وقعة صفّين

نصر بن مزاحم المنقري

وقعة صفّين

المؤلف:

نصر بن مزاحم المنقري


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٦٨٩

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله (١)

ضربا يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله

ثم استسقى وقد اشتد ظمؤه ، فأتته امرأة طويلة اليدين والله ما أدري أعس معها أم إداوة فيها ضياح من لبن (٢) ، فقال حين شرب : « الجنة تحت الأسنة

اليوم ألقى الأحبة

محمدا وحزبه

والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل ». ثم حمل وحمل عليه ابن جون السكوني (٣) ، وأبو العادية الفزاري. فأما أبو العادية فطعنه ، وأما ابن جون (٤) فإنه احتز رأسه.

وقد كان ذو الكلاع يسمع عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلى الله عليه لعمار بن ياسر : « تقتلك الفئة الباغية ، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن » فقال ذو الكلاع لعمرو : ويحك ما هذا؟ قال عمرو : إنه سيرجع إلينا [ ويفارق أبا تراب ]. وذلك قبل أن يصاب عمار. فأصيب عمار مع علي ، وأصيب ذو الكلاع مع معاوية ، فقال عمرو : والله يا معاوية ما أدري بقتل أيهما أنا أشد فرحا. والله لو بقى ذو الكلاع حتى يقتل عمار لمال بعامة قومه إلى علي ، ولأفسد علينا جندنا (٥). قال : فكان لا يزال رجل يجئ فيقول لمعاوية وعمرو : أنا قتلت عمارا. فيقول

__________________

(١) ح : « كما ضربناكم على تأويله ». لكن الرواية هنا تطابق ما في مروج الذهب ( ٢ : ٢١ ). وهذا الرجز يحتمل التقييد والإطلاق في قافيته.

(٢) الضياح ، بالفتح : اللبن الرقيق الكثير الماء.

(٣) ح ( ٢ : ٢٧٤ ) : « ابن حوي السكسكي » ، وفي مروج الذهب ( ٢ : ٢١ ). « أبو حواء السكسكي ».

(٤) ح : « ابن حوى ».

(٥) ح : « أمرنا ».

٣٤١

له عمرو : فما سمعته يقول : فيخلط (١). حتى أقبل [ ابن ] جون (٢) فقال : أنا قتلت عمارا. فقال له عمرو : فما كان آخر منطقه؟ قال سمعته يقول :

اليوم ألقى الأحبة

محمدا وحزبه

فقال له عمرو : صدقت ، أنت صاحبه (٣) ، أما والله ما ظفرت يداك ولكن أسخطت ربك.

نصر ، عن عمرو بن شمر قال : حدثني إسماعيل السدي ، عن عبد خير الهمداني قال : نظرت إلى عمار بن ياسر يوما من أيام صفين رمى رمية فأغمى عليه ولم يصل الظهر ، و [ لا ] العصر ، و [ لا ] المغرب ، ولا العشاء ، ولا الفجر ثم أفاق فقضاهن جميعا ، يبدأ بأول شئ فاته ، ثم بالتي تليها (٤).

نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن السدي ، عن ابن حريث (٥) قال : أقبل غلام لعمار بن ياسر ، اسمه راشد ، يحمل شربة من لبن ، فقال عمار : إني سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه [ يقول ] : « إن آخر زادك من الدنيا شربة لبن ».

نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن السدي عن يعقوب بن الأوسط قال : احتج رجلان بصفين في سلب عمار بن ياسر ، وفي قتله ، فأتيا عبد الله بن عمرو بن العاص فقال لهما : ويحكما ، اخرجا عني فإن رسول الله صلى الله عليه قال ـ [ و ] ولعت قريش بعمار (٦) ـ : « ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى

__________________

(١) في الأصل : « فما سمعتموه يقول فيخلطون » وأثبت ما في ح.

(٢) ح : « ابن حوى ».

(٣) أي صاحب قتله ، الذي تولى ذلك منه.

(٤) في الأصل : « ثم التي يليها » صوابه في ح.

(٥) ح ( ٢ : ٢٨٤ ) : « أبي حريث ».

(٦) هذه الجملة لم ترد في ح. والواو ليست في الأصل. ويقال ولع فلان بفلان يولع به : إذا لج في أمره وحرص على إيذائه.

٣٤٢

النار ، قاتله وسالبه في النار ». قال السدي : فبلغني أن معاوية قال : « إنما قتله من أخرجه ». يخدع بذلك طغام أهل الشام.

نصر عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي الزبير قال : أتى حذيفة بن اليمان رهط من جهينة فقالوا : يا أبا عبد الله ، إن رسول الله صلى الله عليه استجار من أن تصطلم أمته (١) فأجير من ذلك ، واستجار من أن يذوق بعضها بأس بعض فمنع من ذلك. قال حذيفة : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول : « إن ابن سمية لم يخير بين أمرين قط إلا اختار أرشدهما ـ يعني عمارا فالزموا ـ سمته ».

وفي حديث عمرو بن شمر قال : حمل عمار بن ياسر [ ذلك ] اليوم وهو يقول :

كلا ورب البيت لا أبرح أجي

حتى أموت أو أرى ما أشتهي

أنا مع الحق أحامي عن علي (٢)

صهر النبي ذي الأمانات الوفي

نقتل أعداه وينصرنا العلي (٣)

ونقطع الهام بحد المشرفي

والله ينصرنا على من يبتغي (٤)

ظلما علينا جاهدا ما يأتلي

قال : فضربوا أهل الشام حتى اضطروهم إلى الفرار (٥).

قال : ومشى عبد الله بن سويد [ الحميري ] سيد جرش إلى ذي الكلاع فقال له : لم جمعت بين الرجلين؟ قال : لحديث سمعته من عمرو ، وذكر أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وهو يقول لعمار بن ياسر : « يقتلك الفئة

__________________

(١) الاصطلام : الاستئصال ، افتعال من الصلم.

(٢) ح : « لا أفتر الدهر أحامي ».

(٣) ح : « ينصرنا رب السموات ».

(٤) ح : « يمنحنا النصر ». وهذا الرجز كما ترى ركيك مشيأ القافية.

(٥) في الأصل : « الفرات » صوابه في ح ( ٢ : ٢٧٤ ).

٣٤٣

الباغية ». فخرج عبد الله بن عمر العنسي ، وكان من عباد أهل زمانه ، ليلا فأصبح في عسكر علي ، فحدث الناس بقول عمرو في عمار. وقال الجرشي :

ما زلت يا عمرو قبل اليوم مبتدئا

تبغي الخصوم جهارا غير إسرار

حتى لقيت أبا اليقظان منتصبا

لله در أبي اليقظان عمار

ما زال يقرع منك العظم منتقيا

مخ العظام بنزع غير مكثار (١)

حتى رمى بك في بحر له حدب

تهوي بك الموج ها فاذهب إلى النار (٢)

وقال العنسي :

والراقصات بركب عامدين له

إن الذي جاء من عمرو لمأثور (٣)

قد كنت أسمع والأنباء شائعة

هذا الحديث فقلت الكذب والزور

حتى تلقيته عن أهل عيبته

فاليوم أرجع والمغرور مغرور

واليوم أبرأ من عمرو وشيعته

ومن معاوية المحدو به العير

لا لا أقاتل عمارا على طمع

بعد الرواية حتى ينفخ الصور

تركت عمرا وأشياعا له نكدا

إني بتركهم يا صاح معذور (٤)

يا ذا الكلاع فدع لي معشرا كفروا

أو لا فدينك عين فيه تعزير (٥)

__________________

(١) انتقاء المخ : استخراجه.

(٢) حدب الماء : ما ارتفع من أمواجه.

(٣) يقسم بالإبل التي ترقص ، أي تخب بركبانها القاصدين إلى الله أو البيت الحرام للحج.

(٤) النكد : جمع أنكد ، وهو المشؤوم العسر.

(٥) عين ، لعله يريد : دين عين ، كما تقول فلان صديق عين ، إذا كان يظهر لك من نفسه ما لا يفي به إذا غاب ، أي إنه دين رياء.

٣٤٤

ما في مقال رسول الله في رجل

شك ولا في مقال الرسل تحبير

فلما سمع معاوية بهذا القول بعث إلى عمرو فقال : أفسدت على أهل الشام ، أكل ما سمعت من رسول الله تقوله؟ فقال عمرو : قلتها ولست والله أعلم الغيب ولا أدري أن صفين تكون. قلتها وعمار يومئذ لك ولي ، وقد رويت أنت فيه مثل الذي رويت فيه ، فاسأل أهل الشام. فغضب معاوية وتنمر لعمرو ، ومنعه خيره ، فقال عمرو : لا خير لي في جوار معاوية إن تجلت هذه الحرب عنا. وكان عمرو حمي الأنف ، فقال في ذلك :

تعاتبني أن قلت شيئا سمعته

وقد قلت لو أنصفتني مثله قبلي

أنعلك فيما قلت نعل ثبيتة

وتزلق بي في مثل ما قلته نعلي

وما كان لي علم بصفين أنها

تكون وعمار يحث على قتلي

فلو كان لي بالغيب علم كتمتها

وكابدت أقواما مراجلهم تغلي

أبي الله الا أن صدرك واغر

على بلا ذنب جنيت ولا ذحل

سوى أنني ، والراقصات عشية ،

بنصرك مدخول الهوى ذاهل العقل

فلا وضعت عندي حصان قناعها

ولا حملت وجناء ذعلبة رحلي

ولا زلت أدعي في لؤي بن غالب

قليلا غنائي لا أمر ولا أحلي

٣٤٥

إن الله أرخى من خناقك مرة

ونلت الذي رجيت إن لم أزر أهلي

وأترك لك الشام الذي ضاق رحبها

عليك لم يهنك بها العيش من أجلي

فأجاب معاوية :

أالآن لما ألقت الحرب بركها

وقام بنا الأمر الجليل على رجل

غمزت قناتي بعد ستين حجة

تباعا كأني لا أمر ولا أحلي (١)

أتيت بأمر فيه للشام فتنة

وفي دون ما أظهرته زلة النعل

فقلت لك القول الذي ليس ضائرا

ولو ضر لم يضررك حملك لي ثقلي

فعاتبتني في كل يوم وليلة

كأن الذي أبليك ليس كما أبلى (٢)

فيا قبح الله العتاب وأهله

ألم تر ما أصبحت فيه من الشغل

فدع ذا ولكن هل لك اليوم حيلة

ترد بها قوما مراجلهم تغلي

دعاهم علي فاستجابوا لدعوة

أحب إليهم من ثرى المال والأهل

إذا قلت هابوا حومة الموت أرقلوا

إلى الموت إرقال الهلوك إلى الفحل

فلما أتى عمرا شعر معاوية أتاه فأعتبه وصار أمرهما واحدا.

ثم إن عليا دعا في هذا اليوم هاشم بن عتبة ومعه لواؤه ، وكان أعور ، فقال له : يا هاشم ، حتى متى تأكل الخبز وتشرب الماء؟ فقال هاشم : لأجهدن على ألا

__________________

(١) في الأصل : « بعد سبعين حجة » والصواب ما أثبت من ح ( ٢ : ٢٧٥ ) وذلك لأن معاوية حين وقعة صفين كان عمره نحوا من ٥٧ سنة ، فإن صفين كانت في سنتي ٣٦ ـ ٣٧ وكانت وفاة معاوية سنة ٦٠ وله ثمانون سنة.

(٢) الإبلاء : الإخبار ، يقال ابتليته فأبلاني ، أي استخبرته فأخبرني. ح : « تعاتبني ».

٣٤٦

أرجع إليك أبدا. قال علي : إن بإزائك ذا الكلاع ، وعنده الموت الأحمر؟ فتقدم هاشم ، فلما أقبل قال معاوية : من هذا المقبل؟ فقيل هاشم المرقال. فقال : أعور بنى زهرة قاتله الله! وقال : إن حماة اللواء ربيعة ، فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبيته لهم. فخرج سهم ذي الكلاع لبكر بن وائل (١) ، فقال : ترحك الله من سهم كرهت الضراب (٢). وإنما كان جل أصحاب علي أهل اللواء من ربيعة ، لأنه أمر حماة منهم أن يحاموا عن اللواء. فأقبل هاشم وهو يقول :

أعور يبغي نفسه خلاصا

مثل الفنيق لابسا دلاصا

قد جرب الحرب ولا أناصا (٣)

لادية يخشى ولا قصاصا

كل امرئ وإن كبا وحاصا (٤)

ليس يرى من موته مناصا (٥)

وحمل صاحب لواء ذي الكلاع ـ وهو رجل من عذرة ـ وهاشم حاسر وهو يقول :

يا أعور العين وما بي من عور

أثبت فإني لست من فرعي مضر

نحن اليمانون وما فينا خور

كيف ترى وقع غلام من عذر (٦)

__________________

(١) هم بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، فهم ربعيون. وفي الأصل : « بكر بن وائل » والصواب : « لبكر » كما أثبت.

(٢) انظر ما سبق في ص ٢٢٧.

(٣) المعروف ناص ينوص : هرب وفر.

(٤) كبا : انكب على وجهه. حاص : هرب. ح : « وإن بني ».

(٥) في الأصل : « ليس له » وأثبت ما في ح ( ٢ : ٢٧٥ ). وفي ح أيضا : « من يومه ».

(٦) الغلام يقال للرجل من حين يولد إلى أن يشيب. وعذر : ترخيم عذرة لغير نداء. وعذرة من قبائل قضاعة.

٣٤٧

ينعى ابن عفان ويلحي من غدر

سيان عندي من سعي ومن أمر

فاختلفا طعنتين ، فطعنه هاشم فقتله ، وكثرت القتلى ، وحمل ذو الكلاع فاجتلد الناس ، فقتلا جميعا (١) وأخذ ابن هاشم اللواء وهو يقول :

أهاشم بن عتبة بن مالك

أعزز بشيخ من قريش هالك

تخبطه الخيلات بالسنابك

في أسود من نقعهن حالك

أبشر بحور العين في الأرائك

والروح والريحان عند ذلك

نصر : حدثنا عمرو بن شمر قال : لما انقضى أمر صفين وسلم الأمر الحسن عليه‌السلام إلى معاوية [ و ] وفدت عليه الوفود ، أشخص عبد الله بن هاشم إليه أسيرا ، فلما أدخل عليه مثل بين يديه وعنده عمرو بن العاص فقال : « يا أمير المؤمنين ، هذا المختال (٢) ابن المرقال ، فدونك الضب المضب (٣) ، المغتر (٤) المفتون ، فإن العصا من العصية ، وإنما تلد الحية حية ، وجزاء السيئة سيئة مثلها ». فقال له ابن هاشم : ما أنا بأول رجل خذله قومه ، وأدركه يومه (٥). فقال معاوية : تلك ضغائن صفين وما جنى عليك أبوك. فقال عمرو : أمكني منه فأشخب أو داجه على أثباحه. فقال له ابن هاشم : فهلا كانت هذه الشجاعة منك يابن العاص أيام صفين حين ندعوك إلى النزال ، وقد ابتلت أقدام الرجال ، من نقيع الجريال ، وقد تضايقت بك المسالك ، وأشرفت فيها على المهالك. وأيم الله لو لا مكانك منه لنشبت لك مني خافية أرميك من خلالها

__________________

(١) ح : « فقتل هاشم وذو الكلاع جميعا ».

(٢) المختال : المتكبر المعجب بنفسه. وفي الأصل : « المحتال » ، صوابه في ح ( ٢ : ٢٧٦ ).

(٣) المضب : الذي يلزم الشئ لا يفارقه ، وأصل الضب اللصوق بالأرض.

(٤) في الأصل : « المعن » صوابه في ح.

(٥) ح : « وأسلمه يومه ».

٣٤٨

أحد من وقع الأشافي (١) ، فإنك لا تزال تكثر في هوسك وتخبط في دهشك ، وتنشب في مرسك ؛ تخبط العشواء ، في الليلة الحندس الظلماء. قال : فأعجب معاوية ما سمع من كلام ابن هاشم فأمر به إلى السجن وكف عن قتله ، فبعث إليه عمرو بأبيات يقولها له :

أمرتك أمرا حازما فعصيتني

وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

وكان أبوه يا معاوية الذي

رماك على جد بحز الغلاصم

فما برحوا حتى جرت من دمائنا

بصفين أمثال البحور الخضارم

وهذا ابنه والمرء يشبه أصله

ستقرع إن أبقيته سن نادم

فبلغ ذلك ابن هاشم وهو في محبسه فكتب إلى معاوية :

معاوي إن المرء عمرا أبت له

ضغينة صدر ودها غير سالم (٢)

يرى لك قتلى يا ابن حرب وإنما

يرى ما يرى عمر وملوك الأعاجم

على أنهم لا يقتلون أسيرهم

إذا كان منهم منعة للمسالم

وقد كان منا يوم صفين نفرة

عليك جناها هاشم وابن هاشم

قضى الله فيها ما قضى ثمت انقضى

وما ما مضى إلا كأضغاث حالم

هي الوقعة العظمى التي تعرفونها

وكل على ما قد مضى غير نادم

فإن تعف عني تعف عن ذي قرابة

وإن تر قتلى تستحل محارمي

__________________

(١) الأشافي : جمع إشفى ، وهو مخصف الإسكاف. وفي الأصل : « الأثافي » بالثاء ، صوابه في ح ( ٢ : ٢٧٦ ).

(٢) في الأصل : « غشها غير سالم » وأثبت ما في ح.

٣٤٩

آخر الجزء الخامس يتلوه الجزء السادس : « نصر عمرو بن شمر ، عن السدي ، عن عبد خير الهمداني ». وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله والحمد لله رب العالمين ، ونعوذ بالله من الزيادة والنقصان.

وجدت في الجزء الثامن من نسخة عبد الوهاب بخطه : « سمع جميعه من الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، الأجل السيد الأوحد الإمام قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني وابناه القاضيان أبو عبد الله محمد وأبو الحسين أحمد ، وأبو عبد الله محمد بن القاضي أبي الفتح بن البيضاوي ، والشريف أبو الفضل محمد بن علي بن أبي يعلى الحسيني ، وأبو منصور محمد بن محمد بن قرمي ، بقراءة عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي. وذلك في شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة ».

٣٥٠

الجزء السادس

من كتاب صفين

لنصر بن مزاحم

رواية أبي محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز

رواية أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن الوليد

رواية أبي الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت

رواية أبي يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري

رواية أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي

رواية الشيخ الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي

سماع مظفر بن علي بن محمد بن زيد بن ثابت المعروف بابن المنجم ـ غفر الله له

٣٥١
٣٥٢

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الثقة شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي ، قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه ، قال أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن جعفر : قال أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي : قال أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عقبة : قال أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز : قال أبو الفضل نصر بن مزاحم.

عمرو بن شمر ، عن السدي عن عبد الخير الهمداني قال : قال هاشم بن عتبة : أيها الناس ، إني رجل ضخم ، فلا يهولنكم مسقطي إن أنا سقطت ، فإنه لا يفرغ مني أقل من نحر جزور حتى يفرغ الجزار من جزرها. ثم حمل فصرع ، فمر عليه رجل وهو صريع بين القتلى فقال له : اقرأ [ علي ] أمير المؤمنين السلام ورحمة الله ، وقل له : أنشدك بالله إلا أصبحت وقد ربطت مقاود خيلك بأرجل القتلى ، فإن الدبرة تصبح غدا (١) لمن غلب على القتلى. فأخبر الرجل عليا بذلك ، فسار علي في بعض الليل حتى جعل القتلى خلف ظهره ، وكانت الدبرة له عليهم.

نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن رجل (٢) ، عن أبي سلمة ، أن هاشم بن

__________________

(١) الدبرة ، بالفتح : العاقبة. في الأصل : « تصبح عندك » صوابه في ح ( ٢ : ٢٧٨ ).

(٢) ح : « نصر وحدثنا عمر بن سعد عن الشعبي ».

٣٥٣

عتبة دعا في الناس عند المساء : « ألا من كان يريد الله والدار الآخرة فليقبل ». فأقبل إليه ناس ، فشد في عصابة من أصحابه على أهل الشام مرارا ، فليس من وجه يحمل عليه (١) إلا صبروا له وقوتل فيه قتالا شديدا ، فقال لأصحابه : « لا يهولنكم ما ترون من صبرهم ، فو الله ما ترون منهم إلا حمية العرب وصبرها تحت راياتها وعند مراكزها ، وإنهم لعلى الضلال وإنكم لعلى الحق. يا قوم اصبروا وصابروا واجتمعوا ، وامشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا. ثم تآسوا وتصابروا واذكروا الله ، ولا يسلم رجل أخاه ، ولا تكثروا الالتفات ، واصمدوا صمدهم ، وجالدوهم محتسبين ، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ». فقال أبو سلمة : فمضى في عصابة من القراء فقاتل قتالا شديدا هو وأصحابه ، حتى رأى بعض ما يسرون به ، إذ خرج عليهم فتى شاب يقول :

أنا ابن أرباب الملوك غسان

والدائن اليوم بدين غسان

أنبأنا أقوامنا بما كان (٢)

أن عليا قتل ابن عفان

ثم شد فلا ينثني يضرب بسيفه ، ثم [ جعل ] يلعن [ عليا ] ويشتمه ويسهب في ذمه (٣) ، فقال له هاشم بن عتبة : « إن هذا الكلام بعده الخصام ، وإن هذا القتال بعده الحساب. فاتق الله فإنك راجع إلى ربك فسائلك عن هذا الموقف وما أردت به (٤) ». قال : فإني أقاتلكم لأن صاحبكم لا يصلي كما ذكر لي ، وأنكم لا تصلون ، وأقاتلكم أن صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم وازرتموه على قتله. فقال له هاشم : « وما أنت وابن عفان؟ إنما قتله أصحاب محمد وقراء الناس ، حين أحدث أحداثا وخالف حكم الكتاب ،

__________________

(١) في الأصل : « عليهم » صوابه في ح.

(٢) ح ( ٢ : ٢٧٨ ) : « أنبأنا قراؤنا ».

(٣) في الأصل : « ويشتم ويكثر الكلام » وأثبت ما في ح.

(٤) ح : « وعن هذا المقال ».

٣٥٤

وأصحاب محمد هم أصحاب الدين ، وأولى بالنظر في أمور المسلمين. وما أظن أن أمر هذه الأمة ولا أمر هذا الدين عناك طرفة عين قط ». قال الفتى : أجل أجل ، والله لا أكذب فإن الكذب يضر ولا ينفع ، ويشين ولا يزين. فقال له هاشم : « إن هذا الأمر لا علم لك به ، فخله وأهل العلم به » قال : أظنك والله قد نصحتني. وقال له هاشم : وأما قولك إن صاحبنا لا يصلى فهو أول من صلى مع رسول الله ، وأفقهه في دين الله ، وأولاه برسول الله. وأما من ترى معه فكلهم قارئ الكتاب ، لا ينامون الليل تهجدا. فلا يغررك عن دينك الأشقياء المغرورون ». قال الفتى : يا عبد الله ، إني لأظنك امرأ صالحا ، [ وأظنني مخطئا آثما ] ، أخبرني هل تجدلي من توبة؟ قال : « نعم ، تب إلى الله يتب عليك ؛ فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، ويحب التوابين ويحب المتطهرين ». قال : فذهب الفتى بين الناس راجعا ، فقال له رجل من أهل الشام : خدعك العراقي! قال : لا ، ولكن نصحني العراقي! وقاتل هاشم هو وأصحابه قتالا شديدا حتى أتت كتيبة لتنوخ فشدوا على الناس ، فقاتلهم وهو يقول :

أعور يبغي أهله محلا

لابد أن يفل أو يفلا (١)

قد عالج الحياة حتى ملا

حتى قتل تسعة نفر أو عشرة ، وحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط ، وبعث إليه علي : أن قدم لواءك. فقال للرسول : انظر إلي بطني. فإذا هو قد انشق. فأخذ الراية رجل من بكر بن وائل ، ورفع هاشم رأسه فإذا هو بعبيد الله بن عمر بن الخطاب قتيلا إلى جانبه ، فحبا (٢) حتى دنا منه ،

__________________

(١) في الأصل : « يغل أو يغلا » صوابه مما سبق ص ٣٢٧.

(٢) في الأصل : « فجثا » والوجه ما أثبت.

٣٥٥

فعض على ثديه حتى نيبت فيه أنيابه (١). ثم مات هاشم وهو على صدر عبيد الله بن عمر ، وضرب البكري فوقع ، فرفع رأسه فأبصر عبيد الله بن عمر قريبا منه ، فحبا إليه (٢) حتى عض على ثديه الآخر حتى نيبت (٣) أنيابه فيه ، ومات أيضا ، فوجدا جميعا على صدر عبيد الله بن عمر ، هاشم والبكري قد ماتا جميعا.

ولما قتل هاشم جزع الناس عليه جزعا شديدا ، وأصيب معه عصابة من أسلم من القراء ، فمر عليهم على وهم قتلى حول أصحابه الذين قتلوا معه فقال :

جزى الله خيرا عصبة أسلمية

صباح الوجوه صرعوا حول هاشم

يزيد وعبد الله بشر ومعبد

وسفيان وابنـا هاشم ذي المكارم (٤)

وعروة لا يبعد ثناه وذكره

إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم (٥)

ثم قال عبد الله بن هاشم وأخذ الراية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : « يأيها الناس ، إن هاشما كان عبدا من عباد الله الذين قدر أرزاقهم ، وكتب آثارهم ، وأحصى أعمالهم ، وقضى آجالهم ؛ فدعاه ربه الذي لا يعصى فأجابه ، وسلم الأمر لله وجاهد في طاعة ابن عم رسول الله ، وأول من آمن به ، وأفقههم في دين الله ، المخالف لأعداء الله المستحلين ما حرم الله ، الذين عملوا في البلاد بالجور والفساد ، واستحوذ عليهم الشيطان فزين لهم الإثم والعدوان. فحق عليكم جهاد من خالف سنة رسول الله ، وعطل حدود الله ، وخالف أولياء الله. فجودوا

__________________

(١) نيبت أنيابه : نشبت. وفي الأصل : « تبينت » وليس بشيء.

(٢) في الأصل : « فجثا إليه » والصواب ما أثبت. ولم أعثر على هذا الخبر في ح.

(٣) في الأصل : « تبينت » والوجه ما أثبت. وانظر ما سبق في التنبيه الأول.

(٤) ح : « يزيد وسعدان وبشر ومعبد * وسفيان وابنا معبد ».

(٥) ثناه ، أجدر بها أن تكون : « نثاه » بتقديم النون ، وهو ما أخبرت به عن الرجل من خير أو شر. اخترط السيف : استله.

٣٥٦

يمهج أنفسكم في طاعة الله في هذه الدنيا ، تصيبوا الآخرة والمنزل الأعلى ، والملك الذي لا يبلى. فلو لم يكن ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار ، لكان القتال مع علي أفضل من القتال مع معاوية ابن أكالة الأكباد. فكيف وأنتم ترجون ما ترجون.

وقالت امرأة من أهل الشام :

لا تعدموا قوما أذاقوا ابن ياسر

شعوبا ولم يعطوكم بالخزائم

فنحن قتلنا اليثربي بن محصن

خطيبكم وابني بديل وهاشم

وقال رجل من بني عذرة :

لقد رأيت أمـورا كلها عجب

وما رأيت كأيام بصفينـا

لما غـدوا وغدونا كلنا حنق

ما رأيت الجمال الجلة الجونا

خيل تجول وخيل في أعنتها

وآخرون على غيظ يرامونا

ثم ابتذلنا سيوفا في جماجمهم

وما نساقيهم من ذاك يجزونا

كأنها في أكف القوم لامعة

سلاسل البرق يجد عن العرانينا

ثم انصرفنا كأشلاء مقطعة

وكلنا عند قتلاهم يصلونا

وقال عبد الله بن أبي معقل بن نهيك بن يساف الأنصاري. قال : وفي حديث عمرو بن شمر : قال النجاشي يبكي أبا عمرة بن عمرو بن محصن (١) وقتل بصفين :

لنعم فتى الحيين عمرو بن محصن

إذا صائح الحي المصبح ثوبا (٢)

__________________

(١) هو بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري. ترجمته في ١٨٥.

(٢) صدر البيت يشهد بأن اسمه « عمرو » وهو أحد الأقوال التي قيلت في اسمه ، وفي الإصابة : « وقال ابن الكلبي : اسمه عمرو بن مخصن ». المصبح : الذي صبحته الغارة. وفي الأصل : « المصيح » صوابه في ح ( ٢ : ٢٧٨ ). والتثويب : الاستصراخ ، وأصله أن يلوح المستصرخ بثوبه ليرى ويشتهر. ح : « إذا ما صارخ الحي ».

٣٥٧

إذا الخيل جالت ، بينها قصـد القنا

يثرن عجاجا ساطعا متنصبا

لقد فجع الأنصار طرا بسيـد

أخي ثقة في الصالحين مجربا

فيارب خير قـد أفـدت وجفنة

ملأت وقرن قد تـركت مخيبا (١)

ويا رب خصم قـد رددت بغيظـه

فآب ذليلا بعد مـا كان مغضبا

وراية مجد قد حمـلـت وغزوة

شهدت إذا النكـس الجبـان تهيبا

حووطا على جل العشيرة مـاجـدا

ولم يك في الأنصار نكسـا مؤنبـا (٢)

طويل عمود المجد رحبـا فناؤه

خصيبا إذا ما رائد الحي أجدبا (٣)

عظيم رماد النار لم يك فاحشـا

ولا فشلا يوم القتال مغلبا

وكنت ربيعا ينفع الناس سيبـه

وسيفا جرازا باتك الحد مقضبا

فمن يك مسرورا بقتل ابن محصن

فعاش شقيا ثم مات معذبا

وغودر منكبا لفيه ووجهه

يعالج رمحا ذا سنان وثعلبا

فإن تقتلوا الحر الكريم ابن محصـن

فنحن قتلنا ذا الكـلاع وحوشبا

وإن تقتلوا ابني بديل وهاشمـا

فنحن تركنا منكم القرن أعضبا

ونحن تركنا حميرا في صفوفكم

لدى الموت صرعى كالنخيل مشذبا

وأفلتنا تحت الأسنة مرثد

وكان قديما في الفـرار مجربا

ونحن تركنا عند مختلـف القنا

أخاكم عبيد الله لحما ملحبا

بصفين لما ارفض عنه صفوفكـم

ووجه ابن عتاب تركناه ملغبا (٤)

__________________

(١) ح : « مسلبا ».

(٢) ح : « حويطا ». في الأصل : « عضبا مشيبا » وأثبت ما في ح.

(٣) في الأصل : « حصينا » وصوابه في ح.

(٤) ح : « عنه رجالكم ». وألغبه : أنصبه.

٣٥٨

وطلحة من بعد الزبير ولم ندع

لضبة في الهيجا عريفا ومنكبا (١)

ونحن أحطنا بالبعير وأهله

ونحن سقيناكم سماما مقشبا (٢)

نصر : وكان ابن محصن من أعلام أصحاب علي عليه‌السلام ، قتل في المعركة ، وجزع علي عليه‌السلام لقتله.

قال : وفي قتل هاشم بن عتبة يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة ، وهو من الصحابة ، وقيل إنه آخر من بقي من صحب رسول الله صلى الله عليه ، وشهد مع علي عليه‌السلام صفين ، وكان من مخلصي الشيعة (٣) :

يا هاشم الخير جزيت الجنة

قاتلت في الله عدو السنه

والتاركي الحق وأهل الظنه

أعظم بما فزت به من منه

صيرني الدهر كأني شنه

ياليت أهلي قد علوني رنه (٤)

من حوبة وعمة وكنه (٥)

نصر : والحوبة القرابة ، يقال لي في بني فلان حوبة أي قربي.

نصر ، عن عمرو بن شمر بإسناده قال : قال رجل يومئذ لعدي بن حاتم ـ وكان من جلة (٦) أصحاب علي عليه‌السلام ـ : يا أبا طريف ، ألم أسمعك

__________________

(١) العريف : النقيب ، وهو دون الرئيس. والمنكب ، كمجلس : عون العريف ، وقال الليث : رأس العرفاء.

(٢) البعير ، يعني جمل عائشة الذي نسبت إليه الوقعة. والمقشب : المخلوط.

(٣) ترجمته سبقت في ص ٣٠٩.

(٤) الرنة : صيحة النياحة. وفي ح ( ٢ : ٢٧٩ ) :

* وسوف تعلو حول قبري رنه *

(٥) الحوبة ، جاء في تفسيرها عن أبي عبيد : « وبعض أهل العلم يتأوله على الأ؟؟ خاصة. قال : وهي عندي كل حرمة تضيع إن تركها ، من أم أو أخت أو ابنة أو غيرها. والكنة ، بالفتح : امرأة الابن وامرأة الأخ.

(٦) ح : « جملة ».

٣٥٩

تقول يوم الدار : « والله لا تحبق فيها عناق حولية (١)! » ، وقد رأيت كان فيها (٢)؟ ـ وقد كانت فقئت عين عدي وقتل بنوه (٣) ـ قال : بلى والله لقد حبقت (٤) فيه العناق والتيس الأعظم.

وبعث علي خيلا ليحبسوا عن معاوية مادة ، فعبث معاوية الضحاك ابن قيس الفهري في خيل إلى تلك الخيل فأزالوها ، وجاءت عيون علي فأخبرته بما قد كان ، فقال علي لأصحابه : فما ترون فيما هاهنا؟ فقال بعضهم : نرى كذا. وقال بعضهم : نرى كذا. فلما رأى ذلك الاختلاف أمرهم بالغدو إلى القوم ، فغاداهم إلى القتال قتال صفين ، فانهزم أهل الشام وقد غلب أهل العراق على قتلى أهل حمص ، وغلب أهل الشام على قتلى أهل العالية ، وانهزم عتبة بن أبي سفيان عشرين فرسخا عن موضع المعركة حتى أتى الشام. فقال النجاشي من قصيدة أولها :

لقد أمعنت يا عتب الفرارا

وأورثك الوغى خزيا وعارا

فلا يحمد خصاك سوى طمر

إذا أجريته انهمر انهمارا

وقال كعب بن جعيل ، [ وهو شاعر أهل الشام ، بعد رفع المصاحف يذكر أيام صفين ويخرض معاوية ] :

معاوي لا تنهض بغير وثيقة

فإنك بعد اليوم بالذل عارف

__________________

(١) الحبق : ضراط المعز. وفي الأصل : « لا تخنق » صوابه في ح. والعناق ، بالفتح : الأنثى من ولد المعز. والحولية : التي أتى عليها حول. ويروى أيضا : « لا تحبق في هذا الأمر عناق حولية » قال الميداني : « يضرب المثل في أمر لا يعبأ به ولا غير له ، أي لا يدرك فيه ثأر ». وأول من قال هذا المثل عدي حين قتل عثمان. فيها : أي في هذه الحادثة.

(٢) أي من وقعتي الجمل وصفين ، إذ طولب فيهما بدم عثمان.

(٣) عند الميداني : « فلما كان يوم الجمل فقئت عين عدي وقتل ابنه بصفين ».

(٤) في الأصل : « خنقت » صوابه في ح وأمثال الميداني.

٣٦٠