الأثر الخالد في الولد والوالد

السيد علي بن الحسين العلوي

الأثر الخالد في الولد والوالد

المؤلف:

السيد علي بن الحسين العلوي


المحقق: السيّد عادل العلوي
الموضوع : الأخلاق
الناشر: منشورات دار الذخائر للمطبوعان
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

٧ ـ واعلم يا بُني : ان انصف الناس من جمع ثلاثا : تواضعا عن رفعة وزهداً عن قدرةٍ ، وانصافاً عن قوةٍ . وعليك بالقنوع ، ففيه ثلاث خلال : صيانة النفس ، وعز القدر ، وطرح مؤن الاستكبار . ولا تضع المعروف الى ثلاثة : اللئيم فانه بمنزلة السبخة ، والفاحش فانه يرى أن الذي صنعت اليه انما هو مخافة الفحشة ، والاحمق فانه لا يعرف ما اسديت اليه . . . ( نفس المصدر ) .

٨ ـ واعلم أن الشكر ثلاث منازل : هو لمن فوقك بالطاعة ، ولنظيرك بالمكافأة ، ولمن دونك بالإفضال . . . ( نفس المصدر ) .

٩ ـ لا تطلب حاجتك يا بني من ثلاثة : لا من كذاب فانه يقربها بالقول ويباعدها بالفعل ، ولا من احمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك ، ولا ممن له أكلة من جهة رجل فانه يؤثر اكلته على حاجّتك . . . ( نفس المصدر ) .

١٠ ـ اياك يا بني والكذب ، فان المرء لا يكذب الّا من ثلاثة اشياء : اما لمهانة نفسه ، او لسخافة رأيه او لغلبة جهله . . . ( نفس المصدر ) .

١١ ـ واحذر مشاورة ثلاثة : الجاهل . والحاسد . وصاحب الهوى . . . ( نفس المصدر ) .

١٢ ـ واعلم أن ثلاثة أفضل ما كان لا غناء بهم عن ثلاثة : احزم ما يكون الرجل لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأي ، وأعف ما تكون المَرئة لا غنى بها عن الزوج ، واوفر ما تكون الدابّة لا غنى بها عن الوسط . . . ( نفس

٤١
 &

المصدر ) .

١٣ ـ ثلاث هن للكافر مثل ما هن للمسلم : من استشارك فانصح له ، ومن ائتمنك على أمانة فأدها اليه ، ومن كان بينك وبينه رحم فصلها . . . معدن الجواهر ص ٣٨ .

١٤ ـ قال عليه السلام عند وفاته لولده الحسن عليه السلام : يا بني احفظ عني اربعا : قال عليه السلام : وما هن يا ابتى ؟ قال : اعلم أن اغنى الغنى العقل ، واكبر الفقر الحمق ، واوحش الوحشة العجب ، و اكرم الحسب حسن الخلق . . . الجواهر ص ٤٢ .

١٥ ـ اوصى حكيم ولده فقال : خذ يا بني بأربعة واترك أربعة . فقال : وما هن ؟ فقال : خذ حسن الحديث اذا حدثت ، وحسن الاستماع اذا حدثت ، وأيسر المروئة اذا خولفت ، وبحسن البشر اذا لقيت . واترك محادثة اللئيم ، ومنازعة اللجوج ، ومما راه السفيه ، و مصاحبة الماقت .

واحذر اربع خصال فثمرتهن اربع مكروهات : اللجاجة والعجلة و العجب والشره ، فأما اللجاجة فثمرتها الندامة ، وأما العجلة فثمرتها الحيرة ، وأما العجب فثمرته البغضة ، وأما الشره فثمرته الفقر .

وكن من اربعة على حذر : من الكريم اذا اهنته ، ومن العاقل اذا أهجته ، ومن الاحمق اذا مازجته ، ومن الفاجر اذا صاحبته .

واحتفظ من اربع نفسك تأمن ما ينزل بغيرك : العجلة ، واللجاج ، والعجب ، والتواني .

٤٢
 &

واعلم انه من اعطى اربعة لم يمنع اربعا : من اعطى الشكر لم يحرم المزيد ، ومن اعطى التوبة لم يحرم القبول ، ومن اعطى الاستخارة لم يمنع الخيرة ، ومن اعطى المشوره لم يمنع الصواب . . . معدن الجواهر ص ٤٥ .

١٦ ـ يا بني توقّ خمس خصال تأمن الندم : العجلة قبل الاقتدار ، والتثبّط مع سقوط الاعذار ، واذاعة السّر قبل التمام ، والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد ، والعمل بالهوى وميل الطباع . . . معدن الجواهر ص ٥٢ .

١٧ ـ قال لقمان : يا بني احثك على ست خصال ليس منها خصلة الا تقرّبك الى رضوان الله تعالى وتباعدك من سخطه : الأولة ان تعبد الله لا تشرك به شيئا ، الثانية الرضا بقدر الله تعالى فيما احببت او كرهت والثالثة تحب في الله وتبغض في الله ، والرابعة تحب للناس ما تحب لنفسك ، والخامسة كظم الغيظ والاحسان الى من اساء اليك ، والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى . . . معدن الجواهر ص ٥٥ .

١٨ ـ ستة تحتاج الى سته اشياء : حسن الظن يحتاج الى القبول ، والحسب يحتاج الى الأدب ، والسرور يحتاج الى الامن ، والقراتة تحتاج الى الصداقة ، والشرف يحتاج الى التواضع ، والنجدة تحتاج الى الجد . . . معدن الجواهر ص ٥٥ .

١٩ ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اعلم أن اصعب ما على الانسان

٤٣
 &

ستة اشياء : ان يعرف نفسه ، ويعلم عيبه ، ويكتم سره ، ويهجر هواه ، و يخالف شهوته ، ويمسك عن القول فيما الا يعنيه . . . نفس المصدر .

٢٠ ـ ست خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة : الثبات عند حدوث النعمة الكبيرة ، والصبر عند نزول الرزية العظيمة ، وجذب النفس الى العقل عند دواعي الشهوة ، ومداومة كتمان السرّ ، والصبر على الجوع ، واحتمال الجار . . . نفس المصدر .

٢١ ـ وأعلم أن النبل في ستة اشياء : مؤاخاه الأكفاء ، ومداراة الأعداء ، والحذر من السقطة ، واليقظة من الورطة ، وتجرع الغصّة ، ومعالجة الفرصة . . . . نفس المصدر .

٢٢ ـ وأعلم أن السخيّ من كانت فيه ست خصال : أن يكون مسروراً ببذله ، متبرعا بعطائه ، لا يتبعه منّا ولا أذى ، ولا يطلب عليه عوضا من دنيا ، يرى أنّه لما فعله مؤدّ له فرضا ، ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاضي له حقا . . . . نفس المصدر .

٢٣ ـ فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال : المعرفة بها ، وذكر ما يناسي منها عندك ، ومعرفة موليها ، وأن ينسبها اليه ، وأن يحسن لباسها ، وأن يقابل مسديها بالشكر عليها . . . . نفس المصدر .

٢٤ ـ وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الادب : الأولى : ألّا تنازع من فوقك . والثانية : أن لا تتعاطى ما لا تنال . الثالثة :

٤٤
 &

أن لا تقول ما لا تعلم . الرابعة : أن لا يخالف لسانك ما في قلبك . الخامسة أن لا يخالف قولك فعلك . السادسة : أن لا تدع الأمر اذا اقبل وأن لا تطلبه اذا أدبر . . . . نفس المصدر .

٢٥ ـ واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أمّ الندامات ، وذلك ان فيها ست خصال : يقول صاحبها قبل أن يعلم ، ويجيب قبل ان يفهم ، ويعزم فبل ان يفكّر ، ويقطع قبل ان يقدر ، ويحمد قبل أن يجرّب ، و يذم قبل ان يحمد . وهذه الخلال لا تكون في أحد الّا صحب الندامة و عدم السلامة . . . نفس المصدر .

٢٦ ـ واعلم ان ستة اشياء ينفين الحزن : استماع العلم ، ومحادثة الاصدقاء ، والمشي في الخُضرة ، والجلوس على الماء الجاري ، والتأسّي بذوي المصائب ، وحمر الايام . . . نفس المصدر .

٢٧ ـ وستة اشياء من مات فيها قاتل نفسه : من أكل طعاما قد اكله مرارا فلم يوافقه ، ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ، ومن أكل قبل أن يستبرء ما أكل ، ومن رأى بعض اخلاط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالادوية المسكنة ، وأن اطال حبس الحاجة اذا هاجت به ، ومن اقام بالمكان الوحش وحده . . نفس المصدر .

٢٨ ـ واعلم أن من رضى بستة اشياء صفت له دنياه وصح له دينه : من رضى ببلده ، ومنزله ، وزوجته ، ومعيشته ، وما قسم الله له من رزقه ، وما يقضيه الله عليه ان آلمه وخالف أمله . . . معدن الجواهر ص ٥٧ ،

٤٥
 &

باب ذكر ما جاء في ستة .

٢٩ ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنه لا خير في سبعة الّا بسبعة : لا خير في قول الّا بفعل ، ولا في منظر الّا بمخبره ، ولا في ملك الّا بجودٍ ، ولا في صداقة الّا بوفاء ، ولا في فقه الّا بورع ، ولا في عمل الّا بنيّة ، ولا في حياة الّا بصحةٍ وأمن . . . . معدن الجواهر ، ص ٦٠ ، باب ذكر ما جاء في سبعة .

٣٠ ـ واعلم أن سبعة اشياء تؤدي الى فساد العقل : الكفاية التامة والتعظيم ، والشرف ، واهمال الفكر ، والأنفة في التعليم ، وشرب الخمر ، وملازمة النساء ، ومخالطة الجهال . . . نفس المصدر ص ٦١ .

٣١ ـ وسبعة اشياء يا ولدي لا تحسن بك أن تهملهن : زوجتك ما وافقتك ، ومعيشتك ما كفتك ، ودارك ما وسعتك ، وثيابك ما سترتك ، و دابتك ما حملتك ، وصاحبك ما انصفك ، وجليسك ما فهم عنك . . . نفس المصدر .

٣٢ ـ وليس صديقك صديقك الّا في سبعة اشياء : في اهلك ، و ولدك ، وعلتك ، ونكبتك ، وغيبتك ، وقلتك ، وبعد وفاتك . . . نفس المصدر .

٣٣ ـ اوصى حكيم ولده فقال : تحصّن يا بني من ثمان بثمان : بالعدل في المنطق من ملامة الجلساء ، وبالروية في القول من الخطاء ، وبحسن

٤٦
 &

اللفظ من البذاء ، وبالانصاف من الاعتداء ، وبلين الكنف من الجفاء ، وبالتودد من ضغائن الاعداء ، وبالمقاربة من الاستطالة ، الى آخره . . . معدن الجواهر ، ص ٦٥ ، باب ذكر ما جاء في ثمانية .

٣٤ ـ واعلم أن من كان منه ثمانية كان له من الله ثمانية : من اتقى الله تعالى وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن اقرضه وفاه ، ومن سأله اعطاه ، ومن عمل بما يرضيه رضاه ، ومن صبر على محارمه حباه ، ومن انفق في سبيله جازاه . الاخيرة لا توجد في الاصل . . . نفس المصدر .

٣٥ ـ وثمانية اشياء لا تنفع الّا بثمانية : لا العقل الّا بالورع ، ولا الحفظ الّا بالعمل ، ولا شدة البطش الّا بقوه القلب ، ولا الجمال الّا بالحلاوة ، ولا السرور الّا بالأمن ، ولا الحسب الّا بالأدب ، ولا الحفظ الّا بالكفاية ، ولا المروّة الا بالتواضع . . . نفس المصدر .

٣٦ ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أن العجب لتسعة اشياء : لمن عرف الله تعالى ولم يطعه ، ولمن رجا ثوابه ولم يعمل ، ولمن خاف عقابه ولم يحترز ، ولمن عرف شرف العلم ورضى لنفسه بالجهل ، ولمن صرف جميع همّته الى عمارة الدنيا مع علمه بفراقه لها ، ولمن عرف الآخرة وخرب مستقرّه منها مع علمه بانتقاله اليها ، ولمن جر في ميدان امله وهو لا يعلم متى يعثر بأجله ، ولمن غفل عن النظر في عواقبه وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ، ولمن يهنيه في دار الدنيا عيشه وهو لا يدري الى ما يصير أمره . . . معدن الجواهر ، ص ٦٩ ، باب ما جاء في تسعة .

٣٧ ـ يا بني عليك بتسع خلال تسد في الناس وهو : العلم ، و

٤٧
 &

الادب ، والفقه ، والعفة ، والامانة ، والوقار ، والحزم ، والحياء ، و الكرم . وهي عشرة من الاصل . . . نفس المصدر .

٣٨ ـ يا بني صن تسعة بتسعة : صن عقلك بالعلم ، وجهلك بالحلم ، ودينك بمخالفة الهوى ، ومروتك بالعفاف ، وعرضك بالكرم ، ومنزلتك بالتواضع ، ومعيشتك بحسن التكسب ، ونهضتك بترك العجب ، ونعم الله تعالى عليك بالشكر . . . نفس المصدر .

٣٩ ـ واعلم يا بني أن الحكماء ما ذمّوا شيئا ذمّهم لتسع : الكذب والغضب ، والجزع ، والحسد ، والخيانة ، والبخل ، والعجلة ، و سوء الخلق ، والجهل .

ولا مَدحوا شيئاً مدحهم لتسع : الصدق ، والحلم ، والصبر ، و الرضا بالقسم ، والوفاء ، والكرم والتأيد ، وحسن الخلق ، والعلم . . . . نفس المصدر .

٤٠ ـ واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب : البخيل والجبان ، والحريص ، والحسود ، وذي الهوى ، والكثير القصود مع النساء ، ومعلم الصبيان ، والمبتلى بامرأة سليطة . نقصت واحده وهي من الاصل . . . معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في تسعة ص ٦٩ .

٤١ ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اوصيك بعشرة : لا تستكثر من عيب ، فانه من اكثر من شيئ عرف به ، ولا تأسف على اثم ، فانه شيئ وقيته واقلل مما يشين ، تزدد مما يزين ،

٤٨
 &

ومخاطبة السفلة فانهم يفرون ولا يشكون ، تعاب باستصحابهم ، ولا تحمد على اصطناعهم ، ولا تتجاوز بالأمور حدودها ، واذا انكرت امرك فأمسك ، وجانب هواك فانه اضر ما اتبعت ، واعمل بالحق فانه لا يضيق معه شيئ ولا ينعت فيه عاقل ، وليكن خوف بطانتك لك أشد من أنفسهم لك . . . معدن الجواهر باب العشرة ، ص ٧٢ .

٤٢ ـ واحفظ عني عشرة : اعلم أن الصدق قوة ، والكذب عجز ، و السر أمانة ، والجوار قرابة ، والمعرفة صداقة ، والعمل تجربة ، والخلق عبادة ، والصمت زين ، والشح فقر ، والسخاء غنى . . . معدن الجواهر باب ذكر ما جاء عشره ، ص ٧٢ .

٤٣ ـ وفي ( الاختصاص ) عن مولانا الصادق عليه افضل الصلاة والسلام : عن امير المؤمنين عليه صلوات الله ، في وصيه لابنه محمد بن الحنفية : واعلم أن اللسان كلب عقور ، ان حليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة . فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك . . . ذرايع البيان ص ٩ ، المقالة الثانية .

٤٤ ـ حدثنا اب (رض) قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثني القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن عيسى ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قال لقمان لابنه ، يا بني لكل شيئ علامة يعرف بها ، ويشهد عليها .

وأن للدين ثلاث علامات : العلم ، والايمان ، والعمل به .

وللايمان ثلاث علامات : الايمان بالله ، وكتبه ، ورسله .

٤٩
 &

وللعالم ثلاث علامات : العلم بالله ، وبما يحب ، وبما يكره .

وللعامل ثلاث علامات : الصلوة ، والصيام ، والزكوة .

وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويقول ما لا يعلم ، ويتعاطا فيما لا ينال .

وللظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظّلمة .

وللمنافق ثلاث علامات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله وعلانيته سريرته .

وللآثم ثلاث علامات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول .

وللمرائي ثلاث علامات : يكسل اذا كان وحده ، وينشط اذا كان الناس عنده ويتعرض في كل امر للمحمدة .

وللحاسد ثلاث علامات : يغتاب اذا غاب ، ويتملّق اذا شهد ، و يشمت بالمصيبة .

وللمسرف ثلاث علامات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ما ليس له .

وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم .

وللغافل ثلاث علامات : السهو ، واللهو ، والنسيان .

قال حمّاد بن عيسى : قال ابو عبد الله عليه السلام : ولكل واحدة من هذه العلامات شعب ، يبلغ العلم بها اكثر من الف باب ، والف باب ، والف باب . فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء الليل واطراف النهار ، فان اردت ان تقرّ عينك ، وتنال خير الدنيا والآخرة ، فاقطع الطمع مما في ايدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولا تحدثن

٥٠
 &

نفسك انك فوق احد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك . . . الخصال ، باب الثلاثة ، ص ٩٦ ، الحديث ١١٣ .

٤٥ ـ حدثنا ابي (رض) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه ، وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة احوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة . ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، اما اول ذلك فانه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد ، ثم اخرجه من ذلك واجرى له رزقا من لبن امّه ، يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة ، ثم فطم من ذلك ، فاجرى له رزقاً من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما ، لا يملكان غير ذلك ، حتى أنهما يؤثرانه على انفسهما في أحوال كثيرة ، حتى اذا كبر وعقل و اكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظن الضنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة اقتار رزق ، وسوء ظن ، ويقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد هذا يا بُني . . . . الخصال ، باب الثلاثة ، ص ٩٦ ، الحديث ١١٤ .

٥١
 &

جزاء الوالد

لما كان الوالد السبب المباشر في اتيان الولد الى عالم الوجود ، ـ والوجود من اهمّ نعم الله تعالى على الانسان وليس هناك فضل لا يجازى ، كان على الولد ان يجازن والده بأحسن ما يمكن ولو أن حق الوالد لا يؤدّى ولا يمكن تأديته على ما يفى حقه ولكن لا يترك الميسور بالمعسور .

١ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : لا يجزى ولد والده الا بشيئ واحد ، وهو أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه . . . معدن الجواهر ، باب ما جاء في واحد ، ص ٢١ .

٢ ـ قال الصادق عليه السلام لاحد اصحابه وقد ذكر المسير : أن المأمور له من ذلك ثمانية : منها سر سنتين بر والديك . . . معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في ثمانية ، ص ٦٤ .

٣ ـ وفي الكافي مسندا عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ان ابي آدم اذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا ، واول يوم من أيام الآخرة ، مثّل ، له ماله وولده وعمله ـ الى أن قال ـ فيلتفت الى ولده ، فيقول : والله اني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا

٥٢
 &

فماذا لي عندكم ؟ . فيقولون : نؤدّيك الى حفرتك نواريك فيها . . . الخ . تسلية الفوآد في أحوال البرزخ ، ص ٨٩ .

٤ ـ محمّد بن يحيى ، عن احمد بن محمّد ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي جعفر عليه صلوات الله : هل يجزى الولد والده ؟ فقال عليه السلام : ليس له جزاء الّا في خصلتين : يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه . . . . الكافي ، ج ٢ ص ١٣٠ ، باب البر ، الحديث ١٩ .

٥٣
 &

نهى الله عن المحارم

هناك امور نهى الله سبحانه وتعالى عن اتيانها ، فهي ممنوعة على العِبّاد ، والممنوع بلسان الشرع المقّدس يقال له حرام ، ولا ريب أن الله تعالى لا يحرّم على عبّاده امرا الّا مضرّة عليهم ، كما لا يوجب عليهم امرا الّا وفيه مصلحة لهم ، فمن ائتمر بأوامر الله تعالى فقد سعد في الدنيا والآخره ، ومن عصى ـ والعياذ بالله ـ فقد هلك وهوى ومما حرّم علينا ، هو ما جاء في الكتاب الكريم :

١ ـ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ ، وَ أُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ ، وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ ، فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ، وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ ، وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ، إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ( النساء ـ ٢٣ ) .

٥٤
 &

الدافع الى الجنّة

قد جعل الله تبارك وتعزز لكل شيئ سببا ، فاحدى أسباب دخول الجنة هو دفع بعض الأشخاص وذلك لبعض الأعمال الذي قاموا بها في دار الدنيا ، وأهمّها البر بالوالدين ، فانّه السبب الرئيسي في دخول الجنة . هكذا اقتضت حكمة الله تعالى .

١ ـ علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف ، عن أبي عبد الله عليه صلوات الله ، قال سلام الله عليه : يأتي يوم القيامة شيئ مثل الكبّة ، فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله الجنّة ، فيقال : هذا البر . . . . الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، باب البر ، الحديث ٣ . . .

أقول : كلمه البر مطلقة ولكن بقرينة أنها جائت مع روايات البر بالوالدين يمكن تقييدها بهما ، وان قلت بالأعميّة : قلنا : فليكن أشخص أفرادها الوالدين .

٥٥
 &

الخُلود

كلنا يعلم أن هناك جنّة ونار ، وثواب وعقاب ، وكذلك ايضا كلنا يعلم أن من أهل النار من يخلد فيها ، وأن أهل الجنة من الخالدين فيها ابدا ، وقسم ثالث هم الذين لم يخلّدوا في النار ، لهم مدة معيّنة يسكنونها ، ثم ينجون منها ، ويتنعمون بنعيم الجنة ، وهذه الفرق الثالثة لا يرون ما هم عليه الّا بأعمالهم التي قاموا بأتيانها في دار الدنيا ، ولكن هناك قسم من الخالدين في الجنة بلا عمل عملوه في الدنيا ، وهم كما قاله الشيخ المفيد اعلى الله مقامه الشريف في شرح اعتقادات الصدوق :

١ ـ ( قال عليه الرحمة ) الجنة دار النعيم لا يلحق من دخلها نصب ، ولا يلحقهم فيها لغوب ، جعلها الله دارا لمن عرفه وعبده ، و نعيمها دائم لا انقطاع له ، والساكنون فيها على أضراب :

فمنهم من اخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على امان من عذاب الله تعالى .

ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيّئة ، كأن يسوف منها التوبة فاخترمته المنيّة قبل ذلك ، فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله ، أو في عاجله دون آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو او عقاب .

ومنهم من يتفضّل عليه بغير عمل سلفا منه في الدنيا ، وهم الوالدان

٥٦
 &

المخلّدون الذين جعل الله تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعالمين ، وليس في تصرّفهم مشّاق عليهم ولا كلفة ، لأنهم مطبوعون اذ ذاك على المسارة بتصرّفهم في حوائج أهل الدنيا .

تعدّد الآباءِ

يظهر أنّ الانسان لم يكن له والد واحد فحسب ، وانّما الواحد هو الأب الذي يولده ، وبعده أب علّمك وأب زوّجك ، وهناك والد آخر ذو قدر ورفعة ، يدلّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حين يقول :

العلم خدين المؤمن ـ الى أن يقول ـ والرفق والده ، والبر أخوه ـ الى آخره ـ . تحف العقول عن آل الرسول (ص) . مواعظ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم . ص ٣٢ .

٥٧
 &

نكاح المرأه ذات الاولاد

لا شك أن كل رجل يريد المرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض الثيّبات ذوات أولاد ، فهل يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ . . كلا . . يقول ارباب هذا الفن : ان النساء على ثلاث . الباكر ، وهي التي لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جميعه لك وحدك . الثيب ، وهي على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها يكن نصف حبّها لك والنصف الآخر بقي عند الناكح الأول . ومن رأت زوجا وولدت منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبّها ذرّة ، فانه انقسم نصفين : نصف للناكح والباقي لأولاده ، فما بقي لك شيئ الّا الأوامر الصادرة منها ، والطعن عليك ومدح من قبلك ، وهذه الاخيرة تسمى اللفوت ـ يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها ومن ولدها نصيب . فايّاك واحذر .

١ ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو الحسن علي بن الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع قال : حدثنا ابو نصر محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السناني المروزي ، قال : قال ابو حنيفه النعمان بن ثابت : افيدك حديثاً طريفاً لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ، قال ابو

٥٨
 &

حنيفة : اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد الله بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : يا زيد تزوجت ، قال : قلت لا ! قال صلى الله عليه و آله وسلّم تزوج تستعف مع عفتك ، ولا تتزوّجن خمسا ، قال زيد : من هنّ يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ . . . فقال رسول الله صلوات الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : لا تتزوجن ، شهبرة ، ولا لهبرة ، ولا نهبرة ، ولا هيدرة ، ولا نقوتا . . . فقال زيد : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمرهنّ لجاهل ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ألستم عربا ؟ أما الشهبرة فالزرقاء البذية . . وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة . . . وأما النهبرة فالقصيرة الذميمة . . وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة . . وأما اللفوت فذات الولد من غيرك . . . . الخصال ، باب الخمسة ، ص ٢٥٧ ، الحديث ٩٨ .

٥٩
 &

الفرار من الولد

الولد عزيز جداً بحيث نرى بعضهم يفديه روحه ، ولكن لكل شيئ حدّ ، ولكل مسير ايقاف ، أما بالنسبة للدنيا فحدّ حب الولد الدين ، فاذا خيّر المؤمن بين ترك الدين او الولد ، فلا شك أنه يترك الولد ، و يحافظ على دينه . وأما بالنسبة للآخرة التي هي دار جزاء وبقاء فكل ينادي وانفساه ، فلا والد يجزى عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، والأمر يومئذ لله تعالى . فهناك ترى الغرار مما لا يطاق من سنن المرسلين . ربنا ارحمنا برحمتك ، وأرنا شفعائنا في بحبوحة جنتك ، واهدنا وذرياتنا بهدايتك ، يا ارحم الراحمين .

١ ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبد الله البصري بايلاق ، قال : حدثنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله بن احمد بن جبلة الواعظ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدثنا موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد عليه السلام ، قال : حدثنا محمد بن علي عليه السلام ، قال : حدثنا علي بن الحسين عليه السلام ، قال : حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام ، قال : كان علي ابن ابي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع ، اذ قام اليه رجل من اهل الشام ، فسأله عن مسائل ، فكان فيما سئله أن قال أن قال اخبرني عن قول الله عزّ وجلّ ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ

٦٠