تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 93 و 94 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٦

آغا بزرك الطهراني : «تفسير ابن عبّاس الموسوم بتنوير المقباس من تفسير عبـد الله بن عبّاس في أربعة أجزاء الذي نسبه الحافظ شمس الدين محمّـد بن عبد الرحمن السخاوي في الضوء اللامع إلى محمّـد بن يعقوب الفيروزآبادي»(١). ولم يصرّح الشيخ آغا بزرك قدس‌سره بصحّة نسبة الكتاب إلى ابن عبّاس. والظاهر أنّ كتاب تنوير المقباس منسوب إلى ابن عبّاس ، ولم نجد دليلاً على صحّة كون تنوير المقباس من مصنّفاته.

سعيد بن جبير :

وسعيد بن جبير الشهيد (ت ٩٥ هـ) الذي قتله الحجّاج بن يوسف الثقفي له تفسيرٌ للقرآن. ذكر تفسير سعيد بن جبير ابن النديم(٢). قال مصنّف الشيعة وفنون الإسلام : «وأوّل من صنّف في علم تفسير القرآن سعيد بن جبير التابعي رضي‌الله‌عنه ، كان أعلم التابعين في التفسير كما حكاه السيوطي في الإتقان ، ولم ينقل تفسيراً لأحد قبله. وكان ابن جبير من خلّص الشيعة ، نصّ على ذلك علماؤنا في كتب الرجال ، كالعلاّمة الحلّي جمال الدين بن المطهّر في الخلاصة ، وابن عمر الكشّي في كتابه الرجال ، وروى روايات عن الأئمّة في مدحه وتشيعه واستقامته ، قال : وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ـ يعني التشيّع ـ ويُعدُّ سعيد بن جبير من أئمّة علم القرآن عند الشيعة»(٣).

والظاهر أنّ سعيد بن جبير هو أوّل من نقل روايات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)

__________________

(١) الذريعة ٤/٢٤٤.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥١.

(٣) الشيعة وفنون الإسلام : ٢٥ ، ٣٥.

  

٢٠١

وأهل البيت عليهم‌السلام الخاصّة بتوضيح معاني القرآن الكريم أو تفصيلها في كتاب روائي قرآني ، وإذا استثنينا ابن عبّاس ـ لأنّه لم يكتب تفسيراً بل روى روايات في تفسير القرآن ـ يكون سعيد بن جبير هو أوّل من كتب تفسيراً للقرآن الكريم.

ميثم التمّار :

ومن التفاسير التي ورد ذكرها في الكتب الرجالية : تفسير ميثم التمّار. وهو ميثم بن يحيى التمّار الكوفي من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلاموالشهيد (سنة ٦٠ هـ) بعد قطع يديه ورجليه وصلبه وقطع لسانه بأمر [عبيد الله]بن مرجانة كما أخبره به مولاه أمير المؤمنين عليه‌السلام. وتفسيره بعض ما تعلّمه من أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأملاه التمّار على ترجمان القرآن حبر الأمّة ابن عبّاس (ت ٦٨ هـ) كما في رواية الكشّي في ترجمة ميثم ، وإنّه بعد إلقاء التفسير على ابن عبّاس أخبره بكيفية قتله على يد ابن مرجانة فظنّ ابن عبّاس أنّه كهانة ، فأراد أن يخرق ما كتبه عن إملائه من التفسير فقال له ميثم : احتفظ بما سمعته منّي فإن كان ما قلته حقّاً أمسكته وان يكُ باطلاً خرقته. وبعد مضيِّ أيّام وقع تمام ما أخبر به(١).

٢ ـ مدرسة القرن الثاني الهجري :

ومدرسة هذا القرن تشكّلت من أصحاب أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام الذين صحبوهم عليهم‌السلام وكتبوا رواياتهم ، ثمّ جمعوا الروايات الخاصّة بتفسير

__________________

(١) الذريعة ٤/٣١٧.

  

٢٠٢

الكتاب المجيد في مصنّفات مستقلّة ، كالسدّي ، وابن أبي هند ، وأبان بن تغلب ، والكلبي ، وأبي بصير ، وأبي حمزة الثمالي ، وأبي الجارود أيّام استقامته ، والبطائني ، والجواليقي.

ولمّا كان أغلب مفسّري هذا القرن ممّن صاحب أئمّة الهدى عليهم‌السلاموكتبوا مصنّفاتهم نقلاً عن أحاديث سمعوها عن أئمّتهم عليهم‌السلام كان لكتب التفسير تلك أهميةٌ بالغة عند فقهاء الإمامية. والظاهر أنّ تلك الكتب أو على الأقلّ جزء منها كان قد أدرج ضمن المتون الحديثية الكبرى كـ : الكافي ومن لا يحضره الفقيه والاستبصار والتهذيب التي جمعت في القرن الرابع والخامس ، أو ربّما بقيت بعضها إلى حدّ عصر العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) حيث أضافها إلى كتابه الكبير بحار الأنوار.

ومن تلك التفاسير :

١ ـ تفسير السدّي ، لأبي إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة القرشي التابعي الكوفي (ت ١٢٧ هـ). كان من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام. قال السيوطي : «إنّ تفسير إسماعيل السدّي من أمثل التفاسير»(١). إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ذمّ منهج السدّي في التفسير(٢) ، ولا نعلم سبب الذمّ ، لأنّ التفسير لم يصلنا بشكله المستقلّ.

٢ ـ تفسير ابن أبي هند(٣) ، لأبي بكر داود بن دينار السرخسي (ت ١٣٩ هـ) ، وهو من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام.

٣ ـ تفسير أبان بن تغلب بن رباح ، وأبان هو أبو سعيد البكري

__________________

(١) انظر : الإتقان ٢/٤٩٧ رقم ٦٣٨٩.

(٢) التبيان ١/٦.

(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥١.

  

٢٠٣

الجريري (ت ١٤١ هـ). توفّي في حياة الإمام الصادق عليه‌السلام ، ونعاه الإمام عليه‌السلامبقوله : «لقد أوجع قلبي موت أبان»(١). كانت له منـزلة عظيمة عند أهل البيت عليهم‌السلام ، عاصر الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام. ذكره ابن النديم في أكثر من موضع ، فقال خلال عدّه لكتبه : «كتاب التفسير لابن تغلب»(٢). ثمّ في موضع آخر قال : «كتاب معاني القرآن لطيف وكتاب القراءآت»(٣). وعن كتاب القراءآت قال النجاشي : «ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القرّآء»(٤). وأشار الشيخ الطوسي : «هذه ثلاثة كتب في القرآن لأبان ، والرابع : كتاب الغريب في القرآن»(٥).

٤ ـ أحكام القرآن ، لأبي نصر محمّـد بن السائب بن بشر الكلبي (ت ١٤٦ هـ) من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام ، والكتاب هو شرح آيات الأحكام. والمصنّف والد هشام الكلبي النسّابة الشهير وصاحب التفسير الكبير(٦).

قال ابن النديم عند ذكره المصنّفات في علم أحكام القرآن : «كتاب أحكام القرآن للكلبي رواه عن ابن عبّاس»(٧).

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : «هو أوّل من صنّف في هذا الفنّ كما يظهر من تأريخه ، لا الإمام الشافعي محمّـد بن إدريس المتوفّى سنة

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٤/٤٣٥ الخاتمة.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥٠.

(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٣٠٨.

(٤) رجال النجاشي : ١١ رقم ٧.

(٥) انظر : الفهرس ـ للشيخ الطوسي ـ : ٥٧ رقم ٦١.

(٦) الذريعة ١/٤٠ التسلسل ١٩٢.

(٧) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٨١ الفنّ الثالث من المقالة الأولى.

  

٢٠٤

٢٠٤ هـ كما ذكره العلاّمة السيوطي ـ ولذا صرّح به في كشف الظنون في عنوان أحكام القرآن ـ لأنّ الشافعي ولد بعد وفاة الكلبي بتسع سنين ... ولا القاسم بن أصبغ بن محمّـد بن يوسف البياني القرطبي الأندلسي الأخباري اللغوي المتوفّى سنة ٣٤٠ المولود بعد وفاة الشافعي بثلاث وأربعين سنة ، لأنّه ولد سنة ٢٤٧ كما ذكره أيضاً السيوطي في بغية الوعاة. ثمّ إنّ جمعاً من أصحابنا تابعوا الكلبي في إفراد آيات الأحكام وتفسيرها ...»(١).

إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ذمّ منهجه في التفسير أيضاً(٢).

٥ ـ تفسير أبي بصير ، وهو يحيى بن أبي القاسم الأسدي (ت ١٥٠ هـ) الثقة المعدود من أصحاب الإجماع والراوي عن الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

٦ ـ تفسير أبي حمزة الثمالي ، وهو أبو حمزة ثابت بن أبي صفية دينار الثمالي (ت ١٥٠ هـ) ، تشرّف بخدمة الأئمّة الأربعة : الإمام السجّاد والباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام.

٧ ـ تفسير أبي الجارود ، وأبو الجارود هو زياد بن منذر (ت ١٥٠ هـ) ، كان أعمى من حين ولادته ، وتنسب إليه الزيدية الجارودية ، وكان من أصحاب الأئمّة الثلاثة : الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام ، ولكن يروي تفسيره عن الإمام الباقر عليه‌السلام بالخصوص أيّام استقامته ، وكأنّه كان يتلّقى إملاء الإمام عليه‌السلام له مباشرة ويوكّل من يستنسخه له ، ولذلك يقال

__________________

(١) الذريعة ١/٤٠ ـ ٤١.

(٢) تفسير التبيان ١/٦.

  

٢٠٥

لتفسير أبي الجارود : «كتاب الباقر عليه‌السلام رواه عنه أبو الجارود»(١).

ولهذا التفسير طريقان : أحدهما ضعيف ، وهو أبو سهل كثير بن عيّاش القطّان وقد ضعّفه علماء الرجال ، والطريق الثاني صحيح ، وهو عن طريق تلميذ علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي رواه بإسناده إلى أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي (ت ١٥٠ هـ) المصرّح بتوثيقه في علم الرجال.

وبالنتيجة ، فإنّ هذا التفسير من التفاسير المعتبرة في المدرسة الإمامية لسببين :

الأوّل : إنّ طريقه إلى الإمام الباقر عليه‌السلام صحيح بإسناده إلى أبي بصير.

الثاني : إنّ المصنّف كتبه أيّام استقامته وقبل انحرافه عن خطّ الإمامة ، وبالتالي فإنّ الروايات المروية فيه لم تمسّها يد التحريف ظاهراً.

٨ ـ تفسير مقاتل ، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن زيد بن أدرك الرازي (ت ١٥٠ هـ) ، عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام. له كتاب التفسير الكبير ، والناسخ والمنسوخ ، وتفسير الخمسمائة آية ، وكتاب القراآت ، ومتشابه القرآن ، ونوادر التفسير ، وكتاب الجوابات في القرآن ، والآيات المتشابهات ، وغير ذلك. وحكى اليافعي عن الشافعي أنّ النّاس كلّهم عيالُ مقاتل بن سليمان في التفسير(٢).

٩ ـ تفسير البطائني ، لعليّ بن أبي حمزة سالم البطائني الكوفي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ويروي أكثر تفسيره عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ

__________________

(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٥٠.

(٢) الذريعة ٤/٣١٥.

  

٢٠٦

عنه ، روى النجاشي تفسيره وسائر كتبه عنه بأربع وسائط(١).

١٠ ـ تفسير الجواليقي ، لهشام بن سالم الجواليقي الثقة ، من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ويروي عنه محمّـد بن أبي عمير ، ويروي النجاشي تفسيره عنه بأربع وسائط(٢).

ومن المحزن أنّ أكثر تفاسير المدرسة الإمامية في القرنين الأوّل والثاني قد فقدت ، مثل تفسير سعيد بن جبير (ت٩٥ هـ) ، وتفسير السدي (ت ١٢٧ هـ) ، وتفسير محمّـد بن السائب الكلبي (ت ١٤٦ هـ) ، وتفسير أبي بصير (ت ١٥٠ هـ) ، وتفسير أبي الجارود (ت ١٥٠ هـ) ، وتفسير جابر بن يزيد الجعفي (ت ١٢٧ أو ١٣٢ هـ).

ونقصد بفقدانها أي فقدان أثرها كمصنّفات مستقلّة ، والأرجح أنّها أدخلت في الموسوعات الحديثية الكبرى كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.

٣ ـ مدرسة القرن الثالث الهجري :

امتاز هذا القرن بكثرة التفاسير الروائية ، كـ : تفسير ابن همّام الصنعاني ، وابن وضّاح ، وابن محبوب ، وابن فضّال ، وابن مهزيار ، وابن أبي شعبة ، وابن بابويه ، وابن أسباط ، وابن أرومة ، والبرقي. ولم تصلنا أغلب تلك التفاسير بصورتها المستقلّة وإنّما وصلتنا ضمن المجاميع الحديثية ، وربّما التفسير الوحيد الذي وصلنا بصورته المستقلّة هو التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

فمن تفاسير تلك الفترة :

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٤٩ رقم ٦٥٦.

(٢) رجال النجاشي : ٤٣٤ رقم ١١٦٥.

  

٢٠٧

١ ـ تفسير ابن همّام الصنعاني ، وهو أبو بكر عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (ت ٢١١ هـ). ترجمه الذهبي وأطراه ونقل عن الذين وثّقوه ، وقال : «ونقموا عليه التشيّع ، وما كان يغلو فيه بل كان يحبّ عليّاً ويبغض قاتله»(١). روى عنه سفيان بن عيينة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين. وحكى ابن خلّكان عن السمعاني أنّه زعم أنّه ما رحل النّاس إلى أحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل ما رحلوا إليه(٢).

أقول : هي مبالغة في تعظيمه ، وإلاّ فإنّ الناس رحلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، خصوصاً الإمام الصادق عليه‌السلامالذي كان يعجُّ درسه بالآلاف من طلبة العلم كما نقله لنا التأريخ.

ليس له ترجمة مفصّلة في كتبنا الرجالية عدا ذكر الشيخ الطوسي له في عداد أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام(٣). ويعدُّ هذا التفسير من أقدم تفاسير الشيعة الإمامية.

٢ ـ تفسير ابن وضّاح ، لم نعرف اسم المصنّف ، وإنّما ذكره الشيخ الطوسي في باب الكنى من الفهرست وذكر أنّه يرويه عنه أحمد بن ميثم حفيد الفضل بن دكين الحافظ الثبت الكوفي (المستشهد سنة ٢١٩ هـ)(٤) ، فيظهر أنّه من رجال القرن الثالث.

٣ ـ تفسير ابن محبوب ، لأبي علي الحسن بن محبوب السرّاد أو الزرّاد (ت ٢٢٤ هـ). عدّه الكشّي من أصحاب الإجماع(٥) ، وفي الفهرست

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ١/٣٦٤.

(٢) وفيات الأعيان ٣/٢١٦ رقم ٣٩٨.

(٣) رجال الطوسي : ٢٦٥ رقم ٣٨٠٥.

(٤) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٨٢ رقم ٩٠٦.

(٥) رجال الكشّي ١/٨٣٠ رقم ١٠٥٠.

  

٢٠٨

للشيخ الطوسي أنّه كان يعدُّ في الأركان الأربعة في عصره وروى عن ستّين رجلاً من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام(١). والمصنّف من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم‌السلام(٢).

قال الشيخ آغا بزرك : «والعجب أنّ الرجل (أي ابن محبوب) على جلالة قدره وقد ذكره أبو العبّاس النجاشي فيما يقرب من عشرين موضعاً من رجاله ـ استقصاها المولى عناية الله القهبائي في كتابه مجمع الرجال ـ وذكر كتابه المشيخة مكرّراً في عدّة مواضع منه ومع هذا كلّه نسى أن يعقد له ترجمة مستقلّة في رجاله الذين هم العمدة من الأصول الرجالية لنا ، وإهمال مثل هذا الرجل فيه من أقوى البراهين على صحّة ما شرحناه من ذهاب تراجم كثير من أصحابنا على أئمّة الرجال ، وبفوات التراجم ضاعت عنّا أسماء كتبهم المقروءة عليهم أو المسموعة عنهم ، وأسانيد الأحاديث المروية في كتبنا الموجودة اليوم تدلّنا على وجود تلك الكتب في أعصارهم ، فإنّ الرواية عن أحد في تلك الأعصار لم تكن إلا بالقراءة أو السماع من كتابه ، وما كانوا يكتفون بالسماع عن ظهر القلب كما لا يخفى»(٣).

٤ ـ تفسير ابن فضّال الكبير ، لأبي محمّـد الحسن بن علي بن فضّال الكوفي التيملي مولى تيم الله بن ثعلبة (ت ٢٢٤ هـ) ، أعتقد بالفطحية ثمّ تركها ورجع عن ذلك في آخر عمره ، ذكره ابن النديم في فهرسه(٤). وله

__________________

(١) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٩٧ رقم ١٦٢.

(٢) رجال الطوسي : ٣٣٤ رقم ٤٩٧٨ و٣٥٤ رقم ٥٢٥١.

(٣) الذريعة ٤/٢٤٨.

(٤) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ١٧١ الفنّ الخامس من المقالة السادسة.

  

٢٠٩

كتابان آخران هما : الشواهد من كتاب الله ، والناسخ والمنسوخ.

٥ ـ تفسير ابن مهزيار ، لأبي الحسن علي بن مهزيار الدورقي الأهوازي (توفّي بعد سنة ٢٢٩ هـ) الثقة الوكيل للأئمّة الثلاثة : أبي الحسن الرضا وأبي جعفر الجواد وأبي الحسن الثالث عليهم‌السلام. وله أيضاً كتاب حروف القرآن كما في فهرست الشيخ الطوسي(١). ومصنف هذا الكتاب هو غير علي بن إبراهيم بن مهزيار الذي تشرّف بخدمة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

٦ ـ تفسير ابن أبي شعبة ، لأبي جعفر محمّـد بن علي بن أبي شعبة الحلبي الثقة ، وهو فقيه بين الأصحاب ، يرويه عنه ابن عقدة (ت ٣٣٣ هـ) بواسطتين ، فصنّفناه من أعلام القرن الثالث الهجري.

٧ ـ تفسير ابن بابويه ، لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، وهو والد الشيخ الصدوق (ت ٣٢٩ هـ) ، يرويه النجاشي عنه بواسطة واحدة ، «وهذا سندٌ عال»(٢). والواسطة هو شيخه المعمّر عبّاس بن عمر الكلوذاني. ويطلق على المصنّف وولده : (الصدوقان).

٨ ـ تفسير ابن أسباط ، لأبي الحسن علي بن أسباط بن سالم الكوفي الثقة الراوي عن الإمام الرضا عليه‌السلام وأبي جعفر الجواد عليه‌السلام ، يرويه عنه ابن عقدة بواسطة واحدة ، ذكره النجاشي في رجاله(٣).

٩ ـ تفسير ابن أرومة ، لأبي جعفر محمّـد بن أرومة القمّي الذي خرج التوقيع من الإمام الهادي عليه‌السلام إلى أهل قم في براءته ممّا نسب إليه من

__________________

(١) الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٢ رقم ٣٧٩.

(٢) الذريعة ٤/٢٤١.

(٣) رجال النجاشي : ٢٥٢ رقم ٦٦٣.

  

٢١٠

الغلوّ. عدّ النجاشي كتاب تفسير القرآن من تصانيفه(١).

١٠ ـ تفسير البرقي الصغير ، لأبي جعفر أحمد بن أبي عبـد الله محمّـد بن خالد البرقي مؤلّف كتاب الرجال وكتاب المحاسن (ت ٢٧٤ أو ٢٨٠ هـ). وهناك كتاب تفسيري آخر لوالده يسمّى تفسير البرقي الكبير الذي كان من أجلاّء الأصحاب.

وكتاب المحاسن يشتمل على عدّة كتب ، منها كتاب التفسير وكتاب التأويل كما قاله الشيخ الطوسي في الفهرست(٢). أمّا النجاشي فقد ذكر كتاب التفسير فقط(٣). وقد روى الشيخ الطوسي والنجاشي عنه كتبه بثلاث وسائط.

التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام :

تفسير العسكري الذي أملاه الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام القائم بأمر الإمامة سنة ٢٥٤ هـ والمستشهد سنة ٢٦٠ هـ ، وهو برواية الشيخ أبي جعفر محمّـد بن علي بن بابويه القمّي ، واعتمد عليه الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ، والطبرسي في الاحتجاج ، وابن شهرآشوب في المناقب ، والمحقّق الكركي في إجازته لصفيّ الدين ، والشهيد الثاني في المنية ، والمولى محمّـد تقي المجلسي في شرح المشيخة ، وولده العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار.

وقد أثير جدلٌ واسعٌ بين علماء الإمامية حول هذا التفسير المنسوب

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٠ رقم ٨٩١.

(٢) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٦٣ رقم ٦٥.

(٣) رجال النجاشي : ٧٦ رقم ١٨٢.

  

٢١١

إلى الإمام العسكري عليه‌السلام ، فهل أنّ الكتاب المسمّى بـ : تفسير الإمام العسكري عليه‌السلاممنسوب إلى الإمام عليه‌السلام وليس من إملائه؟

لو تفحّصتَ الكتب الرجالية لاستخلصتَ أنّ للإمام العسكري عليه‌السلامكتابين في التفسير :

الأوّل : جمعه الحسن بن خالد البرقي كما ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء(١) ، وهو تفسير يقع في مائة وعشرين مجلّداً ، ولم يصلنا هذا الكتاب.

الثاني : جمعه يوسف بن محمّـد بن زياد وعلي بن محمّـد بن سيار (وهما مجهولان في علم الرجال) ورواه عنهما الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسّر (وهو مجهول الحال أيضاً) ، وهذا الكتاب المتداول هو المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

وقد انقسم الرأي العلمي حول هذا الكتاب وتخندق حول معسكرين :

الأوّل : قال بأنّ الكتاب ضعيف ولا يمكن أن يصدر من عالم من العلماء فضلاً عن المعصوم عليه‌السلام. ومن روّاد هذا المعسكر : العلاّمة الحلّي ، والمحقّق الداماد ، والشيخ البلاغي ، والسيّد الخوئي. نقده السيّد الخوئي قدس‌سرهبالقول : «... هذا مع أنّ الناظر في هذا التفسير لا يشكّ في أنّه موضوع ، وجلّ مقام عالم محقّق أن يكتب مثل هذا التفسير فكيف بالإمام عليه السلام»(٢).

الثاني : قال بأنّ الكتاب أثر من آثار أهل البيت عليهم‌السلام وينبغي أن

__________________

(١) معالم العلماء لابن شهرآشوب : ٧٠ رقم ١٨٩.

(٢) معجم رجال الحديث ١٣/١٥٧ رقم ٨٤٤٢.

  

٢١٢

يؤخذ بعين الاعتبار. ومن روّاد هذا المعسكر : المجلسي الأوّل (الأب) والمجلسي الثاني (الإبن). قال المجلسي : «وتوهّم أنّ مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصوم مردود ، ومن كان مرتبطاً بكلام الأئمّة يعلم أنّه كلامهم عليهم‌السلام ، واعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني ونقل أخباراً كثيرة منه في كتبه ، واعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق يكفي ، عفا الله عنّا وعنهم»(١).

وروى الشيخ الصدوق عن هذا التفسير أخباراً في الأمالي والتوحيد ومعاني الأخبار.

والملاحظ أنّ الروايات في هذه الكتب الثلاثة تشمل الصحيحة والضعيفة ، فلا يعني ذلك صحّة اعتماد الشيخ الصدوق عليه.

أمّا في من لا يحضره الفقيه الذي قال فيه الصدوق بأنّه لا يذكر فيه إلاّ الروايات التي يراها حجّة بينه وبين ربِّه عزّوجلّ فقد روى رواية في التلبية اختلف الفقهاء في كونها من هذا التفسير أو من غيره. وبالإجمال ، فإنّ موقف الشيخ الصدوق لا يساعد على توثيق التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام.

وقد أفرد الشيخ البلاغي (ت ١٣٥٢ هـ) رسالة خاصّة في إبطال نسبة هذا التفسير إلى الإمام العسكري عليه‌السلام ، قال : «وأمّا التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنّه مكذوب موضوع ، وممّا يدلّ على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين وما يزعمان أنّه رواية ، وما فيه من مخالفة

__________________

(١) روضة المتّقين ١٤/٢٥٠ باب الميم.

  

٢١٣

الكتاب المجيد ومعلوم التاريخ ، كما أشار إليه العلاّمة في الخلاصة وغيره»(١).

وبالإجمال ، فإنّه لا يمكن الاعتماد على صحّة نسبة هذا الكتاب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام. وأقلّ ما يقال في المقام هو : إنّه ينبغي تمييز الروايات الصحيحة عن السقيمة عبر مطابقتها بالروايات الصحيحة في الكتب الروائية الأُخرى.

وللبحث صلة ...

__________________

(١) آلاء الرحمن ١/٤٩.

  

٢١٤

مدرسة الحلّة وتراجم علمائها

من النشوء إلى القمّة

(٥٠٠ ـ ٩٥٠ هـ)

(٢)

السـيّد حيدر وتوت الحسيني

لقد تعرضنا في القسم الأوّل من هذا الموضوع إلى تاريخ تأسيس مدينة الحلّة والنهضة العلميّة والأسر والبيوت العلميّة فيها والتلاقح العلمي بين مدينة الحلّة ومدن العالم الاسلامي الأخرى ونواصل البحث هنا في الموضوع ...

٧ ـ بيهق :

قال ابن خلّكان في وفيات الأعيان(١) : «ونسبته إلى بَيْهَق : بفتح الباء الموحّدة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعد الهاء المفتوحة قاف ، وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخاً منها ، وخسرو جرد من قراها ...».

من علمائها المنتسبين لها الشيخ حيدر بن علي بن أبي علي محمّـد بن إبراهيم البيهقي ، قال فيه صاحب أمل الآمل(٢) : «فاضل جليل ، صنَّف الشيخ فخر الدين ولد العلاّمة رسالة في النية بالتماسه وأثنى

__________________

(١) وفيات الأعيان ١ / ٧٦.

(٢) أمل الآمل ٢ / ١٠٧.

  

٢١٥

عليه ...».

٨ ـ جبل عامل :

وهي من المدن الشهيرة في بلاد الشام وتقع اليوم ضمن دولة لبنان ، ينتمي إليها الجمّ الغفير من العلماء الفقهاء والأدباء الكبار ، وتلاقحها العلمي مع مدينة الحلّة سابقاً ومع مدينة النجف الأشرف تلاقحاً متواصلاً يكاد لا ينقطع وإلى يومنا هذا ، من أبرز علمائها الأعلام بل أشهرهم على الإطلاق الشهيد الأوّل الشيخ محمّـد بن مكّي العاملي ، وهو من تلامذة فخر المحقّقين ابن العلاّمة الحلّي ، وكذلك تلمَّذ على السيّد تاج الدين محمّـد مُعَيَّة الحسني. قال الشيخ محمّـد مهدي الآصفي في مقدّمته على كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية(١) متحدّثا عن سيرة الشهيد الأوّل محمّـد بن مكّي العاملي :

«زار كثيراً من حواضر العالم الإسلامي في وقته كـ : مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وبغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم واجتمع فيها بمشايخ العامّة ، وتاحت له هذه الأسفار نوعاً من التلاقح الفكري بين مناهج البحث الفقهي والأصولي عند الشيعة والسنّة».

٩ ـ جُرْجان :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٢) : «جرجان مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ... وقيل : إنّ أوّل من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة ، وقد خرج منها خلق من الأدباء ...».

من علمائها المنتسبين إليها الشيخ محمّـد بن علي الجرجاني تلميذ

__________________

(١) الروضة البهية ١ / ٧٢.

(٢) معجم البلدان ٢ / ١١٩.

  

٢١٦

العلاّمة الحلّي قدس‌سره وشارح كتاب المبادئ ، ورد ذلك في مقدّمة كتاب رجال العلاّمة الحلّي(١) بقلم السيّد محمّـد صادق بحر العلوم.

١٠ ـ حلب :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٢) : «حَلَب بالتحريك مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيّبة الهواء صحيحة الأديم والماء ، وهي قصبة جند قنّسرين في أيّامنا هذه ...».

وحلب اليوم هي إحدى مدن البلاد السورية من بلاد الشام ، وقد أخرجت هذه المدينة المباركة العدد الكثير من العلماء الكبار والأدباء ممّن كان له صلات علمية مع علماء الحلّة كالسادة بني زهرة الحلبيّين العلماء الأفاضل الذين تلمّذوا على العلاّمة الحلّي قدس‌سره ، وإجازة العلاّمة لهم مشهورة ومثبتة في كتب الإجازات.

١١ ـ الحاير الحسيني (كربلاء) :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٣) عند ذكره للحائر الحسيني الشريف : «... وهو في الأصل حوض يصبّ إليه مسيل الماء من الأمطار ، سمي بذلك لأنّ الماء يتحيّر فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه ، والحائر : قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام ...».

من علمائه المشهورين الشيخ محمّـد بن طحال المقدادي الحائري. جاء في أمل الآمل(٤) :

__________________

(١) رجال العلاّمة الحلّي : ١٧.

(٢) معجم البلدان ٢ / ٢٨٢.

(٣) معجم البلدان ٢ / ٢٠٨.

(٤) أمل الآمل ٢ / ٢٧٨.

  

٢١٧

«الشيخ محمّـد بن طحال المقدادي الحائري ، فاضل ، فقيه ، يروي عنه علي بن ثابت بن عصيدة».

١٢ ـ طوس :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(١) : «مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، تشتمل على بلدتين يقال لأحدهما : (الطبران) والأخرى : (نوقان) ، وبها قبر علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وبها قبر هارون الرشيد ...».

من أشهر علمائها الشيخ الفيلسوف الخواجة نصير الدين محمّـد بن محمّـد الحسن الطوسي ، قال عنه صاحب أمل الآمل(٢) :

«... يروي عنه العلاّمة ، وقال في إجازة له عند ذكره : كان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية ...».

١٣ ـ استرآباد :

وهي من البلدان الشهيرة. قال القمّي في الكنى والألقاب(٣) : «والاسترابادي نسبة إلى استراباد : بليدة من أعمال مازندران بين سارية وجرجان».

من علمائها الشيخ نجيب الدين الاسترآبادي. قال صاحب أمل الآمل(٤) : «الشيخ نجيب الدين بن مذكي الاسترآبادي ، فاضل ، يروي العلاّمة عن أبيه عن علي بن ثابت بن عصيدة عنه».

__________________

(١) معجم البلدان ٢ / ٢٠٨.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٩٩.

(٣) الكنى والألقاب ٣ / ٢٧.

(٤) أمل الآمل ٢ / ٣٣٥.

  

٢١٨

١٤ ـ قم :

قال ياقوت الحموي(١) : «قُمّ ـ بالضمّ والتشديد ـ مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها ، وأوّل من مصَّرها طلحة بن الأحوص الأشعري ، موقعها بين أصبهان وساوه ، وأهلها كلّهم شيعة إمامية ، وكان مبدأ تمصيرها في أيّام الحجّاج بن يوسف سنة (٨٣ هـ) ...».

وهذه المدينة الطيّبة قد أنجبت الفطاحل من الفقهاء والعلماء ممّن ملأت آثارهم ومآثرهم الخالدة كتب التراجم والسير التي لا تزال وإلى يومنا الحاضر تُخرج المئات من العلماء والأفاضل لنشر العلم والدين ، من علمائها المشهورين الذي له صلة علمية بعلماء الحلّة الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن بابويه القمّي صاحب كتاب الفهرست في الرجال المشهور ، وهو من تلامذة الشيخ سديد الدين محمود بن علي الحمصي الحلّي.

١٥ ـ كاشان :

وهي من البلدان المعروفة ، وتقع اليوم ضمن دولة إيران الإسلامية ، من علمائها المشهورين المنتسبين إليها الشيخ الفيلسوف علي بن محمّـد الكاشاني المعروف بالقاشي الحلّي ، وهو من مشايخ السيّد تاج الدين بن مُعَيَّة ومن تلامذة المحقّق الحلّي جعفر بن سعيد الهذلي.

١٦ ـ الكوفة :

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(٢) : «الكُوفة ـ بالضم ـ المصر

__________________

(١) معجم البلدان ٤ / ٣٩٧.

(٢) معجم البلدان ٤ / ٤٩٠.

  

٢١٩

المشهور بأرض بابل من سواد العراق ، ويسمّيها قوم (خدّ العذراء). قال أبو بكر محمّـد بن القاسم : سُمّيت الكوفة كوفة لاستدارتها أخذاً من قول العرب : (رأيت كوفاناً) ، وكوفاناً بضمّ الكاف وفتحها للرميلة المستديرة. وقيل : سمّيت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم : قد تكوّف الرمل. وأمّا تمصيرها فكان في أيّام عمر بن الخطّاب في سنة (١٧ هـ) ، وقال قوم : مصِّرت في سنة (١٩ هـ) ...».

وهذه المدينة المباركة متخمة بالعلماء والأدباء وعلى مرِّ التاريخ ، من علمائها البارزين الذين كانت لهم صلة علمية مع علماء الحلّة الشيخ الإمام جمال الدين محمّـد بن محمّـد بن أحمد الكوفي الهاشمي الحارثي وكان من مشاهير تلامذة المحقّق الحلّي وممّن يروي عنهم ابن مُعَيَّة الحسني.

١٧ ـ المدينة المنوّرة :

وهي لا تحتاج إلى تعريف لشهرتها ، وكانت قبل الإسلام تسمّى (يثرب) ، وبعد دخول النبي الأعظم محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها مهاجراً سمّيت بالمدينة المنوّرة ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سمّاها (طيبة). من علمائها المشهورين ممّن كانت له صلة علمية بعلماء الحلّة السيّد مهنّا بن سنان المدني الذي أرسل إلى العلاّمة الحلّي يسأله الإجابة عن مجموعة من الأسئلة ، وهي مذكورة ضمن مؤلّفات ومصنّفات العلاّمة الحلّي بعنوان : أجوبة مسائل مهنّا بن سنان المدني أو : أجوبة المسائل المهنائية.

١٨ ـ ورامين :

وهي بلدة من أعمال بلاد الري ، انتسب إليها الكثير من العلماء والأدباء ، منهم الشيخ الأجلّ أبو جعفر محمّـد بن محمّـد البويهي الحكيم

 

٢٢٠