ديواني

المؤلف:

صالح الظالمي


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: المكتبة الأدبيّة المختصّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٦

كنت كالوابل المطلِّ على الساح

وقد روّع الزروعَ المحمول

وعرفت الحسينَ كنزَ هباتٍ

يتعرّى من صحوها المجهول

وعرفت الحسين محضَ فداءٍ

بين جنبيه حيدرٌ والرسول

وعرفت الحسين ثورةَ حقٍّ

كلّ آفاقها عطاءٌ جزيل

وإذا غامت الحياة وصار الـ

دين لغواً .. فوحده المسؤول

* * * *

٢٠١

هاك دمعي أبا عليٍّ بشكواي

فقد شوّه النقاءَ الدخيل

ونزا فوقها دعاةٌ إلى الجهل

وقاد السُّراةَ رأيٌ هزيل

فانطوت صولة الفوارس والخيل

ولم يبق في الطراد الصهيل

وإذا بالحسين لوحةُ حزنٍ

ليس فيها إلا البكا والعويل

وسيوفٌ على الرؤوس تهأوتْ

ودمٌ من لهيبها مطلول

ثمّ ماذا .. وهل جلونا نفوساً

أكل الغلُّ صفوَها والذحول

٢٠٢

وغفونا على الهوان ودين الـ

ـلّه فينا رغائبٌ وميول

وجرت حولنا رباحُ الأباطيل

وكنّا نميل حيث تميل

وقتلنا الحسين مذ ضاع فينا

وإلى الآن ـ وهو حيّ ـ قتيل

* * * *

لا تسلني أبا عليٍّ فشعبي

مِزَقٌ قد سطا عليه المغول

ومشت في البلاد محنةُ جيلٍ

فأبٌ فاقدٌ واُمٌّ ثكول

٢٠٣

السنون العجاف مرّت ثقالاً

من خطاها قبورُنا والطُّلول

ليس غير الظلام يغمر دنيانا

فلم ندر ما الضحى والأصيل

ونسينا لمحَ النجوم على الأُفق

وما نضرّ الصباحُ الجميل

وألِفْنا القيدَ الممضّ وأنكى

منه رأيٌ بخوفه مكبول

ثمَّ دار الزمان وانقشع اللّيل

وقد بان للأنام السبيل

فإذا الدار يلتقي في حماها

كلّ أعدائنا ونحن فلول

٢٠٤

نتعاطى السباب والقذف حتى

ضاع من حولنا الغد المأمول

هكذا نحنُ من قديمٍ شتاتٌ

وعلى اليأس كلّنا مجبول

ننسج النيّراتِ إكليلَ فخر

ثم يغدو لغيرنا الأكليل

وسنبقى على الهجير نعبُّ الكـ

أس منه حولنا السلسبيل

* * * *

٢٠٥
٢٠٦

أبا الهادي

إلى روح العلامة السيد محمد تقي الحكيم

٢٠٧
٢٠٨

عَبرَتْ خطاك على الحياة مكرّما

ليطلّ نبعُك بالروائع منعما

ودنوتَ من فيض المعارف مترعاً

لتعبّهُ وسواكَ يقتلهُ الظّما

جزْتَ الطريق وما اعترتك من الدجى

عثراتُهُ إلا استحالت أنجما

وحشدتَ للتاريخ ذهناً ثاقباً

تخذ الصباح إلى الحقيقيةِ سًلّما

ويراعُك العبق المندّى صولةٌ

للحقِّ ما عرف الونى وتلعثما

٢٠٩

يكفيك ما ابدعت حيّا نابضاً

حتى استحال بكلِّ معتركٍ فما

* * * *

أيهاً أبا الهادي ومثلك صفوةٌ

حشدت بريق العلم يكتسح العمى

لتعدّ جيلاً للحياة يميزها

ويُقيمَ صرحاً للفضيلة محكما

حتّى إذا بلغ المدى وتبينتْ

نظراته ما كان لغزاً مبهما

سكب الفؤاد على الحروف فأينعت

وتكاد تلمس في جوانبها الدما

٢١٠

أيهاً أبا الهادي وعانت زمرةٌ

شوهاء تعرض في المواسم كالدمى

(حججٌ) و (آياتٌ) وحشدُ مراتبٍ

تعنو لها سودُ الوجوه لتعظما

ما فيهمُ إلا الدنيء تحسّهُ

في كلّ أنملة يخبّئُ أرقما

ورمٌ وعثنون وصنعةُ حاذقٍ

لعمامةٍ حُبلى وكرشٍ اُتخما

يمشي على هونٍ بنظرة فاحصٍ

عجلى تطارد في الظلام الدرهما

هو والفراغُ وما حوتْ أثوابُهُ

إلا فتىً حمل الجريمة مغنما

٢١١

متهجّمٌ عمر الظلامُ فؤادَه

لو مرّ بالفجر الضحوك تهجّما

اللهمّ عفوك هل تجود بنظرةٍ

لترفّ أجنحةُ الأمان على الحمى

وتعود للدين الحنيف مكانةٌ

تسمو بها نحو العلاء يدُ السَّما

فلقد تهرّأت الحياةُ فلا ترى

في مرفأ الأضواء إلا المعتما

وتحوّلت زهرُ النجوم مقابراً

والعيدُ في عزّ الحفأوة مأتما

* * * *

٢١٢

عفواً أبا الهادي فثمّة نخبةٌ

للآن تتّبع السبيلَ الأقوما

مِنْ كلّ مَنْ حمل الهمومَ لأُمّةٍ

فإذا طغى ضَنَكُ تقاطر أنعما

يمشي الضعيف مع اليتيم بجنبه

فكأنّه في كلّ آنٍ منهما

عفّ الضمير فما تلوث بردُهُ

أبداً ولا التمسَ المتاعَ محرّما

زهدٌ وإيمانٌ وسمتٌ للتقى

جمعتْ له طوعاً فكان المُسلما

متمسّكاً بعرى النبيّ وآله

في كلِّ ما سلكوه نهجاً قيّما

٢١٣

اُولاء من حملوا الكتابَ هدايةً

ولهم تفاخر في التلاوة (إنّما)

اللهُمَّ بارك للدعاة صنيعَها

لتهزّ قوماً في المخابئ نوّما

وتعود للدين الحنيف مكانةٌ

تسمو بها نحو العلاء يدُ السما

* * * *

٢١٤

محتويات الكتاب

المقدمة.......................................................................... ٧

الشاعر المجدد الأستاذ الظالمي.................................................... ١٤

النجف والشعر................................................................. ١٦

أسرة الأديب اليقظ............................................................. ٢٣

حريق......................................................................... ٢٥

انتظار......................................................................... ٣١

حصاد الدمع.................................................................. ٣٩

ضجة الفقراء................................................................... ٤٣

شاعرتي........................................................................ ٤٩

دروب الضباب................................................................. ٥٥

الباب الموصد.................................................................. ٦١

إساءة......................................................................... ٦٥

أمام النافذة.................................................................... ٧١

زاد الشاعر.................................................................... ٧٧

طيف من زحلة................................................................. ٨٤

جريح في المعركة................................................................. ٩١

ليلة........................................................................... ٩٧

٢١٥

فتح......................................................................... ١٠١

أمام المرآة.................................................................... ١٠٩

بغداد الثورة.................................................................. ١١٥

أنتم والذكريات .. وحيدر...................................................... ١٢١

أبا القوافي.................................................................... ١٢٩

ثورة الحق..................................................................... ١٣٩

الجواهري الشاعر.............................................................. ١٥١

أمام ضريح الحسين............................................................ ١٥٧

أبا رشاد..................................................................... ١٦٧

الشيخ الرائد.................................................................. ١٧٥

يا مصطفى................................................................... ١٨١

يا أبا وميض................................................................. ١٨٩

يا أبا علي................................................................... ١٩٧

أبا الهادي.................................................................... ٢٠٧

٢١٦