الإمام الباقر عليه السلام وأثره في التّفسير

الدكتور حكمت عبيد الخفاجي

الإمام الباقر عليه السلام وأثره في التّفسير

المؤلف:

الدكتور حكمت عبيد الخفاجي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٠

الاتجاه الأول :

ويمكن أن نسميه بالاتجاه العام ، الذي نبغ فيه جملة من المفسرين واشتهروا فيه وكانت لهم قدم راسخة في تحصيل مفرداته ، وقد بين ابن تيمية مكانة أهل المدينة وأهل الكوفة في ذلك العصر بقوله : كان أعلم الناس به أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس ... وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود ... وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن اسلم الذي اخذ عنه مالك التفسير ، وأخذه عنه أيضا ابنه عبد الرحمن ، وعبد الله بن وهب (١).

وقد كان هناك ـ أي في المدينة ـ غير زيد بن اسلم مثل : محمد بن كعب القرظي المعروف بالتفسير أيضا وغيرهما ، ممن لهم آراء في التفسير ولكنها قليلة كعروة بن الزبير (٢) ، وسعيد بن المسيب (٣) ، والزهري (٤) ، وأبي الزناد (٥).

أما في الكوفة التي قامت مدرستها على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود (ت : ٣٢ ه‍) فقد كان صاحب مصحف معروف ، وكان مفسرا للقرآن ، وحافظا له ، ومقرئا فيه ، وكان هناك جملة من تلامذته منهم : علقمة بن قيس (ت : ٦١ ه‍) ومسروق بن الأجدع (ت : ٦٣ ه‍) والأسود بن يزيد (ت : ٧٥ ه‍) وعامر الشعبي (ت : ١٠٥ ه‍) وأمثالهم من المفسرين الأول لنتف من آيات القرآن سائرة في ركاب علم الحديث.

الاتجاه الثاني :

ويمكن أن نسميه بالاتجاه الخاص ؛ والذي تمثل بآل البيت وخاصة الإمام علي بن الحسين زين العابدين والإمام محمد بن علي الباقر والإمام جعفر بن محمد الصادق ، وكان لهم تلامذتهم الكثيرون ، غير إنني سأقتصر على ذكر من تأثر منهم بالإمام الباقر ونقل عنه آراءه في التفسير.

__________________

(١) مقدمة في أصول التفسير ، ابن تيمية ، ٧١ ـ ٧٢.

(٢) ظ : مشاهير علماء الأمصار ، البستي ، ٦٤.

(٣) ذكره ابن تيمية في المفسرين التابعين ، ظ : مقدمة في أصول التفسير ، ١٠١.

(٤) وكان موصوفا بأنه عالم بالقرآن والسنة ، ظ : تذكرة الحفاظ ، الذهبي ، ١ / ١٠٩+ الإمام الزهري وأثره في السنة ، أستاذنا الدكتور حارث سليمان الضاري ، ١٦٥ ـ ١٦٦.

(٥) ظ : تذكرة الحفاظ ، الذهبي ، ١ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

٤٢١

وقبل ذلك أود أن أشير إلى حقيقة مهمة هي أن أولئك الذين تأثروا بالإمام الباقر كان جلهم من الكوفة والقليل منهم من الأمصار الإسلامية الأخرى وأظن أن الأسباب في ذلك معروفة لدى الجميع ، ويمكن تقسيمهم إلى طبقتين رئيستين ، ولا مانع أن يكون أي واحد من كلا الطبقتين مرة من الأولى وأخرى من الطبقة الثانية للتداخل الحاصل بينهما ، ويمكن أن نسمي هاتين الطبقتين ب :

الطبقة الأولى : طبقة المؤلفين ، وهم :

١ ـ أبان بن تغلب (ت : ١٤١ ه‍)

ولد بالكوفة ، ورحل إلى المدينة المنورة ، وتتلمذ هناك على الإمام زين العابدين أولا ثم على الإمام الباقر ، وانقطع إليه ، واستقر بالمدينة ، وكان من ابرز علماء عصره ، قال له الإمام الباقر : اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فأني أحب أن أرى في شيعتي مثلك (١).

وقال له الإمام الصادق : يا أبان ناظر أهل المدينة ، فإني أحب أن يكون مثلك من رواتي ورجالي (٢).

وقد تأثر أبان بالإمام الباقر (عليه‌السلام) ، ونقل عنه آراءه في التفسير ، وكان معتمدا عند العلماء وذكر له قراءة مفردة مشهورة بين القراء (٣).

وكان أبان من ثقاة التابعين المشهورين بالتفسير ، قال فيه العجلي : إنه ثقة ، وقال الذهبي : وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم والنسائي وابن عدي والحاكم ، وقال أيضا : شيعي جلد ولكنه صدوق (٤).

وذكر ابن النديم أن له من الكتب معاني القرآن (٥) ، وكتاب غريب القرآن ذكر شواهده من الشعر (٦) ، وهذان الكتابان من مفقودات التراث العربي الإسلامي.

__________________

(١) معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ، ١ / ١٠٨.

(٢) الخلاصة ، العلامة الحلي ، ٢١.

(٣) ميزان الاعتدال ، الذهبي ، ١ / ٥+ تنقيح المقال ، المامقاني ، ١ / ٣.

(٤) ميزان الاعتدال ، الذهبي ، ١ / ٥.

(٥) الفهرست ، ابن النديم ، ٢٧٦+ معجم رجال الحديث ، الخوئي ، ١ / ٢٣.

(٦) معجم رجال الحديث ، الخوئي ، ١ / ٢٣.

٤٢٢

ووردت له في فصول هذه الرسالة العديد من الروايات التفسيرية التي كان فيها أثر الإمام الباقر (عليه‌السلام) واضحا جليا.

٢ ـ جابر بن يزيد الجعفي (ت : ١٢٨ ه‍)

كان عالما بالقرآن قارئ ، فاضلا ، شديد الحرص على التعلم ، وله اهتمام في معرفة معاني القرآن ، وقد وثقه شعبة بقوله : كان جابر إذا قال : حدثنا وسمعت فهو من أوثق الناس ، وقال زهير بن معاوية : إنه من أصدق الناس (١) ، وقال وكيع : مهما شككتم في شيء فلا تشكوا في أن جابر ثقة ، وقال سفيان الثوري لشعبة : لان تكلمت في جابر لا تكلمن فيك (٢) ، وقال فيه أيضا : ما رأيت في الحديث أورع من جابر الجعفي وهو صدوق في الحديث (٣).

أذن كان جابر من أعلام العلماء وثقاتهم ومن أجلّ المفسرين ، وكان منقطعا لأهل البيت وخاصة للإمام الباقر (عليه‌السلام) ، فقد روي إنه حدث عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) بأكثر من سبعين ألف حديث (٤) ، وإن كان في هذا الرقم من المبالغة الشيء الكثير فهذا لا يمنع من الاستدلال على كثرة ما روى عن الإمام.

وهو إمام في التفسير ، أخذه عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) وصنف تفسير القرآن (٥) ، يقول الشيخ القيسي : وممن اشتهر وصنف في التفسير من التابعين جابر بن يزيد الجعفي (ت : ١٢٨ ه‍) (٦) ، وفي حديثه عن علم طبقات المفسرين قال : وفي المائة الثانية ظهر من تفاسير التابعين جابر بن يزيد الجعفي (٧).

غير أن تصنيفه هذا لم يصل إلينا ، ولم نعرف له طريقا سوى نقول متفرقة في كتب الحديث والتفسير عند الفريقين كلها رواية عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) ، يقول صاحب مذاهب التفسير الإسلامي : أن أول كتاب وضع الأساس الشيعي في

__________________

(١) تهذيب التهذيب ، العسقلاني ، ٢ / ٤٧.

(٢) المصدر نفسه والصفحة.

(٣) ميزان الاعتدال ، الذهبي ، ١ / ٣٨٣+ معجم رجال الحديث ، الخوئي ، ٤ / ٢٤.

(٤) المصدر نفسه والصفحة.

(٥) الشيعة وفنون الإسلام ، حسن الصدر ١٥.

(٦) تاريخ التفسير ، الشيخ قاسم القيسي ، ٥٣.

(٧) المصدر نفسه ، ٦٦.

٤٢٣

التفسير هو تفسير القرآن الذي وضعه في القرن الثاني للهجرة جابر الجعفي (ت : ١٢٨ ه‍) ولكن هذا الكتاب غير موجود ولا يعرف إلا عن طريق نقول متفرقة (١).

٣ ـ السدي (ت : ١٢٧ ه‍)

هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة ، أبو محمد ، القرشي ، الكوفي ، أخرج له الستة إلا البخاري (٢) ، وقد اشتهر بالتفسير حتى لقب بالمفسر (٣).

كان عالما ، فقيها ، مفسرا ، فاضلا قال يحيى القطان : لا بأس به ، وقال أحمد : ثقة ، وقال ابن عدي : هو عندي صدوق (٤).

وكان من رواة الإمام الباقر (عليه‌السلام) (٥) ، وقد صنف في التفسير كتابا ، قال السيوطي : أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي ، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة (٦).

غير أن تفسيره لم يصل إلينا سوى روايات مبثوثة في كتب الحديث والتفسير ، وقد نقلنا بعضا منها فيما نقلناه عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) في علوم القرآن والتفسير توضح فيها أثر الإمام في هذا المفسر المعروف.

٤ ـ زياد بن المنذر أبو الجارود (ت : ١٣١ ه‍)

اشتهر أبو الجارود بالرواية عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) في التفسير وقد اخذ عنه العلماء تلك الروايات ودونوها في تفاسيرهم ، وذكر أن له كتابا في التفسير بإملاء الإمام الباقر (عليه‌السلام) ، قال ابن النديم في تسمية الكتب المصنفة في التفسير : كتاب الباقر (عليه‌السلام) محمد بن علي (عليه‌السلام) بن الحسين (عليه‌السلام) بن علي (عليه‌السلام) رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيدية (٧).

__________________

(١) مذاهب التفسير الإسلامي ، كولد زيهر ، ٣٠٣.

(٢) ظ : التهذيب ، العسقلاني ، ١ / ١١٣ ـ ١١٤+ التقريب ، العسقلاني ، ١ / ٧١ ـ ٧٢+ الجرح والتعديل ، ابن أبي حاتم ، ٢ / ١٨٤ ـ ١٨٥.

(٣) تنقيح المقال ، المامقاني ، ١ / ١٣٦.

(٤) ميزان الاعتدال ، الذهبي ، ٧ / ٢٣.

(٥) الخلاصة ، العلامة الحلي ، ٨.

(٦) الاتقان ، السيوطي ، ٢ / ١٨٨+ تاريخ التفسير ، الشيخ القيسي ، ٦٦.

(٧) الفهرست ، ابن النديم ، ٣٦.

٤٢٤

قال حسن الصدر : وقد رواه عنه ـ أي الكتاب ـ أيام استقامته جماعة من الثقاة منهم أبي بصير الأسدي (١).

وذكر الشيخ باقر القرشي : أن هذا التفسير حققه أحد الباحثين وهو الأستاذ شاكر الغرباوي إلا أنه لم يقدمه للنشر (٢) ، وقد أجرينا اتصالا شخصيا مع هذا الباحث فأكد أنه لم يعثر على هذا التفسير ولكنه كتب بحثا عن زياد بن المنذر ولم ينشره.

غير إننا وجدنا في تفسير البرهان لعلي بن إبراهيم بن هاشم الاشعري نسبا ، والكوفي مولدا ونشأة ، والقمي هجرة وشهرة ، وهو من علماء التفسير في القرن الرابع في الكوفة ، وجدنا روايات عن أبي الجارود عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) بلغت (١٣٦) رواية تفسيرية حصرا.

ووجدنا أيضا في تفسير ، ابن النضر : محمد بن مسعود بن محمد السلمي ، الكوفي الذي نقحه علي بن إبراهيم الكوفي المتقدم وهو المعروف ب (تفسير العياشي) أقول : وجدنا (١٤) رواية فقط لزياد بن المنذر ينقل فيها تفسير الإمام الباقر (عليه‌السلام) وآراءه ، ومهما يكن من أمر ، فقد بات أثر الإمام الباقر (عليه‌السلام) فيه واضحا فهو ممن حمل آراءه ونشرها بين الناس ، غير إننا توقفنا في قبول تلك الروايات بمجموعها إلا عدد قليل منها عرضتها في ثنايا هذه الرسالة لمطابقتها لروايات جاءت بطرق صحيحة ، وكان توقفنا في قبول رواياته بسبب اختلاف علماء الجرح والتعديل من الفريقين في توثيقه.

وممن ذكر أن له كتابا في التفسير أيضا أبو حمزة الثمالي ، فقد قال ابن النديم : كتاب تفسير أبي حمزة الثمالي ، واسمه ثابت بن دينار وكنية دينار أبو صفية وكان أبو حمزة من النجباء الثقاة ، صحب أبا جعفر (٣).

غير أن هذا التفسير لم يصل إلينا كغيره سوى روايات مبثوثة في كتب التفسير والحديث خاصة عند الإمامية فهو ممن اشتهر في التفسير عندهم وآراؤه وأقواله مبثوثة في كتبهم.

__________________

(١) الشيعة وفنون الإسلام ، حسن الصدر ، ١٤.

(٢) حياة الإمام الباقر (عليه‌السلام) ، باقر شريف القرشي ، ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣.

(٣) الفهرست ، ابن النديم ، ٣٦.

٤٢٥

وكذلك فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، صاحب التفسير المعروف ب (تفسير فرأت) ، المقصور على روايات آل البيت فقط ، وقد أحصيت ما رواه في تفسيره عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) فكانت (١٠٧) رواية مع المكرر ، وهو من علماء القرن الثالث الهجري (١) ، وتفسيره مطبوع وأثر الإمام الباقر (عليه‌السلام) فيه جلي فالتفسير لا يعدو أن يكون تفسيرا بالمأثور إذا جاز لنا أن نسميه بذلك.

الطبقة الثانية : طبقة الرواة

وهم الذين رووا التفسير عن آل البيت وخاصة الإمام الباقر (عليه‌السلام) حتى أنهم تقيدوا بنقل تلك الآراء والأقوال رواية فقط ، وكانوا كثيرين بكثرة ما روي عن الإمام من علوم ومعارف ، غير أن من غلب عليه طابع نقل الرواية التفسيرية عدد قليل وقد ذكرناهم جميعا في الفصل الثالث من الباب الأول ، وكان في طليعتهم والبارزين منهم حتى عدوا أعلاما ومشاهيرهم : زرارة وحمران ابنا أعين ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وبريد بن معاوية العجلي ، ومعروف بن خربوذ ، وأبو بصير الأسدي الكوفي وغيرهم (٢).

كان هؤلاء الرواة الذين تأثروا بالإمام الباقر (عليه‌السلام) ونقلوا آثاره إلى غيرهم من الناس ، يعدون بحق من أوائل المفسرين لكتاب الله من التابعين وأتباعهم ، وقد اخذوا عن الإمام مباشرة وكانوا يشدون الرحال إليه ، أما إلى المدينة المنورة حيث مكان أقامته أو إلى مكة المكرمة حيث حج البيت وأداء المناسك فيستغلون فرصة وجوده ليسألوه ويأخذوا عنه ، وقد امتازت روايتهم بالدقة والضبط والأمانة فهم معروفون بالوثاقة والدراية وحفظ الرواية. وتجدر الإشارة هنا إلى حقيقة أخرى وهي : أن بعض الذي نقل عن الإمام الباقر (عليه‌السلام) وجدنا أنه منقول أيضا عن بعض المعاصرين له أمثال : قتادة بن دعامة وطاوس اليماني وعكرمة البربري والحسن البصري وغيرهم.

ويمكن أن نقول : أن هذا الاتفاق في الرأي والقول له وجهان :

__________________

(١) القرآن في الإسلام ، محمد حسين الطباطبائي ، ٦١.

(٢) انظر مصادر ترجمتهم وتوثيقهم في الفصل الثالث من الباب الأول من هذه الرسالة.

٤٢٦

الوجه الأول : أن هؤلاء العلماء الأعلام قد اخذوا التفسير عن الصحابة أمثال أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس ، وهؤلاء بدورهم قد أخذوه عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، ونحن نعلم أن في طليعة الصحابة ومقدمهم في التفسير هو الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) ، فقد كان موئلا للصحابة ومقصدا للناس في السؤال والاستفسار عن المعاني القرآنية المشكلة ، فلا مانع أن يكون ذلك التوافق من قبيل أن الجميع كان مصدرهم بعد القرى ، نفسه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وبعده الإمام علي (عليه‌السلام) ، فإذا كان الأمر كذلك فان آراء وأقوال الإمام الباقر (عليه‌السلام) مأخوذة عن أبيه عن جده عن الإمام علي (عليه‌السلام) ، فالمصدر واحد بالنسبة للجميع.

الوجه الثاني : قد يكون هذا التوافق بين الآراء من باب التوارد ، وهذا ليس مستبعدا بل أن واقع الحال ينطق به فكثيرا ما نجد أقوالا لأحد المفسرين ونجدها بعينها عند مفسر آخر معاصر له ولم يلتق به.

أما إذا تحققت اللقيا ، مثلما حصل بين الإمام الباقر (عليه‌السلام) وقتادة وبينه وبين الحسن البصري ، وبينه وبين طاوس اليماني ، وعثرنا لهؤلاء الأعلام على آراء وأقوال توافق آراءه وأقواله نستطيع أن نقول : أنهم اخذوا عن الإمام وتأثروا به وإن لم يصرحوا باسمه.

ومهما يكن من أمر ، فإننا نستطيع أن نقول : أن عملية التأثير والتأثر وما ينتج عنهما من اثر هي عملية تشابك وتمازج في الأفكار والطروحات ، فمن الصعب أن نحصل على معرفة دقيقة وتعيين علمي موضوعي في من هو المؤثر ومن هو المتأثر لصعوبة الفصل بينهما وخاصة إذا كانا يعيشان في عصر واحد لا يفصل بينهما زمن بعيد.

فالرأي عندي أن الإمام الباقر (عليه‌السلام) قد أثر في جملة من مفسري التابعين وظهر ذلك في أقوالهم وآرائهم وكذلك بالنسبة للإمام الباقر (عليه‌السلام) فقد تأثر كل واحد منهما بالآخر ، لان كلا الطرفين وليد بيئة مشتركة وثقافة متمازجة ومنهل واحد ـ القرآن الكريم والسنة الشريفة ـ

٤٢٧

فما نقل عن أحدهم يمثل امتدادا طبيعيا لأقوال غيره ، عدا ما نقل عن الإمام الباقر في تفسيره لآيات الأحكام ، والسبب واضح في هذا الانفراد إذ أن الإمام الباقر (عليه‌السلام) كان معروفا بينهم بفقه متميز ، له أدلته الخاصة من القرآن والسنة واجماعات الصحابة ، ونفس الشيء بالنسبة لغيره في تحصيل تلك الأدلة ، ويبقى التفاوت ملحوظا بينهم في سعة الاطلاع وقوة الاستنباط والعلم بفتاوى الصحابة واختلافاتهم الفقهية وقديما قيل : أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.

وأخيرا : فقد بدا أثر الإمام الباقر (عليه‌السلام) واضحا في اتباع التابعين أيضا وخاصة من ثقاة رجال الشيعة الإمامية الذين حملوا علم من سمع الإمام الباقر وصحبه ونشروا ذلك في الأمصار الإسلامية رائدهم جميعا خدمة القرآن الكريم.

* * *

٤٢٨

الخاتمة

الحمد لله الذي وفقني لإتمام هذه الرسالة ، أود هنا أن أسجل ما استطعت استخلاصه من فصول البحث لتكون نتائج لا بد من تسجيلها مجاراة لعرف سارت عليه البحوث الأكاديمية ، وأهم تلك النتائج بإيجاز :

١ ـ أن الإمام الباقر (عليه‌السلام) شخصية إسلامية من التابعين في الطبقة الثالثة منهم ، وهو حفيد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، نشأ في بيت والده علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين ، فكان الإمام الباقر (عليه‌السلام) متأثرا بأبيه أدبا وخلقا وعلما ، فقد تمتع بخلق رفيع وأدب عال وعلم واسع ، ولقب بألقاب عديدة كان أبرزها الباقر (عليه‌السلام) لتميزه بغزارة العلم وسعة المعارف وانتشار ذلك عنه في الآفاق الإسلامية وهجرة طلاب العلم إليه ، فهو صاحب المنزلة الرفيعة والمكانة المتميزة وذلك لتفرده بصفات قلما توجد بواحد مجتمعة فيه غيره ، وكيف لا وقد نشأ في بيت الرسالة ومهبط الوحي ومصدر العلم والإشعاع في المدينة المنورة ، وفي البيت الهاشمي العلوي ، كان جده الإمام الحسين وأبوه يغذيانه بالأخلاق الكريمة ويفيضان عليه سيلا من الصفات الحميدة ، ويعلمانه السلوك النير ويأخذان بيده في الاتجاه السليم فكان لهما ما أرادا وأراد الله سبحانه وتعالى ، زاهدا في دنياه ، ورعا في تعامله ، واصلا لرحمة وإخوانه ، كثير الصدقات ، ظاهر الكرم ، حليما صبورا ، عابدا كثير البكاء من خشيته لله تعالى ، راض نفسه الشريفة على تحمل المصاعب والمكاره ، وحرمانها من ملاذ الحياة الدنيا ، فجاءت وصاياه ومواعظه دروسا في الأخلاق ومنهاجا للتربية الإسلامية الصحيحة لما تنطوي عليه من إجراءات وقائية وأخرى علاجية تقوم السلوك الإنساني وتجعل منه فياضا بالخير والفضيلة.

٢ ـ كانت حياة الإمام الباقر (عليه‌السلام) حافلة بأعمال جليلة ومآثر عظيمة ، فقد فتحت في عصره معاهد العلم وعقدت مجالس البحث لدراسة الفقه والحديث

٤٢٩

والتفسير وسائر العلوم الأخرى ، وكانت حلقة درسه تنعقد بالمسجد النبوي الشريف تضم كبار التابعين وأعيان الفقهاء من المدينة المنورة وغيرها من الأمصار على حد سواء ، وكان له فضل لا يستهان به مع جهود العلماء الآخرين في إنارة مجالس البحث وحلقات الدرس ، فكان هو أحد مصادر الوعي والتوجيه في الأمة الإسلامية آنذاك ، وظهرت مشاركته في علم الحديث والسيرة والفقه وأصوله ، فكان مبرزا في كل واحد من هذه العلوم فما خاض في أي منها إلا أعطاه حقه وكشف عن مراميه ومقاصده.

٣ ـ ومن المفاخر التي اضطلع بها رجال هذه الأمة هي تحريرهم للنقد العربي الإسلامي من التبعية الأجنبية ، وقد شارك الإمام الباقر في ذلك التحرير مشاركة فعالة ، واقترح على الخليفة الإسلامي آنذاك أن يضرب السكة في البلاد الإسلامية وأن يصدر أمرا بمنع التداول بغير العملة الإسلامية الجديدة.

ومن الجدير بالذكر أن الإمام الباقر كان من أعلم أهل زمانه وسيد الهاشميين وأفضلهم في عصره ولم يكن ليحيا حياة العزلة أو ينضم في زوايا الخمول ، بل كانت له شهرة واسعة ولمدرسته العلمية أثر في توجيه الفكر تخرج منها جملة من أعلام هذه الأمة.

٤ ـ أن روايات الإمام الباقر (عليه‌السلام) عن جده رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وعن بعض الصحابة رضي الله عنهم وإن لم يلتق بهم فهي من حيث الإرسال ـ إذا سلمنا به ـ أو الإسناد الذي كشف عنه فهي حجة بلا خلاف على مبنى الإمامية إن صح سندها إليه وإلا فهي تعامل عندهم معاملة بقية الأخبار التي فيها الموثق والضعيف والحسن.

وعلى مبنى جمهور العلماء فأرجو : أن تعامل رواياته تلك كروايات سعيد بن المسيب أو الحسن البصري ، لتضييق دائرة الخلاف بين المسلمين وتقريب وجهات النظر بعضها من البعض الآخر حتى يفوت المسلمون على أعدائهم فرصة التغلغل بين صفوفهم.

٤٣٠

٥ ـ كان للإمام الباقر معالم واضحة ودلالات بينة في سلوك منهج تفسير القرآن بالقرآن ، فقد كان اعتماده عليه واضحا ، فهو يرى الترابط بين أجزاء القرآن ، وأن بعضه يفسر بعضا وكان جديرا بهذا التفسير وربطه الآيات بالآيات وتوضيحه مواضع بعضها بالمواضع الأخرى ، ورأينا طريقته في الجمع بين الآيات المتفرقة للوصول إلى معنى مشترك منها ليتوصل إلى فهم دقيق للمراد القرآني.

٦ ـ التزامه التزاما دقيقا في اعتماده السنة النبوية الصحيحة الصدور ، وكان متمسكا بسيرة جده رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) اعتقادا وسلوكا ، وكانت عنده لها من القدسية ما جعله معها مؤرخا مختصا بالسيرة النبوية الشريفة.

٧ ـ اللغة هي الأساس في التعبير القرآني ، وقد أوصى الإمام الباقر (عليه‌السلام) بالرجوع إليها في الكثير من الأحيان لبيان بعض المعاني والألفاظ القرآنية ، وكان له استنباطات كثيرة بكثرة ما روي عنه في التفسير ، فقد كان غواصا في المعاني مقتنصا لشوارد المسائل ، متلمسا وجه العلة ومناسبة الحكم فأثرت عنه مجموعة من التعليلات الراجحة والتأويلات المقبولة.

٨ ـ أن الإمام الباقر (عليه‌السلام) لم ينكر صحة صدور حديث الأحرف السبعة عن جده رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، بل أراد أن يوجه الحديث وجهة أخرى غير ما تعارف عليه جمع من المسلمين آنذاك من أن المقصود بالأحرف السبعة هي القراءات السبع فأراد إزالة الالتباس والتوهم والتفريق بينهما ، فلذلك قال : إن القرآن واحد ، نزل من عند الواحد ، وإنما الاختلاف يجيء من قبل الرواة.

٩ ـ أولى الإمام الباقر (عليه‌السلام) القصة القرآنية عنايته البالغة واهتمامه الشديد ، فإنك تشعر أن روايته القصصية تجعل المرء يعيش أجواء الآيات القرآنية بانسيابية وهدوء دون أثر لدس إسرائيلي أو خبر يهودي يشوه جمال النص القرآني ، ونجده أيضا قد التزم المنهج النبوي في الاستشهاد

٤٣١

بأخبار أهل الكتاب فيسمع ما عند الناس ثم يعرض ذلك على منهج الإسلام فإن وافق النصوص من قرآن أو حديث من غير تضاد أو اضطراب اعتمده ، وإن كان لا يوافقه طرحه وتركه ، ولمسنا أيضا في أقواله تفرده في إظهار الجانب التربوي والأخلاقي في القصة القرآنية لمكان العبرة والعظة ملتزما بالمنهج القرآني والنبوي.

١٠ ـ كان لآيات العقائد حصة وافرة من تفسير الإمام الباقر (عليه‌السلام) ، فقد فسر تلك الآيات المتعلقة بالله تعالى وجودا وصفة والمتعلقة بالمرسلين والإيمان باليوم الآخر بأسلوب خال من التطرف ، مبتعدا عن التعسف فأضاف للعقول الإسلامية ثروة كبرى إذ استنار بآرائه جملة من العلماء ، فكان يمثل خير مدافع عن الحقيقة القرآنية كما هي قبالة التيارات الإلحادية المضادة للإسلام التي أرادت خلق فهم مضلل للقرآن الكريم فوقف في وجهها وتصدى لها ، وأكد على أن الفهم الصحيح لمسائل العقيدة لا بد أن يستند إلى القرآن الكريم وإلى قواطع العقل ، ولا بد من إحالة المتشابه على المحكم ، فكان بذلك علما بارزا كأحد أعلام هذه الأمة في تأصيل هذا النهج وتعميم الأخذ به.

١١ ـ التزم الإمام الباقر (عليه‌السلام) في تفسيره لآيات الأحكام بالتمسك بالقرآن الكريم والسنة الشريفة وفتاوى الصحابة ، فإن لم يجد اجتهد برأيه وغاص في استنباط الحكم الشرعي وفي مقام الاستدلال على مسألة معينة وخاصة في محاوراته الفقهية ، وكان يوصل المعلومات في بعض الأحيان بحركات من جسمه إن تطلبت الضرورة ووجدنا ذلك واضحا في إجرائه لوضوء جده رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) عند ما سئل عن ذلك ، وقد شكلت آراؤه وأقواله ثروة فقهية ضخمة كونت فيما بعد فقها متميزا عرف بعد حين بفقه آل البيت.

١٢ ـ عاش الإمام الباقر (عليه‌السلام) شطرا من حياته موجها ومرشدا وناصحا للامة وتربويا عظيما لمن أخذ عنه فقد كان في سلوكه قدوة وفي

٤٣٢

تصرفاته منارا وكيف لا يكون كذلك وهو يحس قبل غيره بعظم المهمة الملقاة على عاتقه وعاتق علماء عصره في التوجيه والإرشاد والدعوة إلى الله ، وبعظم المسئولية وخطورة هذا الموقف فارتقى بنفسه أولا إلى معاني الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة فكان مثار إعجاب الناس عامة والعلماء خاصة ، فلذلك يمكن أن نقول إن سلوك الإمام الباقر (عليه‌السلام) ووصاياه التربوية والأخلاقية وخاصة في إظهار الجانب التربوي والأخلاقي في تفسيره تصلح أن تكون منهجا أخلاقيا فريدا ، استفاد منها فيما بعد من صنف من علماء الأمة في علم الأخلاق والتربية.

١٣ ـ لقد كان للإمام الباقر (عليه‌السلام) مكانة في التفسير ولأقواله منزلة ، ففيه من الخصائص ما جعلنا نبرزه في هذا العلم وله من الصفات ما جعلته يحتل مكانة مرموقة فيه.

١٤ ـ قارنت آراءه وأقواله مع آراء غيره ، فوجدت في بعضها قوة وصحة ما يذهب إليه في التفسير ، وفي بعضها الآخر يخالف غيره مخالفة كلية حتى أنه اشتهر بأقوال في التفسير لم تؤثر عن غيره من مفسري الصحابة والتابعين ، وخاصة في مجال التفسير الفقهي.

١٥ ـ أثر الإمام الباقر (عليه‌السلام) في التابعين في عصره وخاصة في ثقاة رجال الشيعة الإمامية الذين أمكننا تقسيمهم إلى طبقتين ، واحدة للمؤلفين والأخرى للرواة ، وتبين هناك أن أثر الإمام كان واضحا جدا فيهم ، وخاصة إنني عرضت لآرائهم على ما لدي من رواية لهم في كتب تفسيرية أخرى فوجدتها تطابق آراءهم من حيث المضمون وإن اختلف الأقوال.

١٦ ـ ظهر للإمام الباقر (عليه‌السلام) أثر في كبار المفسرين من التابعين أمثال ابن زيد وقتادة وطاوس والحسن البصري من خلال عرض آرائهم على رأيه وقوله ، غير أننا قلنا هناك إن تسمية ذلك بالأثر فيه كثير من التجوز إذ أن العملية كلها لا تعدو أن تكون تأثيرا وأثرا متقابلين وحصر أيهما أسبق لضبط الأثر فيه ضرب من المستحيل.

٤٣٣

وفي الختام أرجو أن أكون سجلت بموضوعية وأمانة بعض ملامح شخصية الإمام الباقر التفسيرية كما هي من غير مبالغة أو إفراط أو تفريط ومن غير تعصب أو هوى يخل بالبحث وصاحبه لعدم حاجة الإمام الباقر (عليه‌السلام) لهذا ولغناه عنه فهو شخصية إسلامية ، علمية ، شهد بفضله وأكبر مكانته علماء الأمة الأعلام من زمن معاصريه حتى الوقت الحاضر ، كما أرجو أن أكون بينت ملامح منهجه التفسيري وأعطيت صورة واضحة لذلك الجهد الذي بذله في الكشف عن مراد الله تعالى.

وأخيرا فمهما يكن من أمر هذا البحث ، فإني قد بحثت واجتهدت في استقصاء كل ما ورد عن الإمام الباقر وعرضته وقارنته مع أقوال غيره ، ودعوت الله تبارك وتعالى آناء الليل وأطراف النهار ليوفقني فيه ويأخذ بيدي على جادة الحق والصواب ، فإن كان الصواب فهو إحدى أجري المجتهد وإن كان الأخرى فتلك طبيعة لازمت النفس الإنسانية لاختصاص الكمال بالله تعالى.

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، واجمعنا وإياهم على لا إله إلا الله ، محمد رسول الله إنك أنت الرءوف الرحيم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

* * *

٤٣٤

المصادر والمراجع

ـ القرآن الكريم.

* أولا : المخطوطات :

١ ـ تاريخ دمشق : علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر (ت : ٥٧١ ه‍) ، من مصورات مكتبة أمير المؤمنين العامة ، رقم المخطوطة ٩٤ / ٤ / ١٧ ـ القطع ٢١* ٩٦ ـ الجزء ٥١.

٢ ـ الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم : جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي من أعلام القرن السابع ، النسخة مكتوبة سنة ٧٣٤ ه‍ ، من مصورات مكتبة أمير المؤمنين العامة ؛ رقم المخطوطة ١٥ / ١ / ٧ ـ القطع ٥ ، ١٧* ٥ ، ٢٣.

٣ ـ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان : لأبي مظفر يوسف قزاوغلي المعروف بسبط ابن الجوزي (ت : ٦٤٥ ه‍) ، من مصورات مكتبة أمير المؤمنين العامة ، رقم المخطوطة ٢٢ / ١ / ١٧ ـ القطع ٢٣ / ٥ / ١٧ س. م. الجزء الخامس.

* ثانيا : المطبوعات :

(حرف الألف)

١ ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن ، البلاغي ، الشيخ محمد جواد ، ط ١ ، مطبعة العرفان ، صيدا ، لبنان ، ١٣٥١ ه‍ ـ ١٩٣٣ م.

٢ ـ الإبانة عن أصول الديانة : الأشعري ، لأبي الحسن علي بن إسماعيل (ت : ٣٣٠ ه‍) ، مطابع جامعة محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض ، ١٤٠٤ ه‍.

٣ ـ الإبانة عن معاني القراءات : مكي بن أبي طالب حموش القيسي (ت : ٤٣٧ ه‍) ، تحقيق : د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي ، مطبعة الرسالة ، نشر مكتبة نهضة مصر.

٤٣٥

٤ ـ الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين السيوطي : عبد الرحمن بن أبي بكر (ت : ٩١١ ه‍) ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة المشهد الحسيني ، القاهرة ، تصوير المكتبة العصرية بيروت ـ ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م

٥ ـ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات : الحر العاملي : محمد بن الحسن (ت : ١١٠٤ ه‍) ، ط ١ ، المطبعة العلمية ـ قم ، تصحيح السيد هاشم الرسولي المحلاتي ، ١٣٧٩ ه‍.

٦ ـ إثبات الوصية : المسعودي : لأبي الحسن علي بن الحسن (ت : ٣٤٦ ه‍) ، ط ٤ ، المطبعة الحيدرية النجف ، العراق ، ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٥.

٧ ـ الاحتجاج : الطبرسي : أحمد بن علي بن أبي طالب (ت : ٦٥٣ ه‍) ، مطبعة النعمان ، النجف ، العراق ، ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م.

٨ ـ إحقاق الحق : العلامة الحلي : جمال الدين الحسن بن يوسف (ت : ٧٢٦ ه‍) ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، مصر ، ١٣٢٦ ه‍.

٩ ـ الأحكام في أصول الأحكام : الآمدي : سيف الدين علي بن محمد (ت : ٦٣١ ه‍) ، مطبعة محمد علي صبيح ، القاهرة ، مصر ، ١٩٦٨ م.

١٠ ـ أحكام القرآن : ابن العربي : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله (ت : ٥٤٣ ه‍) ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، ط ١ ، دار الفكر ، مصر ١٩٢٩ م.

١١ ـ أحكام القرآن : الجصاص : محمد بن علي الرازي (ت : ٣٧٠ ه‍) ، ط ١ ، المطبعة البهية ، مصر ١٣٤٧ ه‍.

١٢ ـ إحياء علوم الدين : الغزالي : أبو حامد محمد بن محمد (ت : ٥٠٥ ه‍) ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م.

١٣ ـ الأخبار الموفقيات : الزبير بن بكار ، تحقيق : د. سامي مكي العاني ، بغداد ، العراق ، ١٩٧٥ م.

١٤ ـ الاختصاص : الشيخ المفيد : محمد بن محمد بن النعمان (ت : ٤١٣ ه‍) ، تحقيق : السيد محمد مهدي الخرسان ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، العراق ، ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م.

٤٣٦

١٥ ـ الاختيار لتعليل المختار : عبد الله بن محمد الموصلي الحنفي (ت : ٦٨٣ ه‍) ، ط ٣ ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٣٩٥ ه‍ ـ ١٩٧٥ م.

١٦ ـ الأخلاق : السيد عبد الله شبر ، تحقيق : جواد شبر ، ط ١ ، مطبعة النعمان ، النجف ، ١٣٨٣ ه‍.

١٧ ـ أخلاق أهل البيت : السيد مهدي الصدر ، ط ١ ، مطبعة الآداب ، النجف ، ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م.

١٨ ـ أدب الدنيا والدين : الماوردي : أبو الحسن علي بن محمد البصري (ت : ٤٥٠ ه‍) ، تحقيق : مصطفى السقا ، ط ٣ ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، مصر ، ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م.

١٩ ـ آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق : الغزالي : أبو حامد محمد بن محمد (ت : ٥٠٥ ه‍) ، تحقيق : د. محمد سعود المعيني ، ط ١ ، مطبعة العاني ، بغداد ، ١٩٨٤ م.

٢٠ ـ الإرشاد : الشيخ المفيد : محمد بن محمد بن النعمان (ت : ٤١٣ ه‍) ، ط ٢ ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م.

٢١ ـ الإرشاد إلى قواطع الأدلة : الجويني : عبد الملك بن يوسف (ت : ٤٧٨ ه‍) ، تحقيق : د. محمد يوسف موسى ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٣٦٩ ه‍ / ١٩٥٠ م.

٢٢ ـ إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق في علم الأصول : الشوكاني : محمد بن علي ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، مصر ، (د. ت).

٢٣ ـ الأساس لعقائد الأكياس : القاسم بن محمد بن علي الزيدي العلوي المعتزلي (ت : ١٠٢٩ ه‍) ، تحقيق : د. البير نصر قادر ، دار الطليعة ، بيروت ، ١٩٨٠ م.

٢٤ ـ أسباب النزول : الواحدي : أبو الحسن علي بن أحمد (ت : ٤٦٨ ه‍) ، ط ٢ ، دار مكتبة الهلال ، بيروت ، ١٩٨٥ م.

٤٣٧

٢٥ ـ استحسان الخوض في علم الكلام : الأشعري : أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت : ٣٣٠ ه‍) ، مطبعة حيدرآباد الدكن ، الهند ، ١٣٢٣ ه‍.

٢٦ ـ الاستبصار فيما اختلف من الأخبار : الشيخ الطوسي : أبو جعفر محمد بن الحسن (ت : ٤٦٠ ه‍) ، تحقيق : السيد حسن الخرسان ، ط ٢ ، مطبعة النجف ، العراق ، ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٦ م.

٢٧ ـ الاستنصار : الكراجكي : أبو الفتح محمد بن علي ، طبع حجر ، قم ، ١٣١٩ ه‍.

٢٨ ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ابن عبد البر : أبو عمر يوسف بن عبد الله القرطبي (ت : ٤٦٣ ه‍) ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، مطبعة نهضة مصر ، وأيضا ط ١ ، مطبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ١٣٢٨ ه‍ (بحاشية الإصابة).

٢٩ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة : ابن الأثير : علي بن محمد الجزري (ت : ٦٣٠ ه‍) ، ط ١ انتشارات إسماعيليان ، طهران ، (د. ت).

٣٠ ـ أسرار التنزيل وأنوار التأويل : الرازي : فخر الدين (ت : ٦٠٦ ه‍) تحقيق : محمود أحمد محمد وجماعته ، ط ١ ، مطبعة دار واسط للطباعة والنشر ، ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٥ م.

٣١ ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير : أبو شهبة : محمد ، المطابع الأميرية ، مصر ، ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م.

٣٢ ـ الإسلام عقيدة وشريعة : الشيخ محمود شلتوت ، ط ٣ ، دار القلم ، القاهرة ، مصر ، ١٩٦٦ م.

٣٣ ـ الأشراف والتنبيه : المسعودي : علي بن الحسن (ت : ٣٤٦ ه‍) ، مطبعة دار التراث ، بيروت ، ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م.

٣٤ ـ الإصابة في تمييز الصحابة : العسقلاني : أحمد بن علي بن حجر (ت : ٨٥٢ ه‍) ، ط ١ ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٣٢٨ ه‍.

٤٣٨

٣٥ ـ أصل الشيعة وأصولها : كاشف الغطاء : الشيخ محمد حسين ، ط ٤ ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٨٥ ه‍.

٣٦ ـ أصول الدين الإسلامي : الخطيب البغدادي : أبو بكر أحمد بن علي (ت : ٤٦٣ ه‍) ، ط ١ ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٣١ م.

٣٧ ـ أصول الدين الإسلامي : د. رشدي عليان و. د. قحطان الدوري ، ط ٢ ، مطبعة جامعة بغداد ، ١٩٨١ م.

٣٨ ـ أصول الفقه : المظفر : الشيخ محمد رضا ، ط ١ ، مطبعة الآداب ، النجف ، (د. ت).

٣٩ ـ أصول الفقه : الخضري محمد بيك ، ط ٦ ، المكتبة التجارية ، مصر ، ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م.

٤٠ ـ أصول المعارف : محمد الكاظمي ، مطبعة الآداب ، النجف ، ١٩٧٦ م.

٤١ ـ الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار : للحافظ أبي بكر الحازمي : محمد ابن موسى (ت : ٥٨٤ ه‍) ، تحقيق : محمد أحمد عبد العزيز ، مطبعة مكتبة عاطف ، القاهرة (د. ت).

٤٢ ـ الاعتقادات : الشيخ الصدوق : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت : ٣٨١ ه‍) مطبوع مع كتاب النافع ليوم الحشر للسيوري ، طهران ، ١٣٧٠ ه‍ / ١٩٥١ م.

٤٣ ـ الأعلاق النفيسة : ابن رستة : أبو علي أحمد بن عمر ، طبع ليدن ، ١٨٩١ م.

٤٤ ـ الأعلام : خير الدين الزركلي ، ط ٤ ، مطبعة دار الملايين ، بيروت ، ١٩٧٩ م.

٤٥ ـ أعلام الموقعين عن رب العالمين : ابن قيم الجوزية : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر (ت ٧٥١ ه‍) ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، ط ٢ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م.

٤٣٩

٤٦ ـ أعلام النبوة : الماوردي : أبو الحسن علي بن محمد (ت : ٤٥٠ ه‍) ، مصر ، ١٩٧١ م.

٤٧ ـ أعلام الورى بأعلام الهدى : الطبرسي : أبو علي الفضل بن الحسن (ت : ٥٤٨ ه‍) ، تحقيق : السيد محمد مهدي الخرسان ، ط ٣ ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م.

٤٨ ـ أعيان الشيعة : العاملي : السيد محسن الأمين ، ط ١ ، دمشق ، ١٩٣٦ م.

٤٩ ـ الاقتصاد : الشيخ الطوسي : أبو جعفر محمد بن الحسن (ت : ٤٦٠ ه‍) ، ط ١ ، مطبعة الآداب ، النجف ، ١٩٧٩ م.

٥٠ ـ الاقتصاد في الاعتقاد : الغزالي : أبو حامد محمد بن محمد (ت : ٥٠٥ ه‍) ، تقديم : د. عادل العواء ، دار الإمامة ، بيروت ، ١٩٦٩ م ـ وطبعة كلية الإلهيات ، أنقرة ، ١٩٦٢ م.

٥١ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة : الشيخ الصدوق : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت : ٣٨١ ه‍) ، طبع حجر ، قم ، ١٣٢١ ه‍.

٥٢ ـ الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف والكنى والأنساب : ابن ماكولا : الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله (ت : ٤٧٥ ه‍) ، ط ١ ، مطبعة مجلس دائرة المعارف الإسلامية ، حيدرآباد الدكن ، الهند ، ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦٢ م.

٥٣ ـ الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : العلامة الحلي : جمال الدين الحسن بن يوسف (ت : ٧٢٦ ه‍) ، ط ٢ ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٨٨ ه‍.

٥٤ ـ الأم : الشافعي : الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس (ت : ٢٠٤ ه‍) ، ط ١ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م.

٥٥ ـ الأمالي : الشيخ الصدوق : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت : ٣٨١ ه‍) ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٧٠ م.

٤٤٠