النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

...............

__________________

ـ المقرىء أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن أحمد بن علي بن مخلّد ، أخبرني محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، أخبرني منجاب بن الحارث ، أخبرني حسين بن أبي هاشم ، أخبرني حبّان بن عليّ عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح :

عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [قال :] نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموعلي خاصة وهو أول من صلى وركع [كذا].

ورواه أيضا الحبري في الحديث (٥) في تفسير الآية الكريمة من تفسيره الورق ... / / قال :

حدّثنا الحسن بن حسين [العرني] قال : حدثنا حبان ، عن الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عباس [في قوله تعالى] : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) انها نزلت في رسول الله صلى الله عليه و [آله وسلم] وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وهما أول من صلى وركع.

ورواه الحافظ الحسكاني عن جماعة عن الحبري في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم (١٢٤) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٨٥ ط ١ ، ثم قال :

[و] أخرجه الحبري في تفسيره رواية ابن صفوان عنه. ثم قال :

وأخبرنا به الجوهري عن محمد بن عمران ، عن علي بن محمد بن عبيد ، عن الحبري به.

ورواه ايضا رشيد الدين ابن شهرآشوب في عنوان : «المسابقة بالصلاة» من كتاب مناقب آل أبي طالب : ج ٢ ص ١٣ ، ط قم قال :

[وروى] ابو عبيد الله المرزباني وأبو نعيم الاصفهاني في كتابيهما : «ما نزل من القرآن في علي» والنّطنزي في كتاب الخصائص عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ـ وروى أصحابنا عن الباقر عليه‌السلام ـ في قوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [انها] نزلت في رسول الله وعلي بن أبي طالب وهما اول من صلى وركع.

أقول : ورواه أيضا عن رشيد الدين ابن شهراشوب البحراني في الحديث الاخير من تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ١ ، ص ٩٢ ط ٢ ثم قال :

وروى أصحابنا عن [الإمام] الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [انها] نزلت في رسول الله وعلي بن ابي طالب [عليهما‌السلام] وهما اول من صلى وركع. ـ

٤١

...............

__________________

ـ وروى هذا الحديث موفق بن أحمد في كتابه بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس الحديث بعينه.

ورواه أيضا الحبري عن ابن عباس الحديث بعينه.

أقول : ورواه أيضا سبط ابن الجوزي بنحو الإرسال في اول الباب الثاني من كتاب تذكرة الخواص ص ١٦ قال :

روى مجاهد ، عن ابن عبّاس انّه قال : أوّل من ركع مع النّبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فنزلت فيه هذه الآية.

٤٢

[ومما نزل من الذكر الحكيم في مدح علي وعظمة شأنه الآية (٢٧٤) من سورة البقرة ٢ ، وهو قوله تعالى] :

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً [فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ]) [٢٧٤ / البقرة : ٢].

٢ ـ حدثنا أبو بكر بن خلّاد (١) قال : حدثنا أحمد بن علي

__________________

(١) هو احمد بن يوسف بن أحمد بن خلّاد بن منصور بن احمد بن خلاد المتوفى سنة (٣٥٩) المترجم في عنوان : الخلادي من أنساب السمعاني ولبابه وتحت الرقم (٢٦٩٦) من تاريخ بغداد ج ٥ ص ٢٢٠ قال الخطيب وكان أحد الشيوخ المعدّلين عند الحكام ..

[و] ان سماعة كان صحيحا سمعت ابا نعيم الحافظ يقول : حدّثنا ابو بكر بن خلاد وكان ثقة. وقال ابن ابي الفوارس كان ثقة مضى أمره على جميل.

والحديث رواه أيضا الحموئي بسنده عن أبي نعيم وغيره في الحديث (٢٨٢) في الباب (٦٦) من كتاب فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٣٥٦ قال :

انبأني الشهاب محمد بن يعقوب الحنبلي عن أبي طالب ابن عبد السميع الهاشمي اجازة عن شاذان القمي قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن علي قال : أنبأنا الحسن بن الحسن المقريء قال : حدثنا احمد بن عبد الله بن أحمد ، قال حدثنا أبو بكر ابن خلاد ، قال : حدثنا احمد بن علي الخزاز ، قال : حدثنا محمود بن الحسن المروزي. ـ

٤٣

الخزار ، قال : حدّثنا محمود بن الحسين المروزي قال حدّثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدّثنا محمد بن يحي بن مالك الضّبيّ قال : حدّثنا محمد بن سهل الجرجاني.

وحدّثنا محمد بن إبراهيم بن علي قالا : حدثنا أبو عروبة ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا عبد الرزّاق ، قال : اخبرنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه :

عن ابن عبّاس رضي الله عنه في قوله عزوجل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا.

وقال سلمة [بن شبيب] : وسرّا درهما وعلانية درهما (٢).

__________________

ـ حيلولة : وأخبرنا ابو الفضل احمد بن محمد بن الحسن بن سليم ، قال : حدثنا ابو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم ، قال : أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن عليّ ، حدّثنا أبو عروبة ، قال : حدّثنا سلمة بن حبيب ، قال : أنبأنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه :

عن ابن عباس في قوله عزوجل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً [فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ].)

قال نزلت في علي بن أبي طالب كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر درهما وفي العلانية درهما.

ورواه أيضا الواحدي في كتاب أسباب النزول ص ٦٤ ، ورواه الفيروزآبادي عنه وعن مصادر أخر في كتاب فضائل الخمسة ج ١ ، ص ٣٢١.

(٢) وقريبا منه جدّا سندا ومتنا رواه ابن الأثير في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من ـ

٤٤

...............

__________________

ـ أسد الغابة ج ٤ ص ٢٥ قال :

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عليّ بن سويدة التكريتي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن أبي الخير الميهني قراءة عليه ، قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن متويه.

قال أبو محمد : وأنبأنا أبو القاسم بن أبي الخير الميهني والحسين بن الفرحان السمناني قالا :

أنبأنا علي بن احمد ، أنبأنا أبو بكر التميمي أنبأنا أبو محمد بن حيان ، حدّثنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي حدثنا محمد بن سهل الجرجاني حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه :

عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً [فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ]) قال : «نزلت في علي بن ابي طالب كان عنده اربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفى السر واحدا وفى العلانية واحدا.

ثمّ قال ابن الاثير : ورواه عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن أيّوب ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس مثله.

٢ ـ ورواه أيضا الطبراني في عنوان : «ما أسنده ابن عباس» من المعجم الكبير : ج ٣ / الورق ١١٢ / او ١١٤ / أ/ قال :

حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي حدّثنا محمد بن أبي السري العسقلاني حدّثنا عبد الرزّاق ، حدّثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه :

عن ابن عباس في قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في علي بن أبي طالب كانت عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا.

ورواه عنه الهيثمي في تفسير الآية الكريمة من كتاب التفسير من مجمع الزوائد : ج ٦ ص ٣٢٤.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني بهذا السند في الحديث : (١٦٠) من كتاب شواهد التنزيل ج ١ ، ص ١١٣ ، ط ١ ، قال :

وأخبرنا الحسين [بن محمد الثقفي] قال : حدّثنا محمد بن حبش المقريء قال : حدثنا الحسن بن زيد السامري قال : حدثنا علي بن [الحسين] إشكاب [المترجم في تهذيب

٤٥

...............

__________________

ـ التهذيب : ج ٧ ص ٣٠٢] قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا وهيب ، قال :

حدثنا أيوب ، عن مجاهد :

عن عبد الله بن عباس قال : كان عند علي بن أبي طالب أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم سرا وبدرهم علانية ودرهم ليلا ودرهم نهارا فنزلت [فيه] : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية.

ورواه قبله وبعده بأسانيد كثيرة أخر فراجع.

ورواه أيضا المحب الطبري في فضائل علي عليه‌السلام من كتاب الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٦ قال :

[و] عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، كانت معه أربعة دراهم فأنفق في الليل درهما وفي النهار درهما ، ودرهما في السر ودرهما في العلانية.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم : ما حملك على هذا؟ فقال : أن استوجب على الله ما وعدني ، فقال [رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] : ألا إنّ لك ذلك ، فنزلت الآية.

ثم قال المحب الطبري : وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل.

ورواه الفيروزآبادي عنه وعن التفسير الكبير للفخر الرازي في فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٣٢٢ ط بيروت.

ورواه أيضا الواحدي في شأن نزول الآية الكريمة من كتاب أسباب النزول ص ٦٤ بسندين عن مجاهد قال :

كان لعلي عليه‌السلام أربعة دراهم فأنفق درهما بالليل ودرهما بالنهار ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت [فيه] : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً.)

ثم قال الواحدي : وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه‌السلام لم يكن يملك غير أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: ما حملك على هذا؟ قال : حملني

٤٦

...............

__________________

ان أستوجب علي الله الذي وعدني ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم :

ألا إن ذلك لك : فأنزل الله تعالى هذه الآية.

والحديث الاول رواه ابن عساكر بسنده عن الواحدي في الحديث (٩١٨) من ترجمة علي من تاريخ دمشق ج ٢ ص ٤١٣ ط ٢.

ورواه أيضا بسنده عن الواحدي الكنجي الشافعي في الباب (٦٢) من كفاية الطالب.

والحديث الثاني رواه الحبري بسنده عن الكلبي في الحديث (٦) من كتاب : ما نزل من القرآن في علي.

ورواه الحافظ الحسكاني بسنده عن الحبري في الحديث : (١٦٣) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١١٥ ، ط ١.

ورواه الفرات بن إبراهيم الكوفي بأسانيد في الحديث : (١٨ ، و ٢٤ و ٢٧) من تفسيره ص ٦ و ٨.

ورواه أيضا الموفق بن أحمد الخوارزمي في آخر الفصل (١٧) من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ١٩٠ قال :

واخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلّي من همدان [قال] أخبرني عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة [قال] أخبرني الشيخ أبو بكر ابن حمويه ، حدثني ابو بكر الشيرازي حدثني أبو احمد محمد بن أحمد بن عمران ، حدّثني ابو حفص محمد بن يحيى الحيري حدثني أبو سعيد الأشج [عبد الله بن سعيد بن حصين] حدثني أبو يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه [عن ابن عباس] قال :

كان لعلي عليه‌السلام أربع دراهم فأنفقها واحدا ليلا وواحدا نهارا وواحدا سرّا وواحدا علانية فنزل [فيه] قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.)

ورواه ايضا ابن المغازلي في الحديث : (٣٢٥) من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٢٨٠ قال :

اخبرنا أبو طاهر محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد ، حدّثنا أحمد بن جعفر الختلّي حدثنا القاسم بن جعفر [بن عبد الواحد] حدثني الدبري حدثني عبد الرزاق ، حدثنا معمر عن ـ

٤٧

...............

__________________

ابن جريج ، حدثنا ابن مجاهد ، عن أبيه مجاهد :

عن ابن عباس في قوله عزوجل : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : هو علي بن أبي طالب كان له أربعة درهم فأنفق درهما سرا ودرهما علانية ودرهما بالليل ودرهما بالنهار.

ورواه ابن عساكر بسندين في الحديث : (٩١٨) وتاليه من ترجمة أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام من تاريخ دمشق ج ٢ ص ٤١٣ ـ ٤١٤ ط ٢.

وقال السيوطي في تفسير الآية الكريمة في تفسير الدر المنثور : اخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن ابن عباس ، وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل.

ورواه ايضا ابن الاثير بسندين في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب أسد الغابة : ج ٤ ص ٢٥.

ورواه ايضا ابن حجر الهيثمي في فضائل علي عليه‌السلام من كتاب الصواعق المحرقة ص ٧٨ قال :

وأخرج الواقدي عن ابن عباس قال : كان مع علي عليه‌السلام اربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فنزل فيه : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.)

ورواه الفيروزآبادي عنه وعن الشبلنجي في كتاب نور الأبصار ، ص ٧ في كتاب فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٣٢٢.

٤٨

[ومما أنزل الله تعالى في التنويه بعظمة عليّ وزوجه وبنيه الحسن والحسين عليهم‌السلام الآية : (٦١) من سورة آل عمران (٣) وهو قوله عزّ اسمه] :

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ (١) مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ.)

٣ ـ حدثنا سليمان بن أحمد (٢) ، قال : حدّثنا احمد بن داود المكي ومحمد

__________________

(١) قيل : الضمير في قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ) راجع الى عيسى عليه‌السلام المقدم ذكره في الآية : (٥٩) وهو قوله : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ.)

وقيل : الضمير راجع الى قوله : (الْحَقُ) المذكور في الآية : (٦٠) وهي : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ.)

أقول : مرجع المعنى الثاني أيضا الى المعنى الأول إذ لفظ : (الْحَقُ) في الآية الكريمة وإن كان مطلقا لفظا ، ولكن المراد منه ، بالقرينة المقامية هو شأن عيسى عليه‌السلام الذي كان مورد الحجاج والنقاش بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموبين النصارى.

مع أنّه يمكن أن يكون الألف واللام في قوله : (الْحَقُ) للتعريف ويراد منه ما ذكره أولا وهو قوله : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى ....)

(٢) وأيضا روى المصنّف الحديث ـ نقلا عن سليمان بن أحمد الطبراني ـ في أواسط ـ

٤٩

بن زكريا الغلابي قال : حدثنا بشر بن مهران الخصاف ، قال : حدثنا محمد بن دينار ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي :

عن جابر قال : قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ العاقب والطيب فدعاهما الى الإسلام فقالا : أسلمنا يا محمد [قبلك] فقال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام ، قالا : فهات أنبئنا. قال : حبّ الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير.

قال جابر : فدعاهما الى الملاعنة فواعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموأخذ بيد علي وفاطمة والحسن

__________________

ـ الفصل (٢١) من كتاب دلائل النبوة ص ٢٩٧ ط الهند.

وأيضا رواه بسنده عن الطبراني الحموئي في الباب الرابع من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين ج ٢ ص ٢٣ ط ١.

وأيضا رواه ابن البطريق عن أبي نعيم في كتاب العمدة ص ٩٦ ط ١.

ورواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور ، قال : وأخرج الحاكم ـ وصححه ـ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال : قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمالعاقب والسيد ...

ورواه أيضا بمثل ما رواه المصنف هاهنا سندا ومتنا ابن مردويه قال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن داود المكي حدّثنا بشر بن مهران ، حدثنا محمد بن دينار ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي عن جابر ...

هكذا رواه عنه ابن كثير في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٢ ص ٥٣ ط بيروت.

وقد رواه قبله وبعده بأسانيد وصور مختلفة عن محمد بن يسار والبيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهم.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني عن جماعة في الحديث (١٧٣) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٢٥ ، ط ١. ـ

٥٠

والحسين عليهم‌السلام وأرسل اليهما ، فأبيا ان يجيباه وأقرأ له بالخراج فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ [وسلم] : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الله عليهما الوادي نارا.

__________________

ـ ورواه أيضا الخرجوشي عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس كما في الحديث (٤٥ ـ ٤٦) من الباب (٢٧) من كتاب شرف النبي ص ٢٦١ ط ١.

وقد رواه أبو الفرج بأسانيد في عنوان : «أخبار الأعشى وبني عبد المدان» من كتاب الأغاني ج ١٠ ، ص ١٣٦ ، ط الساسي قال :

فأما خبر مباهلتهم [مع] النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم فأخبرني به علي بن العباس بن الوليد البجلي المعروف باليافعي الكوفي قال : أنبأنا بكار بن أحمد بن اليسع الهمداني قال :

حدثنا عبيد الله بن موسى عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب.

قال بكار :

وحدثنا إسماعيل بن أبان العامري عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جدّه عن علي عليه‌السلام وحديثه أتم الاحاديث.

وحدثني جماعة آخرون بأسانيد مختلفة وألفاظ تزيد وتنقص.

فممن حدثني بها علي بن أحمد بن حامد التميمي قال حدثنا الحسن بن عبد الواحد ، قال : حدثنا حسن بن حسين عن حبان بن علي [عن] الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

وعن الحسن بن الحسين عن محمد بن بكر ، عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه عن أبي رافع.

وأخبرني علي بن موسى الحميري في كتابه قال : حدّثني جندل بن والق قال : حدثنا محمد بن عمر عن عباد الكليبي عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن ابن عباس.

وأخبرني احمد بن الحسين بن سعد بن عثمان إجازة قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن ابن عبّاس.

قال الحصين وحدثني ابو الجارود وأبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر. ـ

٥١

قال جابر : [و] فيهم نزلت : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ.)

قال الشعبي : قال جابر : (أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول الله

__________________

ـ قال : وحدثني أحمد بن سالم وخليفة بن حسان عن زيد بن علي عليه‌السلام.

قال : حصين وحدثني سعد بن طريف عن عكرمة عن ابن عباس.

وممن حدثني بهذا الحديث علي بن العبّاس عن بكار عن إسماعيل بن أبان عن أبي أويس الرقي عن جعفر بن محمد وعبد الله والحسن بن الحسين [كذا].

وممن حدثني به أيضا محمد بن الحسين الأشناني قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال : حدثني يحيى بن سالم عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

وممن أخبرني به أيضا الحسن بن حمدان بن أيوب الكوفي عن محمد بن عمرو الخشاب ، عن حسين الأشقري عن شريك عن جابر ، عن أبي جعفر ، وعن شريك بن المغيرة عن الشعبي ، واللفظ للحديث الأوّل :

قالوا : لما قدم صهيب من نجران وفيهم الاسقف والعاقب وأبو حبش والسيد وقيس وعبد المسيح وابن عبد المسيح الحرث وهو غلام ـ وقال شهر بن حوشب ـ وهم أربعون أحبارا حتّى وقفوا على اليهود في بيت المدارس فصاحوا بهم : يا ابن سوريا يا كعب بن الاشرف انزلوا يا اخوة القرود والخنازير ، فنزلوا إليهم فقالوا لهم : هذا الرجل عندكم منذ كذا وكذا سنة احضروا الممتحنة غدا.

فلما صلى النبي صلّى الله عليه [وآله] الصبح قاموا فركبوا بين يديه ثم تقدمهم الاسقف فقال : يا ابا القاسم موسى من أبوه؟ قال عمران. قال : يوسف من أبوه؟ قال : يعقوب. قال : فأنت من أبوك؟ قال : أبي عبد الله بن عبد المطلب قال : فعيسى من أبوه؟ فسكت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم فانقضّ عليه جبرئيل عليه‌السلام وقال : «إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب» فتلاها رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم فرأى الأسقف ثم دير به مغشيا عليه ، ثم رفع رأسه الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلمفقال : أتزعم أن الله جل وعلا اوحى اليك أن عيسى خلق من تراب؟ ما ـ

٥٢

وعليّ. و (أَبْناءَنا) الحسن والحسين (وَنِساءَنا) فاطمة صلّى الله عليهم.

__________________

ـ نجد هذا فيما أوحي اليك ولا نجده فيما أوحي الينا ولا تجده هؤلاء اليهود فيما أوحي اليهم.

فأوحى الله تبارك وتعالى الى النبي : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) فقالوا : أنصفتنا يا أبا القاسم فمتى نباهلك؟ فقال : بالغداة إن شاء الله تعالى.

وانصرف النصارى وانصرفت اليهود وهي تقول : والله لا نبالي أيهما أهلك الله الحنيفية او النصرانية. فلما صارت النصارى الى بيوتها قالوا : والله انكم لتعلمون انه نبي ولئن باهلناه انا لنخشى ان نهلك ولكن استقيلوه لعله يقيلنا.

وغدا النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم من الصبح وغدا معه بعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم فلما صلى الصبح انصرف فاستقبل الناس بوجهه ثم برك باركا وجاء بعلي فأقامه بين يديه وجاء بفاطمة فأقامها بين كتفيه وجاء بحسن فأقامه عن يمينه وجاء بالحسين فأقامه عن يساره.

فاقبلوا [النصارى] يستترون بالخشب والمسجد فرقا ان يبدأهم بالمباهلة إذا رآهم حتى بركوا بين يديه ثم صاحوا : يا ابا القاسم اقلنا أقالك الله عثرتك. فقال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم : نعم ـ قال : ولم يسأل [أحد] النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلمشيئا قط إلا أعطاه فقال ـ قد أقلتكم.

فلما ولوا قال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم : أما والذي بعثني بالحق لو باهلتهم ما بقي على وجه الأرض نصراني ولا نصرانية إلا اهلكهم الله تعالى.

وفي حديث شهر بن حوشب : إنّ العاقب وثب فقال : أذكركم الله أن تلاعنوا [ظ] هذا الرجل فو الله لئن كان كاذبا ما لكم في ملاعنته خير ولئن كان صادقا لا يحول الحول ومنكم نافخ ضرمة. فصالحوه ورجعوا. ـ

٥٣

...............

__________________

ـ ورواه أيضا الحافظ الحسكاني تحت الرقم (١٧٣) من كتاب شواهد التنزيل ج ١ ، ص ١٢٥ ، قال :

أخبرنا جماعة منهم ابو الحسن أحمد بن محمد بن سليمان بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو العباس الميكالي قال : حدّثنا عبدان الاهوازي قال : حدثنا يحيى بن حاتم العسكري قال حدثنا بشر بن مهران ، قال حدثنا محمد بن دينار ، قال : حدثنا داود بن أبي هند ..

ثم ساق الحديث إلى آخره ثم قال : ورواه عن يحيى بن حاتم أبو بكر ابن أبي داود ، ثم ذكر له مصادر وأسانيد أخر.

أقول : ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث (٣١٠) من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٢٦٣ قال :

اخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، قال : أخبرنا محمد بن اسماعيل الوراق إذنا ، حدثنا أبو بكر ابن أبي داود ، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري ...

وقال الثعلبي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره ج ١ / الورق .. // :

قال مقاتل والكلبي : لما قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمهذه الآية على وفد نجران ودعاهم الى المباهلة قالوا له : حتى نرجع وننظر في أمرنا [ثم] نأتيك غدا.

فخلا بعضهم ببعض وقالوا للعاقب ـ وكان ديّانهم وذا رأيهم ـ : يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم والله ما لا عن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ولا ثبت صغيرهم ولئن فعلتم ذلك لتهلكن وان أبيتم إلا دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وانصرفوا الى بلادكم.

فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموقد غدا رسول الله محتضنا الحسن وآخذا بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه وعليّ [يمشي] خلفها وهو يقول لهم : اذا أنا دعوت فأمنوا.

فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله!!! فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة.

[فدنوا منه و] قالوا : يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نلاعنك وأن نتركك على دينك ونثبت على ديننا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: فإن أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما ـ

٥٤

...............

__________________

ـ للمسلمين وعليكم ما عليهم : فأبوا.

فقال : إني أنابذكم. فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ولكنّا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة ألف في صفر وألف في رجب.

فصالحهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمعلى ذلك وقال : والذي نفسي بيده ان العذاب قد تدلى على اهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم نارا ولاستأصل الله تعالى نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا.

وقريبا منه ذكره الشبلنجي في كتاب نور الأبصار ، ص ١٠٠ ، والفخر الرازي في التفسير الكبير والزمخشري في تفسير الكشّاف ، ثم قال الزمخشري :

فإن قلت : ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه فما معنى ضمّ الابناء والنساء؟

قلت : ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحبّ الناس إليه لذلك و [لذا] لم يقتصر على تعريض نفسه له ، و [ايضا هو اكد في الدلالة] على ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه [اللدود] مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة.

و [إنّما] خص الأبناء والنساء [لحضور المباهلة] لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتّى يقتل ، ومن ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الضعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق.

وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنّهم مقدّمون على الانفس مفدون بها.

وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ، وفيه برهان واضح على صحة نبوة النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف انهم أجابوا [النبي] الى ذلك.

٥٥

[وممّا نزل في علي كرم الله وجهه الآية (٤) من سورة المائدة (٥) وهو قوله عزوجل] :

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [٤ / المائدة : ٥].

٤ ـ حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلّد ، قال : حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثني يحيى الحمّاني قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون العبدي :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمدعا الناس الى علي عليه‌السلام في غدير خم وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حى نظر الناس الى بياض ابطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.)

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: الله اكبر على إكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرّبّ برسالتي وبالولاية لعلي عليه‌السلام من بعدي.

٥٦

ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله (١).

فقال حسّان بن ثابت : إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليّ ، أبياتا تسمعهنّ. فقال : قل على بركة الله.

فقام حسان فقال : يا معشر مشيخة قريش اتبعوا قولي (٢) بشهادة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمفي الولاية ماضية ، ثم قال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخم وأسمع بالغدير (٣) المناديا

__________________

(١) وإلى هذه الجملة روى الحديث الحافظ الحسكاني في الحديث (٢١١) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ١٥٧ ، قال :

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي أخبرنا أبو بكر الجرجرائي أخبرنا أبو احمد البصري عن أحمد بن عمار بن خالد ، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن قيس بن الربيع عن أبي هارون :

عن أبي سعيد الخدري [قال] ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلملما نزلت [عليه] هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) قال : الله اكبر [على] إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي.

ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

(٢) كذا في اصلي.

(٣) كذا في اصلي.

٥٧

يقول : فمن مولاكم ووليكم؟

فقالوا ـ ولم يبدوا هناك التعاديا(١)

إلهك مولانا وأنت ولينا

ولن تجدن منالك اليوم عاصيا

فقال له : قم يا علي فانني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

هناك دعا اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا

__________________

(١) كذا في الأصل.

والحديث رواه الخوارزمي في الفصل (٤) من مقتله : ج ١ ، ص ٤٧ وفي الفصل (١٤) من مناقب أمير المؤمنين ص ٨٠ قال :

وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان اخبرني ابو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي حدثني الحسن بن عليل الغنوي حدثني محمد بن عبد الرحمان الذارع حدثني قيس بن حفص ، حدّثني علي بن الحسين ، حدّثنا ابو الحسن العبدي عن أبي هريرة العبدي :

عن ابي سعيد الخدري انه قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلميوم دعا الناس الى غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم ـ وذلك يوم الخميس ـ ثم دعا الناس إلى علي عليه‌السلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً.)

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرّبّ برسالتي والولاية لعليّ. ثم قال : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

فقال حسّان بن ثابت : يا رسول الله أتأذن لي أن أقول أبياتا؟ فقال : قل ببركة الله تعالى.

فقال حسّان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله صلّى الله عليه ثمّ قال : ـ

٥٨

...............

__________________

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالرسول مناديا

ألست أنا مولاكم ووليكم؟

فقالوا ـ ولم يبدوا هناك التعاميا ـ :

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له : قم يا عليّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهمّ وال وليّه

وكن للذي عادى عليّا معاديا

ورواه بسنده عنه الحموئي بنقص شطرين من الأبيات ـ في الباب (١٢) من كتاب فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٧٤.

ورواه أيضا ابن مردويه كما رواه عنه صاحب كتاب الطرائف في الحديث : (٢٢١) منه من ج ١ ، ص ١٤٦ ، ثم قال :

ورواه أيضا الشيخ أبو عبد الله المرزباني بألفاظه في أواخر الجزء الرابع من كتاب مرقاة الشعر إلى آخر الأبيات.

والحديث رواه أيضا محمّد بن عليّ بن الحسين الفقيه في آخر المجلس : (٨٤) من أماليه ص (٥١٤) قال :

حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدّثني محمد بن الحسين بن حفص ، قال : حدّثني محمد بن هارون أبو اسحاق الهاشمي المنصوري قال : حدّثنا قاسم بن الحسن الزبيدي قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي :

عن أبي سعيد [الخدري] قال : لمّا كان يوم غدير خمّ أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ [وسلم] مناديا فنادى الصلاة جامعة [فاجتمع الناس] فأخذ بيد عليّ عليه‌السلام وقال :

اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.

فقال حسّان بن ثابت : يا رسول الله أقول في عليّ شعرا؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : افعل. فقال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخم واكرم بالنبيّ مناديا

يقول : فمن مولاكم ووليّكم

فقالوا ـ ولم يبدوا هناك التعاميا ـ :

٥٩

...............

__________________

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولن تجدن منّا لك اليوم عاصيا

فقال له : قم يا عليّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

ورواه أيضا ابن مردويه بسنده عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري ثم رواه عن أبي هريرة كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير ابن كثير : ج ٢ ص ٤٩١ لكنّه لم يعجبه أن يسوق الحديثين حرفيا.

ورواه صاحب كتاب أرجح المطالب فيه ص ٥٧٠ ـ على ما رواه عنه آية الله المرعشي دام ظله في ذيل كتاب إحقاق الحق : ج ٦ ص ٢٧٥ ـ ثم قال :

[و] أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في كتابه : «ما نزل من القرآن في علي» والخوارزمي في المناقب وسبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص ، والسيوطي في كتاب «الازهار فيما عقده الشعراء من الأشعار».

٦٠