الطّراز الأوّل

السيّد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني

الطّراز الأوّل

المؤلف:

السيّد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ مشهد
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-479-5
الصفحات: ٤٥٦

نقول بهذا ونحن نرى أنّ أخذ الشيعيّ بكتاب السنيّ دليل على سعة صدره واحتوائه للطائفية وعدم تعصّبه واكتفائه بجهود من سبقه من أعلام طائفته مع ما لهم من مصنّفات كثيرة في أغلب العلوم.

ومن المؤسف أن نرى هؤلاء الأخوة يحملون عمل اخوانهم من الشيعة على الضعف والتواني لا على سعة الصدر وقدرة الاحتواء وتجاوزهم لأطر الطائفية والعصبية.

نعم ، إنّ الشيعيّ لو أخذ فقهه وحديثه وأصوله ورجاله ـ وغيرها من العلوم الاستقلالية ـ من أهل السنة والجماعة لصار عيالا عليهم ، ولما كان له ما لهم من أصول الفكر وقواعد الاستنباط.

هذا ، وإنّا وإن كنا نعلم بمغالطة المستشكل ـ كاتب المقال ـ وسقم دعواه ، لكنّ هذه الإثارة دعتنا للتنقيب عن أثر خالد لأحد علمائنا الأبرار ـ لم يطبع بعد ـ كي يكون جوابا لمثل هذه الترّهات التي تثار بين الحين والآخر والفينة والأخرى وتشغل حيزا من أفكارنا وجهودنا.

وفي صيف عام ١٤١٤ ه‍ وحين بحثنا عن نفائس تراثنا الإسلامي المغمور ، وقع نظرنا على كتاب ( الطراز الأوّل ) للسيّد علي خان المدني ، فتصفحته على عجل فأعجبني أسلوبه ، وطريقة عرضه ، وترتيبه للمادة ، وعطفه للمعاني الموجودة فيها ، مع فصله للمجاز عن الحقيقة ، مع ذكره لغريب القرآن الكريم ، والسنة المطهرة والمأثور عن الصحابة وأهل البيت عليهم‌السلام ، ثمّ ذكره للمصطلح والمثل العربي ، كل ذلك بتحقيقات رشيقة وبحوث أنيقة ، وكان حقا وكما قال الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة :

« من أحسن ما كتب في اللغة ، لكنّه لم يتجاوز النصف من حرف الصاد

٣٨١

المهملة ، وانتهى إلى كلمة قمص ، تكلّم في كلّ صيغة بكل ما لها من المعاني بكلّ اصطلاح ، وذكر جميع استعمالاتها الحقيقية والمجازية في الكتاب والسنة والمثل وغيرها ـ إلى أن يقول ـ : فهو جامع للسان العوام ولسان الخواص ، وغريب القرآن وغريب الحديث ، وغريب الأمثال » (١).

فالكتاب ناقص ـ كما ترى ـ لم يكمل بعد ، فجئت أتساءل مع نفسي عن ضرورة تحقيق وطبع كتاب ناقص كهذا؟

وهل أنّه سيفي بالغرض؟

وهل يمكن أن يكون الجواب الوافي لبعض تلك الترهات؟

وهل أنّه يخدم لغتنا وتراثنا أم لا؟

وهل أن هذا العمل سيوازي ما نريد عمله في حقل فقه الخلاف وبيان ملابسات التشريع الإسلامي أم لا؟

فكان جوابي للسؤال الأول هو : أنّ حضارة كل أمة تنتزع من تراث أعلامها ، وأن قيمة كل أمة ترتبط بفكر ونتاج رجالها ، فكان على الأبناء الاحتفاظ بتراث السلف ونقله إلى العصور اللاحقة ؛ لكونهم الجسر بين الماضي والمستقبل ، وباعتقادي أنّ جمع نسخ هذا الكتاب أو غيره سيكون الخطوة الأولى لحفظ التراث ومن ثمّ الوصول إلى نشره وعرضه بالشكل المطلوب.

مضافا إلى ذلك نرى أن التحقيق والعمل في المعجم اللغويّ يختلف عن كثير من غيره من العلوم ، لأنّ الكلام في كل مادة يعتبر نتاجا مستقلا قد لا يكون له ارتباط

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٥ : ١٥٧ ـ ١٥٨.

٣٨٢

شديد بما قبله وما بعده ، وبتعبير آخر : هو مادة بحد ذاته لا يفتقر إلى المواد الأخرى ، بعكس مواد كتب الفقه أو الاصول أو الدارية أو النحو أو ... فهي بحوث مترابطة يكمل بعضها البعض الآخر.

وعليه فالنقيصة في الكتاب اللغوي ليست بعيب ، وهناك عشرات الكتب في اللغة ناقصة لكن الاعلام يعتمدونها ككتب ابن بري والصاغاني وغيرهم.

وأما جوابي عن السؤال الثاني وغيره من التساؤلات التي كانت تراودني وتدعوني تارة إلى الاقدام وأخرى إلى الإحجام هو نفس اشكال المستشكل وعظيم قوله وافترائه على الشيعة ، وخصوصا لو جمع مع ما قاله السيوطي في بغية الوعاة في ترجمة ثعلب :

« قال أبو بكر بن مجاهد ، قال لي ثعلب : يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا ، وأصحاب الحديث بالحديث ففازوا ، وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا ، واشتغلت أنا بزيد وعمرو ، فليت شعري ماذا يكون من حالي ، فانصرفت من عنده فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك الليلة ، فقال لي اقرئ أبا العباس مني السّلام وقل له : أنت صاحب العلم المستطيل » (١).

فقلت مع نفسي : حقا لو اشتغل أصحاب الفقه بالفقه ، وأصحاب الحديث بالحديث ، وأصحاب القرآن بالقرآن ، وتركنا اللغة والنحو والصرف وشأنهما ، أو قللنا من مكانتهما في محافلنا ـ كما هو الملاحظ اليوم في معاهدنا العلمية ـ فما سيكون حال اللغة والادب والتراث في المستقبل القريب.

إنّ وقوفنا على المؤثرات الخارجية التي دفعت اليوم إلى العزوف عن اللغة ، بل

__________________

(١) بغية الوعاة.

٣٨٣

إعجاب شبابنا باللغات والثقافات الاخرى وابتعادهم عن لغتهم الأصيلة والغنية ، بل شيوع العجمة في اللغة العربية.

كل هذه الأمور مع أمور أخرى دعتنا للاهتمام بطبع وتحقيق هذا السفر القيم وإخراجه إلى النور.

فشمرنا عن ساعد الجد وعزمنا بعد التوكل على الله لجمع ما تيسّر لنا من نسخ هذا الكتاب.

نسخ الكتاب

ألّف المصنف كتابه في ثلاثة أجزاء ، ولمّا كان للمجلدين الاولين نسخ متعددة ، وهي بنظرنا في عرض واحد ، فقد انتخبنا بعضها لسهولة تناولها ، ولقدم تأريخ بعضها ، أو لكونها مقابلة على نسخة عليها بلاغات للمؤلف ، أو لكونها مكتوبة من على نسخة المصنف ، وقد حصلنا مؤخرا على المجلد الثالث من هذا الكتاب بخط المؤلف كانت في مكتبة الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه‌الله ، وإليك بعض النسخ المعتمدة ، والإشارة إلى بقية نسخ الكتاب :

الاولى : نسخة مكتبة الإمام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء ـ العامة.

الثانية : نسخة مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام الاولى وهي من أول الكتاب إلى مادة « يزداذ ».

الثالثة : نسخة المحقق الطباطبائي الاولى وهي من أول الكتاب إلى مادة « وذذ ».

الرابعة : نسخة مكتبة مؤسسة كاشف الغطاء العامة وهي من أول الكتاب إلى مادة « يزداذ ».

٣٨٤

الخامسة : نسخة الشيخ قيس العطار وهي من مادة « أبر » إلى مادة « عبقس ».

السادسة : نسخة المحقق الطباطبائي الثانية وهي من مادة « أبر » إلى آخر السين.

السابعة : نسخة مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام الثانية وهي من مادة « شكر » إلى مادة « قمص ».

وهناك نسخ أخرى من الكتاب لم نصورها ونعتمدها لحد الآن في التحقيق ؛ لعدم الحصول على بعضها ، وللاستغناء عن بعضها الآخر بغيرها ، لكن ذكرها لا يخلو من فائدة وهى :

١ ـ نسخة مكتبة الإمام الصادق في قزوين المرقمة ٣٦٩ والتي تقع في ٤٨٥ ورقة من أول الكتاب إلى آخر مادة « يزداذ » بخط نجفعلي بن زيبا علي ، كتبت في سنة ١٢٣٨ ، كتبها الناسخ من على نسخة المصنف.

٢ ـ نسخة مكتبة مدرسة نواب / مشهد المقدسة برقم (١٢) لغة ، كتبها محمد قاسم بن حسن علي السرجاني في مشهد ، وفرغ منها سنة ١٢٥١.

٣ ـ نسخة المكتبة المركزية في جامعة طهران برقم ٦٦٤٨ ( المجلد الاول في ٣١٢ ورقة كتبت سنة ١٢٦٢ ».

٤ ـ نسخة مجلس الشيوخ الايراني برقم ٤٣٩ ( المجلد الثاني ) في ٢٧١ ورقة كتبت في القرن الثاني عشر.

٥ ـ نسخة دار الكتب الوطنية في طهران برقم ٤٦١٧ ، مذكورة في فهرسها ٨ / ٩٨.

٦ ـ نسخة مكتبة گوهرشاد برقم (١٣٨١) من مادة « غمد » إلى مادة « يزداذ ».

٧ ـ نسخة مكتبة سپهسالار ( الشهيد المطهري ) في طهران برقم ٢٩ من أول الكتاب فصل العين إلى باب الدال ، في ٢٤٢ ورقة كتبت بخط نسخي جيد سنة

٣٨٥

١٢٥٧.

٨ ـ نسخة اخرى فيها برقم ٢٣ وهي كسابقتها في ٣١٠ ورقة كتبت سنة ١٢٨٣.

٩ ـ نسخة مكتبة ملك الاهلية ، برقم ٣٣٦ ( المجلد الاول ) في ٤٢٤ ورقة كتبها نظام الدين محمد بن محمد علي القزويني بخط نسخي ، فرغ منها في ٢٨ ربيع الاول سنة ١٢٣٨.

١٠ ـ نسخة اخرى فيها برقم ٣٣٨ في ٢٦٢ ورقة بخط آنف الذكر من باب الراء فصل الهمزة ( أبر ) إلى ( حاس ).

١١ ـ نسخة من مكتبة الإمام الرضا ( الاستانه ) في مشهد برقم ٣٧٣١ كتبت سنة ١٢٨٤.

١٢ ـ نسخة اخرى فيها برقم ٣٧٣٢ في ٢٣٢ ورقة من أول باب الراء فصل الهمزة ( أبر ) إلى باب السين فصل الطاء ، كتبت في القرن الثالث عشر.

١٣ ـ نسخة مكتبة العاطف باسلامبول في تركيه « انظر الذريعة ١٥ : ١٥٨ ».

١٤ ـ نسخة في مكتبة الشيخية في كرمان.

وقد عرّف المرحوم المحقق السيّد عبد العزيز الطباطبائي غالب هذه النسخ فيما كتبه عن مخطوطات اللغة العربية في مكتبات إيران ، وهناك نسخ اخرى مذكورة في فهارس المكتبات.

والان مع وصف النسخ المعتمدة في التحقيق ورموزها :

وصف نسخة مكتبة الإمام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء ـ العامة

وهي نسخة بخط المؤلف كانت مخرقة اشتراها الشيخ محمد السماوي من بعض أحفاد نظام الدوله المجاورين للنجف الأشرف ، وصحفها وجلدها واحياها ،

٣٨٦

ثم اشتراها الإمام كاشف الغطاء من الشيخ السماوي ، وهذه النسخة هي من مادة « شمر » حرف الراء إلى « قمص » ، وقد ذكر السيد المصنف تاريخ فراغه من استنساخها في موضعين من هذا المجلد.

احدهما : في آخر الزاي : فرغ منه ظهر يوم الخميس غرة ربيع الاول « ١١١٤ ه‍ ».

وثانيهما : في آخر الشين : فرغ في اصفهان في ١١١٧ ه‍.

وقد كتب الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء على اول هذه النسخة بخطه :

وقد اهدانا مصورة هذه النسخة نجله الكريم الاستاذ الفاضل الشيخ شريف كاشف الغطاء فله منا جزيل الشكر ومزيد الامتنان.

وقد اعتبرنا هذه النسخة ، نسخة الأصل.

وصف نسخة المكتبة الرضوية الاولى / مشهد.

وهي وقف الاستاذ علي أصغر حكمت الشيرازي وزير المعارف والأوقاف

٣٨٧

آنذاك ، وسبط المصنف برقم ٨٩٦٢ ، تقع في ٤٠٠ ورقة ، من أول الكتاب إلى آخر حرف الذال ، كتبها علي بن حسن البحراني بخط النسخ ، مشكول ، وفرغ من كتابتها في ٣ ذي الحجة ١١١٣ ه‍ ، وعلى النسخة بلاغات مقابلة بأصل المصنف ، وقد جاء في آخر النسخة في الهامش : بلغ قبالا بأصله على يد مؤلفه علي الصدر الحسيني غفر الله له ضحوة يوم ٢ / ٢٩ محرم الحرام سنة ١١١٤.

وكان المصنف قد كتب على صدر النسخة امورا ، منها الكتب التي اعتمدها في التاليف وهي :

كتاب العين للخليل بن أحمد ، مختصر العين للزبيدي ، المحيط لابن عبّاد ، المحكم لابن سيّدة ، التّهذيب للأزهري ، الجمهرة لابن دريد ، المجمل لابن فارس ، المقاييس له ، الصحاح للجوهري ، الاساس للزمخشري ، الفائق له ، الغريبين للهروي ، مجمع الغرائب للفارسي ، النهاية لابن الاثير ، المعرب للمطرزي ، المغرب له ، ديوان الآدب للفارابي ، مشارق الأنوار لعياض ، تكملة الصحاح للصّغاني ، القاموس للفيروزآبادي ، شمس العلوم لنشوان ، كتاب الصفات للنضر بن شميل ، المصباح المنير للفيومي ، كتاب الأبنية لابن القطّاع ، المرصّع لابن الاثير ، المزهر للسيوطي ، كتاب الف با لابن الشيخ ، نوادر أبي عمرو الشيباني ، نوادر أبي زيد ، الأمالي للقالي ، الكامل للمبرّد ، مجمع الامثال للميداني ، جمهرة الامثال لأبي هلال العسكري ، المستقصى للزمخشري ، الامثال لأبي عبيد ، معجم البلدان لياقوت ، عجائب البلدان للقزويني ، الفصيح لثعلب ، شرحه للمرزوقي ، أدب الكاتب لابن قتيبة ، جمهرة

٣٨٨

النسب لابن الكلبي ، تبصير المنتبه لابن حجر العسقلاني ، المؤتلف والمختلف ، مفردات الراغب ، ينابيع اللغة للبيهقي ، لسان العرب لابن مكرم ، العباب للصغاني ، مجمع البحرين له.

وعلى ظهر هذه النسخة كتابات لنجل المؤلف.

وقد رمزنا لهذه النسخة بـ « ت ».

وصف نسخة المحقق الطباطبائي قدس‌سره الاولى.

أرسل إلينا مصوّرتها المغفور له العلاّمة المحقق السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره ، وهي من أول الكتاب إلى مادة « وذذ » ، مخرومة الأول ، بخطّ النسخ ، عدد أوراقها ٣٣٦ ، عدد الأسطر في كل صفحة ٢٨ ، فيها بلاغات والظاهر أنّها مقابلة على نسخ معتبرة ، لوجود بلاغات وزيادات فيها لم تذكر في نسخة حكمت الشيرازي ، وهي تقريبا أصح النسخ المعتمدة.

لم يذكر فيها اسم الناسخ ، بل قال بعد حرف الهمزة : وكان الفراغ منه ضحوة الخميس منتصف جمادى الاولى سنة خمسة وعشرين بعد الف ومائتين ولله الحمد رب العالمين.

وقال بعد حرف الثاء : تمت بعون الملك الوهاب في ثامن شهر رجب المرجب من شهور ١٢٢٥.

وقد رمزنا لهذه النسخة بـ « ج ».

وصف نسخة مكتبة كاشف الغطاء في النجف الأشرف.

أرسل إلينا مصوّرتها فضيلة الخطيب السيّد مهدي الشيرازي ، كتبت بخطّ

٣٨٩

الشيخ علي بن محمد الرضا آل كاشف الغطاء ، بخطّ النسخ ، أتمها الناسخ يوم الجمعه ٢٧ ربيع الثاني سنه ١٣٣٠ ، وقد جعل المجلد الاول من الكتاب في جزئين ، أنهى الجزء الأول إلى آخر الخاء.

والثاني إلى آخر الذال ، عدد الأسطر في كل صفحة ٢٥ ، عدد صفحات الجزء الأول ٤٦٠ ، وعدد صفحات الجزء الثاني ٦٢٤.

وقد رمزنا لهذه النسخة بـ « ش ».

وصف نسخة المحقق الطباطبائي قدس‌سره الثانية.

أرسل إلينا مصوّرتها المغفور له ، وهى من أول الراء « أبر » إلى مادة « عبقس » عدد الأسطر في كل صفحة ٢٢ ، عدد أوراقها ٢٣٣ ، لم يذكر فيها اسم الناسخ وتأريخ النسخ.

رمزنا لها بـ « ج » كسابقتها.

وصف نسخة الشيخ العطّار.

صورناها على نسخة هي عند الاستاذ الشاعر الشيخ قيس العطّار ، وهي من أول حرف الراء « أبر » إلى مادة « عبقس » بخطّ النسخ عدد أوراقها ٥٨٣ ، والأسطر في كل صفحة منها ٢١ سطر ، كتبت سنة ١١٢٤ ه‍.

وقد رمزنا لهذه النسخة بـ « ع ».

وصف نسخة المكتبة الرضوية الثانية / مشهد.

وهي بخطّ حسين بن محمد ، بخطّ النسخ ، كتبت من على نسخة المؤلف ،

٣٩٠

تمت كتابتها لعشر خلون من شهر رجب سنة ١٢٨٤.

أولها : الأثر من مادة « شكر » وانتهاؤها إلى مادة « قمص ».

عدد الاوراق ٢٠٣ ، طول الصفحة ٥ / ٣٤ سم ، وعرضها ٥ / ٢٢.

عدد الاسطر ٢٩ ، رقمها في المكتبة الرضوية : ٣٧٣١.

وقد رمزنا لهذه النسخة بـ « س ».

نحن والكتاب

من دواعي الغبطة والحبور أن قدمت لهذا السفر القيّم والمعنيّ باللغة والأدب العربي ، وهو حقا كما سماه مصنفه « الطراز الأول والكناز لما عليه من لغة العرب المعوّل ، الجامع للصريح منها والمأول ، المغني عن كل مختصر ومطوّل » إذ جمع المصنف كتابه في أحسن ترتيب ، ذاكرا فيه بعض الاستعمالات الحقيقية والمجازية ، مما ذكر منها وما لم يذكره في المعاجم ، مع حسن ترتيبه في ذكر الأفعال الثلاثي أولا ثمّ الرباعي ، ثمّ ... على نظام دقيق ، وترتيب أنيق ، مع حسن الاستقراء والاستقصاء ، مضيفا إلى عمله فوائد تأريخية ، وتفسيرية ، واجتماعية ، وطبية ونجومية ، وعرفانية و ...

غير متغافلين عن أنّ القراءة في أي قاموس لا تسرد لنا تاريخ الكلمات ومعانيها فحسب ، بل تكشف لنا عن منحى التفكير في الأمة ، فقد يحصل المطالع في اللغة على كلمة أو كلمات تقصّ عليه تاريخا لا تقصه كتب التاريخ ، أو يقف على معنى في اللغة لا نستعمله ولا نألفه اليوم ، فمعنى كلمه « آنسة » اليوم يختلف عما في

٣٩١

اللغة (١) ، وكذا الكتاب فكان يسمى سابقا بالمصحف (٢) ، أما اليوم فيقال عنه كتاب.

نحن لا نريد التفصيل في هذه الأمور بقدر ما نريد الاشارة إلى أنّ مصنفنا قدس‌سره يعني بعمله ربط الماضي بالمستقبل ، وأنّه قد جمع في عمله بين العمل اللغوي النقديّ الاستدراكي والعمل المعجمي الإحصائي ، بتحقيقات عالية في النحو والصرف ، والبلاغة ، وفقه اللغة واشتقاقها ، مع ما له من بحوث في التفسير والطبّ والنجوم والعرفان والأدعية ، فكان وكما قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : قد جمع بين لسان العوام ولسان الخواص ، وبين تفسير القرآن وغريب الحديث ، وغريب الأمثال وبين الحقيقة والمجاز.

نعم قد يمكن أن ينتقص المؤلف في منهجه هذا ، أنّه يخرج طالب اللغة الباحث عن دائرة كتب اللغة ويدخله في دائرة المعاجم ودائرة المعارف العامة ، لإتيانه بمعلومات إضافية قد يكون اللغوي في غنى عنها ، وهي مما لا يتعرّض له في كتب اللغة.

لكنّ الحقّ ليس كما قالوه لإن العمل الصحيح هو الذي اتبعه المؤلف في مصنفه ، لأن سعة اطلاع المؤلف وإحاطته بالعلوم المختلفة ـ والادعية والأشعار ـ أهّلته لانتهاج هذا المنهج الفريد في نوعه ، وقد ساعده على ذلك وقوفه على اللغات الأخرى كالفارسية والهندية و ...

فتعامل المصنف مع اللغة تعاملا يرجع إلى سعة اطّلاعه وإلمامه بالعلوم الأخرى ، وحفظه للنصوص والأشعار ، مع ما له من معرفة بقواعد النحو والصرف

__________________

(١) انظر عبقرية اللغة لعمر فروخ ٣١ ـ ٣٢.

(٢) عبقرية اللغة لعمر فروخ : ٣٢.

٣٩٢

وباع في المعاني والبديع والبيان ، وما عنده من العلوم ، وما له من رحلات ومشاهدات وأسفار ، وهذا ما لا يلحظ عند الآخرين من أصحاب المعاجم ، فكان رحمه‌الله يتعامل مع اللغة بروح استنباطية ، ولغة احتوائية ، مستخرجا المعاني الجديدة من أشعار الفصحاء ودواوينهم ، حتّى أنّه ربما استفاد من اشعار العباسيّين ومن كتب شروح الحديث والادعية والزيارات ، وهذه خصوصية من خصائص طراز سيدنا المصنف.

ولا يمكنني ان انسى صلتي بالسيّد المترجم له أيّام دراستي لكتاب الصمدية ـ تاليف والد الشيخ البهائي ـ فكنت شأن كل طالب مبتدئ مولعا بكتب الشروح ، وقد وقفت على شرح السيّد علي خان على الصمدية ضمن الشروح التي رأيتها لكني أدركت ومنذ الوهلة الأولى بأن هذا الشرح أعلى من مستواي بكثير ولا يمكنني الاستفادة منه فاكتفيت بالشروح الاخرى.

ثمّ وقفت بعد ذلك على كتاب آخر للمترجم له إسمه « أنوار الربيع في أنواع البديع » فكان هو الآخر يرشدني إلى سعة اطلاع المؤلف بالبديع ، وبكل علوم العربية ، ولغاتها وأساليبها.

وحين دققت في كتابه « رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين » وجدت المصنّف بحرا لا ساحل له ، وعملاقا إماما لغويّا لا يطاول وسبّاقا لا يشق له غبار وكم تمنيت لو أنّه كان قد كتب شرحا لنهج البلاغة.

واليوم كان كتاب « الطراز » ملتقانا الجديد ، نأمل أن نوفق لإكماله وإتمامه ، أو الاكتفاء بنشر وتحقيق الموجود منه.

فقمنا أولا بتصوير نسخ الكتاب من المكتبات ، ثمّ رسم خطة متكاملة للعمل فيه ، فبدأنا أولا بمقابلة ما صورناه من النسخ مع بعضها ، ثمّ عرض مواد الكتاب على

٣٩٣

المعاجم وتثبيت الاختلاف بينهما في الهامش ، مع تخريجنا للآيات والأحاديث والاشعار والأمثال والحديث والآيات القرآنية و ...

وقد استعنّا في تحقيقه بالأخوة الاماجد الأساتذة : الشيخ قيس العطّار ، الشيخ علي مرواريد ، الشيخ محسن قديري ، الشيخ نصير مهدي النجفي ، الشيخ باسم الحلي ، ناصر النجفي ، صادق السوداني ، عبد الرضا مجيد الروازق ، إسماعيل الهمداني ، كما نشكر الأخ مجيد اللاّمي لتحمله أعباء صف هذا الكتاب وإخراجه بهذه الحلّة القشيبة.

ولا يسعني هنا إلاّ انّ اقدم أسمى آيات الشكر والتقدير لجميع هؤلاء الاخوة الأماجد ، مثمنا دورهم في تحقيق هذا السفر القيم ، وأخص بالذكر الاستاذين الفاضلين الشيخين الجليلين قيس العطّار ونصير النجفي اللذين لو لا مثابرتهما ومتابعتهما للعمل لما أمكننا إنهاء هذا السفر القيم بهذه الجودة والشكل الأنيق ، فلله درّهم وعليه أجرهم.

الفقهاء والكتاب

بعد أن إنتهينا من إعطاء صورة عن المؤلّف والمؤلّف ، وبيان قصة الكتاب وضرورة تحقيقنا له ، والنسخ المعتمدة في العمل ، رأينا أنّه لا بد من ذكر مكانة هذا الكتاب عند العلماء والفقهاء ، وما فيه من تحقيقات ونقول في علم الرجال فإليك أقوال بعض أعلام الفقهاء في ذلك :

قال السيّد محمّد مهدي بحر العلوم المتوفى ١٢١٢ ه‍ في ( الفوائد الرجالية ) :

« وقال السيّد علي بن أحمد في ( الطراز ) ـ في كندر بالنون ـ : « إن كندر ،

٣٩٤

كسنبل ، قرية قرب قزوين ، منها ، عيسى بن الحسين الكندري والد أبي الحسين علي ، وأبي الغانم الحسين ، المحدثين ، وقرية بنيسابور ، منها : عبد الملك أبو نصر منصور بن محمد الكندري وزير طغرليك السلجوقي » (١).

وقال أيضا : « ففي الطراز كيذر ـ بالذال المعجمة كحيدر ـ : قرية بيهق ، منها : قطب الدين محمد بن الحسين الكيذري الأديب الشاعر » (٢).

وقال الشيخ محمد حسن النجفي المتوفى ١٢٦٣ ه‍ في كتاب الطهارة من ( جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام » :

« وعن الطراز : طهر طهرا ـ بالضمّ ـ وطهارة ، بالفتح : نظف ونقي من النّجس والدّنس » (٣).

وقال أيضا : « وعن الطراز : إن فعولا ليس من التفعيل في شيء وقياسه على ما هو مشتقّ من الأفعال المتعدية كمنوع وقطوع غير سديد ، إلاّ أن يكون المراد بذلك بيان كونه بليغا في الطهارة فهو حسن صواب ؛ إذ كانت الطهارة بنفسها غير قابلة للزيادة ، فمرجع الزيادة إلى انضمام التطهير ، لا أنّ اللازم قد صار متعدّيا » (٤).

وقال الشيخ مرتضى الانصاري المتوفى ١٢٨١ في كتاب ( الطهارة ) :

« وعن الكشاف وطراز اللغة : أنّ كل من أوجب المسح قال : هو المفصل بين الساق والقدم ، انتهى (٥).

__________________

(١) الفوائد الرجالية « رجال السيّد بحر العلوم » : ٣ : ٢٤٤.

(٢) الفوائد الرجالية « رجال السيّد بحر العلوم » ٣ : ٢٤٧.

( ٣ ـ ٤ ) انظر الجواهر ١ : ٤ و ٦٦ و ٦٨ و ٧٠.

(٥) كتاب الطهارة ٢ : ٢٦٧.

٣٩٥

وقد أخذ هذه العبارة كثير من الفقهاء كالسيّد الحكيم في المستمسك (١) ، والسيّد الروحاني في فقه الصادق (٢) ، والسيّد الخوئي في دروسه.

وقال أبو الهدى الكباسي المتوفي سنة ١٣٥٦ هـ‍ في ( سماء المقال في علم الرجال ) : « الخور : واد ، وزابن : جبل ، ومنه قول الشاعر :

سقى السررة المحلال ما بين زابن

إلى الخور وسميّ البقول المديّم

فإن كلام القاموس مأخوذ مما ذكره الأودي ، على ما في الطراز نقلا وذكر في المقوقس (٣) ... »

وقال أيضا :

« ... ثمّ إن التلميذ لفظ شائع مشهور وفي غالب كتب اللغة مذكور ، نعم ذكره في الطراز نقلا ، التّلميذ كقطمير : الخادم ، وغلام الصانع ، ومتعلّم الصنعة ، وإهمال الدال لغة فيه ، وزنه فعليل لا تفعيل ؛ إذ ليس في كلام العرب تفعيل بالكسر ، إلاّ ما كان أصله الفتح ، ثمّ أتبعت كتنبيت وترغيب ، وجمعه : تلاميذ ـ إلى أن قال ـ واشتهر إطلاق التلاميذ على طلبة العلم ؛ لأنّهم غلمان مشائخهم ، والأصل فيه غلمان الصانع. وتلمذ تلمذة ، كدحرج دحرجة : خدمه واستخدمه فهو متلمذ بكسر الميم وفتحها ، وما اشتهر من قول الناس « تلمّذ » له بتشديد الميم خطأ ، منشأه توهّم أن التاء زائدة.

وصرح أيضا نقلا في « لمذ » بأن التاء في تلميذ أصلية ، وقولهم :

__________________

(١) مستمسك العروة الوثقى ٢ : ٣٧٧.

(٢) فقه الصادق ١ : ٢٨٣.

(٣) سماء المقال في علم الرجال ٢ : ٥٧.

٣٩٦

تلمّذ أي صار تلميذا ، غلط » (١).

وكذا أخذ عنه أبو المعالي الكلباسي وغير من ذكرنا في مصنّفاتهم وتقريرات دروسهم.

منهج التحقيق

* لقد التزمنا ضبط الكلمات بالشكل واستعنا في ذلك بامّهات كتب اللغة ، وحين يتعدّد ضبط الكلمة نكتفي في المتن بضبط المؤلف. مشيرين إلى بعضها الآخر في الهامش إذا رأينا ضرورة ذلك.

* حرصنا على تخريج الآيات القرآنية والقراءات التي ذكرها المؤلف.

* خرّجنا الأحاديث النبويّة ، والمأثور عن أهل البيت عليهم‌السلام والصحابة وأقوال العلماء والأمثال ، ورجعنا في ذلك إلى كتب الحديث والفقه والأدعية والزيارات والغريب والأمثال والأدب واللغة وغيرها.

* استدركنا ما اهمله المؤلف من الكتاب والأثر والمثل في بعض المواد.

* اكتفينا في توثيق الأثر أو المثل بذكر مصدر واحد إن اتفق نقل المؤلف معه وإلاّ أشرنا إلى مصادر اخرى كذلك.

* أتممنا التخريج بالقول : هو في حديث أنس ، أو أنّه يضرب في ... ، أو أن الرجز هو ... إلى غير ذلك من التعليقات المكملة لكلام المؤلف.

* حرصنا على تخريج الشواهد الشعرية من ديوان الشاعر ـ إن وجد ـ وإلاّ فمن

__________________

(١) سماء المقال ٢ : ٢٧٣.

٣٩٧

المعاجم والمصادر الأخرى ، ونسبنا الأشعار والأرجاز غير المنسوبة إلى قائلها ما أمكن ، وأشرنا إلى الإختلاف في النسبة إن وجد.

* شرحنا مراد المؤلف ووضحنا مقصود كلامه إن رام غرضا بعينه ، وصححنا كل خطأ قطعي وأثبتنا في المتن مع الإشارة إلى ما في النسخة أو النسخ على خلافه.

* أضفنا التعليقات التي كتبها المؤلف بقوله ( منه ) في هامش الكتاب.

* علّقنا على كلام المؤلف مشيرين إلى موارد أخذه ، وأن المذكور في المثل ليس بمثل ، أو أنّه اتى بالأثر في المثل أو بالعكس ، أو أنّ ما اعتبره مثلا هو عجز لبيت ، أو أنّه أحال في باب التاء على الهمز ولم يتعرض له فيه ، أو أن اتيان قوله تعالى ( اي الحزبين ) في مادة ( جزء ) خطا ، وغيرها.

* اعتمدنا اسلوب التلفيق كمنهج عمل في الأحرف التي هي ليست بخط المؤلف ـ من أول الكتاب إلى « شمر » ـ أمّا نسخة المصنّف ـ من « شمر » إلى « قمص » ـ فقد اعتبرناها الأصل في التحقيق وأشرنا إلى ما يخالفها من النسخ الاخرى في الهامش.

٣٩٨

الرموز والإشارات

و ـ : للدلالة على تكرار الكلمة لمعنى جديد.

.. : للدلالة على استمرار الكلام والانتقال من معنى إلى آخر.

ــ : للدلالة على كون الجملة تفسيرية أو معترضة أو للوزن في بعض الاحيان.

() : للدلالة على حصر الآيات القرآنية.

() : للدلالة على حصر الأثر والمثل.

[ ] : للدلالة على الزيادة والاستدراك.

مشيرين إلى أنّا قد راعينا علامات الترقيم ، والتعجب ، والاستفهام ، والفارزة المنقوطة ، وغيرها حتّى يخرج الكتاب في صورة حسنة وهيئة واضحة تيسر للقارئ الاستفادة منه.

وآخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

عليّ الشهرستاني

في الحادي عشر من ذي القعدة الحرام سنة ١٤٢١ ه‍

يوم ولادة الإمام الرضا عليه‌السلام وبجوار مرقده الشريف / مشهد المقدسة

٣٩٩
٤٠٠