النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

...............

__________________

ـ قوله [تعالى] : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ]) قال : هم المؤمنون وعليّ بن أبي طالب.

أقول : لو صحّ هذا الحديث وسلم من تصرّفات ابن كثير ـ على ما استقرّ دأبه في مثل المقام ـ لا تنافي بينه وبين الأخبار الواردة في المقام المتواترة إجمالا المحفوفة بالقرائن القطعية إذ الآية الكريمة تحصر على المؤمنين بأنّ مولاهم ومن يجب عليهم أن ينقادوا له بنحو الإطلاق والعموم هو الله ورسوله ومن أدّى الزكاة في حال ركوعه.

وأيضا تشرح الآية الكريمة بأنّ ولاية المؤمنين بعد الله ورسوله لمن كان في حال ركوعه في الصلاة تصدّق في سبيل الله وأدّى الزكاة إلى الفقير ، فعلى هذا فالحديث على فرض اعتباره غير معارض لما ورد في المقام من أنّ الآية المباركة نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام.

والحديث رواه الطبري بنحو ينطبق تمام الانطباق مع بقيّة الأخبار في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٦ ص ٢٨٨ قال :

حدّثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال : حدّثنا أيّوب بن سويد ، قال : حدّثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) قال : عليّ بن أبي طالب.

حدّثني الحارث قال : حدّثنا عبد العزيز ، قال : حدّثنا غالب بن عبيد الله قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله [تعالى] : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب تصدّق وهو راكع

والحديث الثاني رواه عن الطبري ابن كثير في تفسيره : ج ٢ ص ٥٩٧ والسيوطي في تفسير الدرّ المنثور.

وروى الخطيب في كتاب المتفق عن ابن عباس قال : تصدّق عليّ بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم لسائل [ورآى الخاتم في يده] : من اعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذلك الراكع. فأنزل الله فيه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ [وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ].)

وكان في خاتمه مكتوبا : سبحان من فخرني بأني له عبد. ثم كتب في خاتمه : عبد الله الملك [كذا] ـ

٨١

١٥ ـ حدّثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدّثنا محمّد بن العباس بن أيوب ، قال : حدّثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدّثنا موسى بن قيس الحضرمي [من رجال ابي داود والنسائي] عن سلمة بن كهيل قال :

تصدق علي عليه‌السلام بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية (١).

__________________

ـ هكذا رواه عنه السيوطي ـ عدا ما وضعناه بين المعقوفات ـ في مسند عبد الله بن العبّاس من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ٤٥١ ط ١.

ثم قال : وفيه «مطلّب بن زياد» وثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به.

(١) ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٩١٦) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج ٢ ص ٤٠٩ قال :

أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد الشاهد ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبد الرحمان بن عبد الله بن الحارث الرملي أنبأنا القاضي حملة بن محمد أنبأنا أبو سعيد الأشجّ [عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي] أنبأنا أبو نعيم الأحول [عمرو بن حماد فضل بن دكين] عن موسى بن قيس : عن سلمة [بن كهيل] قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ.)

ورواه أيضا ابن كثير نقلا عن ابن عساكر ، في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٥٧ وفيه : «جملة بن محمّد».

ورواه أيضا السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور : ج ٢ ص ... قال :

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر ، عن سلمة بن كهيل قال : تصدّق ـ

٨٢

...............

__________________

ـ عليّ بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ...) الآية.

ورواه الفيروزآبادي نقلا عن السيوطي في تفسير الدرّ المنثور في كتاب فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٢١.

ورواه أيضا ابن أبي حاتم كما روى عنه ابن كثير في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٢ ص ٧١ ، وفي ط بيروت ص ٥٩٧ قال :

وحدّثنا أبو سعيد الأشجّ ، حدّثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول [عمرو بن حمّاد] حدّثنا موسى بن قيس الحضرمي :

عن سلمة بن كهيل قال : تصدّق عليّ بخاتمه وهو راكع فنزلت [فيه] : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ.)

ورواه عن ابن كثير العلّامة الأميني رحمه‌الله في كتاب الغدير : ج ٣ ص ٥٣ ط بيروت.

وقد رواه أيضا الصحابي الكبير أبو ذرّ الغفاري كما رواه عنه الثعلبي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الكشف والبيان : ج ١ / الورق ٧٤ / أ/ قال :

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفقيه ، قال : حدّثنا أبو عبد الله بن أحمد الشعراني قال : أخبرنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين قال : حدّثنا المظفّر بن الحسن الأنصاري قال : [حدثنا] السري بن عليّ الورّاق ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش عن عباية بن الربعي قال :

بينا عبد الله بن عباس رضي الله عنه جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمإذا أقبل رجل معتم بعمامة فجعل ابن عبّاس رضي الله عنه لا يقول قال رسول الله إلّا وقال الرّجل قال رسول الله. فقال له ابن عبّاس : سألتك بالله من أنت؟ فكشف [الرجل] العمامة عن وجهه وقال :

يا أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذرّ الغفاري سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم بهاتين وإلّا فصمتا ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا ـ يقول : عليّ قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله. ـ

٨٣

...............

__________________

ـ أما إنّي صلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلميوما من الأيّام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده الى السماء وقال : اللهم اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا.

وكان عليّ عليه‌السلام راكعا فأومى إليه بخنصره اليمنى ـ وكان يتختّم فيها ـ فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمفلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم [إنّ أخي] موسى سألك [و] قال ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري : فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) [٣٤ / القصص : ٢٨] اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به ظهري.

قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمالكلمة حتى نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام من عند الله تعالى فقال : يا محمد اقرأ ، قال : وما أقرء؟ قال :

اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ.)

ورواه عنه يحي بن الحسن بن البطريق رفع الله مقامه في الفصل الأول من كتاب خصائص الوحي المبين ص ٢١ ط ١ ، ولفظ الحديث أخذناه منه لأنه لم يكن بمتناولي تفسير الثعلبي عند حاجتي إلى نقل الحديث عنه.

وقد رواه أيضا عن الثعلبي جماعة منهم أمين الإسلام الطبرسي في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان.

ورواه أيضا الحموئي بسنده عن الثعلبي في الباب : (٣٩) من كتاب فرائد السمطين : ج ١ ، ص ١٩١ ، ط بيروت.

ورواه أيضا عن الثعلبي الشبلنجي في كتاب نور الأبصار ، ص ١٧٠ ،

ورواه الفيروزآبادي عنه وعن الفخر الرازي في تفسيره في كتاب فضائل الخمسة ، ج ٢ ص ١٩ ، ط بيروت. ـ

٨٤

...............

__________________

ـ ورواه أيضا كالثعلبي الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم : (٢٣٥) من شواهد التنزيل ج ١ ص ١٧٧.

وروى السّيد ابن طاووس في الحديث : (...) من كتاب سعد السعود ، ص ٩٦ ط ١ ، قال : رأيت في تفسير محمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان [بن الماهيار] انّه روى نزول آية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ..) في علي عليه‌السلام من تسعين طريقا بأسانيد متصلّة ، كلّها أو جلّها من رجال المخالفين لأهل البيت عليهم‌السلام منهم عليّ عليه‌السلام ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان ، والزبير ، وعبد الرحمان بن عوف ، وسعد بن ابي وقّاص ، وطلحة ، وابن عبّاس وأبو رافع وجابر [بن عبد الله] الأنصاري ، وأبو ذرّ ، والخليل بن مرّة ، وعليّ ابن الحسين ، و [الامام] الباقر ، والصادق عليهم‌السلام ، وعبد الله بن محمّد ابن الحنفيّة ، ومجاهد ، ومحمّد بن سري وعطاء بن السائب ، ومحمّد بن السائب وعبد الرّزّاق.

ورواه عنه المجلسي رفع الله مقامه في الحديث : (٢٤) من الباب الرابع من باب فضائل عليّ عليه‌السلام من كتاب بحار الأنوار : ج ٩ ص ... ط الكمباني ، وفي ط الحديث : ج ٣٥ ص ٢٠١.

٨٥

[وممّا نزل فيه عليه‌السلام قوله سبحانه وتعالى في الآية : (٦٧) من سورة المائدة وهو قوله عزوجل] :

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ]) [٦٧ / المائدة : ٥].

١٦ ـ حدّثنا ابو بكر بن خلّاد ، قال : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدّثنا علي بن عابس عن أبي الجحاف [التميمي داود بن أبي عوف] عن الأعمش ، عن عطية :

[عن أبي سعيد الخدري] (١) قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي بن أبي طالب عليه‌السلام : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ].)

__________________

(١) ما بين المعقوفين قد سقط عن أصلي ولا بدّ منه كما يتجلّى ذلك بمراجعة روايات الحافظ الحسكاني تحت الرقم : (٢٤٤) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٨٨ ، ط ١ ، ورواية ابن عساكر.

ورواه أيضا الواحدي في كتاب أسباب النزول ص ١٥٠ ، قال :

أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي قال : ـ

٨٦

...............

__________________

ـ أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد ، قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم الخلوني قال : حدّثنا الحسن بن حمّاد [بن كسيب] سجادة [من رجال صحاح أهل السنة] قال : حدّثنا علي بن عابس ، عن الأعمش وأبي الجحّاف ـ [البرجمي داود بن أبي عوف] عن عطية :

عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ورواه الفيروزآبادي عنه في فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٤٣٧ ط بيروت.

ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث : (٥٨٩) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج ٢ ص ٨٦ قال :

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو محمد المخلدي أنبأنا أبو بكر محمد بن حمدون ، أنبأنا محمد بن إبراهيم الحلواني أنبأنا الحسن بن حماد سجادة ، أنبأنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي الجحّاف ، عن عطيّة :

عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم يوم غدير خم [في] عليّ بن أبي طالب.

وروى السيوطي في تفسير الدرّ المنثور عن ابن مردويه وابن عساكر كليهما عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا نصب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم عليا يوم غدير خمّ فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...)

ورواه أيضا الحسين بن الحكم الحبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره الورق .. / / قال :

حدّثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا حبّان ، عن الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله [تعالى] : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) [قال :] نزلت في عليّ عليه‌السلام ، أمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] أن يبلّغ فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] بيد عليّ عليه‌السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٨٧

...............

__________________

ـ ورواه بسنده عنه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٢٤٥) من شواهد التنزيل : ج ١ ص ١٨٩

ورواه أيضا الثعلبي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ١ / الورق ٧٧ / ب / قال :

أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القائني حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عثمان النصيبي حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين [بن صالح السبيعي] حدّثنا عليّ بن محمّد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصّاص قالا : حدّثنا حسين بن الحكم ، حدّثنا حسن بن حسين عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح ...

وأيضا قال الثعلبيّ : قال أبو جعفر محمد بن عليّ عليهما‌السلام : معناه : بلّغ ما أنزل إليك من فضل عليّ بن أبي طالب : فلمّا نزلت هذه الآية أخذ رسول الله بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[و] أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن احمد السري؟ أخبرنا أبو بكر حمد بن عبد الله بن حمد ، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي حدّثنا حجاج بن منهال ، حدّثنا حماد [بن سلمة ، عن] عليّ بن زيد ، عن عدي بن ثابت :

عن البراء [بن عازب] قال : لمّا أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم في حجة الوداع [و] كنا بغدير خمّ فنادى ان الصلاة جامعة وكسح للنبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم فأخذ بيد عليّ فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله : فقال : ألست أولى بكلّ مؤمن [من] نفسه؟ قالوا : بلى. قال : هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال : فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وللحديث أسانيد ومصادر كثيرة يجدها الباحث تحت الرقم : (٥٥٠) وما بعده وتعليقاتها من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٥٠ ط ٢.

٨٨

[ومما نزلت في مناعة مقام عليّ عليه‌السلام الآية (٦٢) من سورة الأنفال وهو قوله تعالى] :

(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) [٦٢ / الأنفال : ٨].

١٧ ـ حدّثنا ابو بكر بن خلّاد ، قال : حدّثنا الحسين بن إسماعيل المهري قال : حدّثنا عبّاس بن بكّار ، قال : حدّثنا خالد بن أبي عمرو الأسدي عن محمّد بن السائب الكلبي عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال :

مكتوب على العرش لا إله الا الله وحده لا شريك له ، محمّد عبدي ورسولي أيّدته بعلي بن أبي طالب. وذلك قوله [تعالى] في كتابه : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

__________________

(١) وقريبا منه رواه شرف الدين النجفي عن أبي نعيم في حلية الأولياء عن أبي هريرة كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان والباب : (١٨٨) من غاية المرام ص ٤٢٨

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٩٢٦) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج ٢ ص ٤١٩ قال : ـ

٨٩

...............

__________________

ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم الشافعي أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان العوفي النصيبي أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهري أنبأنا عبّاس بن بكّار ، أنبأنا خالد بن أبي عمرو الأسدي عن الكلبي :

عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش : لا إله إلّا الله وحدي لا شريك لي ومحمّد عبدي ورسولي أيّدته بعلي.

[قال :] وذلك قوله في كتابه : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) عليّ وحده

ورواه بسنده عنه الكنجي الشافعي في الباب : (٦٢) من كتاب كفاية الطالب ص ٢٣٤.

وذكر في تعليقه انّه رواه المحب الطبري في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٢ ، والسيوطي في الدرّ المنثور : ج ٣ ص ١٩٩ ، والمتقي الهندي في كنز العمال : ج ٦ ص ١٥٨ ، ط ١

ورواه أيضا العلامة الأميني عن مصادر في غديرية حسّان بن ثابت الأنصاري من كتاب الغدير : ج ٢ ص ٥٠ ط بيروت.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم : (٢٩٩) من شواهد التنزيل ج ١ ، ص ٢٢٣ قال :

أخبرنا أبو سعد السعدي وأبو إبراهيم الواعظ بقراءتي على كلّ واحد [منهما] من أصله [قالا] : أخبرنا أبو بكر : هلال بن محمّد بن محمد بالبصرة قال : حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا العبّاس بن بكار ، قال : حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي عن الكلبي :

عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم :

رأيت ليلة أسري بي إلى السماء على العرش مكتوبا : لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي ومحمّد عبدي ورسولي أيدته بعليّ.

[قال :] فذلك قوله : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ.) ـ

٩٠

...............

__________________

ـ أقول : ثم روى صدر الحديث بأسانيد أخر كثيرة ، ورويناه أيضا في تعليقة بأسانيد عن مصادر.

ورواه أيضا محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه في المجلس (٣٨) من أماليه ص ١٩٠ ، قال :

حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه‌الله ، قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال :

حدّثنا العبّاس بن بكّار ، عن عبد الواحد بن أبي عمرو ، عن الكلبي :

عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش : أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي ، محمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ.

[قال :] فأنزل [الله] عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) فكان النّصر عليا ودخل [في التأييد] مع المؤمنين [أيضا] فدخل في الوجهين جميعا.

أقول : ورواه عنه السيّد البحراني رفع الله مقامه في الباب : (١٨٨) من كتاب غاية المرام ص ٤٢٨ كما رواه عنه أيضا في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ٢ ص ٩١ ط ٢

٩١

[ومما نزل في شأنه عليه‌السلام من القرآن الكريم الآية (٦٤) من سورة الأنفال : (٨) وهو قوله جل وعلا].

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [٦٤ / الأنفال : ٨].

١٨ ـ حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم ، قال : حدّثنا عليّ بن الوليد بن جابر قال : حدّثنا علي بن حفص بن عمر العبسي قال : حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد ، عن أبيه :

عن جعفر بن محمد [عن ابيه] في قوله تعالى (١) : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٩ ـ حدّثنا محمد بن عمر [قال : حدّثنا علي بن عباس ، قال : حدّثنا

__________________

(١) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي وأخذناه من كتاب شواهد التنزيل كما يأتي قريبا نصّه.

٩٢

علي بن حفص بن عمر] (١) قال : حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد ، عن أبيهما عن جعفر بن محمّد عن أبيه مثله (٢).

__________________

(١) ما بين المعقوفين كان ساقطا من أصلي من كتاب خصائص الوحي المبين ط ١ ، وأخذناه ، ممّا رواه الحافظ الحسكاني تحت الرقم : (٣٠٥ ـ ٣٠٦) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٣٠ ط ١.

وروى العلامة الأميني في غديرية حسّان بن ثابت من كتاب الغدير : ج ٢ ص ٥١ ، عن أبي نعيم في كتاب فضائل الصحابة بإسناده أن الآية نزلت في عليّ وهو المعنيّ بقوله : «المؤمنين».

(٢) ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم : (٣٠٥ ـ ٣٠٦) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٣٠ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو الحسن الأهوازي أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر القاضي قال : حدثنا علي بن عبّاس ، قال حدّثنا عليّ بن حفص بن عمر القيسي قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن زيد ، عن أبيه :

عن جعفر بن محمّد عن أبيه [انّه قال في قوله تعالى] : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

وبه وقرأته قال : حدّثنا القيسي قال : حدثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد ، عن أبيهما :

عن جعفر [بن محمد] عن أبيه [في قوله تعالى] : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

٩٣

[وممّا أنزل الله تعالى من الذّكر الحكيم وأتبعه بتشريف عليّ عليه‌السلام هو الآية (٣) من سورة التوبة : (٩) وهو قوله تعالى] :

(وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [٣ / التوبة : ٩].

٢٠ ـ حدّثنا محمّد بن المظفر إملاءا ، قال : حدّثنا جعفر بن الصّقر ، قال : حدّثنا حميد بن داود بن إسحاق بن إبراهيم الرمليّ قال : حدّثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء ، قال : حدّثني الوليد بن محمد ، عن الزهري :

عن أنس بن مالك قال : أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم[وسلم] أبا بكر ب «براءة» يقرؤها على أهل مكة فنزل جبرئيل عليه‌السلام على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم[وسلم] فقال : يا محمد لا يبلغ عن الله إلا انت أو رجل منك. فلحقه علي عليه‌السلام فأخذها منه (١).

__________________

(١) وللحديث أسانيد أخر عن أنس بن مالك ، وقد رواه أيضا النسائي في الحديث (٧٥) من كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ١٤٤ ، ط بيروت ، وقد علقنا عليه أيضا عن مصادر أخر. ـ

٩٤

...............

__________________

ـ وقد رواه الحافظ الحسكاني بأسانيد أخر عن أنس وغيره في الحديث (٣٠٨) وما بعده من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٣٣٢ ـ ٣٤٣ ط ١.

وقد رواه أيضا الحافظ ابن عساكر بأسانيد كثيرة تحت الرقم (٨٧٨) وما بعده من ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٧٦.

وقد رواه أيضا أحمد بن حنبل في أواخر مسند أنس من كتاب المسند : ج ٣ ص ٢١٢ ط ١.

ورواه أيضا أبو بكر القطيعي كما في الحديث (٦٩ و ٢١٢) من باب فضائل علي من كتاب الفضائل.

وقد رواه أيضا ابو بكر ابن أبي شيبة في باب فضائل علي عليه‌السلام من المصنف :

ج ٦ / أو ٧ الورق ١٦١ / أ/.

وقال السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : ج ٣ ص ٢٠٩ : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي ـ وحسنه ـ وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس.

واليك تفصيل بعض ما تقدم :

قال الحافظ ابن أبي شيبة في باب فضائل علي عليه‌السلام من كتاب المصنّف ج ٧ / الورق ١٦١ / أ/ :

حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن أنس [خادم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمقال] : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمبعث ب «براءة» [مع] أبي بكر الى مكة ، فدعاه فبعث [بها] عليا فقال : لا يبلّغها الا رجل من أهل بيتي.

ورواه عنه السيوطي في مسند أنس بن مالك من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ٢٧٢ ط ١.

ورواه أيضا عبد الله بن أحمد ـ أو تلميذه أبو بكر القطيعي ـ كما في الحديث (٦٩ و ٢١٢) من باب فضائل علي عليه‌السلام من كتاب الفضائل ص ٤٣ و ١٤٦ ، ط ١ ، قال : ـ

٩٥

...............

__________________

ـ حدثنا الفضل بن الحباب ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب :

عن انس بن مالك : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمبعث ب «براءة» مع أبي بكر الى أهل مكة فلما بلغ «ذا الحليفة» بعث اليه فردّه وقال لا يذهب بها الا رجل من أهل بيتي فبعث عليا.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني بهذا السند في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم (٣٠٩) من كتاب شواهد التنزيل قال :

اخبرنا جدّي الشيخ أبو نصر ، أخبرنا أبو عمرو المزكي أخبرنا ابو خليفة البصري محمد بن عبد الله الخزاعي أخبرنا حماد بن سلمة ...

ثم رواه بأسانيد أخر كثيرة.

ورواه ايضا النسائي في الحديث (٧٥) من كتاب خصائص أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ص ١٤٤ ، طبع بيروت قال :

اخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عفان وعبد الصمد ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب : عن انس قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمب «براءة» مع أبي بكر ثم دعاه فقال : لا ينبغي ان يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا فأعطاه إياها.

ثم رواه بأسانيد أخر عن علي عليه‌السلام وسعد بن أبي وقاص.

ورواه أيضا ابو سعيد ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ الورق ٢٢٠ / ب / قال :

حدثنا علي [بن سهيل] أنبأنا عفان ، أنبأنا حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن أنس [بن مالك قال]

ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: ردّوه ، فردّوه فقال أبو بكر : ما لي أنزل في شيء؟ قال : لا ولكني أمرت أن لا يبلغها الا أنا أو رجل مني. فدفعها الى علي بن أبي طالب.

ورواه أيضا احمد بن حنبل عن أبي بكر نفسه كما في مسند أبي بكر تحت الرقم (٤) من كتاب المسند : ج ١ ، ص ٣ قال : ـ

٩٦

...............

__________________

ـ حدثنا وكيع قال : قال إسرائيل : قال أبو إسحاق ، عن زيد بن يثيع :

عن أبي بكر : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمبعثه ب «براءة» لأهل مكة [ان] لا يحجّ بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة [و] من كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلممدة فأجله الى مدّته ، والله بريء من المشركين ورسوله.

قال : فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي رضي الله عنه : الحقه فرد علي ابا بكر وبلّغها أنت. قال :

ففعل ، فلما قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمابو بكر بكي [و] قال : يا رسول الله حدث في شيء؟ قال : ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه الا انا او رجل مني.

٩٧

[ومما أنزل الله تعالى من القرآن الكريم في تجليل علي عليه‌السلام وتفضيله على غيره هو الآية (١٩) من سورة التوبة : (٩)

وهو قوله تعالى] :

(أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ ، وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ]) [١٩ / التوبة].

٢١ ـ حدّثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن سلم الرازي قال : حدّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدّثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر [الشعبي] قال :

نزلت : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) في عليّ عليه‌السلام والعبّاس

٩٨

رضي الله عنه وطلحة بن شيبة (١).

٢٢ ـ حدّثنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا بكر بن سهل ، قال :

حدّثنا عبد الغني بن سعيد ، قال : حدّثنا موسى بن عبد الرّحمان ، عن ابن جريج ، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه.

وعن مقاتل ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) [قال :] نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام والعبّاس رضي الله عنه وطلحة بن شيبة.

__________________

(١) وللحديث أسانيد ومصادر كثيرة يجدها الباحث في تفسير الآية الكريمة في الحديث :

(٣٢٨) وتواليه من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٣٤٤ ط ١ ، وفي كتاب فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٣٢٥ ط بيروت.

ورواه أيضا الحافظ ابن مردويه كما روى عنه السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور قال :

وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال : كانت بين علي عليه‌السلام والعباس منازعة فقال العباس لعلي عليه‌السلام : انا عم النبي وأنت ابن عمه ، والي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام.

فأنزل الله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ ......)

ورواه أيضا الطبري بأسانيد في تفسير الآية المباركة تحت الرقم : (٦١٥٦١ ـ ١٦٥٦٦) من تفسيره : ج ١٠ ص ٩٦ وفي ط ج ١٤ ص ١٧٠ ، قال :

حدثنا الحسن بن يحي قال : اخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن اسماعيل :

عن الشعبيّ قال : نزلت [الآية] في عليّ والعبّاس تكلّما في ذلك. ـ

٩٩

...............

__________________

ـ ورواه أيضا الحافظ ابن أبي شيبة في فضائل علي عليه‌السلام من كتاب المصنف ج ٦ / الورق ١٦٠ / أ/ قال :

حدثنا وكيع ، عن اسماعيل عن الشعبي [في قوله تعالى] : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) قال : نزلت في علي والعباس.

ورواه عنه بهذا السند وبسند آخر الحافظ الحسكاني في الحديث : (٣٣٠) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٤٥ ط ١.

ورواه عنه وعن أخرين السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : ج ٣ ص ٢١٨ قال :

واخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) في العباس وعلي عليه‌السلام تكلما في ذلك.

ورواه أيضا عنهم في كتاب لباب النقول ص ١١٥.

ورواه بسندين ابن المغازلي الشافعي في الحديث (٣٦٧ و ٣٦٨) من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٣٢١ قال :

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز إذنا حدثنا محمد بن حمدويه المروزي قال حدثنا أبو الموجه ، حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة عن اسماعيل :

عن عامر ، قال : نزلت هذه الأية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) في علي والعباس.

ثم رواه بسنده عن عبد الله بن عبيدة الربذي كما روى مثله السيوطي عن ابن أبي شيبة وأبي الشيخ وابن مردويه في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : ج ٣ ص ٢١٨.

وقد روى الحافظ ابن شهرآشوب الحديث عن مصادر في كتاب مناقب آل ابي طالب : ج ٢ ص ٦٩. ـ

١٠٠