النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

عن أبي سعيد [الخدري] قال : نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في خمسة في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم.

٥٠ ـ حدّثنا صالح بن يوسف الأنباري قال حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : حدّثنا عبد الملك ، قال : حدّثنا عبد الرحيم بن هارون ، قال حدّثنا هارون بن سعد ، قال : حدّثنا عطيّة قال :

سألت أبا سعيد [الخدري] عن أهل البيت الذين قال الله عزوجل فيهم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) الآية فذكر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلموعليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

__________________

ـ ٥٠ ـ وهذا رواه ابن عساكر بسند آخر عن هارون بن سعد في الحديث : (١٠٨) من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١٣ ، ص ٧٥ ط بيروت.

وقريبا منه رواه الخطيب في ترجمة سعد بن محمد بن الحسن العوفي تحت الرقم :

(٤٧٤٣) من تاريخ بغداد : ج ٩ ص ١٢٦ قال :

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل ، حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدّثنا محمد بن سعد العوفي حدّثني أبي حدّثنا عمرو بن عطية والحسين بن الحسن بن عطية عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وكان ـ

١٨١

٥١ ـ حدّثنا صباح بن محمّد بن عليّ وأبو ذرّ محمّد بن الحسين ابن روميّ قالا : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عن كثير النّواء عن عطيّة :

عن أبي سعيد رضي لله عنه قال : نزلت هذه الآية في خمسة وسمّاهم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم.

__________________

ـ في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين : قالت : وكنت على باب البيت فقلت : [و] أين انا يا رسول الله؟ قال : أنت في خير والى خير.

ورواه بسنده عنه ابن عساكر في الحديث : (١٠٦) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٧٣.

٥١ ـ ورواه أيضا الحافظ الحسكاني بهذا السند وبأسانيد أخر في الحديث : (٦٦٠) وما حوله في شواهد التنزيل ج ٢ ص ٢٤ قال :

أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد العابد ، قال : حدّثنا أبو أحمد الحسين بن عليّ إملاءا ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن الحسين الخثعميّ بالكوفة ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمان المسعودي عن كثير النواه عن عطيّة ...

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر بسنده عن عبّاد بن يعقوب ، عن أبي عبد الرحمان المسعودي ... وبأسانيد أخر في الحديث : (١٢٤) من ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق ص ٦٨ ط ١ ، ببيروت.

وروى الخرجوشي عن أم سلمة وعائشة أن النبي صلّى الله عليه [وآله وسلّم] [كان] ـ

١٨٢

...............

__________________

ـ اشتمل بالعبا قالتا : سمعناه يقول ـ وقد الصق ظهر علي الى صدره وظهر فاطمة الى ظهره [كذا] والحسن على يمينه والحسين على شماله ثم عمهم ونفسه بالعباء حتى غطاهم.

[و] قالت عائشة : ولقد لففهم فيه حتى جعل أطرافه تحت قدميه ثم قال :

ـ ورفع طرفه الى السماء وأشار بسبابته وما كان بين وجهه ـ : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أنا سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم اللهم وال من والاهم وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم.

فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] : وجبرئيل حاضر فامن على الدعاء وقال : [و] انا معكم يا محمد؟ فقال [له] : نعهم.

هكذا رواه في الحديث (١٤) من الباب : (٢٧) من كتاب شرف النبي ص ٢٥٠ ط ١.

ورواه أيضا ابو المعالي محمد بن محمد بن زيد العلوي المتوفى عام : (٤٧٨) في المجلس : (١٣) من كتاب عيون الأخبار الورق ٤١ / ب / قال :

أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزار ، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن الهيثم المقرىء حدّثنا موسى بن إسحاق ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن نمير [ظ] حدّثنا عبيد بن سعيد ، عن سفيان ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب :

عن أمّ سلمة عن النبي عليه‌السلام في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قال : نزلت في عليّ وحسن وحسين وفاطمة رضي الله عنهم.

أخبرنا أبو الهيثم عبد الملك بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا أبو عليّ أحمد بن الفضل بن خزيمة ، أنبأنا أبو عيسى موسى بن هارون الطوسي إملاءا ، أنبأنا معاوية بن عمر ، أنبأنا فضيل بن مرزوق ، أنبأنا عطية :

عن أبي سعيد ، عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية ، قالت : وأنا جالسة على باب البيت قالت : [ف] قلت : ـ

١٨٣

...............

__________________

ـ : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال عليه‌السلام : إنّك إلى خير إنّك من أزواج رسول الله. قالت : و [كان] في البيت رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم (١).

أخبرنا عبد الملك بن محمّد المعدّل ، أنبأنا أبو عليّ ابن خزيمة ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الترمذي أنبأنا أحمد بن الحسن اللهبي [ظ] أنبأنا أبو محمّد موسى عن عمرو الجرار ، عن سعيد بن مسلمة عن ابن جريج ، عن عطاء :

عن ابن عباس في قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية قال : الرجس : الذل. [ظ] «ويطهركم» من الذنوب «تطهيرا» قال : من ميلاد الجاهليّة.

أخبرنا أبو عليّ بن شاذان ، أنبأنا أبو سهل ابن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن غالب [ظ] حدّثنا غسّان بن الربيع ، حدّثنا عبيد بن الطفيل أبو سيدان ، عن ربعي بن حراش :

عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] أنّها أتت النبي عليه‌السلام فبسط لها ثوبا فأجلسها عليه ، ثمّ جاء ابنها الحسن فأجلسه معها ، ثمّ جاء ابنها الحسين فأجلسه معهما ، ثمّ جاء عليّ فأجلسه معهم ثمّ ضمّ إليهم الكساء ثم قال : اللهمّ هؤلاء منّي وأنا منهم فارض عنهم كما أنا عنهم راض.

__________________

(١) وقال السيد : وسمعت والدي رحمه‌الله يقول : سمعت بعض شيوخنا يقول : كنت بمدينة الرسول عليه‌السلام فرأيت على باب مسجد رسول الله صبيانا يديمون اللعب ويكثرون الشغب فانتهرتهم ونفضتهم فقال أحدهم :

ألا نحن للحوض ذوّاده

نذود ونحرس روّاده

فمن سرّنا نال منّا المنى

ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان يسمعنا [ظ] جفوة

فإن القيامة ميعاده

فما ساد من ساد إلّا بنا

ولا خاب من حبّنا زاده

 [قال :] فأخذت بيده فقلت : من أنت؟ فقال : هاشمي علوي وأخذ يده من يدي ...

أقول : هذا الحديث كان في كتاب عيون الأخبار قبل أحاديث آية التطهير متصلا بها وكان في آخره قريبا من كلمتين غير مقروء. ـ

١٨٤

...............

__________________

ـ أقول : وهذا الحديث رواه أيضا الحافظ الحسكاني بسندين : في تفسير آية التطهير تحت الرقم : (٧٠٤) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٥٤ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو الحسن الجار ، قال : أخبرنا أبو الحسن الصفّار ، قال حدّثنا تمتام ، قال : حدّثنا غسّان بن الربيع ، قال : حدّثنا عبيد بن طفيل أبو سيدان ، قال : حدّثنا ربعي بن حراش :

عن فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم أنّها أتت النبيّ صلّى الله عليه ... ورواه أيضا الطبراني في كتاب المعجم الأوسط ورواه عنه الهيثمي في باب مناقب أهل البيت من كتاب مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٩ ، قال : ورجاله رجال الصّحيح غير عبيد بن طفيل وهو ثقة وكنيته أبو سيدان.

وقد روى أبو المعالي محمّد بن محمّد بن زيد العلوي المتوفّى (٤٧٨) في المجلس الثالث عشر من كتاب عيون الأخبار الورق ٤١ / ب / الحديث بإسناد آخر يعجبني أن أذكرها قبل إذهاب الحوادث إياها ، قال : في عنوان : «فضل الطيّبين» من المجلس (١٣) :

أخبرنا الشيخ الصالح أبو طاهر عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المكتب [المترجم تحت الرقم : (٥٨١١) من تاريخ بغداد : ج ١١ ، ص ١١٦ ، قال :] أنبأنا أحمد بن [شعيب بن صالح البخاري الورّاق] حدّثنا صالح بن محمّد جزرة بن [عمرو بن] حبيب بن حسّان بن المنذر بن عمّار .. معن بن زائدة [عن] قائد الأعمش : [عبيد الله بن سعيد بن مسلم من رجال البخاري والترمذي] : عن الأعمش ، عن حفص بن أياس ، عن شهر بن حوشب : عن أم سلمة : قال : أتيتها فسألتها عن علي رضي الله عنه؟

فقالت : وعن مثله يسأل؟ فقلت : فكيف بمن يسبّه ويسبّ من يحبّه؟ فبكت وبكيت لبكائها.

ثمّ قالت : ثكلتني أمّي أيسّب النبيّ عليه‌السلام وأنتم أحياء؟ قلت : ليس يعنون رسول الله إنّما يسبّون عليا!! فقالت : أليس يسبّون عليا ويسبّون من يحبّه؟ فقلت بلى فقالت : والله لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وهو يحبّه.

[قالت :] ونزلت هذه الآية ـ ورسول الله مسجّى بثوب أبيض ـ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأمرني أن لا أدع أحدا يدخل عليه فأعطيته [ذلك [ظ] فجاء الحسن والحسين حتى دخلا عليه ، ثمّ جاء عليّ وفاطمة رضي الله عنهما حتى دخلا عليه فجمعهم وأخذ كساءا كان [خييبريّا] فغطّاه عليهم ثمّ قال : رب ـ

١٨٥

...............

__________________

ـ هؤلاء حامّتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا [رب هؤلاء أهل بيتي فأنزل رحمتك] عليهم. قلت : يا رسول الله أنا منهم؟ [قال : إنّك إلى خير].

أقول : وبعده قريبا من سطر أو نصف سطر لم يكن أصلي مقروءا وهكذا جميع ما أبقيناه بياضا أو وضعناه بين المعقوفين كان غير مقروء ، ولم أجد الرواية بهذا السند والسياق في غير كتاب عيون الأخبار كي أصحّحها عليه.

نعم أخذنا قوله : «أحمد بن شعيب بن صالح البخاري الوراق» من ترجمته تحت الرقم : (١٨٨٣) من تاريخ بغداد : ج ٤ ص ١٩٣ ، ومن ترجمة تلميذه أبي طاهر المؤدّب عبد الغفّار بن محمد بن جعفر تحت الرقم : (٥٨١١) في ج ١١ ، ص ١١٦.

وأيضا أصلحنا كثيرا من أسماء أجداد صالح بن محمد جزرة من ترجمته تحت الرقم : (٤٨٦٢) من تاريخ بغداد : ج ٩ ص ٣٢٢ (١).

وقريبا منه رواه أيضا الثعلبي بأسانيد في تفسير الآية : (٣٣) من سورة الأحزاب (٣٣) من تفسيره : ج ٣ / الورق ١٣٩ / ب / قال :

وأخبرني الحسين بن محمّد بن الحسين أبو عبد الله الثّقفي قال : حدّثنا عمر بن الخطاب ، قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا العوام بن حوشب ، قال : حدثني أبو عمران من بني الحارث بن تيم الله يقال له : مجمع قال :

دخلت مع أمّي على عائشة فسألها أمّي قالت : أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت : انّه كان قدرا من الله سبحانه وتعالى!!

__________________

(١) وليلاحظ ترجمة عبد الملك بن معن بن عبد الرحمان أبي عبيدة المسعودي وترجمة ابنه محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمان من كتاب تهذيب التهذيب : ج ٦ ص ٤٢٥ وح ٩ ص ٣٣٤.

وليلاحظ الحديث : (٦٦٤ ـ ٦٦٧) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٧١ ، ط ٢. ـ

١٨٦

...............

__________________

ـ فسألها [أمّي] عن عليّ؟ فقالت : تسألني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلموزوج أحبّ الناس كان إلى رسول الله؟ لقد رأيت عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا جمع رسول الله صلّى الله عليه [وسلّم] بثوب عليهم ثمّ قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.

قالت : فقلت : يا رسول الله أنا من أهلك؟ قال : تنّحي فإنّك إلى خير.

أقول : وروى مثله حرفيّا سندا ومتنا الحافظ الحسكاني في تفسير آية التطهير تحت الرقم :

(٦٨٤) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٣٨ ط ١.

ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث : (٦٥٠) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٦٣ ، ط ٢.

وقد أورد الحافظ أبو بكر ابن مردويه في كتاب مناقب عليّ عليه‌السلام نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم‌السلام من عدة طرق لعلها تزيد على مائة طريق.

هكذا اذكره عنه عليّ بن عيسى في أواخر عنوان : «ما نزل من القرآن في شأن عليّ عليه‌السلام» من كتاب كشف الغمّة : ج ١ ، ص ٣٢٥ ط بيروت.

وقد روى الفيروزآبادي الحديث عن مصادر كثيرة جدا في كتاب فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ١٧٠ ـ ٢٨٨ ط بيروت.

١٨٧

 [ومما قيل بنزوله فيه عليه‌السلام خاصة الآية (٥٧ و ٥٨) من سورة الأحزاب (٣٣) وهو قوله جلّت عظمته].

([إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً].

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [٥٧ ـ ٥٨ / الأحزاب ٣٣].

٥٢ ـ حدّثنا أبو أحمد يوسف بن عبد الله وأحمد بن أبي عمران قالا : حدّثنا عبد الخالق بن محمّد بن الحسن بن مرزوق ، قال : حدّثنا عبد الله بن ثابت ، قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا الهذيل : عن مقاتل بن سليمان (١) في قوله : عزوجل : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [قال :] نزلت في عليّ بن أبي طالب وذلك إنّ نفرا من المنافقين كانوا

__________________

(١) ورواه الحافظ رشيد الدين ابن شهرآشوب عن تفسير مقاتل بن سليمان هذا ، وعن تفسير أبي القاسم القشيري والضحاك وعن أسباب النزول للواحدي كما في كتاب مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٢١٠ ط قم. ـ

١٨٨

يؤذونه ويكذبون عليه (١).

__________________

(١) ومثله رواه الواحدي عن مقاتل بن سليمان في كتاب أسباب النزول ص ٢٧٣ قال :

قال مقاتل : نزلت [الآية] في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وذلك إنّ أناسا من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه.

ورواه الفيروزآبادي عنه وعن الزمخشري في تفسير الكشّاف في كتاب فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٣٣٦ ط بيروت.

ورواه الحافظ الحسكاني بسند آخر في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٧٧٥) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٩٣ ط ١ ، قال :

حدّثنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن المأمون ، حدّثنا أبو ياسر عمّار بن عبد المجيد ، حدّثنا أحمد بن عبد الله ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم التغلّبي عن مقاتل بن سليمان البلخي بتفسيره وفيه :

(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) يعني بغير جرم «فقد احتملوا بهتانا» وهو ما لم يكن (وَإِثْماً مُبِيناً) يعني بيّنا.

يقال : نزلت في عليّ بن أبي طالب وذلك إنّ نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه. وإن عمر بن الخطاب في خلافته قال لأبيّ بن كعب : إنّي قرأت هذه الآية فوقعت منّي كلّ موقع والله إني لأضربهم وأعاقبهم.

فقال له أبيّ : إنك لست منهم إنّك مؤدّب ومعلّم.

فإن ثبت النزول فيه خاصّة فقد ثبت [المدّعى] وإلّا فالآية متناولة له بالأخبار المتظاهرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمعلى الخصوص منها الحديث المسلسل [المستفيض من طريق زيد الشهيد رفع الله مقامه] وفي بعض رواياته : «من آذى شعرة منك» فهو خاصّ له [على هذا] ، وفي بعضها «[من آذى] شعرة مني» وهي [ايضا] متناولة [له] لقوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في عدّة أخبار : «انت مني وأنا منك».

ومنها رواية عمر [بن الخطاب] وجابر ، وسعد ، وأمّ سلمة وابن عبّاس وأبي هريرة وأبي سعيد ، وعمرو بن شاس.

أقول : أمّا قصة نزول الآية في علي عليه‌السلام خاصة فقد رواها أيضا عن مقاتل الثعلبي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج ٣ / الورق ١٤٥ / أ/. ـ

١٨٩

...............

__________________

وأمّا حديث المسلسل فله مصادر ، ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في ترجمة محمّد بن علي بن الحسين بن علي أبي عبد الله الأسدي الكوفي المعروف بابن الخابط من تاريخ دمشق : ج ٥١ ، ص ٥٨ قال :

أنبأنا أبو محمّد ابن الأكفاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ الأسدي المعروف بابن الخابط قراءة عليه وأنا أسمع في ربيع الأوّل سنة ستّين وأربعمائة [قال :] حدّثنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن عبد الرحمان العلوي الحسني حدّثنا محمّد بن الحسين التّيملي حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي حدّثنا عباد بن يعقوب ، حدّثنا أرطأة بن حبيب الأسدي عن عبيد بن ذكوان ، عن أبي خالد [الواسطي] حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره ، حدّثني عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره ، حدّثني الحسين بن عليّ وهو آخذ بشعره ، حدّثني عليّ بن أبي طالب وهو آخذ بشعره ، قال : [حدّثني رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم)] وسلم وهو آخذ بشعره [و] قال :] من آذى شعرة منّي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى.

أقول : والحديث رواه أيضا الحافظ ابن الجوزي في الحديث : (٣٠) من كتب المسلسلات الورق ١٧ / وزاد في آخره :

(ومن آذى الله لعنه الله ملأ السماوات وملأ الأرض [و] لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.)

ورواه مثله ـ عن أبي الحسن بن الفضل في مسلسلاته وابن عساكر ـ السيوطي في الحديث : (٢٤٦١) من جمع الجوامع : ج ٢ ص ١٩٧.

ورواه أيضا إلى قوله : «ملأ الأرض» الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين في الحديث : (١٠) من المجلس : (٥٣) من أماليه ، وما وضعناه في رواية ابن عساكر بين المعقوفين مأخوذ منه ومن كتاب المسلسلات وغيره ، وكان قد سقط من أصلي من تاريخ دمشق.

وأيضا روى السيوطي في الحديث : (٢٤٦٠) في أواخر مسند علي عليه‌السلام من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ١٩٧ ، عن مسلسلات أبي الحسن بن الفضل عن علي قال : سمعت النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم وهو آخذ بشعره يقول : من آذى شعرة من شعري فالجنة عليه حرام. ـ

١٩٠

...............

__________________

ـ ورواه أيضا موافق بن أحمد الخوارزمي في أواخر الفصل. (١٩) من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٢٣٥ قال :

[روى] عمرو بن خالد ، قال : حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني الحسين بن عليّ وهو آخذ بشعره ، قال حدّثني عليّ بن أبي طالب وهو آخذ بشعره قال :

حدّثني رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] وهو آخذ بشعره قال : يا عليّ من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني آذى الله ، ومن آذى الله لعنه ملأ السماوات وملأ الأرض.

ورواه أيضا أبو سعد الخركوشي المتوفى (٤٠٨) في الباب (٢٧) من كتاب شرف المصطفى قال :

[و] عن أرطأة بن حبيب قال : حدّثني أبو خالد الواسطي وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره قال : حدّثني عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني الحسين بن عليّ وهو آخذ بشعره قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب وهو آخذ بشعره قال :

حدّثني رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] قال : من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فعليه لعنة الله.

ورواه عنه وعن الحاكم في أماليه وعن النطنزي في الخصائص ابن شهرآشوب في عنوان : «[ما ورد] في أذاه عليه‌السلام» من مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ٢١١.

وأيضا قال الخركوشي : [و] عن عليّ بن أبي طالب [عليه‌السلام] قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] يقول : من آذاني في أهل بيتي فقد آذى الله عزوجل ، ومن أعان على أذاهم وركن الى أعدائهم فقد آذن بحرب من الله ولا نصيب له غدا في شفاعة رسول الله.

وروى البخاري في ترجمة عمرو بن شاس الأسلمي الصحابي تحت الرقم : (٢٤٨٢) من التاريخ الكبير : القسم الثاني من ج ٣ / أو ج ٦ ص ٣٠٦ قال :

قال عبد العزيز بن الخطّاب : حدّثنا مسعود بن سعد ، عن محمّد بن إسحاق ، عن أبان بن صالح ، عن الفضل بن معقل ، عن عبد الله بن نيار :

عن عمرو بن شاس رضي الله عنه [قال :] قال لي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم: آذيتني ـ

١٩١

...............

__________________

ـ قلت : ما أحبّ أن أوذيك. قال : [بلى] من آذى عليّا فقد آذاني.

ورواه أيضا ـ بوضوح ـ أحمد بن حنبل في مسند عمرو بن شاس من كتاب المسند : ج ٣ ص ٤٨٣ ط ١ ، وفي الحديث : (١٠٥) من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب الفضائل ص ٦٩ ط ١ ، قال :

حدّثنا يعقوب [بن إبراهيم] قال : حدّثني أبي [قال :] أنبأنا محمّد بن إسحاق ، عن أبان بن صالح ، عن الفضل بن معقل بن سنان ، عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شاس الأسلمي ـ قال : وكان من أصحاب الحديبية ـ قال :

خرجت مع عليّ ـ يعني ابن أبي طالب ـ إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتّى وجدت عليه في نفسي فلما قدمت [المدينة] أظهرت شكايته في المسجد حتّى بلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلمفدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله في ناس من أصحابه فلمّا رآني أحدّني عينيه ـ يقول : حدّد إلي النظر ـ حتى إذا جلست قال : يا عمرو أما والله لقد آذيتني. قلت : أعوذ بالله أن أؤذيك يا رسول الله. قال : بلى من آذى عليّا فقد آذاني.

ورواه عنه ابن الاثير في ترجمة عمرو بن شاس من كتاب أسد الغابة : ج ٤ ص ١١٤ ، ط ١ ، ثم قال : [و] أخرجه الثلاثة.

ورواه ابن عساكر بأسانيد ـ وعلقناه عليه أيضا عن مصادر ـ في الحديث : (٤٩٤) من ترجمة عليّ عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٤٢٠ ط ٢.

وروى حمزة بن يوسف السهمي في أواسط ترجمة محمد بن جعفر الديباج تحت الرقم : (٦٢٠) من تاريخ جرجان ص ٤١٣ ط ١ ، قال :

حدّثنا القاضي أبو نعيم عبد الملك بن أحمد النعيمي في داره بأستراباذ ، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن محمّد القاضي ب «جرجان» أخبرنا محمّد بن الفضل بن حاتم ، حدّثنا إسماعيل بن بهرام الكوفي ، حدّثني محمّد بن جعفر عن أبيه عن جده :

عن جابر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعلي : من آذاك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله. ـ

١٩٢

...............

__________________

ـ وروى رشيد الدين ابن شهرآشوب في عنوان : «[ما ورد» في أذاه عليه‌السلام» من مناقب آل ابي طالب : ج ٢ ص ١٠ ، وفي ط : ج ٣ ص ٢١١ قال :

[وروى] العكبري في [كتاب] الابانة [عن] مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال : كنت أنا ورجلان في المسجد فنلنا من عليّ فأقبل [علينا] النبي فقال : ما لكم ولي؟ من آذى عليّا فقد آذاني.

أقول : ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٥٠٠ و ٥٠٢) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٤٢٢ ، وقبل الحديثين وبعدهما وفي تعليقهما شواهد أخر.

[وبالسند المتقدم قال أحمد بن محمّد القاضي :] أخبرنا محمّد بن الفضل بن حاتم ، حدّثنا إسماعيل بن بهرام الكوفي حدّثني محمّد بن جعفر عن أبيه عن جده عن جابر قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم لعليّ : من آذاك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله.

ورواه أيضا البيهقي في باب : «بعث رسول الله عليّا الى أهل نجران واليمن» من كتاب دلائل النبوة الورق ٦٦ / ب / قال :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار قال : حدّثنا يونس عن ابن إسحاق قال : حدّثني أبان بن صالح ، عن عبد الله بن نيار الأسلمي :

عن خاله عمرو بن شاس ـ وكان من أصحاب الحديبيّة ـ قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب في جملة الذي بعثه فيها رسول الله صلّى الله عليه إلى اليمن فجفاني عليّ بعض الجفاء فوجدت عليه في نفسي فلمّا قدمت المدينة اشتكيته في مجالس المدينة وعند من لقيته ، فأقبلت يوما ورسول الله صلّى الله عليه جالس في المسجد فلمّا رآني أنظر إليّ عينيه [يعني] نظر إليّ حتّى جلست إليه ، فلمّا جلست قال : إنّه والله يا عمرو بن شاس لقد آذيتني.

فقلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون أعوذ بالله والإسلام أن اؤذى رسول الله صلّى الله عليه.

فقال من آذى عليّا فقد آذاني.

وأخبرنا [به أيضا] أبو الحسين بن الفضل القطّان ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر ، ـ

١٩٣

...............

__________________

ـ قال : حدّثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدّثني أحمد بن عمرو أبو جعفر ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن المغرا ، عن محمّد بن إسحاق ، عن ابان بن صالح ، عن الفضل بن معقل بن سنان ، عن عبد الله بن بيان أو نيار ، عن خاله عمرو بن شاس [..]

فذكر معناه أتم منه.

أقول : ورواه الحاكم بسندين آخرين عن ابن إسحاق في الحديث : (٥٠) من باب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٢٢.

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر بأسانيد كثيرة عن البيهقي وغيره في الحديث : (٤٩٧) وما حوله من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٤٢٠ ط ٢.

وعلقنا عليه أيضا عن مصادر.

وروى الحاكم في الحديث : (٤٩) من باب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٢١ ، قال :

أخبرني محمّد بن أحمد بن تميم القنطري حدّثنا أبو قلابة الرقاشي حدّثنا أبو عاصم ، عن عبد الله بن المؤمّل ، حدثني أبو بكر ابن عبيد الله بن أبي مليكة عن أبيه قال :

جاء رجل من أهل الشام فسبّ عليّا عند أبن عبّاس فحصبه ابن عبّاس فقال : يا عدّو الله آذيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) لو كان رسول الله حيّا لآذيته.

قال الحاكم ـ وأقره الذهبي ـ هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وهذا المعنى ورد عن عمر بن الخطاب أيضا على ما روى عنه القطيعي في الحديث : (٢١١) من فضائل عليّ في كتاب الفضائل ص ١٤٠ ، قال :

حدّثنا الفضل بن الحباب البصري بالبصرة قال : حدّثنا القعنّبي عبد الله بن مسلمة قال : حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود ، عن عروة ـ وهو ابن الزبير ـ [قال] :

إنّ رجلا وقع في عليّ بن أبي طالب بمحضر من عمر ، فقال له عمر : أتعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب فلا تذكر عليّا إلا بخير فإنك أن أبغضته آذيت هذا في قبره. ـ

١٩٤

...............

__________________

ـ ورواه أيضا محمّد بن عليّ بن الحسين رحمه‌الله في أواخر المجلس : (٦١) من أماليه ص ٣٤٨.

ورواه الحافظ ابن عساكر بسندين آخرين بحسب الصدر في الحديث : (١٣٢٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٢٩٥ ط ٢.

وروى السيوطي في الحديث : (٤٩) من كتاب إحياء الميت بفضائل اهل البيت عليهم‌السلام قال :

وأخرج الديلمي عن ابي سعيد [الخدري] قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم:

اشتدّ غضب الله على من آذاني في عترتي.

١٩٥

[ومما أنزل الله تعالى في الإنباء عن عظمة ولاية علي وإعلام العالمين بمسؤوليتهم الكبرى في قبال هذه الولاية هو الآية (٢٤) من سورة الصّافات (٣٧) وهو قوله تعالى] :

(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [٢٤ / الصّافات : ٣٧].

٥٣ ـ ٥٤ ـ حدّثنا محمّد بن المظفّر ، قال : حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن القاسم البزّاز ، قال : حدّثني الحسين بن الحكم (١) قال : حدّثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال : حدّثنا القاسم بن عبد الغفّار ، عن أبي الأحوص ، عن مغيرة عن الشّعبيّ :

عن ابن عبّاس في قوله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : عن ولاية عليّ بن أبي طالب.

__________________

(١) المعروف ب «الحبري» والحديث موجود تحت الرقم : (٤٠) من تفسيره الورق ٢٧ / ب / وفي ط قم ص ٧٨.

ورواه بسنده عنه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره ص ١٣١ ، ط الغرّي.

ورواه أيضا محمد بن العبّاس بن ماهيار الثقة كما في الباب : (٥١) من كتاب غاية المرام ص ٢٦٠.

ورواه ايضا الحافظ الحسكاني ـ في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٧٨٥) وما بعده من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٠٦ ، بأسانيد عن الإمام الباقر وأبي سعيد الخدري وابن عبّاس عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم).

ورواه حرفيا بمثل ما هنا تحت الرقم : (٧٨٩) منه ص ١٠٨ ، قال :

١٩٦

[و] حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن أبي صالح ، قال : حدّثنا أحمد بن هارون البردعي قال : حدّثنا الحسين بن الحكم مثله (١).

__________________

ـ أخبرنا الحاكم أبو عبد الله جملة وأبو الحسين السبيعيّ عن أصل كتابه عن الحسين بن الحكم [ظ].

وأخبرنا أبو بكر محمّد البغدادي قال : حدّثني سعيد بن أبي سعيد حدّثني عليّ بن عبد الرحمان بن مأتي الكوفي ، حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم ...

(١) ورواه عن المصّنف وجماعة آخرين رشيد الدين ابن شهرآشوب في «باب ما تفرّد من مناقب علي ومنزلته عند الميزان والكتاب» من مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ١٥٢ ، قال : [وروى] محمّد بن إسحاق والشعبي والأعمش وسعيد جبير ، وابن عباس وأبو نعيم الأصفهاني والحاكم الحسكاني والنطنزي.

و [ايضا روى] جماعة اهل البيت عليهم‌السلام [في قوله تعالى] : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [انهم قالوا : يسألون] عن ولاية علي بن أبي طالب وحبّ اهل البيت عليهم‌السلام.

وفي معناه ما رواه سبط ابن الجوزي عن مجاهد في اوائل الباب الثاني من كتاب تذكرة الخواص ص ٢١.

والحديث رواه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي المفسّر بسند آخر قال :

أخبرنا أبو إبراهيم ابن أبي القاسم الصوفي أنبأنا محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن عفير ، أنبأنا أحمد بن الفرات ، حدثنا عبد الحميد الحماني حدثنا قيس بن عطية [عن أبي هارون العبدي] :

عن أبي سعيد [الخدري] عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمفي قوله عزوجل (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : عن ولاية علي بن أبي طالب.

[قال الواحدي :] والمعنى أنهم يسألون هل والوه حقّ الموالات كما أوصاهم به رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم).

[قال الواحدي :] وروي عن علي صلوات الله عليه وآله انه [قال :] جعلت المولات أصلا من أصول الدين. ـ

١٩٧

...............

__________________

هكذا رواه الحموئي بسنده عنه في الباب : (١٤) من كتاب فرائد السمطين ج ١ ص ٧٩.

والظاهر ان «ابو عبد الله» هذا هو الحسين بن محمد بن عفير المترجم في تاريخ إصبهان : ج ١ ، ص ٢٨١ قال :

الحسين بن محمد بن عفير أبو عبد الله الانصاري سكن بغداد [ثم] قدم اصبهان.

يروى عن الحجاج بن يوسف وعبد الله بن داود.

وبناءا عليه فالألفاظ الثلاثة : «عبد الله بن» ـ في حديث أبي الحسن الواحدي الذي رواه عنه الحمّوئي ـ زائدة.

أقول : والحديث الأوّل رواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم :

(٧٨٧) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٠٦ ، ط ١ ، قال :

حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه‌الله ، قال : أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد ، حدّثنا الحسين بن محمد بن عفير [قال حدّثنا] أحمد بن الفرات ، حدثنا عبد الحميد الحمآني عن قيس ، عن أبي هارون ...

وروواه أيضا ابن حجر الهيثمي في كتاب الصواعق المحرقة ص ٨٩ قال :

الآية الرابعة [مما نزلت في علي] قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أنّ النّبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم قال : وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي عليه‌السلام.

ثمّ قال ابن حجر : وكأنّ هذا هو مراد [أبي الحسن] الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أي عن ولاية عليّ عليه‌السلام وأهل البيت ، لأن الله امر نبيه صلّى الله عليه [وآله] وسلم أن يعرف الخلق انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى. والمعنى : انّهم يسألون هل والوهم حق الموالات كما أوصاهم النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم)؟ أم أضاعوها وأهملوها فتكون المطالبة والتبعة.

ورواه عنه الفيروزآبادي في كتاب فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٣٢٨ ط بيروت. ـ

١٩٨

...............

__________________

ورواه أيضا مجاهد بن جبر ، على ما رواه عنه الذهبي في ترجمه عليّ بن حاتم تحت الرقم : (٥٨٠٢) من ميزان الاعتدال : ج ٣ ص ١١٨ قال :

وروى أبو معاوية : عليّ بن حاتم ، قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن ابن ابي نجيح عن مجاهد [في قوله تعالى] : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : عن ولاية علي [عليه‌السلام].

أقول : ورواه أيضا ابن حجر في ترجمة أبي معاوية : عليّ بن حاتم من كتاب لسان الميزان : ج ٤ ص ٢١١.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل (١٧) من مناقبه ص ١٩٥ ، نقلا عن ابن مردويه على ما هو الظاهر من السياق ـ قال.

وروى أبو الأحوص عن أبي إسحاق في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : يعني من ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام انه لا يجوز أحد الصراط إلا وبيده براة بولاية علي بن أبي طالب.

ورواه أيضا محمد بن العبّاس بن الماهيار ـ كما في الحديث : (٥) من تفسير الآية المباركة من تفسير البرهان : ج ٤ ص ١٧ قال : [و] عن صالح بن أحمد ، عن أبي مقاتل ، عن حسين بن حسن ، عن حسين بن نصر بن مزاحم عن القاسم بن عبد الغفار ، عن أبي الأحوص ، عن مغيرة ، عن الشعبي :

عن ابن عباس في قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) [قال]. عن ولاية علي بن أبي طالب.

ورواه أيضا عنه السيد البحراني رفع الله مقامه في الباب : (٥١) من كتاب غاية المرام ص ٢٦٠.

وروى الخرجوشي في الحديث : (٢٢) من كتاب شرف المصطفى كما في الباب المذكور من كتاب شرف النبي ص ٢٥٢ قال :

وبلغنا عنه صلّى الله عليه انه قال إنّ الله فرض فرائض فوضعها في حال وخفف في حال وفرض ولا يتناال أهل البيت فلم يضعها في حال من الأحوال. ـ

١٩٩

[ومما أنزل الله تعالى من القرآن الكريم في تكريم علي وآله الطاهرين وتخصيصهم بالسلام من بين العالمين هي الآية (١٣٠) من سورة الصّافات ٣٧ وهو قوله عز شأنه] :

(سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) [١٣٠ / الصّافات : ٣٧] (١).

٥٥ ـ حدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش قال : حدّثنا الهيثم بن خلف ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب.

__________________

ـ وروى محمد بن أحمد بن شاذان ـ على ما رواه عنه السيد بن طاوس في الباب (٧٧) من كتاب اليقين ص ٥٧ ـ قال :

حدثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم بن محمد الثقفي عن يحي بن عبد القدوس عن علي بن محمد الطيالسي ، عن وكيع بن الجراح ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي :

عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلميقول : إذا كان يوم القيامة امر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز [ه] أحد إلا ببراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ومن لم يكن له براءة [من] أمير المؤمنين أكبّه الله على منخرية في النار وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ.)

قلت : فداك أبي وأمّي يا رسول الله ما تعني ببراءة أمير المؤمنين؟ قال لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وصي رسول الله صلوات الله عليه وآله.

(١) قال الطبرسي رفع الله مقامه في تفسير الآية الكريمة من تفسير مجمع البيان :

قرأ ابن عامر ونافع ورويس عن يعقوب : «آل ياسين» بفتح الألف وكسر اللام المقطوعة من «ياسين»

وقرأ الباقون إلياسين بكسر الألف وسكون اللام موصولة ب «ياسين». وفي الشواذ

٢٠٠