دراسة في سند زيارة عاشوراء

جعفر التبريزي

دراسة في سند زيارة عاشوراء

المؤلف:

جعفر التبريزي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-6226-18-7
الصفحات: ٢٩٣

دراسة طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب صالح بن عقبة

ولكي نثبت صحة طريق الشيخ (قدس سره الشريف) وصحة زيارة عاشوراء فلابد لنا أن نحرز وثاقة الأفراد الواردين في هذا الطريق :

١ ـ ابن أبي الجيد (على بن احمد بن محمد بن طاهر أبو الحسين الأشعري القمي ، المعروف بابن أبي الجيد) ولم تصرح كتب الرجال بوثاقته ، وإن كان الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) والشيخ النجاشي رحمه‌الله من جملة تلامذته. ويرى أستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد الخوئي (قدس سره الشريف) أن جميع مشايخ النجاشي هم من الثقات ، يقول (قدس سره الشريف) : « ثقة لأنه من مشايخ النجاشي » (١)

وكذلك الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (قدس سره الشريف) كان يرى وثاقة جميع مشايخ النجاشي. وقد نقل الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) عن استاذه ٢١

__________________

(١) معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٢٧٧ ، رقم ٧٩١٢.

٨١

رواية في كتاب (الاستبصار) وعنونه بهذا الاسم : «أبو الحسين بن أبي الجيد عن محمد بن الحسن بن الوليد».

دراسة توثيق مشايخ النجاشي رحمه‌الله

لقد بدأ البحث في توثيق مشايخ النجاشي رحمه‌الله في زمن العلامة الحلي (قدس سره الشريف) ، إذ أن العلامة علّق على كلام النجاشي في حق شيخه احمد بن محمد بن الجندي المترجم (١) إذ يقول النجاشي رحمه‌الله : « استادنا رحمه‌الله ألحقنا بالشيوخ في زمانه » فقال العلامة (قدس سره الشريف) معلقا على كلام النجاشي رحمه‌الله : « وليس هذا نصاً في تعديله » (٢) وكأن العلامة (قدس سره الشريف) يريد أن يقول أن المحدث إذا ألحق نفسه بمشايخ عصرٍ آخر لم يدل ذلك على وثاقته.

واهتم العلامة السيد بحر العلوم (قدس سره الشريف) كذلك بقضية توثيق مشايخ النجاشي ، وعقد فصلا كاملا من

__________________

(١) رجال النجاشي ، رقم ٢٠٦.

(٢) خلاصة الاقوال ، ص ١٩.

٨٢

كتابه لهذا الغرض وقال فيه بدايته : « هذا اصل نافع في الباب جداً ، يجب أن يلحظ ويحفظ » (١).

أدلة توثيق مشايخ النجاشي رحمه‌الله

ذُكرت أدلة عديدة لتوثيق مشايخ النجاشي رحمه‌الله ، وأهمها ما ذُكر عند التعرض لسيرة البعض من مشايخ النجاشي رحمه‌الله ، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الأدلة :

١ ـ تصريح النجاشي رحمه‌الله عند ترجمة جعفر بن محمد بن مالك (٢) إذ يقول : « كان ضعيفاً في الحديث ، قال احمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعاً ، ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان أيضاً فاسد المذهب والرواية ، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبوعلى بن همّام ، وشيخنا الجليل الثقة أبوغالب الزراري رحمهما الله؟ وليس هذا موضع ذكره ».

__________________

(١) رجال سيد بحر العلوم ، ج ٢ ، ص ٩٧ ؛ و ج ٤ ، ص ١٤٥ ، فايده ٢٦.

(٢) رجال النجاشي ، رقم ٣١٣.

٨٣

وتعجب النجاشي رحمه‌الله من نقل أبي علي بن همام ووأبي غالب الزراري عن الضعاف ، يدل على أن النجاشي رحمه‌الله لم يكن ينقل إلا عن الثقات.

٢ ـ ويقول النجاشي في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن العياش (١) « كان سمع الحديث وأكثر ، واضطرب في آخر عمره ، وكان جدّه وأبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد والقاضي أبي عمر .... رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقاً لوالدي ، وسمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعّفونه ، فلم أرو عنه شيئاً ، وتجنّبته ، وكان من أهل العلم والأدب القويّ ، وطيّب الشعر ، وحسن الخطّ رحمه الله وسامحه ، ومات سنة إحدى وأربعمائة ».

فهذه العبارة تدل بوضوح على أن النجاشي رحمه‌الله مع كثرة ما سمع من احمد بن محمد بن عبيد الله ومع أنه من مشايخه ، ولكنه لم ينقل رواياته لورود التضعيف فيحقه ، وهذا دال على أن النجاشي رحمه‌الله لا ينقل الروايات عن مشايخه الضعاف.

__________________

(١) رجال النجاشي ، رقم ٢٠٧.

٨٤

٣ ـ ويقول الشيخ النجاشي رحمه‌الله في ترجمة محمد بن عبد الله الشيباني (١) : « رأيت هذا الشيخ ، وسمعت عنه كثيراً ، ثم توقّفت عن الرواية عنه الاّ بواسطة بيني وبينه » (٢).

فمع أن أبي المفضل من مشايخ النجاشي رحمه‌الله ولكن النجاشي توقف ولم ينقل عنه الروايات بسبب ما أصابه من اختلال في الحواس.

٤ ـ لقد عبّر الشيخ النجاشي رحمه‌الله عن بعض الطرق بألفاظ مثل : الاضطراب ، والغرابة ، الظلمة ، ونقص الطريق (٣)

__________________

(١) رجال النجاشي ، رقم ١٠٥٩.

(٢) ولكننا نجد في كتاب النجاشي رحمه‌الله أنه قد نقل بعض الروايات عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني تحت الأرقام التالية : ٦٦٥ ، ١٠٣٧ ، ١٨٢ ، ١٢٦٨ ، وهنا نحتمل :

أ. أن النجاشي نقل عنه قبل أن يبتلي بالخلط.

ب. يحتمل أن تكون الواسطة محذوفة أو أن النجاشي رحمه‌الله قد نقل الرواية من كتاب أبي المفضل.

(٣) منها على سبيل المثال : « قال ابن نوح هذا الطريق غريب لم أجد له ثبتا ... » (رجال النجاشي ، رقم ١٣٧) ، « ... مضطرب الألفاظ ... » (رجال النجاشي ، رقم ١٣٨) ، « ... وهذا الطريق مصري فيه اضطراب و ... » (رجال النجاشي ، رقم ٨٠٩) ، « ... هذا الطريق مُظلم ... » (رجال النجاشي ، ٨٩٩). وهذه التعابير من الشيخ النجاشي

٨٥

وهذا يدل على سلامة الطرق الأخرى المنقولة في الكتاب ، وإلا لنقلها كبقية الموارد.

مشايخ النجاشي رحمه‌الله

لم يتعرض الشيخ النجاشي رحمه‌الله لسيرة جميع مشايخه ، وإنما اكتفى ببيان سيرة سبعة منهم فقط (١) ووثق أربعة من هؤلاء بالتصريح (٢).

ومشايخ النجاشي رحمه‌الله أكثر من ٤٠ شخص ـ على التحقيق ـ وهم :

« ابوالحسن بن أحمد بن علي بن الحسن ابن شاذان ، أبو الحسن التميمى ، أبو الحسن النحوى ، أبو الحسين النصيبي ،

__________________

رحمه‌الله عن بعض الطرق بأنها مضطربة أو مظلمة و ... تدل على سلامة بقية الطرق الأخرى ، وكذلك تدل هذه التعابير على صحة طرقه عن مشايخه.

(١) وهم : احمد بن علي بن نوح ، واحمد بن محمد ابن الجندي ، والحسن بن احمد العجلي ، والحسين بن عبيد الله الغضائري ، وعلي بن احمد النجاشي ، ومحمد بن علي القُناتي الكاتب.

(٢) وهم : أحمد بن علي بن نوح ، والحسن بن احمد العجلي ، ومحمد بن علي القناتي الكاتب ، ومحمد بن محمد بن النعمان المفيد.

٨٦

ابوالحسين بن محمد بن أبي سعيد ، أبو عبدالله الجعفي القاضي ، أبو عبدالله بن الخمري ، أبو عبد الله بن شاذان ، أبو عبدالله النحوي ، أبو عبد الله القزويني ، أبو الفرج القناتي ، أبو الفرج الكاتب ، ابن الصلت ألأهوازي ، ابن نوح ، إبراهيم بن مخلد بن جعفر القاضي أبو إسحاق ، احمد بن الحسين ، احمد بن عبد الواحد ، احمد بن علي الأشعري (١) ، احمد بن علي بن طاهر (٢) ، احمد بن علي بن العباس ، أحمد بن علي بن نوح أبوالعباس ، أحمد بن محمد الأهوازى ، أحمد بن محمد بن عمران أبو الحسن ، احمد بن محمد بن هارون ، أحمد بن محمد المستنشق ، أحمد بن هارون ، أسد بن إبراهيم بن كليب الحرّاني أبوالحسن ، الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحّام أبو محمد ، الحسن بن هدبة ، الحسين بن أحمد بن موسى بن هدبه ، الحسين بن الخمري الكوفي أبو عبدالله ، الحسين بن عبيدالله بن أبي غالب الرازي ، الحسين بن عبيدالله ، الحسين بن عبيدالله القزويني ، الحسين بن محمد بن هدبة ، الحسين بن موسى ، سلامة بن دكا أبو الخير الموصلي ،

__________________

(١) الصحيح : علي بن احمد وهناك تقديم وتأخير في نسخة النجاشي رحمه‌الله.

(٢) الصحيح : علي بن احمد وهناك تقديم وتأخير في نسخة النجاشي رحمه‌الله.

٨٧

العباس بن عمر المعروف بابن مروان الكلوذاتي ، عبدالسلام بن الحسين الأديب ، عبدالواحد بن مهدي أبو عمر ، علي بن أحمد ، علي بن أحمد بن أبي جيّد ، علي بن أحمد بن محمد بن طاهر الاشعرى القمي أبوالحسين ، علي بن شبل بن أسد ، علي بن محمد بن يوسف أبوالحسن القاضي ، محمد بن جعفر الاديب ، محمد بن جعفر التميمي ، محمد بن جعفر المؤدّب ، محمد بن جعفر النجّار ، محمد بن جعفر النحوي ، محمد بن عثمان بن الحسن القاضي أبوالحسن ، محمد بن علي بن خشيش التميمي المقري ، محمد بن علي بن شاذان أبو عبدالله ، محمد بن علي الكاتب ، محمد بن محمد بن النعمان ».

كيفية معرفة مشايخ النجاشي رحمه‌الله

إذا وجدنا عبارة «حدثنا» أو «أخبرنا» في سند ينقله الشيخ النجاشي رحمه‌الله في كتابه ، فإن ذلك دال على أن المُحدث أو المُخبر هو أحد مشايخ النجاشي رحمه‌الله.

وقد تعرفنا على بعض مشايخ النجاشي من خلال ورودهم في أسناد لتقييم بعض الرواة الآخرين ، من هؤلاء : أبو عبد الله

٨٨

الجعفي القاضي الذي جرى ذكره في ترجمة أبان بن محمد البجلي. وكذلك احمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري التي ورد في ترجمة عبد الله بن أبي عبد الله. وأحمد بن عبد الواحد الذي ورد ذكره في ترجمة أبان بن تغلب. وأحمد بن علي الأشعري عند ترجمة معاوية بن سعيد ، وغيرهم ممن تعرفنا عليهم من ترجمات أخرى.

٢ ـ محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد

يقول النجاشي رحمه‌الله في حقه : « ابوجعفر شيخ القميين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ويقال : انه نزيل قم ، وما كان اصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون اليه » (١).

وقال الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : « جليل القدر عارف بالرجال موثوق به ... ».

__________________

(١) رجال النجاشي ، ص ٣٨٣ ، رقم ١٠٤٢. وقد روى احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ٧١٢ رواية عن أكابر الرواة ، فقد نقل عن والده محمد بن الحسن بن الوليد ٧١٠ رواية ، وقد اشتمل كتاب (التهذيب) على ٣٦٥ رواية منها ، ونقل كذلك عن محمد بن يحيى العطار روايتين إحداهما في كتاب (التهذيب) ج ١ ص ١٦١ ، والثانية في الوسائل ج ٢ ص ٣٠٩.

٨٩

ونجد في كتاب الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في الرجال ، في القسم الذي أسماه : (من لم يرو عنهم) (١) يقول : « جليل القدر ، بصير بالفقه ، ثقة » (٢).

وأما ابن داوود فقد ذكره في كتابه وأدرجه في فصل مخصص للرجال الذين تم توثيقهم مرتين ، وقال : « اِنّ ابن الغضائري وثّقه مرتين » (٣).

٣ ـ محمد بن الحسن بن فروخ الصفار

يقول النجاشي رحمه‌الله في حقه : « كان وجهاً في اصحابنا القمّيين ، ثقة عظيم القدر ، راجحاً ، قليل السقط في الرواية » (٤)

__________________

(١) المراد بهذا الاصطلاح هو المحدثين الذين لم تكن رواياتهم عن الإمام مباشرة ، وإنما كانت رواياتهم عن الآخرين.

(٢) رجال الشيخ الطوسي ، ص ٤٣٩ ، رقم ٦٢٧٣ ، وقد روى الشيخ الصدوق في كتابه كثيرا من الروايات عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ، وذكر عنه ١٤٠ مورد في كتاب (المشيخة) واعتمد عليه وتابعه في طريقته. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٢٢٠.

(٣) قاموس رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ١٩١.

(٤) رجال النجاشي ، ص ٣٥٤ ، رقم ٩٤٨.

٩٠

ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في حقه : « محمد بن الحسن الصفار ، قمى. له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد ، وزيادة كتاب بصائر الدرجات و ... » (١).

٤ ـ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب*

قال النجاشي رحمه‌الله في حقه : « جليل من اصحابنا ، عظيم القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، عين ، حسن التصانيف ، مسكون الى روايته » (٢).

ويقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في (الفهرست) : « محمد بن الحسين بن ابي الخطاب كوفى ، ثقة» (٣)

__________________

(١) الفهرست للشيخ الطوسي ، ص ٢٢٠ رقم ٦٢١. وقد روى ابن فروخ عن ١٠٥ أشخاص من أكابر الرواة ، كما روى ١٧٦ رواية عن محمد بن الحسين أبي الخطاب ، اشتمل كتاب التهذيب على ٤٨ رواية منها.

* نقل هذا ابن أبي الخطاب عن ١٦٩ من المحدثين ، كما روى ٣٢٠ رواية عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، اشتمل كتاب الكافي على ٨٥ رواية منها.

(٢) رجال النجاشي ، ص ٣٣٤ ، رقم ٨٩٧.

(٣) الفهرست ، للشيخ الطوسي ، ص ٢١٥ ، رقم ٦٠٧.

٩١

وقد ذكره الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في ثلاثة مواضع من كتاب (الرجال) :

١ ـ في قسم أصحاب محمد بن علي الثاني عليه‌السلام (الإمام الجواد عليه‌السلام) وقال هناك : «محمد بن الحسين بن ابي الخطاب ، كوفى ثقة» (١).

٢ ـ في قسم أصحاب علي بن محمد الهادي عليه‌السلام وقال : « محمد بن الحسين بن ابي الخطاب الزيات الكوفي ، ثقه من أصحاب ابي جعفر الثاني عليه‌السلام » (٢).

٣ ـ في قسم الإمام الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام ، وهناك يقول : «محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، كوفي زيات» (٣).

__________________

(١) الرجال ، للشيخ الطوسي ، ص ٣٧٩ ، رقم ٥٦١٥.

(٢) الرجال ، للشيخ الطوسي ، ص ٣٩١ ، رقم ٥٧٧١.

(٣) الرجال ، للشيخ الطوسي ، ص ٤٠٢ ، رقم ٥٨٩٠.

٩٢

٤ ـ محمد بن اسماعيل بن بزيع

يقول النجاشي رحمه‌الله في حقه : « من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم ، كثير العمل ... » (١).

ويقول فيه الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) : « محمد بن اسماعيل بن بزيع ، له كتاب في الحج » (٢).

وقد ذكره الشيخ (قدس سره الشريف) في ثلاثة مواضع من كتابه :

١ ـ ذكره في أصحاب موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام باسم محمد بن إسماعيل بن بزيع (٣).

٢ ـ وكتب في أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام : « محمد بن اسماعيل بن بزيع ، ثقة ، صحيح (٤) ، كوفي ، مولى المنصور ».

__________________

(١) الرجال ، للنجاشي ، ص ٣٣٠ ، رقم ٨٩٣.

(٢) الفهرست ، للشيخ الطوسي ، ص ٢١٥ ، رقم ٦٠٥.

(٣) الرجال ، للشيخ الطوسي ، ص ٣٤٤ ، رقم ٥١٣٠.

(٤) ووصف «صحيح» يقال للعادل الذي تجاوز مرحلة «الثقة».

٩٣

٣ ـ كما ذكره الشيخ (قدس سره الشريف) في أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام باسم (محمد بن إسماعيل بن بزيع) (١).

يقول الإمام الرضا عليه‌السلام في حق بن بزيع : « وددت أنّ فيكم مثله » (٢).

ويقول فيه محمد بن عمر الكشي : « كان محمّد بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، وأدرك أبا جعفر الثاني عليه‌السلام. وقال حمدويه (٣) عن أشياخه : إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة كانا في عداد الوزراء ، وكان عليّ بن النعمان وصّى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل بزيع » (٤).

__________________

(١) الرجال ، للشيخ الطوسي ، ص ٣٧٧ ، رقم ٥٥٩٠.

(٢) رجال النجاشي ، ص ٣٣٢ ، رقم ٨٩٣. قاموس الرجال ، ج ٩ ، ص ١١٢.

(٣) المقصود بـ (حمدويه) هو حمدويه بن نصير الكشي ـ حمران بن أعين الكشي ، وهما اسمان لنفر واحد ، وهو ثقة جليل القدر ، قال فيه الشيخ الطوسي قدس‌سره : « عديم النظير فى زمانه ، كثير العلم والرواية ، ثقة ، حسن المذهب ». (الرجال ، للشيخ الطوسي رحمه‌الله ، ص ٤٢١ ، رقم ٦٠٧٤).

(٤) رجال الكشي ، ص ٦٠٦.

٩٤

وهنا نلاحظ أن الكشي ينقل : «كان عليّ بن النعمان وصّى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل بزيع» ولو أخذنا بنظر الاعتبار ما ذكره النجاشي في سيرة علي بن النعمان إذ يقول : على بن النعمان الأعلم النخعى أبو الحسن مولاهم ، كوفى ، روى عن الرضا عليه‌السلام وأخوه داود أعلا منه وابنه الحسن بن على وابنه احمد رويا الحديث. وكان علي ثقة ، وجهاً ، ثبتاً ، صحيحاً ، واضح الطريقة. وله كتاب يرويه جماعة ... » (١).

ومن هنا نستنتج أنه لو أوصى شخص جليل القدر بأن تدفع كتبه إلى شخص ما ، فإن هذا دال على وثاقة وجلالة هذا الشخص الموصى إليه بالكتب ، وعليه فمحمد بن بزيع (٢) ثقة يمكن الوثوق به لأن علي بن النعمان قد أوصى بأن تدفع كتبه إليه.

ولو ألقينا نظرة على الرواة الذين روى عنهم ابن بزيع ، نلاحظ وفرة هؤلاء الرواة وجلالتهم ، ويتضح لنا مقام ابن بزيع

__________________

(١) رجال النجاشي ، ص ٢٧٤ ، رقم ٧١٩.

(٢) وقد وقع محمد بن بزيع في أسناد روايات كثيرة بلغت ٢٢٩ رواية.

٩٥

السامي ، فقد روى عن ٧٧ من أجلاء الطائفة ، ومنهم على سبيل المثال :

« الحسن بن الجهم بن بكير ، الحسين بن ثوير بن ابى فاخته ، ابراهيم بن ابى البلاد ، ابراهيم بن مهزم الاسدى ، ابراهيم بن نعيم ابوالصباح الكنانى ، اسماعيل بن زيد الطحان كوفى ، ثابت بن دينار ابوحمزه الثمالى ، جعفر بن بشير البجلى الوشاء ، سيف بن عميره ، ظريف بن ناصح ، عبدالله بن سعيد أبو شبل الاسدى ، عبدالله بن مسكان ، على بن النعمان النخعى ، محمد بن ابى عمير زياد ، محمد بن عذافر الصيرفى ، محمد بن يحيى الخزاز ، معاويه بن عمار الدهنى ، منصور بن يونس برزج ، هشام بن سالم الجواليقى ، يزيد ابو خالد القماط ، يونس بن عبدالرحمن ، يونس بن يعقوب البجلى و ... » (١).

كما روى عنه مجموعة من الرواة والمحدثين الكبار وهم : « الحسن بن الحسين اللؤلوى ، الحسين بن سعيد الاهوازى ، العباس بن معروف الاشعرى القمى ، الفضل بن شاذان النيسابورى ، احمد بن محمد بن خالد البرقى ، احمد بن

__________________

(١) جميع المذكورين هم ممن وثقهم النجاشي رحمه‌الله.

٩٦

محمد بن عيسى الاشعرى القمى ، ابراهيم بن هاشم القمى ، سعد بن عبدالله بن ابى خلف ، على بن الحسن بن على بن فضال ، على بن مهرياز ، محمد بن الحسين بن ابى الخطاب ، محمد بن عبدالحميد العطار ، محمد بن على بن محبوب الاشعرى القمى ، محمد بن عيسى بن عبيد ، محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، محمد بن يحيى العطار القمى ، يعقوب بن يزيد الانبارى و ... » (١).

٢ ـ طريق الشيخ الصدوق رحمه‌الله إلى كتاب صالح بن عقبة

لقد توفي الشيخ الصدوق رحمه‌الله في عام ٣٨١ هـ ، بينما كان صالح بن عقبة بن قيس على قيد الحياة قبل سنة ١٨٣ هـ (٢) ، إذن فإن ١٩٨ عاما تفصل بينهما ، ولذا لا يمكن أن يروي الشيخ الصدوق مباشرة عن صالح بن عقبة ، ومن هنا كان لابد لنا من دراسة وتدقيق في طريق الشيخ الصدوق رحمه‌الله إلى كتاب صالح بن عقبة.

__________________

(١) جميع المذكورين هم ممن وثقهم النجاشي رحمه‌الله.

(٢) الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، ج ٢ ، ص ١٣٨.

٩٧

وهذا الطريق هو : « محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، عن على بن الحسين السعدآبادى ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن ابيه ، عن محمد بن سنان (١) ويونس بن عبدالرحمن جميعاً عن صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي رُبيحة مولى رسول الله » (٢).

__________________

(١) محمد بن سنان الزاهري : « هو رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به » رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، رقم ٨٨٨.

(٢) معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٨٦ ، وبما إن في السند «عن محمد بن سنان ويونس بن عبد الرحمن».

٩٨

دراسة طريق الصدوق رحمه‌الله إلى صالح بن عقبة

١ ـ محمد بن موسى بن المتوكل

وهو كثير الرواية ، نقل عنه الشيخ الصدوق رحمه‌الله ٤٨ رواية في كتاب (المشيخة). وقد وثّقه العلامة في (الخلاصة) (١) وابن داوود في أول كتابه الرجالي (٢) ، والأردبيلي في (جامع الرواة) (٣) وابن طاووس في (فلاح السائل) (٤).

ويقول أستاذ الفقهاء السيد الخوئي (قدس سره الشريف) في حقه : « لا ينبغي التوقّف في وثاقته » (٥).

__________________

(١) الخلاصة ، ص ٢٥١. «محمد بن موسى بن المتوكل ، ثقة» معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٠٠.

(٢) «محمد بن موسى بن المتوكل ، ثقة» رجال ابن داوود ص ١٨٥ ، رقم ١٥١٣.

(٣) « محمد بن موسى بن المتوكل ثقة ، روى عن عبد الله بن جعفر الحميري روى عنه بابويه (لم) ... » جامع الرواة ج ٢ ص ٢٠٥ ، باب اليم بعد الحساء.

(٤) فلاح السائل ، ابن طاووس ، الفصل الأول.

(٥) معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٠٠ ، رقم ١١٨٧٨.

٩٩

لقد كان محمد بن موسى بن المتوكل كثير الرواية ، وقد نقل عنه الأجلاء كالشيخ الصدوق رحمه‌الله ، ولم يرد في حقه أيّ ذم أو قدح ، وقد نقل رواياته عن محدثين كبار كسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر بن جامع الحميري وعبد الله بن جعفر الحميري وعلي بن ابراهيم وعلي بن الحسين السعدآبادي ومحمد بن يحيى العطار القمي.

٢ ـ علي بن الحسين السعد آبادي

يقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في فصل ( من لم يرو عن واحد من الأئمة عليهم‌السلام ) : « روى عنه الكليني ، وروى عنه الزراري وكان معلّمه » (١).

ويقول أبو غالب الزراري في باب (سماعاته وقرائاته) وفي باب (مشايخه في القراءة والحديث) : « على بن الحسين السعد آبادى ، ابوالحسن القمى ، ومن مشايخ الكلينى ، مدحه بقوله (مؤدّبي) » (٢).

__________________

(١) الرجال ، للشيخ الطوسي ، ص ٤٣٣ رقم ٦١٩٩.

(٢) تاريخ آل زرارة ، ص ٢١١ ، و ٢١٣.

١٠٠