النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]

النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام

المؤلف:

أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق [ أبي نعيم الإصبهاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مطبعة وزارة الإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

...............

__________________

ـ وعن أسماء بنت عميس تحت الرقم (٥١١) من كتاب شواهد التنزيل ج ١ ، ص ٣٦٩ ط ١ ، قال :

اخبرنا عبد الرحمان بن الحسن ، قال : أخبرنا محمد بن ابراهيم المؤدّب ، قال : حدثنا مطين ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ـ قال مطين : هو أبو جندب وكذا قال عباد ـ قال :

سمعت رجلا من خثعم يقول :

سمعت أسماء بنت عميس تقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلميقول : اللهم اني أقول كما قال أخي موسى اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ـ الى قوله : (بَصِيراً.)

ورواه بعده بسندين آخرين عن أسماء ، وصرح فيهما باسم من سمع الحديث من الصحابية أسماء بنت عميس.

ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث : (١٤٧) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٢٠ ، قال :

اخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر النرسي أنبأنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي أنبأنا أحمد بن الحسين أبو الحسن ، أنبأنا أحمد بن عبد الملك الأودي أنبأنا أحمد بن المفضل ، أنبأنا جعفر الأحمر ، عن عمران بن سليمان ، عن حصين التغلبي : عن أسماء بنت عميس قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم : [اللهم إني] اقول كما قال أخي موسى : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) عليا «اخي اشدد به أزري» الى آخر الآيات.

١٤١

[وممّا نزل من القرآن الكريم في ولاية علي عليه‌السلام وكونها شرطا لنيل مواهب الله تعالى هو الآية (٨٢) من سورة طه) (٢٠) وهو قوله جلّ شأنه] :

(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) [٨٢ طه : ٢٠].

٣٨ ـ حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم (١) قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، قال : حدّثنا عليّ بن مروان ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مسافر ، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه :

عن عليّ عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : إلى ولايتنا (٢).

__________________

(١) وهو الحافظ أبو بكر الجعابيّ البغداديّ.

(٢) ورواه السيد البحراني مرسلا عن عون بن أبي جحيفة في الباب (٣٥) من كتاب غاية المرام ص ٣٣٣.

ورواه أيضا عن مصادر بأسانيد كثيرة عن الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ٣ ص ٤٠ ط ٢.

ورواه أيضا المحافظ الحسكاني بأسانيد عن الإمام الباقر وأبي ذر (عليهما‌السلام) في تفسير الآية الكريمة من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٣٧٥ ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا أبو الشيخ الاصبهاني قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا إسحاق بن الفيض ، قال : حدّثنا سلمة بن الفضل قال : حدثنا شملال بن اسحاق : ـ

١٤٢

...............

__________________

ـ عن جابر الجعفي عن أبي جعفر في قوله تعالى : (ثُمَّ اهْتَدى) قال : إلى ولايتنا اهل البيت.

واخبرناه أبو الحسن الأهوازي قال : أخبرنا أبو بكر البيضاوي قال : حدثنا محمد بن القاسم قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا مخول بن إبراهيم ، عن جابر بن الحسن ، عن جابر :

عن أبي جعفر في قوله [تعالى] : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : الى ولايتنا اهل البيت.

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال :

حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى قال : حدثنا عمر بن شاكر البصري :

عن ثابت البناني في قوله [تعالى] : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) قال : إلى ولاية أهل بيته.

وقريبا منه بسند آخر رواه محمد بن علي بن الحسين القمي في آخر المجلس : (٧٤) من أماليه ص ٤٤٤.

١٤٣

[وممّا أنزل الله تعالى في عليّ عليه‌السلام وعمّه حمزة وعبيدة وخصومهم الآية (١٩) من سورة الحج (٢٢) وهو قوله تعالى] :

(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) [١٩ / الحجّ : ٢٢].

٣٩ ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن حبلة قال : حدّثنا محمد بن إسحاق الثقفي (١) قال : حدّثنا أحمد بن منيع ، قال : حدّثنا هشيم [بن بشير] قال : حدّثنا أبو هاشم [يحيى بن دينار الواسطي] عن أبي مجلز [لاحق بن حميد] عن قيس بن عباد :

عن عليّ عليه‌السلام قال : أنا اوّل من يجثو للخصومة بين يدي الله عزوجل فينا نزلت هذه الآية في مبارزتي يوم بدر : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) الآية.

__________________

(١) والظاهر أنه أبو العباس المترجم في عنواني : «الثقفي» و «السّرّاج» من أنساب السمعاني وتحت الرقم : (٧٣٥) من تذكرة الحفّاظ : ج ٢ ص ٧٣١ ، وتحت الرقم :

(٧٣) من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ٢٤٨.

وللحديث أسانيد ومصادر كثيرة جدا ، ورواه البخاري بأسانيد في غزوة ـ

١٤٤

...............

__________________

ـ بدر من كتاب المغازي تحت الرقم (٣٧١٦) من صحيحه : ج ١٥ ، ص ١٦١ ط بيروت قال :

حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي يقول : حدثنا أبو مجلز ، عن قيس بن عباد :

عن علي بن بن أبي طالب رضي الله عنه انه قال : انا أول من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة.

قال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر ، حمزة وعلي وعبيدة ـ او ابو عبيدة بن الحارث ـ وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة.

حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد :

عن أبي ذر رضي الله عنه قال : نزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في سته من قريش :

علي وحمزة وعبيدة بن الحارث ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

حدثنا اسحاق بن إبراهيم الصواف ، حدثنا يوسف بن يعقوب ـ كان ينزل في بني صبيعة وهو مولى لبني سدوس ـ حدّثنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال :

قال علي رضي الله عنه فينا نزلت هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.)

حدثنا يحيى بن جعفر ، أخبرنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي هاشم عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد [قال] :

سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر [وساقه] نحوه.

حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدّثنا هشيم ، أخبرنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس قال :

سمعت أبا ذر يقسم قسما إنّ هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة. ـ

١٤٥

...............

__________________

ـ وايضا رواه البخاري بأسانيد في تفسير الآية الكريمة في كتاب التفسير تحت الرقم (٤٤٢٨) وما بعده من صحيحه : ج ١٧ ، بشرح الكرماني ص ٢١٦ ط بيروت قال :

حدثنا حجاج بن منهال ، حدّثنا هشيم ، أخبرنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد :

عن ابي ذر رضي الله عنه انه كان يقسم فيها إن هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في حمزة وصاحبيه ، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر.

[و] رواه سفيان ، عن أبي هاشم وقال : [حدثنا] عثمان عن جرير ، عن منصور ، عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله

[و] حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي قال : حدثنا ابو مجلز ، عن قيس بن عباد :

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة.

قال قيس : وفيهم نزلت : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : هم الذين بارزوا يوم بدر ، علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

وقد رواه أيضا باسانيد الحاكم النيسابوري في الحديث (٦) وما بعده من تفسير سورة الحج من كتاب التفسير من المستدرك : ج ٢ ص ٣٨٦ قال :

حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ [نا] أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب الفقيه بمصر ، حدّثنا سعيد بن يحيى الأموي حدّثني أبي حدّثني سفيان بن سعيد الثوري عن أبي هاشم الواسطي ـ أظنه ـ عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد :

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه قال [في قوله تعالى] : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال نزلت فينا وفي الذين بارزوا يوم بدر : عتبة وشيبة والوليد.

ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد عن علي رضي الله عنه ، وقد اتفق الشيخان [البخاري ومسلم] على إخراجه من حديث الثوري كما :

حدثناه ابو زكريا العنبري حدّثنا محمد بن عبد السّلام ، حدّثنا إسحاق ، أنبأ [نا] وكيع ، حدثنا سفيان عن أبي هاشم الرّماني يحيى بن دينار الواسطي عن أبي مجلز :

لاحق بن حميد السدوسي : عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم لنزلت هذه ـ

١٤٦

...............

__________________

ـ الآية في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) الى قوله تعالى : (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ.)

وقد تابع سليمان التيمي أبا هاشم على روايته عن أبي مجلز ، عن قيس عن علي مثل الأول.

[وقد] أخبرناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدّثنا حامد بن أبي حامد المقريء ، حدّثنا إسحاق بن سليمان ، حدّثنا أبو جعفر الرازي عن سليمان التيمي عن لاحق بن حميد ، عن قيس بن عباد :

عن علّي (رضي الله عنه) قال : نزلت [هذه الآية] : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في الذين بارزوا يوم بدر : حمزة بن عبد المطلب وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. [ثم] قال علي : وانا أول من يجثو للخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة.

ثم قال الحاكم : لقد صح الحديث بهذه الروايات عن علي كما صح عن أبي ذر الغفاري وان لم يخرجاه.

أقول : ورواه أيضا ابن سعد في ترجمة حمزة سيد الشهداء في الطبقة الأولى من المهاجرين البدريين من كتاب الطبقات الكبرى : ج ٣ ص ١٧ ، قال :

اخبرنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : سمعت أبا ذر يقسم أنزلت هذه الآيات : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا [قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ].)

ـ الى قوله : (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) [كذا] في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر : حمزة ابن عبد المطلب ، وعلي بن ابي طالب وعبيدة بن الحارث ، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

ورواه أيضا السيوطي عن ش وخ ون وابن جرير والدورقي والبيهقي في الدلائل.

وعن العدني وعبد بن حميد ، والحاكم وابن مردويه كما في الحديث : (٢٦٩) ـ ٢٧٠) من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ٦٠. ـ

١٤٧

...............

__________________

أقول : ورواه أيضا البيهقي كما رواه عنه الخوارزمي في الحديث (١٢) من الفصل (١٦) من مناقب علي عليه‌السلام ص ١٠٧.

ورواه أيضا السيد أبو طالب في أماليه كما في الحديث ٤٤ في الباب (٣) من كتاب تيسير المطالب ص ٤٥.

١٤٨

[وممّا نزل فيه عليه‌السلام من الذكر الحكيم الآية (٧٤) من سورة (المؤمنون) ٢٣ وهو قوله جلّ جلاله] :

(وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) [٧٤ / المؤمنون : ٢٣].

٤٠ ـ [حدّثنا أبو محمد بن حيّان : عبد الله بن محمّد بن جعفر قال :] (١) حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار (٢) ، قال : حدّثنا الحسين بن علوان ، قال : حدّثنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة :

عن عليّ بن أبي طالب في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتنا (٣).

__________________

(١) ما بين المعقوفين أخذناه مما نذكره بعد عن الباب (٦١) من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين : ج ٢ ص ٣٠٠.

(٢) قال الخطيب البغدادي في ترجمته تحت الرقم (١٠٠٢) من تاريخ بغداد ج ٣ ص ٥٧ :

سمعت محمد بن منصور يقول : كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأمونا حسن العقل.

وللرجل ترجمة أيضا في كتاب لسان الميزان : ج ٥ ص ٢٨٩.

(٣) والحديث رواه أيضا الحموئي في الباب (٦١) من السمط الثاني من فرائد السمطين ج ٢ ص ٣٠٠ قال :

أنبأني عزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي أنبأنا النقيب عبد الرحمان الهاشمي اجازة أنبأنا شاذان بن جبرئيل القمي بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز ، أنبأنا محمد بن ـ

١٤٩

...............

__________________

ـ أحمد بن علي قال : أنبأنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود ، قال : أنبأنا ابو طاهر بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا أبو محمد بن حيّان ، قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا الحسين بن علوان ، قال : حدثنا سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة :

عن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتنا.

ورواه رشيد الدين ابن شهرآشوب رحمه‌الله عن الخصائص عن الاصبغ عن علي عليه‌السلام في فصل : (انه السبيل والصراط المستقيم والوسيلة) من كتاب مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ٧٣. قال رشيد الدين : و [رواه أصحابنا] في كتبنا عن جابر عن أبي جعفر.

وقد رواه أيضا رشيد الدين ابن شهرآشوب عن عطاء في فصل : «ان عليا [هو] النور والهدى والهادي» من كتاب مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ص ٨٤ ط قم.

ورواه عنه السيد هاشم البحراني (رفع الله مقامه) في الباب (٥٦ و ٥٧) من كتاب غاية المرام ص ٢٦٣ وفي تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان ج ٣ ص ١١٧.

ورواه أيضا محمد بن العباس بن ماهيار ـ كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان :

ج ٣ ص ١١٧ ـ قال :

حدثنا أحمد بن المفضل الأهوازي عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل ، قال :

حدثنا زيد بن موسى عن أبيه موسى عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن ابي طالب عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتنا.

[و] حدّثنا علي بن العباس رحمه‌الله ، عن جعفر الزماني عن حسن بن حسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة :

عن علي عليه‌السلام قال [في] قوله عزوجل : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتنا. ـ

١٥٠

...............

__________________

ـ ورواه ايضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث (٥٥٧) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤٠٢ قال :

حدثونا عن أبي بكر السبيعي قال : حدثني وضيف بن عبد الله الانطاكي الاسكافي؟ قال : حدثنا جعفر بن علي قال : حدثنا حسن بن حسين بن علوان ، عن سعد الاسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة :

عن علي عليه‌السلام في قول الله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتنا.

[وروى] فرات بن إبراهيم قال : حدثني عبيد بن كثير ، قال : حدثنا أحمد بن صبيح ، قال حدثنا الحسن بن علوان ، عن سعد ، عن الاصبغ :

عن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتي [ظ].

١٥١

[ومما أنزل الله تعالى من القرآن المجيد ، ووعد فيه المؤمنين باستخلاف عليّ وأولاده وإكمال نورهم هو الآية (٥٥) من سورة النور (٢٤) وهو قوله عمّ نواله] :

(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) [الآية ٥٥ / النور : ٢٤] (١).

٤١ ـ حدّثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : حدّثنا محمّد بن مرزوق ، قال : حدّثنا حسين بن حسن الأشقر ، قال : حدّثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق :

عن حنش (٢) أنّ عليّا عليه‌السلام قال : من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنّا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنّة موسى وأشياعه ، وإنّ عدوّنا منذ خلق الله السّماوات والأرض على سنّة فرعون وأشياعه ، وإنّي أقسم بالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة وأنزل

__________________

(١) والآية الكريمة قد عنونها السيد البحراني رفع الله مقامه وذكر في تفسيرها وشأن نزولها حديثا واحدا في الباب (٧٩) من كتاب غاية المرام ص ٣٧٦.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «عن حبش».

١٥٢

الكتاب على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمصدقا وعدلا ليعطفنّ (١) عليكم هذه الآية : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ [لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ])

__________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما في غير واحد من احاديث الباب ، وفي أصلي : «لنعطين ...».

والحديث رواه أيضا الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة تحت الرقم (٥٧٠) من كتاب شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤١٢ قال :

اخبرنا عبد الرحمان بن الحسن ، قال : أخبرنا محمد بن ابراهيم بن سلمة المؤدّب ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان بن أيوب ، قال : حدّثنا محمد بن مرزوق أبو عبد الله البصري قال : حدثنا حسين [بن حسن] الاشقر ، قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق :

عن حنش أن عليا قال : إني أقسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمد صدقا وعدلا لتعطفن عليكم هذه الآية : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) الآية.

وقريبا منه رواه محمد بن العباس بن الماهيار الثقة بسندين ـ كما في تفسير الآية : (٥) من سورة القصص : ٢٨ من تفسير البرهان : ج ٣ ص ٢١٧ ط ٢ ـ قال :

[حدثنا] علي بن عبد الله بن اسد ، عن ابراهيم بن محمد ، عن يونس بن كليب المسعودي عن عمرو بن عبد الغفار بإسناده عن ربيعة بن ناجد قال :

سمعت عليا عليه‌السلام [يقول] في هذه الآية وقرأها : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ [وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ]) [٥ / القصص : ٢٨] فقال : لتعطفن هذه الدنيا على أهل البيت كما تعطف الضروس على ولدها.

وايضا قال محمد بن العباس : حدثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن يحيى بن صالح الحويزي بإسناده عن أبي صالح [كذا] :

عن علي عليه‌السلام [انه] قال في قوله عزوجل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) [قال] : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفن علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها يذبح ويحشى جلده فيدان منه فتعطف عليه. ـ

١٥٣

...............

__________________

ـ ورواه أيضا امين الإسلام الطبرسي رفع الله مقامه في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان قال :

وقد صحت الرواية عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ثم تلا عقيب ذلك : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية.

ورواه أيضا السيد الرضي في عنوان : «قطعة من الاخبار المروية في ايجاب ولاء أمير المؤمنين ...» في اوائل كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب خصائص الأئمة ص ٣٩ ط ٢ قال :

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لتعطفن علينا الدنيا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها.

ثم قرأ عليه‌السلام : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) الآية.

ورواه أيضا السيد رفع الله مقامه في المختار : (٢٠٩) من الباب الثالث من نهج البلاغة.

أقول : الشماس ـ بكسر الشين ـ : امتناع الحيوان واباؤه من الركوب والحمل والإسراج. والضروس ـ بفتح الضاد ـ : الناقة التي تمتنع عن حلبها بعضّ حالبها ونحوه لتبقي حليبها لولدها.

قال المحقق البحراني في شرح الكلام : استعار [عليه‌السلام] لفظ الشماس للدنيا باعتبار اعدادها لمنعه عليه‌السلام منها ملاحظة لشبهها بالفرس الذي يمنع ظهره أن يركب. وشبه عطفها بعد ذلك ـ عليهم وإعدادها لتمكنهم من الحكم فيها بعطف الضروس على ولدها ، ووجه الشبه شدة العطف ، والاستشهاد بالاية [الكريمة] ظاهر.

١٥٤

[وممّا انزل الله تعالى من الوحي المبين وعقّبه بتشريف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمعليا بالوصاية والوزارة والخلافة هو الآية : (٢١٤) من سورة الشعراء : (٢٦) وهو قوله عزوجل] :

(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [٢١٤ / الشعراء : ٢٦].

٤٢ ـ حدّثنا أبو بكر الطلحي قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدّثنا أحمد بن بندار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب (١) [قال] حدّثنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبد الله :

__________________

(١) الظاهر ان هذا هو الصواب ، وفي اصلي المطبوع من كتاب خصائص الوحي المبين : «عباد بن يعفور ....».

والحديث قد رواه ابن عساكر بسنده عن عباد بن يعقوب بصورة مطولة أقرب الى الواقع مما هاهنا ، تحت الرقم : (١٣٧) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٩٩ ط ٢.

١٥٥

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لمّا نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [٢١٤ / الشعراء : ٢٦] قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: عليّ يقضي ديني وينجز موعدي» (١).

__________________

(١) وقريبا منه رواه بسندين عبد الله بن أحمد بن حنبل في الحديث : (٢٣٠) من مناقب امير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب الفضائل ص ١٦١ ، ط ١ ،

ورواه أيضا أحمد في الحديث : (٨٨٣) في مسند أمير المؤمنين من كتاب المسند : ج ١ ، ص ١١١ ، ط ١ ، وفي ط ٢ : ج ٢ ص ١٦١.

وهذا تلخيص الحديث ـ او تحريفه ـ وقد رواه على نهج الصواب بالتفصيل جماعة من الحفاظ منهم محمد بن عبد الله الاسكافي المتوفى سنة : (٢٤٠) في نقضه على عثمانية الجاحظ ص ٣٠٣.

ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار : (٢٢٨) من نهج البلاغة : ج ١٣ ، ص ٢٤٤.

ورواه أيضا محمد بن جرير الطبري المؤرخ الشهير المتوفى : (٣١٠) في كتبه الثلاثة ، في تفسير قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [٢١٤ / الشعراء : ٢٦] من تفسيره : ج ١٩ ، ص ٧٤ ط بولاق ، ولكن بعض الأيادي الأثيمة حرّف الكلام في بعض الطبعات من تفسير الطبري ....

ورواه أيضا تفصيلا وعلى نهج الصواب في تاريخ الأمم والملوك : ج ٢ ص ٣١٩.

ورواه عنه السيوطي في أواسط مسند علي عليه‌السلام من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ١٨٧ ، ط ١.

١٥٦

...............

__________________

ـ ورواه عنه أيضا على نهج الصواب ابن أبي الحديد في شرح المختار : (٢٢٨) من شرح نهج البلاغة : ج ١٣ ، ص ٢١٠.

ورواه عنه أيضا ابن كثير وبعض من تأخر عنه ولكن هاج بهم بخار الانحراف فغّيروا وبدلوا!!!

وأيضا رواه ابن جرير على نهج الصواب في كتاب تهذيب الآثار / الورق. ٢ / ب / ولكن النواصب حالوا بين الكتاب ونشره فلم يطمثه إنس ولا جان إلا نخبة من طالبي الحق والحقيقة حيث تحمّلوا أعباء البحث والتفتيش عن الحقائق في المخطوطات وآثار المنصفين من القدماء.

ورواه أيضا على وجه الصواب ـ من رواية الصحابي براء بن عازب الأنصاري ـ الحافظ الحسكاني من أعلام القرن الخامس في تفسير آية الإنذار من سورة الشعراء في الحديث : (٨٥٠) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٤٢٠.

وأيضا رواه على نهج الصواب ـ كالحسكاني ـ الحافظ : احمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المتوفى سنة ٤٢٧.

ورواه أيضا على وجه الصواب بطرق مختلفة الحافظ ابن عساكر المتوفى عام : (٥٧١) في الحديث : (١٣٨) وتواليه من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ١٠١ ـ ١٠٥ ، ط ٢ وقد ذكرنا له في التعليق شواهد كثيرة.

ويعجبني أن أذكر هاهنا ما رواه السيوطي في أواسط مسند علي عليه‌السلام من كتاب جمع الجوامع : ج ٢ ص ٨٨.

ومثله بعينه رواه أيضا المتقي الهندي في الحديث : (٣٣٤) من مناقب علي من كنز العمال : ج ٦ ص وفي ط ج ١٥ ص ١١٠ ـ قالا :

[و] عن علي [عليه‌السلام] قال : لما نزلت هذ الآية على رسول الله صلّى الله عليه ـ

١٥٧

...............

__________________

ـ [وآله] وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم فقال : يا علي إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني مهما أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمد انك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربك. فاصنع لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عسّا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا ـ يزيدون رجلا او ينقصونه ـ فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به فلما وضعته تناول النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال : كلوا بسم الله. فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلّا آثار أصابعهم والله ان كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم!!! ثم قال : اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العسّ فشربوا منه حتى رووا جميعا وأيم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله!!! فلما أراد النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب الى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم! فتفرق القوم ولم يكلّمهم النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم.

فلما كان الغد قال : يا علي إن هذا الرجل قد سبقني الى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا بمثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي.

ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ثم تكلم النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم فقال : يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إنّي جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على أمري هذا [على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنه جميعا] فقلت ـ وأنا أحدثهم سنّا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا ـ : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي فقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا.

فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ.

١٥٨

...............

__________________

ـ ثم قال السيوطي ـ ومثله في كنز العمال ـ : [رواه] ابن اسحاق وابن جريز ، وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل.

أقول : ما وضعناه أخيرا بين المعقوفين قد أسقطوه من الحديث وهو لا بد منه بقرينة ذيل الحديث ورواية الإسكافي وبقرينة وجوده في تاريخ الطبري وتفسيره ط بولاق ، وتهذيب الآثار ، وكل من رواه عن الإسكافيّ ، والطبري ذكره عنهما.

وأيضا ما وضعناه بين المعقوفين موجود في تفسير الثعلبي ورواية الحسكاني وابن عساكر ، والباب : (١٦) من كتاب فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٨٥ ط بيروت.

وأمّا كتب ابن اسحاق وابن مردويه فدفنها النواصب ،.

وأمّا ابن أبي حاتم محمّد بن ادريس الحنظلي المتوفى (٢٧٧) فلم نظفر بعد بكتبه غير كتاب أعلام النبوة فرأينا الحديث مذكورا فيه مرسلا في الفصل (٥) منه ص ٢١٢ ولكن بخل من سوق الحديث حرفيا بل ذكر قطعة من أوله الى قوله : «فقال [النبي] : «إن الله امرني أن أنذر عشيرتي الأقربين» ثم قال : الحديث المشهور.

نعم روى الحديث عنه مسندا ابن كثير في تفسير آية الإنذار من سورة الشعراء من تفسيره : ج ٣ ص ٣٠١ وفيه انّ إطعام الطعام كان ثلاث مرات وانه قال لهم : «أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي ...».

ولكن الرجل اعني ابن كثير غير مؤتمن في أمثال المقام فقد استقر عادته على الحذف والتبديل والتحريف في مقامات كثيرة نبّهنا على بعضها في تعليق الحديث من تاريخ دمشق.

وأما البيهقي فإنه في باب : «مبتدأ الفرض على رسول الله ... وما وجد في جمعه قريشا واطعامه إياهم» من كتاب دلائل النبوّة : ج ١ ، ص ٤٢٨ روى الحديث أولا بسند وساقه الى قوله : (إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة) ثم ذكر عن بعض مشايخه أن أبن إسحاق انما سمع الحديث من أبي مريم عبد الغفار ثم قال : قلت :

وقد روى شريك القاضي عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله الأسدي عن علي في إطعامه إياهم بقريب من هذا المعنى مختصرا.

١٥٩

[ومما أنزل الله تعالى في الحث على حبّ علي والردع عن بغضه هو قوله عزوجل في الآية (٨٩) من سورة النمل ٢٧ وهو قوله] :

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [٨٩ / النمل : ٢٧].

٤٣ ـ حدّثنا ابن شريك (١) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سسعيد أبو العبّاس [ابن عقدة] قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي (٢) قال : حدّثنا أرطأة بن حبيب ، قال : حدّثنا فضيل بن الزّبير ، عن عبد الملك ـ يعني ابن زاذان ـ وأبي داود (٣) عن أبي عبد الله

__________________

(١) كذا في الأصل الحاكي ، ورواه الحموئي في الباب (٦١) من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين : ج ٢ ص ٢٩٩ بسنده عن أبي نعيم وفيه : حدّثنا ابن سهل ...

(٢) كذا في الباب : (٦١) من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين نقلا عن أبي نعيم الحافظ ، والظاهر انه هو الصواب ، وفي كتاب خصائص الوحي المبين : «محمد بن الحسين الحنيني».

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في الحديث : (٥٨٢ و ٥٨٧) من كتاب شواهد التنزيل : ـ

١٦٠