تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي - ج ١٠

أبي منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي - ج ١٠

المؤلف:

أبي منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي


المحقق: الدكتور مجدي باسلّوم
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-4716-1

الصفحات: ٦٩٥

«أعوذ برب الخلق» ، وهذا أعم من الأول ، وإضافة كلية الأشياء إليه ، أو إضافته إلى الكل بالربوبية من باب التعظيم لله ـ تعالى ـ فما (١) كان أعم فهو أقرب في التعظيم ، فهذا ـ والله أعلم ـ يخرج على أوجه :

أحدها : أراد التعريف ، وبهذا يقع الكفاية في معرفة من يفزع إليه ممن يملك ذلك ، ليعوذ منه ، لكنه ذكر (بِرَبِّ الْفَلَقِ) [الفلق : ١] في موضع ، و (بالله) في موضع ، و (بك) في موضع ، كقوله ـ تعالى ـ : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) [المؤمنون : ٩٧] ، وقال : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) [غافر : ٥٦] ؛ ليعلم به من سعة الأمر وتحقيق الفزع ، والرجوع إلى الله ـ تعالى ـ عند نزول ما ينزل بالمرء مما يخاف على نفسه ، ويشغل (٢) قلبه ـ أن له ذكر ما يحضره من أسماء الله ـ تعالى ـ أي اسم كان ؛ إذ ما من اسم إلا وفيه دلالة على نعمه وسلطانه وقدرته وعظمته ؛ ليكون في ذلك توجيه الملك إليه وإخلاص الحمد له بإضافة النعم ؛ فيكون ذلك من بعض ما به التشفع إلى الله ـ تعالى ـ من ذكر قدرته وإحسانه ، وأرفع ذلك في ذكر الناس بالإضافة إليه.

والثاني : أن الذين عرف فيهم الأرباب والملوك والعبادات لمن دون الله ـ تعالى ـ هم الإنس دون غيرهم ؛ فأمر أهل الكرامة بمعرفة الله ـ تعالى ـ والعصمة عن عبادة غيره ، والاعتراف بالملك والربوبية [له](٣) ـ : أن يفزعوا إليه عما ذكر ، ذاكرين لذلك ، واصفين بأنه الرب لهم ، والملك عليهم ، والمستحق للعبادة لا غير.

أو لما كان للوجوه التي ذكرنا ضل القوم من اتخاذهم (٤) أربابا دون الله تعالى.

أو نزولهم على رأي ملوكهم في الحل والحرمة ، وفي البسط والقبض.

أو عبادتهم غير الله ـ تعالى ـ وفزعهم إليه ؛ فأمر الله ـ تعالى ـ أهل الكرامة بما ذكرت الفزع إلى الذي يذكر بهذه الأوصاف على الحقيقة على نحو فزع الضالين إلى أربابهم وملوكهم والذين عبدوهم دونه ؛ إذ إليه مفزع الكفرة ـ أيضا ـ عند الإياس عمن اتخذوهم دون الله ؛ لنصرتهم ومعونتهم ، والله أعلم.

والثالث : أن المقصود من خلق هذا العالم هم الذين نزلت فيهم هذه السورة ، وغيرهم

__________________

(١) في ب : مما.

(٢) في ب : ويشتغل.

(٣) سقط في ب.

(٤) في ب : إيجادهم.

٦٦١

كالمجعول المسخر لهم ، قال الله ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) [البقرة : ٢٩] ، وقال : (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ...). الآية [الجاثية : ١٢] ، وقال الله ـ تعالى ـ : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً ...). الآية [البقرة : ٢٢] ، فإذا قيل : (بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ) ، فكأنه قيل : «برب كل شيء» ، لأن ما سواهم جعل لهم ، وذكر الخلق والتوجيه إليه في الاستعاذة والاستعانة هو اعتراف بألا يملك غيره ذلك ؛ فاستوى الأمران ، والله أعلم.

وقيل في (بِرَبِّ النَّاسِ) : مصلح الناس ، وذلك يرجع إلى أن به صلاحهم في الدين وفي النفس.

وقيل : ملك الناس ؛ على الإخبار بأن الملك له فيهم جميعا ، وفي الخلق مما لم يذكر فيه جهة الملك ؛ فبين أن ذلك كله في التحقيق لله ـ تعالى ـ وملكه ، ولغيره يكون من جهته على ما أعطي لهم بقدر ما احتاجوا إليه.

وقيل : سيدهم ، لكن لفظة «السيد» لا تذكر لمالك غير الناس ، ويوصف بالرب والملك والمالك على الإضافة لا مطلقا ، يقال : رب الدار ، ومالك الجارية ، وملك المصر (١) ، ونحو ذلك ، فكأنه أقرب.

وقوله ـ عزوجل ـ : (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) :

سمى الذي يوسوس بأنه وسواس وخناس ، وقيل في تأويله من وجهين :

أحدهما (٢) : أنه يوسوس لدى (٣) الغفلة ، ويخنس عند ذكر الله تعالى ، أي : يخرج ويذهب.

وقيل : يخنس : لا يرى ، ولا يظهر ، كقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) [الأعراف : ٢٧] ؛ ولهذا قيل في الجواري الكنس (٤) : إنهن يطلعن من مطالعهن ، ويخنسن بالنهار ، أي : يختفين.

وجائز أن يكون قوله ـ عزوجل ـ : (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) صير الموسوس في صدور الناس من الجنة والناس.

وقيل ـ أيضا ـ : على التقديم والتأخير ، معناه : قل أعوذ برب الناس من الجنة والناس

__________________

(١) في ب : مصر.

(٢) قاله ابن عباس أخرجه ابن جرير (٣٨٣٨٩ ، ٣٨٣٩٠) ، وابن أبي الدنيا ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي ، والضياء في المختارة عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٧٢٢) وهو قول مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد أيضا.

(٣) في ب : لذي.

(٤) في ب : الخنس.

٦٦٢

الذي يوسوس في صدور الناس.

أما الوسوسة فهي أمر معروف ، وذلك بما (١) يلقى من الكلمات التي تشغل القلب وتحير في أمر الدين ، بما لا يعرف الذي يلقى إليه المخرج من ذلك ، وعلى ذلك أمر أهل الأهواء ، وأصناف الكفرة ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) [الأنعام : ١١٢] ، وقوله ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) [الأنعام : ١٢١] ، وأما شياطين الجن ، فهو أمر ظاهر عند جميع أهل الأديان ومن آمن بالرسل عليهم‌السلام ، لكن الدهرية ومنكري الرسل يقولون : ليس في الجن شياطين ؛ وإنما هو أمر يخوّف به مدعو الرسالة ؛ ليلزموا الخلق الاستماع إليهم في تعرف الجهل وما عندهم في دعواهم من العلوم والمعارف ، وهذا لسفههم قالوا ، ولو أنهم تأملوا في ذلك ، لعرفوا أنهم على غير بحث عما ألزمهم ضرورة العقل الطلب ، ودعتهم إلى البحث عنه ما مستهم من الحاجة ، وهي الخواطر التي تقع في القلوب ، والخيالات التي تعرض في الصدور ، منها [ما] إذا صورت وجدت قباحا ، ومنها ما إذا صورت وجدت حسانا ، ولا يجوز وقوع أمر أو كون شيء بعد أن لم يكن من قبل نفسه ؛ للإحالة في أن يصير لا شيء بنفسه شيئا قبيحا أو حسنا بلا مدبر ، وقد علم جميع الإنسان بالذي ذكرت من الابتلاء به مما يعلم أنه لم يكن من نفسه معنى يحدث له ذلك ؛ فثبت أن قد كانت الضرورة تلزم البحث عن ذلك.

ثم لا يعلم من حيث طلب الأبدان الموجبة لها ولا في العقول ـ أيضا ـ دركها ؛ فيجب بها أمران منعهم عن العلم بهما القنوع بالجهل وحب الراحة :

أحدهما : القول بالصانع ، ودخول العالم تحت تدبير حكيم عليم قدير.

والآخر : القول بالرسالة تأتيهم من عند علام الغيوب ، وإذا كان ذلك بحيث لا يبلغه علم البشر فيعرف حقيقة ذلك ؛ فيعلم عند النظر والبحث أمران عظيمان :

أحدهما : الرسل بما معهم من المعجزات ، فيقولون بهم ، وبالتوحيد بما رأوا من الآيات الصدق (٢) ؛ إذ قد علموا أن في الأخبار صدقا ، لو لا ذلك لكانوا لا يدعون شيئا ؛ إذ هو خبر [له](٣).

والثاني : يلزمهم بما يعاينوا من مرجح الأمر من غير الحكماء أنها تقع متفاوتة مضطربة ، والعالم بما خرج متسقا على الحكمة والمصلحة ؛ فعلموا أنه كان بمدبر حكيم

__________________

(١) في أ : مما.

(٢) في ب : الصرف.

(٣) سقط في ب.

٦٦٣

يعلم ما به المصالح ؛ فيلزمهم به أمران أيضا : التوحيد والرسالة ، ولا قوة إلا بالله.

والأصل عندنا بتمكين الشيطان ما ذكرنا من الوسوسة أن الشيطان والملك خلقان لله تعالى عرفناهما بالرسل ـ عليهم‌السلام ـ وبما بيّنّا (١) من ضرورة الحاجة إلى العلم ممن بإلقائه يصير عند التصوير قبيحا أو حسنا ، فيأتيان جميعا بما مكنهما الله تعالى من الأمرين جميعا : أمر الملائكة الخير والحكمة فيسهل عليه سبيله بتيسير الله تعالى وفضله ، وأمر الشيطان الضلال والشر فييسر عليه ، حتى صار الخير للأول كالطبع ، والشر للثاني كذلك ، فإذن كان كل واحد ممكنا من الأمرين ، قال الله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى. وَصَدَّقَ ..). إلى قوله ـ عزوجل ـ : (لِلْعُسْرى) [الليل : ٥ ـ ١٠] ، وقال الله ـ عزوجل ـ : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ..). إلى قوله تعالى : (كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ) [الأنعام : ١٢٥].

ثم الأصل في الإنس أنهم امتحنوا بحقوق (٢) بينهم وبين الله تعالى وبحقوق فيما بينهم ، وكلفوا تثبيت (٣) الملائكة إياهم [بقوله](٤) عزوجل : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) [الأنفال : ١٢] وأمروا برد ما يوسوس إليهم الشيطان بقوله تعالى : (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) [فاطر : ٦] وغير ذلك.

وعلى ذلك خلقت الملائكة ممتحنين بالكتابة على البشر بقوله : (كِراماً كاتِبِينَ) [الانفطار : ١١] فتكون الحكمة في تكليف التمكين ما وصف من محنة الله تعالى إياهم طاعتهم في أنفسهم وفيما مكنوا من غيرهم ، على ما ذكرت من أمر الإنس ، وحكمة ذلك للإنس إلزام التيقظ والنظر فيما يقع في قلبه من الخواطر ؛ ليعلم الذي له و (٥) الذي عليه.

وكذلك في تكليف الملائكة كتابة قوله وفعله ؛ ليكون متيقظا ومتنبها في كل أفعاله وأحواله كتيقظه فيما كان الأولياء والأعداء من الكاتبين الظاهرين عليه أنه يحذر كل الحذر عما يؤذي وليه ، ويقبل على كل أمر فيه نفع (٦) بما أمّل ، ويحذر عدوه أشد الحذر ؛ لئلا يؤذيه من حيث لا يعلم ، فيتهمه كل تهمة. ثم معلوم ألا يمل الكتبة إلا بعد إحكامه وإصلاحه غاية ما يحتمل الوسع ، فعلى ذلك فيما خفي ؛ إذ هم في العقول في درك ما منهم وما عليهم كالذين ذكر (٧) لهم ممن ظهروا لأبصارهم ، والله الموفق.

__________________

(١) في ب : بعاقلنا.

(٢) في ب : الحقوق.

(٣) في ب : بتثبيت.

(٤) سقط في أ.

(٥) في أ : من.

(٦) في الأصول : يقع.

(٧) في أ : ظهر.

٦٦٤

وكذلك صلحت المحنة والأمر في صحبة الأولياء والأعداء بحق الولاية والعداوة فيما لا يرون صلاحها وفيما يرون ؛ إذ من الوجه الذي فيه الولاية والعداوة مرئية لأبصار (١) القلوب والعقول ؛ فيمكن الحذر والمعاملة جميعا ، وعلى هذا التقدير لم يمكن الله أعداءه الذين لا يرون من معاداتهم بأفعال من أبدانهم وأموالهم بالسلب والتنجيس والإفساد ، وقد مكن أعداءهم من الإنس ذلك ؛ ليمكنهم الدفع عن ذلك والحذر عنه بما وقع الوقوف لبعض على حيل بعض والصرف عن ذلك ، وما هذا إلا كدرك الحواس بأفعالها وأسبابها بالحس ، وكذلك أمر الملائكة ، لكن من لا يحتمل عقله معرفة الصانع والتوحيد مع شهادة العقل وكل شيء فجهله بالشيطان غير مستبعد ولا مستنكر ، والله أعلم.

قال ـ رضي الله عنه ـ : ثم اختلف في وجه تمكن الشيطان من الإنس فيما يوسوس إليه :

قد روي في بعض الأخبار أنه يجري فيه مجرى الدم ، فأنكر ذلك قوم ، وليس ذلك مما ينكر بعد العلم باحتمال جري الدم فيه وجري قوة الطعام والشراب وما به حياة الأبدان والحواس مما لطف مجراه في جميع العروق والأعصاب وكل شيء ؛ بلطافة ذلك ؛ [فعلى ذلك](٢) الشيطان.

وعلى ما روي في أمر الملك مما يكتب ما لا يعلم موضع قعوده ولا يسمع صريف (٣) قلمه ولا ما يكتبه علينا من ذلك ، فعلى ذلك أمر الذي ذكرت.

ثم قد ثبت القول بأمر الله تعالى نبيه أن يتعوذ به عن همزه ونزغه وحضوره بقوله تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ..). الآية [الأعراف : ٢٠٠] ، وقوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ ..). [المؤمنون : ٩٧] وقال : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) [الأعراف : ١٠٢] ، وقال : (الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ..). الآية [البقرة : ٢٧٥] ، فثبت أن أمره على ما بيناه.

ثم القول في أي موضع لوقت ما له من الوحي والمس والنزغ أمر لا يحتاج إليه بحق ؛ لأن الله تعالى [و] عزوجل أخبرنا أنا لا نراه بقوله : (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) [الأعراف : ٢٧] ولكن الذي رجعت المحنة إلى أفعاله التي يقع لها (٤) آثار في

__________________

(١) في ب : مرتبة لأنصار.

(٢) ما بين المعقوفين سقط في أ.

(٣) في الأصول : صرير.

(٤) في ب : عليها.

٦٦٥

الصدور ، وقد مكنّا (١) بحمد الله تعالى ومنّه لندرك منه ، وإنما علينا التيقظ لما يقع في الصدور من أفعاله ووساوسه لندفع بما مكننا الله تعالى [و] عزوجل من الأسباب ، وعرفنا من الحجج نقض الباطل والتمسك بالحق ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) [الأعراف : ١٠٢] وتوجهوا (٢) إلى الله تعالى بالتعوذ في طلب اللطف الذي جعله الله تعالى للدفاع ، كقول يوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ : (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ..). الآية [يوسف : ٣٣] ، على العلم فيه بطوائف الأشياء من المجعول لدفع كيدهن ، وكذلك قول الراسخين في العلم : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ..). الآية [آل عمران : ٨].

لكن من الناس من يقول : هو يعلم النفس فيما تهوى فيزين لها ذلك ، والعقل فيما يدعو من ذلك فيمنعه عن ذلك.

ومنهم من يقول : لا ، لكن في ذلك آثار من الظلمة والنور والطيّب والخبيث ، فيعرف بالآثار وفيها موقع وسواسه حتى يصل إلى الفعل (٣) ، وقد يكون عمل الهوى والعقل جميعا في الجسد وخارجا منه ، وبخاصة آثار الأعمال.

ومنهم من يقول : ليس له بشيء من ذلك علم ، لكن بكل ما يرجو العمل من التغرير أو في التمويه والتلبيس كالأعمى فيما يمس ويطلب المضار من المنافع ونحو ذلك ، لكن ذلك كله طريق عمل الشيطان وطريق إمكانه وحيله ، وذلك أمر لم نؤمر (٤) بمعرفته ، وإنما علينا مجاهدته في منع ذلك بالتيقظ أو بدفعه بما نتذكر ، هكذا ذكرت في الآيات ، أو بالفزع إلى الله سبحانه وتعالى في دفعه ومنعه إن حضر بما عنده من اللطائف التي لديها يقع الأمن عن الزيغ والظفر بالرشد.

وتأول كثير منهم أنه يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس ، وذلك ممكن ؛ لما قد يكون من كل جنس ضلّال وغواة وأخيار وأبرار ، فأما حق تأويل السورة على ما وصفنا في ذكر وسواس الجن والإنس.

ثم القول في المعوّذتين أنهما من القرآن أو ليستا من القرآن ، قال الفقيه ـ رحمه‌الله ـ : لنا من أمرهما أنهما انتهتا بما انتهت إلى أهل هذا العصر معرفة القرآن في الجمع (٥) بين

__________________

(١) في ب : مكننا.

(٢) في ب : ويرجعوا.

(٣) في ب : العقل.

(٤) في الأصول : نؤمن.

(٥) في أ : الجميع.

٦٦٦

اللوحين بتوارث الأمة ، ولسنا نحن ممن يعرف بالمحنة والسير (١) بما به نعلم أنهما معجزتان أو لا ، وإنما حق ذلك الأخذ عن أهل ذلك والشهادة [له](٢) بعد الثبات أنه من القرآن وأنه معجز ، حقّ أمثالنا فيه الاتباع (٣) ، وقد اتضح بما به جرى التعارف في جميع الشرائع التي بها يشهد أنها عن الله تعالى وأنها حق ، فعلى ذلك هذا.

لكن ذكر عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه لم يكتبها في مصحفه ، وذلك عندنا يخرج على وجهين :

أحدهما : أنه لم يكن سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال فيهما شيئا أنهما من القرآن أم لا ، ولم يكن أيضا رأى على نفسه السؤال عن ذلك حقّا واجبا ؛ لأن القرآن وما جاء به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما يلزم علم الشهادة والعمل به واحد ؛ إذ المقصود من كل ذلك القيام بالمقصود من حق الكلفة لا التسمية ، ولم يكن النجباء يمتحنون أنفسهم بالسير (٤) في الوجوه التي بها يعرفون المعجز من غير ذلك أنه قرآن أو غيره ، وإنما ذلك من عمل المرتابين الشاكين في خبر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليعرفوا أنه مبعوث مرسل ، فأما من تقرّر عنده واطمأن به قلبه وزال عنه الحرج فيما آتاهم فقد كفوا ذلك ، وكذلك يجوز ترك البحث عن ذلك لما ذكرت ، لا أن عنده أنهما ليستا من القرآن ، وفي خبر عقبة الجهني أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأصحابه : «نزل اليوم آيات لم ير مثلهن قط» قيل : ما هن يا رسول الله؟ فقال : «المعوذتان» ، دل أنهما من القرآن.

وأيد أيضا ما ذكرت في ترك الكتابة ما روي عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لنا : «فقولوا» ، فنحن نقول بقول لم يشهد في تلك بأنهما منه ولا ليستا منه بما لم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبره بهما ، فعلى ذلك أمر عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه.

ويؤيد ذلك أيضا أمر استعاذة القرآن أنها مقدمة (٥) على القراءة ، وحق هاتين السورتين لو كانتا منه بيقين (٦) أن تكونا (٧) في افتتاح المصحف كالاستعاذة للقرآن ، فهذا أيضا بعض الذي يمنع [العلم](٨) بحقيقة ذلك عنه ، وقد بينا جواز وجه الإشكال مع ما كان الإنزال

__________________

(١) في الأصول : الستر.

(٢) سقط في أ.

(٣) في أ : الإيقاع.

(٤) في أ : الستر.

(٥) في ب : متقدمة.

(٦) في أ : يتعين.

(٧) في أ : يكون.

(٨) سقط في أ.

٦٦٧

لحاجة العباد ، وعلى ذلك جرى العمل بهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغيره ، فهو أمر لا يضر الجهل [بالوجه](١) الذي ذكرت. وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : لو علمت أن أحدا أعلم بالقرآن مني وحملتني مطيتي لأتيته. وقد روي عمن ذكر عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعرض على جبريل ـ عليه‌السلام ـ كل عام مرة إلا في العام الذي قبض عرض عليه مرتين ، وقد شهدهما جميعا عبد الله ، فعلّه لم يعرض ما (٢) شاء الله ، وإذا كان كذلك لم يكن هو ممن يسأل في هذا الباب غيره ليثبت عنده السماع بأنهما أثبتتا في المصحف ؛ فبقي قوله بحيث لا نعرف حقيقته ، ووجه آخر أن يكون رآهما منه لكن لم يكتب ؛ لوجهين :

أحدهما : لما لم يكن موضع الكتاب والتدبير ، على ما ذكرنا أن يكون في أول المصاحف ، فكره أن يكتب بتدبيره ، ويتخير له موضعا للكتابة ؛ فلم يكتب كذلك.

والثاني : أنه يكتب ليحفظ (٣) ولا ينسى ، وقد أمن عليهما النسيان ؛ لأنهما بحيث يجب تلاوتهما في أوائل النهار ومبادئ الليل ، وعند النوازل ينفع التعوذ بهما من كل شر وكيد ، على نحو الاستعاذة وأنواع الدعوات المدعوة ، فلما أمن خفاءهما لم يكتب ، وعلى ذلك ترك كتابة فاتحة الكتاب (٤) ، والله أعلم بالصواب (٥).

* * *

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في ب : بما.

(٣) في ب : للحفظ.

(٤) في ب : القرآن.

(٥) ثبت في أ : تمت هذه النسخة الشريفة المقبولة المنسوبة إلى الشيخ العلامة الإمام أبي منصور ماتريدي ، قدس الله سره ، ورضي الله عنه ، وعن جميع من اقتدى بمذهبه وعقائده ، بعون الله الملك الوهّاب ، من يد أضعف العباد : مصطفى بن محمد بن أحمد ، غفر الله له ولوالديه وأقربائه ولجميع المؤمنين والمؤمنات ـ في يوم الأربع ، في شهر رجب المرجب ، لسنة خمس وستين ومائة وألف.

اللهم اغفر لصاحبه وكاتبه ، ولمن حفظ في بيته ، ولمن نظر وقرأ واستفاد منه.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فلله الحمد والمنة.

وثبت في ب : تم كتاب التأويلات بحمد الله ومنّه وحسن توفيقه ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاة الله على نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسليما ، وذلك في العشر الأول من ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة.

٦٦٨

المراجع والمصادر

مراجع التفسير

* الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم ، لفضيلة الأستاذ الدكتور / محمد حسين الذهبي.

* الإتقان في علوم القرآن ، للحافظ جلال الدين السيوطي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

* أحكام القرآن ، لأبي بكر الرازي الجصاص ، دار المصحف ، القاهرة ، الطبعة الثانية.

* أحكام القرآن ، للإمام أبي الحسن الطبري المعروف بالكياالهرّاسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى.

* أحكام القرآن ، للشافعي ، دار الكتب العلمية.

* أحكام القرآن ، لابن العربي المالكي ، دار الفكر ، بيروت.

* أسباب النزول ، للحافظ السيوطي ، دار التحرير ، القاهرة.

* أسباب النزول ، للواحدي ، نشر إحياء دار التراث بيروت.

* الإسرائيليات في التفسير والحديث ، للدكتور الذهبي ، نشر مجمع البحوث الإسلامية ، القاهرة.

* الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ، للدكتور محمد أبي شهبة ، نشر مجمع البحوث الإسلامية ، القاهرة.

* الأشباه والنظائر في القرآن الكريم ، للبلخي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

* الأصلان في علوم القرآن ، الدكتور محمد عبد المنعم القيعي ، دار الطباعة المحمدية ، القاهرة ، الطبعة الثالثة.

* أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، للشنقيطي ، مكتبة ابن تيمية ، القاهرة.

* إعجاز البيان في تأويل أم القرآن ، للقونوي ، دار الكتب الحديثة بعابدين ، القاهرة.

* إعجاز القرآن ، للباقلاني ، عيسى البابي الحلبي ، القاهرة.

* الإكليل في استنباط التنزيل ، للسيوطي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* البحر المحيط ، لأبي حيان الأندلسي ، نشر مكتبة النصر الحديثة ، الرياض.

* البرهان في علوم القرآن ، لبدر الدين الزركشي ، عيسى الحلبي ، القاهرة.

* البيان في غريب إعراب القرآن ، أبو البركات بن الأنباري ، الهيئة المصرية للكتاب.

٦٦٩

* تأويل مشكل القرآن ، لابن قتيبة ، المكتبة العلمية ، بيروت.

* التبيان في آداب حملة القرآن ، للنووي ، دار الباز ، مكة.

* تحرير التحبير ، لابن أبي الإصبع المصري ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة.

* التحرير والتنوير ، للشيخ محمد الطاهر بن عاشور ، الدار التونسية.

* التحقيقات الواضحة في تفسير سورة الفاتحة ، محمد الحسين الظواهري ، مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة.

* التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن ، للسهيلي ، طرابلس.

* تفسير البغوي المعروف ب «معالم التنزيل» ، لأبي محمد الفراء البغوي ، مطبوع بهامش تفسير الخازن ، دار الفكر ، بيروت.

* تفسير الجلالين ، للإمامين : جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ، دار القلم ، بيروت.

* تفسير الخازن المسمى «لباب التأويل في معاني التنزيل» ، للعلامة علاء الدين البغدادي الشهير بالخازن وبهامشه تفسير البغوي ، الطبعة السابقة.

* تفسير سفيان الثوري ، المطبعة الحكومية ، الهند.

* تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للعلامة نظام الدين القمي النيسابوري ، مطبوع بهامش تفسير الطبري ، دار المعرفة ، بيروت.

* تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب ، للإمام محمد الرازي فخر الدين ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الثالثة.

* تفسير القاسمي ، محمد جمال الدين القاسمي ، مطبعة الحلبي ، القاهرة.

* تفسير القرآن الحكيم المسمى تفسير المنار ، للشيخ محمد رشيد رضا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

* تفسير القرآن الحكيم ، للشيخ محمد رشيد رضا ، دار المنار ، القاهرة.

* تفسير القرآن العظيم ، للحافظ ابن كثير ، عيسى الحلبي ، القاهرة.

* تفسير القرآن الكريم ، للشيخ محمود شلتوت ، مطبعة الأنوار ، القاهرة.

* تفسير القرآن الكريم ، للدكتور يوسف عبد الرحمن ، القاهرة.

* التفسير القرآني للقرآن ، للأستاذ عبد الكريم الخطيب ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة.

٦٧٠

* تفسير السراج المنير ، للخطيب الشربينى ، الحلبي.

* تفسير المراغي ـ للشيخ أحمد مصطفي المراغي ـ طبعة الحلبي ، القاهرة.

* تفسير النسائي ، للنسائي ، مكتبة السنة ، القاهرة.

* تفسير النسفي ، للإمام النسفي ، عيسى الحلبي ، القاهرة.

* التفسير ورجاله ، للشيخ محمد الفاضل بن عاشور ، نشر مجمع البحوث الإسلامية.

* التفسير الوسيط ، للأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي ، القاهرة.

* التفسير والمفسرون ، للأستاذ للدكتور محمد حسين الذهبي ، دار الكتب الحديثة ، القاهرة.

* تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* جامع البيان في تفسير القرآن ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، دار المعرفة ، بيروت.

* الجامع لأحكام القرآن ، للإمام أبي عبد الله الأنصاري القرطبي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الثالثة.

* الجواهر في تفسير القرآن ، للشيخ طنطاوي جوهري ، طبعة الحلبي ، القاهرة.

* الدخيل في تفسير القرآن الكريم ، للأستاذ الدكتور عبد الوهاب فائد ، مطبعة حسان ، القاهرة.

* الدخيل في التفسير ، للأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الرحمن خليفة ، دار البيان ، مصر.

* الدخيل في تفسير القرطبي ، للدكتور أحمد الشحات موسى ، رسالة دكتوراة.

* الدخيل في تفسير النسفي. للدكتور سمير شليوة ، رسالة دكتوراة.

* دراسات في علوم القرآن ومناهج المفسرين ، للدكتور محمد عبد المنعم القيعي ، دار الطباعة المحمدية ، القاهرة.

* الدر المصون ، للسمين الحلبي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* الدر المنثور ، للحافظ السيوطي ، المكتبة الإسلامية ، طهران.

* روح المعاني (تفسير الألوسي) ، للعلامة الألوسي ، المطبعة المنيرية ، القاهرة.

* زاد المسير في علم التفسير ، لابن الجوزي ، المكتب الإسلامي ، بيروت.

* علاقة المطالع بالمقاصد فى القرآن الكريم ، دراسة بلاغية للدكتور إبراهيم الهدد ، رسالة أعدت فى كلية اللغة العربية ، جامعة الأزهر.

٦٧١

* علوم القرآن الكريم ، للأستاذ الدكتور محمد أحمد يوسف القاسم والأستاذ الدكتور منيع عبد الحليم محمود ، دار الطباعة المحمدية ، القاهرة.

* عمدة التفسير ، اختصار أحمد محمد شاكر ، دار المعارف ، القاهرة.

* غريب القرآن ، لابن عباس ، مكتبة الزهراء ، القاهرة.

* فتح القدير ، للشوكاني ، طبعة الحلبي ، القاهرة.

* الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين ، للجمل ، دار الحديث ، القاهرة.

* فضائل القرآن ، للفريابي ، مكتبة الرشد ، الرياض.

* القرطبي ومنهجه في التفسير ، الأستاذ الدكتور القصبي زلط ، رسالة دكتوراة.

* الكتاب والقرآن ، قراءة معاصرة ، د. شحرور ، سوريا.

* لطائف الإشارات في التفسير للإمام القشيري. نشر دار الكاتب العربي ، القاهرة.

* مجاز القرآن ، لأبي عبيدة ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.

* المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث ، للأصفهاني ، جامعة أم القرى.

* محاضرات في مناهج المفسرين وعلوم القرآن الكريم ، للدكتور محمد عبد المنعم القيعي ، دار الطباعة المحمدية ، القاهرة.

* المحرر الوجيز ، لابن عطية الأندلسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* مختصر تفسير الطبري ، للتجيبي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

* المدرسة الفكرية المعاصرة في تفسير القرآن الكريم ، القاهرة.

* مذاهب التفسير الإسلامي ، اجنتس جولد تسيهر ، ترجمة د / عبد الحليم النجار ، نشر دار الكتب الحديثة ، القاهرة.

* معاني القرآن ، للأخفش ، عالم الكتب ، بيروت.

* معاني القرآن ، للزجاج ، عالم الكتب ، بيروت.

* معاني القرآن ، للفراء ، نشر هيئة الكتاب ، القاهرة.

* المفردات في غريب القرآن ، الراغب الأصفهاني ، تحقيق محمد سيد كيلاني ، طبعة مصطفى الحلبي ، القاهرة.

* مقدمة تفسير ابن النقيب ، لابن النقيب ، مكتبة الخانجي ، القاهرة.

* مقدمة في أصول التفسير ، لابن تيمية ، السلفية ، القاهرة.

* مناهج في التفسير ، دكتور مصطفى الصاوي الجويني ، نشر منشأة المعارف ، الإسكندرية.

٦٧٢

* مناهل العرفان في علوم القرآن ، للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني عيسى الحلبي ، القاهرة.

* منحة الجليل في التنبيه على ما في التفسير من الدخيل ، للأستاذ الدكتور سيد مرسي إبراهيم البيومي ، مطبعة استراند الحديثة ، القاهرة.

* منهج ابن القيم في التفسير ، محمد بن أحمد السنباطي ، المطابع الأميرية ، القاهرة.

* المهذب فيما وقع من القرآن من المعرب ، للسيوطي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ، لابن العربي ، مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة.

* نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم ، للشيخ محمد الغزالي ، دار الشروق ، القاهرة.

* النكت والعيون تفسير الماوردي ، للماوردي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* نيل المرام من تفسير آيات الأحكام ، للقنوجي ، مكتبة المدني ، القاهرة.

* هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبيين متشابه الكتاب ، للسخاوي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت.

* الواحدي ومنهجه في التفسير ، للأستاذ الدكتور جودة محمد المهدي ، رسالة دكتوراة بكلية أصول الدين بالقاهرة.

* * *

٦٧٣

مراجع القراءات

* إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع ، لأبي شامة ، مكتبة مصطفى البابيّ الحلبي ، القاهرة.

* إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ، للبنّا الدمياطيّ ، عالم الكتب ، بيروت.

* إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر ، لأبي العز القلانسيّ ، المكتبة الفيصليّة ، مكة المكرمة.

* الإقناع في القراءات السبع ، لأبي جعفر بن الباذش ، القاهرة.

* التبصرة في القراءات السبع ، لمكيّ بن أبي طالب ، الدار السلفية ، بومباي ، الهند.

* تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة ، لابن الجزريّ ، دار الكتب العلميّة ، بيروت ، لبنان.

* التيسير في القراءات السبع ، للدانيّ ، عني بتصحيحه أوتو برتزل ، جمعية المستشرقين الألمانيّة.

* جامع البيان في القراءات السبع ، للدانيّ ، رسالة دكتوراة ، جامعة أم القرى ، السعودية.

* الحجّة في علل القراءات السبع ، لأبي عليّ الفارسيّ ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

* الحجّة في القراءات السبع ، لابن خالويه ، دار الشروق ، بيروت.

* حجّة القراءات لابن زنجلة ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.

* حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع ، للإمام الشاطبيّ ، مكتبة مصطفى البابيّ الحلبيّ ، القاهرة.

* السبعة في القراءات ، لابن مجاهد ، دار المعارف ، القاهرة ، الطبعة الثانية.

* طيّبة النشر في القراءات العشر ، لابن الجزريّ ، مكتبة البابيّ الحلبيّ ، القاهرة.

* الغاية في القراءات العشر ، لأبي بكر بن مهران ، شركة العبيكان للطباعة والنشر ، الرياض.

* الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ، لمكيّ بن أبي طالب ، مطبوعات مجمع اللغة العربيّة ، دمشق.

* لطائف الإشارات لفنون القراءات ، للقسطلانيّ ، المجلس الأعلى للشئون

٦٧٤

الإسلامية ، القاهرة.

* المبسوط في القراءات العشر ، لأبي بكر بن مهران ، دار القبلة ، جدة.

* النشر في القراءات العشر ، لابن الجزري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان.

* الوافي في شرح الشاطبيّة في القراءات السبع ، مكتبة الدار ، المدينة المنوّرة.

* * *

٦٧٥

كتب الحديث

* إحكام الأحكام ، لابن دقيق العيد ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة.

* إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ، للعلامة أبي العباس شهاب الدين القسطلاني ، دار الفكر ، بيروت.

* الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ، لعلي بن محمد بن سلطان القاري ، دار الفكر ، بيروت.

* الاعتبار في الناسخ والمنسوخ ، لأبي بكر الهمداني ، مطبعة الأندلس ، حمص ، سوريا.

* بذل المجهود في حل أبي داود ، للشيخ خليل السهارنفوري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* بلوغ المرام ، لابن حجر العسقلاني ، مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة.

* تحفة الأحوذي شرح الترمذي ، لعبد الرحمن المباركفوري ، دار الكتاب العربي ، لبنان.

* التعليق المغني على الدارقطني ، لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ، بذيل سنن الدارقطني ، دار المحاسن للطباعة ، القاهرة.

* التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد لعبد الحي اللكنوي ، مطابع نور محمد ، كراتشي.

* تلخيص الحبير ، لابن حجر ، الناشر عبد الله هاشم اليماني ، المدينة المنورة.

* تنوير الحوالك للسيوطي ، مصطفى الحلبي ، القاهرة.

* تهذيب السنن لابن القيم ، المكتبة السلفية ، القاهرة ، الطبعة الثانية.

* جامع الأصول ، لابن الأثير ، مطبعة الملاح ، القاهرة.

* الجامع الصحيح «سنن الترمذي» ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

* جمع الجوامع المعروف (بالجامع الكبير) ، للسيوطي ، مجمع البحوث الإسلامية ، القاهرة.

* الجوهر النقي ، للعلامة علاء الدين المارديني الشهير بابن التركمان ، بذيل السنن الكبرى للبيهقي ، دار الفكر ، بيروت.

* حاشية السندي على صحيح البخاري ، للعلامة أبي الحسن نور الدين السندي ، دار

٦٧٦

إحياء الكتب العربية ، القاهرة.

* حلية الأولياء ، لأحمد بن عبد الله الأصفهاني ، دار الكتاب العربي ، بيروت.

* سبل السلام شرح بلوغ المرام ، للعلامة الصنعاني ، مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة ، الطبعة الرابعة ، وبلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن محمد بن حجر العسقلاني.

* سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، للشيخ الألباني ، المكتب الإسلامي ، بيروت.

* سنن الدارقطني ، للدارقطني ، وبذيله التعليق المغني على الدارقطني ، دار المحاسن للطباعة ، القاهرة.

* سنن الدارمي ، للدارمي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

* سنن أبي داود ، نشر المكتبة التجارية ، القاهرة.

* سنن سعيد بن منصور ، للإمام الحافظ سعيد بن منصور الخراساني المكي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى.

* السنن الكبرى ، لأبي بكر البيهقي وبذيله الجوهر النقي ، دار الفكر ، بيروت.

* سنن ابن ماجه ، للحافظ أبي عبد الله القزويني ، دار إحياء التراث العربي ، القاهرة.

* سنن النسائي ، للحافظ أبي عبد الرحمن النسائي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، وعليها شرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي.

* شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك ، للزرقاني ، دار الفكر ، بيروت.

* شرح السنة للبغوي ، المكتب الإسلامي ، بيروت.

* شرح معاني الآثار ، للطحاوي ، مطبعة الأنوار المحمدية ، القاهرة.

* شرح النووي على صحيح مسلم ، للإمام محيي الدين النووي ، دار الريان للتراث ، القاهرة.

* صحيح البخاري بحاشية السندي ، للحافظ أبي عبد الله البخاري ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة.

* صحيح مسلم بشرح النووي ، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، دار الريان للتراث ، القاهرة.

* عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي ، للحافظ ابن العربي المالكي ، دار العلم ، القاهرة.

٦٧٧

* العدة ، للأمير الصنعاني ، المطبعة السلفية ، القاهرة.

* العلل ، لابن أبي حاتم ، مكتبة المثنى ، بغداد.

* عمدة القاري ، للعيني ، المطبعة المنيرية ، القاهرة.

* عون المعبود ، لشمس الحق العظيم آبادي ، دار الكتاب العربي بيروت.

* فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة.

* الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ، للإمام الشوكاني ، تحقيق عبد الرحمن اليماني ، مكتبة ابن تيمية ، القاهرة.

* كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، لعلاء الدين الهندي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.

* اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، للحافظ السيوطي ، المطبعة الأدبية ، القاهرة.

* مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ نور الدين الهيثمي ، مكتبة القدسي ، القاهرة.

* مختصر سنن أبي داود ، للحافظ المنذري ، مطبعة المحمدية ، القاهرة.

* المستدرك على الصحيحين ، للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم ، وبذيله التلخيص للحافظ الذهبي ، دار المعرفة ، بيروت.

* مسند الإمام أحمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال في سنن الأقوال ، دار صادر ، بيروت.

* مسند الحميدي ، المجلس العلمي ، الهند ، الطبعة الأولى.

* مسند الإمام الشافعي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى.

* مشكل الآثار للطحاوي ، دائرة المعارف العثمانية ، الهند ، الطبعة الأولى.

* مصنف ابن أبي شيبة في الأحاديث والآثار ، للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الأولى.

* مصنف عبد الرزاق ، للحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، الطبعة الأولى.

* المطالب العالية ، لابن حجر ، دار الباز للنشر والتوزيع ، مكة المكرمة.

* معالم السنن ، للإمام أبي سليمان الخطابي ، المكتبة العلمية ، بيروت ، الطبعة الثانية.

٦٧٨

* المقاصد الحسنة ، للإمام السخاوي ، تحقيق عبد الله الصديق ، نشر دار الأدب العربي ، القاهرة.

* الموضوعات ، لابن الجوزي ، نشر المكتبة السلفية ، القاهرة.

* الموطأ ، للإمام مالك بن أنس ، ومعه كتاب إسعاف المبطأ برجال الموطأ ، للإمام جلال الدين السيوطي ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، دار الرشاد الحديثة ، الدار البيضاء ، الطبعة الثالثة.

* الموطأ ، لمحمد الشيباني ، مطابع نور محمد ، كراتشي ، الهند.

* نصب الراية لأحاديث الهداية ، للحافظ جمال الدين الزيلعي ، تصوير دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الثانية.

* نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخبار ، للعلامة الشوكاني ، شركة الطباعة الفنية المتحدة ، الناشر مكتبة الكليات الأزهرية ، القاهرة.

* * *

٦٧٩

فهرس مراجع العقائد وكتب عامة

* الإبانة عن أصول الدين ، لأبي الحسن الأشعري ، المطبعة السلفية ، القاهرة.

* إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للزبيدي ، تصوير دار الفكر ، بيروت.

* الأربعين في أصول الدين ، لفخر الدين الرازي ، حيدرآباد ، الهند.

* الإرشاد إلى قواطع الأدلة فى أصول الاعتقاد ، لإمام الحرمين أبي المعالى الجويني ، مطبعة السعادة ، القاهرة.

* أزمنة التاريخ الإسلامي ، د. عبد السلام الترمايني ، مطبعة الكويت.

* الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الوسطية ، دار الدعوة السلفية ، القاهرة.

* أساس التقديس فى علم الكلام ، لفخر الدين الرازي ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة.

* إشارات المرام في عبارات الإمام ، مصطفى البابي الحلبي ، القاهرة.

* الإشكالية المنهجية في الكتاب والقرآن ، دار الفكر ، دمشق ، الطبعة الأولى.

* أصول البحث العلمي ومنهاجه ، لأحمد بدر ، وكالة المطبوعات ، الكويت ، دار القلم للتوزيع ، الطبعة السابعة.

* أصول الدين ، للبزدوى ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة.

* أصول الدين ، للبغدادي ، نشر مدرسة الإلهيات بدار الفنون التركية ، طبعة أولى.

* الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ، لأبي بكر الباقلاني ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة ، الطبعة الثانية.

* بغية الراغبين فى عصمة ومعجزة الأنبياء والمرسلين ، رسالة دكتوراة من كلية أصول الدين ، القاهرة.

* تبصرة الأدلة ، تحقيق د / محمد الأنور وهى رسالة دكتوراة فى كلية أصول الدين ، القاهرة.

* التبصرة في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكة ، لأبي مظفر الأسفرايني ، مطبعة الأنوار ، القاهرة.

* تحديد المنهج في تقويم التراث ، المركز الثقافي ، الدار البيضاء.

* تحقيق صفة الكلام ، لحافظ محمد مهدي ، رسالة من كلية أصول الدين ، القاهرة.

* التمهيد فى الرد على الملاحدة والمعطلة والقرامطة والخوارج والمعتزلة ،

٦٨٠