كنز الفوائد - ج ٢

أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي

كنز الفوائد - ج ٢

المؤلف:

أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي


المحقق: الشيخ عبدالله نعمه
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٤٠
الجزء ١ الجزء ٢

قال إمرؤ القيس :

برهرهة رودة رخصة

كخربوعة البانة المنفطر

فقال المنفطر ولم يقل المنفطرة لأنه عنى الغصن فذكره.

وقال آخر :

قامت تبكيه على قبره

من لي من بعدك يا عامر

تركتني في الدار ذا غربة

قد ضاع من ليس له ناصر

فقال ذا غربة ولم يقل ذات غربة لأنه عنى شخصا ذا غربة.

والمراد بالاختلاف المذكور في الآية أنما هو الاختلاف في الدين والذهاب عن الحق فيه بالهوى والشبهة.

وقد ذكر بعضهم في قوله (مُخْتَلِفِينَ) وجها غريبا وهو أن يكون معناه إن خلف هؤلاء الكافرين يخلف سالفهم في الكفر لأنه سواء قولك خلف بعضهم بعضا وقولك اختلفوا كما أنه سواء قولك قتل بعضهم بعضا وقولك اقتتلوا ومنه قولهم لا أفعل كذا وكذا ما اختلف العصران والجديدان أي جاء كل منهما بعد الآخر.

وأما الرحمة فليست رقة القلب والشفقة لكنها فعل النعم والإحسان يدل على ذلك أن من أحسن إلى غيره وأنعم عليه يوصف بأنه رحيم به وإن لم تعلم منه رقة قلبه عليه وشفقته بل وصفهم بالرحمة من لا يعهدون منه رقة القلب أقوى من وصفهم الرقيق القلب بذلك لأن مشقة النعمة والإحسان على من لا رقة عنده أكثر منها على الرقيق القلب ..

وقد علمنا أن من رق عليه أو امتنع من الإفضال والإحسان لم يوصف بالرحمة وإذا أنعم وصف بها فوجب أن يكون معناها ما ذكرناه وقد يجوز أن يكون معنى الرحمة في الأصل الرقة والشفقة ثم انتقل بالتعارف إلى ما بلغ

هذا آخر ما وجدنا من كتاب كنز الفوائد.

٢٢١
٢٢٢

نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة

هناك طائفة كبيرة من نصوص هذا الكتاب مفقودة وجدناها في عدة مؤلفات نقلها أصحابها عن كنز الفوائد رأينا إدراجها في خاتمة هذا الكتاب تتمة للفائدة وهذه النصوص هي :

١ ـ قال المحدث الشيخ عباس القمي في كتابه الأنوار البهية صلى الله عليه وسلم ١٣٤ ـ ١٣٥

وعن كنز الفوائد قال :

جاء في الحديث أن أبا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أمير المؤمنين على يده؟

فقيل له هذا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام فقال إني والله ما علمت لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر ثم قام فوقف بين يدي المنصور فقال له أسأل يا أمير المؤمنين فقال له المنصور سل هذا.

فالتفت رزام إلى الإمام جعفر بن محمد عليهم السلام فقال أخبرني عن الصلاة وحدودها فقال الصادق عليهم السلام

للصلاة أربعة آلاف حد لست تؤاخذ بها فقال أخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلاة إلا به.

فقال أبو عبد الله ع :

٢٢٣

لا تتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ (١) واهتمام بالغ غير نازغ ولا زائغ عرف فوقف وأخبت (٢) فثبت فهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع كان الوعد له صنع والوعيد به وقع بذل عرضه وتمثل غرضه وبذل في الله المهجة (٣) وتنكب غير الحجة مرتغما بإرغام (٤) يقطع علائق الاهتمام يعين من له قصد وإليه وفد وفيه استرفد فإذا أتى بذلك كانت هي الصلاة التي بها أمر وعنها أخبر وإنها هي الصلاة التي (تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ).

فالتفت المنصور إلى أبي عبد الله عليهم السلام فقال له :

يا أبا عبد الله لا نزال من بحرك نغترف وإليك نزدلف (٥) تبصر من العمى وتجلو بنورك الطخياء غير نازغ ولا زائغ.

النزغ الظن والاغتياب والإفساد والوسوسة والزيغ الميل والطخياء في قول المنصور الظلمة وتعوم أي تسبح ففي الخبر علموا صبيانكم العوم أي السباحة وسبحات وجه ربنا جلاله وعظمته وقيل نوره وطما البحر امتلأ فانظر إلى أعدائهم أقروا بفضلهم هل فوق ذلك فخر.

٢ ـ قال ابن طاوس في كتابه فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم صلى الله عليه وسلم ٦٠ ـ ٧٤ ما يلي :

فصل :

وقال الشيخ الفقيه العالم الفاضل العارف بعلم النجوم المصنف بها عدة مصنفات أبو الفتح محمد (٦) بن عثمان الكراجكي رحمه‌الله في كتاب كنز الفوائد في الرد على من قال إن الشمس والقمر والنجوم علل موجبات ما هذا لفظه :

__________________

(١) الوافي التام.

(٢) أخبت إلى اللّه أطمئن إليه تعالى وخشع له.

(٣) أي الدم والنفس.

(٤) أي ذل وخضع.

(٥) أي نقترب.

(٦) سقط من النسخة كلمة (علي) إذ هو محمّد بن علي.

٢٢٤

اعلم أنهم سئلوا عن مسألة حيرتهم وأظهرت عجزهم وأخرستهم فقيل لهم إذا كان سائر ما في العالم من النفع والضرر والخير والشر وجميع أفعال الخلق والشمس والقمر والنجوم واجبة وهي علته وسببه وليس داخل الفلك غير ما أثرت ولا فعل لأحد يخرج به عما أوجبت فما الحاجة إلى الاطلاع على الأحكام وأخذ الطوالع عند المواليد وعمل الزوائج وتحويل السنين.

قالوا الحاجة إلى ذلك حصول العلم بما سيكون من حوادث السعود والنحوس.

قيل لهم وما المنفعة بحصول هذا العلم فإن الإنسان لا يقدر أن يزيد فيه سعدا ولا ينقص منه نحسا مما أوجبه مولده فهو كائن لا مغير له.

فمنهم من استمر على طريقه وبنى على أصله فقال ليس في ذلك أكثر من فضيلة العلم بالحادثات قبل كونها.

فقيل له ما هذه الفضيلة المدعاة في علم لا ينال به مكتسبه نفعا ولا يدفع به عن نفسه ولا عن غيره ضرا وما هذا العناء في اكتساب ما لا ثمر له والجاهل به كالعالم في عدم المنفعة منه.

وسئلوا أيضا عن هذا الاكتساب وسببه وهل الفلك موجبة أو غير موجبة؟

فلم يرد منهم ما يتشبث العاقل به.

ومنهم من تعذر عليه عند توجه الإلزام فأنزله الإحجام درجة عن قول أصحاب الأحكام فقال بل للعلم تأثير في اكتساب نفع كثير وهو أن يتعجل الإنسان بالسعادة ويتأهب لها فيكون في ذلك مادة فيها ويتحرز عن النحاسة ويتوقاها فيكون بذلك دفعا لها أو نقصا منها.

فقيل له ما الفرق بينك وبين من عكس عليك قولك فقال بل المضرة باكتساب هذا العلم حاصلة والأذية إلى معتقده واصلة وذلك أن متوقع السعادة والمساءة معه قلق المتوقع وحرقة الانتظار ففكره منقسم وقلبه

٢٢٥

معذب يستبعد قرب الساعات ويستطيل قرب الأوقات شوقا إلى ما يرد وتطلعا إلى ما وعد وفي ذلك ما يقطعه عن منافعه ويقصر به عن حركاته في مطامعه اتكالا على ما يأتيه وتعويلا على ما يصل إليه وربما أخلف الوعد وتأخر السعد فليست جميع أحكامهم تصيب ولا الغلط منكم بعجيب فتصير المضرة حسرة والمنفعة مضرة.

فأما متوقع المنحسة فلا شك أنه قد تعجلها لشدة رعبه بقدومها وعظم هلعه بهجومها فهو لا ينصرف بفكره عنها فيجعلها أكبر منها فحياته منغصة ونفسه متغصصة وقلبه عليل وتغممه طويل لا يهنيه أكل ولا شرب ولا يسليه عذل ولا عتب ضعيف النبضات فاتر الحركات إذا احترز لا ينفع وربما كان باحترازه لا ينتفع.

فهذا القول أشبه بالحق مما ذكرتم وهو شاهد يلزمكم الإقرار به إن أنصفتم.

ونحن الآن نعترف في مقابلتكم به ولا نطالبكم بشيء من موجبة ونعود إلى دعواكم التي ذكرتموها فنقول سائلين لكم عنها أخبرونا عن هذه المسرة التي تحصل للعالم والتأهب الزائد في السعد الواصل وعن هذا الاحتراز من المنحسة والتأتي من المضرة والمهلكة هل جميع ذلك مما توجبه وتقضي به الكواكب أم هو عن أحكامها خارج مضاف في الحقيقة إلى اختيار الحي القادر؟؟

فرأوا أنهم إن قالوا مما توجبه الكواكب وتقضي بكونه أحكام الفلك في العالم.

قيل لهم فيكون ذلك سواء اطلع الإنسان على أحكام النجوم أم لم يطلع وسواء عليه اهتم لمولده وتحويل سنته أم لم يهتم؟

فعرجوا عن هذا وقالوا إن أفعالنا منفصلة عما يوجبه الفلك فينا فتصح بذلك الزيادة والنقص الذي قلنا.

قلنا لهم لقد نقضتم أصولكم وخرجتم عن قوانين علمائكم فيما أقررتم به من جواز أفعال يحيط بها الفلك ليست حادثة من جهته ولا من تأثير كواكبه ،

٢٢٦

وما نراكم قنعتم بهذا الإقرار حتى جعلتم الأفعال البشرية واقعة لما توجب الأقضية النجومية ومانعة مما تؤثر الحركات الفلكية بقولكم إن الإنسان يمكن أن يحترز من المنحسة فيدفعها أو ينقص منها ما سلطته لها فلولا أن فعله أقوى واحترازه أمضى لم يرفع عن نفسه سوءا.

ثم سئلوا أيضا فقيل لهم إذا سلمتم أن أفعال الإنسان مختصة بهم وليست مما توجبه النجوم فيهم وأنتم مع هذا تقولون للإنسان احذر على مالك من طروق سارق فقد أقررتم أن حذره من تأثير المختص به فأخبرونا الآن عن طروق السارق وما الموجب له فإن قلتم النجوم رجعتم عما أعطيتم ورددتم إليها أفعال العباد ونافيتم وإن قلتم إن طروق السارق مختص به ولا موجب له غير اختياره أجبتم بالصواب وقيل لكم فما نرى للنجوم تأثيرا في هذا الباب.

واعلم أيدك الله أنهم لم يبق لهم ملجأ إلا أن ينزلوا عن قول أصحابهم درجة أخرى فيقولون إن النجوم دالة وليست بفاعلة وعلامة غير ملجئة فإذا قالوا ذلك انصرفوا عمن يقول إنها موجبة قادرة وأبطلوا دعواهم أنها مدبرة وقيل لهم أفتقولون كل أمر تدل عليه فإنه سيكون لا محالة؟

فإن قالوا نعم نقضوا ما تقدم وإن قالوا قد يجوز أن يحرم تداولها ويحرم ما دلالته عليه منها لم تبق بعد هذا درجة ينتهون إليها واقتصروا على مقالة لا يضرك مناقشتهم فيها.

وأنا أخبرك بعد هذا بطرق من بطلان أفعالهم ونكت من إفساد استدلالهم والأغلاط التي تمت عليهم فاتخذوها أصولا لأحكامهم.

اعلم أن تسمية البروج الاثني عشر بالحمل والثور والجوزاء إلى آخرها لا أصل لها ولا حقيقة وإنما وضعها الراصدون لهم متعارفا بينهم وكذلك جميع الصور التي عن جنبي منطقة البروج الاثني عشر وغيرها والجميع ثمان وأربعون صورة عندهم مشهورة وعلماؤهم معترفون بأن ترتيب هذه الصور وتشبيهها وقسمة الكواكب عليها وتسميتها صنعه متقدموهم ووضعه حذاقهم الراصدون لها.

وقد ذكر أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي ذلك وهو من جلتهم

٢٢٧

وله مصنفات لم يعمل مثلها في علمهم وقد بينه في الجزء الأول من كتابه المعمول في الصور وقد ذكر رصد الأوائل منهم الكواكب وأنهم رتبوها في المقادير والعظم لست مراتب وبين أنهم الفاعلون لذلك ما أنا مبينه على حقيقته وناقله من كتابه وهو أنهم وجدوا من هذه الكواكب التي رصدوها تسعمائة وسبعة عشر كوكبا ينتظم منها ثمان وأربعون صورة كل صورة تشتمل على كواكبها وهي الصور التي أثبتها بطليموس في كتابه المجسطي بعضها في النصف الشمالي من الكرة وبعضها على منطقة البروج التي في طريقة الشمس والقمر والكواكب السريعة السير وبعضها في النصف الجنوبي.

ثم سموا كل صورة باسم الشيء المشبه لها بعضها على صورة الإنسان مثل كواكب الجوزاء وكواكب الجاثي على ركبتيه.

وبعضها على صورة الحيوانات البرية والبحرية مثل الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والحوت والدب الأكبر والدب الأصغر.

وبعضها خارج عن شبه الإنسان وسائر الحيوانات مثل الإكليل والميزان والسفينة.

وليس ترتيبهم لها وتسميتهم إياها وما فعلوه فيها لدليل وذكر عذرهم في ذلك فقال وإنما أنهوا هذه الصور وسموها بأسمائها وذكروا كوكبا من كل صورة ليكون لكل كوكب اسم يعرف به إذا أشاروا إليه وذكروا موضعه من الصورة وموقعه في فلك الأبراج ومقدار عرضه في الشمال والجنوب على الدائرة التي تمر بأوساط البروج لمعرفة أوقات الليل والنهار والطالع في كل وقت وأشياء عظيمة المنفعة تعرف بمعرفة هذه الكواكب.

وهذا آخر الفصل من كلامه في هذا الموضع وهو دليل واضح على أن الصور والأشكال والأسماء والألقاب ليست على سبيل الوجوب والاستحقاق وإنما هي اصطلاح واختيار ولو عزب عن ذلك إلى تشبيه آخر لأمكن وجاز.

ثم إنهم بعد هذا الحال جعلوا كثيرا من الأحكام مستخرجا من هذه الصور والأشكال ومنتسبا إلى الأسماء الموضوعة والألقاب حتى أنهم على ما ذكروه

٢٢٨

على نحو واجب ودليل عقل ثابت فقالوا إن الحكم على الكسوف على ما حكاه ابن هبنتي عن بطليموس أنه إن كان البرج الذي يقع فيه الكسوف من ذوات الأجنحة مثل العذراء والرامي والدجاجة والنسر الطائر وما أشبهها فإن الحادث في الطير الذي يأكل الناس وإن كان الحيوان مثل السرطان والدولفين فإن الحادث في الحيوانات البحرية أو النهرية.

وهذه فضيحة عظيمة وحال قبيحة أفما يعلم هؤلاء القوم أنهم هم الذين جعلوا ذوات الأجنحة بأجنحة والصور البحرية بحرية وأنهم لو لا ما فعلوه لم يكن شيء مما ذكروه فكيف صارت أفعالهم التي ابتدعوها وتشبيهاتهم التي وضعوها موجبة لأن حكم الكسوف مستخرجا منها وصادرا عنها وهذا يؤدي إلى أنهم المدبرون للعالم وأن أفعالهم سبب لما توجبه الكواكب.

فصل :

ولم يقنع ابن هبنتي (١) بهذه الجملة حتى قال في كتابه المعروف بالمغني وهو كتاب نفيس عندهم قد جمع فيه عيون أقوال علمائهم وذوي الفضيلة منهم رأيته بدار العلم في القاهرة بخط مصنفه قال فيه :

إن وقع الكسوف في المثلث أي في الدرج التي تحتوي عليه دل ذلك على فساد أصحاب الهندسة والعلوم اللطيفة.

وهذا المثلث أيدك الله هو من كواكب على شكل مثلث لأن في السماء عدة مثلثات ومربعات مما هو داخل الصورة التي ألفوها وخارج عنها فكيف صار الحكم مختصا بهذا دونها وما نرى العلة فيه إلا تسميتهم له بذلك فكان سببا لوقوع أهل الهندسة في المهالك.

__________________

(١) هبنتى بالهاء والباء والنون والتاء وألف تكتب ياء وألفا عن محاضرات علم الفلك طبعة مصر صلى الله عليه وسلم ١٨٥ ، وابن هبنتى منجم نصراني عاش ببغداد وألف كتابا في التنجيم أسماه المغني بعد سنة ٣٣٠ ه ـ ٩٤١ م وكان الجزء الثاني لا يزال محفوظا في مكتبة (موينخ) وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون مع اسم ابن هبنتة محرفا انظر دائرة المعارف اللبنانية ج ٧ صلى الله عليه وسلم ١١٧.

٢٢٩

قال ابن هبنتي وإن كان الكسوف في الكأس دل على فساد الأشربة.

وهذا أعجب من الأول وذلك أن الكأس عندهم من سبعة كواكب شبهوها بالكأس وبالباطية أيضا.

فإن كان الحكم الذي ذكروه إنما اختص بذلك من أجل التشبيه والتسمية فإن هذه الكواكب بأعيانها قد شبهتها بالمعلف وسميتها بهذا الاسم فكيف صار تشبيه المنجمين وتسميتهم لها بالكأس أولى من أن يكون تشبيه العرب لها بالمعلف وتسميتهم لها بهذا الاسم موجبا لانصراف الحكم فيها إلى الدواب اللهم إلا أن يقولوا إن المعول على تشبيهها للمنجمين دونهم فلا اعتراض.

قال ابن هبنتي وقد شاهدنا بعض الحذاق من أهل هذه الصناعة قد نظر في مولد إنسان من الأصاغر فوجد النسر الطائر في درجة وسط السماء فقال يكون بإزاء دار الملك وزعم أن الأمر كما ذكر.

وهذا يؤكد ما ذكرناه من تعويلهم على الأسماء والصور المدونة من اصطلاح البشر.

فصل وقد اطلعت أنا في مولد فوجدت فيه الكواكب التي يقولون إنها النسر الطائر في وسط السماء فلم يدل من حال صاحبه على نظيرها.

قال ابن هبنتي وكان هذا الرجل فقيرا فأثرى ولم أره قط إلا ماقتا لأنواع الطير غير مقيد بشيء منها في حالتي الفقر والغنى.

فإن صدق ابن هبنتي فيما ذكر فما هو إلا عن شيء لا أصل له يصح بعضه فيوافق الظنون ويبطل بعضه فلا يكون فإن كان اختلافه في حال لا يدل على بطلان حكمهم فاتفاقه في حال أخرى لا يدل على صحة حكمهم وجزمهم.

ومن هذيانهم أيضا الموجود في عيون كتبهم والمأثور من أحكامهم قولهم إن الحمل والثور يدلان على الوحوش وكل ذي ظلف والجدي مشترك بينهما والأسد والنصف الأول من القوس يدلان على كل ذي ناب ومخلب.

وإنما ذكروا نصف القوس لأن صورته التي ألفوها وشبهوها صورة دابة وإنسان فجعلوا النصف الأول للوحوش والنصف الآخر للناس.

٢٣٠

قالوا والسرطان والعقرب يدلان على حشرات الأرض والثور للفرس والسنبلة للبذر.

وهذا كله قياس على الصور والأسماء التي لم يوجبها العقل ولا أتاهم بها خبر من الله تعالى في شيء من النقل وإنما هو شيء من اختيارهم وقد كان يمكن غيره ويجوز خلافه.

قالوا ومن يولد برأس الأسد يكون فتن الغم.

فمن شبه تلك الكواكب بصورة الأسد غيركم ومن سماها بهذا الاسم سواكم؟

وكيف لم تقولوا إنها الكلب أو تشبهوها بغير ذلك من دواب الأرض.

هذا أيدك الله والصور عندهم لا تثبت في مواضعها ولا تستقر على إقامتها.

فصورة الحمل التي يقولون إنها أول البروج قد تنتقل إلى أن تصير البرج الثاني ويصير البرج الأول الحوت.

وهذا عندهم هو القول الصحيح لأن الكواكب عندهم كلها تتحرك إلى جهة المشرق بخلاف ما يتحرك بها الفلك والخمسة المضافة إلى الشمس والقمر هي السريعة السير وحركاتها مختلفة في الإبطاء والسرعة وبقية الكواكب تتحرك عندهم بحركة واحدة خفيفة بطيئة ولخفاء حركتها سموها الثابتة وهي على رأي بطليموس ومن قبله في كل مائة سنة تتحرك درجة واحدة.

وعلى رأي أصحاب سمين ومن رصد في أيام المأمون وحسب في كل ست وستين سنة درجة.

والصوفي يقول في كتاب الصور :

إن مواضع هذه الصور التي كانت على منطقة فلك البروج كانت منذ ثلاثة آلاف سنة على غير هذه الأجسام وإن صورة الحمل كانت في القسم الثاني عشر وصورة الثور كانت في القسم الأول.

٢٣١

وكان يسمى القسم الأول من البروج الثور والثاني الجوزاء والثالث السرطان ولما جددت الأرصاد في أيام طيموخارس وجدوا صورة الحمل قد انتقلت إلى القسم الأول من القسم الثاني عشر الذي هو بعد منطقة التقاطع فغيروا أسماءها فسموا القسم الأول الحمل والثاني الثور والثالث الجوزاء.

قال ولا يخالفنا أحد في أن هذه الصور تنتقل بحركاتها على مر الدهور من أماكنها حتى تصير صورة الحمل في القسم السابع الذي للميزان والميزان في القسم الأول الذي هو الحمل فيسمى أول البروج الميزان والثاني العقرب. ثم مر في كلامه موضحا عما ذكرناه من تنقلها الموجب لتغير أسماء بروجها وهم مجمعون على أن الكوكبين المتقاربين المعروفين بالشرطين على قرني الحمل هما أول منازل القمر فيجب أن يكون أول البروج الاثني عشر.

ومن امتحنهما في وقتنا هذا وهو سنة ثمان وعشرين وأربعمائة للهجرة الموافقة لسنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين لذي القرنين وجد أحدهما في عشرين درجة من الحمل والآخر في إحدى وعشرين منه أعني من البرج الأول ويعرف ما ذكرته من كانت له خبرة وعناية بهذا الأمر.

فأي برج من البروج الاثني عشر يبقى على صورة واحدة وكيف ثبت الحكم الأول بأنه دال على الوحوش وعلى كل ذي ظلف وقد انتقلت إليه أكثر صورة الحوت وكذلك حال جميع البروج فافهم هذا فإنه ظريف.

فصل :

ومن عجيب غلطهم في الأسماء الدالة على عدم معرفتهم بمعانيها أنهم سمعوا العرب التي تسمي الكواكب التي عن جنوب التوأمين الجوزاء فلم يفهموا هذا الاسم وظنوا أنه مشتق من الجوز الذي يؤكل فرأوا من الرأي أن يسموا النسر المواقع من الكواكب الغربية من اللوز قياسا على الجوزاء وهذا من الغاية في الجهل والعناد وليس تقوله إلا شيوخهم ومصنفو الكتب منهم ومن اطلع في ذكرهم الصور الثمان والأربعين وقف على صحة ما حكيته عنهم فهل سمع أحد قط بأعجب من هذا الأمر؟

٢٣٢

فصل :

وإنما سمت العرب هذه الكواكب بالجوزاء لتوسطها إذا ارتفعت أو لأنها تشبه رجلا في وسطه منطقة فاشتقوا لها اسما من التوسط يقولون جوز الفلا يعنون وسطه.

ومن قولهم الدال على فساد أحكامهم أن كل درجة من درج الفلك ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية وكل ثانية ستون ثالثة وهكذا إلى ما لا نهاية له.

ولكل هذه الأجزاء التي لا تنحصر حكم مختص به ولا ينضبط فكيف يصح الحكم على هذا الأصل وليس في أيديهم إلا الجمل التي تفاضلها يختلف.

وقد ولد لي ولدان توأمان ليس بين ظهورهما من الفرق والزمان بقدر ما يبين الأسطرلاب فاشتركا في درجة واحدة من طالع واحد في نصبه ولم يدرك فيهما التغيير ولو قلت إنهما اشتركا في الدقيقة لصدقت فلما رأيت ذلك قلت هذه حالة في الجملة قد اتفقت فيها النصبة وفي غاية ما يمكن إدراكه بالآلة فإن الحكم على الحمل يوجب أن تكون حالة هذين المولودين متماثلة فلا والله ما تماثلت صورتهما ولا أحوالهما ولا صحتهما من سقمهما ولقد مات أحدهما بعد ولادته بأيام ومات الآخر وامتدت بعمره الأيام أسأل الله السعد التام.

ولقد سألت بعضهم عن هذا الحال فقال لي النمودار يخرج لك الفرق بين المولودين.

فقلت له الذي عرفت من علمائكم أنهم لا يقولون على النمودار إلا عند عدم الرصد فمتى حصل الرصد أغنى عنه ويوضح ذلك أنكم تقولون في عمل النمودار خذ ساعات الجزر ولا يكون الجزر إلا عند عدم الرصد وإذا كان الرصد هاهنا لم يخط الحقيقة ولا أتاه الفرق فبان بأن لا يعطيه النمودار بعد الرصد.

__________________

(١) النمودار هو أخذ درجة الطالع من أقرب درجة إليه بالتخمين. (عن الهامش (.

٢٣٣

وقلت له أيضا لست أشك في كثرة الاختلاف بينكم في كل أصل وفرع وعلى كل وجه فإنما يعمل النمودار بين الساعات سواء كانت عند رصد أو جزر وقد كانت ولادة هذين التوأمين في ساعة واحدة لم يصح فيها الفرق فما الحيلة في هذا الأمر فخلط في ذلك ولم يأت بشيء يفهم

فصل

واعلم أيدك الله أن نمودار واليس يخالف نمودار بطليموس ونمودار الفرس يخالفهما جميعا وليس في ذلك ما يتفق عليه ولا يؤدي إلى أمر متفق ولا يدل على صحة واحد منها العقل وجميعها دعاوي لا يعلم لها أصل ولو تتبعت مواضع اختلاطهم وذكرت ما أعرفه من تناقض أصولهم المبطلة لأحكامهم لخرجت عن الغرض في الاختصار وفيما أوردته غنى عن الإكثار.

فصل

وأنا أذكر لك بعد هذا مقالتنا في النجوم وما نعتقده فيها لتعرف الطريقة في ذلك فتعتمد عليها.

اعلم أيدك الله أن الشمس والقمر والنجوم أجناس محدثة من جنس هذا العالم مؤلفة من أجزاء تحلها الأعراض وليست فاعلة في الحقيقة ولا ناطقة ولا حية قادرة.

وقال شيخنا المفيد رضوان الله عليه إنها أجسام نارية فأما حركاتها فهي فعل الله تعالى فيها وهو المحرك لها وهي من آيات الله الباهرة لخلقه وزينة في سمائه وفيها منافع لعباده لا تحصى وبها يهتدي السائرون برا وبحرا قال الله تعالى :

(وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل : ١٦.

__________________

(١) في النسخة : (لا يهتدي) وهي خطأ بزيادة (لا).

٢٣٤

وفيها للخلق مصالح لا يعلمها إلا الله تعالى.

فأما التأثير المنسوب إليها فإنا لا ندفع كون الشمس والقمر مؤثرين في العالم ونحن نعلم أن الأجسام وإن كان لا يؤثر أحدها بالآخر إلا مع مماسة بينهما بأنفسهما أو بواسطة فإن للشمس والقمر شعاعا متصلا بالأرض وما عليها يقوم مقام المماسة وتصح به التأثيرات الحادثة.

ومن ذا الذي ينكر تأثير الشمس والقمر وهو شاهد وإن كان تأثير الشمس أظهر للحس وأبين من تأثير القمر في الأزمان والبلدان والنبات والحيوان.

وأما غيرهما من الكواكب فلسنا نجد لها تأثيرا يحس ولا نقطع وجوبه بالعقل وهو أيضا ليس من الممتنع المستحيل بل هو من الجائز في العقول لأن لها شعاعا متصلا في الأرض وإن كان من دون شعاع الشمس والقمر فغير منكر أن يكون لها تأثير خفي على الحس خارج عن أفعال الخلق فإن كان لها تأثير كما يقال فتأثيرها مع تأثير الشمس والقمر في الحقيقة من أفعال الله تعالى وليس يصح إضافته إليها إلا على وجه التوسع والتجوز كما نقول أحرقت النار وبرد الثلج وقطع السيف وشج الحجر وكذلك قولنا أحمت الشمس الأرض ونفعت الزرع وفي الحقيقة أن الله أحمى لها ونفع.

ومما يدل على أن الله تعالى يشغل شيئا بشيء قوله سبحانه :

(هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

وليس فيما ذكرناه رجوع إلى قول أصحاب الأحكام ولا قول بما أنكرناه عليهم في متقدم الكلام لأنا أنكرنا عليهم إضافة تأثيرات الشمس والقمر إليهما من دون الله سبحانه وقطعهم على ما جوزناه من تأثيرات الكواكب بغير حجة عقلية ولا سمعية وإضافتهم إليها جميع الأفعال في الحقيقة مع دعواهم لها الحياة والقدرة.

٢٣٥

وأنكرنا أن تكون الشمس أو القمر أو شيء من الكواكب موجبا لشيء من أفعالنا بشهادة العقل الصحيح.

فإن أفعالنا لو كانت مخترعة فينا أو كانت عن سبب أوجبها من غيرنا لم تصح بحسب قصودنا وإراداتنا ولا كان فرق بينها وبين جميع ما يفعل فينا من صحتنا وسقمنا وتأليف أجسامنا وحصول الفرق لكل دلالة على اختصاصها بنا وبرهان واضح بأنها حدثت من قدرتنا وأنه لا سبب لها غير اختيارنا.

وأنكرنا عليهم قولهم إن الله تعالى لا يفعل في العالم فعلا إلا والكواكب دالة عليه فإن كل شيء يدل عليه لا بد من كونه وهذا باطل يثبت لها تأثيرا أو دلالة فإن الله أجرى تلك العادة وليس يستحيل منه تغير تلك العادة لما يراه من المصلحة وقد يصرف الله تعالى السوء عن عبده بدعوة ويزيد في أجله بصلة رحم أو صدقة فهذا الذي ثبتت لنا عليه الأدلة وهو الموافق للشريعة وليس هو بملائم لما يدعيه المنجمون والحمد لله.

وأنكرنا عليهم اعتمادهم في الأحكام على أصول مناقضة ودعاوي مظنونة متعارضة وليس على شيء منها بينة.

فإن كان لهذا العلم أصل صحيح على وجه يسوغ في العقل ويجوز فليس هو ما في أيديهم ولا من جملة دعاويهم.

وقد قال شيخنا المفيد رضوان الله عليه إن الاستدلال بحركات النجوم على كثير مما سيكون ليس يمتنع العقل منه ولا يمنع أن يكون الله عزوجل علمه بعض أنبيائه وجعله علما على صدقه.

قال ابن طاوس هذا آخر ما ذكره الكراجكي رضوان الله عليه في كتابه ونعتقد أنه اعتمد عليه.

٢٣٦

٣ ـ ونقل في البحار جلد ٤٠ صلى الله عليه وسلم ٥٤ عن كنز جامع الفوائد الذي جاء فيه:

روى أبو جعفر محمد الكراجكي في كتابه كنز الفوائد حديثا مسندا يرفعه إلى سلمان الفارسي قال :

كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في سجدة إذ جاء أعرابي فسأله عن مسائل في الحج وغيره فلما أجابه قال له :

يا رسول الله إن حجيج قومي مما شهد ذلك معك أخبرنا أنك قمت بعلي بن أبي طالب عليهم السلام بعد قفولك من الحج ووقفته بالشجرات من خم فافترضت على المسلمين طاعته ومحبته وأوجبت عليهم جميعا ولايته وقد أكثروا علينا من ذلك فبين لنا يا رسول الله أذلك فريضة علينا من الأرض لما أدنته الرحم والصهر منك أم من الله افترضه علينا وأوجبه من السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل الله افترضه وأوجبه من السماء وافترض ولايته على أهل السماوات وأهل الأرض جميعا.

يا أعرابي إن جبرئيل عليهم السلام هبط علي يوم الأحزاب وقال :

إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إني قد افترضت حب علي بن أبي طالب ومودته على أهل السماوات وأهل الأرض فلم أعذر في محبته أحدا فمر أمتك بحبه فمن أحبه فبحبي وحبك أحبه ومن أبغضه فببغضي وبغضك أبغضه.

أما إنه ما أنزل الله تعالى كتابا ولا خلق خلقا إلا وجعل له سيدا فالقرآن سيد الكتب المنزلة وشهر رمضان سيد الشهور وليلة القدر سيدة الليالي والفردوس سيد الجنان وبيت الله الحرام سيد البقاع وجبرئيل (ع)

__________________

(١) هو كتاب ما زال مخطوطا ، لمؤلّفه الشيخ علم بن سيف بن منصور النجفيّ الحلي ، كما في نسخته التي كتبت سنة ١٠٨٣ ه في ١٥ ذي العقدة والموجودة في مكتبة السيد حسن الصدر بخط درويش بن محمّد النجفيّ ، بعنوان : (كنز جامع الفوائد). أما في النسخة المخطوطة الأخرى ، والمحتمل أنّها بخط المؤلّف الموجودة بمكتبة المولى محمّد علي الخوانساري والمخطوطة سنة (٩٣٧ ه) فهي باسم : (جامع الفوائد ودافع المعاند) من دون كلمة : (كنز). والكتاب مختصر ومنتخب من كتاب (تأويل الآيات الظاهرة) للسيّد شرف الدين الأسترآباديّ. (انظر : الذريعة ج ٥ صلى الله عليه وسلم ٦٦ ، وج ١٨ صلى الله عليه وسلم ١٤٩).

٢٣٧

سيد الملائكة وأنا سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولكل امرئ من عمله سيد وحبي وحب علي بن أبي طالب سيد الأعمال وما تقرب به المتقربون من طاعة ربهم.

يا أعرابي إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم منبر عن يمين العرش ونصب منبر لي عن شمال العرش ثم يدعى بكرسي عال يزهر نورا فينصب بين المنبرين فيكون إبراهيم على منبره وأنا على منبري ويكون أخي علي على ذلك الكرسي فما رأيت أحسن منه حبيبا بين خليلين.

يا أعرابي ما هبط علي جبرئيل إلا وسألني عن علي ولا عرج إلا وقال اقرأ على علي مني السلام.

٢٣٨

فهرس الجزء الثاني

الأدلة على أن الصانع واحد

٥

منام للمفيد حول قضية الغار

٤٨

فصل من كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله

١٠

كلام للمؤلّف حول قضية الغار

٥١

فصل من فضائل أمير المؤمنين (عليهم السلام)

١٢

مبيت عليّ عليه السلام في فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ليلة الهجرة

٥٣

من كلامه (عليهم السلام) وآدابه في فضل الصمت

١٤

أحاديث

٥٥

مختصر التذكرة بأصول الفقه

١٥

من روايات ابن شاذان

٥٥

فصل من عيون الحكم ونكت من جواهر الكلام

٣١

مسألة وجوابها

٥٧

من كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله

٣١

فصل في الرؤ يا في المنام

٦٠

من كلام أمير المؤمنين (عليهم السلام)

٣١

أحاديث عن أبي ذر

٦٧

من كلام الحسين (عليهم السلام)

٣٢

مسألة في المواريث

٦٨

من كلام الإمام الصادق (عليهم السلام)

٣٣

قضية مستطرفة لأمير المؤمنين (عليهم السلام)

٦٩

من كلام غير الأئمة

٣٣

شبهات للملاحدة وجوابها

٧٠

أبو حنيفة مع الإمام الصادق

٣٦

سؤال ورد للمؤلّف من الساحل وجوابه

٧٣

حديث الإمام الصادق

٣٧

قصة وقعت للمؤلّف

٧٨

فصل من الاستدلال على أن اللّه تعالى ليس بجسم

٣٧

فصل من كلام أمير المؤمنين (عليهم السلام)

٨٣

حول هشام بن الحكم

٤٠

أحاديث في فضله (عليهم السلام)

٨٣

أبيات لزينبا

٤٢

دليل النصّ بخبر الغدير على إمامته (عليهم السلام) والمناقشة حوله

٨٤

رسائل متبادلة بين الإمام علي وبين معاوية

٤٢

فصل من الوصايا والإقرارات المبهمة العويصة

٩٨

مسألة فقهية منظومة وجوابها

٤٥

فصل في ذكر هيئة العالم

١٠١

مسألة أخرى منظومة وجوابها

٤٦

٢٣٩

فصل في العلم وأهله

١٠٧

قصة له (عليهم السلام)

١٨٣

مسائل وجوابها

١١١

مسألة في المنى ونجاسته

١٨٤

رسالة للمؤلف حول طول الأعمار وعمر صاحب الزمان والمعمرين

١١٤

فصل حول وقوله تعالى : (إنكم وما تعبدون من دون ...)

١٨٦

صبغي

١٢٤

سؤال عن ثلاث آيات وجوابه

١٨٨

خبر قس بن ساعدة الايادي

١٣٤

فصل مما ورد في ذكر النصف

١٨٩

خبر المعمر المشرقي

١٥٤

فصل من الأدب

١٩٢

فصل في الكلام في الآجال

١٥٥

فصل في الغنى والفقر

١٩٣

مسألة فقهية

١٥٩

فصل في الكلام في الأرزاق

١٩٥

خبر ضرار بن ضمرة

١٦٠

فصل في تأويل قوله تعالى : (فما بكت عليهم السماء ...)

٢٠٠

فصل ما جاء في الخصال

١٦٣

ذكر مجلس للمؤلف في القياس وإبطاله

٢٣٠

تأويل آية

١٦٥

ذكر مجلس للمفيد

٢١٠

تأويل خبر : (إن الله خلق آدم على صورته)

١٦٧

مسألة حول قوله (صلى الله عليه وسلم) : (اختلاف أمتي رحمة)

٢١٥

فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة

١٦٨

فصل من الاستدللا على صحة الإمامة والعصمة

٢١٥

فصل في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ...»

١٧٧

سؤال في الغيبة

٢١٦

أحاديث في ذلك

١٧٨

تأويل آية : (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ...)

٢١٩

أبيات لعلي (عليهم السلام)

١٨٠

نصوص مفقودة

٢٢٣

من آدابه (عليهم السلام)

١٨٢

مراجع الكتاب

٢٣٩

٢٤٠