دراسة في سند زيارة عاشوراء

جعفر التبريزي

دراسة في سند زيارة عاشوراء

المؤلف:

جعفر التبريزي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-6226-18-7
الصفحات: ٢٩٣

الأمر الثالث : أنّ محمّد بن موسى الهمداني ، قد روى عنه محمّد بن يحيى كتابه على ما عرفت من النجاشي ، ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى الذي هو شيخ مشايخ الكليني ، ومع ذلك فقد روى عنه الكشي (١) ترجمة أبي حمزة الثمالي وروى هو عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، فإما إنّ محمّد بن موسى الهمداني عمر حتّى لقيه الكشي ، أو أنّ الكشي متقدّم الطبقة على الكليني وأضرابه » (٢).

وقفة مع كلام السيد الخوئي قدس‌سره

يقول السيد الخوئي (قدس سره الشريف) في حق محمد بن موسى بن عيسى الهمداني : « ان الاساس في تضعيف الرجل هو ابن وليد وتبعه على ذلك صدوق وابن نوح وغيرهما وهكذا يكفى في الحكم بضعفه ؛ (٣)

__________________

(١) رجال الكشى رحمه‌الله ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٥٤.

(٢) معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٢٩٨ ـ ٢٩٩.

(٣) معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٢٩٨.

٢٤١

كيف يمكن أن يُسب التضعيف إلى ابن الوليد أساسا ، ثم يُكتفى بتضعيف الآخرين الذي جاء تبعا لابن الوليد؟!.

أولا : لم يثبت أن محمد بن موسى بن عيسى من الغلاة ، بل ثبت أن له كتابا في الرد على الغلاة.

ثانيا : إن ابن الوليد من محدثي قم ، وتضعيف القميين غير معتبر عند كبار العلماء في الرجال ، بل ردّه بعضهم ، يقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في ترجمة يونس بن عبد الرحمن : « يونس بن عبدالرحمن ، مولى على بن يقطين ضعفه القميون وهو ثقة » (١). وقال في موضع آخر : « يونس بن عبدالرحمن من اصحاب ابى الحسن موسى مولى على بن يقطين طعن عليه القميون وهو عندى ثقة » (٢).

ولم يعتمد أكثر الرجاليون على تضعيفات القميين لأنها لم تكن على الأسس والموازين العلمية وحتى السيد الخوئي

__________________

(١) رجال الطوسي رحمه‌الله ، ص ٣٤٦ ، رقم ٥١٦٧.

(٢) رجال الطوسى رحمه‌الله ، ص ٣٦٨ ، رقم ٥٤٧٨.

٢٤٢

(قدس سره الشريف) يناقش في تضعيف القميين ، فكيف اعتمد على تضعيف ابن الوليد الذي هو منهم؟!.

ثالثا : إن ابن الوليد نفسه متهم بالقول بسهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة عليهم‌السلام وأنه يرى عدم علم الأئمة عليهم‌السلام ببعض الاحكام الشرعية ، وأنه حطّ من شأنهم عليهم‌السلام (١).

رابعا : إن النجاشي رحمه‌الله تردد في كون محمد بن موسى بن عيسى من الوضاعين والضعاف ، ولذا فإنه نسب التضعيف إلى القميين وقال : «والله العالم» وهذا التعبير يشير إلى أن التضعيف ليس له أساس علمي مقبول.

الخلاصة : كيف يمكننا أن نقبل قول ابن الوليد في حق محمد بن موسى ، والحال أن ابن الوليد كان يرى أن انكار السهو على المعصوم عليه‌السلام أول درجات الغلو؟! وكلام ابن الوليد هذا مخالف لمعتقدات الشيعة جزما ، وبالإضافة إلى كل هذا فإن تضعيف القميين غير معتبر عند أغلب العلماء.

__________________

(١) تصحيح الاعتقاد ، ص ٦٦.

٢٤٣

إذن فقد اتضح لنا أن السند الرابع للزيارة المنقول في كتاب (كامل الزيارات) هو سند معتبر.

٣ ـ محمد بن خالد الطيالسي.

٤ ـ سيف بن عميرة.

٥ ـ صالح بن عقبة.

٦ ـ علقمة بن محمد الحضرمي.

وقد تقدم الكلام في هؤلاء الرواة في الأبحاث السابقة من هذا الكتاب.

* * *

٢٤٤

السند الخامس

زيارة عاشوراء المنقولة في (كامل الزيارات)

روى محمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن مالك الجهني عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ....

١ ـ محمد بن إسماعيل

تقدم الكلام حوله.

٢ ـ صالح بن عقبة

تقدم الكلام حوله.

٣ ـ مالك بن أعين (الجُهني) (١)

ذكره الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في رجاله وعدّه من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام وقال : « مالك بن أعين الجهني » (٢) وعدّه كذلك من أصحاب الإمام الصادق

__________________

(١) « الجُهنى ، نسبة الى قبيلة جهينة. (اضبط المقال ، ص ٥٤)

(٢) رجال الطوسي ، ص ١٤٥ ، رقم ١٥٨٠.

٢٤٥

عليه‌السلام ، قال : « مالك بن أعين الجهني الكوفي ، مات في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام » (١).

وعدّه البرقي كذلك من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام وقال : « مالك بن أعين الجهني » (٢) وذكر اسمه أيضاً في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام وقال : « مالك بن أعين الجهني عربي كوفي » (٣).

وإن كان مالك الجهني ممن لم يوثقه احد ، ولكن بعض القرائن قد تلمح إلى وثاقته لذوي الفطنة.

« روى محمّد بن يعقوب ، عن على بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن يحيى الحلبي ، عن مالك الجهني ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا مالك ، أنتم شيعتنا ، ألا ترى أنّك تفرط في أمرنا؟ إنّه لا يقدر على صفة الله ، فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر على صفتنا ، وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن ، إنّ

__________________

(١) رجال الطوسي ، ص ٣٠٢ ، رقم ٤٤٣٣.

(٢) رجال البرقي ، ص ٥٦ ، رقم ٢٩٧.

(٣) نفس المصدر ، ص ٦٥ ، رقم ٤٣٢.

٢٤٦

المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما ، والذنوب تتحات عن وجوههما ، كما يتحاتّ الورق عن الشجر حتّى يفترقا ، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك » (١).

« وروى بإسناده الصحيح ، عن ابن مسكان ، عن مالك الجهني ، قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : يا مالك ، أما ترضون أن تقيموا الصلاة ، وتؤتوا الزكاة وتكفّوا وتدخلوا الجنّة؟ يا مالك ، إنّه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلاّ جاء يوم القيمة يلعنهم ويلعنونه ، إلاّ وأنتم ومن كان على مثل حالكم ، يا مالك إنّ الميّت والله منكم على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله » (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٢٦ ، ح ١٦ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ١٥ ، ص ٥٧٦ ، ح ١٨٧٨ ؛ جامع الرواة ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛ الكافي ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ، ح ٦ ؛ شرح أصول الكافي ، ج ٩ ، ص ٥٨ ، ح ٦ ؛ وسائل الشيعة ، ج ١٢ ، ص ٢١٩ ، ح ١٦١٣٣ ؛ الشيعة في أحاديث الفريقين ، ص ٥٦٨ ، ح ٨٤٥ ؛ كشف الغمه ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ؛ الكافي ، ج ٢ ، ص ١٨٠ ، كتاب الأيمان والكفر ، باب المصافحة ٧٨ ، ح ٦.

(٢) الكافي ، ج ٨ ، ص ١٤٦ ، ح ١٢٢.

٢٤٧

« وروى الأربلي عن مالك الجهني ، قال : كنت قاعداً عند أبي جعفر عليه‌السلام ، فنظرت إليه وجعلت أفكّر في نفسي ، وأقول : لقد عظمك الله وكرمك وجعلك حجّة على خلقه ، فالتفت إلي ، وقال : يا مالك ، الأمر أعظم ممّا تذهب إليه » (١).

« وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : إنّى يوماً عند أبي عبدالله عليه‌السلام جالس ، وأنا أحدّث نفسي بفضل الأئمّة من أهل البيت ، إذ أقبل عليّ أبو عبدالله عليه‌السلام ، فقال : يا مالك ، أنتم والله شيعتنا حقّاً ، لا ترى أنّك أفرطت في القول في فضلنا ، يا مالك إنه ليس يقدر على صفة الله ، وكنه قدرته وعظمته ، ولله المثل الأعلى ، وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حقّ المؤمن ، ويقوم به كما أوجب الله له على أخيه المؤمن ، يا مالك ، إنّ المؤمنين ليلتقيان فيصافح كلّ واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ينظر إليهما بالمحبّة والمغفرة ، وإن الذنوب لتتحات

__________________

(١) كشف الغمة ، ج ٢ ، فى باب ذكر ولد أبي جعفر محمد بن على عليهما‌السلام ، في فضائل أبي جعفر عليه‌السلام ، ص ٣٥٣ ؛ تعليقة على منهج المقال ، ص ٢٨٩.

٢٤٨

عن وجوههما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله تعالى » (١).

« وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : كنّا بالمدينة حين أجلبت الشيعة وصاروا فرقاً ، فتنحّينا عن المدينة ناحية ، ثمّ خلونا ، فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة ، إلى أن خطر ببالنا الربوبيّة ، فما شعرنا بشيء إذا نحن بأبي عبدالله عليه‌السلام واقفاً على حمار ، فلم ندر من أين جاء ، فقال : يا مالك ويا خالد ، متى أحدّثتما الكلام في الربوبية؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلاّ الساعة ، فقال : إعلما أنّ لنا ربّاً يكلؤنا بالليل والنهار نعبده ، يا مالك ويا خالد ، قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين ، فكرّرها علينا مراراً ، وهو واقف على حماره » (٢).

وخطاب الإمام عليه‌السلام لمالك الجهني له احتمالان : فإما أن يكون من باب «إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة» حتى يلتفت له الآخرون.

__________________

(١) كشف الغمه ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ، باب ذكر من روى من أولاده ، في معاجز الامام أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام.

(٢) كشف الغمة ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ، في معاجز الامام الصادق عليه‌السلام.

٢٤٩

وإما أن يكون الإمام عليه‌السلام خاطب مالكا هكذا لغلوّه المفرط.

ويستفاد من الرواية الثانية (١) إن مقصود الإمام عليه‌السلام هو من باب : «إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة».

وكما رأينا في سلسلة السند فإن من نقلوا عن مالك الجهني هم على بن ابراهيم القمى ومحمد بن عيسى بن عبيد ويونس بن عبد الرحمن ويحيى الحلبى (٢) ، ورواية هؤلاء

__________________

(١) الكافي ، ج ٨ ، ص ١٤٦ ، ح ١٢٢.

(٢) يقول النجاشي رحمه‌الله : « على بن ابراهيم بن هاشم ثقه فى الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب سمع فاكثر ... ». (رجال النجاشى رحمه‌الله ، ص ٢٦٠ ، رقم ٦٨٠).

« محمد بن عيسى بن عبيد ابو جعفر : جليل في اصحابنا ، ثقه ، عين ، كثير الرواية ، حسن التصانيف ». (رجال النجاشى رحمه‌الله ، ص ٣٣٣ ، رقم ٨٩٦)

يونس بن عبدالرحمن : قال النجاشي رحمه‌الله في حقه : « ... كان وجها فى اصحابنا متقدماً ، عظيم المنزله ... » (ثقه) (رجال النجاشى رحمه‌الله ، ص ٤٤٦ ، رقم ١٢٠٨).

يحيى الحلبى : قال النجاشي رحمه‌الله في حقه : « يحيى بن عمران بن على بن ابى شبعة الحلبى : ثقة ثقة صحيح الحديث ». (رجال النجاشى رحمه‌الله ، ص ٤٤٤ ، رقم ١١٩٩).

٢٥٠

الأجلاء عنه تشير إلى وثاقته ، بناءا على مبنى الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف) فهو (قدس سره الشريف) يرى أن الراوي الذي نقل عنه أجلاء الرواة ولم يرد في حقه قدح فهو ثقة لذلك (١). هذا من جهة ،

ومن جهة أخرى فإن مالك الجهني أظهر محبته لأهل البيت عليهم‌السلام في وقت لم يكن من السهل اظهار مودتهم ومحبتهم :

إذا طلب الناس علم القرآن

كانت قريش عليه عيالا

وإن قيل أين ابن بنت النبـي

نلت بذاك فروعاً طوالاً

نجوم تهلّل للمدلجين

جبال تورث علماً جبالاً (٢)

__________________

(١) النكات الرجالية (مخطوط).

(٢) الارشاد ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ؛ تاريخ مدينه دمشق ، ج ٥٤ ، ص ٢٧١ ؛ سير اعلام النبلاء ، ج ٤ ، ص ٤٠٣ ؛ مناقب آل ابى طالب ، ج ٣ ، ص ٣٣٦ ؛ عمدة القارى ، ابن عنبة ، ص ١٩٤ ؛ روضة الواعظين ، ص ٢٠٧.

٢٥١

قال الشيخ المفيد (قدس سره الشريف) في كتاب (الإرشاد) : «إن الإمام الباقر عليه‌السلام مدح مالك بن أعين الجهني» (١).

وقال السيد الخوئي (قدس سره الشريف) : « إنّ مالك بن أعين الجهني لا ينبغي الشك في كونه شيعياً إمامياً حسن العقيدة » (٢).

وخلاصة الكلام : إن نقل الأجلاء عن مالك بن أعين الجهني ، وعدم ورود قدح في حقه ، كاشف على مكانته وجلالته ، ويمكن إحراز وثاقته من هذا الطريق كما يرى الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف).

* * *

__________________

(١) الارشاد ، للشيخ المفيد ، ج ٢ ، ص ١٧٥.

(٢) معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ص ١٦٤.

٢٥٢

بحث حول الدعاء المأثور بعد زيارة عاشوراء

(حديث صفوان) (١)

حديث صفوان هو حديث نقلته عدة من المصادر بعد زيارة عاشوراء ، ومن هذه المصادر : مصباح المتهجد للشيخ الطوسي رحمه‌الله ، ومصباح الزائر للسيد ابن طاووس رحمه‌الله ، والمزار للشهيد الأول رحمه‌الله وبحار الأنوار وتحفة الزائر للعلامة المجلسي رحمه‌الله والحديث هو هذا : « وروى محمّد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبو عبدالله عليه‌السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة ، فلمّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام ، فقال لنا : تزورون الحسين عليه‌السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه‌السلام ، من هيهنا أومأ إليه أبو عبدالله الصادق عليه‌السلام وأنا معه ، قال : فدعا صفوان بالزيارة التي

__________________

(١) أوضحنا سابقا إن اسم الدعاء الأصلي هو «حديث صفوان» وأنه اشتهر خطأ بإسم «دعاء علقمة».

٢٥٣

رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام في يوم عاشوراء ....

وكان فيما دعا في دبرها :

«يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ ، يا كاشِفَ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ ، يا صَرِيخَ المُستَصْرِخِينَ ، وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ ، وَيا مَن يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الأَعْلى وَبِالأُفُقِ المُبِينِ ، وَيا مَن هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوى ، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَيا مَن لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ ، يا مَنْ لا تَشْتَبهُ عَلَيهِ الأَصْواتُ ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ ... » (١).

__________________

(١) مصباح المتهجد ، ص ٧٧٧ ؛ المزار ، ابن المشهدى ، ص ٢١٤.

٢٥٤

سند هذا الدعاء

« محمّد بن خالد طيالسي عن سيف بن عميرة ».

وطريق الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) إلى كتاب محمد بن خالد الطيالسي تقدم سابقا ، وبيّنا هناك صحة هذا الطريق ، فراجع.

محمد بن خالد الطيالسي

تقدم الكلام حوله.

وبشكل مختصر نقول : لم يرد أيّ ذم في حق محمد بن خالد الطيالسي ، ونقل عنه الثقات كذلك ، ووثقه العلامة النوري رحمه‌الله ووصفه بأنه من «أجلاء الرواة» وعبّر عنه بأنه «ثقة» (١) ، ونقل عنه الأعاظم من الرواة.

فمحمد بن مسلم الذي هو شخص ثقة وجليل القدر نقل كثيرا من الأصول عن محمد بن خالد الطيالسي (٢). وممن عبّر

__________________

(١) خاتمة المستدرك ، ج ٩ ، ص ٣٩ ، فائدة العلم.

(٢) الفهرست ، للشيخ الطوسي ، ص ١٧٦ ، رقم ٦٤٨.

٢٥٥

عنه بأنه «ثقة» : الشهيد الثاني رحمه‌الله والسماهيجي رحمه‌الله والمحقق الأردبيلي رحمه‌الله والمحقق الداماد رحمه‌الله والشيخ بهاء الدين العاملي رحمه‌الله والشيخ حسن صاحب المنتقى رحمه‌الله ، كما عبّر عنه العلامة المامقاني رحمه‌الله بـ (حسن) (١).

وكما أوضحنا سابقا فإن الرجالي الخبير الميرزا جواد التبريزي (أعلى الله مقامه الشريف) يرى أن نقل الأجلاء من الرواة عن شخص ما وعدم ورود قدح في حقه دال على وثاقة ذلك الشخص ، وعليه فإن محمد بن خالد الطيالسي من الثقات (٢).

سيف بن عميرة

تقدم الكلام فيه فراجع.

وثقه النجاشي والطوسي (رحمهما الله).

__________________

(١) تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ١١٤.

(٢) النكات الرجالية ، مخطوط.

٢٥٦

قال النجاشي رحمه‌الله فيه : « سيف بن عميرة عربي ، كوفي ، ثقة ... » (٤).

وقال الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في حقه : « سيف بن عميرة ثقة ، كوفي ، نخعي ، عربي » (١).

إذن فقد اتضح لنا أن سند زيارة عاشوراء الوارد في (حديث صفوان) هو سند صحيح لا غبار عليه.

* * *

__________________

(٤) رجال النجاشي ، ص ١٨٩ ، باب السين ، رقم ٥٠٤.

(١) رجال الطوسي ، ص ٢٢٢.

٢٥٧

زيارة عاشوراء على مر القرون

القرن الرابع :

١ ـ الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه‌الله المتوفى سنة ٣٦٧ أو ٣٦٩ هـ ، وقد أورد ابن قولويه نص الزيارة في كتاب (كامل الزيارات).

٢ ـ شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ هـ وقد نقل الزيارة في الصفحات ٧١٣ ـ ٧٢٤ من كتابه (مصباح المتهجد) وكذلك في (مختصر مصباح المتهجد) المعروف بـ (المصباح الصغير).

القرن السادس :

٣ ـ قطب الدين الراوندي رحمه‌الله مؤلف كتاب (المزار القديم) وذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمه‌الله

٢٥٨

أنه كان معاصراً للشيخ الطبرسي صاحب (الاحتجاج) (١) وقد نقل هذا العالم الجليل زيارة عاشوراء في كتابه المشار إليه.

القرن السابع :

٤ ـ الشيخ محمد بن جعفر رحمه‌الله (ابن المشهدي) في كتاب (المزار الكبير).

٥ ـ السيد رضي الدين علي بن طاووس رحمه‌الله المتوفى في سنة ٦٦٤ هـ في كتابه (مصباح الزائر).

٦ ـ السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس رحمه‌الله المولود في سنة ٦٤٨ والمتوفى سنة ٦٩٣ للهجرة ، أورد صدر رواية صفوان الجمال في زيارة عاشوراء في كتابه (فرحة الغري) طبعة النجف الأشرف ص ٩٦ ـ٩٨.

__________________

(١) الذريعة ، ج ٢٠ ص ٣٢٢.

٢٥٩

القرن الثامن :

٧ ـ آية الله العلامة الحلي (قدس سره الشريف) المتوفى في سنة ٧٢٦ هـ ، الذي ذكر زيارة عاشوراء في كتاب (منهاج الصلاح في اختصار المصباح) بناءا على ما نُقل في (شفاء الصدور) الطبعة القديمة والجزء الأول ص ٨٥ في الطبعة الجديدة.

٨ ـ الشيخ شمس الدين محمد بن مكي المعروف بـ (الشهيد الأول) (سنة الشهادة ٧٨٦ هـ ) فقد روى الزيارة في كتابه (المزار) بناءا على ما نُقل في (شفاء الصدور) ص ٣٢ من الطبعة القديمة ، وج ١ ص ٨٦ من الطبعة الجديدة.

القرن التاسع :

٩ ـ الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي المتوفى سنة ٩٠٥ هـ ، فقد روى الزيارة في (الجنة الواقية ، بناءا على ما نُقل في (شفاء الصدور) ص ٣٤ من الطبعة القديمة ، وج ١ ص ٩٢ من الطبعة الجديدة.

٢٦٠