميع الترقيات الحسية التي حدثت في دائرة علم الانتروبولوجيا السابقة على التاريخ تجعل القرابة المزعومة بين الانسان والقرد تبعد عن الاحتمال شيئا فشيئا فاذا درسنا الانسان الحفر في العهد الرابع وهو الذي يجب أن يكون الانسان فيه أقرب الی اسلافه نجد انسانة مشابهة لنا كل الشبه ، فان جماجم جميع الرجال الحفريين تثبت بطريقة لا تقبل المنازعة بأنهم كانوا يؤلفون مجتمعة محترمة للغاية وكان حجم الرأس فيهم على درجة يعتبر الكثير من معاصر ينا أنفسهم سعداء اذا كان لهم رأس مثله (٢).

٣ ـ كتب ایلي دوسيون من كبار علماء الفيزيولوجيا في كتابه (الله والعلم).

بعد أن قاوم المذهب الدارويني عشرين سنة تلك المكافحات الحقة التي قصده بها خصومه قضي عليه قضاء غريبة (٣).

هذه هي بعض نصوص العلماء الطبيعيين حول هذه الفرضية وللقارىء الكريم اذا أراد التوسع أن يراجع كتاب على اطلال المذهب المادي من صفحة ١٣ الى صفحة ١٨ ج ١.

__________________

(١) على اطلال المذهب المادي ج ١ ص ١٠٤.

(٢ و ٣) نفس المصدر ص ١٠٥.

٦٢١

٥ ـ الثار من محاكم التفتيش الكنسية

يعتبر سلوك أرباب الكنائس في الغرب مع كل من كان يعارض أفكارهم حتی الباطلة منها ـ من العوامل والدوافع القوية التي دفعت بعض المفكرين والعلماء والمثقفين نحو المادية.

فمحاكم التفتيش التي أقامها أرباب الكنيسة لمحاكمة كل من كان يخالف مايعتقدونه من آراء وأفكار ، وما اقترفته هذه المحاكم من جرائم بحق العلماء الطبيعيين الذين توصلوا الى بعض الحقائق في الطبيعة نتيجة التجارب ، والملاحظات العلمية ، كان لها أثر كبير في تخلي طائفة من هؤلاء العلماء عن الدين ، والاقبال على المادية.

بل قد أقدمت تلك المحاكم علی ابادة كل من ارتد عن المذهب الكاثوليكي الذي كان سائدة آنذاك في اوربا واعدامه حرقاً بالنار.

لقد تحولت هذه المحاكم من ملاحقة ومعاقبة المرتدين عن العقيدة الكاثوليكية الى ملاحقة ومعاقبة العلماء والمفكرين ، وكل من ينقد أويشك في صحة ما ذكره القدامی من آراء في الكون والطبيعة ، بحجة أنها حركة موجهة ضد الكنيسة وكتبها.

ويقدر أحد الكتاب النصارى ان عدد من عاقبتهم هذه المحاكم يبلغ ثلثمائة ألف ، احرق منهم اثنان وثلاثون ألفا أحياء كان منهم العالم الطبيعي المعروف «برونو»الذي نقمت منه الكنيسة وحكمت عليه بالقتل واقترحت بأن لاتراق قطرة من دمه وكان ذلك يعني أن يحرق حيا وكذلك كان (١).

__________________

(١) ماذا خسر العالم بانحلال المسلمين ص ١٤.

٦٢٢

ان التاريخ يتذكر كيف أن «برونو» (١) الذي نهض لاحياء نظرية «فيثاغورث» حول حركة الأرض والسيارات في مواجهة نظرية «بطلمیوس» تعرض لملاحقة محاكم التفتيش الكنيسة واتهم بالزندقة ، وقتل حرق بالنار.

كما ان التاريخ يتذكر أن «غاليلو الذي أيد نظرية «كوبر نيك» في دوران الأرض حول الشمس حوكم من قبل هذه المحاكم الكنسية وأرغم علی تيدها (٢) ويتذكر كيف ان رجاليلو» عندما نشر نتائج تحقيقاته الفلكية واستطاع يفضل منظاره الفلكي الذي صنعه لأول مرة أن يكتشف أن الطريق اللبنية أو (درب التبانة) بها عدد لا يحصى من النجوم ، واكتشف أربعة أقمار للمشتري ويذلك أبطل ما ذهبت اليه نظرية وبطلمیوس» الفلكية من حصر الكواكب في سبعة ، كيف أثار بذلك غضب الكنيسة وسخطها لانها كانت تعتقد بنظرية بطلمیوس ، وتصر على أن رقم الكواكب لا يتجاوز السبع ، وان هذا الرقم شيء يجب أن يبقى محفوظ لا يتغير ، ولذلك يكون عدد الشموع المستخدمة في الكنيسة سيعا ، والثقوب الموجودة في رأس الاتسان سبعة وعدد الفلزات لا يتجاوز سبعاً.

ولهذا اعتبرت نظرية «جاليلو» التي تقول بأن عدد النجوم والرقم يفوق الرقم سبعة ، وكذا نظريته حول دوران الأرض مخالفة صريحة لمعتقدات الكنيسة ، ولهذا تعرض «جاليلو ، للاعتراضات الشديدة الكثيرة ، وحوكم وأجبر على أن يعلن عن توبته عن آرائه.

__________________

(١) فيلسوف ايطالي اسمه الكامل چردانو برونو (١٥٤٨ ـ ١٦٠٠ م) اتهم بالزندقة واحرق بالبندقية (راجع الموسوعة العربية الميسرة ص ٢٦٣).

(٢) جاليلو (١٥٦٤ ـ ١٦٤٢) عالم ايطالي اشتغل بالفلك والرياضة والطبيعة (راجع الموسوعة العربية الميسرة ص ٥٩٧).

٦٢٣

لقد تطورت «محاكم التفتيش» الكنسية الى جهاز جهنمي للوقوف في وجه التقدم العلمي ، والی شكل من أشكال الرقابة على الفكر مستخدمة في هذا السبيل أعنف الوسائل ، ومستعملة أقسى الاساليب الامر الذي أوجدفي نفوس الأغلبية الساحقة من العلماء والمفكرين ، وغيرهم ، كراهية شديدة تجاه التعاليم الكنيسة التي كانت أكثرها تخالف بديهيات العقل ومسلمات الفطرة ، وبالتالي تجاه الدين المسيحي نفسه لأن أرباب الكنيسة صبغوا آراءهم الخرافية بصبغة دينية ، وعذوها من تعاليم الدين وأصوله التي يجب الاعتقاد بها ، ونبذ كل ما روارضيها (١).

ولهذا عندما أخذت سلطة هذه المحاكم في التقلص والتضاؤل ، وفقد «البابا» قوته وسلطانه انطلق الناس نحو المادية والاتحاد انتقاماً من الكنيسة ، كردة فعل لممارسات ومضايقات محاكم التفتيش وضغوطها وجرائمها بحق الناس الأبرياء والعلماء خاصة ، وذلك تحت غطاء الدفاع عن الله والدين وعلی أبني القساوسة ، والرهبان ، والبابوات.

لاشك ان لمثل هذه الممارسات اللاانسانية ومثل هذه الرقابة على الفكر والحيلولة دون الرقي والتقدم العلمي أثر سلبية وسيا في التقوس المتعطشة الى التقدم ، المتطلعة الى التجديد.

أنها توحي بمعارضة التين العلم بل كان شعار فصل الدين عن العلم هو الشعار الذي رفعته الكنيسة ، وطلبت من الناس الايمان الأعمى بكل مايلقى اليهم

فقد جاء في ما يسمى بالتوراة ، الاصحاح الثاني المقطع ١٥ : «وأخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها وأوصى الرب الإله آدم قائلا : من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل

__________________

(١) راجع المزيد «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» للندوى.

٦٢٤

منها» فكيف يمكن أن يسكت عليها أو يرضى بها العلماء والمفكرون؟

ولهذا السبب مضى بعض العلماء في الغرب يلهبون مشاعر العداء لدى الناس الذين قلما سلموا من مخالب هذه المحاكم ، وراحوا يثيرونها ضد الكنيسة وأصحابها فكان ذلك العصيان الكبير والتمرد الشامل ضد الدين وما يرتبط به من تعاليم وأجهزة ومؤسسات. فلم تكن الكنائس وأربابها هم الذين وحدهم عرضة لنقد الناقدین ، واستهزاء المستهزئين ، وعداء الجماهير ، بل تعرضت المسيحية نفسها ـ باعتبارها تمثل العقائد الدينية التي باسمها قتل من قتل واحرق من احرق ـ لذلك النقد والاستهزاء والعداء.

ولكن لم يمض وقت طويل حتی عادت تلك المجتمعات ـ وبعد تلك الثورة العاصفة التي شملت الصحيح وغير الصحيح ، والعصيان الغاضب على الكنيسة وأربابها وتعاليمها ـ عادت الى رشدها ، وبدأت عملية الفرز بين ماهو الصحيح من العقائد الدينية وما يرتبط بها من ثقافة وعلم وأخلاق وآداب ، وما هو غير صحيح من آراء ودسائس رجال الكهنوت المسيحي ، وممارساتهم المنحرفة ومواقفهم الباطلة من العلم والمعرفة ، فاذا بالعلماء والمفكرين يعودون الى حلية الأيمان ، والاعتقاد بالمفاهيم الفلسفية الصحيحة في ضوء ما اكتشفوه من قوانین ونوامیس وأنظمة وحقائق في الكون الفسيح ونظامه البديع ، وقد أعلنوا ذلك كله في ما كتبوه ونشروه من مقالات وكتب (١).

والعجيب أن بعض الشباب المنخدعين ببعض الكتابات المترجمة تصوروا ان مطلق الأديان تعارض العلم ولم يعرفوا ان الذي يعارض العلم والمعرفة انما

__________________

(١) ولعل أفضل ما في هذا المجال هو كتاب الله يتجلى في عصر العلم الذي يحتوي على ما يقرب من ثلاثين مقالا حول وجود الله وبعض صفاته بقلم علماء واختصاصيين في مختلف العلوم الطبيعية.

٦٢٥

هو دين الكنائس ، أي ما اخترعته الكنائس وأضافه أربابها الى التعاليم السماوية من آراء جاهلة ، وأفكار باطلة يجل عنها دين السيد المسيح ، ودين النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله القائمين على المعرفة والعلم.

ان القرآن الكريم يزخر بالآيات التي تحث على العلم ، وتحصيله ، والتي ترفع من شأن العالم وتبرز أهميته ببيان لم يسبق له نظير ، واليك نماذج من هذه الايات :

١ ـ (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبؤني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. قالوا : سبحانك لا علم انا الا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال : یا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم ، قال : ألم أقل لكم اني أعلم غیب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) (البقرة ـ ٣١ ـ ٣٤) (١).

٢ ـ (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم) (آل عمران ـ ١٨).

٣ ـ (وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به)(الحج ـ ٥٤).

٤ ـ (بار يرفع الله الذين آمنوا منكم واوتو العلم درجات) (المجادلة ١١).

__________________

(١) قارن هذا بالنص السابق المنقول عن التوراة.

٦٢٦

إلى غير ذلك من الآيات التي تدعو إلى العلم والمعرفة والايمان على أساسها.

وكذا الايات الداعية الى النظر والتدبر في الآيات الكونية الا نفسية والا فاقية للوصول عن طريقها إلى الإيمان بوجود الله.

وأما الأحاديث الواردة حول العلم وتحصيله بأنواعه فأكثر من أن تحصى (١).

ثم ان الحضارة الاسلامية ، وما اتخذه قادة الاسلام من موقف عملياً من العلوم أفضل شاهد على مدى التقاء العلم والدين في الفكر والنظام الاسلامي.

٦ ـ احلال التجربة مكان الاستدلال العقلي

لقد كان من جملة معطيات التحول العلمي الذي تحقق في الغرب هو التركيز البالغ على دور «التجربة» واهمال دور الاستدلال العقلي الى درجة القول بأن الأشياء إما أن تخضع للتجربة ، واما انها غير موجودة مطلقة ، أوانه لا يمكن الحكم فيه بشيء على الاقل.

وظهور مثل هذا الموقف أدى الى رفض كل الحقائق الغيبية التي تشكل عمدة المعارف الدينية بحجة انها لا تخضع للتجربة ، ولا يمكن الوقوف عليها تحت المجهر أو مبضع التشريح.

ان التجربة ـ ولاشك ـ هي احدى أفضل الطرق لاكتشاف الحقائق والمجهولات والوصول الى المعارف اليقينية بدليل انها عندما كانت مهملة في اوربا ، وكان العلماء يكتفون بمطالعة ما كتبه العلماء والفلاسفة القدامي ويكتفون بالنقد والمناقشة العقلية فحسب كانت اوربا تغرق في جمود علمي كبير ، ولكن منذ ان اعطيت التجربة العلمية بعض الاهتمام تقدمت العلوم

__________________

(١) راجع كتاب العقل والجهل ، وكتاب فضل العلم في الجزء الأول من اصول الكافي.

٦٢٧

واكتشف الكثير من الحقائق ، وتغير الكثير من المعارف.

وقد أولى المسلمون ـ قبل أن يقف الغرب على أهمية التجربة ـ هذه الوسيلة اهتماما كبيرا وأخذوا بها ، ونبغ فيهم من توصلوا بسببها الى حقائق علمية جمة مثل : جابر بن حیان ، وابن سينا ، والرازي وغيرهم وذلك انطلاقة من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي يؤكد على النظر والمشاهدة في الايات بل وتؤكد على أهمية التجربة بالذات ، وبصراحة ، كما نلاحظ ذلك في النصوص الاسلامية : قال تعالى : (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) (یونس ـ ١١)

وقال : (قل سيروا في الارض وانظروا كيف بدأ الخلق) (العنكبوت ـ ٢).

وقال : (وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها الحمار)(البقرة ـ ٢٥)

وقال : (فانظر الى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها)(الروم ـ ٥).

وغيرها من الايات التي تستعرض الحقائق الطبيعية وتدعو الانسان الی أن ينظر اليها ويفكر فيها بشكل وآخر ولاشك أن المطلوب ليس هو النظر السطحى العابرانماهو استكناه الحقائق الذي لا يتحقق الا بالتجربة والاختبار ، والانطلاق من ذلك الى معرفة العوالم الغيبية ، والايمان بها.

ويؤيد ذلك أن قادة الاسلام صرحوا بلفظ التجربة ودعوا اليها بصراحة لا لبس فيها. يقول الامام علي عليه السلام.

١ ـ «في التجارب علم مستأنف [أو مستفاد] (١).

__________________

(١) تحف العقول ص ٦ من خطبة الوسيلة.

٦٢٨

٢ ـ (العقل عقلان : عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدي إلى المنفعة» (١).

٣ ـ «رأي الرجل على قدر تجربته» (٢).

٤ ـ «لولا التجارب عميت المذاهب» (٣).

٥ ـ «العقل غريزة يزيد بالعلم والتجارب» (٤).

وغيرها من النصوص الكثيرة جدا.

الا ان الحس والتجربة ليست هي الأداة الوحيدة بل هي أحدى الأدوات الموصلة إلى المعرفة فهناك وسيلة العقل والتعقل والاستدلال العقلي ، وقد بحث المفكرون عن قيمة كل واحد منهما في بحوث «نظرية المعرفة».

بيد ان علينا ـ هنا ـ أن نعرف مورد كل واحد منهما فان أدوات المعرفة هذه تختلف حسب اختلاف المجالات المتنوعة.

فالعلوم الطبيعية هي علوم تجريبية يقف الانسان على حقائقها عن طريق الحس والتجربة والاختبار.

أما المسائل العقلية المحضة التي هي الفلسفة الحقيقية فلاتستنبط الا من طريق العقل والاستدلال العقلي ، فلكل من هذه الأدوات مجاله ولكل حظه الذي لا يمكن تجاهله أو تغييره.

فاذا أردنا أن نستنبط «قانوناً طبيعياً» كالجاذبية أو «عنصراً مادياً» من العناصر يجب علينا أن نستعين بأداة الحس والتجربة ، لأن محاولة الوقوف

__________________ـ

(١) بحار الانوار.

(٢) غرر الحكم ـ الفهرس الموضوعي.

(٣) غرر الحكم.

(٤) غرر الحكم.

٦٢٩

عليهما عن طريق التفكير المحض والاستدلال العقلي البحت لايؤدي بنا الى شيء ولايزيدنا الا بعدا لانها ليست أداة مناسبة لهذا المورد.

كما ان اثبات «قانون فلسفي كلي» عن طريق التجربة الحسية مثل القول بأن لكل معلول علة أو بطلان الدور والتسلسل غیر ممكن فان الوصول اليها عن طريق الحس محاولة للوصول إلى الشيء من غير طريقه ، اذ المجال هنا هو مجال التعقل والاستدلال العقلي لا المشاهدة الحسية ، والتجربة المختبرية.

هذا هو ما يمكن بيانه ـ باختصار ـ في هذا المقام وأما التفصيل فمتروك البحوث «نظرية المعرفة» التي تعرضت لذكر أدوات المعرفة ، وقيمة ، ومجال كل واحدة منها باسهاب.

غير أن التحول العلمي الذي وقع في الغرب قد أحل التجربة محل العقل وأقامها في جميع المجالات العلمية التجريبية والفلسفية على السواء ، وأعطاها كل القيمة بلا استثناء ، وأنكر أن يملك الانسان حقائق وراء عالم التجربة ، ولم يكن ذلك الا ردة فعل على السنة السائدة ـ قبل ذلك ـ في اوربا حيث كانوا ـ كما ذكرنا ـ يكتفون بمطالعة الكتب الفلسفية للفلاسفة الأغريقيين ، دون أن يقوموا بتجربة ما فيها من أفكار وآراء علمية ، ولذلك تجمدت الحركة العلمية ولم تتوصل اوربا الى أية انجازات تذكر في مجال العلوم ، فان استخدام أداة العقل في الظواهر الطبيعية التي من شأنها أن تعامل بالتجربة لا يثمر الا الخيال ، بخلاف ما اذا استخدمت فيها أداة الحس والتجربة فانها تزيد الانسان معرفة حقيقية بما في هذا المجال من الحقائق وتعينه على فتح آفاق جديدة واكتشاف امور واقعية.

ولكن ما أن تحول الغرب عن هذه السنة وتوجه إلى أداة التجربة والحس حتی وقف على الحقائق وتبين له بطلان بعض ما جاء في كتب الاقدمين ، واذا

٦٣٠

به يفرط في هذا الجانب افراطة غريبة كانت نتيجته تحكيم «التجربة» حتى في المجالات العقلية الفلسفية كما كان نتيجة التفريط تحكيم «العقل» المحسض حتى في مجال العلوم الطبيعية والتجربية.

لاجل هذا قطع بعض العلماء الطبيعيين في الغرب على أنفسهم أن لا يقبلوا شيئا الا اذا اثبتته التجربة الحسية ، بأن يروه في المختبرات ، تحت المجهر والميكرسكوب ، أو تحت مبضع التشريح!!!

ولكنهم غفلوا عن أن الذي يقع في نطاق الحس والتجربة الحسية انتما هو «المادة» وآثارها ، وأما الموجود غير المادي فلا يقع في اطارها ونطاقها ، ولا يخضع للمشاهدة الحسية ، ولو خضع للتجربة والمشاهدة لكان غير ذلك.

اجل كان هذا هو احد الدوافع للاعراض عن المفاهيم الدينية والقضايا الغيبية ، والاقبال على المادية.

ثم ان هناك عاملا آخر لاتخاذ هذا الموقف السلبي الرافض من المعارف الفلسفية الالهية وهو أن كل من توغل في علم ، وصرف حياته فيه صبغ ذلك العلم شخصيته الفكرية والنفسية بصبغته بحيث لم يعد ينظر الى الاشياء الا من زاوية ذلك العلم الذي اشرب به وجوده ، وبحيث يعتبر ذلك العلم محوراً لتقييم كل ما يحيط به من الامور.

وبعبارة أخرى : أن الذمن الانساني قد يصبح بسبب التركيز على علم أو شيء معين ذا بعد واحد ، فلايرى الاشياء الا من خلال ذلك البعد ، ولا يفسر الأمور الا من خلال ذلك المنظار.

فمن شغلت المسألة الاقتصادية فكره وعقله نظر الى جميع الأشياء من زاوية اقتصادية ، وفسر جميع الاحداث تفسيراً اقتصادياً.

ومن شغلت السياسة فكر هو نفسه نظر إلى جميع الحوادث من هذه الزاوية

٦٣١

وفسر جميع الظواهر تفسيراً سياسياً.

وهذا هو ما وقع فيه بعض الغربيين ، فهم بعد أن أسرتهم المادية ، وتحققت على ايديهم بعض الكشوف الطبيعية تحولت رؤيتهم الى رؤية مادية محضة فأصبحوا يفسرون كل شيء بتفسير مادي محض ، ويرفضون كل مالا يدخل ضمن هذا النطاق.

ومن هنا جاء رفضهم للامور والقضايا الدينية في مجال المعتقدات لانها لا تدخل في نطاق المادة والأمور المادية ، ولا سبيل اليها بالوسائل المادية.

يبقى ان نعرف انهم في تركيزهم على دور التجربة والحس واعتبارها الأداة الوحيدة لاكتشاف الحقائق وتقييمها غفلوا عن ناحية مهمة جدا وهي أن

جميع القوانين والعلوم الطبيعية المكتشفة لم يكن من الممكن الوقوف عليها الا بمعونة اصول عقلية ثابتة في الفلسفة بحيث لولا انضمامها إلى اداة التجربة لما كانت لاكتشافاتهم أية نتائج ، واليك بيان ذلك.

الاستدلال العقلي يعضد التجربة :

لقد ثبت في «نظرية المعرفة» أن التجربة وحدها لا يمكن أن تؤدي الى اكتشاف قانون «كلي» يعتمد عليه من دون أن تنضم اليه قاعدة عقلية فلسفية.

وبكلمة واحدة : أن العملية التجريبية ـ من حيث نشعر أو لا تشعر ـ تحتوي على اقيسة منطقية وقضايا أولية عقلية.

فعندما تثبت التجربة ان الحديد يتمدد بالحرارة أي أن العالم الطبيعي يكرر التجربة على قطع حديدية اخرى في مناطق مختلفة يقف على أن العامل الوحيد للتمدد هو الحرارة وطبيعة الحديد فان هذا هو آخر ما يمكن أن يحصل عليه العالم من التجربة ، اما تعدي مه لقانون «التمدد بسبب الحرارة ، في كل

٦٣٢

قطع الحديد غير المجربة ، الموجودة في الأزمنة السابقة والحاضرة واللاحقة فيتوصل اليها بتوسيط قاعدة عقلية مسلمة وهي «حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد».

يعني اذا كانت طبيعة الأفراد متساوية ومتماثلة من جميع الجهات فلابد من ثبوت الحكم (الثابت للفرد) في جميع الأفراد لافي بعض دون بعض اذليس ثبوته في بعض دون بعض الا ترجيحاً بلا مرجح وهو بمنزلة ظهور معلول بلا علة ، لأن العلة للتمدد اما ذات الحرارة والحديدية فهي موجودة في جميع الأفراد فيجب أن يشملها الحكم.

واما ان تكون العلة غير ذلك ، فهو خلاف الفرض ، لان المفروض هو ان التجارب المتكررة اثبتت ان العلة الواقعية للتمدد لیست الا النار والحديدية.

وهذا هو ما يعنيه علماء المعرفة من قولهم : «في جنب كل تجربة حكم عقلی» وانه لا يمكن اسراء نتيجة التجربة الا بمقدمة عقلية.

بل وهذا هو الذي يجعل كل نتائج التجربة اموراً يقينية لا خيالية.

ونعود لنقول : أن علماء الطبيعة المسلمين كانوا يختلفون عن الغربيين والاغريقيين معا فقد كانت وسيلتهم المستخدمة في تحقيق العلوم الطبيعية هي «التجربة» على خلاف الاغريق ، ووسيلتهم في تحقيق العلوم العقلية والفلسفية هو «العقل» على خلاف الغربيين.

وبهذا حقق المسلمون في مجال العلوم الطبيعية انجازات عظيمة وهائلة ، وان كانت قليلة بالنسبة الى المجالات الاخرى لشدة اقبالهم على المعارف الالهية دون العلوم الطبيعية.

فها هو ابن سينا يصرح بأنه كان يستخدم التجربة في مجال العلوم :

ففي مجال الطب النفسي بعد أن يذكر ـ في قانونه ـ مسألة طبية يقول :

٦٣٣

«فانا قد جرّ بنا هذا ، واستخرجنا به ما كان من الوقوف عليه منفعة» (١).

وفي مجال علم الحيوان بعد أن يذكر مسألة في هذا الميدان يقول : «انه قد جرب وعرف» (٢).

وفي مجال قضايا الفلك والفضاء بعد أن يذكر تجربته يقول : «وقد تواترت مني هذه التجربة بعد ذلك مراراً» (٣).

وتذكر المستشرقة الالمانية زيغريد هونكه نماذج من تجارب المسلمين في المجالات العلمية المتنوعة منها قولها :

وكان ابن الهيثم أول من أجرى تجارب بواسطة نوع من «الالة ـ الثقب» التي هي في الواقع صورة اولى وابتداء لالة التصوير فيما بعد والتي برهنت اله تمدد اشعة الضوء بخط مستقیم.

٧ ـ انتشار الفساد الأخلاقي

صحب التحول العلمي في الغرب والذي وفر الكثير من وسائل العيش والترفيه ، فساد عريض وانحطاط غريب في الأخلاق والسلوك ، لان ما حدث في الغرب من ثورة صناعية وعلمية لم ترافقها قيادة حكيمة وصالحة توجه المجتمع الى حسن استخدام معطيات ذلك التحول العلمي الصناعي الهائل.

ولذلك استخدمت تلك المعطيات في سبيل اللذة والهوى ، وترتب على ذلك أن انطلق الناس في شهواتهم بلا حدود ومضوا يمارسون أبشع أنواع السلوك.

آن معطيات الحضارة الصناعية وخاصة فيما يتعلق بوسائل الترفيه كالسينما

__________________

(١) الشفاه ـ قسم الطبیعیات ص ٤١٤.

(٢) الشفاه ـ قسم الطبيعيات ص ٢٦٦.

(٣) القانون طبعة بولاق ج ٣ ص ٧١ ـ ٧٢.

٦٣٤

والراديو وغيرهما من وسائل الاتصال والاعلام سيف ذو حدين ، أن أحسن المرء استخدامها أنت بأفضل النتائج.

ولكن ماحدث في الغرب ـ ابان ظهور هذه الأجهزة وبسبب غياب التوجيه السليم والقيادة الصالحة ـ كان هو العكس ، فقد استخدم الناس هذه الاجهزة والوسائل أسوء استخدام ، وخاصة عندما أخذت تدر على أصحابها بالارباح الطائلة فراحوا يقدمون من خلال كل ما يدر عليهم الارباح اكثر فأكثر حتى لوكان ذلك على حساب القيم الأخلاقية والفضائل الانسانية.

ومن هنا سقط المجتمع الغربي سقوط أخلاقية غريبة وأصبح تحت تأثیر الاباحية التي اجتاحت الغرب وشملت كل طبقات المجتمع هناك أسير الغرائز الملتهبة الرخيصة الا النادر الذي لا يذكر.

ولما كانت المفاهيم الروحية والمعتقدات الدينية لا تنمو الا في أجواء مساعدة كما لا تنمو البذور الا في أرضية صالحة لم تستطع هذه المعتقدات والمفاهيم الدينية من الاستمرار والبقاء في ذلك المجتمع الفاسد.

التلازم بين المادتين : الأخلاقية والفكرية :

فالمادية الأخلاقية جرت الغرب الى المادية الفكرية ودفعه الانحطاط الاخلاقي إلى أن يتنكر للمعتقدات الدينية الايمان بالله ، والاخرة والحساب والعقاب بعد أن غرق الى قمة رأسه في الشهوات والمجون ، وصارت همته اشباع بطنه ، واطفاء غريزته ، وبعد أن أنحصرت وظائف الكنيسة ودورها في اجراء بعض المراسيم الجوفاء للموتى أو المواليد والقيام ببعض شؤون الأحوال الشخصية مثل الزواج وما شابه ذاك ، لا التوجه للمجتمع والنظارة على ما يجري في الساحة الاجتماعية ومراقبة التحول العلمي والصناعي ونتائجه

٦٣٥

ومكافحة آثاره السلبية.

لقد كان من المستحيل الفصل والتفكيك بين طريقة السلوك وطريقة التفكير الان بين العمل والفكر رابطة العلية والمعلولية فما يفكر به المرء ينعكس على عمله ومايعمله ويصر عليه يؤثر في فكره.

صحيح أن من الأفكار مالا تأثير له على السلوك المعلومات الرياضية والجغرافية مثلا بيد أن هناك من الافكار ما تستحوذ على وجود الإنسان بأسره ، وتصبغ سلو كه وتحدد اتجاهه في الحياة وذلك مثل معرفة الله والايمان بوجوده فان هذه المعرفة ليست مجرد أفكار خاوية معزولة عن واقع الحياة لاشأن لها بالسلوك ولا تأثير لها في الأخلاق والعمل ، بل هي معرفة تجر وراءها أفكارة ومعارف اخرى تؤدي بالانسان الى اتخاذ موقف معين في الحياة.

فمن يعتقد بوجود الله تعالی سیجره هذا الاعتقاد حتما الى الاعتقاد بأنه سبحانه خالق حكیم وقادر عليم خلق الحياة والكون لهدف ، وأوجد الانسان الغاية وحكمة ، فلابد انه طلب منه شيئا وأراد منه تكاليف وهكذا في ضوء هذه الأفكار المتلاحقة المترابطة ينتهي المرء الى أن يغير اسلوبه في الحياة وينحو منحى يناسب تلك المعارف وتمليه عليه تلك الأفكار وهكذا الحال في العمل فانه يعمق هذا الايمان ويزيد من قوته في النفس فاذا ترك الانسان العمل بمقتضی ایمانه ، ضمر ذلك الايمان في وجوده ، واختفى شيئا فشيئا.

وقد أشار القرآن الكريم الى هذه العلاقة بين الايمان والعمل حيث قال سبحانه : (واليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (١ فاطر).

وليس المقصود من الكلم الطيب هو كلمة لااله الا الله بماهي ألفاظ وحروف بل المراد هو الاعتقاد القلبي والايمان الواقعي في قلب الموحد الذي تناط به سعادة الانسان وليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها القرآن لفظة

٦٣٦

الكلم والكلمة للايمانا لقلبي والعقيدة التوحيدية فان لذلك نظير كقوله سبحانه : (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) (ابراهیم ـ ٢٥). كما أن المراد من الصعود هو تقريب الموحد بهذه العقيدة من الله سبحانه قربا معنويا لامكانيا.

ثم أن القرآن أشار الى أن العمل الصالح الذي هو ثمرة هذا الاعتقاد يوجب رسوخ هذه العقيدة في القلب والتصعيد من قوتها في قرارة الضمير وهذا هو ما عبر عنه بقوله سبحانه : (والعمل الصالح يرفعه) أي أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب الذي هو الايمان والعقيدة التوحيدية.

ان وزان «العقيدة والعمل الصالح) وزان الجذور والسيقان في الشجرة فكما أن تقوية الجذور مؤثرة في قرة السيقان وكمال الشجرة وجودة ثمرتها فكذلك تهذيب السيقان ورعايتها بقطع الزوائد عنها وتشذيبها وتعرضها لنور الشمس مؤثرة في قوة الجذورة. أنها علاقة تبادلية بين العمل والعقيدة كالعلاقة التبادلية بين الجذور والسيقان.

أجل ذلك هو الحال بالنسبة إلى تأثير الإيمان في العمل وهكذا الحال بالنسبة إلى تأثير العمل في الاعتقاد فان الذي ينطلق في ميدان الشهوة بلاقيد ويمضي في اشباع غرائزه الى أبعد الحدود يستحيل عليه أن يبقى محافظة على أفكاره واعتقاداته الدينية وقيمه الروحية.

انه كلما ازاد توغلا في المفاسد ازداد بعدا عن قيم الدين لانها تمنعه عن المضي في سبيله والتمادي في عصيانه ، وهكذا يتحرر عن تلك المعتقدات شیئا فشيئا وينسلخ منها ، وينبذها وراءه ظهرية.

وقد أشارت النصوص الدينية إلى هذه الحقيقة أيضا حيث قال سبحانه :

٦٣٧

(ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأي أن كذبوا بآيات الله) (الروم ـ ١).

وبهذا يعتبر الفصل بين العمل والفكر ، بین العقيدة والسلوك نظرية خاطئة ناشئة من الغفلة عن التأثير المتقابل بين هذين البعدين.

ولهذا يسعى المستعمرون دائما إلى افساد الاجواء الاجتماعية بهدف افساد الأخلاق والسلوك تمهيدا لتغيير الأفكار والقضاء على المعتقدات.

وصفوة القول : أن الغرب بسبب ما حصل عليه من تقدم في وسائل العيش والترفيه اصيب ـ بسوء استخدامه لها ـ بسقوط أخلاقي وفساد كبير دفعته الى تجاهل المعتقدات الدينية والتنكر لها ونبذها ، وبذلك كان شيوع الفساد الاخلاقي أحد العوامل الاعراض عن الدين ، والاقبال على الالحاد والمادية ، الفكرية الاعتقادية.

٦٣٨

أهم المصادر بعد القرآن الكريم (١)

الكتاب                       المؤلف

١ ـ الاحتجاج                أحمد بن علي بن ابي طالب الطبرسي من علماء القرن السادس الهجري

٢ ـ الأسفار الأربعة الحكيم صدر الدين الشيرازي المتوفى عام ١٥ هـ

٣ ـ الاسلام في عصر العلم             محمد فريد وجدي المصري

٤ ـ الاشارات والتنبيهات               الحكيم حسين بن عبدالله بن سينا المتوفى عام ٤٢٧ هـ

٥ ـ اصول الفلسفة            العلامة محمد حسين الطباطبائي المتوفى عام ١٤٠٢ ترجمة الاستاذ جعفر السبحاني

٦ ـ اصول الكافي             محمد بن يعقوب الكليني المتوفى عام ٣٢٨ هـ

٧ ـ أقرب الموارد               سعيد الخوري الشرتوني

٨ ـ الله يتجلى في عصر العلم                    مقالات بقلم ثلاثين من العلماء المختصين

٩ ـ الانسان ذلك المجهول              الكسیس كاريل

١ ـ بحار الانوار             المحدث محمد باقر المجلسي (العلامة) المتوفى عام ١١١ هـ

١١ ـ البرافدا                  صحيفة سوفيتية رسمية

١٢ ـ البرهان في تفسير القرآن                   السيد هاشم البحراني المتوفى عام ١١٧ هـ

١٣ ـ البلوغ                            موریس دبس

١٤ ـ التاج الجامع للاصول             الشيخ منصور علي ناصف المصري

١٥ ـ تاریخ علم الكلام                شبلي نعمان

__________________

(١) قد راجعنا في تأليف هذا الكتاب عشرات الكتب الفلسفية والكلامية والنفسية والاجتماعية وغيرها من الكتب المؤلفة بيد أمهر الاساتذة في تلك الفنون غير اننا أتیا هنا بأهم المصادر التي نقلنا نصوصهم في هذا الكتاب.

٦٣٩

١٦ ـ تاريخ الفلسفة الحديثة            يوسف كرم

١٧ ـ تجرید الاعتقاد الحكیم محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي المتوفى عام ٦٧٢ هـ

١٨ ـ تحف العقول            علي بن حسن بن شعبة من أعلام القرن الرابع

١٩ ـ تطور الفلسفة في اوربا            الفروغي

٢ ـ التكامل في الاسلام              أحمد أمين (العراقي)

٢١ ـ التوحيد       محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق المتوفى عام ٣٨١ هـ

٢٢ ـ توحيد المفضل          أمالي الامام الصادق (ع) علي المفضل بن عمر الجعفي

٢٣ ـ حول التناقض                    ماوتسي تونغ

٢٤ ـ دائرة معارف القرن العشرين                محمد فريد وجدي المصري

٢٥ ـ الدعاء                  الكسیس كاریل

٢٦ ـ شرح الاشارات         المتكلم محمد بن عمر الرازي المتوفى عام ٦٠٦ هـ

٢٧ ـ شرح الاشارات                   الحكيم المحقق نصیر الدين الطوسي

٢٨ ـ شرح المنظومة           الحكيم الشيخ هادي السبزواري

٢ ـ الشفاء (الطبيعيات والالهيات)             الحكيم ابن سینا

٣ ـ الصحيفة السجادية              أدعية الامام زین العابدین علي بن الحسين

٣١ ـ العالم كما أراه           آینشتاین

٣٢ ـ علم النفس لدى يونج           فريد افورد هام

٣٣ ـ العلم يدعو للايمان               كریسی موریسن

٣٤ ـ على اطلال المذهب المادي                محمد فريد وجدي المصري

٣٥ ـ غرر الحكم ودرر الكلم كلمات الامام علي (ع) جمع الامدي التميمي المتوفى عام ٥١٠ هـ

٣٦ ـ فرويد والفرويدية                 فليسين شاله

٣٧ ـ فلسفة التاريخ                    امري انف

٣٨ ـ فلسفتنا                           المفكر الاسلامي الشهيد محمد باقر الصدر

٣ ـ الفلسفة اليونانية                 البير ريفو ترجمة عبد الحمید

٤٠ ـ القاموس المحيط الاديب محمد بن يعقوب الفيروز آبادي المتوفى عام ٨١٦ هـ

٤١ ـ القانون                 الحكيم ابن سينا

٤٢ ـ قصة الحضارة           ویل دورانت

٤٣ ـ كارل ماركس            منشورات روسية

٤٤ ـ الكشاف               محمود بن عمر الزمخشري المتوفى عام ٥٣٨ هـ

٤٥ ـ كمسمل قیرقیزي                 منشورات روسية

٤٦ ـ كمسهل موسكو                 منشورات روسية

٤٧ ـ لماذا لست مسيحياً؟             براتراند راسل

٤٨ ـ المادية الديالكتيكية              جماعة من كبار الكتاب السوفييت

٤٩ ـ المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية                 ستالین ترجمة خالد بكداش

٥٠ ـ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين                  أبو الحسن الندوي

٥١ ـ مباهج الفلسفة                   ویل دورانت

٥٢ ـ مجمع البيان             المفسر فضل بن حسن الطبرسي المتوفى عام ٥٤٨ هـ

٥٣ ـ مسند أحمد             الإمام أحمد بن حنبل المتوفى عام ٢٤١ هـ

٥٤ ـ المعجزة الخالدة                    السيد هبة الدين الشهرستاني

٥٥ ـ مناهل القرآن           محمد عبد العظیم الزرقاني المصري

٥٦ ـ الملل والنحل            محمد بن عبدالكريم الشهرستاني المتوفى عام ٥٤٨ هـ

٥٧ ـ الموسوعة العربية الميسرة           لجنة من الاساتذة والمفكرين برئاسة محمد شفیق غربال

٥٨ ـ الميتافيزيقيا              فليسين شاله

٥ ـ الميزان في تفسير القرآن           المفسر العلامة الطباطبائي

٦ ـ النظام الشيوعي       

٦١ ـ النهاية                            المبارك بن محمد الجزري (ابن الأثير) المتوفى عام ٦٠٦ هـ

٦٢ ـ نهاية الحكمة                     العلامة الطباطبائي

٦٣ ـ نهج البلاغة                      المختار من كلام الامام علي (ع) جمع الشريف الرضي المتوفى عام ٤٠٦ هـ

٦٤ ـ هجرة الافكار                             ت. شفيق أسعد

٦٤٠