النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

الجدلي [عبد بن عبد أو عبد الرحمان] قال : قال لي عليّ عليه‌السلام : ألا أنبئّك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنّة ، و [ب] السيّئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار ولم يقبل له [معها] عملا؟ قلت : بلى ثمّ قرأ [أمير المؤمنين](مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ثمّ قال : يا أبا عبد الله الحسنة حبّنا والسيّئة بغضنا (١).

__________________

ج ١ ، ص ٤٢٦ و ٤٢٨ ولما في تفسير الحبري وأمالي الطوسي وما رواه الحموئي عن المصنف في الباب : (٦١) من كتاب فرائد السمطين : ج ٢ ص ٢٩٩ ، وفي كتاب الخصائص الوحي المبين ص ١٢٨ : «وابن داود ...».

(١) وقريبا منه رواه أيضا الشيخ الطوسي رحمه‌الله في أواسط الجزء (١٧) من أماليه : ج ١ ، ص ١٠٧ ، قال :

أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني إجازة. قال : حدّثنا اسماعيل بن موسى ابن بنت السدي الفزاري الكوفي قال : حدّثنا عاصم بن حميد الحنّاط عن فضيل الرسان ، عن نفيع أبي داود السبيعي قال :

حدّثني ابو عبد الله الجدلي قال : قال لي علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ألا احدثك يا ابا عبد الله بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة؟ والسيئة التي من جاء بها اكبّه الله [على] وجهه في النار؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين. قال : الحسنة حبّنا والسيئة بغضنا.

ورواه البحراني عنه وعن مصادر أخر بأسانيد كثيرة في تفسير الآية الكريمة من تفسير ـ

١٦١

...............

__________________

ـ البرهان : ج ٣ ص ٢١٢ ط ٢.

وقريبا منه رواه ايضا الحبري برواية علي بن محمد ، في تفسير الآية الكريمة من تفسيره قال :

حدّثني إسماعيل بن أبان ، عن فضيل بن الزبير ، عن أبي داود السبيعي :

عن ابي عبد الله الجدلي قال : دخلت على علي عليه‌السلام فقال : يا أبا عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة وفعل به وفعل؟ و [ب] السيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار ولم يقبل له معها عمل؟ قال : قلت : بلى يا أمير المؤمنين :

فقال : الحسنة حبّنا والسيئة بغضنا.

ورواه بسنده عنه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٥٨٢) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤٢٦.

ورواه أيضا الثعلبي بسنده عن الحبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره :

ج ٢ / الورق .. قال :

وأخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القايني أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ببغداد ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي بحلب ، حدّثنا الحسين بن ابراهيم الجصّاص أخبرنا حسين بن الحكم ...

ورواه أيضا فرات بن ابراهيم في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٥٠٠) من تفسيره بسند أخر عن فضيل الرسان ، عن أبي داود ...

ورواه عنه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٥٨٧) من كتاب شواهد التنزيل ج ١ ، ص ٤٢٨.

وأيضا رواه الحافظ الحسكاني بسند آخر في الحديث الأول من تفسير الآية الكريمة من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤٢٥ قال :

أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد : قال :

حدّثنا عبد العزيز بن يحي بن أحمد ، قال : حدّثني محمد بن عبد الرحمان بن الفضل ، ـ

١٦٢

...............

__________________

ـ قال : حدّثني جعفر بن الحسين ، قال : حدّثني أبي قال : حدّثني محمد بن زيد ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر يقول : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له : يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) الى قوله (تَعْمَلُونَ؟) قال : بلى جعلت فداك. قال : الحسنة حبّنا أهل البيت والسيئة بغضنا ، ثم قرأ الآية.

وروى عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمعن قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) [ف] قال لي : يا أنس أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه عند يوم القيامة وأخرج ويكسوني جبرئيل سبع حلل من حلل الجنة طول كل حلة ما بين المشرق إلى المغرب ويضع على رأسي تاج الكرامة ورداء الجمال ويجلسني على البراق ويعطيني لواء الحمد طوله مسيرة مائة عام فيه ثلاث مائة وستون حلة من الحرير الأبيض مكتوب عليه : «لا إله الا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب ولي الله» ، فآخذه بيدي وأنظر يمنة ويسرة فلا أرى أحدا فأبكي وأقول يا جبرئيل ما فعل أهل بيتي وأصحابي؟ فيقول : يا محمد إنّ الله تعالى أوّل من أحي اليوم من أهل الأض أنت ، فانظر كيف يحيى الله بعدك أهل بيتك وأصحابك ، فأوّل من يقوم من قبره أمير المؤمنين ويكسوه جبرئيل حللا من [حلل] الجنة ويضع على رأسه تاج الوقار ورداء الكرامة ويجلسه على ناقتي العضباء ، فأعطيه لواء الحمد فيحمله بين يدي ونأتي جميعا ونقوم تحت العرش.

[قال :] ومنه الحديث : أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض بعدي.

أقول : هكذا رواه رشيد الدين في عنوان : «درجات علي عند قيام الساعة» من مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ٢٢٥.

١٦٣

[وممّا أنزل الله تعالى في تحقيق إيمان عليّ وتصديق قوله (كرم الله وجهه) الآية : (١٨) من سورة السجدة : (٣٢) وهو قوله تعالى] :

(أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ) [١٨ / السجدة : ٣٢] .

(٤٤) ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا إسحاق بن بنان ، قال : حدّثنا حبيش بن مبّشر ، قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى قال : حدّثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير :

عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : قال الوليد بن عقبة لعلّي عليه‌السلام : أنا أحدّ منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ منك حشوا للكتيبة.

فقال [له] عليّ عليه‌السلام : اسكت فإنّما أنت فاسق. فنزلت : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ.)

قال [ابن عبّاس] : يعني [الله تعالى] بالمؤمن عليّا عليه‌السلام وبالفاسق الوليد بن عقبة.

__________________

(٤٤) ـ وقد رواه أبو الحسن الواحدي بسنده عن شيخ المصنّف في كتاب أسباب النزول ص ٢٦٣ قال : ـ

١٦٤

...............

__________________

ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الإصفهاني قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ ، قال :

أخبرنا إسحاق بن بيان الأنماطي قال : أخبرنا حبيش بن مبشّر الفقيه ...

وقد رواه الحافظ رشيد الدين ابن شهرآشوب عن المصنّف في كتاب : «ما نزل من القرآن في عليّ» وعن الشيرازي في نزول القرآن ، وعن الواحدي في أسباب النزول والوسيط ، وعن الخطيب في تاريخه ، وابن بطة في الإبانة وأحمد في الفضائل والنطنزي في الخصائص والقشيري في تفسيره والزجاج في معانيه والثعلبي في تفسيره وصاحب تاج التراجم وصاحب الأغاني.

أقول وللحديث مصادر وأسانيد كثيرة ، وقد رواه الحافظ الحسكاني بهذا السند في تفسير الآية الكريمة في الحديث : (٦١٢) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤٤٨ ط ١. وقد رواه قبله وبعده بأسانيد أخر كثيرة ، وعلقناه عليه أيضا عن مصادر بأسانيد. وقد رواه أيضا بأسانيد الحافظ ابن عساكر في ترجمة الوليد بن عقبة من تاريخ دمشق قال :

اخبرنا ابو العباس عمر بن عبد الله بن أحمد بن الفقيه ، حدّثنا ابو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي اخبرنا ابو بكر احمد بن محمد الاصبهاني اخبرنا عبد الله بن محمّد الحافظ ، اخبرنا إسحاق بن بنان الأنماطي حدّثنا حبيش بن مبشر الفقيه حدّثنا عبيد الله بن موسى عن ابن أبي ليلى عن الحكم ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب : أنا أحدّ منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك.

فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق. فنزلت : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ) قال : يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة.

ورواه أيضا الخطيب في ترجمة نوح بن خلف البجلي تحت الرقم : (٧٢٩١) من تاريخ بغداد : ج ١٣ ، ص ٣٢١.

١٦٥

...............

__________________

ـ وقد رواه أيضا ابن إسحاق وابن أبي حاتم والطبري عن عطاء بن يسار ، كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير الطبري : ج ٢١ ص ٦٨ ، والدّر المنثور.

وأيضا رواه السيوطي في الدّر المنثور ، عن ابن ابي حاتم عن عبد الرحمان بن أبي ليلى.

وأيضا قال السيوطي في الدر المنثور : وأخرجه أبو الفرج في كتاب الأغاني وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر بطرق عن ابن عباس.

ورواه المحب الطبري عن السلفي والواحدي في كتاب الرياض النضرة : ج ٢ ص ٢٠٦ ط ٢ كما في كتاب فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ١٥ ، ط بيروت.

ورواه أيضا البلاذري في الحديث : (١٥٠) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب أنساب الأشراف : ج ١ / الورق ١٦٦ / / وفي ط ١ : ج ٢ ص ١٤٨ ، قال :

[حدّثنا] حريث ، عن الهيثم بن جميل ، عن حماد بن سلمة ، عن الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عبّاس : ان الوليد بن عقبة قال لعلي : أنا أسلط منك لسانا وأحد سنانا وأربط جنانا وأملأ حشوا للكتيبة.

فقال [له علي] : اسكت يا فاسق. فأنزل الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) يعني بالمؤمن عليّا عليه‌السلام.

وراجع ما علقناه عليه نقلا عن ترجمة محمد بن السائب الكلبي من كتاب الكامل ـ لابن عدي ـ : ج ٢ / الورق ٣٣.

أقول : وأشار البلاذري أيضا الى القصة عند انقضاء نسب بني مروان في ترجمة وليد بن عقبة في عنوان : «ولد أبي عمرو بن أمية» من كتاب أنساب الأشراف : ج ٣ / الورق ١٩٩ / أ/ قال :

وكان [الوليد] يكنّى أبا وهب ، وكان النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم بعثه الى بني ـ

١٦٦

...............

__________________

ـ المصطلق مصدّقا ، فأتاه فقال : «منعوني الصدقة» كاذبا فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلمبغزوهم فنزلت [عليه الآية (٧) من سورة الحجرات] : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ.)

ووقع بين الوليد وبين علي بن أبي طالب كلام في أمر هذه الدعوة التي ادعاها على بني المصطلق او غير ذلك فقال [الوليد] : لأنا [املأ حشوا] بالكتيبة وأضرب بهامة البطل الشيح منك [فقال له علي : اسكت يا فاسق] فأنزل الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً] لا يَسْتَوُونَ.)

ورواه أيضا القطيعي في الحديث : (١٦٥) من فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل ص ١١٢ ، ط ١ ، قال :

حدّثنا ابراهيم [ابو مسلم الكجي] قال : حدّثنا حجّاج ، قال : حدّثنا حمّاد ، عن الكلبي عن أبي صالح :

عن ابن عباس : ان الوليد بن عقبة قال لعلي : ألست أبسط منك لسانا واحدّ منك سنانا وأملأ منك حشوا؟ [فقال له علي : أسكت يا فاسق] فأنزل الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ.)

أقول : ما بين المعقوفين اسقطوه من الرواية ولا بد منها كما تحقق مما سقناه من الأحاديث.

والحديث رواه ابن المغازلي بسندين تحت الرقم : (٣٧٠ ـ ٣٧١) من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٣٢٤.

وروى محمد بن علي بن الحسين الفقيه في المجلس : (٧٤) من أماليه ص ٤٤٠ ط ٤ قال :

حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدّثنا الحسن بن علي السكري قال : حدّثنا محمد بن زكريا الجوهري قال : حدّثنا عبد الله بن ضحاك ، قال : حدّثني هشام بن محمد عن أبيه. ـ

١٦٧

...............

__________________

ـ قال هشام : وأخبرني ببعضه أبو مخنف لوط بن يحي وغير واحد من العلماء في كلام [قالوا] :

كان بين الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وبين الوليد بن عقبة [كلام] فقال له الحسن عليه‌السلام : لا ألومك أن تسبّ عليّا عليه‌السلام وقد جلدّك في الخمر ثمانين سوطا وقتل أباك صبرا بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمفي يوم بدر.

وقد سماه الله عزوجل في غير آية مؤمنا وسماك فاسقا ، وقد قال الشاعر فيك وفي علي عليه‌السلام :

أنزل الله في الكتاب علينا

في علي وفي الوليد قرانا

فتبوأ الوليد منزل كفر

وعلي تبوأ الأيمانا

ليس من كان مؤمنا يعبد الله

كمن كان فاسقا خوانا

سوف يدعى الوليد بعد قليل

وعلي الى الجزاء عيانا

فعلي هناك يجزى جنانا

وهناك الوليد يجزى هوانا

وروى أحمد بن أعثم الكوفي المتوفى حدود العام : (٣١٤) في بداية حرب صفين من كتابه الموسوم ب الفتوح : ج ٢ ص ٣٥٤ ط الهند ، قال :

وقد كان في [أيّام] حياة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم جرى بين الوليد [بن عقبة] وعلي كلام فقال [الوليد] لعلي : أنا أحد منك سنانا وأسلط منك لسانا وأملأ منك حشوا للكتيبة!!

فقال له علي : أسكت فإنّما أنت فاسق. فغضب الوليد من ذلك وشكى الى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم [عليا] بذلك فنزلت فيه هذه الآية : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ) يعني [الله تعالى بالفاسق] الوليد بن عقبة.

فأنشد حسان بن ثابت الأنصاري يقول في ذلك أبياتا مطلعها :

أنزل الله والكتاب عزيز

في علي وفي الوليد قرانا

١٦٨

...............

__________________

[فتبوأ الوليد من ذاك فسقا

وعلي مبوءا إيمانا

ليس من كان مؤمنا عرف الله

كمن كان فاسقا خوانا

سوف يجزى الوليد خزيا وعارا

وعلي لا شك يجزى جنانا

فعلي يجزى هناك جنانا

ووليد يجزى هناك هوانا]

أقول : قال في هامش الأصل : ما بين المعقوفين من نسخة «د». وانظر تفسير روح المعاني ج ٦ ص ٥١٣.

وروى الحافظ المزّي في ترجمة الوليد بن عقبة بن أبي معيط من تهذيب الكمال : ج ٨ ص ١٤٧٥ ، قال :

قال الحافظ أبو بكر الخطيب : أدرك [الوليد] رسول الله ـ ورآه ـ وهو [الوليد] الفاسق الذي ذكره الله تعالى في كتابه يعني [في] قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ.)

قال المزي : وقال أبو نصر ابن ماكولا نحو ذلك. ثم قال المزي :

وقال أبو عمر ابن عبد البر : ... ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن ـ فيما علمت ـ أن قوله عزوجل : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) نزلت في الوليد بن عقبة وذلك انه بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلمالى بني المصطلق مصدّقا [فرجع عنهم] فأخبر عنهم انهم ارتدوا عن الإسلام وأبوا من أداء الصدقة وذلك إنّهم خرجوا اليه في نعم [ظ] ولم يعرف ما عندهم فانصرف عنهم فأخبر [النبي] بما ذكرنا [ه].

فبعث اليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلمخالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم فأخبروه انهم متمسكون بالإسلام ونزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) الآية [ثم] قال : وروي عن مجاهد وقتادة مثل ما ذكرنا [ه].

ثم روى بإسناده عن هلال الوزان ، عن ابن أبي ليلى [ظ] في قوله [تعالى] : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) قال : نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط. ـ

١٦٩

...............

__________________

ـ [ثم] قال [ابو عمر] : ومن حديث الحكم وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة ـ في قصة ذكرها ـ : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ.)

أقول : والوليد هذا هو الذي جاهر بالبهتان ورثى أخاه من أمه عثمان بعد هلاكه قائلا :

بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم

ولا تنهبوه لا تحل مناهبه

بني هاشم كيف الهوادة بيننا

وعند علي درعه ونجائبه

بني هاشم كيف التودد منكم

وبزابن أروى فيكم وحرائبه

بني هاشم إن لا تردّوا فإنّنا

سواء علينا قاتلاه وسالبه

بني هاشم إنّا وما كان منكم

كصدع الصّفا لا يشعب الصدّع شاغبه

قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه

كما غدرت يوما بكسرى مرازبه

فاجابه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب :

سلوا أهل مصر عن سلاح ابن اختنا

فهم سلبوه سيفه وحرائبه

فلا تسألونا سيفه إنّ سيفه

أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه

وشبّهته كسرى وقد كان مثله

شبيها بكسرى هديه وضرائبه

وكان وليّ الأمر بعد محمّد

عليّ وفي كلّ المواطن صاحبه

عليّ وليّ الله أظهر دينه

وأنت مع الأشقين فيمن تحاربه

وأنت امرؤ من أهل صفواء نازح

فما لك فينا من حميم تعاتبه

وقد أنزل الرحمان أنك فاسق

فما لك في الإسلام سهم تطالبه

وهذه القصّة ذكرها المسعودي في آخر ترجمة عثمان من كتاب مروج الذهب : ج ٢ ص ٣٥٧ ط مصر.

١٧٠

[ومما أنزل الله تعالى في الإنباء عن عظم غناء علي (كرم الله وجهه) في الإسلام هي الآية : (٢٥) من سورة الأحزاب : (٣٣) وهو قوله تعالى] :

([وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً] وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) [٢٥ / الأحزاب : ٣٣].

(٤٥) ـ حدّثنا أبو بكر بن القمص (١) قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص [بن عمر الخثعمي الأشناني الكوفي] (٢) قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا أبو القاسم [الفضل بن القاسم

__________________

(٤٥) ـ ورواه أيضا عن أبي نعيم في كتابه : «ما نزل من القرآن في عليّ» ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب.

(١) كذا في أصلي ، ولعلّه محرّف عن «الاسماعيلي» بقرينة ما في ترجمة محمّد بن الحسين الخثعمي الأشناني من انه يروى عنه أبو بكر الإسماعيلي أحمد بن ابراهيم بن إسماعيل ...

(٢) ما بين المعقوفين مأخوذ مما ذكره الخطيب البغدادي وشمس الدين الجزري في ترجمة الرجل تحت الرقم : (٦٩٠) من تاريخ بغداد : ج ٢ ص ٢٣٤ ، وتحت الرقم : (٢٩٦٢) من كتاب غاية النهاية : ج ٢ ص ١٣٠. ومما ذكره السمعاني في عنوان : «الأشناني» تحت الرقم : (١٨٥) من كتاب الأنساب : ج ١ ، ص ٢٧٤ ط ٢.

١٧١

البزّار ، قال : حدّثنا سفيان الثوري عن زبيد اليامي] (١) عن مرّة [الهمداني] :

عن عبد الله [بن مسعود] انّه كان يقرأ هذه الآية : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

__________________

(١) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي المطبوع ، وأخذناه من كتاب شواهد التنزيل وغيره.

وأيضا الحديث رواه البحراني ـ نقلا عن أبي نعيم في كتاب «ما نزل من القرآن في علي» وعن الديلمي وعن ابن أبي الحديد ـ في الباب : (١٦٩) من كتاب غاية المرام ص ٤٢٠.

والحديث رواه أيضا الحافظ ابن عساكر تحت الرقم : (٩٢٧) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٢٠ ط ٢ قال :

أخبرنا ابو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنبأنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود قالا : أنبأنا أبو بكر بن المقرىء ، أنبأنا إسماعيل بن عباد البصري أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا الفضل بن القاسم ، عن سفيان الثوري عن زبيد ، عن مرة :

عن عبد الله أنه كان يقرأ (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي بن أبي طالب.

ورواه أيضا الطبري ـ وروى عنه الذهبي نقلا عن ابن جبّارة في ترجمة عباد بن يعقوب تحت الرقم : (٤١٤٩) من ميزان الاعتدال : ج ٢ ص ٣٨٠ ـ قال :

حدّثنا محمد بن صالح ، حدّثنا عباد بن يعقوب ، حدّثنا الفضل بن القاسم ، عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة ، عن ابن مسعود انه كان يقرأ : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي.

وأيضا رواه الذهبي في ترجمة عباد من ميزان الاعتدال نقلا عن ابن حبّان قال :

وقال ابن المقرىء : حدّثنا إسماعيل بن عباد البصري حدّثنا عباد بن يعقوب ، حدّثنا الفضل بن القاسم ... ـ

١٧٢

...............

__________________

ـ ورواه أيضا محمد بن العباس بن الماهيار ـ كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ٣ ص ٢٠٣ ـ قال :

حدّثنا علي بن العباس ، عن أبي سعيد ، عن عباد بن يعقوب ، عن الفضل بن القاسم البراد. عن سفيان الثوري عن زبيد اليامي عن مرة :

عن عبد الله بن مسعود انه كان يقرأ : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي «وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً».

ثم روى المتن مطولا عن محمد بن يونس بن مبارك ، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن محمد بن عمار بن زريق [كذا] عن أبي إسحاق ...

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم : (٦٢٩) من شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٣ قال :

أخبرنا أبو بكر التميمي وأبو بكر السكري قالا : أخبرنا أبو بكر المقرىء قال : حدّثنا اسماعيل بن عباد البصري قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا الفضل بن القاسم عن سفيان الثوري عن زبيد [اليامي] عن مرة [الهمداني] :

عن عبد الله [بن مسعود] انه كان يقرأ : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي بن أبي طالب.

[قال الحسكاني : وعبد الله هذا] هو عبد الله بن مسعود [والحديث] رواه جماعة عن عباد [بسنده عن ابن مسعود] :

أخبرناه ابو سعد بن علي قال : اخبرنا أبو الحسين الكهيلي قال : أخبرنا أبو جعفر الحضرمي قال : أخبرنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا فضل بن القاسم البزاز [قال :] حدثني سفيان الثوري عن زبيد اليامي عن مرة [الهمداني]. ـ

١٧٣

...............

__________________

ـ عن عبد الله قال : [انه] كان يقرأ : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي بن أبي طالب «وكان الله قويا عزيزا».

وقال ابو أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني : حدّثنا علي بن العبّاس ، قال : حدّثنا عباد به.

وأخبرنا الحسين بن محمد الثقفي قراءة قال : أخبرنا الحسن بن محمد المقرىء قال : حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر البزاز الأردبيلي قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : حدّثنا عباد به.

[قال الحسكاني :] و [أيضا] رواه عن عبد الله [بن مسعود] زياد [بن مطرف] كرواية مرة الهمداني عنه.

اخبرناه أبو عبد الله الشيرازي قال : أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال : حدّثنا أبو أحمد البصري قال : حدّثنا الحسن بن حميد ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدّثنا يحيى بن يعلى الاسلمي قال : حدّثنا عمار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن زياد بن مطرف قال :

كان عبد الله بن مسعود يقرأ (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعلي («وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً».)

قال عمار : وهي في مصحفه كذلك رأيتها.

أقول : ثم روى الحديث بأسانيد أخر عن ابن عباس وحذيفة بن اليمان.

١٧٤

[وممّا أنزل الله تعالى في تشريف عليّ وزوجه وابنيه الحسن والحسين عليهم‌السلام وبيان كمال عنايته بهم وتطهيره إياهم عن كلّ نقص ودنس هي الآية : (٣٣) من سورة الأحزاب (٣٣)] :

(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب : ٣٣].

٤٦ ـ حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحارث المرهبي وزيد بن عليّ المقرىء قالا : حدّثنا القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلّال ، قال : حدّثنا مخوّل بن إبراهيم قال : حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس الشّبامي الشّيباني (١) عن عمّار الدّهني عن عمرة بنت أفعى (٢) :

__________________

(١) هذا هو الصواب ولكن لم يظهر لنا معنى قوله : «الشيباني» المذكور في أصلي ولعله من زيادات بعض كتاب الأصل ، أو انه كان بعنوان البدلية فأهمل الكاتب عن ذكر علامة البدلية ، والرجل مترجم في عنوان : «الشيباني» من كتاب أنساب السمعاني ولبابه. وفي أصلي المطبوع : «الشامي الشيباني».

(٢) هذا هو الصواب ، وفي أصلي المطبوع : «عن عمرة بن أفعى».

والحديث روا أيضا ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ : ج ٢ / الورق ٧ / وفي نسخة الورق ١٤٦ / ١ / قال : ـ

١٧٥

عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت : نزلت هذه الآية في بيتي :

(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام وأنا على باب البيت فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟

قال : أنت على خير إنّك من أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وما قال إنّك من أهل البيت.

__________________

ـ أنبأنا الحسين بن حميد بن الربيع أبو عبد الله ، أنبأنا مخول بن أبراهيم أبو عبد الله [كذا] أنبأنا عبد الجبّار بن عباس الشبامي عن عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى قالت :

سمعت أم سلمة تقول : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت سبعة : جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، قالت : وأنا على باب البيت [ف] قلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ [قال : أنت على خير إنك من أزواج النبي. وما قال :] إنّك من أهل البيت.

أقول : ما بين المعقوفين قد سقط ـ او أسقطوه ـ من أصلي من كتاب معجم الشيوخ كما يدل عليه الاحاديث التالية عامة ، والحديث : (١٠٢) من ترجمة الأمام الحسين من تاريخ دمشق : ج ١٣ ، ص ٦٩ ط ١.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق رفع الله مقامه في الحديث : (٤) من المجلس : (٧٢) من أماليه ص ٣٨١ قال :

حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : أخبرنا مخول بن إبراهيم ، ـ

١٧٦

...............

__________________

ـ قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن عمار أبي معاوية الدهني عن عمرة بنت أفعى قالت :

سمعت أم سلمة تقول : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت : وفي البيت سبعة رسول الله وجبرئيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم قالت : وأنا على الباب فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : إنّك من أزواج النبي. وما قال : إنّك من أهل البيت.

ورواه أيضا الحافظ الحسكاني في الحديث : (٧٥٧) في تفسير آية التطهير في شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٨٢ قال :

أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم علي بن الحسن الداودي كتابة من هراة بخطّ يده أنّ أبا تراب محمّد بن إسحاق بن ابراهيم الموصلي أخبرهم قال : قرئ علي أبي محمد بن القاسم بن محمد بن حماد الدلال ، قال : حدّثكم مخوّل بن إبراهيم ، عن عبد الجبار بن العبّاس ، عن عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى :

عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنا على باب البيت فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال : إنك إلى خير ، إنّك من أزواج النبي. ما قال : إنك من أهل البيت.

ثم قال الحافظ : ورواه ابو الشيخ ، عن عبد الله بن محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن الحكم ، عن المخوّل فكأنّي سمعت منه.

وأملاه أبو جعفر القمي عن أربعة نفر [من مشايخه] عن مخول فكأنه سمعه مني.

ورواه الطحاوي عن الحسين وقال : «عن أم عمرة بنت رافع».

أقول : ثم رواه بأسانيد كثيرة أخر تحت الرقم : (٧٦٢) وما بعده.

ورواه أيضا بطريقين فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير آية التطهير من تفسيره ص ١٢٦ ، ط ١. ـ

١٧٧

٤٧ ـ حدّثنا سليمان بن أحمد [الطبراني] قال : حدّثنا الحسين بن إسحاق ، قال : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا جرير ، عن الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمان ، عن حكيم بن سعد :

عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت : نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم أجمعين.

[قال المؤلف : وهذا الحديث] حدّثنا [به سليمان بن أحمد] في [كتابه] المعجم الكبير (١).

__________________

ـ ورواه أيضا بأسانيد كثيرة الحافظ ابن عساكر في الحديث : (١٠٠) وما بعده من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٦٨ ط بيروت.

ورواه الطحاوي على وجه آخر في كتاب مشكل الآثار ، ص ٣٣٦ كما روى عنه الفيروزأبادي في فضائل الخمسة : ج ١ ، ص ٢٨٤.

(١) لم اهتد الى محل ذكر الحديث من كتاب المعجم الكبير ، والظاهر أنه ذكره فيما أسندته أم المؤمنين أم سلمة.

وانظر كتاب سير أعلام النبلاء : ج ٣ ص ١٩٠ ، وكتاب مشكل الآثار : ج ١ ، ص ٣٣٢.

٤٧ ـ وهذا رواه الحافظ الحسكاني بسندين في الحديث : (٧٥٦) من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٨١ ط ١.

ورواه أيضا ابن المغازلي الشافعي في الحديث : (٣٤٥) من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٣٠١ ط ١.

ورواه أيضا الطبري في ختام ما رواه في تفسير آية التطهير من تفسيره : ج ٢٢ ص ٨. ـ

١٧٨

٤٨ ـ حدّثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدّثنا ابن زهير التستري قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن منصور بن أبي الأسود ، قال :

حدّثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت ، عن شهر بن حوشب :

__________________

ـ ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٩٨) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق : ج ١٣ ، ص ٦٧ قال :

أخبرنا ابو القاسم ابن السمرقندي أنبأنا ابو الحسين ابن النقور ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، أنبأنا عبد الله [بن] محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا عثمان بن أبي شيبة ، أنبأنا جرير بن عبد الحميد ، عن الاعمش ، عن جعفر بن عبد الرحمان البجلي عن حكيم بن سعد :

عن أم سلمة [انها كانت] تقول : نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ [وسلم] وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

وليعلم أنّ في رواية ابن عساكر كانت الآية الكريمة مؤخّرة عن الأسماء الخمسة الطيبة فقدّمنا الآية كي تتسق مع رواية المصنّف عن الطبراني هاهنا.

ورواه أيضا البخاري مقطوع الذيل ـ كما هو دأبه حول مناقب أهل البيت عليهم‌السلام ـ بسندين في ترجمة ـ جعفر بن عبد الرحمان تحت الرقم : (٢١٧٤) من التاريخ الكبير : ٢ ص ١٩٦ ، قال :

وعن جرير عن الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمان البجلي عن حكيم بن سعد ، عن أم سلمة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ.)

وقال عبد الله بن عبد القدوس : عن الأعمش عن حكيم عن أم سلمة.

٤٨ ـ ورواه أيضا الثعلبي في تفسير آية المودة : (٢٣) من سورة الشورى من تفسيره : ج ٤ / الورق ٣٢٨ قال :

حدّثنا أبو منصور الحمشاذي حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن أحمد ، حدّثنا أبو ـ

١٧٩

عن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ [وسلم] أخذ ثوبا فجلّله على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ثمّ قرأ هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)

٤٩ ـ حدّثنا أبو بكر بن خلّاد ، قال : حدّثنا محمّد بن عثمان ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، قال : حدّثنا عليّ بن عابس [عن] أبي الجحّاف] : داود بن أبي عوف] (١) عن عطيّة ، عن أبي سعيد. و [عن] الأعمش عن عطيّة :

__________________

ـ العباس محمد بن همام ، حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن رزين ، حدّثنا الحسّان ـ يعني ابن حسّان ـ حدّثنا حماد بن سلمة ابن أخت حميد الطويل ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن شهر بن حوشب :

عن أم سلمة عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله وسلّم] أنه قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك. فجاءت بهم فألقى عليهم كساءا فدكيّا ثم رفع يديه عليهم فقال : اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد. قالت [ام سلمة] : فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه وقال : إنك على خير.

وروى أبو حازم عن أبي هريرة قال : نظر رسول الله صلّى الله عليه إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

(١) الثاني مما وضعناه بين المعقوفين زيادة توضيحية منّا ، وأمّا ما بين المعقوفين الأولين وهو لفظة : «عن» فلا بد منها وقد سقطت عن أصلي وأخذناها مما رواه الحافظ الحسكاني تحت الرقم : (٧٧٠) في تفسير آية التطهير في كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٩٠ ط ١.

١٨٠