تصحيح الوجوه والنضائر

أبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري

تصحيح الوجوه والنضائر

المؤلف:

أبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري


المحقق: محمّد عثمان
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-341-1
الصفحات: ٥٣٢

١
٢

٣
٤

مقدمة

في علم الوجوه والنظائر

تعريف علم الوجوه والنظائر :

تعرف كلمة الوجوه بأنها اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان.

فإذا كان اللفظ الواحد يحتمل معان متعددة فإنه يحمل عليها إذا كانت غير متضادة ، ولا يقتصر به على معنى واحد إلا إذا كان سياق الآية يفرضه.

وأما النظائر فتعرف بأنها الألفاظ المتواطئة ، أي الألفاظ المختلفة التي تعبر عن معنى واحد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

وقال شيخ الإسلام بن تيمية : الوجوه في الأسماء المشتركة والنظائر في الأسماء المتواطئة وقد ظن بعض أصحابنا المصنفين في ذلك أن الوجوه والنظائر جميعا في الأسماء المشتركة فهي نظائر باعتبار اللفظ ووجوه باعتبار المعنى.

وقال ابن الجوزي في كتابه نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم : واعلم أن معنى الوجوه والنظائر أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع من القرآن الكريم على لفظ واحد وحركة واحدة وأريد بكل مكان معنى للكلمة غير معناها في المكان الآخر ، وتفسير كل كلمة بمعنى يناسبها غير معنى الكلمة الأخرى هذا ما يسمى الوجوه ، أما النظائر فهو اسم للألفاظ وعلى هذا تكون الوجوه اسما للمعاني ، ومن هنا كان الأصل في وضع كتب الوجوه والنظائر.

وقال السيوطي في الإتقان : الوجوه : اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان ، والنظائر : الألفاظ المتواطئة. وقيل النظائر في اللفظ ، والوجوه في المعاني.

٥

وضعف لأنه لو أريد هذا لكان الجمع في الألفاظ المشتركة ، وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي معناه واحد في مواضع كثيرة ، فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام ، والنظائر نوعا لآخر.

وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجها وأكثر وأقل ، ولا يوجد ذلك في كلام البشر.

وذكر مقاتل في صدر كتابه حديثا مرفوعا : " لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة".

قلت (١) : هذا أخرجه ابن سعد وغيره عن أبي الدرداء موقوفا ، ولفظه : " لا يفقه الرجل كل الفقه".

وقد فسره بعضهم بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد يحتمل معان متعدد فيحمله عليها إذا كانت غير متضادة ولا يقتصر به على معنى واحد.

وأشار آخرون إلى أن المراد به استعمال الإشارات الباطنة وعدم الاقتصار على التفسير الظاهر.

وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال : " إنك لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها". قال حماد : فقلت لأيوب : أرأيت قوله : حتى ترى للقرآن وجوها ، أهو أن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليه؟ قال : نعم هو هذا.

وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلى الخوارج فقال : اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ، ولكن خاصمهم بالسنة.

وأخرج من وجه آخر أن ابن عباس قال له : يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم ، في بيوتنا نزل قال : صدقت ، ولكن القرآن حمال ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن

__________________

(١) أي السيوطي في الإتقان.

٦

خاصمهم بالسنن ، فإنهم لم يجدوا عنها محيصا ، فخرج إليهم فخاصمهم بالسنن فلم تبق بأيديهم حجة.

أمثلة للوجوه والنظائر :

ومن أمثلة ذلك العلم ما جاء في كتابنا هذا أن" الأمر" في القرآن يأتي على سبعة عشر وجها :

الأول : الدين ، قال الله تعالى : (وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ) [سورة التوبة آية ٤٨]. يعني : دينه.

الثاني : القول ، قال الله تعالى : (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) [سورة الكهف آية ٢١].

الثالث : وقت الوعيد ، قال : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا) [سورة هود آية ٤٠]. أي : حضر وقت وعيدنا.

الرابع : العذاب ، قال : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) [سورة إبراهيم آية ٢٢]. أي : وجب العذاب.

الخامس : تمام العذاب وبلوغ المراد منه ، قال : (وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) [سورة هود آية ٤٤].

السادس : بمعنى الشيء ، قال : (وَإِذا قَضى أَمْراً) [سورة البقرة آية ١١٧]. أي : إذا أراد إحكام شيء لم يتعذر عليه.

السابع : هزيمة الكفار وقتلهم ببدر ، قال الله تعالى : (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً) ، ثم قال : (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) [سورة الأنفال آية ٤٤] أراد هزيمة الكفار وأسرهم جزاء لهم على كفرهم ونصرة المؤمنين عليهم.

الثامن : القيامة ، قال الله تعالى : (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِ) [سورة غافر آية ٧٨]. يعني : القيامة.

٧

التاسع : فتح مكة ، قال الله تعالى : (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) [سورة التوبة آية ٢٤]. قالوا : أراد فتح مكة.

العاشر : قتل قريظة وجلاء النضير ، قال الله وحده : (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) [سورة البقرة آية ١٠٩].

الحادي عشر : بمعنى القضاء ، قال الله تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) [سورة السجدة آية ٥].

الثاني عشر : الوحي ، قال الله : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) [سورة السجدة آية ٥].

الثالث عشر : بمعنى النصر والسلطان ، قال : (هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) [سورة آل عمران آية ١٥٤]. يعني : أن الغلبة لأولياء الله.

الرابع عشر : الذنب ، قال الله تعالى : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها) [سورة الطلاق آية ٩] أي : جزاء ذنبها.

الخامس عشر : الأمر خلاف النهي ، قال الله : (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) [سورة الإسراء آية ١٦]. أي : أمرناهم بالطاعة فعصوا.

السادس عشر : إظهار أمر المنافقين ، قال الله تعالى : (أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ) [سورة المائدة آية ٥٢].

السابع عشر : العلم ، قال الله تعالى : (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [سورة النساء آية ٥٩]. قيل : يعني : العلماء (١).

__________________

(١) قال أبو هلال العسكري في كتابه هذا : وقيل : يعني : السلطان ، وإنما تجب طاعة السلطان إذا كان محقا. وقال ابن عباس : أولو الفقه في الدين.

وقال أبو علي رحمه‌الله : هم الأمة وأمراؤهم ، وليس هم العلماء إلا أن يكونوا أمراء. وقال : (فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) [سورة النساء آية ٥٩]. أي : إلى الكتاب والسنة ؛ لأنهما من الله ورسوله ، وفيه دليل على أن

٨

وكذلك" الأمة" في القرآن جاءت على عشرة أوجه :

أولها : الجماعة ، قال الله تعالى : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) [سورة البقرة آية ١٢٨] ، أي : جماعة ،

الثاني : الملة ، قال الله تعالى : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) [سورة البقرة آية ٢١٣]. يعني : أهل أمة واحدة.

الثالث : أهل الإسلام بعينه ، قال الله تعالى : (وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا) [سورة يونس آية ١٩] ، يعني : حالهم على عهد آدم ، وما كانوا عليه في سفينة نوح.

الرابع : قوله : (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) [سورة الأنبياء آية ٩٢]. أي : ملتكم ، فهي هاهنا الملة بعينها.

الخامس : قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) [سورة هود آية ٨]. يعني : سنين.

__________________

الإمامة ليست بحجة ، وفيه دليل أيضا على صحة القياس وذلك أن جميع ما يتنازع فيه المتنازعان لا يوجد في القرآن والسنة مشروحا ، ولكن يوجد أصل كل شيء فيهما أو في أحدهما ، فأمر بحمل الفروع على الأصول الموجودة فيهما ليظهر أحكامها ، ولا يأتى ذلك إلا بالقياس.

والآية عموم في وجوب الرد إلى الكتاب والسنة في حياة الرسول وبعد وفاته.

والذي يقتضيه فحوى الكلام الرد إليهما فيما لا نص فيه ؛ لأن المنصوص عليه لا احتمال فيه لغيره ولا يقع فيه التنازع من الصحابة مع علمهم باللغة ومعرفتهم بما فيه احتمال مما لا احتمال فيه.

وأما الأمر في قوله تعالى : (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) [سورة الطلاق آية ١]. فهو تفسير الرجعة ، وذلك أنه إذا طلقها طلاق السنة ملك رجعتها.

وطلاق السنة عند الكوفيين يعتبر فيه معنيان :

أحدهما : الوقت. والآخر : العدد.

فالوقت : أن يطلقها طاهرا من غير جماع أو حاملا قد استبان حملها. والعدد : ألا يزيد في الطهر الواحد على تطليقة واحدة ، فأما من لا عد عليها فيطلقها متى شاء في حيض أو طهر بغير المدخول بها.

٩

السادس : قوله تعالى : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) [سورة النحل آية ٩٢] ، يعني : قوما يكونون أربى من قوم ؛ أي : أكثر عددا ، ومنه الربا ؛ لأنه زيادة في أصل المال.

السابع : الإمام ، قال الله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً) [سورة النحل آية ١٢٠]. أي : إماما يقتدى به في الخير.

الثامن : أمة كل رسول ؛ يعني : من بعث إليه الرسل من أمثال عاد ، وثمود ، وقوم لوط ؛ وهو قوله تعالى : (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها) [سورة الحجر آية ٥ ، المؤمنون ٤٣] ، يعني : من هذه الأمم لم تسبق أجلها في العذاب.

التاسع : قوله : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [سورة آل عمران آية ١١٠]. يعني : أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة.

العاشر : قوله تعالى : (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ) [سورة الرعد آية ٣٠]. يعني : الكفار من أمة محمد صلّى الله عليه.

هذان مثالان للوجوه والنظائر في القرآن الكريم والأمثلة كثيرة ولكن نترك ذلك للقارئ ليتعرف على كل هذا عند مطالعته لهذا الكتاب القيم.

المؤلفات التي ألفت في هذا العلم :

ومن المؤلفات في هذا العلم :

١ ـ الوجوه والنظائر في القرآن العظيم ، لمقاتل بن سليمان البلخي (ت : ١٥٠)

٢ ـ الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، لهارون بن موسى (ت : ١٧٠)

٣ ـ التصاريف ، ليحي بن سلام (ت : ٢٠٠)

٤ ـ تحصيل نظائر القرآن ، للحكيم الترمذي (ت : ٣٢٠)

٥ ـ وجوه القرآن ، للحيري (ت : ٤٣٠)

٦ ـ الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ، للدامغاني (ت : ٤٧٨)

٧ ـ نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ، لابن الجوزي (ت : ٥٩٧)

١٠

٨ ـ منتخب قرة العيون النواظر في الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، لابن الجوزي (وهو مختصر من الذي قبله).

٩ ـ كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر ، لابن العماد المصري (ت : ٨٨٧).

١١

ترجمة المصنف

اسمه : الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران

كنيته : أبو هلال

نسبه : العسكري نسبة إلى عسكر مكرم (١).

مولده :

ولد أبو هلال العسكري في عسكر مكرم وهي كورة من كور الأهواز وفيها نشأ وترعرع وتتلمذ على يد خاله أبي أحمد وهو الذي يغلط فيه كثير من المؤرخين.

التفرقة بين أبي هلال وأبي أحمد :

قال الصفدي في الوافي بالوفيات في ذكر بعض الأسماء الملتبسة على المؤرخين : الحسن بن عبد الله أبو أحمد ، والحسن بن عبد الله العسكري أبو هلال صاحب كتاب الأوائل ، كلاهما الحسن بن عبد الله العسكري ، والأول توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة والثاني كان موجودا في سنة خمس وتسعين وثلاث مائة ، فاتفقا في الاسم واسم الأب والنسبة والعلم وتقاربا في الزمان ولم يفرق بينهما إلا بالكنية لأن الأول أبو أحمد والثاني أبو هلال

__________________

(١) بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء وهو مفعل من الكرامة وهو بلد مشهور من نواحي خوزستان منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة وقال حمزة الأصبهاني : رستقباذ تعريب رستم كواد وهو اسم مدينة من مدن خوزستان خربها العرب في صدر الإسلام ثم اختطت بالقرب منها المدينة التي كانت معسكر مكرم بن معزاء الحارث صاحب الحجاج بن يوسف وقيل بل مكرم مولى كان للحجاج أرسله الحجاج بن يوسف لمحاربة خرزاد بن باس حين عصى ولحق بإيذج وتحصن في قلعة تعرف به فلما طال عليه الحصار نزل مستخفيا ليلحق بعبد الملك بن مروان فظفر به مكرم ومعه درتان في قلنسوته فأخذه وبعث به إلى الحجاج ، وكانت هناك قرية قديمة فبناها مكرم ولم يزل يبني ويزيد حتى جعلها مدينة وسماها عسكر مكرم.

١٢

والأول ابن عبد الله ابن سعيد بن إسماعيل والثاني ابن عبد الله بن سهل بن سعيد ولهذا كثير من أهل العلم التاريخ لا يفرقون بينهما ويظنون أنهما واحد.

قال أبو طاهر السلفي : وكان لأبي أحمد تلميذ وافق اسمه اسمه ، واسم أبيه اسم أبيه ، وهو عسكري أيضا ، فربما اشتبه ذكره بذكره إذا قيل الحسن بن عبد الله العسكري الأديب ، فهو أبو هلال الحسن بن عبد الله ابن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران اللغوي العسكري ، سألت الرئيس أبا المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي ـ رحمه‌الله ـ بهمذان عنه ، فأثنى عليه ووصفه بالعلم والفقه معا وقال : كان يبرز احترازا من الطمع والدناءة والتبذل ، وذك فيه فصلا هو في سؤالاتي عنه ، وكان الغالب عليه الأدب والشعر.

وذكر أن أبا هلال هو ابن أخت أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري وتلميذه.

وكان عالما عفيفا يتبزّز احترازا من الطمع والدناءة والتبذل ، وكان الغالب عليه الأدب والشعر.

شيوخه :

أكثر ما أخذ أبو هلال وتعلم على خاله أبي أحمد ، وحمل عنه.

وعن أبي القاسم بن شيران وغير واحد.

وما أظنه رحل من عسكر مكرم.

تلاميذه :

ذكر الصفدي في الوافي بالوفيات أن ممن روى عنه :

أبو سعد السمان الحافظ بالري.

وأبو الغنائم بن حماد المقرئ إملاء.

وأبو حكيم أحمد بن إسماعيل بن فضلان العسكري.

ومظفر بن طاهر الآستري. وآخرون

١٣

مصنفاته :

١. كتاب التلخيص في اللغة.

٢. وكتاب صناعتي النظم والنثر ؛ وهو مفيد.

٣. وكتاب جمهرة الأمثال.

٤. وكتاب معاني الأدب.

٥. وكتاب من احتكم من الخلفاء إلى القضاة.

٦. وكتاب التبصرة وهو كتاب مفيد.

٧. وكتاب شرح الحماسة.

٨. وكتاب الدرهم والدينار.

٩. وكتاب المحاسن في تفسير القرآن خمس مجلدات.

١٠. وكتاب العمدة.

١١. وكتاب فضل العطاء على العسر.

١٢. وكتاب ما تحلن فيه الخاصة.

١٣. وكتاب أعلام المعاني في معاني الشعر.

١٤. وكتاب الأوائل.

١٥. وكتاب ديوان شعره.

١٦. وكتاب الفروق بين المعاني.

١٧. وكتاب نوادر الواحد والجمع.

أما كتابنا هذا وهو تصحيح الوجوه والنظائر فقد ذكر أكتر المفهرسين والمؤرخين أن هذا الكتاب لأبي أحمد شيخ أبي هلال فقد ذكر الصفدي في ترجمة أبي أحمد : وكان أحد الأئمة في الأدب ، وهو صاحب أخبار ونوادر. وله رواية متسعة وتصانيف مفيدة منها : كتاب

١٤

التصحيف ، وراحة الأرواح ، والحكم والأمثال ، وتصحيح الوجوه والنظائر ، والزواجر والمواعظ ، وصناعة الشعر ، والمختلف والمؤتلف.

وذكر الزركلي في الأعلام : من كتبه (الزواجر والمواعظ) و (التفضيل بين بلاغتي العرب والعجم ـ ط) و (الحكم والامثال) و (راحة الارواح) و (تصحيفات المحدثين ـ خ) لعله كتابه المطبوع باسم (شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف) و (تصحيح الوجوه والنظائر) و (المصون ـ ط) في الأدب ، و (صناعة الشعر) وهو خال أبي هلال (الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري) الآتي ذكره ، وأستاذه.

وقال ياقوت الحموي في معجم الأدباء : ومن جملته : كتاب صناعة الشعر رأيته ، كتاب الحكم والأمثال ، كتاب راحة الأرواح ، كتاب الزواجر والمواعظ ، كتاب تصحيح الوجوه والنظائر.

وقال أبو طاهر السفلي : إن أبا أحمد هذا كان من الأئمة المذكروين بالتصرف في أنواع العلوم ، والتبحر في فنون الفهوم ، ومن المشهورين بجودة التأليف وحسن التصنيف ، ومن جملته : كتاب" صناعة الشعر". كتاب" الحكم والأمثال". كتاب" التصحيف". كتاب" راحة الأرواح". كتاب" الزواجر والمواعظ". كتاب" تصحيح الوجوه والنظائر".

والذي جعلنا ننسب الكتاب لأبي هلال ما وجدناه على نسخته المخطوطة وفي بدايته حيث قال الناسخ : قال الشيخ أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل رحمة الله عليه.

وذكر أيضا في متن كتابه عند الكلام على الوجه الرابع في" الجعل" : وكان بعض العرب يذهب إلى أن سروات الجن بنات الله ، فرد الله ذلك بهذا القول ، وشرح ذلك جرى في كتابنا في التفسير. وقد كرر ذللك مرارا.

وقال أيضا : وبيان ذلك مشروح في كتابنا في الفروق. وكتاب الفروق معروف لأبي هلال العسكري.

فكان هذا ما دفعنا أن ننسب الكتاب لأبي هلال ، ولعل ما كتبه المفهرسون والمؤرخون كان لبسا منهم بين مصنفات أبي أحمد ومصنفات أبي هلال. والله أعلم.

١٥

شيء من سيرته :

قال الصفدي في الوافي بالوفيات : وكان يتبزز احترازا من الطمع والدناءة والتبذل.

قلت وقد ذكره الباخرزي في كتاب : دمية القصر ، فقال : بلغني أن هذا الفاضل كان يحضر السوق ، ويحمل إليها الوسوق ، ويحلب در الرزق ويمتري ، بأن يبيع الامتعة ويشتري.

ومن شعره :

جلوسي في سوق أبيع وأشتري

دليل على أن الأنام قرود

ولا خير في قوم يذل كرامهم

ويعظم فيهم نذلهم ويسود

وتهجوهم عني رثاثة ملبسي

هجاء قبيحا ما عليه مزيد

ومنه :

إذا كان مالي مال من يلقط العجم

وحالي فيكم حال من حاك أو حجم

فأين انتفاعي بالأصالة والحجى

وما ربحت كفي على العلم والحكم

ومن ذا الذي في الدهر يبصر حالتي

فلا يلعن القرطاس والحبر والقلم

وقال السيوطي في طبقات المفسرين : كان عالما عفيفا يتبزّز احترازا من الطمع والدناءة والتبذل ، وكان الغالب عليه الأدب والشعر.

وقال أبو طاهر السلفي : سألت أبا المظفر الآبيوردي رحمه‌الله عن أبي هلال العسكري فأثنى عليه ووصفه بالعلم والعفة معا ، وقال : كان يتبزز احترازا من الطمع والدناءة والتبذل.

وقال أبو هلال أيضا :

لا يغرنكم علو لئيم

فعلو لا يستحق سفال

فارتفاع الغريق فيه فضوح

وعلو المصلوب فيه نكال

١٦

ومن شعره أيضا :

ما بال نفسك لا تهوى سلامتها

وأنت في عرض الدنيا ترغبها

دار إذا جاءت الآمال تعمرها

جاءت مقدمة الآجال تخربها

أراك تطلب دنيا لست تدركها

فكيف تدرك أخرى لست تطلبها

وفاته :

قال ياقوت : وأما وفاته ؛ فلم يبلغني فيها شيء غير أني وجدت في آخر كتاب الأوائل من تصنيفه : وفرغنا من إملاء هذا الكتاب يوم الأربعاء لعشر خلت من شعبان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

وذكر بعض المؤرخين أنه توفي في حدود الأربعمائة. فالله أعلم.

مصادر الدراسة والترجمة :

١. الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.

٢. الوافي بالوفيات للصفدي.

٣. طبقات المفسرين للسيوطي.

٤. الطبقات السنية في تراجم الحنفية للتقي الغزي.

٥. الأعلام للزركلي.

٦. معجم المؤلفين لعمر كحالة.

٧. تاريخ دمشق لابن عساكر.

٨. تاريخ الإسلام للذهبي.

٩. هدية العارفين للباباني.

١٠. دمية القصر وعصرة أهل العصر للباخرزي.

١١. كشف الظنون لحاجي خليفة.

١٧

١٢. معجم المطبوعات.

وصف النسخة الخطية :

نسخة كتبت بخط نسخ جميل مشكول تظهر فيها العناوين بخط أسود بارز ولكن يعيبها في بعض الأحيان سوء التخزين حيث نجد بعض الطمس على جوانبها وفي مواضع متفرقة من صفحاتها.

وتقع النسخة في ١٩١ ورقة ومسطرتها ١٩ سطرا.

وهي نسخة مصورة محفوظة بمعهد المخطوطات بالقوائم غير المفهرسة.

وقد قمنا بنسخ المخطوط ثم مطابقة ما نسخ على الأصل المخطوط ليتم استدراك ما فات من سهو أو انتقال نظر أثناء النسخ ، ثم عمدنا إلى العمل التحقيقي في الكتاب من إحالة إلى جذور وشرح الكلمات وتخريج الأحاديث والآيات وغير ذلك مما ستجده في الكتاب.

وقدمنا ذلك كله بدراسة لعلم الوجوه والنظائر مشيرين إلى أهم الكتب التي تحدثت في هذا المجال.

ثم ألحقنا ذلك بترجمة لأبي هلال العسكري وفرقنا بينه وبين خاله أبي أحمد والذي قد يخطأ كثير من المؤرخين فيهما كما قدمنا قبل.

وهذا الكتاب كتاب جليل فيه فوائد جمة نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما فيه.

آمين

١٨

صور المخطوط

١٩

٢٠