النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

وحدّثنا صباح بن محمّد النهدي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش ، عن مجاهد :

عن ابن عبّاس رضي الله عنه في قوله تعالى : (سلام على

__________________

ـ قراءة ابن محيصن وأبي رجاء : «سلام على الياسين» بغير همز. [في قوله : «إلياسين»]. قال أبو علي [الفارسي] : من قرأ «آل ياسين» فحجته أنها في المصحف مفصولة من «ياسين».

وفي فصلها دلالة على أنّ «آل» هو الذي تصغيره أهيل.

وقال الزجاج : من قرأ «الياسين» فإنه جمع «الياس» جمع هو وأمته والمؤمنين ، وكذلك يجمع ما ينسب الى الشيء بلفظ الشيء تقول : رأيت المسامعة والمهالبة تريد بني المسمع وبني المهلب ، وكذلك [تقول :] رأيت المهلبين والمسمعين.

وفيها وجه آخر وهو أن يكون إلياس وإلياسين» لغتان كما قيل : ميكال وميكائيل.

وقال أبو علي : هذا [الذي أفاده الزجاج] لا يصحّ لأنّ ميكال وميكائيل لغتان في اسم واحد ، وليس احدها مفردا والآخر جمعا كإلياس وإلياسين ، وإدراس وإدراسين ومثله [قوله الشاعر :] «قدني من نصر الخبيبين قدي» أراد [من قوله الخبيبيين»] عبد الله [بن الزبير] ومن كان على رأيه ، فكذلك [يراد من قولهم] «إلياسين وإدراسين» من كان من شيعته وأهل دينه على إرادة ياء النسب [و] التقدير «إلياسيين وإدراسيّين» فحذف كما حذف من سائر هذه الكلم التي يراد [بها] الصفة كالاعجمين والاشعرين.

وساق رحمه‌الله الكلام إلى أن قال : قال ابن عباس : «آل ياسين» آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموياسين من أسمائه.

أقول : ومثل ما قاله ابن عباس قد ورد عن عليّ وغير واحد من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام بل ورد عن عمر بن الخطاب أيضا كما رواه السيد هاشم البحراني رحمه‌الله في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ٤ ص ٣٣ ط ٢. ـ

٢٠١

آلياسين) قال : آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

__________________

(١) ورواه أيضا الطبراني في باب : «ما أسند ابن عباس» من المعجم الكبير : ج ٣ / الورق ١٠٨ / لا شيء عليه / قال :

حدثنا عبد الرحمان بن الحسين الصابوني التستري أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا موسى بن عمير عن الأعمش ، عن مجاهد :

عن ابن عباس [في قوله تعالى] : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال نحن آل محمّد صلّى الله عليه [وآله وسلّم].

ورواه عنه الهيثمي في آخر باب «فضل أهل البيت» عليهم‌السلام من كتاب مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٧٤. ثمّ قال : وفيه موسى بن عمير القرشي وهو كذاب. [مترجم في كتاب تهذيب التهذيب : ج ١ ، ص ٣٦٤ تمييزا].

أقول : الظاهر : ان لفظ : «عمير» في المعجم الكبير مصحف عن «عثمان» وهو الحضرمي الوارد في كثير من روايات الباب ، المترجم تحت الرقم : (٨٨٩٦) من ميزان الاعتدال : ج ٤ ص ٢١٤ ط ٢ ولسان الميزان : ج ٦ ص ١٢٥ ، قالا :

[عن] عبّاد بن يعقوب [قال] حدّثنا موسى بن عثمان [الحضرمي] عن الأعمش ، عن مجاهد : عن ابن عباس في قوله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال نحن هم آل محمد.

وقال البخاري في تفسير الآية الكريمة من كتاب بدء الخلق بعد الحديث (٣١٢٦) من صحيحة ١٣ / ص ٢٣٥ بشرح الكرماني : قال ابن عباس يذكر بخير : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ).

أقول : وهكذا استقرّ دأب البخاري في ستر الحقائق المرتبطة بأهل البيت عليهم‌السلام.

وقال السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : نحن آل محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلم آل ياسين.

وقال ابن حجر الهيثمي عند ذكره الآيات النازلة في أهل البيت عليهم‌السلام في الصواعق المحرقة ص ٧٦ : ـ

٢٠٢

...............

__________________

الآية الثالثة قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس أن المراد بذلك : سلام على آل محمد صلّى الله عليه [وآله] وسلم.

وذكر الفخر الرازي أن أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلميساوونه في خمسة أشياء [الأول] في السّلام قال السّلام عليك أيها النبي. وقال [في حق آله] : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ.)

و [الثاني] في الصّلاة عليه وعليهم في التشهد وفي الطهارة قال تعالى : (طه) أي يا طاهر ، وقال [في شأن أهل بيته] : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)

و [الثالث] في تحريم الصدقة وفي المحبة قال (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) وقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى.)

ورواه أيضا محمد بن العباس الماهيار في تفسيره ـ كما رواه عنه البحراني في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ٤ ص ٣٤ قال :

حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي ، عن عباد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان [كذا] عن الاعمش ، عن مجاهد :

عن ابن عباس في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : نحن آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال [أيضا] : حدثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن زريق بن مرزوق البجلي عن داود بن علية عن الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : أي على آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ورواه قبله بأسانيد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وعمر بن الخطّاب.

أقول : والحديثان رواهما صراحة وإشارة بأسانيد الحافظ الحسكاني تحت الرقم : (٧٩٣) وما حوله من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١١٠ ، ط ١.

ورواه أيضا محمد بن علي بن الحسين بسند آخر في الحديث الثاني من المجلس (٧٢) من أماليه ص ٤٢٢ قال :

حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحي قال : حدثني الحسين بن معاذ ، ـ

٢٠٣

[ومما أنزل الله تعالى من الوحي المبين في مدح الصّدّيق الأكبر عليّ بن أبي طالب ونعته إيّاه بالمتّقي هو الآية (٣٣) من سورة الزمر : ٣٩ وهو قوله جّلّت عظمته] :

(وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [٣٣ / الزّمر : ٣٩] :

٥٦ ـ أخبرنا إبراهيم بن محمّد إجازة ؛ قال : حدّثنا الحسين بن عليّ بن الحسين السلولي [أخبرنا محمد بن الحسن السلولي] قال : حدّثنا عمر بن سعد [عن ليث] (١) ، عن مجاهد في قوله تعالى :

__________________

ـ قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال حدثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي :

عن أبي مالك [غزوان الكوفي] في قوله عزوجل (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : ياسين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في الحديث الأخير مما أورده في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل قال :

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي أخبرنا أبو بكر الجرجرائي حدّثنا أبو أحمد البصري قال :

حدّثني الحسن بن زياد ، حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا الحكم بن ظهير عن السّدي :

عن أبي مالك [الغفاري غزوان] في قوله [تعالى] : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : ياسين هو محمد ، وآله أهل بيته.

(١) ما وضعناه بين المعقوفات مأخوذ مما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في ـ

٢٠٤

(وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : [الذي صدّق به] عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

__________________

الحديث : (٨١٢) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٢١ ، ط بيروت قال :

[و] أخبرنا [أيضا] أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد القاضي بالريوند ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن أيوب الزوري [البروزي «خ»] ب «الرّي» أخبرنا أبو بكر الجعابي حدثنا الحسين بن عليّ السلولي بالكوفة أخبرنا محمد بن الحسن السلولي حدثنا عمر بن سعيد البصري عن ليث :

عن مجاهد [في قوله تعالى] (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) [قال هو] رسول الله «وصدق به» [قال : هو] عليّ بن أبي طالب.

كذا في النسخة الكرمانية ، وجملة : «أخبرنا محمد بن الحسن السلولي» غير موجودة في النسخة اليمنية.

ورواه أيضا قبله وبعده عن مصادر وأسانيد أخر فراجع.

ورواه أيضا ابن المغازلي الشافعي في الحديث : (٣١٧) من مناقبه ص ٢٦٩ ط ١ ، قال :

أخبرنا عليّ بن الحسين إذنا ، قال : حدّثنا علي بن محمد بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ ، حدّثنا الحسين بن عليّ ، حدّثنا محمد بن الحسن ، حدثنا عمر بن سعيد ، عن ليث.

عن مجاهد في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : (جاءَ بِالصِّدْقِ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم(صَدَّقَ بِهِ) عليّ بن أبي طالب.

ورواه أيضا الحسين بن الحكم الحبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره الورق .. / / قال :

حدثنا حسن بن حسين ، عن الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عباس [في] قوله [تعالى] : (الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) [قال] رسول الله جاء «بالصدق» وعلي صدق به. ـ

٢٠٥

...............

__________________

ـ ورواه بسنده عنه الحافظ الحسكاني في الحديث الأول من تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل : ج ٢ ص. ١٢.

ورواه أيضا العقيلي في ترجمة نصر بن مزاحم المنقري من ضعفائه : ج ١١ / الورق ٢٢١ / / قال :

حدثني محمد بن محمد الكوفي حدثنا محمد بن عمرو السدوسي حدثنا نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد [الأسدي] عن ليث :

عن مجاهد ، في قول الله عزوجل : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) [هو] محمد. و «الذي صدق به» [هو] عليّ.

ورواه بسنده عنه الحافظ الحسكاني في الحديث الثاني من تفسير الآية الكريمة في كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٢١ ثم قال :

[ورواه أيضا] محمد بن يحيى بن ضريس عن نصر مثله.

ورواه أيضا بسنده عن العقيلي الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٩٢٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤١٨ ط ٢ ولفظ الحديث أخذناه منه لأن كتاب العقيلي لم يكن عندي حين تحرير هذا الحديث ، ثم قال ابن عساكر :

أخبرنا أبو عبد الله ابن أبي العلاء ، أنبأنا أبي ابو القاسم ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، أنبأنا إبراهيم بن سليمان بن حزازة ، أنبأنا الحسن بن الحسين الانصاري أنبأنا عليّ بن القاسم :

عن ابن مجاهد ، عن أبيه في قوله عزوجل : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال :

[الذي جاء بالصدق هو] رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم). [والذي] «صدق به» علي بن ابي طالب.

وقد ورد أيضا عن أبي هريرة كما رواه عنه ابن مردويه على ما رواه عنه السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور قال :

واخرج ابن مردويه عن أبي هريرة [في قوله تعالى] : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) قال [هو] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم«وصدق به» قال : [هو] علي بن أبي طالب عليه‌السلام. ـ

٢٠٦

[ومما أنزل الله تعالى من كتابه الكريم في التنويه بعظمة أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموذوي قرباه الآية : (٢٣) من سورة الشورى وهو قوله جلّ جلاله] :

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [٢٣ / الشورى : ٤٢].

٥٧ ـ حدّثنا أبو محمّد بن حيّان ، قال : حدّثنا أبو الجارود ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدّثنا يحيى قال : حدّثني

__________________

ـ ورواه الفيروزآبادي نقلا عن السيوطي في الدرّ المنثور ـ في كتاب فضائل الخمسة ج ١ ، ص ٣٣٣.

وذكر رشيد الدين في عنوان : «إن عليا هو الصّدق والصادق» من مناقب آل ابي طالب : ج ٣ ص ٩٢ ط ٣ قال :

[وعن] علماء أهل البيت الباقر والصادق والكاظم والرضا وزيد بن عليّ عليهم‌السلام في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) قالوا : هو عليّ عليه‌السلام.

وروت العامّة عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن السدي عن ابن عباس.

وروى عبد بن حميد ، عن منصور ، عن مجاهد.

وروى النطنزي في [كتاب] الخصائص ، عن ليث عن مجاهد ، وروى الضحاك انّه قال : ابن عباس فرسول الله جاء بالصدق ، وعلي صدق به.

وانظر تفسير البحر المحيط : ج ٧ ص ٤٢٨ وتفسير القرطبي : ج ١٥ ، ص ٢٥٦.

(٥٧) وللحديث مصادر جمة وقد رواه أيضا بسنده عن الحمّاني ابن المغازلي في الحديث : ـ

٢٠٧

حسين بن الحسن ، عن قيس [بن الربيع] عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عبّاس قال : لمّا أنزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وابناهما.

__________________

ـ (٣٥٢) من مناقب عليّ عليه‌السلام ص ٣٠٧.

وقد رواه الحافظ الحسكاني بأسانيد عن يحي بن عبد الحميد الحماني في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٨٢٢) وما بعده ، من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٣٠ ، ط ١ ، ثم قال :

ورواه عن حسين بن حسن الأشقر جماعة سوى يحي.

ثم ساقه بأسانيد أخر كثيرة من غير طريق يحيى الحماني.

وقد رواه أيضا عبد الله بن احمد بن حنبل في الحديث : (٢٦٣) من باب فضائل امير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب الفضائل ص ١٨٧ ، ط ١ ، قال :

وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي يذكر أن حرب بن الحسن الطحان حدثهم قال حدثنا حسين الأشقر ، عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لما نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال عليّ وفاطمة وابناهما عليهم‌السلام.

ورواه محقق الكتاب في هامشه عن مصادر.

وقد رواه أيضا الطبراني في الحديث : () من ترجمة عبد الله بن العباس من المعجم الكبير : ج ٣ / الورق ١٥٢ / / وفي الحديث : (١١٣) من ترجمة الإمام الحسن تحت الرقم : (٢٦٤١) من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٣١ / وفي ط ١ ج ٣ ص ٣٩ وقد رواه بأسانيد كثيرة فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره ص ١٤٤ ، نذكر أحاديث منه قال : ـ

٢٠٨

...............

__________________

ـ حدثني عبيد بن كثير قال حدثنا علي بن الحكم قال : أخبرنا شريك ، عن اسحاق قال سألت عمرو بن شعيب عن قوله [تعالى] : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال : قرابته أهل بيته.

حدثني الحسين بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن خلف العطار ، قال حدثنا الحسين بن الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس ، قال : لما نزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قلت يا رسول الله من قرابتك [هؤلاء] الذين افترض الله علينا مودتهم؟ قال عليّ وفاطمة وولدها.

ثلاث مرات يقولها.

[و] حدثني محمد بن منصور بن إبراهيم بن أحمد بن عمر الهمداني قال : حدثنا يحي بن عبد الحميد ، قال : حدّثنا الحسين بن الأشقر ، قال : حدثنا سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودّتهم؟ قال عليّ وفاطمة وولدهما. ثلاث مرات يقولها.

[و] حدثنا جعفر بن محمّد الفزاري قال : حدّثنا عبّاد بن عبد الله بن حكيم قال كنت عند جعفر بن محمد عليه‌السلام فسأله رجل عن قوله [تعالى] : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال : «إنا نزعم قرابة ما بيننا وبينه وتزعم قريش أنها قرابة ما بينه وبينهم وكيف يكون هذا وقد أنبأ الله انه معصوم؟

[و] حدّثنا أحمد بن عيسى قال : حدثنا حرب ، قال حدثنا الحسين بن الأشقر ، عن الأعمش عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله فمن قرابتك هؤلاء الذين يجب ودّنا لهم؟ قال علي وفاطمة وابناهما ، يقولها ثلاثا.

[و] حدّثنا الحسين بن العباس وجعفر بن محمد قالا : حدثنا الحسن بن الحسين بن يحي بن سالم ، عن الأعمش عن سعيد بن جبير : ـ

٢٠٩

...............

__________________

ـ عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم ،؟ قال : عليّ وفاطمة وولدهما.

[و] حدثنا محمد بن أحمد بن عثمان بن ذليل قال حدثنا إبراهيم ـ يعني الصيني ـ عن عبد الله بن حكيم بن جبير انّه سأل عليّ بن الحسين عليه‌السلام عن هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى؟) قال قرابتنا أهل البيت من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ورواه أيضا الخوارزمي في فضائل فاطمة سلام الله عليها في الفصل الخامس من مقتل الإمام الحسين : ج ١ ، ص ٥٧ قال :

وأنبأني أبو العلاء [الهمداني] قال : اخبرنا محمد بن اسماعيل السيرافي أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن عبد الله : أخبرنا حرب بن الحسن ، أخبرنا حسين الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عبّاس قال : لما نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: علي وفاطمة وابناهما.

وقد رواه أيضا أبو الحسن الواحدي ـ علي ما رواه بسنده عنه الحموئي في الباب الثاني من السمط الثاني من فرائد السمطين ـ قال :

أنبأنا أبو حنان المزكّي أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق ، حدثنا الحسن بن عليّ بن زياد السري حدثنا يحي بن عبد الحميد الحمّاني حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس ، حدثنا الأعمش ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : لما نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا :

يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وولدهما.

أقول : وهذا رواه الحسكاني في الحديث الأول من تفسير الآية الكريمة في كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ط ١ ، ورواه بعده بأسانيد أخر.

ورواه أيضا الطبراني عند ذكر شيخه احمد بن جعفر في المعجم الصغير : ج ١ ، ص ٧٦ ـ

٢١٠

...............

__________________

ـ قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، حدّثنا الحرب بن الحسن الطحان ، حدّثنا حسين عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس قال : لما الأشقر ، نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى.)

قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وابناهما.

ورواه عنه الهيثمي في أواسط «باب فضل أهل البيت» من كتاب مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٨.

ورواه أيضا الثعلبي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٤ الورق ٣٢٨ / ب / قال :

أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي العدل ، حدثنا برهان بن علي الصوفي حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ..

ورواه عنه البحراني في الحديث : (٤) من الباب : (٥) من كتاب غاية المرام ص ٣٠٦.

ورواه أبو سعيد الخركوشي في الحديث : (٢١ و ٤٤) من الباب : (٢٧) من كتاب شرف المصطفى ـ كما في ترجمته من كتاب شرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمص ٢٥٢ و ٢٦١ قال : وعنه [أي النبي] صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمانه قال : ان الله جعل أجرتي عليكم المودة في أهل بيتي وإني سائلكم غدا عنهم فمحف بكم في المسألة.

وعن النبي صلّى الله عليه [وآله وسلّم] لو أنّ عبدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام ولم يقل بمحبتنا أهل البيت لاكبه الله على منخر في النار.

ورواه أيضا السيوطي في الحديث الثاني من كتاب إحياء الميت وفي تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور ، قال :

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم والطبراني في المعجم الكبير من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية ... قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وولداهما.

وروى ابن مردويه عن علي عليه‌السلام انه قال : وفينا في «آل حم» [آية] إنه لا يحفظ مودّتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) الآية. ـ

٢١١

...............

__________________

ـ هكذا رواه عنه السيوطي في الحديث : (٢٤١٥) من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ١٩٤.

ورواه أيضا أبو نعيم في ترجمة قتيبة بن مهران من كتاب أخبار إصبهان : ج ٢ ص ١٦٥ ط ١ ، قال :

حدّثنا الحسين بن أحمد بن علي أبو عبد الله ، حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة ، حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا قتيبة بن مهران ، حدّثنا عبد الغفور ، عن أبي هاشم ، عن زاذان :

عن عليّ قال : قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته تنالون به الدرجات وكثرة عجائبه في الجنة ثم قال علي : وفينا (آل حم) انه لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن. ثم قرأ [عليّ عليه‌السلام](قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى.)

ورواه أيضا المتقي في كتاب كنز العمال : ج ١ ، ص ٢٠٨ ط ١ والهيثمي في الصواعق ص ١٠١ ، كما في فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٢٦٢.

ورواه أيضا الطبرسي مرسلا عن زاذان عن عليّ عليه‌السلام في تفسير الآية الكريمة من تفسير مجمع البيان ، ثم قال : وإلى هذا أشار الكميت في قوله :

وجدنا لكم في (آل حم) آية

تأوّلها منا تقي ومعرب

أيضا روى أبو نعيم في ترجمة الإمام جعفر الصادق تحت الرقم (٢٣٦) من كتاب حلية الأولياء : ج ٣ ص ٢٠١ ط ١ ، قال :

حدثنا محمد بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن محلد ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا عبادة بن زياد ، حدّثنا يحي بن العلاء ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه :

عن جابر بن عبد الله قال جاء أعرابي إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم فقال : يا محمد اعرض عليّ الإسلام فقال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله.

قال : تسألني عليه اجرا؟ قال : لا إلا المودة في القربى. قال قربائي او قرابتك؟ [قرباي أو قرباك «ح»] قال : قرباي قال : هات أبايعك فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله. فقال النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) : آمين. ـ

٢١٢

...............

__________________

ـ قال أبو نعيم : يحي بن العلاء كوفيّ ولي قضاء الرى.

وروى الهيثم بن كليب في عنوان : «ما روى زر بن حبيش عن ابن مسعود» من كتاب مسند الصحابة : ج ١٠ / الورق ٧١ قال :

حدّثنا الحسن بن علي بن عفان ، حدّثنا محمد بن خالد ، عن يحيى بن ثعلبة الانصاري عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ :

عن عبد الله [بن مسعود] قال : كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه في مسير فهتف به أعرابيّ بصوت جهوري يا محمد. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم: يا هناه. فقال : يا محمد ما تقول في رجل يحب القوم ولم يعمل بعملهم؟ قال المرء مع من احب. فقال يا محمد الى من تدعو؟ قال : إلى شهادة أن لا إله الا الله وأني رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت.

قال : فهل تطلب على هذا أجرا؟ قال : لا إلّا المودّة في القربى قال : أقرباي يا محمّد أم قرباك؟ قال : بل قرباي. قال هات يدك حتى أبايعك فلا خير فمن يودك ولا يود قرباك وقد ورد أيضا عن أبي امامة الصحابي على ما رواه عنه ابن عساكر في الحديث : (١٨٢) من ترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٤٨ ، ط ٢ قال :

أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا عبد العزيز الصوفي أنبأنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأنا عليّ بن الحسن الصوفي أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي بإصبهان ، أنبأنا الحسين بن إدريس الحريري التستري أنبأنا أبو عثمان طالوت بن عباد البصري الصيرفي أنبأنا فضال بن جبير :

أنبأنا أبو أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم: خلق [الله] الأنبياء من اشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها. فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى.

ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك محبتنا لأكبه الله على منخريه في النار ثم تلا : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى.)

أقول : وذكرناه في تعليقه عن مصادر.

٢١٣

...............

__________________

ـ وقد ورد أيضا عن الإمام الحسن كما رواه الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن من كتاب المستدرك : ج ٣ ص ١٧٢ ،

قال : أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحي بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ صاحب كتاب النسب ـ ببغداد ، قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ قال : حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي قال : حدثني الحسين بن زيد بن عليّ عن عمه عمر بن عليّ بن الحسين عن ابيه قال : خطب الحسن بن عليّ حين قتل عليّ عليهما‌السلام فقال ـ بعد كلام في تقريض أمير المؤمنين وتعريف نفسه ـ : وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض [الله] مودّتهم على كل مسلم ثم قرأ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) فاقتراف الحسنة مودّتنا اهل البيت.

ورواه بسنده عنه الحموئي في الباب : (٢٦) من السمط الثاني من فرائد السمطين ج ٢ ص ١٢٠.

ورواه الدولابي بسندين في الحديث : (١١٥) من كتاب الذرية الطاهرة الورق ٢٢ //.

ورواه أيضا الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عمر بن مهدي في أواسط الجزء العاشر من كتاب الأمالي : ج ١ ، ص ٢٧٦.

وقد ورد أيضا عن الإمام الحسين عليه‌السلام كما رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة مروان من تاريخ دمشق : ج .. ص ١١٤ ، قال :

أخبرنا أبو العز ابن كادش إذنا ، أنبأنا أبو محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو الفرج ابن المعافا بن زكريا القاضي أنبأنا محمد بن القاسم الأنباري أخبرني أبي ، عن أبي الفضل بن العباس بتيمون؟ حدثني سليمان بن داود المقرىء الشاذكوني أخبرني محمد بن عمر بن واقد السلمي بن عبد الله المديني : ـ

٢١٤

...............

__________________

ـ عن أمّ بكر بنت المسورين محزمة قالت : سمعت أبي يقول : كتب معاوية إلى مروان ـ وهو على المدينة ـ أن يزوج ابنه يزيد بن معاوية زينب بنت عبد الله بن جعفر ـ وأمها أم كلثوم بنت علي ، وأمّ أمّ كلثوم فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلمـ ويقضي عن عبد الله بن جعفر دينه وكان دينه خمسين ألف دينار ، ويعطيه عشرة آلاف دينار ، ويصدقها أربع مائة دينار ، ويكرمها بعشرة آلاف دينار.

فبعث مروان [ما أراد] معاوية الى عبد الله بن جعفر ، فأجابه [عبد الله] و [لكن] استثنى عليه رضا الحسين بن علي وقال : لن اقطع أمرا دونه مع أني لست أولى بها منه ، وهو خال والخال والد.

فساق القصة إلى أن قال : فتكلم الحسين [عليه‌السلام] فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

ان الإسلام يرفع الخسيسة ويتم النقيصة ويذهب اللائمة فلا لؤم على امرئ مسلم إلا في أمر مأثم. وإن القرابة التي أعظم الله حقها وأمر برعايتها وسأل [نبيه] الأجر [له] المودة عليها والمحافظة [بها] في كتاب الله تعالى قرابتنا أهل البيت ..

ورواه أيضا رشيد الدين ابن شهرآشوب في باب مفردات مناقب الإمام الحسين من مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٣٨

ورواه أيضا البلاذري في الحديث : (٣٦١) من ترجمة معاوية من كتاب أنساب الأشراف : ج ٢ / / الورق / ٧٩ / أ/ او ص ٧٥٤.

وروى حكيم بن جبير ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : كنت أجالس أشياخا لنا إذ مرّ علينا عليّ بن الحسين وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوّجها منهم لم يرض منكحها فقال أشياخ الأنصار : الا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين فلان؟ إنّ أشياخنا حدثونا انهم أتوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم فقالوا : يا محمد ألا نخرج إليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا الله بك وفضلنا بك وأكرمنا بك؟ فأنزل الله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ونحن يد لكم على الناس.

هكذا رواه ابن الأثير في ترجمة حبيب بن أبي ثابت من كتاب أسد الغابة : ج ٥ ص ٣٦٧ وقال : أخرجه ابن مندة.

٢١٥

[وممّا أنزل الله من الذكر الحكيم في تجليل علي وتهديد الكفّار والمنافقين بشديد بأسه ونكاله وانه تعالى به ينتقم منهم هو الآية : (٤٢) من سورة الزخرف : (٤٣) وهو قوله صدق مقاله] :

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) [٤٢ / الزخرف : ٤٣].

٥٨ ـ حدّثنا سعيد بن محمّد النّاقد ، ومحمّد بن أحمد بن عليّ قالا : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا يحيى بن حسن بن فرات ، [أخو زياد بن الحسن القزّاز] قال : حدّثنا مصبح بن هلقام (١) ، قال : حدّثنا أبو مريم ، عن المنهال بن عمرو عن زرّ بن حبيش :

عن حذيفة [بن اليمان في قوله تعالى] : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال : بعليّ بن أبي طالب (٢).

__________________

(١) قال الذهبي في ترجمته من كتاب ميزان الاعتدال : «مصبح بن هلقام عن قيس بن الربيع ، وعنه ولده محمد البزاز لا أعرفهما.

وقال ابن حجر في ترجمته من كتاب لسان الميزان : ج ٦ ص ٤٢ : ذكره ابن حبان في الثقات فقال [هو] أبو عليّ العجلي روى عنه عليّ بن المثنى الطهوي.

(٢) والحديث رواه أيضا السيد هاشم البحراني مرسلا نقلا عن أبي نعيم في الباب : (٨٩) من كتاب غاية المرام ص ٣٨٣ ط ١. ـ

٢١٦

...............

__________________

ـ وللحديث متن أطول ممّا هنا وله مصادر وأسانيد ، وقد رواه الحافظ الحسكاني بأسانيد عن جابر بن عبد الله الأنصاري في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٨٥١) وما بعده من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٥٢ ، ط ١.

ورواه أيضا بهذا السند ـ وبأسانيد أخر ـ محمد بن العباس بن الماهيار ، قال :

[و] عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن يحيى بن حسن بن فرات ، عن مصبح بن الهلقام العجلي عن أبي مريم ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش :

عن حذيفة بن اليمان قال [في] قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) يعني بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وعنه قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى النوفلي عن عيسى بن مهران ، عن يحيى بن حسن بن فرات بأسناده الى [أبي] حرب بن [أبي] الأسود الدئلي [ظ] عن عمه قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلملما نزلت : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) اي بعليّ عليه‌السلام كذلك حدّثني جبرئيل عليه‌السلام به.

وقد رواه أيضا بسنده عن جابر ابن المغازلي الشافعي في الحديث : (٣٦٦) من مناقب أمير المؤمنين ص ٣٢٠ قال :

أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة ، حدثنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد ، حدثنا يوسف بن عاصم ، حدثنا أحمد بن صبيح ، حدثنا يحي بن يعلى عن عمر بن عيسى [موسى «خ»] :

عن جابر قال : لما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال بعليّ بن أبي طالب.

ورواه أيضا بسند آخر ومتن أطول مما تقدم في الحديث : (٣٢٤) من كتاب مناقب أمير المؤمنين ص ٢٧٤ وقال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني حدثنا هلال بن محمّد الحفّار ، حدّثنا إسماعيل بن علي [الخزاعي أخي دعبل] حدثنا أبي [عليّ قال حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر ، قال حدثنا أبي جعفر بن محمد ، ـ

٢١٧

...............

__________________

ـ قال حدّثنا أبي محمد] بن علي الباقر :

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : إني لأدناهم برسول الله في حجة الوداع بمنى [حين خطب و] قال : لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله إن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم.

ثم التفت إلى خلفه فقال : أو عليّ ـ [قالها] ثلاثا ـ [قال جابر] فرأينا أن جبرئيل غمزه وأنزل الله على اثر ذلك : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعلي بن أبي طالب (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) ثم نزلت : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عن ولاية علي بن أبي طالب.

ورواه الطبراني باختصار في مسند عبد الله بن العباس من المعجم الكبير : ج ٣ / الورق ١١١ / / قال :

حدثنا سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحي بن سلمة بن كهيل [قال] حدثني أبي عن أبيه عن جده وعن عمه محمد بن سلمة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد :

عن ابن عباس ان النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم قال في حجة الوداع : لأقتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبرئيل صلّى الله عليه : أو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

أقول : ورواه أيضا السمعاني كما رواه عنه البحراني مرسلا في الباب : (٩٨) من كتاب غاية المرام ص ٣٨٣.

ورواه أيضا فراة بن إبراهيم الكوفي في الحديث الأول من تفسير سورة الزخرف من تفسيره ص ١٥١ ط ١ ، قال :

حدثني الفضل بن يوسف القصباني حدثني إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، حدثني أبي عن السدي عن أبي مالك : عن ابن عباس في قوله [تعالى] : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال بعليّ.

وروى ابن مردويه عن عبد الرحمان بن مسعود العبدي قال : قرأ علي بن أبي طالب هذه الآية : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال قد ذهب نبيّه صلّى الله عليه [وآله] وسلم وبقيت [أنا] نقمته في عدوه. ـ

٢١٨

...............

__________________

ـ هكذا رواه عنه السيوطي في الحديث (٢٤٥٠) في اواخر مسند علي عليه‌السلام من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ١٩٦.

ثم إنّ في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان أيضا أحاديث في الموضوع ، ولأحاديث الباب شواهد كثيرة يجدها الباحث تحت الرقم : (٣١ و ٧٢) من خصائص النسائي ص ٨٥ و ١٤٠ ، ط بيروت ، وفي الحديث : (٨٧٣) وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٦٩ ط ٢.

٢١٩

[ومما أنزل الله تعالى في تبيين سمو مقام علي ورفعة منزلته عنده الآية (٥٧) من سورة الزخرف (٤٤) وهو قوله عمّ سماحه وعظم كرمه وإحسانه] :

(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) [٥٧ / الزخرف : ٤٤].

٥٩ ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله بن سالم السلولي عن جدّه قال : حدّثنا يحيى بن يعلى الرازي قال : حدّثنا ابن أبي الثلج قال : حدّثنا الحسن بن حمّاد ، قال : حدّثنا يحيى بن يعلى عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، قال : حدّثنا ربيعة بن ناجد قال :

سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : فيّ أنزلت هذه الآية : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (١).

__________________

(١) وللحديث مصادر كثيرة وأسانيد وثيقة ، ولكن في كثير منها لم يتعرضوا لنزول الآية في الموضوع ، وقد رواه الحافظ النسائي في الحديث : (١٠٣) من كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ١٩٦ ، ط بيروت ، وقد علّقنا عليه أيضا عن مصادر قديمة قويمة.

وقد رواه أيضا الحافظ الحسكاني بأسانيد عن ربيعة بن ناجد وغيره في تفسير الآية الكريمة ـ

٢٢٠