سعد السّعود

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

سعد السّعود

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات دار الذخائر للمطبوعان
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٣

فالتفت من يميني وإذا أنا بأبي إبراهيم (ع) عليه حلتان خضروان وعن يمينه ملكان وعن يساره ملكان ثم التفت عن يساري وإذا أنا بأخي ووصيي علي بن أبي طالب (ع) عليه حلتان بيضاوان عن يمينه ملكان وعن يساره ملكان فاهتززت سرورا فغمزني جبرئيل بيده فلما انقضت الصلاة قمت إلى إبراهيم فقام إلي فصافحني وأخذ يميني بكلتا يديه فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح والمبعوث الصالح في الزمان الصالح وقام إلى علي بن أبي طالب فصافحه وأخذ بيمينه بكلتا يديه وقال مرحبا بالابن الصالح ووصي الصالح يا أبا الحسن فقلت يا أبت كنيته بأبي الحسن ولا ولد له فقال كذلك وجدته في صحفي وعلم غيب ربي باسمه علي وكنيته بأبي الحسن والحسين ووصي خاتم أنبياء ذريتي ثم قال في بعض تمام الحديث ما هذا لفظه أصبحنا في الأبطح لم يباشر تابعنا وإني محدثكم بهذا الحديث وسيكذب قوم فهو الحق فلا تمترون.

يقول علي بن موسى بن طاوس ولعل هذا الإسراء كان دفعة أخرى غير ما هو مشهور فإن الأخبار وردت مختلفة في صفات الإسراء المذكور ولعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه الحالة دون الأنبياء الذين حضروا في الإسراء الآخر لأن عدد الأنبياء الأجناد مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ولعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه هم المرسلون أو من له خاصة وسر مصون وليس كل ما جرى من خصائص النبي وعلي (ع) عرفناه وكل ما يحتمله العقل وكرم الله جل جلاله لا يجوز التكذيب في معناه وقد ذكرت في عدة مجلدات ومصنفات أنه حيث ارتضى الله تعالى عبده لمعرفته وشرفه بخدمته فكل ما يكون بعد ذلك من الإنعام والإكرام فهو دون هذا المقام ولا سيما أنه برواية الرجال الذين يتهمون فضل مولانا علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة

فصل فيما نذكره من الكراس الآخر من الجزء الخامس قبل آخره بثمان قوائم من الوجهة الأولة في تفسير قوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ـ

١٠١

روي فيه حديث فدك من عشرين طريقا فلذلك ذكرته نذكر منها طريقا واحدا بلفظه ـ حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الأعبدي وإبراهيم بن خلف الدوري وعبد الله بن سليمان بن الأشعب ومحمد بن القاسم بن زكريا قالوا حدثنا عباد بن يعقوب قال أخبرنا علي بن عباس وحدثنا جعفر بن محمد الحسيني قال حدثنا علي بن المنذر الطريفي قال حدثنا علي بن عباس قال حدثنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دعا رسول الله (ص) فاطمة وأعطاها فدكا

. يقول علي بن موسى بن طاوس وقد ذكرت في الطرائف روايات كثيرة عن المخالف وكشفت عن استحقاق المولاة المعظمة فاطمة لفدك بغير ارتياب وما ينبغي أن يتعجب من أخذها منها من هو عارف بالأسباب لأن خلافة بني هاشم أعظم من فدك بكل طريق وأهل الإمامة من الأمة لا يحصيهم إلا الله مذ ستمائة سنة وزيادة إلا أن يدينوا بدين الله تعالى إن الخلافة كانت حقا من حقوقهم وإنهم منعوا منها كما منع كثير من الأنبياء والأوصياء عن حقوقهم ومن وقف على كتاب الطرائف عرف ذلك على التحقيق

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الأولة من الكراس الثاني من الجزء الثالث من كتاب محمد بن العباس بن مروان وهذا الجزء الأول من قالب نصف الورقة من المجلد الثاني من أصل الكتاب بلفظ مصنفه قوله عزوجل (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) الآية إلى قوله (فِيها حَرِيرٌ) حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم قال حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال حدثنا أبو مجاهد عن قيس بن عبادة عن علي بن أبي طالب أنه قال أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن قال قيس وفيهم نزلت هذه الآية ـ (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال هم الذين تبارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة وعتبة والوليد حدثنا الحسن بن

١٠٢

عامر قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بصير حدثنا أبان عن عثمان قال فحدثني أبو بصير عن عكرمة عن ابن عباس قال خرج عتبة وشيبة والوليد للبراز وخرج عبيد الله بن رواحة من ناحية أخرى قال فكره رسول الله بالجرة أول ما لقي الأنصار فبدأ بأهل بيته فقال رسول الله مروهم أن يرجعوا إلى مصافهم إنما يريد القوم بني عمهم فدعا رسول الله عليا وحمزة وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب فبرزوا بين يديه بالسلاح فقال اجعلاه بينكما وخاف عليه الحداثة فقال اذهبوا فقاتلوا عن حقكم وبالدين الذي بعث به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم (لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) اذهبوا في حفظ الله أو في عون الله فخرجوا يمشون حتى كانوا قريبا يسمعون الصوت فصاح بهم عتبة انتسبوا نعرفكم فإن تكونوا أكفاء نقاتلكم وفيهم نزلت هذه الآية ـ (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) فقال عبيدة أنا عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب وكان قريب السن من أبي طالب وهو يومئذ أكبر المسلمين أنا الأسد في الجلسة فقال كفو كريم ثم قال لحمزة من أنت قال أنا حمزة بن عبد المطلب أنا أسد الله وأسد رسوله أنا صاحب الخلفاء فقال له سترى صولتك اليوم يا أسد الله وأسد رسوله قد لقيت أسد فقد المطيبين فقال لعلي من أنت فقال أنا عبد الله وأخو رسوله أنا علي بن أبي طالب فقال يا وليد دونك الغلام فأقبل الوليد يشتد إلى علي قد تنور وتحلق عليه خاتم من ذهب بيده السيف قال علي ظل علي في طول نحو من ذراع فنخلته حتى ضربت يده التي فيها السيف فندرت يده وندر السيف حتى نظرت إلى بصيص الذهب في البطحاء وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين فذهب مولى نحو أبيه وشد عليه علي فضرب فخذه فسقط وقام علي وقال :

ابن ذي الحوضين عبد المطلب

الهاشم المطعم في العام السغب

أوفي بميثاقي وأحمي عن حسب

ثم ضربه فقطع فخذه قال ففي ذلك تقول هند بنت عتبة ـ

١٠٣

أبي وعمي وشقيقي بكري

أخي الذي كانوا كصنو البدر

بهم كسرت يا علي ظهري

ثم تقدم شيبة بن ربيعة وعبيدة بن الحرث فالتقيا فضربه شيبة فرمى برجله وضربه عبيدة فأسرع السيف فيه فاقتطعه فسقطا جميعا وتقدم حمزة وعتبة فتكادما الموت طويلا وعلي قام على الوليد والناس ينظرون فصاح رجل من الأنصار يا علي ما ترى الكلب قد أبهر عمك فلما أن سمعها أقبل يشتد نحو عتبة فحانت من عتبة التفاتة إلى علي فرآه وقد أقبل نحوه يشتد فاغتنم عتبة حداثة من علي فأقبل نحوه فلحقه حمزة قبل أن يصل إلى علي فضربه في حبل العاتق فضربه علي فأجهز عليه فكان أبو حذيفة بن عتبة إلى جنب رسول الله (ص) ينظر إليهم قد أربد وجهه فقد تغير لونه وهو ينفس ورسول الله (ص) يقول صبرا يا أبا حذيفة حتى قتلوا ثم أقبلا إلى عتبة حتى احتملاه فسال المخ على أقدامهما ثم استدنوا به إلى رسول الله فلما نظر إليه رسول الله (ص) قال يا رسول الله ألست شهيدا قال بلى قال لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أولى بهذا البيت منه حيث يقول :

ونسلمه حتى نصرع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فصل فيما نذكره من الجزء السابع من الكتاب المذكور وهو الثاني من المجلد الثاني من أواخر الجهة الثانية من القائمة الأولى منه وهو أول الجزء السابع في خامس كراس من أصل الجلد من كتاب محمد بن العباس بن مروان بلفظه حدثنا الحسين بن الحكم الخبري قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثني زكريا بن يحيى قال حدثني عفان بن سلمان وحدثنا محمد بن أحمد الكاتب قال حدثني جدي قالوا أخبرنا عفان وحدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثنا موسى بن كريا حدثنا عبد الواحد بن غياث قالا حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن أبي ربيعة بن ماجد أن رجلا قال لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك قالها ثلاث مرات حتى استراب الناس ونشروا آذانهم ثم قال جمع رسول الله أو دعا

١٠٤

رسول الله بني عبد المطلب كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ولم يشرب فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد قال فقمت وكنت أصغر القوم سنا فقال اجلس قال ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كانت الثالثة ضرب يده على يدي فقال فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

فصل فيما نذكره من شرح تأويل هذه الآية ـ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) وهو من الوجهة الثانية من قائمة بعد القائمة التي ذكرناها من كتاب محمد بن العباس بن مروان بلفظه حدثنا محمد بن هوذة الباهلي حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي حدثنا عمار بن حماد الأنصاري عن عمر بن شمر عن مبارك بن فضالة والعامة عن الحسن عن رجل من أصحاب النبي قال إن قوما خاضوا في بعض أمر علي بعد الذي كان من وقعة الجمل قال الرجل الذي سمع من الحسن الحديث ويلكم ما تريدون ومن أول السابق بالإيمان بالله والإقرار بما جاء من عند الله لقد كنت عاشر عشرة من ولد عبد المطلب إذ أتانا علي بن أبي طالب فقال أجيبوا رسول الله إلى غد في منزل أبي طالب فتغامزنا فلما ولى قلنا أترى محمدا أن يشبعنا اليوم وما منا يومئذ من العشرة رجلا إلا وهو يأكل الجذعة السمينة ويشرب الفرق من اللبن فغدوا عليه في منزل أبي طالب وإذا نحن برسول الله فحييناه بتحية الجاهلية وحيانا هو بتحية الإسلام فأول ما أنكرنا منه ذلك ثم أمر بجفنة من خبز ولحم فقدمت إلينا ووضع يده اليمنى على ذروتها وقال بسم الله كلوا على اسم الله فتغيرنا لذلك ثم تمسكنا لحاجتنا إلى الطعام وذلك أننا جزعنا أنفسنا للميعاد بالأمس فأكلنا حتى انتهينا والجفنة كما هي مدفقة ثم دفع إلينا عسا من لبن فكان علي (ع) يخدمنا فشربنا كلنا حتى روينا والعس على حاله حتى إذا فرغنا قال يا بني عبد المطلب إني نذير لكم

١٠٥

من الله جل وعز إني أتيتكم بما لم يأت أحد من العرب فإن تطيعوني ترشدوا وتفلحوا وتنجحوا إن هذه مائدة أمرني الله بها فصنعتها لكم كما صنع عيسى ابن مريم لقومه فمن كفر بعد ذلك منكم فإن الله يعذبه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين واتقوا الله واسمعوا وأطيعوا ما أقول لكم واعلموا يا بني عبد المطلب أن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له أخا ووزيرا ووصيا ووارثا من أهله كما جعل للأنبياء من قبل وأن الله قد أرسلني إلى الناس كافة وأنزل علي (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ـ ورهطك المخلصين وقد والله أنبأني به وسماه لي ولكن أمرني أن أدعوكم وأنصح لكم وأعرض عليكم لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد وأنتم عشيرتي وخالص رهطي فأيكم يسبق إليها على أن يؤاخيني في الله ويؤازرني ومع ذلك يكون على جميع من خالفني فأتخذه وصيا ووليا ووزيرا يؤدي عني ويبلغ رسالتي ويقضي ديني من بعدي وعداتي مع أشياء اشترطتها فسكتوا فأعادها ثلاث مرات كلها يسكتون ويثب فيها علي فلما سمعها أبو لهب قال تبا لك يا محمد ولما جئتنا إلى هذا دعوتنا وهم أن يقوم موليا فقال (ص) أما والله لتقومن أو يكون في غيركم وقال يحرضهم لئلا يكون لأحد منهم فيما بعد حجة قال فوثب علي (ع) فقال يا رسول الله أنا لها فقال رسول الله يا أبا الحسن أنت لها قضى القضاء وجف القلم يا علي اصطفاك الله بأولها وجعلك ولي آخرها

فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الأولة من الجزء الثامن وهو الثالث من هذه المجلدة الثانية من كتاب محمد بن العباس بن مروان بلفظه حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن موسى قال حدثنا يحيى بن محمد بن صادق حدثنا عمار بن خالد التمار الواسطي قال حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي ليل الكندي عن أم سلمة زوجة النبي (ص) أن رسول الله كان في بيتها على منامة لها عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة ببرمة فيها حريرة فقال رسول الله ادعي زوجك وابنيه حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي

١٠٦

هذه الآية ـ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت فأخذ رسول الله بفضل الكساء فغشاهم إياه ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها النبي (ص) ثلاث مرات فأدخلت رأسي في الكساء فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال إنك إلى خير ـ قال عبد الملك بن سليمان وأبو ليل سمعته من أم سلمة قال عبد الملك وحدثنا داود بن أبي عوف يعني أبو الحجاف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة بمثله.

أقول : وروي تخصيص آية الطهارة بهم (ع) من أحد عشر طريقا من رجال المخالف غير الأربع طرق التي أشرنا إليها في آخر الجزء السابع وبعضها في أوائل الجزء الثامن ورواه البلخي في الجزء الثالث والعشرين من تفسيره

فصل فيما نذكره من الجزء الثامن المذكور أيضا من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من الكراس الخامس من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله ـ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) حدثنا علي بن عبد الله بن أسد حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا إسحاق بن يزيد الفراء عن غالب الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي قال خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية ـ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فقال (ع) ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق يعني أهل الكوفة قال قلت يقولون إنها لهم قال فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة قلت فما تقول أنت جعلت فداك فقال هي لنا خاصة يا أبا إسحاق أما السابق في الخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا المقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل وأما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له يا أبا إسحاق بنا يفك الله عيوبكم وبنا يحمل الله رباق الذل عن أعناقكم وبنا يغفر الله ذنوبكم وبنا يفتح الله وبنا يختم ـ

١٠٧

ونحن كهفكم كأصحاب الكهف ونحن سفينتكم كسفينة نوح ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل.

أقول وروي تأويل هذه الآية من عشرين طريقا وفي الروايات زيادات أو نقصان وأحق الخلائق بالاستظهار في صلاح السر والإعلان ذرية النبي وعلي وفاطمة فقد رويت في مناظرة الرضا لزيد أن البار المحسن له من العشيرة ثوابان والمسيء له عقابان وهو موافق بحال أزواج النبي في صريح القرآن

فصل فيما نذكره من أواخر الوجهة الأولى من القائمة التاسعة من الكراس الثاني عشر من الجزء الثامن أيضا من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تأويل قوله تعالى (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) أنها نزلت في مولانا علي بن أبي طالب رواها من نحو ثلاثين طريقا أكثرها وأجلها من رجال أهل الخلاف نذكر منها طريقا واحدا بلفظها حدثنا محمد بن جرير الطبري قال حدثنا عبد الله بن أحمد المروزي قال حدثنا الوخاط بن يحيى بن صالح قال حدثنا علي بن حوشب الفزاري قال حدثنا مكحول في قوله تعالى (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال قال رسول الله أن يجعلها أذن علي وكان علي يقول ما سمعت من رسول الله شيئا إلا حفظته ولم أنسه

فصل فيما نذكره من الوجهة الأولى من القائمة الرابعة من الكراس السادس عشر من هذا الجزء الثامن من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) وأنها في مولانا علي (ص) وشيعته رواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها رجال الجمهور ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها ـ حدثنا أحمد بن محمد المحدود قال حدثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي قال حدثني محمد بن سليمان قال حدثني خالد بن السيري الأودي قال حدثني النضر بن إلياس قال حدثني عامر بن وائلة قال خطبنا أمير المؤمنين على منبر الكوفة وهو مجصص فحمد الله وأثنى عليه وذكر الله لما هو أهله وصلى على نبيه

١٠٨

ثم قال أيها الناس سلوني سلوني فو الله لا تسألوني من آية من كتاب الله إلا حدثتكم عنها بمن نزلت بليل أو بنهار أو في مقام أو في سهل أو في جبل وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي فقام إليه ابن الكواء فلما بصر به قال متعنتا لا تسأل تعلما هات سل فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله جل وعز ـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فسكت أمير المؤمنين فأعادها عليه ابن الكواء فسكت فأعادها ثلاثا فقال علي ورفع صوته ويحك يا ابن الكواء أولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم.

فصل فيما نذكره من كتاب التفسير مجلدة واحدة قالب الربع مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان ولم يذكر من اختصره ونذكر عنه رواية واحدة تفسير آية من سورة الرعد وهي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الابتداء في سورة الرعد حدثنا أحمد بن محمد بن موسى النوفلي وجعفر بن محمد الحسيني ومحمد بن أحمد الكاتب ومحمد بن الحسين البزار قالوا حدثنا عيسى بن مهران قال أخبرنا محمد بن بكار الهمداني عن يوسف السراج قال حدثني أبو هبيرة العماري من ولد عمار بن ياسر عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال لما نزلت على رسول الله (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) قام المقداد بن الأسود الكندي إلى رسول الله فقال يا رسول الله وما طوبى قال شجرة في الجنة لو سار الراكب الجواد في ظلها لسار مائة عام قبل أن يقطعها ورقها برود خضر وزهرها رياض صفر وأفناؤها سندس وإستبرق وثمرها حلل خضر وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبر وحشيشها زعفران ينيع والأرجوان يتأجج من غير وقود ويتفجر من أصلها السلسبيل والرحيق والمعين وظلها مجلس من مجالس شيعة علي بن أبي طالب تجمعهم فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبا قد جبلت

١٠٩

من الياقوت لم ينفح فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسنا وبرها خز أحمر ومرعز أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا وبهاء ذلل من غير مهانة نجب من غير رياضة عليها رحال ألوانها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا تلك البخاتي إليهم ثم قالوا لهم ربكم يقرئكم السلام فتزورونه فينظر إليكم ويجيبكم ويزيدكم من فضله وسعته فإنه (ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ) وفضل عظيم قال فيتحول كل رجل منهم على راحلته فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيء شيئا ولا يفوت أذن ناقة ناقتها ولا بركة ناقة بركتها ولا يمرون بشجرة من شجر الجنة إلا أتحفتهم بثمارها ورحلت لهم عن طريقهم كراهية أن تنثلم طريقتهم وأن تفرق بين الرجل ورفيقه فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك يحق الجلال والإكرام قال فقال أنا السلام ومعي السلام ولي يحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي وراعوا حقي وخافوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين قالوا أما وعزتك وجلالك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فأذن لنا بالسجود قال لهم ربهم عزوجل إني قد وضعت عنكم مئونة العبادة وأرحت لكم أبدانكم فطال ما أنصبتم لي الأبدان وعنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي فاسألوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم وإني لم أجركم اليوم بأعمالكم ولكن برحمتي وكرامتي وعظيم شأني وبحبكم أهل بيت محمد ولا يزالوا يا مقداد محبو علي بن أبي طالب في العطايا والمواهب حتى إن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة قال لهم ربهم تبارك وتعالى لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فانظروا إلى مواهب ربكم فإذا بقباب وقصور في أعلى عليين من الياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر يزهر نورها فلولا أنه مسخر إذا لالتمعت الأبصار منها فما كان من

١١٠

تلك القصور من الياقوت الأحمر مفروش بالسندس الأخضر وما كان منها من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالرياط الصفر مبثوثة بالزبرجد الأخضر والفضة البيضاء والذهب الأحمر قواعدها وأركانها من الجوهر ينور من أبوابها وأعراضها نور شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضيء وإذا على باب كل قصر من تلك القصور جنتان مُدْهامَّتانِ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فلما أرادوا الانصراف إلى منازلهم جولوا على براذين من نور بأيدي ولدان مخلدين لكل ولد منهم حكمة برذون من تلك البراذين لجمها وأعنتها من الفضة البيضاء وأثفارها من الجوهر فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم حتى إذا استقروا قرارهم قيل لهم هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم ربنا رضينا فارض عنا قال برضائي عنكم وبحبكم أهل بيت نبيي حللتم داري وصافحتكم الملائكة فهنيئا هنيئا (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ليس فيه تنغيص فعندها (قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) وأدخلنا (دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ) ... (لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) قال لنا أبو محمد النوفلي أحمد بن محمد بن موسى قال لنا عيسى بن مهران قرأت هذا الحديث يوما على أصحاب الحديث فقلت أبرأ إليكم من عهدة الحديث فإن يوسف السراج لا أعرفه فلما كان من الليل رأيت في منامي كأن إنسانا جاءني ومعه كتاب وفيه ـ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من محمود بن إبراهيم والحسن بن الحسين ويحيى بن الحسن القزاز وعلي بن قاسم الكندي من تحت شجرة طوبى وقد أنجز لنا ربنا ما وعدنا فاحتفظ بما في يديك من هذه الآية فإنك لم تقرأ منها كتابا إلا أشرقت له الجنة.

فصل فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله (ص) وفي علي وأهل البيت (ع) وفي شيعتهم وتأويل ذلك وفي آخر قائمة من المجلدة أي في العشر الأول من المحرم سنة ست وأربعمائة لخط وكاغذ عتيق كأنه رق أو خراساني ولم يذكر اسم مصنفه قالبه أكبر من الربع دون النصف من الوجهة الأولى من القائمة السابعة

١١١

والثلاثين بلفظه (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ) الآية محمد بن جعفر قال حدثنا سويد بن سعيد ـ قال حدثنا عقيل بن أحمد ـ قال حدثنا أبو عمرو بن العلاء عن الشعبي انصرف علي بن أبي طالب (ع) من وقعة أحد وبه ثمانون جراحة تدخل فيها الفتائل فدخل عليه رسول الله (ص) وهو على نطع فلما رآه بكى وقال إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل فقال علي مجيبا له وبكى ثانية وأما أنت يا رسول الله الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت ولكني كيف حرمت الشهادة فقال له (ص) إنها من ورائك إن شاء الله ثم قال له النبي (ص) إن أبا سفيان قد أرسل يوعدنا ويقول ما بيننا وبينكم إلا حمر الأسد فقال علي (ع) لا بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أرجع عنهم ولو حملت على أيدي الرجال فأنزل الله عزوجل ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

يقول علي بن موسى بن طاوس فهل عرفت أحدا من الحاضرين من المسلمين على هذه الصفات وهل كان يجوز في العقل والنقل أن يقدم عليه من كان حاضرا في ذلك اليوم ولم ينقل عنه أنه أصابه جراحة واحدة من الجراحات ولا جرح أحدا ولا كابد هؤلاء من أهوال تلك المقامات أفيجوز أن يقاتل قوم عن نبوتهم ورسالتهم ودولتهم وشريعتهم فإذا صفت من الأكدار والأخطار داهمهم عليها وتقدم عليهم فيها من لم يواسهم ولم يدخل معهم في نبوتها بالمدافعة عنها كيف يخفى أن أهلها مظلومون عند أهل الاعتبار.

فصل فيما نذكره من كتاب التفسير مجلد واحد تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني نذكر منه حديثا واحدا من تفسير سورة الكهف من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس الرابع بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال حدثني جعفر بن نصر بحمص قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك

١١٢

قال أهدي لرسول الله (ص) بساط من قرية يقال لها بهبدت فقعد علي (ع) وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال النبي (ص) يا علي قل يا ريح احملينا فقال علي يا ريح احملينا فحملتهم حتى أتوا أصحاب الكهف فسلم أبو بكر وعمر فلم يردوا عليهما‌السلام ثم قام علي (ع) فسلم فردوا عليه‌السلام فقال أبو بكر يا علي ما بالهم ردوا عليك وما ردوا علينا فقال لهم علي فقالوا إنا لا نرد بعد الموت إلا على نبي أو وصي نبي ثم قال (ع) يا ريح احملينا فحملتنا ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فوكز برجله الأرض فتوضأ وتوضأنا ثم قال يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة والنبي في صلاة الغداة وهو يقرأ ـ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فلما قضى النبي الصلاة قال يا علي أتخبروني عن مسيركم أم تحبون أن أخبركم قالوا بل تخبرنا يا رسول الله فقال أنس ثم قص القصة كأنه معنا.

يقول علي بن موسى بن طاوس هذا الحديث رويناه من عدة طرق مذكورات وإنما ذكرناه هاهنا لأنه من رجال الجمهور وهم غير متهمين فيما ينقلونه لمولانا علي (ع) من الكرامات

فصل فيما نذكره من مجلد آخر من جهة كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وتفسير معناها مستخرجة من القرآن العظيم وأوله خطبة أولها الحمد لله مستحق الحمد بآلائه ولم يذكر اسم مصنفه فنذكر منه حديث البساط برواية وجدناها في هذا الكتاب فيحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس بن مالك مختصرة ورواها جابر بن عبد الله مشروحة ويحتمل أن يكون قد كان حمل البساط لهم دفعتين وروى كل واحد ما رآه وهو من الوجهة الثانية بلفظه من القائمة السادسة من الكراس السادس منه ـ حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الحسين قال حدثنا الحسن بن دينار عن عبد الله بن موسى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي (ع) عن جابر

١١٣

بن عبد الله الأنصاري قال خرج علينا رسول الله (ص) يوما ونحن في مسجده فقال من هاهنا فقلت أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي فقال يا سلمان اذهب وادع مولاك علي بن أبي طالب قال جابر فذهب سلمان ينتدب به حتى استخرج عليا من منزله فلما دنا من رسول الله (ص) قام إليه فخلا به وطالت مناجاته ورسول الله (ص) يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلل حسنا ثم انصرف رسول الله (ص) من مناجاته فجلس فقال له أسمعت يا علي ووعيت قال نعم يا رسول الله قال جابر ثم التفت إلي وقال يا جابر ادع لي أبا بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف الزهري فذهبت مسرعا فدعوتهم فلما حضروا قال يا سلمان اذهب إلى منزل أمك أم سلمة وائتني ببساط الشعر الخيبري قال جابر فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط فأمر رسول الله (ص) سلمان فبسطه ثم قال يا أبا بكر ويا عمر ويا عبد الرحمن اجلسوا كل واحد منكم على زاوية من البساط فجلسوا كما أمرهم ثم خلا رسول الله (ص) بسلمان فناجاه وأسر إليه شيئا ثم قال له اجلس في الزاوية الرابعة فجلس سلمان ثم أمر عليا لأن يجلس في وسطه ثم قال له قل ما أمرتك فو الذي بعثني بالحق لو قلت على الجبال لسار فحرك علي (ع) شفتيه فاختلج البساط فمر بهم قال جابر فسألت سلمان فقلت أين مر بكم البساط قال والله ما شعرنا بشيء حتى انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق وصرنا إلى باب كهف قال سلمان فقمت وقلت لأبي بكر يا أبا بكر قد أمرني رسول الله (ص) أن تصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم الله في محكم كتابه فقام أبو بكر فصرخ بهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد ثم قلت لعمر قم واصرخ في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر فصرخ عمر فلم يجبه أحد ثم قلت لعبد الرحمن قم واصرخ كما صرخ أبو بكر وعمر فقام وصرخ فلم يجبه أحد فقمت أنا وصرخت بهم بأعلى صوتي فلم يجبني أحد منهم ثم قلت لعلي بن بن طالب (ع) قم يا أبا الحسن واصرخ في هذا الكهف فإنه أمرني رسول الله (ص) أن آمرك كما أمرتهم فقام علي (ع)

١١٤

فصاح بهم بصوت خفي فانفتح باب الكهف ونظرنا إلى داخله يتوقد نورا ويألق إشراقا وسمعنا ضجة ووجبة شديدة وملئنا رعبا وولوا القوم هاربين فناديتهم مهلا يا قوم وارجعوا وقالوا ما هذا يا سلمان قلت هذا الكهف الذي ذكره الله جل وعز في كتابه وهؤلاء الذين رأيتم هم الفتية الذين ذكرهم الله عزوجل هم الفتية المؤمنون وعلي (ع) واقف يكلمهم فعادوا إلى موضعهم قال سلمان وأعاد علي (ع) عليهم‌السلام فقالوا كلهم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وعلى محمد رسول الله خاتم النبوة منا السلام أبلغه منا وقل له شهدنا لك بالنبوة التي أمرنا الله قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة ولك يا علي بالوصية فأعاد علي سلامه عليهم فقالوا كلهم وعليك وعلى محمد منا السلام نشهد أنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد (ص) قال سلمان فلما سمعوا القوم أخذوا في النحيب وفزعوا واعتذروا إلى أمير المؤمنين (ع) وقاموا كلهم يقبلون رأسه ويقولون قد علمنا ما أراد رسول الله (ص) ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرة المؤمنين وشهدوا له بالولاية بعد محمد (ص) ثم جلس كل واحد مكانه من البساط وجلس علي (ع) في وسطه ثم حرك شفتيه فاختلج البساط فلم نشعر كيف مر بنا في البر وفي البحر حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله (ص) فخرج إلينا رسول الله (ص) فقال كيف رأيتهم يا أبا بكر قالوا نشهد يا رسول الله (ص) كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا فقال رسول الله (ص) الله أكبر لا تقولوا (سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) ولا تقولوا (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) والله لئن فعلتم لتهتدوا ـ (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وإن لم تفعلوا تخلفوا ومن وفى وفى الله له ومن يكتم ما سمعه فعلى عقبه ينقلب ـ (فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً) أفبعد الحجة والبينة والمعرفة خلف والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته فبايعوه وأطيعوه بعدي ثم تلا هذه الآية ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) يعني علي بن أبي

١١٥

طالب (ع) قالوا يا رسول الله قد بايعناه وشهد أهل الكهف علينا فقال النبي (ص) إن صدقتم فقد أسقيتم (ماءً غَدَقاً) وأكلتم (مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) وتسلكون طريق بني إسرائيل فمن تمسك بولاية علي بن أبي طالب (ع) لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض قال سلمان والقوم ينظر بعضهم إلى بعض فأنزل الله هذه الآية في ذلك اليوم ـ (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) قال سلمان فصفرت وجوههم وينظر كل واحد إلى صاحبه وأنزل الله هذه الآية ـ (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِ) فكان ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم من زوال الشمس إلى وقت العصر.

فصل فيما نذكره من الجزء الأول من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ذكر أنها تأليف المفيد محمد بن محمد بن النعمان نذكر فيها حديثا واحدا من الكراس العاشر من القائمة الرابعة منها من أواخر الوجهة بلفظه وقال أخبرني أحمد بن أبي هراسة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ومثله لأبي عبد الله (ع) قوله تعالى (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى) قال فقال لي يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية قال قلت إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (ص) إن الله لا يبعث الموتى قال فقال تبا لمن قال هذا قال سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أو باللات والعزى قلت حدثنيه أنت قال يا أبا محمد لو قام قائم آل محمد لبعث الله قوما من شيعتهم تتابع سيوفهم على عواتقهم فبلغ ذلك قوم من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث فلان وفلان من قبورهم وهم مع الإمام فبلغ ذلك قوم من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة فيحكي الله قولهم (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ).

يقول علي بن موسى بن طاوس قد تقدم ما ذكرناه في الرجعة ومن العجب إحالتها عند المخالف وهو قريب مما أنكره غيرهم من البعث ومن صدق بحال الأمم الماضية من لفظ القرآن عرف أن الله رد خلقا

١١٦

كثيرا بعد الموت في الحياة الدنيا وكل داخل تحت قدرة الله جل جلاله ممكن والنوم أخو الموت وقد سماه الله وفاة وسمى اليقظة بعثا.

فصل فيما نذكره من تفسير القرآن عن أهل بيت رسول الله (ص) رواية أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة وهو من مجلد واحد قالب الربع ذكر فيه في الوجهة الثانية من القائمة الثانية من الكراس الثالث ما هذا لفظه ـ النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير في قول الله (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) قال إن الله يبعث من بني إسرائيل نبيا يقال له أرميا فقال قل لهم ما بلد تبقيه من كرام البلدان وغروس فيه من كرام الغروس نقية من كل غريبة وأخلف وأنبت خرنوبا قال فضحكوا منه واستهزءوا به فشكاهم إلى الله فأوحى الله إليه أن قل لهم إن البلد بيت المقدس والغرس بني إسرائيل نقية من كل غريب ونحيت عنهم كل جبار فاختلفوا فعملوا معاصي الله فلأسلطن عليهم في بلدانهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم فإن بكوا لم أرحم بكاءهم وإن دعوا لم أستجب دعاءهم ولا أقبل أعمالهم ثم لأخرب فيها مائة عام ثم لأعمرها فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا يا رسول الله فما ذنبنا نحن ولم نعمل بعملهم فعاود لنا ربك فصام سبعا فلم يوح إليه شيء فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح إليه شيء ثم صام سبعا فلما كان أحد وعشرون يوما أوحى الله لترجعن عما تصنع لا تراجعني في أمر قد قضيته أو لأردن وجهك على دبرك ثم أوحى إليه أنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه فسلط عليهم بخت نصر يصنع بهم ما قد بلغك ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال إنك قد بينت عن ربك وحدثتهم بما أصنع بهم فإن شئت فأقم عندي فيم شئت وإن شئت فاخرج قال بل أخرج فتزود عصيرا وتبنا ثم خرج فلما أن كان مد البصر التفت إليها ـ (قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ) أماته غدوة وأحياه عشية قبل أن تغيب الشمس فكان أول شيء خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض ثم

١١٧

قيل له كم لبثت قال يوما فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض ويرى العروق كيف تجري فلما استوى قائما قال أشهد أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

فصل فيما نذكره من تفسير أبي العباس بن عقدة أيضا من الوجهة الأولة من الكراس السادس بلفظه علي بن الحسن قال حدثنا عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر قال وجدنا في كتاب علي (ع) أن قوما من أهل أيلة من قوم ثمود فإن الحيتان كانت قد سبقت لهم يوم السبت ليختبر الله عزوجل طاعتهم في ذلك فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم فتبادروا إليها وأخذوا يصطادونها ويأكلونها فلبثوا بذلك ما شاء الله لا ينهاهم الأحبار ولا تمنعهم العلماء من صيدها ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم أنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوها يوم السبت وكلوها في ما سوى ذلك من الأيام فقالت طائفة منهم لا إلا أن يصطادوها فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا الله الله ننهاكم عن عقوبة الله أن تتعرضوا لخلاف أمره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم فقالت للطائفة التي وعظتهم ـ (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) قالت الطائفة التي وعظتهم ـ (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) قال الله تبارك وتعالى (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا) يعني لما تركوا ما وعظوا به ومضوا على الخطيئة قالت الطائفة التي وعظتهم لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله عزوجل فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم قال فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء فلما أصبحوا أولياء الله عزوجل المطيعون لله تبارك وتعالى غدوا لينظروا

١١٨

ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف المدينة فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون فقال الرجل لأصحابه يا قوم أرى والله عجبا قالوا وما ترى قال أرى القوم صاروا قردة يتعاوون ولهم أذناب فكسروا الباب ودخلوا المدينة قال فعرفت القردة أشباهها من الإنس ولم تعرف الإنس أشباهها من القردة فقال القوم للقردة ألم ننهكم فقال علي (ع) والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لأعرف أشباهها من هذه الأمة لا ينكرون ولا يقرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا وقد قال الله تبارك وتعالى (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) فقال الله تبارك وتعالى ـ (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).

يقول علي بن موسى بن طاوس إني وجدت في نسخة حديثا غير هذا وإنهم كانوا ثلاث فرق فرقة باشرت المنكر وفرقة أنكرت عليهم وفرقة داهنت أهل المعاصي فلم تنكر ولم تباشر المعصية فنجى الذين أنكروا وجعل الفرقة المداهنة ذرا ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة.

أقول ولعل مسخ المداهنة ذرا كأنه أنكم صغرتم عظمة الله وهونتم بحرمة الله وعظمتم أهل المعاصي حرمتهم ورضيتم بحفظ حرمتكم بتصغير حرمتنا أفعظمتم ما صغرنا وصغرتم ما عظمنا فمسخناكم ذرا تصغيرا لكم عوض تصغيركم لنا.

أقول واعلم أن المصغرين لما عظمه الله والمعظمين لما صغره وإن لم يمسخوا قردة في هذه الأمة ذرا فقد مسخوا في المعنى ذرا عند الله جل جلاله وعند رسوله (ص) وعند من يصغر ما صغر الله ويعظم ما عظم الله فإنهم في أعينهم كالذر وأحقر من الذر بل ربما لا يتناهى مقدار تصغيرهم وتحقيرهم

فصل فيما نذكره من تفسير أبي العباس بن عقدة من الوجهة الثانية من

١١٩

القائمة السابعة من الكراس السابع منه بلفظه عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال قلت لأبي عبد الله (ع) ما الصبر الجميل قال ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان وإلى عابد من العباد في حاجة فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال مرحبا بك يا خليل الرحمن فقال يعقوب لست إبراهيم لكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقال له الراهب فلما ذا بلغ بك ما أرى من الكبر قال الهم والحزن والسقم فما جاوز عتبة الباب حتى أوحى الله إليه يا يعقوب شكوتني إلى العباد فخر ساجدا على عتبة الباب يقول ربي لا أعود فأوحى الله إليه أني قد غفرتها لك فلا تعودن لمثلها فما شكا مما أصاب من نوائب الدنيا إلا قال ـ (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)

فصل فيما نذكره من تفسير أهل البيت (ع) قد سقط أوله وآخره مجلدا واحدا خطه عتيق دقيق قالبه الطالبي نحو عشرين كراسا أو أكثر فيه روايات غريبة نذكر من الوجهة الأولة من القائمة الحادية عشرة ما هذا لفظه ـ وفي حديث علي بن إبراهيم بن هاشم عن رجاله يرفعه إلى الصادق (ع) أنه لما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم بقميصه ملطخا بالدم وقالوا نقول إن الذئب قد أكله فقال لهم أخوهم لاوي وهو أكبرهم سنا نؤمن أن أبانا هو إسرائيل الله عزوجل ابن إسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله أفتظنون أن الله عزوجل يكتم هذا الخبر عن أبينا قالوا فما الحيلة قال بعضهم نغتسل ونصلي جماعة ثم نتضرع إلى الله عزوجل أن يخفي هذا الخبر عن يعقوب فإنه جواد كريم ففعلوا ذلك وكان سنة إبراهيم وإسحاق أنهم لا يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر رجلا فيكون واحد إمامهم وعشرة يصلون خلفه فقال إخوة يوسف كيف نصنع ونحن عشرة وليس لنا إمام فقال لاوي والله إمامنا فصلوا كذلك وتضرعوا إلى الله تعالى وبكوا وسألوا الله عزوجل أن يخفي عن يعقوب علمه ذلك ثم جاءوا إلى أبيهم في وقت العشاء ومعهم قميص يوسف فقالوا

١٢٠