تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٦

١

تراثنا

صاحب الامتیاز:

مؤسسة آل البيت لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العددان الأوّل والثاني [٩٣ ـ ٩٤]

السنة الرابعة والعشرون

محتويات العدد

* كلمة العدد

* الإساءة إلى النبي والقرآن الكريم منهج الحذف أم حذف المنهج

.............................................................. هيئة التحرير ٧

* مشيخة ابن شهرآشوب (١).

............................................ الشيخ عبد المهدي الإثنا عشري ١١

* إنقاذ كتاب «الذريعة» مما أُدرج فيه من الأخطاء والتصرفات الشنيعة.

............................................ السيّد محمّدرضا الحسيني الجلالي ٩٦

* قراءة سريعة في كتاب رجال النجاشي.

................................................... الشيخ حميد البغدادي ١٢٠

* النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (١).

.................................................... السيّد زهير الأعرجي ١٦٢

* مدرسة الحلّة وتراجم علمئها من النشوء إلى القمّة (٢).

.............................................. السيد حيدر وتوت الحسيني ٢١٥

٢

محرّم الحرام ـ جمادى الآخرة

١٤٢٩ هـ

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين / النجف الأشرف (٢٤).

............................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي ٢٧٧

* من ذخائر التراث :

* الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي.

...................................... تحقيق : الدكتور عمّار عبّودي نصّار ٣١١

* شرحُ لفظِ الجلالةِ معارضة ومناظرة للشّيخ علي بن عبدالله البحراني مع المحقّق سعد الدّين التّفتازاني في توجيه علَميّة الاسم الجليل (الله)

........................................ تحقيق : الدكتور عماد جبّار كاظم ٤٣٩

* من أنباء التراث.

........................................................... هيئة التحرير ٥٠٦

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «الدرّة البهية في بيان وفاة وولادة أصحاب الإجازة من علمائنا بعد الثلثمائة إلى الآن» للشيخ مرزوق بن محمّد بن عبدالله الشويكي. والمنشورة في هذا العدد.

٣
٤

٥
٦

كلمة العـدد :

الإساءة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) والقرآن الكريم

منهج الحذف أم حذف المنهج

هيئة التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

اتّخذت مناهج السماء منحىً تصاعدياً في دفع الإنسان شطر الكمال والفلاح ، فكان النصّ والخطاب يتعمّقان بمؤنهما وأدواتهما وآلياتهما مقطعاً مقطعاً تبعاً لتهيّؤ الإنسان عقلياً واجتماعياً وشعورياً ودينياً ، وكانت الذروة في القرآن الكريم والنبي الأكرم محمّـد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين ، فأغلق الدين الإسلامي الملفّ إلى الأبد وتربّع على عرش الرسالات الإلهية بنسخه كلّ المشاريع السابقة له.

هذا الحسم الواضح والانتخاب القاطع لم يكن وليد صدفة أو عبث أو هوى ، بل كان قراراً إلهياً جليّاً يحمل معه كلّ متطلّبات التكامل والتكيّف والاستمرار والتجدّد وتلبية الحاجات المشروعة ، فبقي الإسلام شجرةً مباركةً تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها.

الإسلام الذي جاء بمنظومة قيَمية مصيرية هدفها قيادة الإنسان وبرمجة شؤونه المعرفية والاجتماعية والاقتصادية ، فكان من الطبيعي وهو

 

٧

بهذا الحجم الكبير والمهامّ العظام أن يثير قلق الآخرين وخوفهم على كياناتهم ومنافعهم ، فانطلقت ردود الأفعال المتفاوتة ضعفاً وشدّة ـ تبعاً لكيفية الآليات والمناهج وعدّتها ـ من أجل مجابهة هذا القادم الجديد والجارف المهيب.

فلا عجب أن يتحوّل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بفعل مشروعه المثير بين ليلة وضحاها إلى عدّو خطير لقريش النوع وأقرانها بعد ما كان النموذج الأخلاقي الأرقى والعزيز المدلّل الأدنى ، فتجرّع وقاسى وعانى حتى قال : «ما اُوذي نبيٌّ مثلما اُوذيت» وكان لابُدّ أن يستمّر الدين وتستمرّ المنافسات مادامت هناك حياة وقيم ومراكز قرار وسلطة وهيمنة ومنافع.

لم يصب النبي (صلى الله عليه وآله) بإحباط أبداً رغم كلّ محاولات الحذف والهدم والترويع ، الأمر الذي انعكس إيجابياً على سير الرسالة وثبوتها في مواجهة عناصر النفي والتغييب والتشويه ، التي تعلو كالزبد بين الفترة والاُخرى بأدوات وآليات مختلفة بتناسب الزمان والمكان ، والتي آخرها وليس نهاية مطافها : تلك الرسوم المسيئة لرحمة الله للعالمين النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، والتطاول على حرمة القرآن الكريم بالتجاسر على محتواه المبارك ومضامينه المقدّسة ، المنشورة بذريعة حرية البيان والقلم المعهودة ، ذات الصيت السيّئ.

لا شكّ أنّ هذه الأساليب التي تتنافى مع القيم الأخلاقية والحضارية والثقافية ستخلق ردّ فعل معرفي كبير يحمل معه استفهاماً واعياً ضمن شعاع سؤال الأنا والآخر ، استفهاماً عريضاً لدى المثقّف والباحث والطامح العلمي ، يرشح مراجعةً تحفّز وتبعثر الذهن وتقارن وتستنطق الحكم الجائر

 

٨

على كيان عظيم ساد البشرية ولا زال يحمل بين طياته الإجابة الوافية عن سؤال الحياة الكبير ولوازمه ، كيان يخوض في المفكَّر واللا مفكَّر فيه ، ينشد التجديد والتحديث لا بفعل التقليد والالتقاط بل بفعل البناء والتأسيس ، كيان يلفظ الإرهاب ويؤمن بالحوار ويحترم حقوق الأقليات والمرأة والطفل والإنسان عموماً ويقصد الرقي والتقدّم العلمي التقني وتوفير الأمن والخير والأزدهار لكافّة شعوب المعمورة.

هذا إن كانوا لازلوا يؤمنون بقيم الدين واللاهوت ، بل حتى بالقيم الأخلاقية التي نادى بها رينيه ديكارت في مراسلاته مع اليزابيث أميرة بوهيميا ، ومبادئ ديفيد هيوم حين يقول : الهدف من البحث الأخلاقي هو الكشف عن المبادئ الكلّية التي يقوم عليها المدح أو الذمّ الأخلاقيان ، ومحتويات الباب الرابع من نتاجات فرانسيس بيكون في الصفات الأخلاقية ، لا فرانسيس بيكون الذي نافق وخدع وغدر وخان حتى بأقرب أصدقائه ووليّ نعمته ايرل اسكس كي ينال مجد الدنيا. هؤلاء الثلاثة هم روّاد التجريبية وقادة النهضة الاُوربية والغربية الحديثة ، لاسيّما الأخير الذي حُفر اسمه على إحدى بوّابات الكونغرس الأميركي الذهبية كونه أبرز الذين قادوا البشرية ـ كما يرون ـ إلى العصر والعلم الحديثين.

ربّما سيدركون حينها ـ قليلاً ـ معنى المشروع الإسلامي الأصيل وشخصية رائده العظيم النبي الأكرم محمّـد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) ، الرسالة والرسول الإلهيّين اللذين أوجبا على كلّ فرد مسلم تقديس واحترام الأنبياء والرسل السماويين بلا استثناء ، من منطلق وحدة الانتماء التوحيدية.

إنّ «الإنسان البدائي» الذي نالوا منه بكلّ قسوة وتحقير في سلسلة مناهجهم وأدبياتهم حين اعتلوا منصّة القرار ـ ظاهرياً ـ بنشوة النصر

 

٩

والغرور هو في الواقع ذلك الذي طغى على القيم الأخلاقية ورفض العمل بها ، وهو غير الإنسان المسلم الحقيقي بلا أدنى شكّ وشبهة.

نعم ، إنّه الذي يجاهر بالإساءة لمبعوث السماء إلى البشرية جمعاء ، متمّم مكارم الأخلاق ، ذي الخُلُق العظيم ، وهو أيضاً ذلك الذي يتطاول بهتك حرمة كتاب الله المقدس القرآن الكريم ، وينعتهما بأقبح الصفات ، ممّا ينمّ عن جهل مركّب ، وبغض تاريخي يتفاعل بين الحين والآخر ، وقفز على القيم الصحيحة والمنهج العلمي السليم.

(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَـرَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(١)

صدق الله العليّ العظيم وصدق رسوله الكريم

* * *

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ١٢٠.

  

١٠

مشيخة ابن شهرآشوب(١)

محمّـد بن علي بن شهرآشوب قدس‌سره

(٤٨٨ ـ ٥٨٨ هـ)

(١)

الشيخ عبـد المهدي الاثناعشري

بسم الله الرحمن الرحيم

المشيخة(٢) :

__________________

(١) هذا المقال مستلٌّ من المقدّمة المفصّلة عن شيخنا المازندراني طاب ثراه المدرجة في أوّل كتاب مثالب النواصب الذي سيصدر بإذن الله في ثمانية مجلّدات ـ عدا المقدّمة والفهارس ـ وهو يمرّ فعلا بمراحله النهائية.

هذا ؛ ومن الواضح أنّ هذا البحث يفتقر إلى بعض التعاليق التي استغني عنها لذكرها في ما قبل هذا البحث أو في ما سيأتي بعد من فصول المقدّمة من أصل الكتاب.

(٢) كنت أحسبني سبّاقاً في دراسة مشيخة شيخنا رحمه‌الله ، إلاّ أنّي قد حصلت أخيراً على مصورة صغيرة في (١٢) صفحة ـ من الحجم الصغير ـ لشيخنا العلاّمة الأميني طاب ثراه باسم مشيخة ابن شهرآشوب أو نظرة تنقيب علّق فيها تصحيحاً على تسع صفحات من المجلّد الأوّل من الموسوعة الرائعة بحار الأنوار [من صفحة : ٦٢ ـ ٧٠ الطبعة الثانية] التي نقل فيها مشيخة المناقب ، وجاء عليها : «هذا تصحيح مشيخة الحافظ ابن شهرآشوب في مقدّمة كتابه مناقب آل أبي طالب والمنقولة عنه في مقدّمة كتاب بحار الأنوار والتصحيح لشيخنا العلاّمة الحجّة الأميني صاحب الغدير بخطّه الشريف». ولعلّ هذا التعليق للعلاّمة السيّد عبـد العزيز الطباطبائي رحمه الله وبخطّه الشريف ، وقد حصلت عليها من مكتبة السيّد الطباطبائي رحمه‌الله ، وهي عبارة

  

١١

لا ريب أنّ دراسة مشيخة(١) الرجل ـ وخصوصاً مثل شيخنا العظيم

__________________

عن تعاليق جيّدة نوعاً لشيخنا طاب ثراه على المشيخة ، وقد أوردتها كلاًّ في رسالتي هذه ضمناً ، مشيراً لمواطن وجودها غالباً ، وعلّقت عليها نوعاً.

وقد رتّبها طاب ثراه بشكل جدول خطأ وصواب. وجاء في أواخرها [صفحة : ١٠] ما نصّه :

«هذا ما تأتّى لنا من سبر هذه المشيخة على عجل ، وقد ذكر شيخنا الحبر العلم الأوحد ابن شهرآشوب في أسانيده هذه جمعاً من مشايخه من الفريقين تناهز عدّتهم ثلاثة وستّين رجلا من الذين تنتهي إليهم حلقات سلسلة المسانيد ، ألا وهم على ترتيب الأسانيد ...» ثمّ عدّد بعضهم.

وختم الرسالة بقوله قدّس سرّه ـ بعد عدّه للمشايخ ولم يستوف طبعاً ـ :

«من المأسوف عليه جدّاً أنّ هذه المشيخة مع ما فيها من [فوائد] جمّة ودروس عالية لا منتدح عن عرفانها لرجال الحديث والفنّ قد جاءت مبثوثة في الأسانيد مذكورة في الأخبار منشورة في المعاجم ... كلّ ذلك على علاّتها من دون أيّ مأخذ وتصحيح وتحقيق ، وقد مرّ بها أعلام القرون الغابرة منهم وهلمّ جرّاً حتّى العصر الحاضر مرور عابر خاطف ... [كلمة ساقطة]من تصدّى لتصحيح البحار ، ذاهلا عمّا فيها من الغلط والخلط والتصحيف».

ثمّ قال : «نعم ، كم ترك الأوّل للآخر ، وإنّي قائل : لكلّ امرىء ... [كلمة مطموسة] من أين تؤكل الكتف ، فالحمد لله أوّلا وآخراً».

أقول : علامة الحذف أو السقط هي : (...) لكلّ الكلمات المطموسة في الرسالة أو التي لم يمكن قراءتها فيها ، فلاحظ.

وعلى كلّ ، فهي رسالة موجزة جدّاً على نحو الفهرس ، بل هي أشبه بكونها تصويباً للأخطاء منها بكونها تعليقة ، لم يستوعبها ولم يعطها حقّها شيخنا طاب رمسه ، وحقّ له ذلك مع كلّ ما له من مشاغل ومهامّ ، فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.

(١) المشيخة ـ بفتح الميم وكسر الشين ـ اسم مكان ، ومعناه عند أصحاب الرجال : محلّ ذكر الأشياخ والأسانيد.

وبسكون الشين بين الميم والياء المفتوحتين : جمع شيخ كالشيوخ والأشياخ والمشايخ ، وقد نسبه السيّد الداماد إلى الأشهر [انظر : الرواشح السماوية : ١١٥

  

١٢

طاب ثراه ـ تعطي رؤية واسعة عن عظمة الرجل العلمية ومقامه الاجتماعي ونفوذه وسيرته الثقافية والعملية وما له من سعة اطلاع في فنون العلم والرواية وكثرة ارتباطاته وعلاقاته.

فالمشيخات ـ بل الإجازات مطلقاً ـ ما هي إلاّ أسفار تاريخية رجالية ومجاميع علمية فنّية يمكن من خلالها الاطّلاع على تراجم العلماء الحاملين للأحاديث بما لهم من الخصوصيات ، ومن قرأ عليهم أو أقرأهم ، بالإضافة إلى معرفة حالاتهم وأوصافهم ، وكيفية شهادة الشيخ للطالب أو العكس

__________________

[المحقّقة ، وفي الحجرية : ٧٤ ـ ٧٥ (الراشحة العشرون)]

وذكر المطرزي في المغرب [صفحة : ١٥٠ مادّة (شيخ)]أنّها بفتح الميم وكسر الشين اسم للجمع ، والمشايخ جمعهما.

وقال في المصباح المنير [١ / ٣٢٩ مادّة (شيخ)] : «والمشيخة : اسم جمع للشيخ ، وجمعها : مشايخ».

كما وقد عدّ الفيروزآبادي في القاموس المحيط [١ / ٢٧٢] للشيخ أحد عشر جمعاً ، فراجع.

وقد جاءت هذه اللفظة في بعض الأسانيد كما في الكافي (الفروع) ٥ / ٤١١ حديث ٨ باب الرجل يدلّس نفسه والعنّين بالإسناد عن عبـد الله بن الفظل الهاشمي عن بعض مشيخته ، قال : قالت امرأة لأبي عبـد الله عليه‌السلام ...

انظر : الفوائد الرجاليه للكلباسي ٤ / ١٣٠ ـ ١٣١

والمشيخة ـ اصطلاحاً ـ تطلق على عدّة من شيوخ صاحب الكتاب روى الأحاديث عنهم [لاحظ : مقباس الهداية ٣ / ٤٣ ، وما جاء في ذيله ومستدركاته] ، وتطلق أحياناً على الكتاب المشتمل على ترجمة المشايخ من الرواة وذكر الراوين عنهم والمرويّين و.. ويذكرون فيه ـ أحياناً ـ حديثاً واحداً ممّا رواه ذلك الشيخ لهم ، ويقال لها أحياناً : الإجازة [انظر : مستدرك مقباس الهداية ٦ / ٢٨٨] ، وبين المشيخة والإجازة عموم من وجه.

وعليه ، فالمشيخة عليها بيان أسانيد الأحاديث مقابل الفهرس الذي هو مجموعة تنظّم أسماء المؤلّفين والمصنّفين ، وكذا تخالف علم الرجال والتراجم ، ولعلّ عملنا هذا يحوي مفهوماً جديداً للمشيخة أعمّ ممّا ذكروه كلاًّ ، فلاحظ.

 

١٣

ـ وإن ندر ـ ، ومعرفة عصرهم وزمن تحمّلهم للأحاديث ومكانه ، ومكانة معاصريهم ، وتمييزهم في الطبقة عمّن لم يكن فيها ... إلى غير ذلك من فنون التاريخ والرجال والأنساب والطبقات ، وكلّ ما له دخل في قبول روايتهم أو الوثوق والاطمئنان بها أو بهم ، وهذا ـ ولا شكّ ـ ممّا له الأثر الكبير في صحّة الأصل الخاصّ المعيّن وحصول الاعتماد عليه.

فكانت دراسة مشيخة كتاب مناقب آل أبي طالب عليهم‌السلام أحد السبل المهمّة للاطّلاع على غالب مشايخه من العامة والخاصّة ، وقد استفدت في معرفة باقي مشايخه من تتبّع جملة مصادر روائية والسبر في المجاميع الرجالية وبعض مصنّفاته المطبوعة.

وبعد كلّ هذا فلنرجع إلى شيخنا المصنّف طاب ثراه ، حيث بعد دراسة لنا في مقدّمة مناقبه وطرقه وما أورده في معالمه(١) وسبر تراجم الأعلام السابقين عليه واللاحقين به لمعرفة من درس عليه أو درّسه أو استجاز منه أو أجازه أمكن تحصيل هذه المجموعة من المشايخ(٢).

وقد أوردها العلاّمة المجلسي في مقدّمات بحار الأنوار(٣) في الفصل الخامس ـ الذي خصّصه لذكر بعض ما لابدّ من ذكره ممّا ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها ـ وهو أوّل من ذكر منهم المصنّف رحمه‌الله ، حيث قال : «قال ابن شهرآشوب في المناقب : كان جمع ذلك الكتاب بعد

__________________

(١) أعني معالم العلماء ، له طاب رمسه.

(٢) وهي بنظرنا ناقصة لعدم حصولنا على كتابه ـ الذي أحال عليه مشيخته مفسّريه ـ وهو كتاب أسباب النزول ، وفّقنا الله لإتمامها وإكمالها.

(٣) بحار الأنوار ١ / ٦٢ ـ ٧٠ ، وقد طبّقناه على مقدّمة المناقب ـ بطبعتيه النجفية والبيروتية ـ وذكرنا غالب الفروق المهمّة بينهما وعلى نسخة خطّية جيّدة من المناقب.

  

١٤

ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحّ لي الرواية عنهم بأن أقول : حدّثني وأخبرني وأنبأني وسمعت ...»

ثمّ قال : «فأمّا طرق العامّة فقد صحّ لي ...» إلى آخره.

ومن هنا قال صاحب الرياض(١) : «... وهذا الشيخ كثير الرواية والإجازة عن جماعة كثيرة من الخاصّة والعامّة كما يظهر من المناقب».

وقال العلاّمة التستري(٢) : «... وقد روى عن جمّ غفير من الأصحاب ـ أشرنا إلى كثير منهم ـ وعن كثير من المخالفين ، ذكر جماعة منهم في المناقب ... ثمّ إنّه لم يذكر إلاّ دون العشرة من الفريقين».

واقتصر التفريشي في نقده(٣) على ذكر اثنين من مشايخه وواحد من تلامذته.

قال شيخنا النوري في مستدركه(٤) : «... وهذا الحبر القمقام يروي عن جماعة من المشايخ العظام يعسر علينا إحصاؤهم ، فلنقتصر بذكر بعض الأعلام(٥) ...» ثم عدّ منهم سبعة وعشرين شيخاً(٦).

__________________

(١) رياض العلماء ٥ / ١٢٦ ، وبنصّه في تعليقته على أمل الآمل : ٢٨٤.

(٢) مقابس الأنوار ـ المقدّمة ـ : ١٢ [الطبعة الحجرية].

(٣) نقد الرجال : ٣٣٣ برقم ٥٧٥ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٤ / ٢٧٦ برقم (٤٩٣١)] ، وعنه في معجم رجال الحديث ١٦ / ٣٢٩ برقم ١١٣٠٥.

(٤) مستدرك وسائل الشيعة (الخاتمة) ٣ / ٤٨٥ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٢١(٣) / ٦٠].

(٥) وبنصّه في فهرس الصدرية في الإجازات العلية للهمداني ١١ / ٤٣٢ [من سلسلة ميراث حديث الشيعة] ، وذكر منهم اثنين وعشرين شيخاً تبعاً لاستاذه.

(٦) انظر : المصدر السالف ٣ / ٤٨٤ ـ ٤٩٣ [الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٦٠ ـ ١٢٥] ، إلاّ

  

١٥

قال الشيخ عبّاس القمّي في سفينة البحار(١) : «... يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام ...» ثمّ ذكر منهم عشرة.

وفي الكنى والألقاب(٢) قال : «ويروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام ، منهم ...» وذكر منهم عشرة أيضاً.

قال في المناقب(٣) : «وأمّا أسانيد التفاسير والمعاني فقد ذكرتها في الأسباب والنزول(٤) ، وهي : تفسير البصري ، والطبري ، والقشيري ، والزمخشري ، والجبائي ، والطائي ، والسدّي ، والواقدي ، والواحدي ، والماوردي ، والكلبي ، والثعلبي ، والوالبي ، وقتادة ، والقرطي(٥) ، ومجاهد ، والخركوشي ، وعطاء بن رباح(٦) ، وعطاء الخراساني ، ووكيع ، وابن

__________________

أنّه رحمه‌الله في المشجّرة عدّ سبعة عشر شيخاً ، وكرّر ذكرهم كلّهم في المستدرك عدا اثنين منهم ، وهما :

١ ـ إلياس بن هاشم الحائري.

٢ ـ السيّد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين ، وذلك بالتدبيج.

وجاء هذا العدد في مقدّمة موسوعة بحار الأنوار ١ / ١١١ ـ ١١٢ من المشايخ ، وقد أخذها من صاحب المستدرك.

وتبعه تلميذه القمّي في الفوائد الرضوية : ٥٦٨ ـ ٥٦٩ بنصّ العبارة ، وعدّ منهم ثلاثة وعشرين شيخاً ، ونقل عبارة صاحب المستدرك بنصّها في صفحة : ٥٦٩ ـ ٥٧٠.

(١) سفينة البحار ٥ / ٥٣٣.

(٢) الكنى والألقاب ١ / ٣٣٣.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢] ، وحكاه عنه بنصّه في بحار الأنوار ١ / ٦٧.

(٤) سيأتي الحديث عن هذا الكتاب مفصّلاً في مؤلّفات المصنّف رحمه‌الله. ويا حبّذا من يرشدنا إلى نسخة منه لمسيس حاجتنا لها.

(٥) كذا ، والصحيح : القرطبي.

(٦) في بحار الأنوار وكذا الخطّية من المناقب : رياح ، وهو سهو أو تصحيف.

  

١٦

جريح(١) ، وعكرمة ، والنقّاش(٢) ، وأبي العالية ، والضحّاك ، وأبي عيينة ، وأبي صالح ، ومقاتل ، والقطّان ، والسمّان ، ويعقوب بن سفيان ، والأصمّ ، والزجّاج ، والفرّاء ، وأبي عبيد ، وأبي العبّاس ، والنجاشي ، والدمياطي ، والعوفي ، والنهدي ، والثمالي ، وابن فورك ، وابن حبيب ...».

هذا ، وقد روى كتب ابن شاذان(٣) وابن فضّال(٤) وابن الوليد(٥) وابن

__________________

(١) كذا في طبعات المناقب ، إلاّ أنّ في الخطّية المعتمدة منه : جريج ، وهو الذي استصوبه شيخنا العلاّمة الأميني رحمه‌الله في رسالته : نظرة تنقيب.

(٢) في طبعات المناقب : النقاشي ، وما هنا جاء في المخطوطة المعتمدة منه.

(٣) هو الفضل بن شاذان النيشابوري المتكلّم الفقيه ، جليل القدر ، له كتب ومصنّفات ، عدّها الشيخ في فهرسته : ٣٦١ ـ ٣٦٣ برقم ٥٦٤ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة المرتضوية : ١٢٤ ـ ١٢٥ برقم ٥٥٢ ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٥٠ ـ ١٥١ برقم ٥٦٤] ، وهو المنصرف ، وقد ذكر الشيخ طرقه إليه.

ويحتمل أن يكون أبو الحسن محمّـد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمّي ، من مشايخ أبي الفتح الكراجكي ، وقد قال به العلاّمة الأميني رحمه‌الله ، وهو سهو ظاهراً.

(٤) هو عليّ بن الحسن [بن عليّ] بن فضّال ، فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم ، أدركه النجاشي وهو ابن ثمانية عشر عاماً.

انظر : رجال النجاشي : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ برقم (٦٧٦) [طبعة جماعة المدرّسين ، وفي طبعة بيروت ٢ / ٨٢ ـ ٨٥ برقم (٦٧٤)].

وقد ذكر الشيخ رحمه‌الله في فهرسته : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ برقم ٣٩٢ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ٩٣ برقم ٣٨١ ، وفي الطبعة المرتضوية : ١١٨ ـ ١١٩ برقم ٣٩٣]طريقه إليه ، ثمّ قال : «فطحيّ المذهب ، ثقة ، كوفيّ ، كثير العلم ، واسع الأخبار ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر».

ثمّ قال : «أخبرنا بكتبه قراءة عليه أكثرها ـ والباقي إجازة ـ أحمد بن عبدون عن علي بن محمّـد بن الزبير ـ سماعاً وإجازة ـ عن عليّ بن الحسن بن فضّال ...».

(٥) ابن الوليد ؛ هو أبو جعفر محمّـد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، شيخ القمّيّين

  

١٧

الحاشر(١) وعليّ بن إبراهيم(٢) والحسن بن حمزة(٣) والكليني(٤)

__________________

وثقتهم ووجههم ، توفّي سنة ٣٤٣ هـ.

انظر : فهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٤٤٢ برقم ٧٠٩ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٥٦ برقم ٦٩٤ ، والطبعة المرتضوية : ١٨٤ برقم ٧٠٨]. وقال عنه : «جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به ...».

(١) في البحار : ابن الحاسر ، وهو تصحيف ، وهو أبو عبـد الله أحمد بن عبـد الواحد ابن أحمد البزّاز المعروف بـ : ابن عبدون ، من مشايخ الشيخ الطوسي رحمه‌الله والنجاشي.

ترجمه النجاشي في رجاله ١ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩ برقم ٢٠٩ [طبعة بيروت ، وفي طبعة جماعة المدرّسين : ٨٧ برقم ٢١١] ، وذكر كتبه وطرقه ، ولاحظ ترجمته مفصّلا في تنقيح المقال ١ / ٦٦ ـ ٦٧ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٦ / ٢٨٩ ـ ٣٠٠ برقم (١١٣٠)].

(٢) هو القمّي صاحب التفسير المعروف.

انظر عنه : فهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ برقم : ٣٨٠ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١١٥ برقم ٣٨٢ ، والطبعة المرتضوية : ٨٩ برقم ٣٧٠] ، وذكر طرقه هناك إليه.

(٣) هو الحسن بن حمزة بن عليّ بن عبـد الله المرعشي المتوفّى سنة ٣٥٨ هـ كما صرّح بذلك الشيخ النجاشي في رجاله : ٦٤ برقم ١٥٠ [طبعة جماعة المدرّسين ، وفي طبعة بيروت ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣ برقم ١٤٨] ، وناقشه البعض في ذلك ، وله كتب كثيرة ، ويعدّ من مشايخ الشيخ المفيد رحمه‌الله.

ويحتمل أن يكون الحسن بن حمزة العلوي الطبري المكنّى بـ : أبي محمّـد ، كان فاضلا أديباً عارفاً فقيهاً زاهداً ورعاً كثير المحاسن ، ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست : ١٣٥ برقم ١٩٥ [طبعة السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة المرتضوية : ٥٢ برقم ١٨٤ ، والطبعة الحيدرية : ٧٧ ـ ٧٨ برقم ١٩٥] ، وذكر طرقه هناك.

(٤) هو محمّـد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي البغدادي أبو جعفر المعروف بـ : السلسلي ، والأعور ، وثقة الإسلام ، ومحدّث الطائفة ، ويعدّ من عيونها وثقاتها ، روى عن جمع وروى عنه آخرون ، توفّي ـ على المشهور ـ سنة تناثر النجوم (٣٢٩ هـ).

  

١٨

والصفواني(١) والعبدكي(٢) والفلكي(٣) وغيرهم ، كلّها بما نصّ عليه الشيخ الطوسي رحمه‌الله في الفهرست من طرقه إليهم ، كما هو نصّ كلام شيخنا المازندراني في المناقب(٤).

__________________

انظر عنه : رجال النجاشي : ٢٦٦ [وفي طبعة جماعة المدرّسين : ٣٧٧ برقم (١٠٢٦) ، وفي طبعة بيروت ٢ / ٢٩٠ ـ ٢٩٢ برقم (١٠٢٧)] ، وفهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٣٩٣ ـ ٣٩٥ برقم ٦٠٣ [طبعة السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٦١ برقم ٦٠٣ ، والطبعة المرتضوية : ١٣٥ برقم ٥٩١] ، وذكر طرقه هناك مفصّلا ، وكذا في خلاصة العلاّمة : ٧١ ، ومعالم العلماء : ٨٨ ، وتنقيح المقال ٣ / ٢٠٢[الطبعة الحجرية] ، وغيرها ، وراجع مقدّمة كتابه أصول الكافي للاستاذ حسين محفوظ ، إذ فيها غنىً.

(١) ويراد به محمّـد بن أحمد بن عبـد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال أبو عبـد الله الصفواني ، من مشايخ الشيخ المفيد رحمهما الله.

انظر عنه : فهرست الشيخ الطوسي رحمه‌الله : ٣٩٠ ـ ٣٩١ برقم ٦٠٠ [تحقيق السيّد الطباطبائي ، وفي الطبعة الحيدرية : ١٥٩ برقم ٦٠٠ ، والطبعة المرتضوية : ١٣٣ برقم ٥٨٨] ، وقال : «وكان حفظة كثير العلم جيّد اللسان ...» وذكر كتبه وطرقه إليه.

(٢) والمقصود منه هو أبو محمّـد بن علي العبدكي ، من أهل جرجان ، له تصانيف كثيرة ، منها تفسير كبير حسن ، ويقال له : محمّـد بن عليّ بن عبدك أبو جعفر الجرجاني.

ترجمه الشيخ النجاشي رحمه‌الله في رجاله ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ برقم ١٠٤١ [طبعة بيروت ، وفي طبعة جماعة المدرّسين : ٣٨٢ برقم ١٠٤٠] ، قال : «جليل القدر ، من أصحابنا ، فقيه ، متكلّم ، له كتب ...».

(٣) في المناقب : الفكلي. وهو تصحيف.

وهو أبو العباس أحمد بن الحسن بن عليّ الفلكي الطوسي المفسّر ، صاحب كتاب منار الحقّ فيما جاء في التنزيل من مناقب آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم.

انظر عنه : تنقيح المقال ١ / ٥٦ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٥ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠ برقم (٨٩٩)].

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٩.

  

١٩

وعلى كلّ ، فهذا الحبر القمقام والسند الإمام وشيخ المشايخ يروي عن جماعة من المشايخ العظام ـ من العامّة والخاصّة ـ يعسر علينا إحصاؤهم وإن أدرجنا هنا جلّهم ممّا لم يدرجه غيرنا ولا نعرف من أحصاهم قبلنا.

وها هو طاب ثراه ـ بعد كلّ ما سيأتي في مشيخته(١) ـ يعترف بالعجز عن الإحاطة أو إحصاء مشايخه ، فيقول : «... وما هذا إلاّ جزء من كلّ ، ولا أنا ـ علم الله تعالى ـ إلاّ معترف [كذا] بالعجز والتقصير ...»(٢).

ثمّ إنّا سنذكر ـ أيضاً ـ ما جاء منهم بعناوين متعدّدة مع الإحالة إلى ترجمتهم.

ولا أحسب أعلام الفنّ وأبناء المعرفة يجهلون ما في هذا العمل من جهد ودقّة وما لاقيت فيه من صعوبة وعناء جمعاً لهم وتشخيصاً لأفرادهم وتقييماً لوضعهم إلى حدٍّ ما و..

وممّا حداني لنشره هو مدّ يد الاستعانة بهم لإرشادي إلى ما فيه من مواطن ضعف وزلاّت وهفوات لا أحسبني أخلو منها.

والله المسدّد للصواب ، وعلى الله التكلان ، ومنه نستمدّ العون ونرجو الغفران.

فنقول :

الآبنوسي = أحمد بن عبـد الله(٣).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤].

(٢) أقول : لعلّه يريد من عبارته هذه التقصير في عدّ مناقب آل أبي طالب لا عدّ شيوخه كما يقتضيه الحال وإن كان يخالف السياق ، فتأمّل.

(٣) انظر : طرائف المقال ٢ / ٦٧٦ ، والكامل لابن عديّ ١ / ٢٣ ، وغيرهما.

  

٢٠