التّحقيق في نفي التّحريف عن القرآن الشّريف

السيّد علي الحسيني الميلاني

التّحقيق في نفي التّحريف عن القرآن الشّريف

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الحقائق الإسلاميّة
المطبعة: الظهور
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٠٠

والشوكاني (١) وأبي ريّة (٢) ، ومحمد عبدة (٣) ، ومحمد بن عقيل (٤) ، ومحمد رشيد رضا (٥) ، والمقبلي (٦) ، والرافعي (٧) ، وطه حسين ، وأحمد أمين ... وغيرهم بأنّ في الصحابة عدولا وغير عدول ، وهذا هو رأي الشيعة الاثني عشرية (٨).

وأمّا أنّه مشهور لا أصل له ... فلأنّ هذا القول يناقض القرآن الكريم .. الذي تنصّ آيات كثيرة منه على أنّ كثيرا من الأصحاب حول النبي في حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منافقون فسقة (٩) حتى جاءت سورة منه بعنوان «المنافقين».

ونصّت الآية الكريمة : (... أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ...)(١٠) على ارتداد كثيرين منهم من بعده ...

وجاءت الأحاديث الصحيحة شارحة هذه الآية المباركة ، ومن أشهرها وأصحّها حديث الحوض الوارد في الصحيحين وغيرهما بألفاظ وطرق مختلفة (١١) ، بل عدّه بعضهم في الأحاديث المتواترة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) إرشاد الفحول : ١٥٨.

(٢) شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٠١.

(٣) أضواء على السنّة المحمديّة : ٣٢٢.

(٤) النصائح الكافية : ١٦٣.

(٥) شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٠١.

(٦) المصدر نفسه.

(٧) إعجاز القرآن : ١٤١.

(٨) انظر كتاب : «أصحابي كالنجوم» العدد الأول من سلسلة الأحاديث الموضوعة ، تأليف : علي الحسيني الميلاني ، وهو مطبوع أيضا في كتابنا (الإمامة).

(٩) انظر الآيات في سورة آل عمران ، سورة التوبة ...

(١٠) آل عمران : ٣ / ١٤٤.

(١١) صحيح البخاري ، باب في الحوض ٤ : ٨٧ ـ ٨٨.

٣٦١

وسلّم ، فقد ذكر العلّامة الزبيدي في كتابه في (الأحاديث المتواترة) : «الحديث السبعون حديث الحوض. رواه من الصحابة خمسون نفسا» فذكر أسماءهم.

فالقول المذكور يناقض الكتاب والسنّة .. ويناقض السير والتواريخ وأحوال الصحابة ..

وبالجملة .. فإنّ الصحابة ما كانوا يرون في أنفسهم لأنفسهم وفيما بينهم ما قيل في حقّهم ووضع في شأنهم .. فلقد تباغضوا وتسابّوا وتضاربوا وتقاتلوا ..

وإنّ الآثار المنقولة عنهم الحاكية لارتكابهم الكبائر واقترافهم السيئات من الزنا ، وشرب الخمر ، والربا ... وغير ذلك .. كثيرة لا تحصى (١).

فهذا هو القول بعدالة الصحابة أجمعين .. فهو مشهور .. لكن لا أصل له.

نعم .. يستدلّون له بأدلّة .. عمدتها ما رووا بأسانيدهم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» لكنّه حديث يعارض الكتاب والسنّة والتاريخ الصحيح .. فلا اعتبار به .. مضافا إلى أنّ جمعا كبيرا من أعيان القوم ينصّون على أنّه حديث باطل موضوع ، ومنهم :

أحمد بن حنبل (٢).

أبو إبراهيم المزني (٣).

أبو بكر البزّار (٤).

__________________

(١) انظر : أصحابي كالنجوم : ٧٣ ـ ٨١.

(٢) نقل ذلك عنه في : التقرير والتحبير ـ لابن أمير الحاج ـ ، المنتخب ـ لابن قدامة ـ التيسير في شرح التحرير ٣ : ٢٤٣ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ : ٧٩.

(٣) جامع بيان العلم ـ لابن عبد البرّ ـ ٢ : ٨٩ ـ ٩٠.

(٤) جامع بيان العلم ٢ : ٩٠ ، أعلام الموقّعين ٢ : ٢٢٣ ، البحر المحيط ٥ : ٥٢٨.

٣٦٢

ابن القطّان (١).

الحافظ الدار قطني (٢).

الحافظ ابن حزم (٣).

الحافظ البيهقي (٤).

الحافظ ابن عبد البرّ (٥).

الحافظ ابن عساكر (٦).

الحافظ ابن الجوزي (٧).

الحافظ ابن دحية (٨).

الحافظ أبو حيّان الأندلسي (٩).

الحافظ الذهبي (١٠).

الحافظ ابن القيّم (١١).

__________________

(١) الكامل / ترجمة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي وحمزة النصيبي.

(٢) غرائب مالك ، تخريج أحاديث الكشّاف ٢ : ٦٢٨.

(٣) البحر المحيط ٥ : ٥٢٨ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ : ٧٨.

(٤) المدخل ، وعنه في الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشّاف ـ المطبوع على هامش الكشّاف ـ ٢ : ٦٢٨.

(٥) جامع بيان العلم ٢ : ٩٠ ـ ٩١.

(٦) التاريخ ، وعنه في فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٤ : ٧٦.

(٧) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، وانظر : فيض القدير ٤ : ٧٦.

(٨) تعليق تخريج أحاديث منهاج البيضاوي.

(٩) البحر المحيط ٥ : ٥٢٧ ـ ٥٢٨.

(١٠) ميزان الاعتدال ١ : ٤١٣ و ٢ : ١٠٢.

(١١) أعلام الموقّعين ٢ : ٢٢٣.

٣٦٣

الحافظ ابن حجر العسقلاني (١).

الحافظ السخاوي (٢).

الحافظ السيوطي (٣).

الحافظ الشوكاني (٤).

٢ ـ الصحابة علما :

وأمّا جهل الأصحاب بالقرآن الكريم والأحكام الشرعية .. فالشواهد عليه كثيرة جدّا ، بل يمتنع أن تحصي له عددا وتبلغ به حدّا .. ونحن نكتفي هنا بكلام لابن حزم .. وللتفصيل فيه مجال آخر.

قال الحافظ ابن حزم : «ووجدنا الصحاب من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يبلغه الحديث فيتأوّل فيه تأويلا يخرجه به عن ظاهره ، ووجدناهم ـ رضي الله عنهم ـ يقرّون ويعترفون بأنّه لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة : إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ، وهكذا قال البراء .. قال : ما كلّ ما نحدّثكموه سمعناه من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [و] لكن حدّثنا أصحابنا ، وكانت تشغلنا رعية الإبل.

وهكذا [وهذا] أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ لم يعرف فرض ميراث الجدّة وعرفه محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وقد سأل أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ

__________________

(١) الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشّاف.

(٢) المقاصد الحسنة ٢٦ : ٢٧.

(٣) الجامع الصغير ـ بشرح المناوي ـ ٤ : ٧٦.

(٤) إرشاد الفحول : ٨٣.

٣٦٤

عائشة في كم كفّن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟

وهذا عمر ـ رضي الله عنه ـ يقول في حديث الاستئذان : اخفي عليّ هذا من أمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. ألهاني الصفق في الأسواق!

وقد جهل أيضا أمر إملاص المرأة وعرفه غيره ، وغضب على عيينة بن حصن ، حتى ذكّره الحرّ بن قيس بن حصن بقوله تعالى : (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ).

وخفي عليه أمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب إلى آخر خلافته ، وخفي على أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قبله أيضا طول مدّة خلافته ، فلمّا بلغ عمر أمر بإجلائهم فلم يترك بها منهم أحدا.

وخفي على عمر أيضا أمره عليه‌السلام بترك الإقدام على الوباء ، وعرف ذلك عبد الرحمن بن عوف.

وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا كان يقرأ به رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في صلاتي الفطر والأضحى ، هذا ، وقد صلّاهما رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] أعواما كثيرة.

ولم يدر ما يصنع بالمجوس حتى ذكّره عبد الرحمن بأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فيهم.

ونسي قبوله عليه‌السلام الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور ، ولعلّه ـ رضي الله عنه ـ قد أخذ من ذلك المال حظّا كما أخذ غيره منه.

ونسي أمره عليه‌السلام بتيمّم الجنب فقال : لا يتيمّم أبدا ولا يصلّي ما لم يجد الماء ، وذكّره بذلك عمّار.

٣٦٥

وأراد قسمة مال الكعبة حتى احتجّ عليه ابيّ بن كعب بأنّ النبي عليه‌السلام لم يفعل ذلك ، فأمسك.

وكان يردّ النساء اللواتي حضن ونفرن قبل أن يودّ عن البيت ، حتى اخبر بأنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أذن في ذلك. فأمسك عن ردّهن.

وكان يفاضل بين ديات الأصابع حتى بلغه عن النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ أمره بالمساواة بينها ، فترك قوله وأخذ المساواة.

وكان يرى الدية للعصبة فقط حتى أخبره الضحّاك بن سفيان بأنّ النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ ورّث المرأة من الدية ، فانصرف عمر إلى ذلك.

ونهى عن المغالاة في مهور النساء استدلالا بمهور النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، حتى ذكّرته امرأة بقول الله عزوجل : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) فرجع عن نهيه.

وأراد رجم مجنونة حتى اعلم بقول رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ : رفع القلم عن ثلاثة ، فأمر أن لا ترجم.

وأمر برجم مولاة حاطب حتى ذكّره عثمان بأنّ الجاهل لا حدّ عليه ، فأمسك عن رجمها.

وأنكر على حسّان الإنشاد في المسجد ، فأخبر هو وأبو هريرة أنّه قد أنشد فيه بحضرة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فسكت عمر.

وقد نهى عمر أن يسمّى بأسماء الأنبياء ، وهو يرى محمد بن مسلمة يغدو عليه ويروح وهو أحد الصحابة الجلّة منهم ، ويرى أبا أيّوب الأنصاري وأبا موسى الأشعري ، وهما لا يعرفان إلّا بكناهما من الصحابة ، ويرى محمد بن أبي بكر الصدّيق وقد ولد بحضرة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حجّة

٣٦٦

الوداع ، واستفتته أمّه إذ ولدته ما ذا تصنع في إحرامها وهي نفساء ، وقد علم يقينا أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم بأسماء من ذكرنا وبكناهم بلا شكّ وأقرّهم عليها ودعاهم بها ولم يغيّر شيئا من ذلك ، فلمّا أخبره طلحة وصهيب عن النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ بإباحة ذلك أمسك عن النهي عنه.

وهمّ بترك الرمي في الحجّ ، ثم ذكّر أنّ النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ فعله فقال : لا يجب لنا أن نتركه.

وهذا عثمان ـ رضي الله عنه ـ ، فقد رووا عنه أنّه بعث إلى الفريعة اخت أبي سعيد الخدري يسألها عمّا أفتاها به رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في أمر عدّتها ، وأنّه أخذ بذلك.

وأمر برجم امرأة قد ولدت لستّة أشهر ، فذكّره علي بالقرآن وأنّ الحمل قد يكون ستّة أشهر ، فرجع عن الأمر برجمها.

وهذه عائشة وأبو هريرة ـ رضي الله عنهما ـ خفي عليهما المسح على الخفّين وعلى ابن عمر معهما ، وعلّمه جرير ولم يسلم إلّا قبل موت النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ بأشهر ، وأقرّت عائشة أنّها لا علم لها به وأمرت بسؤال من يرجى عنده علم ذلك وهو علي رضي الله عنه.

وهذه حفصة أمّ المؤمنين سئلت عن الوطء ، يجنب فيه الواطئ أفيه غسل أم لا؟ فقالت : لا علم لي؟!

وهذا ابن عمر توقّع أن يكون حدث نهي عن النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ عن كراء الأرض بعد أزيد من أربعين سنة من موت النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ فأمسك عنها وأقرّ أنّهم كانوا يكرونها على عهد أبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يقل : إنّه لا يمكن أن يخفى على هؤلاء ما يعرف رافع وجابر وأبو

٣٦٧

هريرة ، وهؤلاء إخواننا يقولون فيما اشتهوا : لو كان هذا حقّا ما خفي على عمر!

وقد خفي على زيد بن ثابت وابن عمر وجمهور أهل المدينة إباحة النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم للحائض أن تنفر ، حتى أعلمهم بذلك ابن عبّاس وأمّ سليم ، فرجعوا عن قولهم ز

وخفي على ابن عمر الإقامة حتى يدفن الميّت ، حتى أخبره بذلك أبو هريرة وعائشة فقال : لقد فرّطنا في قراريط كثيرة.

وقيل لابن عمر في اختياره متعة الحجّ على الإفراد : إنّك تخالف أباك فقال :

أكتاب الله أحقّ أن يتّبع أم عمر؟! روينا ذلك عنه من طريق عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر.

وخفي على عبد الله بن عمر الوضوء من مسّ الذكر ، حتى أمرته بذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسرة بنت صفوان ، فأخذ بذلك.

وقد تجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه وقد يعرض هذا في آي القرآن ، وقد أمر عمر على المنبر بأن لا يزاد في مهور النساء على عدد ذكره ، فذكّرته امرأة بقول الله تعالى : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) فترك قوله وقال : كلّ أحد أفقه منك يا عمر ، وقال : امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ!

وأمر برجم امرأة ولدت لستّة أشهر ، فذكّره علي بقول الله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) مع قوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ) فرجع عن الأمر برجمها.

وهمّ أن يسطو بعيينة بن حصن إذ قال له : يا عمر ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل ، فذكّره الحرّ بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى :

٣٦٨

(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) وقال له : يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين ، فأمسك عمر.

وقال يوم مات رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : والله ما مات رسول الله ولا يموت حتى يكون آخرنا ، أو كلاما هذا معناه ، حتى قرئت عليه : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ، فسقط السيف من يده وخرّ إلى الأرض وقال : كأنّي والله لم أكن قرأتها قطّ!

قال الحافظ ابن حزم : فإذا أمكن هذا في القرآن فهو في الحديث أمكن ، وقد ينساه البتّة ، وقد لا ينساه بل يذكره ولكن يتأوّل فيه تأويلا ، فيظنّ فيه خصوصا أو نسخا أو معنى ما ، وكلّ هذا لا يجوز اتّباعه إلّا بنصّ أو إجماع ، لأنّه رأي من رأى ذلك ولا يحلّ تقليد أحد ولا قبول رأيه ...» (١).

هذا ، ولقد ذكر هذه القضايا وغيرها ابن القيّم في (أعلام الموقّعين) وقال : «وهذا باب واسع لو تتبّعناه لجاء سفرا كبيرا».

إيقاظ

أقول : لا يخفى أنّه ليس في هذه الموارد التي ذكرها من جهل الصحابة ونسيانهم للأحكام الشرعيّة ولا مورد واحد منقول عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ولو كان عند ابن حزم شيء من ذلك بالنسبة إليه ولو كذبا لذكره لوجود الدواعي لذلك عنده. وهذا من أدلّة أعلميّة الامام عليه‌السلام وأفضليّته بعد النبي مطلقا.

__________________

(١) الإحكام في اصول الأحكام ٢ : ١٢.

٣٦٩

خاتمة الباب الثاني

لقد استعرضنا في الباب الثاني كلّ ما يتعلّق ب (أهل السنّة والتحريف) حيث ذكرنا أنّ المشهور بينهم هو تنزيه القرآن عن الخطأ والنقصان ، وتعرّضنا للأحاديث الموهمة لذلك عن أهمّ أسفارهم .. فما أمكن حمله على بعض الوجوه المقبولة حملناه ، وما لم يمكن نظرنا في سنده فما ضعف رددناه وما صحّ على أصولهم كذّبناه ، لتكذيب الكتاب والسنّة والإجماع إيّاه ...

لكنّ هذا الردّ والتكذيب .. أثار سؤالا عمّا إذا كان الحديث صحيحا وصريحا في اعتقاد بعض الأصحاب لتحريف الكتاب .. فكيف يكذّب وتكذيبه طعن في الصحيحين وعدالة الأصحاب؟! وهذا ما دعانا إلى الدخول في بحث موجز حول كتابي البخاري ومسلم ، وعدالة أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ...

وتلخّص أنّ مذهب أهل السنّة نفي تحريف القرآن .. إلّا القائلين منهم بصحّة جميع ما أخرج في الكتابين ، وبعدالة الصحابة أجمعين .. وهؤلاء هم «الحشوية» الّذين نسب إليهم هذا القول الطبرسي (١) وغيره. وأنّه لا قيمة لإنكار ذلك من الآلوسي (٢) وغيره.

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ١٥.

(٢) روح المعاني ١ : ٢١.

٣٧٠

خاتمة البحث

فيا أهل الإسلام!! الله الله في القرآن .. في حفظه والعمل به والسعي في تطبيقه في المجتمعات الإسلامية ... ولا يسبقنّكم بالعمل به غيركم ..

ولا ينسبنّ أحد منكم القول بتحريفه والتلاعب به إلى أخيه ... فإنّه لم يثبت القول بذلك من أحد من الشيعة إلّا من شذّ ، ولم يقل به من السنّة إلّا الحشوية .. لأحاديث لا يستبعد محقّقوا الفريقين دسّها بين المسلمين من قبل الملاحدة والزنادقة .. دسّوها ليتسنّى لهم الطعن في القرآن المجيد. هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .. فعوا وكونوا على حذر من المشاغبين ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

قم / علي الحسيني الميلاني

٣٧١
٣٧٢

١ ـ فهرس المصادر

٢ ـ فهرس الموضوعات

٣٧٣
٣٧٤

فهرس مصادر الكتاب

مصادر الباب الأول

١ ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن

 للشّيخ محمد جواد البلاغي

٢ ـ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات

للشّيخ الحر العاملي

٣ ـ أجوبة المسائل المهناوية

للعلامة الحلي

٤ ـ أجوبة مسائل جار الله

للسيد شرف الدين العاملي

٥ ـ اختيار معرفة الرجال

للشّيخ أبي جعفر الطوسي

٦ ـ أصل الشيعة وأصولها

 للشّيخ كاشف الغطاء

٧ ـ إظهار الحق

لرحمة الله الهندي

٨ ـ الاحتجاج على أهل اللجاج

 لأبي منصور الطبرسي

٩ ـ الإرشاد إلى معرفة خير العباد

 للشّيخ المفيد البغدادي

١٠ ـ الإشارات في الاصول

للشّيخ إبراهيم الكلباسي

١١ ـ الإصابة في معرفة الصحابة

 لابن حجر العسقلاني

١٢ ـ الأصفى في تفسير القرآن

للفيض الكاشاني

١٣ ـ الاصول العامة للفقه المقارن

 للسيد محمد تقي الحكيم

١٤ ـ الاعتقادات

لأبي جعفر ابن بابويه الصدوق

١٥ ـ الأمالي

 لأبي جعفر ابن بابويه الصدوق

٣٧٥

١٦ ـ الأنوار النعمانية

للسيّد نعمة الله الجزائري

١٧ ـ الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

للشّيخ الحرّ العاملي

١٨ ـ أمل الآمل في علماء جبل عامل

 للشّيخ الحرّ العاملي

١٩ ـ أوائل المقالات في المذاهب المختارات

 للشّيخ المفيد البغدادي

٢٠ ـ أوثق الوسائل في شرح الرسائل

 للشّيخ موسى التبريزي

٢١ ـ بحار الأنوار

 للشّيخ محمد باقر المجلسي

٢٢ ـ بحر الفوائد في شرح الفرائد

 للشّيخ محمد حسن الآشتياني

٢٣ ـ بشرى الوصول إلى علم الاصول

 للشّيخ محمد حسن المامقاني

٢٤ ـ بصائر الدرجات

للشّيخ محمد بن الحسن الصفار

٢٥ ـ البيان في تفسير القرآن

 للسيّد أبي القاسم الخوئي

٢٦ ـ تاريخ القرآن

 لأبي عبد الله الزنجاني

٢٧ ـ التبيان في تفسير القرآن

للشّيخ أبي جعفر الطوسي

٢٨ ـ التحفة الاثنا عشرية

لعبد العزيز الدهلوي

٢٩ ـ تحف العقول عن آل الرسول

 لابن شعبة الحراني

٣٠ ـ التسهيل لعلوم التنزيل

لابن جزي الكلبي

٣١ ـ التفسير

للشّيخ علي بن إبراهيم القمي

٣٢ ـ التفسير

للشّيخ العياشي

٣٣ ـ تفنيد قول العوام بقدم الكلام

 للشّيخ آغا بزرگ الطهراني

٣٤ ـ تنزيه التنزيل

 للسيّد هبة الدّين الشهرستاني

٣٥ ـ تنقيح المقال في علم الرجال

للشّيخ عبد الله المامقاني

٣٦ ـ تهذيب الكلام

للشّيخ أبي جعفر الطوسي

٣٧٦

٣٩ ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام

للشّيخ محمد حسن الجواهري

٤٠ ـ الحاشية على الكافي

للسيّد العلامة الطباطبائي

٤١ ـ الحاشية على الوافي

للشّيخ الشعراني

٤٢ ـ الحدائق الناضرة من فقه العترة الطاهرة

للشّيخ يوسف البحراني

٤٣ ـ حلية الأولياء

لأبي نعيم الأصبهاني

٤٤ ـ خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال

للعلّامة الحلي

٤٥ ـ الخلاف في الفقه

للشّيخ أبي جعفر الطوسي

٤٦ ـ دراسات في الكافي والصحيح

للسيّد هاشم معروف الحسني

٤٧ ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور

لجلال الدّين السيوطي

٤٨ ـ الدعوة الاسلامية إلى وحدة السنّة والإمامية

للشّيخ أبي الحسن الخنيزي

٤٩ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة

للشّيخ آغا بزرگ الطهراني

٥٠ ـ الرجال

للشّيخ أبي جعفر الطوسي

٥١ ـ الرجال

للشّيخ أبي العباس النجاشي

٥٢ ـ الرسائل في الاصول

للشّيخ مرتضى الأنصاري

٥٣ ـ روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات

للسيّد الخونساري الروضاتي

٥٤ ـ روضة الواعظين

للشّيخ الفتال النيسابوري

٥٥ ـ رياض السالكين إلى صحيفة سيد الساجدين

للسيّد علي المدني

٥٦ ـ الرياض النضرة في مناقب العشرة

للمحبّ الطبري الشافعي

٥٧ ـ السرائر في الفقه

لابن إدريس الحلّي

٥٨ ـ سعد السعود

للسيد ابن طاوس الحلّي

٥٩ ـ شرح الكافي

للشّيخ محمد صالح المازندراني

٦٠ ـ شرح الوافية

للسيّد محسن الأعرجي

٦١ ـ الشيعة والمنار

للسيّد محسن الأمين

٣٧٧

٦٢ ـ الصافي في تفسير القرآن

للفيض الكاشاني

٦٣ ـ الصحيح

لمحمد بن إسماعيل البخاري

٦٤ ـ الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم

لزين الدين البياضي

٦٥ ـ الصواعق المحرقة

لابن حجر المكي

٦٦ ـ الطبقات الكبرى

لابن سعد كاتب الواقدي

٦٧ ـ العروة الوثقى

للسيّد محمد الشهشهاني

٦٨ ـ عقيدة الشيعة في الإمام الصادق

للسيّد حسين مكي العاملي

٦٩ ـ علم اليقين

للفيض الكاشاني

٧٠ ـ عيون أخبار الرضا

لأبي جعفر الصدوق

٧١ ـ الغدير في الكتاب والسنة والأدب

للشيخ عبد الحسين الأميني

٧٢ ـ الغيبة

للشّيخ النعماني

٧٣ ـ فصل الخطاب

للشّيخ النوري

٧٤ ـ الفصول المهمة في تأليف الأمة

للسيّد شرف الدين العاملي

٧٥ ـ الفهرست

لأبي جعفر الطوسي

٧٦ ـ الفوائد في الأصول

للسيّد مهدي بحر العلوم

٧٧ ـ الفوائد في الرجال

للسيد مهدي بحر العلوم

٧٨ ـ فيض القدير في شرح الجامع الصغير

لتاج الدين المناوي

٧٩ ـ الكافي

للشيخ الكليني

٨٠ ـ كشف الاشتباه في مسائل جار الله

للشّيخ عبد الحسين الرشتي

٨١ ـ كشف الغطاء في الفقه

للشيخ جعفر كاشف الغطاء

٨٢ ـ الكنى والألقاب

للشّيخ عباس القمي

٨٣ ـ كنز العمال

للشّيخ علي المتقي الهندي

٨٤ ـ لؤلؤة البحرين

للشّيخ يوسف البحراني

٣٧٨

٨٥ ـ لسان الميزان

لابن حجر العسقلاني

٨٦ ـ مباحث في علوم القرآن

للشّيخ محمد علي الأوردوبادي

٨٧ ـ مباني تكملة المنهاج

للسيّد أبو القاسم الخوئي

٨٨ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن

لأبي علي الطبرسي

٨٩ ـ مرآة العقول في شرح الكافي

للشّيخ المجلسي

٩٠ ـ المستدرك على الصحيحين

للحاكم النيسابوري

٩١ ـ مستدرك الوسائل

للشّيخ النوري

٩٢ ـ مستمسك العروة الوثقى

للسيّد محسن الحكيم

٩٣ ـ مصائب النواصب

للسيّد نور الله التستري

٩٤ ـ مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار

للسيّد عبد الله شبر

٩٥ ـ المعارف الجليّة

للسيّد عبد الرضا الشهرستاني

٩٦ ـ معالم العلماء

لابن شهرآشوب السروي

٩٧ ـ المعتبر في شرح المختصر

للمحقق الحلّي

٩٨ ـ معجم رجال الحديث

للسيّد أبو القاسم الخوئي

٩٩ ـ مفاتيح الاصول

للسيّد محمد الطباطبائي

١٠٠ ـ مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة

للسيّد محمد جواد العاملي

١٠١ ـ مقباس الهداية في علم الدراية

للشّيخ عبد الله المامقاني

١٠٢ ـ مناقب أمير المؤمنين

لابن المغازلي الواسطي

١٠٣ ـ مناهج الأحكام

للشّيخ أحمد النراقي

١٠٤ ـ مناهج المعارف

للسيّد أبي القاسم الخونساري

١٠٥ ـ من لا يحضره الفقيه

لأبي جعفر الصدوق

١٠٦ ـ منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية

للسيّد مهدي القزويني

١٠٧ ـ منهج الصادقين في التفسير

للشيخ فتح الله الكاشاني

٣٧٩

١٠٨ ـ الميزان في تفسير القرآن

للسيّد العلامة الطباطبائي

١٠٩ ـ النص والاجتهاد

للسيّد شرف الدّين العاملي

١١٠ ـ نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الانوار

للسيد علي الحسيني الميلاني

١١١ ـ نفحات الرحمن في تفسير القرآن

للشّيخ النهاوندي

١١٢ ـ نقض الوشيعة

للسيّد محسن الأمين العاملي

١١٣ ـ نهاية الوصول في الاصول

للعلامة الحلي

١١٤ ـ نهج البلاغة

للسيّد الرضي

١١٥ ـ الوافي في الحديث

للفيض الكاشاني

١١٦ ـ الوافية في الاصول

للفاضل التوني

١١٧ ـ وسائل الشيعة

للشّيخ الحر العاملي

٣٨٠