سعد السّعود

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

سعد السّعود

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات دار الذخائر للمطبوعان
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٣

فصل فيما نذكره من القائمة الثانية من السفر التاسع من حديث إبراهيم وسارة وهاجر ووعد هاجر أن ولدها إسماعيل يكون يده على كل يد فقال ما هذا لفظه وإن سارة امرأة إبراهيم لم يكن يلد لها ولد كانت لها أمة مصرية اسمها هاجر فقالت سارة لإبراهيم إن الله قد حرمني الولد فادخل على أمتي وابن بها لعلي أعثر بولد منها فسمع إبراهيم قول سارة وأطاعها فانطلقت سارة امرأته ب بهاجر أمتها المصرية وذلك بعد ما سكن إبراهيم أرض كنعان عشر سنين فأدخلتها على إبراهيم زوجها فدخل إبراهيم بهاجر فحبلت فلما رأت هاجر أنها قد حبلت استسفهت هاجر سارة سيدتها وهانت في عينها فقالت سارة يا إبراهيم أنت ضامن ظلامتي إنما وضعت أمتي في حضنك فلما حبلت هنت عليها يحكم الرب بيني وبينك فقال إبراهيم لسارة امرأته هذه أمتك مسلمة في يدك فاصنعي بها ما أحببت وحسن في عينيك ما سرك ووافقك فأهانتها سارة سيدتها فهربت منها فلقيها ملاك الرب على غير ماء في البرية في طريق حذار قال لها يا هاجر أمة سارة من أين أقبلت وأين تريدين فقالت أنا هاربة من سارة سيدتي فقال لها ملاك الرب انطلقي إلى سيدتك وتعبدي لها ثم قال لها ملاك الرب إنك حبلى وستلدين ابنا وقد عين اسمه إسماعيل لأن الرب قد عرف ذلك بخضوعك ويكون ابنك هذا حسن عند الناس ويده على كل يد.

فصل فيما نذكره من الكراس العاشر من الوجهة الأولى من القائمة بلفظه وقال الله لإبراهيم حقا أن سارة ستلد لك ابنا وتسميه إسحاق وأتيت العهد بنيه وبنيه إلى الأبد من ولد من ذريته من بعده وقد استجبت لك في إسماعيل وتركته وكبرته وأنميته جدا جدا يولد له اثنا عشر عظيما وأجعله رئيسا لشعب عظيم

فصل فيما نذكره من الكراس الثالث عشر من الوجهة الأولى بعد ما ذكره من كراهية سارة لمقام هاجر وإسماعيل عندها فقال ما هذا لفظه فغدا إبراهيم باكرا فأخذ خبزا وإداوة من ماء وأعطاه هاجر فحملها ومعها الصبي والطعام

٤١

فأرسلها وانطلقت فتاهت في برية وسيعة ونفد الماء من الإداوة فألقت الصبي تحت شجرة من شجر الشيح فانطلقت فجلست قباله وتباعدت عنه كرمية السهم لأنها قالت لا أعابر برب الصبي فجلست إزاءه ورفعت صوتها وبكت فسمع الرب صوت الصبي فدعا ملاك الرب هاجرا من السماء فقال لها ما لك يا هاجر لا تخافي لأن الرب قد سمع صوت الصبي حيث هو قومي فاحملي الصبي وشدي به يديك لأني أجعله رئيسا لشعب عظيم وأجلى الله عن بصرها فرأت بئر ماء فانطلقت فملأت الإداوة ماء وسقت الغلام وكان الله مع الغلام فشب الغلام وسكن برية فاران وكان يتعلم الرمي في تلك البرية وزوجه أبوه امرأة من أهل مصر.

فصل فيما نذكره من الرابع عشر من الوجهة الثانية مما يقتضي أن الذبيح الذي فدي بالكبش إسماعيل فقال ما هذا لفظه وقال له إني أقسمت بقول الرب بدل ما صنعت هذا الصنع ولم تمنعني يكور لابن الوحيد لأبركتك بركة ثانية ولأكثرن نسلك مثل كواكب السماء ومثل الرمل الذي في ساحل البحر وبرت زرعك أراضي أعدائهم ويتبارك بنسلك جميع الشعوب لأنك أطعتني.

يقول علي بن طاوس يفهم من المصنف من قوله يكور لابن الوحيد أنه إسماعيل بغير شبهة لأنه يكره قتل إسحاق ولأنه الوحيد فإن إسحاق ما كان وحيدا لأنه كان بين سارة وإبراهيم ومعهما ثم ذكر في السادس عشر أن حياة إبراهيم مائة وخمس وسبعون سنة وذكر الثعالبي في كتاب العرائس أن هاجر ماتت قبل سارة فدفنت في الحجر بالكعبة وسارة دفنت بأرض كنعان في حرون.

أقول وربما يقول بعض اليهود إنهم من إسحاق ولد الست وإسماعيل من ولد الجارية فيقال لأن ولادة سارة ما نفعتهم بما عملوا بأنفسهم بموسى وولادة هاجر اقتضت ضرب الجزية عليهم وقتلهم واستبعادهم وخروج النبوة والملك والحق عنهم.

٤٢

فصل فيما نذكره مما وجدناه في التوراة من بعض معاني يعقوب ويوسف فذكر في القائمة الرابعة من الكراس السادس أن إخوة يوسف باعوه بعشرين مثقالا من فضة وذكر أن عمره كان عشرين سنة وذكر في الإصحاح الثالث والثلاثين من السفر الأول أن حياة يعقوب كان مائة سنة وسبعا وأربعين وذكره في الإصحاح الرابع والثلاثين أن يوسف بكى على أبيه سبعة أيام وناح المقربون عليه سبعين يوما وأن عمر يوسف مائة وعشرون سنة وذكر الزمخشري في الكشاف في رواية أن عمر يوسف لما باعوه كان سبع عشرة سنة وذكر محمد بن خالد البرقي في كتاب المبتدأ أن عمره كان ثلاث عشرة سنة.

فصل فيما نذكره من بعض منازل هارون وذريته من موسى كما وجدناه في التوراة اعلم أن قول النبي (ص) لمولانا علي بن أبي طالب (ع) أنت مني بمنزلة هارون من موسى يشتمل على خصائص عظيمة نحو الخلافة ولقد وجدت في التوراة من منازل هارون من موسى ما يضيق ما قصدناه بفصول هذا الكتاب مما ينتفع بمعرفتها ذوي الألباب.

فصل فيما نذكره من الوجه الأول من القائمة الثالثة من الإصحاح الثاني عشر من الكراس الخامس من السفر الثاني من أول سطر في القائمة المذكورة في أمر الله تعالى لموسى (ع) ما هذا لفظه وجد الكسوة فألبسها هارون السراويل والعمامة والجبة والرداء وزخرفه فمنطقه بالجبة وشد العمامة على رأسه وشد إكليل القدس فوق العمامة وأخذ دهن المسيح فامسحه واسكبه على رأسه وامسحه وأدنى بنيه وألبسهم السراويل وأشدد أوساطهم بالمناطق وتوجهم بالتيجان فيكون لهم عهد إلى الأبد ويكمل أيدي هارون وأيدي بنيه.

فصل فيما نذكره من تعظيم الله لهارون وبنيه لزيادة منازلهم على غيرهم ما نفصل أوله من الوجهة الأولة من القائمة الرابعة من الكراس المذكور بلفظه فيأكل هارون وبنوه لحم الكبش والخبز الذي في السلة على باب فيه

٤٣

الأمد يأكل ذلك ليطهروا لكي يكونوا كاملين مقدسين ولا يأكل منه غريب لأنه طهر قدس فإنه يصل من لهم الكمال فإذا بات الخبز إلى الغداة أحرق ما بقي بالنار ولا يأكل لأنه قدس وفعل الأول من بنيه هذا الفعل كما أمره ومن الوجهة الثانية من هذه القائمة وأقدس هارون وبنيه ليكنهوا لي وأحل بين بني إسرائيل وأكون لهم إلها فيعلمون أني أنا الرب إلههم.

فصل فيما نذكره من الإصحاح السادس من السفر الثاني من القائمة الرابعة من الوجهة الأولى من الكراس السابع بلفظه ونسجوا سربالا من كتان عملا منسوجا لهارون وبنيه وعمامة كتان والبراطيل من كتان وسرابيل كتان مغفولة ومناطق غزل كتان وفوط وأرجوان وصنع القراض وغزل كتان من عمل مصور حاذق كما أمر الرب موسى ونقشوا عليهم اسم الرب الأزلي كنقش الخاتم وربطوا فيه عصائب قز ليشد فوق العمامة كما أمر الرب موسى (ع) ثم شرح شرحا جليلا وقال في الوجهة الأولة من القائمة الخامسة من الكراس المذكور ما هذا لفظه وقدم هارون وبنيه إلى باب فيه الشهادة واغسلهم بالماء وألبسهم هارون لباس القدس وأمسحهم فيتكهنون لي ويكون يمسحونهم الكاهنون إلى الأبد لاحقا بهم فصنع موسى كما أمره الرب.

أقول ويقول في الوجهة الثانية من القائمة العاشرة من الكراس ما هذا لفظه وما بقي من السمندر يكون لهارون وبنيه لأنه قدس القدس من قربان الرب.

فصل فيما نذكره من منزلة أخرى من منازل هارون وبنيه من موسى (ع) من الإصحاح السادس من السفر من آخر سطر فيه من الصفحة الأولة ما هذا لفظه وقال موسى لجميع بني إسرائيل هذه الوصية التي يأمرنا الرب أن نفعلها وقدم موسى هارون وبنيه فغسلهم بالماء وألبس هارون قميصا من القمص التي اتخذت الأحبار وشد ظهره بالهميان ورداه برداء وألبسه سراويل وصير على كتفيه الحجبة وهي الصدر وشد عليه

٤٤

ذلك بهميان وجعل فوقها رداء الوحي وصير على الرداء العلم والبسط وصير على رأسه برنسا وصير على البرنس من ناحية وجهه إكليلا من ذهب وهو إكليل القدس كما أمر الرب موسى وأخذ موسى دهن المسحة ومسح به قبة الرمان وكل أوعيتها وطهرها ورش على المذبح منه سبع مرات من مسح المسحور على رأس هارون ومسحه وقدمه وقدم موسى بني هارون أيضا وغسلهم بالماء وألبسهم الأقمصة وشد ظهورهم بالهمايين وصير على رءوسهم البرطلات كما أمر الرب موسى.

فصل فيما نذكره من الفصل الحادي عشر من حين عصا هارون أورقت وأثمرت من أواخر الورقة الثالثة منه بلفظه وكل موسى بني إسرائيل فدفع إليه جميع رؤسائهم عصا لكل رئيس منهم وأخذ لكل رئيس كسوة وجعل قبالهم اثنتي عشرة عصا وعصا هارون بين عصيهم فوضع موسى العصا أمام الرب في قبة الشهادة فلما كان من غد ذلك اليوم دخل موسى وهارون إلى قبة الشهادة وإذا عصا هارون من بين عصيهم قد أورقت وأخرجت تينا وأزهرت زهرا وحملت لوزا فأخرج موسى جميع العصي من أمام وجه الرب إلى جماعة بني إسرائيل فنظروا وأخذ كل واحد عصاه وقال الرب لموسى ضع عصا هارون أمام الشهادة لتبقى آية لبني إسرائيل ولا تموتوا ففعل موسى وهارون جميع ما أمر الرب لذلك.

فصل فيما نذكره من الفصل الثاني عشر من أواخر قائمة منه من الوجهة الأولة بلفظه وكلم الرب هارون فقال إني وهبت لكم الحرس من خاصتي من جميع ما قدس لي من بني إسرائيل وأنا أعطيت ذلك كرامة لك وبنيك من بعدك سنة إلى الأبد.

فصل فيما نذكره من الفصل الرابع عشر من الوجهة الأولى من ثاني قائمة منه في فوت هارون بلفظه فمد هارون الفاز وابنه واصعد بهما إلى جبل هود يحضره كل الجماعة واخلع عن هارون ثيابه وألبسها الفاز وابنه ففعل موسى ما أمر الرب وصعد إلى جبل هود يحضره كل الشعب ـ

٤٥

ونزع موسى عن هارون ثيابه وألبسها الفاز وابنه فمات هارون هناك على رأس الجبل وهبط موسى فالفاز عن الجبل وعلم كل الشعب أن هارون قد قضى فناح جميع بني إسرائيل على هارون ثلاثين يوما وقال في الفصل العشرين في رابعة قائمة منه مات هارون لسنة أربعين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في الشهر الخامس في أول يوم من الشهر فكان هارون ابن مائة وعشرين سنة حين مات في جبل هود.

فصل فيما نذكره من الإصحاح الحادي عشر بشارتهم بنبي يبعثه لهم وهو من السفر الخامس من الوجهة الأولة من الكراس الرابع منه بلفظه فقال الله لي نعم ما قالوا وأنا أقيم لهم كل أمر ... من إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيقول لهم كل شيء أمرته به.

فصل فيما نذكره من تعيين بلد مخرج النبي (ص) من الإصحاح العشرين من الوجهة الثانية من الكراس السادس بلفظه هذه وصية موسى من عند الله الذي بارك على بني إسرائيل قبل أن أموت قال الله من سينا أشرق لنا من ساعير واشتعال من جبال فاران ومعه ربوات مقدسة عن يمينه فوهب لهم ورحم الشعوب بالفرات فبارك على كل ما أظهره وهو يكون وصيك ويقبلون كلمتك.

يقول علي بن طاوس وقد وضح في الإصحاح الثالث عشر من السفر الأول عند ذكر إسماعيل جد سيدنا رسول الله (ص) أن جبال فاران كانت وطن إسماعيل الذي كانت فيه بشارة الله لأمه بعنايته الباهرة وقد قدمنا لفظ ذلك عن التوراة من القائمة العاشرة من هذا الكراس ومن المعلوم أن إسماعيل وعقبه كان بمكة.

فصل فيما نذكره من وفاة موسى (ع) من الكراس السادس من السفر الآخر من الوجهة الثانية من القائمة الثانية بلفظه فمات موسى عبد الله بكل ما فرض الله فقبره في وادي أرض مأرب مقابل بيت ناعور ولم يعلم أحد من الناس وكان قبره إلى هذا اليوم مجهولا وكان موسى حين مات ابن مائة

٤٦

وعشرين سنة ولم يثقل عيناه ولم ينقص وجهه فبكى بنو إسرائيل على موسى وناحوا عليه مائة وثلاثين يوما.

يقول علي بن موسى بن طاوس ولم نذكر كل ما تضمنه مما وقفنا عليه من بشارة أو إشارة لأنا قصدنا بكتابنا هذا ذكر اليسير اللطيف العبارة.

فصل فيما نذكره من زبور داود وما كانت نبوته بعد موسى وجدت النسخ به كثيرة والذي ننقله من نسخة صغيرة قالبها ثمن الورقة الكبيرة ونبدأ بذكر السورة الثانية وأولها في الوجهة الثانية من القائمة الثانية من الكراس الأول السورة الثانية ما يقول للأمم والشعوب وقد اجتمعوا على الرب وحده ـ (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) وقدسه يا داود إني جعلتك خليفة في الأرض وجعلتك مسبحي ونبي وسيتخذوا عيسى إلها من دوني من أجل ما مكنت فيه من القوة وجعلته يحيي الموتى بإذني داود صفني بالكرم والرحمة وإني على كل شيء قدير داود من ذا الذي انقطع إلي فخيبته أو من ذا الذي أناب إلي فطردته عن باب إنابتي ما لكم لا تقدسون الله وهو مصوركم وخالقكم على ألوان شتى ما لكم لا تحفظون طاعة الله آناء الليل والنهار وتطردون المعاصي عن قلوبكم كأنكم لا تموتون وكأن دنياكم باقية للأزل ولا تنقطع ولكم عندي في الجنة أوسع وأخصب لو عقلتم وتفكرتم وستعلمون إذا حضرتم إلي أني بما يعمل الخلق بصير سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من أولة كراس الثالث من الزبور من السورة العاشرة من الزبور أيها الناس لا تغفلوا عن الآخرة ولا يغرنكم الحياة وبهجة الدنيا ونظارتها يا بني إسرائيل لو تفكرتم في منقلبكم ومعادكم وذكرتم القيامة وما أعددت فيها للعاصين قل ضحككم وكثر بكاؤكم ولكنكم غفلتم عن الموت ونبذتم عهدي وراء ظهوركم واستخففتم بحقي كأنكم لستم بمسيئين ولا محاسبين كم تقولون ولا تفعلون وكم تعدون فتخلفون وكم تعاهدون فتنقضون لو تفكرتم في خسوفة الثرى ووحشة القبر وظلمته لقل كلامكم وكثر ذكركم واشتغالكم لي إن الكمال كمال الآخرة وأما كمال الدنيا

٤٧

فمتغير وزائل لا يتفكرون في خلق السماوات والأرض وما أعددت فيها من الآيات والنذر وحبست الطير في جو السماء ويسبحن ويسرحن في رزقي وأنا الغفور الرحيم سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس الرابع وهي السورة السابعة عشرة بلفظه داود اسمع ما أقول وأمر سليمان بعدك يقول إن الأرض يرثها محمد وأمته وهم خلافكم ولا تكون صلاتهم بالطنابير ولا يقدسون الأوتار فازدد من تقديسك وإذا زمرتم بتقديسي فأكثروا البكاء بكل ساعة وساعة لا تذكرني فيها عدمتها من ساعة داود قل لبني إسرائيل لا تجمعوا المال من الحرام فإني لا أقبل صلاتهم واهجر أباك وأخاك على الحرام واتل على بني إسرائيل نبأ رجلين كانا على عهد إدريس فجاءت لهما تجارة وقد فرضت عليهما صلاة مكتوبة فقال الواحد أبتدئ بأمر الله وقال الآخر أبدأ بتجارتي وألحق أمر الله فذهب هذا لتجارته وهذا لصلاته فأوحيت إلى السحاب فنفخت وأطلقت نارا وأحاطت واشتعل الرجل بالسحاب والظلمة فذهبت تجارته وصلاته وكتب على باب داره انظروا ما تصنع الدنيا والتكاثر بصاحبه داود إن البكاء والكبر حرد لا يتغير أبدا فإذا رأيت ظالما قد رفعته الدنيا فلا تغبطه فإنه لا بد له من أحد الأمرين إما أن أسلط عليه ظالما أظلم منه فننتقم منه وإما نلزمه رد التبعات يوم القيامة داود لو رأيت صاحب التبعات قد جعل في عنقه طوق من نار فحاسبوا نفوسكم وأنصفوا الناس ودعوا الدنيا وزينتها يا أيها الغفول ما تصنع بدنيا يدخلها الرجل صحيحا ويرجع سقيما ويخرج فيحيا حياته فيكبل بالحديد والأغلال ويخرج الرجل صحيحا فيرد قتيلا ويحكم لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم لما ذقتم دواءها لشهوة أين المشتاقون إلى أزيد الطعام والشراب أين الذين جعلوا مع الضحك بكاء أين الذين هجموا على مساجدي في الصيف والشتاء انظروا اليوم ما ترى أعينكم فطال ما كنتم تسهرون والناس نيام فاستمعوا اليوم ما أردتم فإني قد رضيت عنكم أجمعين ولقد كانت أعمالكم

٤٨

الزاكية تدفع سخطي عن أهل الدنيا يا رضوان اسقهم من الشراب الآن فيشربون وتزداد وجوههم نظرة فيقول رضوان هل تدرون لم فعلت هذا لأنه لم تطأ فروجكم فروج الحرام ولم تغبطوا الملوك والأغنياء غير المساكين يا رضوان أظهر لعبادي ما أعددت لهم ثماني ألف ضعف يا داود من تاجرني فهو أربح المتاجر ومن صرعته الدنيا فهو خير الخاسرين ويحك يا ابن آدم ما أقسى قلبك أبوك وأمك يموتان وليس لك غيرهما يا ابن آدم ألا تنظر إلى بهيمة ماتت فانتفخت وصارت جيفة وهي بهيمة وليس لها ذنب ولو وضعت أوزارك على الجبال الراسيات لهدتها داود دعوني ما شيء أضر عليكم من أموالكم وأولادكم ولا أشده في قلوبكم فتنة منها وعمل الصالح عندي مرفوع وأنا بكل شيء محيط سبحان خالق النور

فصل فيما نذكره من الكراس الخامس من الزبور من الوجهة الثانية من القائمة الثانية وهي السورة الثالثة والعشرون بلفظه يا ابن الطين والماء المهين وبني الغفلة والغرة لا تكثروا الالتفات إلى ما حرمت عليكم فلو رأيتم مجاري الذنوب لاستقذرتموه ولو رأيتم العطرات الألوان أجسامهن مسكا توقل الجارية في كل ساعة بسبعين حلة قد عوفين من هيجان الطبائع فهن الراضيات فلا يسخطن أبدا وهن الباقيات فلا يمتن أبدا كلما افتضها صاحبها رجعت بكرا أرطب من الزبد وأحلى من العسل بين السرير والفراش أمواج تتلاطم من الخمر والعسل كل نهر ينفذ من آخر ويحك أن هذا الملك الأكبر والنعيم الأطول والحياة الرغد والسرور الدائم والنعيم الباقي عندي الزهر كله وأنا العزيز الحكيم سبحان خالق النور.

فصل فيما ننقله من القائمة العاشرة بلفظه من الكراس الخامس من الزبور وهي السورة الثلاثون بلفظه بني آدم رهان الموت اعملوا لآخرتكم واشتروها بالدنيا ولا تكونوا كقوم أخذوها لهوا ولعبا واعلموا أن من قارضني نمت بضاعته وتوفر ربحها ومن قارض الشيطان قرن معه ما لكم تتنافسون في الدنيا وتعدلون عن الحق غرتكم أحسابكم فما حسب امرئ خلق من الطين إنما

٤٩

الحسب هو عندي التقوى بني آدم إنكم وما تعبدون من دون الله في نار جهنم أنتم مني براء وأنا منكم بريء ولا حاجة لي في عبادتكم حتى تسلموا إسلاما مخلصا وأنا العزيز الحكيم سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس السادس من القائمة الخامسة وهي السورة السادسة والثلاثون من الزبور بلفظه ثياب العاصي ثقال على الأبدان ووسخ على الوجه والوسخ ينقطع بالماء ووسخ الذنوب لا ينقطع إلا بالمغفرة طوبى للذين كان باطنهم أحسن من ظاهرهم ومن كانت له ودائع فرح بها يوم الآزفة ومن عمل بالمعاصي وأسرها من المخلوقين لم يقدر على إسرارها مني قد أوفيتكم ما وعدتكم من طيبات الرزق ونبات البر وطير السماء ومن جميع الثمرات ورزقتكم ما لم تحتسبوا وذلك كله على الذنوب معشر الصوام بشر الصائمين بمرتبة الفائزين وقد أنزلت على أهل التوراة بما أنزلت عليكم داود سوف تحرف كتبي ويفترى علي كذبا فمن صدق بكتبي ورسلي فقد أنجح وأفلح وأنا العزيز سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس السابع من القائمة السادسة من وجهها الأول وهي السورة السادسة والأربعون من الزبور بلفظه بني آدم لا تستخفوا بحقي فأستخف بحقكم في النار إن أكلة الربا تقطع أمعاءهم وأكبادهم وإذا ناولتم الصدقات فاغسلوها بماء اليقين فإني أبسط يميني قبل يمين الآخر فإذا كانت من حرام قذفت بها في وجه المتصدق وإن كانت من حلال قلت ابنوا له قصرا في الجنة وليس الرئاسة رئاسة الملك إنما الرئاسة رئاسة الآخرة سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس السابع من القائمة السادسة من وجهها الثاني وهي السورة السابعة والأربعون من الزبور بلفظه يا داود لو مسخت بني إسرائيل فجعلت منهم القردة والخنازير لأنهم إذا جاء الغني منهم بالذنب العظيم ساهلوه وإذا جاء المسكين بأدنى منه انتقموه أوجبت لعنتي على كل متسلط في الأرض لا يقيم الغني والفقير بأحكام واحدة ثم أنهم يتبعون

٥٠

الهوى في الدنيا أين المفر مني إذا تخليت بكم كم قد نهيتكم عن الالتفات إلى حرم المؤمنين وأطالت ألسنتكم في أعراض الناس سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس التاسع من القائمة الثالثة وهي السورة الخامسة والستون من الزبور بلفظه أفصحتم في الخطبة وقصرتم في العمل فلو أفصحتم في العمل وقصرتم في الخطبة لكانت أرجى لكم ولكنكم عمدتم إلى آياتي فاتخذتموها هزوا وإلى مظالمي فاشتهرتم بها وعلمتم أن لا هرب مني وأسستم فجائع الدنيا داود اتل على بني إسرائيل نبأ رجل دانت له قطرات الأرض حتى استوى وسعى في الأرض فسادا وأخمد الحق وأظهر الباطل وعمر الدنيا وحصن الحصون وحبس الأموال فبينا هو في دنياه إذ أوحيت إلى زنبور يأكل لحم خده ويدخل وليلدغ الملك فدخل الزنبور وبين يديه سماره ووزراؤه وأعوانه فضرب صحن خده فتورمت وتفجرت منه أعين دماء وقيح فتثير عليه ويقطع من لحم وجهه حتى يعرفوه عن غير سير له فكل من جلس عنده شم من دماغه نتنا عظيما حتى دفن جثته بلا رأس فلو كان للآدميين عبرة تودعهم أودعتهم ولكن اشتغلوا بلهو الدنيا ولعبهم فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يأتيهم أمري ولا أضيع أجر المحسنين سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس التاسع من خامس قائمة وهي السورة السابعة والستون من الزبور بلفظه ابن آدم جعلت لكم الدنيا دلائل على الآخرة وإن الرجل منكم يتاجر الرجل فيطلب حسابه فيرعد فرائصه من أجل ذلك وليس يخاف عقوبة النار وأنتم مكثرون التمرد وتجعلون المعاصي في ظلم الدجى إن الظلام لا يستركم علي بل استخفيتم على الآدميين وتهاونتم بي ولو أمرت قطرات الأرض تبتلعكم فتجعلكم نكالا ولكن جدت عليكم بالإحسان فإن استغفرتموني تجدوني غفارا وإن تعصوني اتكالا على رحمتي فقد نهيت أن يبغى على من يتوكل عليه سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من الكراس التاسع من القائمة السادسة وهي السورة

٥١

الثامنة والستون من الزبور بلفظه ابن آدم لما رزقتكم اللسان وأطلقت لكم الأوصال ورزقتكم الأموال جعلتم الأوصال كلها عونا على المعاصي كأنكم بي تغترون وبعقوبتي تتلاعبون ومن أجرم الذنوب وأعجبه حسنه فلينظر الأرض كيف لعبت بالوجوه في القبور وتجعلها رميما إنما الجمال جمال من عوفي من النار وإذا فرغتم من المعاصي رجعتم إلي أحسبتم أني خلقتكم عبثا ألا إنما الدنيا رديف الآخرة فسددوا وقاربوا واذكروا رحلة الدنيا وارجوا ثوابي وخافوا عقابي واذكروا صولة الزبانية وضيق المسلك في النار وغم أبواب جهنم وبرد الزمهرير وازجروا أنفسكم حتى تنزجر أرضوها باليسير من العمل سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من القائمة الثانية من الكراس التاسع وهي السورة الحادية والسبعون من الزبور بلفظه طلب الثواب بالمخادعة تورث الحرمان وحسن العمل يقرب مني أرأيتم لو أن رجلا أحضر سيفا لا نصل له أو قوسا لا سهم له أكان يردع عدوه وكذلك التوحيد لا يتم إلا بالعمل وإطعام الطعام لرضاي سبحان خالق النور.

فصل فيما نذكره من القائمة السابعة من الكراس العاشر وهي السورة الرابعة والثمانون من الزبور بلفظه مولج الليل ومغيب النور في الظلمة ومذل العزيز ومعز الذليل وأنا الملك الأعلى معشر الصديقين فكيف ساعدتكم أنفسكم على الضحك وأيامكم تفنى والموت بكم نازل وتموتون وترعى الدود في أجسادكم وينساكم الأهلون والأقرباء سبحان خالق النور

فصل فيما نذكره من رابع قائمة من الكراس الثاني عشر وهي السورة المائة من كتاب الزبور بلفظه من فزع نفسه بالموت هانت عليه الدنيا من أكثر الهم والأباطيل اقتحم عليه الموت من حيث لا يشعر إن الله لا يدع شابا لشبابه ولا شيخا لكبره إذا قربت آجالكم توفتكم رسلي وهم لا يفرطون فالويل لمن توفته رسلي وهو على الفواحش لم يدعها والويل كل الويل

٥٢

لمن يتبع عورات المخلوقين والويل كل الويل لمن كان لأحد قبله تبعة خردلة حتى يؤديها من حسناته والليل إذا أظلم والنهار إذا أنار والسماء الرفيعة والسحاب المسخر ليخرجن المظالم ولتؤدى كائنة ما كانت من حسناتكم أو من سيئات المظلوم تجعل على سيئاتكم والسعيد من أخذ كتابه بيمينه وانصرف إلى أهله مضيء الوجه والشقي من أخذ كتابه بشماله ومن وراء ظهره وانصرف إلى أهله باسر الوجه بسوء قد شحب لونه وورمت قدماه وخرج لسانه دالعا على صدره وغلظ شعره فصار في النار مبعدا مدحورا وصارت عليه اللعنة وسوء الحساب وأنا القادر والقاهر الذي (أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وأعلم (خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) وأنا السميع العليم.

فصل فيما نذكره من نسخة ذكرنا عنها أنها إنجيل عيسى وهي أربعة أناجيل في مجلدة وفي أولها ما هذا لفظه من شرح ماء الماء مطر يعني شرحه لأمير المؤمنين المأمون في سنة ظهرت القسطورية على اليعافية وأعانه الخليفة على ذلك نقل من اللفظ السرياني إلى اللفظ العربي بمحضر من جماعة من العلماء ونقل ذلك من نسخة الأصل ونقلت هذه النسخة منها والسلام.

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من الإنجيل الأول بلفظه الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلا ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا ومولد عيسى المسيح كان هكذا لما خطبت مريم أمه ليوسف قبل أن يعترفا وجدت حبلا من روح القدس وكان يوسف خطبها صديقا ولم يرد أن يشهدها وهم بتخليتها سرا وبينا هو متفكر في هذا ظهر له ملاك الرب في المنام يقول يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ خطيبتك مريم فإن الذي تلده من روح القدس وستلد ابنا يدعى اسمه يسوع يعني عيسى وهو يخلص أمته من خطاياهم هذا كله كان لكي يتم ما قال الرب على لسان القائل هو أن البتول

٥٣

العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعي اسمه عيسى (بويل) الذي تفسيره الهناء تبعنا رقاء يوسف من النوم وصنع كما أمره ملاك الرب وأخذ خطيبته ولم يمسسها حتى ولدت ابنها البكر المدعو اسمه يسوع وهو عيسى فلما ولدت عيسى في بيت لحم يهودا في أيام هبرروس الملك أقبل نفر من مجوس المشرق إلى (مرو تسليم) وهي دار السلام يعني بيت (المقدس) يقولون أين هو ملك اليهود لأنا رأينا نجمة في المشرق فقدمنا لندخل تحت طاعته فلما سمع الملك هبرروس اضطرب وتشأم وجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح فقالوا له في بيت لحم من أرض يهودا هو مكتوب في النبي وأنت يا بيت لحم أرض يهودا ألست بصغيرة في ملوك يهودا منك يخرج مقدم الذي يرعى شعب إسرائيل فعند ذلك الوقت دعا هبرروس المجوس سرا واستعلم منهم الزمان بوقت الذي يظهر لهم فيه النجم وأرسلهم إلى بيت لحم وقال لهم امضوا وابحثوا عن الصبي واجتهدوا فإذا وجدتموه أعلموني لأسعى إليه وأسجد له فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يقدمهم حتى جاء ووقف من فوقهم حيث كان الصبي فلما رأوا ذلك النجم فرحوا فرحا عظيما كثيرا جدا وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع أمه مريم فخروا له سجدا وفتحوا أوعيتهم وقربوا منها قرابين وقدموا له الهدايا دهنا ولبنا وبود وأوحي لهم في المنام لا ترجعوا إلى هبرروس بل اذهبوا في طريق آخر إلى مدينتكم فلما ذهبوا وإذا ملك الرب تراءى ليوسف قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى آمرك فإن هبرروس مجد في طلب الصبي ليهلكه فقام وأخذ الصبي ليلا وأمه ومضى إلى مصر وكان هناك إلى أن توفي هبرروس لكي يتم ما قاله الرب من النبي القابل من مصر فعند ذلك لما رأى هبرروس سخر به المجوس فأغضب جدا وأرسل إلى كل صبي فقتل في بيت لحم وتخومها من ابن ستين فما دونها كنحو الزمان الذي تحقق عنده من المجوس حينئذ ثم ما قبل من أرميا النبي حيث يقول سمع في الرابة صوت

٥٤

بكاء ونوح وعويل كثير تبكي راحيل على بنيها ولا تود أن تعزى لفقدهم لأنهم ذهبوا فلما مات هبرروس ظهر ليوسف ملك الرب بمصر في المنام يقول قم خذ الصبي وأمه وارجع إلى أرض إسرائيل فإن الذين كانوا يطلبون أثر الصبي قد ماتوا فقام وأخذ الصبي وأمه إلى أرض إسرائيل فلما سمع أن ارشلاوش عوض ابنه هبرروس على تلك اليهودية خاف الانطلاق إلى هناك وأعلم في المنام أن اذهب إلى ناحية الجبل فمضى وسكن ملزمة تدعى ناصرة ليتم ما قيل في النبوات إنه يدعى ناصري وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمداني الذي تفسير يحيى ظهر تفكر في مزية يهودا ويقول توبوا فقد أزف اقتراب ملكوت السماوات لأن هذا الذي قيل في شعياء النبي صوت صرخ في البرية أعدوا طرس الرب وسهلوا سبله وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلى حقوقه منطقة جلد وكان قوته الجراد وعسل البرية وكان يخرج من بئر أورشليم وكافة اليهودية وجميع مدن الأردن فيغمرهم في بئر الأردن معترفين بخطاياهم فلما رأى كثيرا من الفرس والزنادقة يأتوا إلى معمورته قال لهم يا أولاد الأفاعي من دلكم على القرب من الرجز يعني العذاب الأولي الآن اعملوا ثمرة تستحقون التوبة ولا تفتخروا وتقولوا إن إبراهيم أبونا.

أقول لكم إن الله قادر أن يقيم ابنا لإبراهيم من هذه الشجرة ها هو إلياس موضوع على أصول الشجر فأي شجرة لا تثمر صالحا تقطع وتلقى في النار إني أعمدكم للماء للتوبة والذي هو أقوى مني يأتي ولست أستحق أن أحمل حذاء يعدكم هو بروح القدس والنار.

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية في آخرها من القائمة السادسة من الكراس الأول عن عيسى (ع) باللفظ سمعتهم ما قال للأولين لا تزنوا وأنا أقول لكم إن من نظر إلى امرأة فاشتهاها فقد زنى بها في قلبه إن خانتك عينك اليمنى فاقلعها وألقها عنك لأنه خير لك أن تهلك أحد أعضائك ولا تلقي جسدك كله في نار جهنم وإن شككتك يدك اليمنى فاقطعها وألقها

٥٥

عنك فإنه خير لك أن تهلك أحد أعضائك من أن يذهب كل جسدك في نار جهنم

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة التاسعة من الكراس الأول من كلام عيسى باللفظ أقول لكم لا تهتموا لأنفسكم ما ذا تأكلون ولا ما ذا تشربون ولا لأجسادكم ما تلبس أليس النفس أفضل من المأكل والجسد أفضل من اللباس انظروا إلى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تحزن في الهواء وربكم السماوي يقوتها أليس أنتم أفضل منهم من منكم يهتم فيقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدا فلم تهتمون باللباس اعتبروا بزهر الحقل كيف ينمو ولا يتعب ولا يعمل ومن أول وجهة القائمة العاشرة ولا تهتموا لغد فإن غدا يهتم لشأنه فيكفي كل يوم شره ولا تذنبوا أبدا لأنه كما تدينوا تدانوا وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم ومن هذه القائمة أي إنسان منكم يسأله ابنه خمرا فيعطيه جمرا ويسأله شملة فيعطيه حية فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون تعطون العطايا الصالحة لأبنائكم فكان الأحرى بربكم أن يعطي الخيرات لمن يسأله.

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الثانية من الكراس الثاني من الإنجيل الأول باللفظ ـ وقال له آخر من تلاميذه ائذن لي أولا يا سيدي أن أمضي قادرا فقال له عيسى دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني من هذه الجهة وعند صعوده (ع) إلى السفينة ومعه تلاميذه إذا اضطراب عظيم في البحر حتى كادت السفينة تتغطى بالأمواج وكان هو كالنائم فتقدموا إليه تلاميذه وأيقظوه وقالوا يا سيدنا نجنا لكي لا نهلك فقال لهم يا قليلي الإيمان ما أخوفكم فعند ذلك قام وانتهر الرياح فصار هدوءا عظيما فتعجب الناس من ذلك وقالوا كيف هذا فإن الرياح والبحر تسمعان منه.

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الثامنة من الكراس الثاني عن عيسى (ع) باللفظ ـ وانتقل من هناك ودخل إلى مجمعهم وإذا برجل هناك يده يابسة فسألوه وهم يقولون هل يحل أن يشفي في السبوت لكي

٥٦

ينتموا إليه فقال لهم أي إنسان منكم يكون له خروف واحد فيسقط في حفرة السبت ولا يمسكه أليس بالحري أن يكون الإنسان أفضل من الخروف فأذن لهم فعل الخيرات في السبوت حينئذ قال للإنسان امدد يدك فمدها فصحت مثل الأخرى

فصل فيما نذكره من حديث قتل يحيى بن زكريا من الوجهة الثانية من ثاني قائمة من ثاني كراس قائمة من الكراس الثالث بلفظه وكان هيردوس قد أمسك يحيى وربطه وجعله في السجن من أجل هيروديا امرأة أخيه فيلفس لأن يحيى كان يقول له ما تحل أن تكون لك وكان يريد قتله وخاف من الجمع لأنه كان عدوهم وكان ميلاد لهيردوس فوقفت ابنة هيروديا في الوسط فأعجبته فلهذا أقسم وقال إنني أعطيها ما تطلبه وإنها تلقنت من أمها فأتوا برأس يحيى العمداني في طبق فحزن الملك من أجل اليمين وأمر أن يأخذ رأس يحيى في السجن وجاءوا بالرأس في الطبق ودفعه للصبية وأعطتها لأمها وساروا تلاميذه وأخذوا جسده فدفنوه وأخبروا عيسى (ع) فلما سمع مضى من هناك في سفينة إلى البرية متفردا

فصل فيما نذكره من البشارة بمحمد (ص) من القائمة السابعة بعد ما ذكرناه بلفظه ـ وسألوا تلاميذه قالوا لما ذا تقولون لكنه إليا.

يقول علي بن موسى بن طاوس وهذا ظاهر البشارة بالنبي محمد (ص) وربما قالت النصارى إنه يحيى ومن المعلوم أن يحيى ما كان له من الوصف أنه عرفهم كل شيء ولا عرفنا فيما وقفنا عليه أنه أخبر بما كان قبله من الحوادث ولا بما يكون بعده وما كان مشغولا بغير الزهد وما يتعلق به وإنما نبينا محمد (ص) أخبر بما كان قبله وبما يكون بعده وظهر في شريعته من العلوم ما لم يبلغ إليه نبي قبله أبدا وما هذه صفة يحيى وهي صفة محمد ص

فصل فيما نذكره بما يحتمل البشارة بالنبي (ص) من القائمة الثالثة بعد الثلاثين بلفظ ما قيل في النبي (ص) القائل قولا لابنه صهيون هامليكيك يأتيك متواضعا راكبا على أتان أو جحش.

٥٧

يقول علي بن موسى بن طاوس ولم يكن عيسى (ع) بهذه الصفة بل هي صفة محمد (ص) ومن المعلوم عند كل عاقل منصف أن من كان أكثر عادته أنه يمشي راجلا كما كان عيسى (ع) إذا ركب أتانا أو جحشا لا يقول عاقل إنه تواضع وأما من كان عادته ركوب الخيل كما كان نبينا محمد (ص) ثم ركب أتانا أو جحشا فإنه يقال تواضع كما دلت عليه البشارة ولقد أعمى الله قلب من بدل هذه البشارة وجعل أن المراد بها عيسى

فصل فيما نذكره من القائمة الرابعة بعد الثلاثين من الإنجيل الأول عن عيسى (ع) ويحتمل البشارة بنبينا محمد (ص) باللفظ يحاكم يوحنا بطريق العدل ولم يؤمنوا به العشارون [آمنوا به] فأما أنتم فرأيتم ذلك ولم تندموا [تؤمنوا] اسمعوا مثلا آخر رب إنسان غرس كرما وأحاط به حيطانا وحفر فيه بئرا وبنى فيه قصرا ودفعه إلى فعلة وسافر فلما قرب زمان الثمار أرسل عبيده إلى الفعلة ليأخذوا ثمرته وأخذ الفعلة عبيده فضربوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا وأرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين فصنعوا بهم كذلك وفي الآخر أرسل ابنه وقال لعلهم يستحيون من ابني فلما رأى الفعلة الابن قالوا في نفوسهم هذا هو الوارث تعالوا نقتله ونأخذ ميراثه فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه وإذا جاء رب الكرم ما يفعل بأولئك الفعلة قالوا يهلكهم ويدفع الكرم إلى فعلة آخرين ليعطوه ثمرته في حينها قال لهم عيسى ما قرأتم قط في الكتب أن الحجر الذي بدله البناءون صار رأسا للزاوية هذا كان من قبل الرب وهو عجيب في أعيننا ومن أجل هذا.

أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمم يصنعون ثمرتها ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط عليه طحنه.

يقول علي بن موسى بن طاوس هذا مثل ضربه عيسى (ع) لبني إسرائيل إنهم قتلوا الأنبياء فلما بعثه الله وخلقه من غير أب وكان يسمى روح الله فكأنه ابن الله على سبيل المثل وأنهم يقتلونه على اعتقادهم لما قتلوا

٥٨

من ألقى الله جل جلاله شبهة عليه ثم توعدهم عيسى (ع) بنبي كالحجر الذي بدله البناءون هو ونوابه فإنه يصير رأسا للزاوية أي متقدما على الكل وإن كلما سقط على هذا النبي ترضض ومن سقط عليه النبي طحنه وإن ملكوت الله ينزع من بني إسرائيل ويعطى لهذا النبي وخاصته وأمته ومن اطلع على التواريخ عرف أنه ما كانت هذه الصفات لمن أعطاه الله ملكوته من بعد عيسى إلا لمحمد (ص) ولا رضضهم أحد من الأنبياء ولا طحنهم مثل محمد (ص) وأمته.

فصل فيما نذكره من تمام أربعين قائمة لما بشرهم عيسى (ع) أنه يعود إلى الدنيا فسألوه عن الوقت فقال الجواب ما هذا لفظه فأما ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعرفه أحد ولا ملائكة السماوات إلا الرب وحده وكما كان في أيام نوح كذلك يكون استعلان أبي البشر وكما كانوا في أيام الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويروحون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح إلى السفينة ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأغرق جميعهم كذلك يكون مجيء ابن الإنسان وعند ذلك يكون آيتان في حفل يؤخذ واحد وينزل الآخر واثنتان تطحنان على رحى واحدة تؤخذ وتنزل الأخرى.

فصل فيما نذكره من القائمة الرابعة والأربعين من حديث خذلان تلامذة عيسى (ع) وما ذكر من قبل من ألقى الله شبهة عليه بعضه بلفظه وبعضه بمعناه لأجل طول ألفاظه عن تلفظه فلما كان المسيح اتكأ مع الاثني عشر تلميذ وهم يأكلون قال الحق أقول لكم إن واحدا منكم يسلمني وشرع كل واحد منهم يقول لعلي أنا هو يا سيدي فأجاب وقال الذي يجعل يده في الصحيفة فهو يسلمني وابن الإنسان كما كتب من أجله الويل لذلك الإنسان الذي يسلم ابن الإنسان خير لذلك الإنسان لو لم يولد أجابه هو ذا مسلمة وقال لعلي أنا هو ما يعلم قال أنت قلت ومن ذلك بلفظه قال لهم عيسى كلكم تشكون في في هذه الليلة لأنه مكتوب له إذا ضرب الراعي فتفرق خراف الرعية وإذا قمت سبقتكم إلى الجليل فأجاب بطرس

٥٩

وقال لو شك جميعهم فيك لم أشك أنا قال له عيسى الحق أقول لك إن في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاثا قال له بطرس لو ألحت إلى أن أموت ما أنكرتك وهكذا جميع التلاميذ.

يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن قول عيسى للحواريين كلكم تشكون في في هذه الليلة حجة واضحة على ما نطق به كتاب الله جل جلاله القرآن وتصديق لرسولنا محمد (ص) في أنه ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وذلك لو كان عيسى (ع) صلب وقتل فلو كان الأمر كذلك لم يكن قد وقع منهم شك فيه وإنما ألقي شبهة لهم على غيره ورفع عيسى (ع) واعتقدوا أن المصلوب عيسى كان ذلك شكا فيه بغير شبهة والحواريون لم يشكوا في الحال التي كانوا يعتقدونها فيه ولم يكن هناك ما يتعلق به قوله يشكون في اعتقادهم في أنه صلب أو قتل ولم يكن باطن الأمر على ذلك. ومن ذلك بمعناه ثم قال لهم اجلسوا هاهنا لأمضي أصلي هناك وانتهزوا معي وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياما فقال لبطرس ما قدروا أن يسهروا معي ساعة أما الروح فمستبشرة وأما الجسد فضعيف ومضى أيضا وصلى وجاء ووجدهم نياما فقال لهم كلامه الأول ويهوذا ما تعطوني وأنا أسلمه إليكم فبذلوا له ثلاثين من الفضة ومنه بلفظه وبينا هو يتكلم إذ جاء يهوذا أحد الاثني عشر ومعه جمع بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة ومشايخ الشعب وقال الذي أقتله هو هو فأمسكوه ومنه بمعناه وبعض لفظه ثم ذكر دخولهم وإمساكهم له وأن بعض أصحاب عيسى (ع) جذب سيفا وضرب به فأمره برد سيفه في غمده ومنه بلفظه وقال انظر أني لا أستطيع أن أدع إلى ربي فينتقم لي أكثر من اثني عشر حرف من الملائكة ولكن يكمل الكتب لأنه هكذا ينبغي أن يكون وفي تلك الساعة قال يسوع للجميع كمثل اللص خرجتم إلي بسيوف وعصي لتأخذوني وفي كل يوم كنت عندكم في الهيكل جالسا ولم تمسكوني لكن هذا لتكمل كتب الأنبياء عند ذلك تركوه التلامذة كلهم وهربوا ومنه

٦٠