مواهب الرحمن في تفسير القرآن - ج ١

آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري

مواهب الرحمن في تفسير القرآن - ج ١

المؤلف:

آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة أهل البيت (ع)
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٩

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الّذي انزل القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ؛ وجعله في لوح محفوظ لا يمسّه الّا المطهّرون. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ؛ فيه تفصيل كلّ شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ، وجعله من أعظم مواهبه على عباده.

والصّلاة والسّلام على من اعطي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي فرّق الله عليه قرآنه ليقرأه على النّاس على مكث ؛ النّبيّ الأميّ الّذي هو غاية نظام التّكوين ، ومكمّل ما انزل من المعارف على الأنبياء والمرسلين محمّد ابن عبد الله سيّد ولد آدم وخاتم النّبيّين الّذي أرسله الله رحمة للعالمين ، وتشرّفت به السّماوات وجميع الرّوحانيّين.

وعلى آله الّذين رفعوا بهممهم العالية أعلام الدّين ، وشرعوا نهج الهدى للقاصدين ؛ حماة معالم الشّرع المبين ، ومحيي مآثر النّبيّين ، الّذين قرنهم الله بالكتاب المبين ، أئمّة الهدى وقادة أهل الدّين.

وعلى أصحابه الّذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذي انزل معه ، الّذين أبلوا البلاء الحسن في نصرته وإقامة دينه.

وبعد فقد شملتني عنايته تعالى لتفسير هذا الكتاب العظيم الذي عجزت العقول عن درك كنهه ، فكما أن ظاهر لفظه : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُ

٥

عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) فحقائقه ورموزه أولى أن تكون كذلك ، ففي كل سورة منه بحار من المعارف ، ويتجلى من كل آية منه أنوار من الحقائق ، وكيف لا يكون كذلك وقائله لا نهاية لعلمه وكماله ولا حدّ لعظمته وجلاله وما حصل من التحديدات إنما هو من مقتضيات الاستعدادات لا أن يكون تحديدا فيه.

وقد ظهر لي بعد مراجعتي لجملة من التفاسير أنه فسر كل صنف من العلماء القرآن بما هو المأنوس عندهم ، فالفلاسفة والمتكلمون فسروه بمذهبهم من الآراء الفلسفية والكلامية والعرفاء والصوفية على طريقتهم والفقهاء همهم تفسير الآيات الواردة في الأحكام والمحدثون فسروه بخصوص ما ورد من السنة الشريفة في الآيات كما أن الأدباء كان منهجهم الاهتمام بجهاته الأدبية دون غيرها والعجب إنه كلما كثر في هذا الوحي المبين والنور العظيم من هذه البيانات والتفاسير فهو على كرسي رفعته وجماله ، ويزداد على مرّ العصور تلألؤا وجلالا.

وقد فسر نفسه بنفسه ، لأنه تبيان كل شيء فإذا كان كذلك فأولى أن يكون تبيانا لنفسه مستدلا لذلك بما ورد من السنة النبوية والمأثور عن آله الذين قرنهم النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بالكتاب وجعلهم الأدلاء عليه فجمعت بينهما وبين ما اتفق عليه الجميع مع تقرير الشريعة له ، وقد بذلت جهدي في عدم التفسير بالرأي مهما أمكنني ذلك تأسيا بقول نبينا الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله): «من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ» وقد ذكرت ما يمكن أن يستظهر من الآيات المباركة بقرائن معتبرة فإن هذا الحديث الشريف لا يشمله إذ التفسير بالرأي غير الاستظهار من الآيات المباركة بالقرائن.

وتركت التعرض للتفاسير النادرة والآراء المزيفة والفروض التي تتغير بمرور الزمان.

وكان منهجنا في التفسير أولا : التعرض في تفسير الآية لمضمونها وبيان مفرداتها ثم ما يتعلق بها من المباحث. وقد ذكرت فيها المبحث الدلالي

٦

وأردت منه المعنى العام مما تشير إليه الآية المباركة من الدلالات الظاهرة أو الدقائق العلمية أو غيرها.

وثانيا : لم أتعرض لبيان النظم بين الآيات وذلك لأن الجامع القريب في جميعها موجود وهو تكميل النفس أو الهداية ومع وجوده لا وجه لذكر النظم بين الآيات لأن الغرض القريب بنفسه هو الجامع والرابط بين الآيات ، كما اني لم أهتم بذكر شأن النزول غالبا لأن الآيات المباركة كليات تنطبق على مصاديقها في جميع الأزمنة فلا وجه لتخصيصها بزمان النزول أو بفرد دون فرد آخر وكذلك جميع الروايات الواردة عن الأئمة الهداة في بيان بعض المصاديق لها فهو ليس من باب التخصيص بل من باب تطبيق الكلي على الفرد كما ستعرف ذلك كله إن شاء الله تعالى.

وثالثا : احترزت عن ذكر العبارات المغلقة والألفاظ الصعبة أو التفصيل الزائد عن الحد وحاولت أن أبين المعنى بأسهل الألفاظ والكلمات حتّى يعم النفع للجميع وتتم الحجة به عليهم.

وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

النجف الأشرف.

عبد الأعلى الموسوي السبزواري

٧
٨

(سورة فاتحة الكتاب)

وهي سبع آيات

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١))

هذه الآية المباركة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) تشتمل على كثير من المعارف الإلهية لا سيّما الصفات الراجعة إلى ذات الباري عزوجل وفي اختيار صفتي الرحمن الرحيم ما فيه من البشارة للإنسان من كونه مورد رحمته وعطفه تعالى مهما تعددت أسباب الشر وقويت ، وفيها إرشاد إلى تعليم الإنسان لتوخّي الرحمة والمودة في أفعاله وجعل نفسه من مظاهر رحمته تعالى ليعرف أنّه مؤمن بالله تعالى ، وأن لا يعتمد على نفسه مهما بلغ من الكمال لأنّه المحتاج بعد ، بل لا بد له من إيكال أمره إلى الغني المطلق.

التفسير

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ). ال (باء) للاستعانة ، لأنّ الإنسان مفتقر بذاته ، والمحتاج المطلق لا بد أن يستعين في جميع شؤونه بالغنيّ المطلق الذي هو الله تعالى ، فالممكنات في ذاتها وعوارضها وحدوثها وبقائها محتاجة إليه فهي بلسان الحال تستعين به تعالى ، فقدّرت الاستعانة في المقال تطبيقا بين لساني الحال والمقال.

وجعل المتعلّق كل ما يفعل بعد البسملة وإن كان صحيحا لا بأس به ولكن كون المتعلق هو الاستعانة يدل عليه أيضا بالملازمة ، فإنّ الاستعانة

٩

المطلقة به تعالى تستلزم الاستعانة في كل فعل يؤتى به خصوصا ما يؤتى به بعد البسملة ، كما أنّ كون المتعلّق هو الفعل الخاص مثل القراءة في المقام يستلزم تحقق الاستعانة المطلقة أيضا ، إذ المراد القراءة مستعينا به لا القراءة المطلقة ولو بلا استعانة ورعاية منه تعالى ، فيكون الفرق بينهما كالفرق بين الطبيعي والفرد في أنّ تحقق كل منهما خارجا يستلزم تحقق الآخر بل هو عينه.

(اسم) : أصله من السمو ـ مخففة ـ بمعنى الرفعة ومنه السماء ، ويصح أن يكون اشتقاقه من السمة بمعنى العلامة. والهاء عوض الواو فيكون أصله الوسم ، فالوسم والوسام والوسامة بمعنى العلامة. والهمزة : همزة وصل على التقديرين ، ويصح الاشتقاق من كل منهما ، لأنّ التبديل والتغيير في حروف الكلمة جائز ما لم يضر بالمدلول إلّا أن يكون اللفظ بخصوص شخصه سماعيا ؛ ومن وقوع التغيير والتبديل في هذا اللفظ في الاشتقاقات الصحيحة وسهولة لغة العرب نستفيد صحة ما تقدم.

ويصح رجوع أحد المعنيين إلى الآخر في جامع قريب : وهو البروز والظهور ، لأنّ الرفعة نحو علامة ، والعلامة نحو رفعة لذيها ، وهما يستلزمان البروز والظهور. ودأب اللغويون والأدباء وتبعهم المفسرون على جعل المصاديق المتعددة مع وجود جامع قريب من مختلف المعنى ، مكثرين بذلك من المعاني غافلين عن الأصل الذي يرجع الكل إليه ، فكان الأجدر بهم بذل الجهد في بيان الجامع القريب والأصل الذي يتفرع منه ، حتّى يصير بذلك علم اللغة أنفع مما هو عليه ، ولذهب موضوع المشترك اللفظي وغيره من التفاصيل إلّا في موارد نادرة. ولعل سبب إعراضهم عن ذلك هو أنّ ذكر اللفظ وبيان موارد استعمالاته سهل يسير بخلاف الفحص عن الجامع وتفريع ألفاظ منه.

ثم إنّ لفظ الاسم : اسم جنس لأسماء غير محصورة تحدث وتزول على مر العصور في ألفاظ ولهجات غير متناهية. ، وهذا من اللايتناهى الذي اتفق الفلاسفة على صحته واصطلح القدماء منهم عليه ب «اللايتناهى اللايقفي»

١٠

ولشرحه موضع آخر يأتي عند قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ) [سورة الروم ، الآية : ٢٣] إن شاء الله تعالى.

ولفظ الاسم هنا واسطة محضة لاسم الله تبارك وتعالى لا أن يكون له موضوعية خاصة فيكون مما به ينظر لا مما إليه ينظر كما هو الشأن في جميع الأسماء إلّا أنّ فيها واسطة لتعرّف المعنى وهنا واسطة لتعرف اللفظ أي «الله».

وعلى أية حال سواء كان الاسم من الوسم واقعا بمعنى العلامة ، أو من السمو بمعنى الرفعة ، ففي ذكر البسملة يكون إظهار لإضافة العبد نفسه إليه تعالى إضافة تشريفية بذكر اسمه تعالى ، ورفعة لمقام العبد به ، وذكر الاسم في غيره تعالى علامة للمعنى المراد وإخراجه عن الخفاء إلى البروز والظهور.

ولا ريب في أنّ الاسم عرض قائم بالغير سواء أريد لفظ ـ أس م ـ أو مدلوله اللفظي ـ كلفظ [كتاب] ـ مثلا ، وما أطيل فيه قديما من أنّ الاسم عين المسمى أو غيره قد ظهر في الفلسفة المتعالية بطلانه.

وفي تخلل لفظ الاسم بين حرف [الباء] ولفظ الجلالة إشارة إلى أنّ ما هو حد الإدراك للإنسان إنّما هو ذكر اسمه تعالى والإعتقاد به مشيرا من حيث الإضافة إلى الذات لا أن يحوم أحد حول كشف الحقيقة والذات فإنّها لن تدرك لغيره تعالى. وأما قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [سورة العلق ، الآية : ٢] مخاطبا نبيّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله) حيث ذكر الاسم فيه أيضا فهو لأجل تعليم الغير لا بالنسبة إلى مقام النبي الجامع من الحقائق كنوزها والحاوي لدقائق رموزها.

ثم إنّه قد ذكرت هذه الكلمة ـ اسم ـ في القرآن الكريم مفردة ومجموعة ، مضافة إلى الله تعالى ، وإلى الرب ، وإلى الضمير الراجع إليه تعالى ، وموصوفة. فقال تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [سورة الأعراف : ، الآية : ١٨٠]. وفي الكل مقرونة بالتعظيم والتجليل ، وقد كثرت استعمالات هذه الكلمة في الآثار الواردة عن نبينا الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وأئمة الهدى (عليهم‌السلام) في دعواتهم مع الله تعالى : (باسمك

١١

العظيم) و (اسمك الأعظم) و (باسمك الأعظم الأعظم). والمراد بالعظيم : ما أذن الله تعالى لخلقه أن يدعوه به ، كجميع أسمائه تعالى. والمراد بالأعظم : ما هو مستور عن خلقه ولكنّه تعالى أذن لبعض أحبائه أن يدعوه به ، وأما الأعظم الأعظم فهو : ما استأثره لنفسه ولم يظهره لأحد غيره.

الله : أجل لفظ في الممكنات كلها ، لأعظم معنى في الموجودات جميعها. بهت في عذوبة لفظه كل سالك مجذوب ، وتحيّر في عظمة معناه جميع أرباب القلوب ، تتدفق المحبة والرأفة عن الاسم فكيف بالمعنى ، فكأنّ نفس المعنى يتجلّى فيه ويقول : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) [سورة طه ، الآية : ١٤] جمعت فيه من الكمالات حقائقها ومن الألطاف والعنايات دقائقها ورقائقها ، تطلبه الملائكة الكروبيون كما يطلبه أهل الأرضين والكل لا يصل إليه ، ظهر لغيره بالآثار وخفي عن الجميع بالذات ، فما أعظم شأنه فقد عجزت العقول ـ وإن قويت فطنتها ـ عن درك أفعاله فضلا عن صفاته فكيف بذاته ، فكلّما زاد الإنسان تأملا فيه زيد تحيرا وجهلا. فسبحان الذي اكتفى بالتحيّر في الذات والصفات والأفعال عن التعمق فيها لعلمه الأزلي بعدم قدرة ما سواه على ذلك أو لعدم لياقة جملة من العقول به.

ثم إنه قد ذكر أهل اللغة أنّ [الله] اسم جنس للواجب بالذات ولكنه منحصر في الفرد كالشمس والقمر ونحوهما وتبعهم فيه جمع من المفسرين. وهو غير صحيح عقلا لأن المتفرد بذاته في جميع شؤونه وجهاته والبسيط فوق ما نتعقله من معنى البساطة كيف يقال في اللفظ المختص به إنه اسم جنس (عام)؟! وقد ثبت في الفلسفة الإلهية المتعالية أن الكلية والجزئية والجنسية ونحوها من شؤون المفاهيم الممكنة وذاته الأقدس فوق ذلك مطلقا فلا يصح اطلاق اسم الجنس على اللفظ المختص به تعالى.

نعم لو أراد القائل بأنّه اسم جنس على نحو الجنسية الوجودية أي : السعة الوجودية بالعنوان المشير إلى الذات لا الجنسية الماهوية لكان له

١٢

وجه لطيف ولكنهم بمعزل عن ذلك. نعم ربما يطلق الإله على غيره تعالى إطلاقا اعتقاديا باطلا ، كقول فرعون : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) [سورة القصص ، الآية : ٣٨] ، وقوله تعالى : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) [سورة ص ، آية : ٥].

كما أن القول بأن (الله) اسم جنس باطل من جهة العلوم الأدبية أيضا لعدم وقوعه صفة ووقوعه موصوفا دائما فلا يصح أن يكون اسم جنس بل هو علم مختص لواجب الوجود بالذات المستجمع لجميع الصفات الكمالية لظهور آثار العلمية فيه على ما هو المعروف بين الأدباء.

ونظير ذلك ما ذكروا أنه مشتق من وله بمعنى تحير ، أو من أله بمعنى تعبد. لتعبد الكل له تكوينا أو اختيارا ، وتحيرهم فيه.

وهذا أيضا مردود أولا بأن التحير والتعبد عنوان وصفي فلا يصح أن يؤخذ في ما هو اسم للذات المتصف بجميع صفات الجمال والكمال والجلال. وثانيا بما رواه ابن راشد في الصحيح عن موسى بن جعفر (عليه‌السلام): «سئل عن معنى الله تعالى فقال (عليه‌السلام) : استولى على ما دق وجل» فإن الحديث ظاهر في أن لفظ (الله) غير مشتق من أله ووله بل هو اسم جامد بمعنى القيّومية المطلقة على ما سواه.

فالحق ما نسب إلى الخليل اللغوي وغيره من أن لفظ الجلالة بسيط وليس بمشتق ، واللام جزء اللفظ ، وأنّ الواضع له هو الله تعالى بل جميع أسمائه عرفت بتعليمه عزوجل فهو المعرّف فيها والمعرّف بها ويشهد له قول الصادق (عليه‌السلام): «اعرفوا الله بالله»

. إن قلت : إنّ كلام اللغويين في مفهوم (الله) من حيث إنه مفهوم لا الذات الأقدس إذا لا إشكال في صحة قولهم في الاشتقاق وكونه من اسم الجنس.

(قلت) : قولهم إنما يصح في المفاهيم الممكنة وأما إذا كان الموضوع واحدا وواجبا بالذات يكون الإطلاق عليه مع إطلاقه على الممكن كالاشتراك اللفظي ، كما ذهب إليه جمع من الفلاسفة في أسمائه تعالى فيكون إطلاقه

١٣

عليه تعالى بنحو العلمية وفي الممكن بنحو اسم الجنس ، كما في لفظ المدينة مثلا فإنها علم لمدينة الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله) واسم جنس لسائر المدن ولكن في اسمه تعالى لا يجوز إطلاقه على غيره لاختصاصه به ، كما في قوله تعالى : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) [سورة طه ، الآية : ١٤] ويستفاد ذلك من كلام العرب قبل الإسلام أيضا.

هذا ما يتعلق بلفظ الجلالة من حيث هو.

وأما معناه فلا ريب في أنه مما تحير فيه العقول مع اعتراف الجميع بوجوده ودأب القرآن وما ورد في الشريعة التعبير عنه تعالى بالأسماء الحسنى (الصفات) التي ذكرت في القرآن من دون تحديد بالنسبة إلى الذات بل ورد في الأثر عن الأئمة (عليهم‌السلام): «يا من لا يعلم ما هو ولا كيف هو ولا أين هو ولا حيث هو إلّا هو» فأثبتوا له تعالى أصل الهوية ولكن حصروا العلم بالهوية به تعالى. نعم ورد في الآثار عنهم (عليهم‌السلام) التعبير عنه تعالى : «أنه ذات لا كالذوات وشيء لا كالأشياء» وعن أبي جعفر (عليه‌السلام): «اذكروا من عظمة الله ما شئتم ولا تذكروا ذاته فإنكم لا تذكرون منه شيئا إلّا وهو أعظم منه» وعن الصادق (عليه‌السلام): «إنّ الله تعالى يقول وإنّ إلى ربك المنتهى فإذا انتهى الكلام إلى الله تعالى فأمسكوا».

وأما ما ورد عن الفلاسفة المتألهين : إنه الذات الجامع لجميع الكمالات الواقعية والمسلوب عنه جميع النواقص كذلك ، وعن العرفاء وبعض محققي الفلسفة الإلهية : أنه الذات المسلوب عنه الإمكان مطلقا ، وعن بعض قدماء اليونان ـ الذي عبر عنه في كلماتهم بشيخ اليونانيين ـ أنه ذات فوق الوجود يمكن إرجاع جميع ذلك إلى ما ورد عن الأئمة الهداة (عليهم‌السلام) وإن قصرت عبارات بعضهم عن ذلك. وسنعود إلى بعض ما يتعلق بالمقام في المواضع المناسبة إن شاء الله تعالى ، ولعل عدم تعرض القرآن وسائر الكتب السماوية لحقيقة ذاته الأقدس لوضوحه بالآثار وقصور الممكن مطلقا عن درك حقيقة ذات الواجب وإنما حده درك الآثار فقط وهو تعالى بيّن ذلك كاملا في كتابه ويتم بذلك الحجة والبيان.

١٤

وعلى أي تقدير ف (الله) هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى التسعة والتسعين أو الثلاثمائة وستين التي من أحصاها دخل الجنّة على ما رواه الفريقان ، وهذه الأسماء المباركة منطوية في لفظ الجلالة انطواء الشعاع في نور الشمس مع المسامحة في هذا التشبيه.

قوله تعالى : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

هما من الرحمة ومن مشتقاتها ، ورحمته عزوجل أعم صفاته وأوسعها شملت جميع ما سواه قال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [سورة الأعراف ، الآية : ١٥٦] فكلما يطلق عليه شيء في جميع العوالم يكون من رحمته تعالى ، وإشكال أن الشر يطلق عليه الشيء أيضا فلا بد وأن يكون من رحمته تعالى مردود بأنه ليس في التكوينيات شر محض وإنما يتحقق الشر بالإضافة ـ على ما يأتي ـ. وأما في الاختياريات فإن وساطة الاختيار بين الفعل والفاعل يجعل الشر باختيار الفاعل فلا يكون من رحمته تعالى كما في قوله تعالى : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) [سورة النساء ، الآية : ٧٩]. وسيأتي تفصيل هذا البحث المفيد مستقلا إن شاء الله تعالى في الآيات المناسبة له.

وفي قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) [سورة لقمان ، الآية : ٢٧] إشارة إلى مظاهر رحمته الواسعة ، وقد اعترف الأنبياء (صلى الله عليهم) والأئمة (عليهم‌السلام) وجميع الفلاسفة المتألهين بالقصور عن الإحاطة بمراتب رحمته تعالى الواسعة وإن بعض عظمائهم أطال القول في أن وجود كل شيء من رحمته تعالى وأثبت ذلك بالأدلة الكثيرة ومع ذلك اعترف بالقصور عن دركها ، وسيأتي تفصيل ذلك في الآيات المناسبة لها.

ثم إنّ هاتين الكلمتين من الصفات المشبهة إلّا أنّهم فرّقوا بينهما بوجوه :

الأول : أن الرحمن مبالغة والرحيم صفة مشبهة يدل على مجرد الثبوت هذا وإن كان صحيحا بالنسبة إلى ذات اللفظين حين الإطلاق على المخلوق. وأما

١٥

من حيث إضافتهما إلى الله عزوجل فلا وجه للمبالغة بالنسبة إليه تعالى. لأن صفاته بالنسبة إليه تعالى غير محدودة فلا تجري المبالغة فيها. نعم تصح المبالغة بالنسبة إلى مورد الرحمة على نحو قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [سورة الأنعام ، الآية : ١٦٠] وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) [سورة البقرة ، الآية : ٢٦١] إلى غير ذلك مما ترجع المبالغة فيه إلى المبالغة في الرحمة بالنسبة إلى المخلوق.

وأما ما في بعض التفاسير من أن فعلان لا يدل على الثبوت بخلاف فعيل وإنما ذكر تعالى (الرحيم) لأجل اظهار ثبوت الرحمة بالنسبة اليه تعالى. (مخدوش) لأن التفرقة بين اللفظين انما تصح في الممكنات دون الواجب تبارك وتعالى كما عرفت.

الثاني : الرحمن يختص بالدنيا والرحيم بالآخرة لتقدم الدنيا على الآخرة في سلسلة العوالم والنشآت الزمانية فيكون المقدم للمتقدم والأخير للمتأخر ، أو لذكر الرحيم مقرونا بالغفران والتوبة في جملة من الآيات الكريمة ، والغفران وأثر التوبة في الآخرة فيكون الرحيم مختصا بها.

والوجهان مخدوشان لا يصلحان حتّى للاستحسان ، فان العوالم بالنسبة إليه تبارك وتعالى في عرض واحد وإنّه محيط بالزمان والزمانيات وخارج عنهما إلّا أن يلحظ ذلك بالنسبة إلى المخلوق. وقد ورد الرحمن بالنسبة إلى الآخرة في قوله تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) [سورة الفرقان ، الآية : ٢٦] ، وقوله تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) [سورة مريم ، الآية : ٨٥] ، كما ورد الرحيم بالنسبة إلى الدنيا في قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) [سورة النساء ، الآية : ٢٩] وقد ورد عن الأئمة الهداة : «يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما».

الثالث : أن الأول عام للجميع لقوله تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [سورة الأعراف ، الآية : ١٥٦] والثاني خاص بالمؤمنين لقوله تعالى : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [سورة التوبة ، الآية : ١٢٨] وهو أيضا

١٦

مردود فإن ذكر بعض الأفراد وأشرفها لا يدل على نفي ما عداه إلّا بالمفهوم وقد ثبت في محله أنه لا مفهوم للقيد فراجع.

الرابع : أنّ الرحمن ذات الرحمة الشاملة لكل محتاج إليها وبجميع مراتبها التفضلية بلا اختصاص لها بنوع دون نوع من الجماد والنبات والحيوان والإنسان وسائر المخلوقات فلأجل إهمال المتعلق استفيد العموم والشمول لجميع الأنواع الممكنة من حضيض الجمادات الى أوج المجردات. نعم من أهم مصاديق الرحمانية تنظيم عالم التكوين بأحسن نظام ومن أجلى مصاديق الرحيمية تنظيم التشريع بأكمل نظام وأثر التشريع إنما يظهر بالنسبة إلى المؤمنين العاملين به اختص الرحيمية بالآخرة من هذه الجهة ، فهو تعالى رحيم في الدنيا بالتشريع وفي الآخرة بالجزاء عليه.

والذي ينبغي أن يقال : إنه لا ريب أن جميع ما سواه تعالى مورد افاضة الوجود منه تبارك وتعالى وهذا هو الرحمة الرحمانية التي خرج بها ما سواه من العدم إلى الوجود ؛ كما لا ريب في أن كل نوع من أنواع الموجودات مطلقا بل كل صنف من أصنافها له خصوصية لا توجد تلك الخصوصية في غيرها وهي غير محدودة بحد وتنكشف في طي العصور ومر القرون وتلك الخصوصيات غير المتناهية المجعولة منه تبارك وتعالى مورد الرحمة الرحيمية ، فكما أن في الإنسان نوعا خاصا منه وهو المؤمن مورد رحمته الرحيمية كذلك يكون في الملك والفلك والجماد والنبات والحيوان أيضا أصناف خاصة تكون تلك الأصناف مورد رحمته الرحيمية بعد عدم برهان صحيح على اختصاص رحمته الرحيمية بخصوص دار الآخرة كما عرفت.

وقد ذكرا في مفتتح القرآن العظيم للإعلام بأن القرآن من أبرز مظاهر رحمتيه تعالى أما الرحمانية فلفرض وحيه وإنزاله ، وأما الرحيمية فلأنه تبارك وتعالى تجلى لعباده فأظهر فيه المعارف الربوبية وخلاصة الكتب السماوية وزبدة حقائق التكوين والتشريع وربط به قلوب أوليائه.

ثم إنه يظهر من ذكر الرحمن بعد اسم الجلالة في البسملة وفي قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) [سورة الاسراء ، الآية : ١١٠].

١٧

وسائر موارد استعمال هذا الاسم المبارك في القرآن العظيم أن لهذا الاسم الشريف اهمية عظمى ومنزلة كبرى عند الله تعالى فهو من أمهات الأسماء كالحي والرب والقيوم والرحيم وإلى هذه الأربعة ترجع سائر أسمائه عزوجل فإذا رجعنا إلى موارد استعمالات هذا اللفظ في القرآن الكريم نرى أنه استعمل مقرونا بالتعظيم والتجليل بالنسبة إلى عالمي الدنيا والآخرة قال تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) [سورة مريم ، الآية : ٦١] ، وقال تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) [سورة الفرقان ، الآية : ٢٦] ، وقال تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [سورة الرحمن ، الآية : ١] وقال تعالى : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) [سورة الملك ، الآية : ٣].

وأما الرحيم فقد ذكر في القرآن الكريم غالبا مقرونا مع الرءوف والتواب والغفور ، فقد جمع الله تبارك وتعالى في كتابيه التدويني (القرآن) والتكويني بين رحمته الرحمانية ورحمته الرحيمية فتكون الرحمة الرحمانية عامة لجميع الممكنات قال تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [سورة طه ، الآية : ٥] أي استولى والعرش هنا عبارة عما سواه تعالى ، والرحمة الرحيمية تعم جميع ذوي الكمالات التي أفيضت عليهم من المجردات إلى الجمادات فتكون من مظاهر رحمتيه تعالى الرحمانية والرحيمية كما عرفت.

بحوث المقام

بحث دلالي :

البسملة هي إيجاد الإضافة بين العبد وخالقه إضافة تشريفية ، وقد اختيرت هذه الجملة المباركة لأن فيها من أوسمة الخير ما عرفت ، فإن قرن العبد اعتقاده بالعمل بما يدعو إليه تعالى كانت البسملة وساما قوليا واعتقاديا وعمليا وإلّا كانت لفظية فقط لها بعض الآثار كالتبرك باللسان مثلا.

ومثل هذه الإضافة لم تكن أمرا غريبا عند الناس بل هو مألوف عندهم بذكر اسماء عظمائهم ورؤسائهم في مبادئ أمورهم تشرفا وتقربا إليهم ووساما

١٨

لأنفسهم مع أن المنسوب إليه كنفس المنسوب والنسبة في معرض الهلاك والزوال فأثبت القرآن للنّاس إضافة تشريفية إلى الله تبارك وتعالى الذي لم يزل ولا يزال وتبقى الإضافة إليه كذلك أيضا فقرر ما هو المألوف لديهم بلفظ آخر وهو البسملة ، كما في قوله تعالى : (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) [سورة البقرة ، الآية : ٢٠٠] ومنه يعلم أهمية البسملة فإن فيها إضافة إلى الرحمن الرحيم الأزلي الأبدي ولهذا وردت أخبار تؤكد على الابتداء بها في جميع الأمور كما سيجيء في البحث الآتي ، فإذا قال العبد المؤمن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يكون من مظاهر رحمته تعالى من جهتين جهة التلفظ بالقول وجهة الذات فإن ذاته من مظاهر رحمته. كما عرفت.

ثم إنّ الاسم ما أنبأ عن المسمّى وهو تارة يكون ذات المسمّى وأخرى : جوهرا موجودا خارجيا وثالثة : عرضا كذلك. والكل يصح بالنسبة إليه تعالى فمن الأول ما ورد في الأثر عن علي (عليه‌السلام) «يا من دل على ذاته بذاته» فاتحد فيه تعالى الدال والمدلول واختلف بالاعتبار ومثله كثير. ومن الثاني أنبياء الله وأولياؤه الذين جاهدوا في الله ، وفي الحديث : «نحن اسماء الله الحسنى» ، بل عن بعض الفلاسفة المتألهين : «إن جميع الموجودات تحكي عن جماله وجلاله». ومن الثالث الأسماء اللفظية التي تطلق عليه تعالى ويأتي في المواضع المناسبة تتمة الكلام.

والمعروف أنّ أسماءه تعالى توقيفية لا يجوز إطلاق اسم عليه تعالى لم يرد في الشريعة المقدسة إطلاق به عليه ، وإن أمكن ذلك عقلا ، فلا يجوز اطلاق المادة والصورة عليه تعالى لامتناعه عقلا وعدم الورود شرعا ، كما لا يجوز إطلاق العلة عليه تعالى لعدم وروده شرعا وإن أمكن عقلا.

وأما الخالق والجاعل وسائر مشتقاتهما فقد أطلقا عليه شرعا وهو صحيح عقلا أيضا ، كما أنّه لم يعهد اطلاق اللقب والكنية عليه تعالى لأجل أمور يأتي التعرض لها ، وإن قيل إنّ الرحمن بمنزلة اللقب له تعالى ، ولكنه لم أظفر بما يعضده من خبر يدل على ذلك.

١٩

بحث فقهي :

البسملة في أول كل سورة إما جزء منها أو من السورة التي تسبقها ، أو آية متكررة في القرآن ، أو من غيره ، ذكرت تبركا.

والكل واضح البطلان كما يأتي سوى الأول وقد وردت النصوص على ذلك فتكون البسملة جزء من كل سورة التي افتتحت بها إلّا في سورة التوبة فإنه لا بسملة لها كما ستعرف.

فعن علي (عليه‌السلام): «البسملة في أول كل سورة آية منها وإنما كان يعرف انقضاء السورة بنزولها ابتداء للأخرى وما أنزل الله تعالى كتابا من السماء إلّا وهي فاتحته».

وعنه (عليه‌السلام) أيضا : «أنها من الفاتحة وأنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) كان يقرأها ويعدها آية منها ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني».

وعن أبي جعفر (عليه‌السلام): «سرقوا أكرم آية من كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم».

وعن الرضا (عليه‌السلام): «ما بالهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها».

وفي سنن أبي داود قال ابن عباس : «إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) كان لا يعرف فصل السورة ـ أي انقضاءها ـ حتّى ينزل عليه (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)».

وفي صحيح ابن مسلم عن أنس قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله): «أنزل عليّ آنفا سورة فقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)». وروى الدارقطني عن أبي هريرة : «إذا قرأتم الحمد فاقرؤا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فإنّها أم القرآن أم الكتاب ، والسبع المثاني و (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إحدى آياتها». والأخبار في كونها جزء من سور القرآن كثيرة من الفريقين.

٢٠