زيارة عاشوراء السنة الإلهية العظمى

فؤاد شبيب

زيارة عاشوراء السنة الإلهية العظمى

المؤلف:

فؤاد شبيب


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٦٥

إن المقاطع الثلاثة تشترك في صيغة الإطلاق في اللفظ كما في الأول (وحاجته مقضية) وفي الثاني (بقضاء حاجته) وفي الثالث (حاجتك تأتيك). ولا ريب بأن ذكر العام بعد الخاص من الأوجه البلاغية والجمال البلاغي فإن وصول السلام والشفاعة وغيرها ، هي من الحوائج بصورة عامة ولكن الإمام (ع) ذكر العام بعد الخاص بلا شك لأمور عديدة والتي منها ـ والله العالم ـ الوجه البلاغي في الحديث فهم سادات المتكلمين والمتحدثين.

وكيف كان .. فإن الإطلاق في الجمل الثلاث تفيد قضاء جميع الحوائج ب لا استثناء وإن قوله (ع) : (بالغ ما بلغ) يؤكد ذلك.

٤ ـ تأكيد قضاء جميع الحوائج من الله سبحانه وتعالى :

إن الضمان المذكور في النص المتقدم والذي في ختام سلسلة الضمان يأتي الضمان من الباري جل وعلا.

فيحتار المرء في الإجابة على : لماذا كل ذلك؟

وربما يصح لو قلنا إن خصوص النص المذكور من أبرز ما أراد إيصاله والتأكيد عليه هو أن هذه الزيارة بهذا الشكل فيها قضاء جميع الحوائج ، فيؤكد (ع) تارة بالإطلاق وأخرى بذكر بعض الخصوصيات من العام ، وتارة أن ذلك علي (فإني ضامن على الله) وأخرى أن هذا الضمان من جميع آبائه الطاهرين إلى الله سبحانه وتعالى.

فالمراد منا بعد ذلك أن نلتزم هذه الزيارة ونسأل حوائجنا من الله س بحانه ونتقرب إليه بقراءة هذه الزيارة الشريفة.

٥ ـ الفزع إلى الله بهذه الزيارة :

قال الإمام الصادق (ع) : ياصفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت ...)

١٤١

تقدم الكلام في لفظ (تعاهد هذه الزيارة) والتي تفيد ـ فيما تفيد ـ الالتزام بقراءة الزيارة سواء إلى حاجة أو لمجرد السلام والتقرب إلى الله س بحانه ، ثم يأتي التوجيه من المعصوم (ع) لصفوان وهو بالتالي لنا ، أن نفزع في قضاء حوائجنا إلى الله سبحانه بهذه الزيارة ، ولعل معين من المعاني : أنكم إذا لم تلتزموا القراءة وتتعاهدوا عليها ، فلا أقل من قراءتها إذا حدث لكم حادث زوروا (فزر) كما في الرواية ، واللفظ فعل أمر والمراد من صيغة (أفعل) واضح.

وفي واقع الأمر يختار ذوو الألباب في إدراك كنه وحقيقة هذا التوجيه فقط وفقط ، فضلا عن الزيارة والدعاء والطريقة وغيرها.

وفي ختام هذا الفصل (الرابع) أود أن أسجل عجزي وافتقاري ، فإنه كان ببالي تسجيل تأملات في كثير من الألفاظ في خصوص النص المتقدم كأفعال الأمر الواردة ودلالاتها ، والبحث عن هذا الضمان ، والسلام واصل ، والسرور والبشرى للأئمة (ع) .... وغيرها.

فأسأل الله تعالى أن يوفقني لكتابة بحث عن ذلك كله ، وأكتفي في هذا المقام بما ذكر ونسأله القبول.

١٤٢

الفصل الخامس

آثار زيارة عاشوراء

(مجموع خمس عشرة قصة)

١٤٣

وإليك أيها القارئ الكريم مجموعة قصص ومجربات في آثار زيارة عاشوراء الشريفة.

وكنت قد وعدت في المقدمة عند الحديث عن دواعي هذا البحث وقلت : قصة حدثت لأحد المؤمنين في أوربا ... ، سأذكرها القصة الأولى من هذا الفصل وإليكموها :

١٤٤

القصة الأولى :

في يوم الجمعة الموافق / محرم / ه ألقى سماحة العلامة السيد حسين بن المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (حفظهما الله) محاضرة في دولة الكويت ، ذكر في هذه الكلمة قصة حول زيارة ع اشوراء وهي كالتالي(١) :

يقول السيد حسين : نقل في أحد الخطباء الأفاضل في بلاد الغرب قبل عام فيقول : كان لي قبل (٥) سنة طفل صغير واسمه زين العابدین ، وفي أحد الأيام كنا نتناول إحدى الوجبات ، وبينما الطفل يأكل (شرق) شرقة فدخل جزء من الطعام في رئته فاضطرب الولد وكان عمره بين الثالثة والرابعة ، وأخذ السعال منه مأخذا وأخذ السعال يتوالى عليه بصورة غريبة بحيث لا يستطيع التنفس. يقول والد الطفل ... فأخذته إلى المستشفى ووضعوه في العناية المركزة وبعد فترة طويلة من العلاج تحسنت حالته فخرجنا به من المستشفى.

وقال لي الدكتور إن رئته لازالت تحمل هذا الجزء من الطعام وإن إجراء العملية لإخراج هذا الجزء قضية خطيرة ربما تودي بحياة الولد فالطفل بين أمرين : إما إجراء العملية وهي خطيرة جدا ، وإما تبقى هذه الجزئية من الطعام في رئة الطفل وتعالجه طوال حياته بالمضادات الحيوية بجرعات كبيرة. يقول والد الطفل : فلم أختر إجراء العملية خوفا على طفلي ، وقبلت بالخيار الثاني فأخذت الطفل إلى المنزل ، وكان ولدي لا يستطيع النوم من شدة السعال من الصبح إلى الليل ، وكنت معه أستمر في إعطائه الأدوية

__________________

(١) بتصرف يسير

١٤٥

(المضادات) حتى إن الدكتور أكد لي بأن الأدوية سوف تسبب له فقدان المناعة.

وهذا ما حصل فعلا فأصبح يمرض بأقل عارض في تغير الجو مثلا ... وخلال عشر سنوات وأنا مع ولدي بهذه الحالة لم يكن له نمو طبيعي وأصبح عمره ١٤ سنة ولكن شكله الظاهري كأنه ابن ٦ سنوات فقط وكل ذلك بسبب الأدوية التي يأخذها ، ومع هذا كان السعال مستمر معه ، وبسبب ذلك ظهرت له مشاكل جديدة في بعض الأعضاء کالعينين وغيرها. وبعد هذه المدة من المعاناة وفجأة رأيناه في حالة احتضار حيث اشتد عليه المرض فأخذته إلى المستشفى في تلك البلاد (إحدى الدول الغربية) وبعد التحاليل والفحوصات أتضح أن مع الولد إلتهاب عنيفة في الرئة بسبب الطعام الموجود فيها فأصبحت الرئة متعفنة ولابد من إجراء العملية في أسرع وقت ممكن لإستئصال جزء كبير من الرئة وإن العملية خطيرة على حياة الولد. فلم أقبل ـ الكلام لوالد الطفل ـ إجراء العملية خوفا على الولد وأخرجته من المستشفى على مسئوليتي ..

فأصبحت في حيرة من أمري وحالة ولدي في ازدياد نحو الأسوأ وأنا خائف من إجراء العملية.

عندها لجأت إلى زيارة عاشوراء ، وصممت أن أختم زيارة عاشوراء أربعين يوما ، فلم تمض أيام وشعرت أن ولدي بدأ ينام ويتحسن ويخف السعال عنه.

ومضت الأيام تلو الأيام ولم أكمل الأربعين وإذا بالولد طاب من مرضه تماما.

١٤٦

وقال الخطيب السيد حسين الشيرازي : يقول والد الطفل : إن لدي ستة أولاد الآن وإن ولدي (المريض) هو أفضل الأولاد من ناحية المناعة والصحة الجسدية وأصبح لديه مظهر يبين فيه أنه أكبر من عمره الحقيقي ، وله حالات جسدية لاتكون عند من هم في عمره ، وإن بصره أفضل من جميع من في البيت ، حتى إن الأطباء أكدوا لي أنه يتمتع بحالة قلبية منظمة تؤكد أنه يتمتع بأفضل أنواع الصحة.

فسلام الله على الحسين وعلى علي بن الحسين

وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

القصة الثانية : (الإمام الحجة يؤكد على الزيارة)

ذكر المتحدث القمي (قدس) في المفاتيح ص قصة وردت في كتاب النجم الثاقب : وهي :

تشرف الحاج السيد أحمد الرشي بالحضور عند إمام العصر أرواحنا فداه في سفر الحج وقوله عليه السلام : لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء؟

وهذا يعني إن الحجة (عج) يؤكد لنا على الزيارة.

القصة الثالثة : (رفع العذاب عن مقبرة كاملة):

ذكر المحدث القمي أيضا هذه القصة : حدث الثقة الصالح التقي الحاج المولى حسين اليزدي المجاور للمشهد الغروي وهو من الذين وفوا بحق المجاورة وأتعبوا أنفسهم في العبادة ، عن الثقة الأمين الحاج محمد علي اليزدي قال : كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه يبيت في الليالي بمقبرة خارج بلدة يزد تعرف بالمزار وفيها جملة من الصلحاء وكان له

١٤٧

جار نشأ معه من صغر سنه عند المعلم وغيره إلى أن صار عشارا وكان كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريبا من المحل الذي كان يبيت فيه الرجل الصالح المذكور ، فرآه بعد موته بأقل من شهر في المنام في زي حسن وعليه نضرة النعيم فتقدم إليه وقال له : إني أعلم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم يتبين عملك مقتضيا إلا للعذاب والنكال ، فبم نلت هذا المقام؟ قال : نعم الأمر كما قلت كنت مقيما في أشد العذاب من یوم وفاتي إلى أمس وقد توفيت فيه زوجة الأستاذ أشرف الحداد ودفنت في هذا المكان وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مئة ذراع ، وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله عليه السلام ثلاث مرات وفي المرة الثالثة أمر برفع العذاب عن ه ذه المقبرة فصرت في نعمة وسعة وخفض عیش ودعة.

فانتبه متحيرا ولم تكن له معرفة بالحداد ومحله ، فطلبه في س وق الحدادين فوجده فقال له : ألك زوجة؟ قال : نعم توفيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلاني وذكر الموضع الذي أشار إليه. قال : فهل زارت أبا عبد الله عليه السلام؟ قال : لا. قال : فهل كانت تذکر مصائبه؟ قال : لا. قال : فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه؟ قال : لا. فقال الرجل : وما تريد من السؤال؟ فقص عليه رؤیاه قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء.

القصة الرابعة :

ذكر الشيخ المهتدي البحراني في كتابه الرائع (قصص وخواطر) تحت عنوان (زيارة عاشوراء معجزة القرون) القصة التالية :

الحاج مكي المتروك (المحترم) زرته في منزله في الكويت ـ والكلام للشيخ المهتدي ـ بمناسبة مجلس عزاء حسين أقامه ليلة من ليالي شهر صفر لعام

١٤٨

(١٤ه) فأرابي ابنه (محسن) وكان عمره حدود العامين. قال إنه قبل عام كان مفلوج لم يتحرك ولم يحس بشيء. أخذته إلى الأطباء وكانوا حیاری في أمره حتى استولى علينا الحزن واليأس ، وخاصة أهلي فقد كادت تموت هما وكآبة. فسألت العالم الجليل سماحة آية الله السيد محمدرضا الشيرازي (دام ظله) نحل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره) طالبا منه الدعاء والحل لأزمتنا التي طالت وجلبت لي ولعائلتي أزمات وأزمات أخرى. فأرشدني سماحته إلى قراءة زيارة عاشوراء الحسين عليه السلام بمائة مرة السلام ومائة مرة اللعن. وذلك لمدة أربعين يوما دون انقطاع.

وكذلك مباشرة اتصلت بأخيه العلامة سماحة السيد مرتضی (دام ظله) فقال لي نفس الحل.

فالتزمت بقراءتها مع شرط المائة مرة التي قد يستقلها بعض الناس لذلك لم جنوا الثمرة الإعجازية. وإني أحلف لك يا شيخ ما بلغت اليوم العشرين من قراءتي للزيارة حتى قام طفلي هذا على قدميه ، وها هو كما تراه سالما من كل عاهة.

سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له.

القصة الخامسة :

ذكر السيد دستغيب في كتابه (القصص العجيبة) في الصفحة ٤ قصة ، نقلها عن العلامة الشيخ حسن فريد الكلبيكاني عن الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) وهي :

١٤٩

کنت از اول تحصيل العلوم الدينية ـ والكلام للشيخ الحائري ـ في سامراء عندما أصيب أهلها بوباء الطاعون وكان كل يوم يموت جمع منهم وفي أحد الأيام كنت في مترل أستاذي السيد محمد الفشار کي وكان فيه جمع من أهل العلم ، فدخل الميرزا محمد تقي الشيرازي الذي كان بمنزلة السيد فشار کي وتحدث عن المرض الوباء وإن الجميع مهددون بالموت.

ثم قال الميرزا : إذا أصدرت حكما فهل هو نافذ أم لا؟

فرد الجميع : إنه نافذ ويجب إجراؤه.

فقال الميرزا : إني أصدر حكما على جميع المسلمين الشيعة القاطنين في سامراء أن يقرؤوا زيارة عاشوراء من اليوم وحتى عشرة أيام ويهدوا ثواب ذلك الروح الشريفة السيدة / نرجس خاتون ، والدة الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه) ليبتعد عنهم البلاء.

فأبلغ الحاضرون حكمة ذاك للجميع (الشيعة) وانشغل الجميع بقراءة زيارة عاشوراء فتوقف موت المسلمين الشيعة بالمرض من الغد ، وكان غيرهم يموتون كالعادة حتى بان الأمر للجميع ، فسأل بعض أتباع المذاهب الأخرى أصدقائهم من المسلمين الشيعة عن سبب عدم ابتلائهم وموتهم بالبلاء.

فقالوا لهم : بزيارة عاشوراء

فشرع أولئك بقراتها أيضا ودفع عنهم البلاء.

القصة السادسة :

وإن ناقل القصة السابقة وهو العلامة الكبير الشيخ حسن فريد الكلبیکاني يقول معلقا بعد تلك القصة المنقولة للشيخ الحائري :

١٥٠

وفي أحد الأيام صادفتني متاعب شديدة فتذكرت حكم الميرزا (القصة السابقة) وبدأت بقراءة الزيارة من اليوم الأول لشهر محرم حتى إذا كان اليوم الثامن منه فرج الله عني بشكل خارق للعادة.

القصة السابعة :

كتب الولد الأكبر لآية الله الأمين الدكتور محمد هادي الأمين :

بعد أربع سنين من وفاة والدي المرحوم العلامة الأمين رأيته في إحدى ليالي الجمعة وقبل أذان الفجر سنة ٤ ه في عالم الرؤيا فرحا وعلى هيئة حسنة فتقدمت نحوه وسلمت عليه وسألته أي الأعمال أوصلتك إلى هذه السعادة؟ قال : ماذا تقول أنت؟ وعرضت عليه السؤال مرة أخرى هكذا : کتاب الغدير أو بقية التألیفات أو تأسيس مكتبة أمير المؤمنين؟ قال : وضح أكثر لا أعرف المقصود من سؤالك هذا ، قلت : أنت بعيد الآن عنا وذهبت إلى العالم الآخر فبأي الأعمال العلمية والخدمات الدينية والمذهبية وصلت إلى ما أرى؟ فمكث المرحوم الأمين قليلا ثم قال : فقط عن طريق زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام؟ ثم سألته : أنت تعرف في الوقت الحاضر أن الروابط السياسية بين إيران والعراق غير عادية والذهاب إلى كربلاء غ ير ممكن.

قال : أقيموا واشتركوا في مجالس عزاء الحسين عليه السلام ، فلها ثواب زيارة مرقد أبي عبد الله عليه السلام ثم قال : يا ولدي أوصيتك في السابق كثيرا بقراءة زيارة عاشوراء والآن أكرر عليك وأقول : استمر بقراءتها ولا تتر کها لأي سبب كان ، اقرأها دائما وكأنها جزء من واجباتك اليومية فإن

١٥١

لهذه الزيارة فوائد وبرکات كثيرة وهي طريق نحاتك في الدنيا والآخرة أسألكم الدعاء (١).

القصة الثامنة :

قال الشيخ عبد الجواد الحائري المازندراني : جاء شخص إلى حضرة شيخ الطائفة : الشيخ زین العابدين المازندراني يشكو إليه ضيق المعاش فقال له الشيخ : اذهب إلى ضريح الإمام الحسين عليه السلام واقرأ زيارة عاشوراء فسيأتيك رزقك وإذا لم يأتك ارجع إلي فأعطيك ما تحتاج إليه ، وبعد فترة من الزمن التقيت به فسألته عن حاله ، فقال عندما كنت مشغولا بقراءة الزيارة في حرم الإمام أبي الأحرار عليه السلام جاءني رجل وأعطاني مبلغا من المال ففتحت أمامي أبواب الرزق(٢)

القصة التاسعة :

قال أحد الخطباء الوعاظ : جاءني قبل عدة سنين صدیق شاب مؤمن وطرح لي حاجة مستعصية ، وقال نويت الزواج منذ فترة ولكني في كل مرة أتقدم فيها أواجه بعض المشاكل والمصاعب فقلت له لعلك تقدمت إلى أفراد ليسو من مقامك وشأنك؟ قال : ليس كذلك ، وإذا لم تصدقي تقدم لي أنت إلى عائلة من طبقي وشأني واخطب لي.

__________________

(١) شرح زيارة عاشوراء (المقدمة) ص

(٢) المصدر السابق

١٥٢

فذهبت إلى أحد الأصدقاء الذي كنت مطمئنا منه بأنه يجيبي وطلبت منه ابنته هذا الشاب المؤمن ، في البداية وافق وبعد فترة قال : أستخير الله ومع الأسف أجاب بالرد.

هذه القصة المتني كثيرا وقال لي صديقي : رأيت الحق معي ، قلت له لا تؤذ نفسك ولقضاء مشكلتك اقرأ بعد أداء فريضة الصبح وتعقيباتازیارة عاشوراء مع اللعن مئة مرة والسلام مئة مرة.

فبدأ بقراءة الزيارة وفي يوم السابع والعشرين جاءني فرحة ، وقال تقدمت إلى أحد العوائل ، فوافقوا وأنا وهم في غاية الرضا واليوم بعد العصر تقام مراسيم الخطبة ، وأرجوا أن تكون من المشاهدين لها فقلت له حينئذ : لا تنس الثلاثة عشر يوما الباقية وأنت بدأت حياتك الزوجية ببركة زيارة عاشوراء وفي أي وقت واجهتك مشكلة في حياتك توسل بها لقضائها فإنها تقضي إنشاء الله (١)

القصة العاشرة:

ذكر العالم الجليل آية الله القوحاني النجفي (ره) في مذكراته ضمن خاطراته في المدة التي قضاها في أصفهان ، والتي استمرت أربع سنوات من السنة ١٣١٤ ه إلى ه. كتبت إلى أبي ليرسل رسالة يشرح لي فيها حالته لأني قلق عليه ، فما أن أرسلت الرسالة وإذا برسالة من أبي وصلتني يقول فيها بأن زوجته قد توفيت.

وكتب أيضا : إنه قبل عشر سنوات من هذه اقترض مبلغ أثني عشر تومان التسديد نفقات سفره لزيارة العتبات المقدسة ولكن بسبب (الربا) وصل القرض إلى ثمانين تومان وكل ما كان يملك أي لم يصل إلى هذا المقدار ،

__________________

(١) المصدر السابق

١٥٣

فصممت أن أقرأ زيارة عاشوراء ولمدة أربعين يوما وعلى س طح مسجد

السلط ن الصفوي وطلبت ثلاث حاجات.

الأولى : أداء قرض والدي.

الثانية : طلب المغفرة.

الثالثة : الزيادة في العلم والإجتهاد.

كنت أبدأ بالقراءة بعد الظهر وأتمها قبل أن يزول الظهر وتستغرق قراءتها مدة ساعين ، فلما تمت الأربعين يوما ، وبعد شهر تقريبا كتب لي الوالد : بأن الإمام موسی بن جعفر عليه السلام أدي قرضي فكتبت له : لا ، الإمام الحسين عليه السلام أداه ، وكلهم نور واحد.

القصة الحادية عشر:

وعن كتاب (القصص العجيبة) صفحة هذه القصة : الفقيه العادل والزاهد الشيخ جواد مشکور كان من أجلة العلماء والفقهاء في النجف الأشرف ومرجع تقلید لجميع المسلمين الشيعة في العراق ، ومن أئمة الجماعة في الصحن المطهر ، وقد توفي عام ه عن عمر ناهز التسعين عاما ...

نقل أنه في ليلة ٦/ / ه ، كنت في النجف الأشرف فرأيت في منامي ملك الموت (عزرائیل) فسلمت عليه وسألته : من أين أتيت فقال ملك الموت : أتيت من شیراز بعد أن قبضت روح الميرزا ابراهيم المحلاتي. فسألته : كيف حال روحه في البرزخ؟

فقال ملك الموت : هي في أفضل الحالات وفي أفضل حدائق عالم البرزخ وقد وكل الله بما ألف ملك يطيعون أمره.

١٥٤

فقلت له بأي الأعمال بلغ هذه المنزلة؟ أمقامه العلمي وتدريسه وتربيته التلاميذ؟

قال : كلا.

قلت : فهل بصلاة الجماعة وتبليغ الأحكام الإسلامية للناس؟

قال : كلا.

قلت : إذن فبم؟

قال : بقراءة زيارة عاشوراء.

وعلق السيد دستغیب على ذلك :

فقد كان المرحوم الميرزا إبراهيم المحلاتي مواظبا على قراءة زيارة عاشوراء في كل يوم من الثلاثين سنة الأخيرة من عمره وكان إذا منعه المرض أو أي سبب آخر عن قراءتها كان ينيب عنه أحد.

وعندما نفض الشيخ مشکور من نومه ذهب إلى منزل آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي وقص عليه مارآه.

فبكى الميرزا محمد تقي الشيرازي فسأله الحاضرون عن سبب بكائه فقال لهم :

توفي الميرزا المحلاتي وقد كان ركن من أركان الفقه.

فقالوا له : هذه رؤیا رآها الشيخ وقد لا تكون واقعية.

فقال : نعم لقد كانت رؤية ، لكنها رؤيا الشيخ مشکور ولیست رؤية شخص عادي.

وفي اليوم التالي وصلت برقية من شیراز إلى النجف الأشرف تبلغ وفاة الميرزا المحلاتي وتصدق رؤيا الشيخ مشکور.

١٥٥

وهذه القصة منقولة عن آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي عن الشيخ مشکور ، وكذا عن السيد صدر الدين المحلاتي ابن المرحوم المحلاتي من الشيخ مشکور نفسه.

القصة الثانية عشر :

كان أحد المؤمنين يدعي ، الحاج محمد رحيم ، كان مخلصا ومحبا لسید الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.

وكان يقوم بأعمال في ترجمة هذا الحب ، ومن الأعمال التي كان يقوم بها المواظبة على زيارة عاشوراء ، وكان في كل ليلة بعد صلاة العشاء في المسجد المتصل ببيته يقيم مجلس الروضة الحسينية ... وهكذا يقوم بأعمال حسينية. وقعت له قصة جميلة وبسبب حبه للحسين والأعمال الحسينية وزيارة عاشوراء مدد في عمره عشر سنوات ، ونقل هذه القصة العلامة السيد دستغیب في كتاب القصص العجيبة :

نقل ولد الحاج محمد رحيم عن أبيه : قال مرض أبي مرضا شديدا وأمرنا أن ننقله إلى المسجد ، فقلنا له : لا يناسبك ذلك فسيأتي التجار والأشراف لعیادتك ولا يناسب أن يزوروك في المسجد.

قال : أريد الموت في بيت الله (فقد كان يحب المسجد كثير).

واضطررنا لنقله إلى المسجد إثر إصراره ولما اشتد عليه المرض في الليل وأغمي عليه نقلناه إلى المترل وكان في سكرات الموت واستيقنا من موته ، فجلسنا في الغرفة نبكي وتباحثنا في أمر تجهيزه ومحل دفنه ومجالس الفاتحة وفي السحر

١٥٦

ناداني وأخي ، فذهبنا نحوه وجدناه يتصبب عرقا وقال لنا : أذهبا وناما واعلما أني لن أموت وسأشفى من هذا المرض.

فتحيرنا من كلامه هذا ، وفي الصباح كان قد شفي من المرض تماما ولم يبق للمرض عليه أثر وجمع وسائل الاستشفاء وذهب إلى الحمام وقد منعنا خجلنا من سؤاله عن سبب شفائه وعدم موته. وقد وقعت هذه الحادثة في الليلة الأولى من شهر محرم الحرام عام ه.

ومع اقتراب موسم الحج قام بتصفية حساباته وإصلاح أعماله وهيأ مقدمات ومستلزمات سفر الحج وتحرك مع أول قافلة إلى الحج وقد رافقناه لوداعه في (حديقة الجنة) الواقعة على بعد فرسخ من شیراز وقضينا الليل معه هناك.

فقال لنا : لم تسألوني عن سبب عدم موني وشفائي من مرضي ، وسأخبركم بنفسي :

في تلك الليلة حلت منيتي وكنت أنازع سكرات الموت فرأيت نفسي في منطقة اليهود وأزعجتني الرائحة السيئة المنبعثة منهم وهول مشهدهم وعلمت أي إذا مت فسأكون معهم. فتوسلت إلى الله وأنا في تلك الحال فسمعت نداء يقول لي : هذا محل تاركي الحج. فقلت أين توسلي بسيد الشهداء وخدماتي له وفجأة تحول المنظر المهول إلى منظر مسر وقال لي : قبلت جميع خدماتك وتشفع لك سيد الشهداء عليه السلام وزاد في عمرك عشر سنوات وأخر موتك لتحج الحج الواجب. وقد أخبرتكم بذلك لأبي عازم إلى الحج الآن.

بعد عشر سنوات من تلك الحادثة وقبل أن يحل شهر محرم عام ه مرض والدي مرضا بسيطا وقال لنا : ليلة أول شهر محرم هي موعد موتي ، وبالفعل كما قال ففي شهر محرم الحرام رحل عن الدنيا (رحمة الله عليه).

١٥٧

القصة الثالثة عشر :

ذكر السيد علي الموحد الأبطحي في كتابه (زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة) خمسة وأربعين قصة حول زيارة عاشوراء ، ونقل هنا ثلاث قصص

من هذا الكتاب فقط وإنهاء البحث بذلك :

مرض أحد أقرباء السيد زين العابدين الابرقوئي مرضا شديدا عند إصابته بقرحة في المعدة ونزف الدم ، وانتهى الأمر إلى يأس الأطباء منه ، وأمرهم بالذهاب إلى مدينة طهران وإجراء العملية الجراحية.

وصل الخبر إلى السيد ، وطلبوا منه الدعاء والتوسل ، فأمر السيد زين العابدين أولاده بالوضوء وقراءة زيارة عاشوراء تحت أشعة الشمس والدعاء للمريض بالشفاء.

وبعد ساعات خرج من غرفته وقال : لقد شفاه الله ، اذهبوا وبشروا أهلكم.

قال أحد علماء أصفهان ومن الملازمين للسيد زين العابدین : إن السيد زين العابدین ختم قراءة زيارة عاشوراء بنية الحصول على درجات الكمالات النفسية ، ومن هذه الزيارة وصل إلى ما وصل إليه.

القصة الرابعة عشر :

يقول السيد الأبطحي في كتابه :

قال أحد السادة رأيت في عالم الرؤيا المرحوم آية الله الحاج أغا حسين الخادمي ، والحاج الشيخ عباس القمي صاحب مفاتیح الجنان ، والحاج الشيخ عبد الجواد مداحيان قارئ مراثي الإمام الحسين (ع).

١٥٨

وكلهم جالسين في غرفة واحدة من غرف الجنة ، فسلمت علی آية الله الخادمي ، وسألته عن علة جلوسهم ومؤانستهم فقلت : أنت من الآيات والعلماء ، والحاج الشيخ عباس من المحدثين ، والحاج الشيخ عبد الجواد مداحيان قارئ مراثي الإمام الحسين (ع) ، فكيف جمعتم في مكان واحد وبأي مناسبة؟

فقال : كنا متساوين في مقدار قراءة زيارة عاشوراء.

القصة الخامسة عشر :

نقل السيد الأبطحي عن الشيخ الناصري وهو من ملازمي المرحوم آیة الله العظمى السيد محمد الكوه كمري والشيخ محمدي الأمري وعدد أخر ، بأنه في أيام الحرب العالمية الثانية وأيام المتفقين واجه الناس مشاكل ومصاعب كثيرة ، وبسبب عدم سقوط الأمطار والغلاء وقع طلاب العلوم الدينية والناس في مشاكل كثيرة ، حيث وصل سعر الرغيف الواحد إلى تومان واحد في الوقت الذي كانت فيه شهرية الطلاب في الحوزة العلمية مئة ريال فقط. لهذا أمر المرحوم آية الله السيد محمد الكوه كمري أربعين شخصا من طلاب العلوم الدينية (كان منهم ناقل هذه الرواية الشيخ الناصري ، ومحمدي ، وواعظي الذي كان لمدة أربع سنوات وكي؟ لمجلس الشورى) أن يذهبوا إلى مسجد جمکران (١) ، ويصعدون إلى السطح ويقرأون زيارة عاشوراء أربعين مرة مع اللعن مئة مرة والسلام مئة مرة ، ويتوسلون بالإمام موسی ابن جعفر (ع) وحضرة أبي الفضل العباس (ع) والطفل الرضيع للإمام الحسين (ع) ويدعون لهطول الأمطار ، ورفع الغلاء.

__________________

(١) مسجد جمکران : هو بالقرب من مدينة قم المقدسة يبعد عنها ما يقارب () كيلوا متر ، وهو من المساجد التي يظهر فيه الصاحب (عج) في ليالي معينة ، على ماينقل.

١٥٩

وفي النهاية وبعد أن تمت الأعمال والتوسلات ، رجعنا من مسجد جمکران ، ورغم أن الوقت كان صيفا فقد تلبدت السماء بالغيوم ، وهطلت الأمطار بكثرة إلى درجة أن المياه ملأت الشوارع.

وهكذا عن طريق الرحمة الإلهية هبطت الأسعار وأصبح سعر الرغيف الواحد من الخبز ستة ريالات بعد أن كان سعره تومان واحد.

وفي الختام :

توجد قصص كثيرة حول آثار زيارة عاشوراء ، ولكننا نكتفي بذلك ، ومن أراد التزود ففي كثير من المصادر المذكورة في هذا الفصل ـ الأخير ـ عشرات القصص عن ذلك.

ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على ولاية وحب الحسين عليه السلام وأن يوفقنا في المداومة على هذه الزيارة الشريفة.

والسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلی أصحاب الحسين ما بقي ليل أو تمار.

والحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف خلقه

محمد وآله الطاهرين

١٦٠