سعد السّعود

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

سعد السّعود

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات دار الذخائر للمطبوعان
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٣

فصل فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس ويواقيت التيجان في قصص القرآن تأليف (أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي) في معنى حديث ذي الكفل (ع).

فصل فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية والقدرية فيما تعلقوا به من متشابه القرآن تأليف (أحمد بن محمد بن حفص الخلال).

فصل فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن تأليف (علي بن إسماعيل بن عيسى الرماني النحوي).

فصل فيما نذكره من نسخة أخرى في النكت في إعجاز القرآن لعلي بن عيسى الرماني في تشبيهات القرآن وإخراج ما لا يعلم بالبداهة فمن ذلك قوله ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ).

فصل فيما نذكره من نسخة أخرى بكتاب النكت الرماني من باب الاستعارة قوله تعالى ـ (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً).

فصل فيما نذكره من نسخة أخرى من كتاب اسمه متشابه القرآن (لعبد الجبار الهمداني) في قوله تعالى ـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).

فصل فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن تأليف أبي عمر الخلال في قوله تعالى (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً).

فصل فيما نذكره من مجلدة لطيفة ثمن القالب اسمها ياقوتة الصراط فيها ومن سورة آل عمران القيوم القيام.

فصل فيما نذكره من نسخة في غريبة القرآن للعزيزي. فصل فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن (لأبي جعفر النحاس) في معنى تفسير (عَبَسَ وَتَوَلَّى).

فصل فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن (لأبي عبد الرحمن بن محمد بن هاني) في معنى (إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ).

فصل فيما نذكره في الجزء الأول من تفسير (علي بن عيسى الرماني) في

٢١

معنى القول في (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

فصل فيما نذكره مما حصل عندنا من تفسير القرآن (لعلي بن عيسى الرماني) في معرفة قوله تعالى ـ (وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ).

فصل فيما نذكره من كتاب معاني القرآن تصنيف الأخفش تأليف أحمد بن شعيب النسائي في قوله (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ). فصل فيما نذكره من كتاب يحيى بن زياد الفراء وهو مجلد فيه سبعة أجزاء فمنه في معنى (فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ).

فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من كتاب الفراء في معنى قوله تعالى (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ).

فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من كتاب الفراء في معنى قوله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ).

فصل فيما نذكره من الجزء الرابع من كتاب الفراء في معنى قوله تعالى (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ).

فصل فيما نذكره من الجزء الخامس من كتاب الفراء في معنى قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ).

فصل فيما نذكره من الجزء السادس من كتاب الفراء في معنى قوله تعالى (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ).

فصل فيما نذكره من الجزء السابع من كتاب الفراء في معنى قوله تعالى (قَدَّرُوها تَقْدِيراً).

فصل فيما نذكره من مجلد آخر تصنيف الفراء فيه ستة أجزاء أوله العاشر فمن الجزء الأول قوله تعالى (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ).

فصل فيما نذكره من الجزء الحادي عشر من هذه المجلدة تصنيف الفراء في قوله تعالى (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ).

فصل فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من هذه المجلدة في معنى قوله تعالى ـ

٢٢

(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ).

فصل فيما نذكره من الجزء الثالث عشر منه في معنى قوله تعالى ـ (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ).

فصل فيما نذكره من الجزء الرابع عشر منه في معنى قوله تعالى ـ (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ).

فصل فيما نذكره من الجزء الخامس عشر منه في قوله تعالى (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ). فصل فيما نذكره من الجزء السادس عشر منه في قوله تعالى (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ).

فصل فيما نذكره من كتاب قطرب في تفسير ما ذهب إليه الملحدون عن معرفته من معاني القرآن في قوله تعالى ـ (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا).

فصل فيما نذكره من كتاب تصنيف عبد الرشيد الأسترآبادي في تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال منها قوله تعالى (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ).

فصل فيما نذكره من المجلد المذكور من مناقب النبي والأئمة (ع) في معنى آل يس وأنهم آل محمد ص. فصل فيما نذكره من الكتاب المنسوب إلى علي بن عيسى بن داود بن الجراح واسمه تاريخ القرآن في معنى قوله تعالى ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ).

فصل فيما نذكره من الجزء الأول من إعراب القرآن للزجاج في قوله تعالى (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من كتاب الزجاج في معنى قوله تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ).

فصل فيما نذكره من الكتاب المسمى بغريبي القرآن والسنة تأليف الأزهري وهو عندنا خمس مجلدات نبدأ بما نذكره من المجلد الأول قوله تعالى (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).

٢٣

فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من الغريبين للأزهري في معنى قوله تعالى (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).

فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من الغريبين للأزهري في معنى قوله حديث علي (ع) وقوله لنا حق إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل.

فصل فيما نذكره من الجزء الرابع من الغريبين للأزهري في قوله تعالى (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ).

فصل فيما نذكره من الجزء الخامس من الغريبين للأزهري في معنى الحديث النظر إلى وجه علي عبادة.

فصل فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف تأليف أبي جعفر محمد بن منصور رواية محمد بن مروان.

فصل فيما نذكره من جزء المجلدة التي فيها اختلاف المصاحف جزء فيه عدد سور القرآن وعدد آياته وعدد كلماته وحروفه ونصفه وأثلاثه وأخماسه وأسداسه وأسباعه وأثمانه وأتساعه وأعشاره وأجزاء ثلاثين تأليف محمد بن منصور بن يزيد المقري.

فصل فيما نذكره عن محمد بن بحر الرهني من الجزء الثاني من مقدمات علم القرآن من التفاوت في المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الأمصار.

فصل فيما نذكره من كتاب مجلد يقول مصنفه في خطبته هذا كتاب جمعت فيه ما استفدته في مجلس الشيخ أبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن بحلة المقري وهو يتضمن ذكر ما نزل من القرآن الشريف بمكة والمدينة وما اتفقوا عليه من ذلك وما اختلفوا فيه.

فصل فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن وهو من جملة المجلدة المذكورة قبل هذا الفصل في ذكره (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

فصل فيما نذكره عما نزل من القرآن بالمدينة على ما وجدناه ورويناه عن جدي الطوسي وسوف نرتب على ترتيب الأبواب التي في كتاب

٢٤

«الإبانة» من أسماء كتب الخزانة التي وقفنا ما اشتمل عليه ونذكر لكل كتاب فصلا نستدل به عليه فنقول.

الباب الأول

فيما وقفناه من المصاحف المعظمة والربعات المكرمة

فصل فيما نذكره من مصحف خاتم قطع الثلث واضح الخط وقفته على وقفية كتب الخزانة من وجهة ثانية سادس عشر سطر منها وبعض الآية أوله ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

يقول علي بن موسى بن طاوس هذه الآية الشريفة ناطقة بسعد السعود للنفوس والكشف بهذا الوصف أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه وأن كل معبود دونه يشهد ضعفه عليه أنه لا يجوز عبادته والاشتغال به عمن فطره وقواه.

فصل فيما نذكره من مصحف آخر خاتم وقفناه على ولدي محمد قالبه ثمن الورقة الكبيرة عتيق من وجهه أوله من آخر السطر السابع منها وتمامها في أول السطر العاشر ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

أقول وفي هاتين الآيتين من التنبيه على الوجود والسعود والرحمة والجود ما إن ذكرنا ما نعرفه فيه خرج الكتاب عن المقصود لكن نقول إن أقصى حياة التراب بالماء والنبات وما كان لسان حاله يبلغ في الأماني

٢٥

والإرادات إلى أن يكون بشرا نادرا وفطنا ماهرا أو سلطانا قاهرا ويسجد له الملائكة أجمعون ويكون منه إبراهيم خليلا وموسى كليما وعيسى روحا ومحمد حبيبا وسائر الأنبياء والأوصياء والأولياء فسبحان الله من يجود على الضعيف حتى يجعله أقوى الأقوياء وعلى البعيد حتى يصير من الخواص القرباء وعلى من يوطأ بالأقدام وهو كالفراش للأنعام حتى يبلغ إلى ما بلغ التراب إليه من النظام والتمام والإكرام والإنعام إن في ذلك والله لآيات باهرات لذوي الأفهام ثم خلق حواء من جسد ليكون أبلغ في الأنس لأن النفس تسكن إلى النفس ووصل بينهما بمناسبة الأرواح والألباب ورفعهما عن حكم التراب.

فصل فيما نذكره مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي علي قالبه ربع الورقة جديد من وجهة ثانية من السطر التاسع وتمامها في أول السطر العاشر ـ (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ). أقول وفي هذا الإيضاح من السعود لأهل الفلاح ما تضيق الأعمار عن شرح أنواره وكشف أسراره فبان في العجائب السماوية والأرضية وترتيب أفلاكها وتقديرها ومسيرها وتدبيرها وإمساكها في جهاتها واختلاف الألسن والألوان على مرور الدهور وتقلباتها مما يحار العقول في وصفه وترجع الأفكار عن جرأة كشفه.

فصل فيما نذكره من مصحف معظم مكمل أربعة أجزاء وقفناه على ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد (شرف الأشراف) حفظته وعمرها اثنتا عشرة سنة من الربع الثالث من وجهة ثانية قد تكررت فيها الآية قصرت على أوله ـ (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

أقول إن كيفية ورود النوم على الإنسان من غير مرض ولا آفة بل بالتلذذ له وهو أخو الموت المتلف لكل ما في الإنسان من مواهب الرحمة

٢٦

والرأفة حتى يصير غائبا عما كان تحت يديه ومحكوما عليه لعجب عجيب لا يبلغ الوصف إليه ودال على كمال الاقتدار وأن يجعل الموت المختلف من جملة اللذات والمسار ثم وروده بحسب راحة الأجساد واستعدادها للابتغاء من فضله من أرزاق العباد وإحياءها بالبعث منه والإعادة على النائم كما كان قد خرج عنه لدلالات باهرات ومثالا لإحياء الأموات ثم في مشاهدة البروق اللوامع بالخوف والرجاء بحسب المنافع وإحياء الأرض بالماء والنبات لشاهد ناطق بإعادة الأجساد الفانيات.

فصل فيما نذكره من مصحف معظم تام أربعة أجزاء وقفته على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم (فاطمة) حفظته وعمرها دون تسع سنين من الربع الثالث منه في أول السطر الرابع من وجهة ثانية وتمامها في السطر الخامس ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ). أقول إن منشئ السماء والأرض ماسكهما من النزول والحفظ والقيم بما فيهما من الحكمة بأحسن الحياطة والحفظ القادر بغير ارتياب أن يصرفهما تحت أمره بالخراب والإنشاء وإعادة الأموات بعد الإفناء إلى مقام الأحياء كما فعل في الابتداء

فصل فيما نذكره من مصحف لطيف يصلح للتقليد وهبته لولدي (محمد) وهو طفل قبل الوقفية من وجهة ثانية من آخر سطر منها وتمامها في الوجهة الأولى من القائمة الأخرى ـ (هُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

أقول إن في بسط الأرض ودحوها فراشا للعباد وتسكينها أن تضطرب لما جعل فيها من الجبال والأوتاد وشق البحار والأنهار التي لا يدخل حفرها تحت قوة البشر بوجه من وجوه الاقتدار وإجراء المياه فيها إلى غير نهاية في العيان من غير زيادة فيما يرميه إلى البحار لدلالات للإنسان

٢٧

من أعظم برهان على وجود القادر المبتدئ بالإحسان ونفوذ حكمه في أقطار الإمكان.

فصل فيما نذكره من مصحف آخر لطيف كنت وهبته لولدي محمد يصلح للتقليد من وجهة أوله في السطر الثامن وتمامها في السطر العاشر ـ (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

أقول إن في مطاوي هذه الآيات الباهرة من التعريف بقدرة الله جل جلاله القاهرة لعجائب لذوي القلوب والعيون الباصرة فإن الأرض قد تكون على صفة واحدة والماء جنس واحد والهواء طبع واحد والتوابع متساوية والعروق والأجذاع وأصول الأشجار لها حال لا يختلف كل واحد منها في ذاته وصفاته وثمارها مختلفة غاية الاختلاف في تقلب ذاته وكيفياته وروائحه ولذاته فمن أين دخل عليه ما قد انتهت حاله إليه وليس له مادة بذلك التقلب من عرق ولا أصل ولا شيء مما يشتمل عليه لو لا أن ...

فصل فيما نذكره من مصحف لطيف شريف قلدته لولدي محمد لما انحدر معي إلى سوراء وقفته عليه في وجهة أوله في سابع سطر وآخرها في السطر العاشر ـ (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً).

أقول لما كان الوالدان كالساعيين في الإنشاء قرن جل جلاله حقهما بحقه في الشكر والنعماء وجعل ذلك داعيا إلى ترغيب الآباء في ولادة الأبناء لعمارة دار الفناء وللإقامة في دار البقاء وأمره بخفض الجناح لوالديه فإنهما خفضا جناحهما له أيام كان محتاجا إليهما فكان ذلك كالفرض عليه وقاما بما كان يحتاج إليه وما كانا من كسبه وما سعى في إيجادهما وهما سعيا في

٢٨

وجوده وهو من كسبهما فالمنة لله ولهما سالفة ومتضاعفة عليه.

فصل فيما نذكره من مصحف لطيف شريف أيضا يصلح للتقليد وهبته لولدي محمد وهو في المهد قبل الوقفية من وجهة أوله من آخر السطر التاسع وتمامها في السطر الأول من الوجهة الثانية ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً).

أقول إن في شرح هذه التعبيرات للإنسان من البيان ما يكاد أن يهجم بالعقل على التصديق المغني عن زياد البرهان الحاكم بالعيان والوجدان.

فصل فيما نذكره من مصحف لطيف للتقليد وقفته على ولدي علي من وجهة ثانية من أواخر السطر الحادي عشر منها وتمامها في السطر الرابع عشر منها ـ (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) وقال تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) وقال جل جلاله (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ).

أقول إن في بيان حمل بني آدم على يد قدرته في البر والبحر سائر على بساط ممسوك بقوة إلهية ووسائل رحمته ورزق بني آدم الطيبات على ما هم عليه من الخيانات التي لو فعلها بعض أولادهم هجروه أو طردوه وتفضيلهم على مخلوقات ما تعرضت لمعصيته وخلق الدنيا والآخرة لهم مع الجهل بنعمته لعجائب من المائن مخجلة ممن أعادني وعقل وأيسر.

فصل أقول في تعريفهم بأرزاق السماء التي ليست في مقدورهم وأرزاق الأرض الخارجة عن تدبيرهم لحجج متواترة على مالك أمورهم وإن إخراج الحي من الميت والميت من الحي لشهود صدق ويقين على وجود مالك

٢٩

العالمين وإن التعجب منهم في الغفلة الصادرة عنهم والغفول عن الذي إليه حياتهم ومماتهم وأرزاقهم وأقواتهم لموضع العجب وموضع الإنكار عليهم عند سوء الأدب.

فصل فيما نذكره من مصحف لطيف للتقليد من كلما ذكرنا وقفته بيدي يكون في حياتي ولولدي محمد بعد مماتي من وجهة أوله في السطر السابع والثلاثين وتمامها في السطر الثامن والثلاثين ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ).

أقول إن هذا التهديد بيوم الوعيد لو صدر من سلطان إلى العبد منع لذة القرار وإن لم يكن فيه عذاب النار فكيف هان تهديد مالك الدنيا والآخرة وعذاب النيران وأهوان الكرة الخاسرة

فصل فيما نذكره من مصحف لطيف شريف قبل هذا بورقين المعهود وقفناه على صفة وقفية كتب الخزانة بتلك الشروط والحدود وقال الله ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).

أقول إن هذا التهديد وهذا الإشفاق والتعريف باطلاع الله جل جلاله على أعمال العباد يكاد أن يأخذ بالأعناق إلى طاعة سلطان الدنيا والمعاد وأي عبد يطلع مولاه عليه فيستحسن أن يقع منه ما يقتضي غضبه عليه بل كيف يقدم عبد على عمل يعلم أنه ينتهي إلى سيده ويبلغ إليه ويوافق عليه ويكرهه منه مع دوام حاجته إليه.

فصل فيما نذكره من مصحف قديم يقال إنه قرأه عبد الله بن مسعود وقفته على صفة وقفية تصانيفي من وجهة أوله من السطر الحادي عشر وآخره في آخر سطر من الوجهة المذكورة قال الله جل جلاله (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى

٣٠

وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ).

أقول إن سماع هذا الوعيد تعجز عنه قوة المماليك والعبيد أفترى المهمومين بهذا الأهوال معهم عقول تشهد عندهم أن هذا يستحيل وقوعه على كل حال فما يجوزون تصديق الله والرسول في العذر في إهمال وغفول.

فصل فيما نذكره من جزء من ربعة شريفة عددها أربعة عشر جزءا مشتملة على القرآن العظيم مذهبة وقفتها على شروط كتب خزانتي من وجهة الثانية من الجزء السابع من سابع سطر منه وتمامها في السطر الثاني عشر من وجهة أوله قال الله جل جلاله ـ (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ).

أقول يا أيها الضعيف عن كل ندم بها كيف قويت على هذه الأهوال التي تتعرض بالغفلة لها فتح الله شهوة تسوق نفسا لئيمة إلى خطر هذه الأمور العظيمة

فصل فيما نذكره من جزء ربعة شريفة عددها ثلاثون جزءا وقفتها على شروط كتب خزانتي من الجزء السابع والعشرين من أول سطر من الوجهة الأولة فآخرها في السطر الأول من الوجهة الثانية قال الله جل جلاله ـ (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) وقال جل جلاله (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ).

أقول أما آن لمعرض عن الله أن يسمع نداءه وهو يطلب الإقبال عليه أما آن لمهون بعظمة الله أن يعرف أنه عبد أسير بين يديه أما أن سلخ في هلاك نفسه ومهجته أن يرحمها ويذكر ضعف قوته ويدخل على مولاه باب رحمته أما يرى المتعلقين بالدنيا كيف ندموا عند الممات أما يرى الغافلين عن الله كيف تلهفوا على التفريط بعد الفوات أما يسمع صوت الداعي من سائر جهاته يحذره بلسان الحال من غفلاته ويأمره بالاستعداد لمماته إلى

٣١

متى يشعر بقدمه إلى قدمه وحتى متى يلتسع عافية بسقمه وإلى كم يتعلل بالأماني ويعتمد على التواني وهي من مراكب المعاطب ومن سألك المهالك اغتنم أيها الهالك وقت القدرة على الممالك.

فصل فيما نذكره من صحائف إدريس (ع) وجدت هذه الصحف بنسخة عتيقة يوشك أن يكون تاريخها من مائتين من السنين بخزانة كتب مشهد مولانا أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب (ع)) وقد ذهب أولها وآخرها فكان الموجود منها نحو سبعة كراريس وقوائمه بقالب ربع الورقة الكبيرة نذكر (الملأ والخلو) وقد سقط منه وإنما نذكر منه ما ذكر من أول أيام الأسبوع فذكر أن أول يوم خلق الله جل جلاله يوم الأحد ثم كان صباح يوم الإثنين فجمع الله البحار حول الأرض وجعلها أربعة بحار الفرات والنيل وسيحان وجيحان ثم كان مساء ليلة الثلاثاء فجاء الليل بظلمته ووحشته ثم كان صباح يوم الثلاثاء فخلق الله الشمس والقمر وسرج ذلك سراجا طويلا وقال ثم كان مساء ليلة الأربعاء فخلق الله ألف ألف صنف من الملائكة منهم على خلق الغمام ومنهم على خلق النار متفاوتين في الخلق والأجناس ثم كان صباح يوم الأربعاء فخلق الله من الماء أصناف البهائم والطير وجعل لهن رزقا في الأرض وخلق النار العظام وأجناس الهوام ثم كان مساء ليلة الخميس فميز الله سباع الدواب وسباع الطير ثم كان صباح يوم الخميس فخلق الله ثمان جنان وجعل باب كل واحدة منهن إلى بعض ثم كان مساء ليلة الجمعة فخلق الله النور الزاهر وفتح الله مائة باب في كل باب جزء من الرحمة ووكل بكل باب ألفا من ملائكة الرحمة وجعل رئيسهم كلهم ميكائيل فجعل آخرها بابا لجميع الخلائق يتراحمون به بينهم ثم كان صباح يوم الجمعة فتح الله أبواب السماء بالغيث وأهب الرياح وأنشأ السحاب وأرسل ملائكة الرحمة للأرض أمر السحاب تمطر على الأرض وزهرت الأرض بنباتها وازدادت حسنا وبهجة وغشي الملائكة النور وسمى الله يوم الجمعة لذلك يوم أزهر ويوم المزيد وقال

٣٢

الله قد جعلت يوم الجمعة أكرم الأيام كلها وأحبها إلي ثم ذكر شرحا جليلا بعد ذلك.

فصل فيما نذكر معناه من الكراس الثالث ـ في خلق آدم ثم يتضمن أن الأرض عرفها الله جل جلاله ولعله بلسان الحال أنه يخلق منها خلقا فمنهم من يطيعه ومنهم من يعصيه فاقشعرت الأرض واستعطفت الله وسألته لا يأخذ منها من يعصيه ويدخله النار وأن جبرائيل أتاها ليأخذ منها طينة آدم فسألته بعزة الله ألا يأخذ منها شيئا حتى تتضرع إلى الله تعالى وتضرعت وسألت فأمره الله تعالى بالانصراف عنها فأمر الله إسرافيل بذلك فاقشعرت وسألت وتضرعت فأمره الله بالانصراف عنها فأمر الله عزرائيل فاقشعرت وتضرعت فقال قد أمرني ربي بأمر أنا ماض له سرك ذلك أم ساءك فقبض منها كما أمر الله ثم صعد بها إلى مواقفه فقال الله له كما وليت قبضها لله من الأرض وهي كارهة لذلك تلي قبض أرواح كل من عليها وكل ما قضيت عليه الموت من اليوم إلى يوم القيامة فلما غابت شمس يوم الجمعة خلق الله النعاس فغشاه ذوات الأرض وجعل النوم سباتا وسمي الليلة لذلك ليلة السبت وقال (أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) أخلق كل شيء خلقت السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى في ستة أيام من شهر نيسان وهو أول شهر من شهور الدنيا وجعلت الليل والنهار وجعلت النهار نشورا ومعاشا وجعلت الليل لباسا ومسكنا ثم كان صباح يوم السبت فميز الله لغات الكلام فسبح جميع الخلائق لعزة الله فتم خلق الله وتم أمره في الليل والنهار ثم كان صباح يوم الأحد اليوم الثامن من الدنيا فأمر الله ملكا يعجن طينة آدم فخلط بعضها ببعض ثم خمرها أربعين سنة ثم جعلها لازبا ثم جعلها حمأ مسنونا أربعين سنة ثم قال للملائكة بعد عشرين ومائة سنة مذ خمر طينة آدم (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) فقالوا نعم فقال في الصحف ما هذا لفظه فخلق الله آدم على الصورة التي صورها في اللوح المحفوظ.

٣٣

يقول علي بن موسى بن طاوس فأسقط بعض المسلمين بعض هذا الكلام وقال إن الله خلق آدم على صورته فاعتقد التجسيم فاحتاج المسلمون إلى تأويلات الحديث ولو نقله بتمامه استغني عن التأويل بتصديق وشهد العقل المستقيم وقال في الصحف ثم جعلها جسدا ملقى على طريق الملائكة الذي تصعد فيه إلى السماء أربعين سنة ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهرب إبليس منهم إلى الله وسؤاله أن يكون مع الملائكة وإجابة سؤاله وما وقع من الجن حتى أمر الله إبليس أن ينزل مع الملائكة لطرد الجن فنزل وطردوهم عن الأرض التي أفسدوا فيها وشرح كيفية خلق الروح في أعضاء آدم واستوائه جالسا وأمر الله الملائكة بالسجود فسجدوا له إلا إبليس كان من الجن فلم يسجد له فعطس آدم فقال الله يا آدم قل (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال الله يرحمك الله لهذا خلقتك لتوحدني وتعبدني وتحمدني وتؤمن بي ولا تكفر بي ولا تشرك بي شيئا ثم ذكر إنكار الله على إبليس وتهديده ومن يتبعه.

فصل فيما نذكره من القائمة الثامنة من الكراس الخامس من سؤال إبليس وجواب الله بلفظ ما وجدناه ـ (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال لا ولكنك (مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) فإنه يوم قضيت وحتمت أن أطهر الأرض في ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي وأنتخب لذلك الوقت عبادا لي امتحنت قلوبهم للإيمان وحشوتها بالروح والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والشعار والزهد في الدنيا والرغبة فيما عندي بعد الهدى وأجعلهم دعاة الشمس والقمر وأستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ـ (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألقي في ذلك الزمان الأمانة على الأرض فلا يضر شيء شيئا ولا يخاف شيء من شيء ثم تكون الهوام والمواشي بين الناس فلا يؤذي بعضهم بعضا وأنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها ـ

٣٤

وأذهب سم كل ما يلدغ وأنزل بركات من السماء والأرض وتزهر الأرض بحسن نباتها وتخرج كل ثمارها وأنواع طيبها وألقي الرأفة والرحمة بينهم فيتواسون ويقتسمون بالسوية فيستغني الفقير ولا يعلو بعضهم على بعض بل يخضع بعضهم لبعض ويرحم الكبير الصغير ويوقر الصغير الكبير ويدينون (بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) ويحكمون أولئك أوليائي اخترت لهم نبيا مصطفى وأمينا مرتضى فجعلته لهم نبيا ورسولا وجعلتهم له أولياء وأنصارا تلك أئمة اخترتها للنبي المصطفى وأميني المرتضى ذلك وقت حجبته في علم غيبي ولا بد أنه واقع ليبيدك يومئذ وخيلك ورجلك وجنودك أجمعين فاذهب (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ثم ذكر عن الله بعد كلام في التخويف ما هذا لفظ ما وجدناه ثم قال الله لآدم قم فانظر إلى هؤلاء الملائكة الذين قبالك فإنهم من الذين سجدوا لك فقل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فأتاهم فسلم عليهم كما أمره الله فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فقال الله هذه تحيتك تحية ذريتك يا آدم فيما بينهم إلى يوم القيامة ثم قال هذا ذكر شرح خلق ذرية آدم وشهادة من تكلف منهم بالربوبية والوحدانية لله ثم قال هذا لفظ ما وجدناه ونظر آدم إلى طائفة من ذريته يتلألأ نورهم يسعى.

قال آدم ما هؤلاء قال هؤلاء الأنبياء من ذريتك قال كم هم يا رب قال هم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي المرسلون منهم ثلاثمائة وخمسة عشر نبيا مرسلا قال يا رب فما بال نور هذا الأخير ساطعا على نورهم جميعا قال لفضله عليهم جميعا قال ومن هذا النبي يا رب وما اسمه قال هذا محمد نبيي ورسولي وأميني ونجيبي ونجيي وخيرتي وصفوتي وخالصتي وحبيبي وخليلي وأكرم خلقي علي وأحبهم إلي وآثرهم عندي وأقربهم مني وأعرفهم لي وأرجحهم حلما وعلما وإيمانا ويقينا وصدقا وبرا وعفافا وعبادة وخشوعا وورعا وسلما وإسلاما أخذت له ميثاق حملة عرشي فما دونهم من خلائق السماوات والأرض بالإيمان والإقرار بنبوته فآمن به يا آدم تزد مني قربة ومنزلة ـ

٣٥

وفضلا ونورا ووقارا قال آمنت بالله وبرسوله محمد قال الله قد أوجبت لك يا آدم وقد زدتك فضلا وكرامة أنت يا آدم أول الأنبياء والرسل وابنك محمد خاتم الأنبياء والرسل وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول من يكسى ويحمل إلى الموقف وأول شافع وأول شفيع وأول قارع لأبواب الجنان وأول من يفتح له وأول من يدخل الجنة وقد كنيتك به فأنت أبو محمد فقال آدم الحمد لله الذي جعل من ذريتي من فضله بهذه الفضائل وسبقني إلى الجنة ولا أحسده ثم ذكر مشاهدة آدم لمن أخرج الله من ظهره من جوهر ذريته إلى يوم القيامة واختياره للمطيعين وإعراضه عن العصاة له سبحانه وذكر خلق حواء من ضلع آدم وقال ما هذا لفظ ما وجدناه ثم أمر الملائكة فحملت آدم وزوجته إلى كرسي من نور وإدخالهما الجنة فوضعا في وسط الفردوس من ناحية الشرف ثم ذكر حديث إقامة آدم خمس ساعات من نهار ذلك اليوم في الجنة وأكله من الشجرة وذكر حديث إخراجه من الجنة وهبوط آدم بأرض الهند على جبل اسمه نهيل بين الذبيح والمندل في بلدي الهند وهبطت حواء بجدة ومعاتبة الله لهما.

فصل فيما نذكره من ثاني قائمة من سابع كراس فقال ما هذا لفظ ما وجدناه وقد بتما ليلتكما هذه لا يعرف أحدكما مكان صاحبه وأنتما بعيني وحفظي أنا جامع بينكما في عافية وأمان أفضل أوقات الصلاة للعباد الوقت الذي أدخلتك وزوجتك الجنة عند الزوال فسبحاني فيها نكتبها صلاة وسميتها لذلك الأولى وكانت لي أفضل الأيام يوم الجمعة ثم أهبطكما إلى الأرض وقت العصر فسبحاني فيها نكتبها لكما أيضا صلاة وسميتها لذلك بصلاة العصر ثم غابت الشمس فصليت لي فيها فسميتها صلاة المغرب ثم جلست لي حين غاب الشفق فسميتها صلاة العشاء ثم قال ما هذا لفظه وقد فرضت عليك وعلى نسلك في كل يوم وليلة خمسين ركعة فيها مائة سجدة فصلها يا آدم أكتب لك ولمن صلاها من نسلك ألفين وخمسمائة صلاة وهذا نيسان المبارك فصمه لي فصام آدم ثلاثة أيام من شهر نيسان ذكر

٣٦

حديث فطوره وحديث حج آدم إلى الكعبة وما أمره الله به من بناء الكعبة وسؤال الملائكة أن يشركها معه قال الأمر إلى الله فشركها الله معه.

فصل فيما نذكره من سابع قائمة من الكراس السابع بلفظه وقالت الجبال يا آدم اجعل لنا في بناء قواعد بيت الله نصيبا فقال ما لي فيه من أمر إلا أمر رب البيت يشرك فيه من أحب فأذن الله للمختار بذلك فابتدر كل جبل منها حجارة منه وكان أول جبل شق حجارة منها أبا قبيس لقربه منه ثم حراء ثم ثور ثم ثبير ثم ورقان ثم حمون ثم أحد ثم طور سيناء ثم لبنان ثم الجودي وأمر الله تعالى آدم أن يأخذ من كل جبل حجرا فيضعه في الأساس ففعل ثم ذكر شرح حج آدم واجتماعه بحواء وقبول توبتهما وحديث هابيل وقابيل وأولاد آدم وأولادهم مائة وعشرين بطنا في سبعمائة سنة من عمره وحديث وصيته إلى شيث بعد قتل هابيل.

فصل فيما نذكره من ثاني صفحة من القائمة الأولى من عاشر كراس بلفظه حتى إذا كان الثلث الأخير من الليل ليلة الجمعة لسبع وعشرين خلت من شهر رمضان أنزل الله عليه كتابا بالسريانية وقطع الحروف في إحدى وعشرين ورقة وهو أول كتاب أنزله الله في الدنيا حذا الله عليه الألسن كلها فكان فيه ألف ألف لسان لا يفهم فيه أهل لسان عن أهل لسان حرفا واحدا بغير تعليم فيه دلائل الله وفروضه وأحكامه وشرائعه وسننه وحدوده ثم ذكر بقاء آدم في الدنيا ومرضه عشرة أيام بالحمى ووفاته يوم الجمعة لأحد عشر يوما خلت من المحرم وصفة غسله وتكفينه ودفنه في غار في جبل أبي قبيس ووجهه إلى الكعبة وأن عمر آدم كان من وقت نفخ الروح فيه إلى حين وفاته ألف سنة وثلاثين وأن حواء ما بقيت بعده إلا سنة ثم مرضت خمسة عشر يوما ثم توفيت وذكر تغسيلها وتكفينها ودفنها إلى جانب آدم (ع).

فصل فيما نذكره من القائمة العاشرة من حادي عشر كراس بلفظه ونبأ الله شيثا وأنزل عليه خمسين صحيفة فيها دلائل الله وفرائضه وأحكامه ـ

٣٧

وسننه وشرائعه وحدوده فأقام بمكة يتلو تلك الصحف على بني آدم ويعلمها ويعبد الله ويعمر الكعبة فيعمر في كل شهر ويحج في أوان الحج حتى أتم له تسعمائة سنة واثنتا عشرة سنة فمرض فدعا ابنه أنوش فأوصى إليه وأمره بتقوى الله ثم توفي فغسله أنوش ابنه وقينان بن أنوش ومهلائيل بن قينان فتقدم أنوش فصلى عليه ودفنوه عن يمين آدم في غار أبي قبيس.

فصل فيما نذكره من وصف الموت من القائمة الثانية من ثاني عشر كراس بلفظه فكأنك بالموت قد نزل فاشتد أنينك وعرق جبينك وتقلصت شفتاك وانكسر لسانك ويبس ريقك وعلا سواد عينيك بياض وأزبد فوك واهتز جميع بدنك وعالجت غصة الموت وسكرته ومرارته وزعقته ونوديت فلم تسمع ثم خرجت نفسك وصرت جيفة بين أهلك إن فيك لعبرة لغيرك فاعتبر في معاني الموت إن الذي نزل نازل بك لا محالة وإن طال العمر فعن قليل يفنى لأن كل ما هو آت قريب لوقت معلوم فاعتبر بالموت يا ابن آدم واعلم أيها الإنسان أن أشد الموت ما قبل والموت أهون مما بعده من شدة أهوال يوم القيامة ثم ذكر من أهوال الصيحة والفناء ويوم القيامة ومواقف الحساب والخوف ما يعجز عن سماعه قوة الأقوياء ولقد عجزت عن قراءة كله لشدة هوله ثم ذكر أمة محمد (ص) وحديث ذريته.

فصل فيما نذكره من ذلك بلفظه ثم يقول الله لمحمد يا محمد وقد أنجزت لك وعدي وأتممت عليك نعمتي وشفعتك فيما سألت لإخوانك من الأنبياء والمؤمنين ويجاور ذلك من أهل التوحيد وألحقت بك أولياءك الذين آمنوا بك وتولوك بموالاتي ووالوا بذلك وليك وعادوا عدوك وشفيت صدرك ممن آذاني وآذاك وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا وخلفتك في عقبك أولياءك من أهلك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأولياءك من أهل بيتك ومن اتبعهم منهم ومن غيرهم فهم منهم ومعهم وأعذب الذين آذوني فيك وآذوك نفاق في قلوبهم في الدنيا إلى يوم يلقوني ولعنتهم بذلك

٣٨

في الدنيا وأعددت لهم عذابا أليما بما أخلفوا عهدي ونقضوا ميثاقي فعادوك وعادوا أولياءك ووالوا عدوك فتمت في الفريقين كلمة ربك ـ (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً).

فصل فيما نذكره من كتاب منفرد نحو أربع كراريس بقالب الثمن وجدته في وقف المشهد المسمى بالطاهر بالكوفة عليه مكتوب سنن إدريس وهو بخط عيسى محرره نقله من السرياني إلى العربي عن إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن هارون الصابي الكاتب من الكراس الثاني من أول قائمة منه في صفحتها الثانية ما هذا لفظه اعملوا واستيقنوا أن تقوى الله هي الحكمة الكبرى والنعمة العظمى والسبب الداعي إلى الخير والفاتح لأبواب الخير والفهم والعقل لأن الله لما أحب عباده وهب لهم العقل واختص أنبياءه وأولياءه بروح القدس فكشفوا لهم عن سرائر الديانة وحقائق الحكمة لينتهوا عن الضلال ويتبعوا الرشاد ليتقوا في نفوسهم إن الله أعظم من أن تحيط به الأفكار أو تدركه الأبصار أو تحصله الأوهام أو تحده الأحوال وإنه المحيط بكل شيء والمدبر له كما شاء ولا يتعقب أفعاله ولا يدرك غاياته ولا يقع عليه تحديد ولا تحصيل ولا مشار ولا اعتبار ولا نطق ولا تفسير ولا تنتهي استطاعة المخلوقين إلى معرفة ذاته ولا علم كنهه.

فصل فيما نذكره من الكراس الثاني بلفظه من سنن إدريس أول وجهة في القائمة الثالثة ـ ادعوا الله في أكثر أوقاتكم مقاصدين متألهين في دعائكم فإنه إن يعلم منكم التظافر والتوازر يجب دعاءكم ويقضي حاجاتكم ويبلغكم آمالكم ويفضي عطاياه عليكم من خزائنه التي لا تفنى.

فصل فيما نذكره من القائمة الثانية من الوجهة الثانية من الكراس الثالث من سنن إدريس أنما إذا دخلتم في الصيام طهروا نفوسكم من كل دنس

٣٩

ونجس وصوموا لله بقلوب خالصة صافية منزهة عن الأفكار السيئة والهواجس المنكرة فإن الله يحبس القلوب اللطخة والنيات المدخولة ومع صيام أفواهكم من المآكل فلتصم جوارحكم من المآثم فإن الله لا يرضى عنكم أن تصوموا من المطاعم فقط لكن من المناكير كلها والفواحش بأسرها.

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الخامسة من الكراس الثالث من سنن إدريس (ع) إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا لها خواطركم وأفكاركم وادعوا الله دعاء طاهرا متفرغا وسلوه مصالحكم ومنافعكم بخضوع وخشوع وطاعة واستكانة وإذا بركتم وسجدتم فابعدوا عن نفوسكم أفكار الدنيا وهواجس السوء وأفعال الشر واعتقاد المكر وأكل السحت والعدوان والأحقاد واطرحوا بينكم ذلك كله.

فصل فيما نذكره من الكراس الرابع من سنن إدريس في الوجهة الثانية من القائمة الأولى منها بلفظه ـ أدوا فرائضكم صلاة كل يوم وهي ثلاث الغداة وعددها ثمان سور وكل سورتين ثلاث سجدات بثلاث تسبيحات وعند انتصاف النهار خمس سور وعند غروب الشمس خمس سور بسجود هذه المكتوبة عليكم من زاد عليها متنفلا فله على الله المزيد في الثواب.

فصل فيما نذكره من توراة وجدتها مفسرة بالعربية في كتب خزانة جدي (ورام بن أبي فراس) عتيقة فنسخنا منها نسخة ووقفتها ذكر في سابع قائمة من هذه النسخة والسفر الثالث أن حياة آدم تسعمائة وست وثلاثون سنة ذكر ذلك في كتاب البداء عن الصادق (ع) وقد تقدم في صحف إدريس أن عمره ألف وثلاثون سنة فلعل أحدهما زيد عددا ثم ذكر في حديث نوح (ع) بعد ذلك السفر أن الطوفان بقي على وجه الأرض مائة وخمسين يوما وأن الذين كانوا معه في السفينة من الإنس بنوه الثلاث سام وحام ويافث ونساؤهم وأن جميع أيام حياة نوح تسعمائة وخمسين سنة وأن حياته بعد الطوفان كانت ثلاثمائة وخمسين سنة.

٤٠