الأثر الخالد في الولد والوالد

السيد علي بن الحسين العلوي

الأثر الخالد في الولد والوالد

المؤلف:

السيد علي بن الحسين العلوي


المحقق: السيّد عادل العلوي
الموضوع : الأخلاق
الناشر: منشورات دار الذخائر للمطبوعان
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) من هم ؟ فقال عليه السلام : قابيل يفر من هابيل ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من ابيه ابراهيم على نبينا وآله وعليه السلام ، والذي يفر من صاحبته لوط عليه السلام ، و الذي يفر من ابنه نوح ، يفر من ابنه كنعان .

قال الصدوق رحمه الله تعالى انما يفر موسى من أمّه خشية أن يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها . وابراهيم عليه السلام انما يفر من الأب المربي المشرك لا من الأب الوالد وهو تاريخ . . . . الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٥٩ ، الحديث ١٠٢ .

اقول : ان الفرار يشمل الجميع حسب ما يتصور لان القرآن الكريم و ان كان له شأن نزول ، او خصوصية مورد ، الّا أنه يعمّ الموارد ويشمل الجميع . نعم يمكن أن يكون أول من يفر هم هؤلاء الذين عدّ هم أمير المؤمنين عليّ عليه افضل الصلاة والسلام . ودليلنا : ان لفظ ( المرء ) اسم جنس ، و( الـ ) يفيد العموم .

٦١
 &

اللّعن

اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى ، وأي شيئ أمرّ وأنكى من الطرد ، نعوذ بالله من تلكم الأعمال التي توجب ذلك ، وهي كثير ، منها وأهمّها ما جاء في الحديث الشريف المتعلّق بالولد ووالديه ، و الولد والوالدة والتفرقة بينهما ، فهذه اشدّ موارد اللعن ، لعن الله آل اميّه كيف فرّقوا بين الأمّهات وأبنائها . فهذه المخدّرة أم القاسم ابن الحسن المجتبى عليه السلام ترى ولدها بين حوافر الخيول . وهذه المصونة أم علي الاكبر ابن الحسين الشهيد عليه السلام تراى ولدها مقطّعا بالسيوف اربا اربا وقد فارق امّه . وهذه التقية أم الرضيع ترى ولدها يتلظى من العطش ثم عند طلب الماء يرمي بسهم من حرملة لعنه الله فيذبح من الوريد الى الوريد وهو على يد المظلوم أبي عبد الله روحي فداه ، وهكذا امّهات أخرى في كربلاء تثكل وتفارق أولادها ، كل ذلك ليحكم يزيد بن معاوية عليه وعلى آله لعائن أهل السموات و الارضين ، لعائن الله والملائكة والناس اجمعين آمين .

١ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : لعن الله من فرّق بين الوالدة وولدها . . . . غوالي الدرر ، حرف اللام ، ص ١٤٣ .

٢ ـ قال ايضا صلى الله عليه وآله وسلّم : لعن الله من لعن والديه . . . . المصدر السابق .

٦٢
 &

الممقوت

كل شيئ في الدنيا يكون ممقوتا في بعض الأوان والحالات ومن بعض الوجوه ، كما يكون ممدوحا ومستحسنا في الحالات والوجوه المعاكسة للوجوه والحالات والاوقات الأول .

ومن الاشياء المهمّة التي تؤخذ بنظر الاعتبار الكلّي هي الأموال و الاولاد ، وهذه تارة تكون زينة الحياة الدنيا ، وأخرى تكون فتنة و امتحانا ، ثالثة تكون وزرا ووبالا ، حيث يمقته العقلاء ، وحتّى تمقت في بعض الآيات والروايات .

١ ـ ( قول النبي صلى الله عليه وآله ) يا أبا ذر : انّي قد دعوت الله جلّ جلاله أن يجعل رزق من يحبّني الكفاف ، وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد . . . . پندهاى گرانمايهٔ پيغمبر گرامى ، ص ٣٠ ، الحديث ٥٦ .

٦٣
 &

الوأد

( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) ( التكوير ـ ٨ ) كانت المظالم ـ في زمن الجاهلية ـ علت فوق الهامات ، فلا رادع ولا مانع ، وكان من جملتها وأو البنات ، كي لا يؤسروا في الغزوات ، لأن الغزو كان من شيمة الأعراب ، فهذه الطائفة تغزوا تلك ، وذي القبيلة تغزوا ذي ، ونيران الحرب والجهل قد أحرق الطريّ واليابس ، فأنجاهم الله برجل منهم ، هو أشرف الخلائق من الأولين والآخرين ، أبي القاسم الأمين ، محمّد الهاشمي العربي المكّي المدنّي الابطحي التهامي ، الذي قلب صفحة الشرك ، والظلم ، والكفر ، والنفاق ، الى التوحيد ، و العدل ، والايمان ، والسلام ، والاسلام ، فلا جهل ، ولا غزو ، ولا واد فالعلم حلّ مكان الجهل ، والاستقرار حلّ مكان الغزو ، والدّلال و المحبّة حلّت مكان الوأد ، فجزاك الله يا رسول الله عنّا خيرا ، صلّى عليك مليك السماء .

١ ـ الوشّاء عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجه ، عن أبي عبد الله عليه أفضل السلام ، قال : جاء رجل الى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال : انّي قد ولدت بنتا ، وربيتها ، حتى اذا بلغت ، فألبستها ، وحلّيتها ، ثم جئت بها الى قليب فدفعتها في جوفه ، وكان آخر ما سمعت منها ، وهي تقول : يا أبتاه !‍ فما كفّارة ذلك ؟ قال صلى

٦٤
 &

الله عليه وآله : ألك أمّ حيّة ؟ قال : لا ، قال صلى الله عليه وآله وسلّم : فلك خالة حيّة ، قال : نعم ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : فأبررها ، فانها بمنزلة الأم ، يكفّر عنك ما صنعت ، قال أبو خديجه : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : متى كان هذا ؟ فقال عليه السلام : كان في الجاهليّة ، وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين ، فيلدون في قوم آخرين . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ٨ .

٦٥
 &

موجبات الرحمة على الوالد

ان الانسان مهما كانت له حسنات ومهما عمل الخيرات فانه مع ذلك محتاج كل الاحتياج الى رحمة الله تعالى . ولا ينبغي ان يكتفى الانسان بما قدّم ايام حياته لآخرته ، صحيح أنّ السراج يوضع أمام المرء ليرى طريقه ولكن الاحتياج اكثر مما يتصوّر ، فعليه ينبغي للرجل النبيه أن لا يقصّر في تربية ولده كي ينشأ نشأة صالحة حتى يكون بعده سببا لغفران ذنوب والديه بطلب المغفرة والدعاء ولا ينقطع الثواب بعد الوفاة .

١ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سبعة اشياء يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته : منها : وخلّف ولداً صالحا يستغفر له بعد وفاته . . معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في سبعة ، ص ٥٩ .

٢ ـ روى عن العالم عليه السلام أنه قال : ثمانية اشياء من كنّ فيه أدخله الله تعالى الجنّة ونشر عليه الرحمة : منها : وأحسن تربية ولده . . . معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في ثمانية ص ٦٤ .

٣ ـ قال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلّم : رحم الله والدا اعان ولده على برّه . . . غوالي الدرر ، حرف الراء ، ص ٧٧ .

٦٦
 &

٤ ـ وفي الخصال عن امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال : ما من الشيعة عبد يقارف نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، امّا في مال ، وامّا في ولد ، وامّا في نفسه ، حتى يلقى الله عزّ وجلّ وما له ذنب ، وانّه ليبقى عليه الشيئ من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته . . . . تسلية الفوآد ، في سكرات الموت ، ص ٤٧ .

٥ ـ وعن الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذّب صاحبه ، ثم مرّ به من قابل فاذا هو ليس يعذّب ، فقال على نبينا وآله وعليه السلام : يا ربّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ، ثم مررت به العام فاذا هو ليس يعذّب ، فأوحى الله عزّ وجلّ اليه : يا روح الله أنه ادرك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه . . . . تسلية الفوآد ، في احوال البرزخ ، ص ٨٦ .

٦ ـ في الخصال ابواب الستة ص ٢٦٣ ، الحديث ٩ . مسندا عن الصادق عليه السلام قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له ، ومصحف يقرأ فيه ، وقليب يحفره ، وغرس يغرسه ، و صدقة ماء يجريه ، وسنّة حسنة يؤخذ بها من بعده . . . . تسلية الفوآد فيما يلحق الرجل بعد موته ص ١٣٤ .

٧ ـ وفي البحار مسندا عن الصادق عليه السلام قال : ليس يتّبع الرجل بعد موته الى يوم القيامة من الأجر الّا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته الى يوم القيامة صدقة موقوفة لا

٦٧
 &

تورث ، أو سنة هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها في بعده غيره او ولد صالح يستغفر له . . . . تسلية الفوآد : نفس المصدر .

٨ ـ وعن الصادق عليه السلام ، قال : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له ، وسنّة خير يقتدى به فيها ، وصدقة تجري من بعده . . . . تسلية الفوآد ، نفس المصدر .

سخط الله ورضاه

جاء في تاج العروس : السخط : ضد الرضا : وهو الكراهة للشيىء وعدم الرضا به . وقد سخط : كفرح . يسخط سخطا وتسخط ، اي كره وتكرّه ، والمسخوط المكروه . وتقول كلما عملت له عملا تسخّطه أي تكرّهه ولم يرضه . وهناك اعمال تصدر من العبد لم يكن لله فيها رضا فيسخطها بل ويسخط العبد كذلك . منها الولد يسخط والديه .

١ ـ عن الراوندي ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : من أسخط والديه فقد اسخط الله ، ومن اغضبهما فقد اغضب الله « تعالى » . . . ذرايع البيان ص ٢٠٠ ، تكملة .

٦٨
 &

جند العقل

انّ للعقل جنوداً يحرسونه من الآفات ، ويساعدونه في الملمّات ، ولقد منّ الله تعالى على العقل بهذه الجنود المجنّدة كي لا تبقى عليه حجة ، وله الحجة البالغة تبارك ، وتعالى ، وفي هاتيك الجنود ـ وقد ذكرها المسعودي في كتابه اثبات الوصيّة ـ .

١ ـ هو البر بالوالدين :

( اقول ) ثم بلغ عدد الجنود كما عدّها ( ٨١ ) جنديا كل منهم يكفى لأن يقود الانسان الى شاطئ الخير والسلامة والسعادة .

٦٩
 &

الشّكر

من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم ، وقد اوجبه العقل و النقل . أما العقل : لا شك ولا ريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسد آل النعمة ، ومن لم يشكر المنعم فقد ظلمه . وأما النقل : فقد جاء في الأخبار الكثيرة ما يدل على وجوب شكر المنعم ، وأنّ هل جزاء الاحسان الّا الاحسان ، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق . ثم من يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى اكثر من الوالدين ، فانهما السبب الظاهري في وجود الانسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من نعمة الوجود وكان الانسان معدما لو لا اقتضاء حكمة الله عزّ و جلّ جعل الابوين جزء علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى . وهو القائل تعزّز وتقدّس : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) ( لقمان ـ ١٤ ) .

١ ـ حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رض) قال : حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد الله البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن ابيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : ان الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكوة فمن صلى ولم يزّك لم تقبل منه صلاة ، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله ، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزّ وجّل . . . الخصال باب الثلاثة ، ص ١٢٣ الحديث ١٩٦ .

٧٠
 &

البرّ والبٰارّ

من أفضل الطاعات البرّ ، ومن افضل البرّ برّ الوالدين ، فمرحى لمن برّ والديه ، وطوبى له ، فان الجنّة مأواه ، والنار بعيدة عنه ، و هو من السعداء ، وقد جرّبنا من كان برّا بوالديه في زماننا هذا و رأيناه يعيش في سعة الرزق وتغدو وتروح عليه الايام وهو في بحبوحة النعيم ، سواء كان ثريا أم لا ، وسواء كان عاملا أم رب عمل ، والحكايات على هذه كثيرة وكثيرة جدّا ، ليس المقام مقام السرد ، لخوف الخروج عن صلب الموضوع ، لكن كيف ما تعامل ابويك يعاملك ابناؤك .

١ ـ حدّثنا محّمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رض) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن الحسن بن علي بن رباط ، عن أبي بكر الخضرمي ، عن بعض اصحابه ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : برّوا آبائكم يبركم ابنائكم ، وعفوا عن الناس تعف نسائكم . . . الخصال ص ٤٤ ، باب الاثنين ، الحديث ٧٥ .

٢ ـ حدّثنا ابي (رض) قال : حدّثني علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسين بن مصعب الهمداني قال : سمعت أبا عبد الله

٧١
 &

عليه السلام يقول : ثلاثة لا عذر رحد فيها : اداء الامانة الى البرّ و الفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برّين كانا أو فاجرين . . . المصدر السابق ص ٩٨ ، باب الثلاثة ، الحديث ١١٨ ، و عن علي بن ابراهيم ، نفس المتن : الكافي ، ج ٢٠ ، ص ١٢٩ ، باب البر الحديث ١٥ .

٣ ـ حدّثنا أبي (رض) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن ابي الخطاب ، عن الحسن بني محبوب ، عن عنبسة بن مصعب قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : ثلاث لم يجعل الله تعالى لاحدٍ من الناس فهنّ رخصة : بر الوالدين برّان كانا او فاجرين ، ووفاء بالعهد للبر والفاجر ، واداء الامانة الى البر و الفاجر . . . . المصدر السابق ص ١٠١ ، باب الثلاثة ، الحديث ١٢٩ .

٤ ـ اخبرني الخليل بن احمد السجزي ، قال : اخبرنا ابو القاسم البغوي ، قال : حدّثني علي يعني ابن الجعد ، قال : اخبرنا شعبة ، قال : اخبرني الوليد بن الغيران بن حريث ، قال : سمعت أبا عمرو الشيباني ، قال : حدّثني صاحب هذا الدار ، واشار بيده الى دار عبد الله بن مسعود ، قال : سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله و سلّم ، اي الاعمال احب الى الله عز وجل ؟ . قال صلى الله عليه وآله : الصلوة لوقتها . قلت ثم أي شيئ ؟ . قال صلى الله عليه وآله : بر الوالدين . قلت ثم أيّ شيئ ؟ . قال صلى الله عليه وآله : الجهاد في سبيل الله عز وجل . قال فحدثني بهذا ، ولو استزدته لزادني . . . . الخصال ، باب الثلاثة ص ١٢٩ الحديث ٢١٣ .

٧٢
 &

٥ ـ قال منقذ البشر صلى الله عليه وآله وسلّم : برّ الوالدين يورث رضا الرحمن . . . غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص ١٥ .

٦ ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : بر الوالدين يجزى عن الجهاد . . . . نفس المصدر . . .

٧ ـ وقال ايضا صلى الله عليه وآله وسلّم : سيّد الأبرار يوم القيامة رجل برّ والديه بعد موتهما . . . المصدر السابق ، حرف السين ، ص ٩٠ .

٨ ـ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا . . . ( مريم ـ آيه ١٤ ) .

٩ ـ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا . . . ( العنكبوت ـ ٨ ) .

١٠ ـ الحسين بن محمّد ، عن معلى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت : أي الأعمال أفضل ؟ . قال صلوات الله وسلامه عليه : الصلاة لوقتها ، وبرّ الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ باب البر ، الحديث ٤ .

١١ ـ عده من اصحابنا ، عن احمد بن محمّد خالد ، عن ابيه ، عن عبد الله بن بحر ، عن عبد الله ابن مسكان ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد

٧٣
 &

الأنصاري في برّ الوالدين في قول الله عزّ وجلّ : « وبالوالدين إحساناً » ـ الى أن قال عليه السلام ـ ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ ( حسنا ) وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) فقال عليه صلوات الله : انّ ذلك اعظم « من » يأمر بصلتهما وحقّهما على كل حال « وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم » ؟ . فقال عليه السلام : لا بل أمر بصلتهما وأن جاهداه على الشرك ما زاد حقّهما الّا عظما . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٦ .

١٢ ـ محمّد بن يحيى ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، وعدّه من اصحابنا ، عن احمد بن أبي عبد الله ، عن اسماعيل بن مهران ، جميعا عن سيف بن عميرة ، عن عبد الله بن مسكان عن عمّار بن حيّان ، قال : خبّرت أبا عبد الله عليه السلام ، ببر اسماعيل ابني بي ، فقال : لقد كنت أحبّه ، وقد ازددت له حبّا ، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أتته اخت له من الرضاعة ، فلمّا نظر اليها سرّ بها ، وبسط ملحفته لها ، فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدّثها ، و يضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت ، وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله وسلّم : لأنها كانت أبر بوالديها منه . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، باب البر ، الحديث ١٢ .

١٣ ـ عنه « اي محمّد بن يحيى » عن علي بن الحكم ، عن سيف

٧٤
 &

بن عميرة ، عن أبي الصبّاح ، عن جابر ، قال : سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله عليه السلام : انّ لي أبوين مخالفين ؟ . فقال عليه السلام : برّهما كما تبرّ المسلمين عن يتولّانا . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، باب البّر ، الحديث ١٤ .

١٤ ـ عنه ـ البرقي ـ عن محمّد بن علي ، عن عبد الرحمان بن محمّد الأسدي ، عن حريب الغزال ، عن صدقة القتاب ، عن الحسن البصري ، قال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام بمنى ، وقد مات رجل من قريش فقال عليه السلام : يا أبا سعد قم بنا الى جنازته ، فلمّا دخلنا المقابر قال عليه السلام : ألا اخبركم بخمس خصال هي من البرّ ، والبرّ يدعوا الى الجنّة . قلت بلى . قال عليه السلام : اخفاء المصيبة وكتمانها ، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك ، وبرّ الوالدين ، فانّ برّهما لله رضى ، والاكثار من قول : ( لا حول ولا قوة الّا بالله العلي العظيم ) فانّه من كنوز الجنّة ، والحبّ لمحمّد وآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم أجمعين . . . . المحاسن ، كتاب الاشكال والقرائن ، ص ٨ ، الحديث ٢٧ .

٧٥
 &

برّ الوالدين

ان الله تبارك وتعالى يرحم عباده ، وجعل لكل شيئ شيئا ولنزول رحمته على عباده ايضا اسباب ، منها اشفاق الاولاد ابويهما . . .

١ ـ قال سيّدنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم : اربع خصال من كنّ فيه ادخله الله تعالى جنّته ونشر عليه رحمته : منها : من اشفق على والديه . . . معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في اربعة ، ص ٣٩ .

٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : من ألهم أربعة اشياء : من برّ والديه ، أنسئ في أجله ، ووسع عليه في رزقه ، ومنع بعقله ، وسهل عليه في ساقته يريد به الموت ، ولقّن حجته في قبره . . . معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ، ص ٤٠ .

٣ ـ روى عن العالم عليه السلام أنه قال : ثمانية اشياء من كنّ فيه ادخله الله تعالى الجنّة ونشر عليه الرحمة : منها : وبرّ والديه . معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في اربعة ، ص ٦٤ .

٤ ـ وقال « رسول الله » صلى الله عليه وآله وسلّم : تفتح ابواب

٧٦
 &

السماء بالرحمة في اربع مواضع : عند نزول المطر ، وعند نظر الولد في وجه الوالدين . وعند فتح باب الكعبة . وعند النكاح . . . سفينة البحار ، باب الزاء بعده الواو ، ص ٥٦١ .

٥ ـ قال امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : الله رحيم بعباده و من رحمته أنه خلق مائه رحمة ، وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم ، فبها يتراحم الناس ، وترحم الوالدة ولدها ، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها . . . الى آخره الحديث . . . تسلية الفوآد فصل في الشفاعة ص ١٩٥ .

٧٧
 &

البرّ بالاُمّ

مما يجب على الولد هو أن يبرّ بأبويه ، ولكن فرق بين الأم والأب ، فان حق الأم اكثر لأنها حملت وارضعت وربّت وسهرت الليال ، كل ذلك في سبيل راحة الولد ، حتى كبر وشاب ، وصار يستلذ بلذة الوجود ، والآن حان وقت اداء الحق ، فيجب البر بها اكثر فأكثر .

١ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : أمّك أمّك أمّك ! ثم أباك ! ثم الأقرب ! فالأقرب . . . . غوالي الدرر ، حرف الالف ، ص ١٣ .

٢ ـ قال صلى الله عليه وآله وسلّم ايضا : الجنّة تحت أقدام الأمهات . . . . المصدر السابق ، حرف الجيم ، ص ٤٢ .

٣ ـ عن عائشة ، قالت : قلت : « يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم » فأي الناس اعظم حقا على الرجل ؟ . قال صلى الله عليه وآله وسلّم : أمه . . . . ذرايع البيان ، الآفة الثامنة ، ص ١٩٧ ، نقلا عن المستدرك للحاكم .

٤ ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام والتحيات والبركات ، قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم .

٧٨
 &

جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيرا كثيرا ، فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من أبر ؟ . قال صلوات الله عليه وعلى آله : أمك ، قال : ثم من ؟ قال أمّك ، قال ثم من ؟ أمّك ، قال : ثم من ؟ . قال صلى الله عليه وآله : أباك . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، باب البر ، الحديث ٩ .

٥ ـ عده من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن زكريا بن ابراهيم ، قال : كنت نصرانيا سلمت ، وحججت ، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فقلت : اني النصرانية ، واني اسلمت ، فقال عليه السلام : وأي شيئ رأيت في الاسلام ؟ قلت : قول الله عزّ وجلّ : « مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ » فقال عليه السلام : لقد هداك الله تعالى ، ثم قال عليه السلام : اللهم اهده ـ ثلاثا ـ سل عمّا شئت يا بني ، فقلت : ان أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة البصر ، فأكون معهم ، وآكل في آنيتهم ؟ . فقال عليه السلام : يأكلون لحم الخنزير ؟ . فقلت لا ، ولا يمسّونه ، فقال عليه السلام : لا بأس ، فانظر أمك فبرّها ، فاذا ماتت فلا تكلها الى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ، و لا تخبرنّ احدا أنّك أتيتني ، حتى تأتيني بمنى ان شاء الله ، قال : فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة الصفت لأمي ، وكنت اطعمها ، وأفلّى ثوبها ورأسها ، وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ما كنت تصنع بي هذا وانت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟ . فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت هذا الرجل هو نبي ؟ . فقلت : لا ، و

٧٩
 &

لكنه ابن نبيّ ، فقالت : يا بنيّ ان هذا نبيّ ، ان هذه وصايا الانبياء ، فقلت : يا أمّه ، انّه ليس يكون بعد نبينا نبيّ ، ولكنه ابنه ، فقالت : يا بنيّ دينك خير دين ، أعرضه عليّ ، فعرضته عليها ، فدخلت في الاسلام وعلمتها ، فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت : يا بنيّ أعد عليّ ما علمتني ، فأعدته عليها ، فأقرّت به وماتت ، فلمّا اصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها ، وكنت أنا الذي صليت عليها ، ونزلت في قبرها . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٨ ، باب البر ، الحديث ١١ .

٦ ـ الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، وعليّ بن محمد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجه سالم بن مكروم ، عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاء وسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عن برّ الوالدين ، فقال صلى الله عليه وآله وسلّم : ابرر أمك ، أبرر أمك ، أبرر أمك ، أبرر أباك ، أبرر أباك ، أبرر أباك ، وبدأ بالأم قبل الأب . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ١٧ .

٧ ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال : اني رجل شاب نشيط ، وأحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ؟ . فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثني بالحق « نبيا » لأُنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ٢٠ .

٨٠