تراثنا ـ العددان [ 91 و 92 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 91 و 92 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٤

وأخيرا نقول :

إذا لم يكن هناك قرطاس يكتب عليه ففي الجلود ما فيه الكفاية حيث كان المسلمون يكتبون عليه بعد صقله ودلكه ، وهذه الجلود المعدّة لهذه الغاية كانت موفورة بلا أدنى شكّ.

أمّا الشكّ الثالث عشر : ادّعى البعض أنّ هناك عدّة خطب في النهج تُعزى لأشخاص غير الإمام عليه‌السلام من ذلك الخطبة التي أوّلها :

«أيّها الناس إنّنا قد أصبحنا في زمن عنود ودهر كنود» فقيل إنّها تنسب إلى معاوية(١) ، وكالخطبة التي أوّلها : «إنّ الدنيا حلوة خضرة ..» فقد نسبها الجاحظ إلى قطري بن الفجاءة الخارجي(٢).

أقول :

هذه الدعوى مخدوشة من عدّة جوانب :

أوّلاً : إنّ بلاغة أمير المؤمنين عليه‌السلام متميّزة بالصورة الجمالية من استعارات وكنايات وتمثيل وتشبيه ، وإنّك تجد جميع كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام في النهج على وتيرة واحدة.

ثانياً : لو وضعت تلك النصوص التي زعم البعض أنّها منسوبة أما إلى معاوية أو إلى قطري بن الفجاءة وقارنوا بينها وبين كلام أولئك وأشعارهم لوجدوا البون الشاسع بحيث يأبى الذوق ـ ناهيك عمّن هو متخصّص في بلاغة الأدب والأدباء ـ أن يضع هذه النصوص في حقل كلام أولئك النفر.

ثالثاً : إنّ سيرة حكّام بني أميّة حرصت كلّ الحرص أن لا يتكلّم

__________________

(١) صرّح به الجاحظ في البيان والتبيين ٢ / ٣٩.

(٢) البيان والتبيين ٢ / ٣٩.

           

٨١

الناس بفضائل عليٍّ عليه‌السلام وأهل بيته الكرام إذ كمّوا الأفواه ، وعاقبوا كلّ من يذكر من سيرة عليٍّ وأبنائه الأطهار ، وفي مقابل ذلك نسبوا الكثير من الفضائل إلى معاوية وابنه يزيد وعمرو بن العاص وسائر حكّام بني أميّة ، فهم الذين افتعلوا الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة ونسبوا لهم الكرامات والمعاجز والمناقب ...

فليس بِدعاً من بني أميّة وهم السرّاق للمال والغاصبين للخلافة أن يسرقوا تراث وكلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ثمّ يلوكوه بألسنتهم ويلفظوه ثانية على العوامّ من أهل الشام ، فكم لهم من سطوة على خطب الإمام عليه‌السلاموكلماته؟!

انظر إلى نقد الجاحظ عندما تناول خطبة لمعاوية لمّا حضرته الوفاة.

قال : «إنّ هذا الكلام لا يشبه السبب الذي من أجله دعاهم معاوية ، ومنها أنّ هذا المذهب في تصنيف الناس وفي الإخبار عنهم وعمّا هو عليه من القهر والإذلال ومن التقية والخوف أشبه بكلام عليٍّ عليه‌السلام وبمعانيه بحاله منه بحال معاوية ... إلى أن يقول : والله أعلم بأصحاب الأخبار وبكثير منه»(١).

وممّا نسوقه دليلاً في الردّ على المعترض ، ما جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد وهو يقارن خطبة الإمام عليه‌السلام في الجهاد بخطبة ابن نباتة المتوفـّى سنة ٣٧٤ هـ.

فيقول : «واعلم أنّ التحريض على الجهاد والحضّ عليه قد قال فيه النّاس فأكثروا وكلّهم أخذوا من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام فانظر إليها ـ إلى

__________________

(١) البيان والتبيين ٢ / ٣٩.

           

٨٢

خطبة ابن نباتة ـ وإلى خطبته عليه‌السلام بعين الإنصاف تجدها بالنسبة إليه كمخنّث بالنسبة إلى الفحل أو كسيف من رصاص بالإضافة إلى سيف من حديد .. إذا تأمّله الخبير عرفه ، ومع هذا فهي مسروقة من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثمّ يقول ابن أبي الحديد : وأمّا باقي خطبة ابن نباتة فمسروق من خطب لأمير المؤمنين عليه‌السلام واعلم أنّي أضرب لك مثلاً تتخذه دستوراً في كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام وكلام الكتّاب والخطباء بعده كابن نباتة والصابي وغيرهما.

وبعد هذا بصفحتين يقول ابن أبي الحديد : فلينظر الناظر في هذا الكلام ؛ كلام ابن نباتة وكلام الإمام عليٍّ عليه‌السلام فإنّه وإن كان قد أخذ من صناعة البديع بنصيب إلاّ أنّه في حضيض الأرض ، وكلام أمير المؤمنين عليه‌السلام في أوج السماء ، ومثله بالقياس إلى كلام أمير المؤمنين عليه‌السلامكدار مبنية من اللبن والطين ، ومموّهة الجدران بالنقوش والتصاوير مزخرفة بالذهب من فوق الجصّ والإسفيداج(١) بالقياس إلى دار مبنية بالصخر الأصمّ الصلد المسبوك بينه عمد الرصاص والنحاس المذاب ، وهي مكشوفة غير مموّهة ولا مزخرفة ، فإنّ بين هاتين الدارين بوناً شاسعاً»(٢).

ومن المفارقات العجيبة أنّ أحمد أمين ينكر نسبة النهج لأمير المؤمنين عليه‌السلام لكنّه يقع في مزلق كبير فيه افتضاحه وتعرّيه قال في معرض كلامه على البصائر والذخائر ما يؤكّد شيوع نهج البلاغة بين النّاس وأنّ الاقتباس من الإمام عليٍّ عليه‌السلام أمر يشهد لـه الجميع ثمّ صرّح بأنّ السرقة الأدبية من كلام الإمام عليه‌السلام كانت تجري على قدم وساق دونما رادع ، وفي

__________________

(١) الاسفيداج ـ رماد الرصاص.

(٢) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ـ ٢ / ٨٢ و ٨٤.

           

٨٣

معرض حديثه وتعليقه على كلام أبي حيّان التوحيدي الذي كان في صدد المروي من كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام القصار من نهج البلاغة والقول المنسوب إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا مال أعود من العقل» ، قال أحمد أمين : «ليس هذا من حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنّما هو من كتاب نهج البلاغة»(١).

لم يقل من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام لكونه يتورّع من أن ينسب هذا الكلام إليه من جهة ، ومن جهة أخرى كان يتصوّر أنّ التوحيدي متأخّر على الشريف الرضي وفي عمله هذا مراده الطعن بعمل الشريف الرضي وتزييفه ، لكن غابت عن ذاكرته أنّ التوحيدي توفّي سنة ٣٨٠ هـ ، أي قبل صدور نهج البلاغة بعشرين عاماً.

فكم من مفتر أثيم قد فضحه الله على فلتات لسانه؟!

أضف إلى كلّ هذا وذاك فإنّ الكلمات التي رواها التوحيدي ذكرها ابن عبـد ربّه الأندلسي المرواني المتوفّى سنة ٣٢٨ هـ ، في كتابه العقد الفريد ، المجلّد الثاني ص ٢٥٢.

علماً أنّ أحمد أمين هو أحد المشرفين على طبع هذا الكتاب ـ العقد الفريد ـ والمكلّفين بتصحيحه وتحقيقه.

ولا يبعد بك المقام في كلّ ما تقدّم عن الخوارج فقد كانوا يحفظون خطب الإمام عليٍّ عليه‌السلام ويعيدونها على منابرهم في الجُمع والأعياد.

يقول الأستاذ الشيخ محمّـد علي دبوز أستاذ الأدب العربي في معهد الحياة في الجزائر ؛ وهو من معتدلي الأباضية ؛ في كتابه تاريخ المغرب

__________________

(١) فجر الإسلام : ١٤٨.

           

٨٤

الكبير : «قال ابن الصغير : كان الأباضية في الدولة الرستمية(١) لا يمنعون أحداً من الصلاة في مساجدهم ولا يكشفون على حاله ولو رأوه رافعاً يديه.

وكانت خطبهم على منابرهم هي خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لحبّ الأباضية للإمام عليٍّ رضي الله عنه وإجلالهم لمقامه وإعجابهم ببلاغته وفصاحته.

إنّ إيثار الأباضية في الدولة الرستمية لخطب الإمام عليٍّ رضي الله عنه يدلّ على حبّهم لـه وعلى الرقيّ الذي كانت عليه الدولة في الفهم والذوق الأدبي وعلى تمكّن الجماهير في العربية.

إنّ خطب الإمام عليٍّ عليه‌السلام التي كانت تجلجل في منابر تيهرت(٢) دليل على المستوى الثقافي الرفيع الذي كانت عليه الجماهير وعلى تمكّن الدولة الرستمية في العربية الفصحى وانتشارها في كلّ طبقاتها»(٣).

أمّا الشكّ الرابع عشر : ادّعى البعض أنّ في النهج وصف دقيق للحياة الاجتماعية من جهة ، وطعن على الولاة والقضاة من جهة أخرى ...

أمّا الطعن على الولاة فهذا ما تقدّم ذكره في جواب الشكّ الثالث ،

__________________

(١) الدولة الرستمية من دول الأباضية في المغرب العربي تأسّست عام ١٤٤ هـ وتلاشت سنة ٢٩٦ هـ.

(٢) تيهرت عاصمة الدولة الرستمية آنذاك.

(٣) تاريخ المغرب الكبير ٣ / ٥٨٨. أقول : لا يخفى أنّ كلمة الجماهير التي كرّرها المصنّف إنّما تعني أصحابه الأباضية. ثمّ إنّ الخوارج كما هو معروف يبغضون الامام عليه‌السلامأشدّ البغض ، وربّما كان المصنّف من معتدلي الاباضية فذكر الإمام عليه‌السلاموترضّى عليه.

           

٨٥

فليراجع.

وأمّا الوصف الدقيق للحياة الاجتماعية فهذا ممّا لا يختلف عليه اثنان ، وحقّاً ينبغي أن تكون خطب الإمام عليه‌السلام كذلك لأنّه يمثّل رأس الهرم المشرف على كلّ طبقات المجتمع وأحواله وتصرّفاته ، وأنّ عصر الإمام عليه‌السلام يختلف كثيراً عن العقد الثلاثة التي سبقت ، فالأموال التي تقاطرت على المسلمين من شرق البلاد وغربها ، وحياة الترف وما أصابه المسلمون من النعيم لم يكن له سابق مثيل.

ولمّا كان أمير المؤمنين عليه‌السلام المسؤول عن رعيّته فهو تارة يصفهم ويصف حياتهم وما فيها من ترف وبذخ ، وتارة يقودهم إلى الورع والتقوى والاستقامة بتوجيههم الوجهة الصحيحة وعليه فما هو الضير إذا جاءت خطبه عليه‌السلام تصف حياة الناس بشكل محسوس دقيق؟!

أمّا الشكّ الخامس عشر : ادّعى الكيلاني أنّ في نهج البلاغة خطباً طال في صدرها الحمد وأنّ هذه عادة لم تعرف إلاّ في العصر العبّاسي ؛ في خطب الجمع والأعياد.

لو كان المعترض يجنح إلى البحث العلمي لأراح نفسه واستراح من كلّ هذا الوهن الذي سطّره في كتابه أثر التشيّع في الأدب العربي ولكن أبت نفسه إلاّ أن يطعن حتّى بالبديهيّات الواضحات.

أقول :

إنّ الحمد وتكراره في خطب الإمام لم يكن بدعاً منه عليه‌السلام بل سبقه إلى هذا الأسلوب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد روى البخاري في صحيحه : «أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : اللّهم لك الحمد ، أنت قيّم السماوات

 

٨٦

والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد ، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد نور السماوات والأرض ، ولك الحمد ، أنت الحقّ ، ووعدك الصدق ، ولقاؤك حقّ ..» الخ كلامه الشريف(١) وأمثال هذا الحمد وما فيه من تكرار هو كثير في كلامه عليه‌السلام.

وهكذا تجد الخلفاء والصحابة يفتتحون كلامهم وخطبهم بالحمد والثناء وربّما تكرّرت كلمات الحمد في الخطبة الواحدة.

قال الجاحظ : «إنّ خطباء السلف الطيّب ، وأهل البيان من التابعين بإحسان ، مازالوا يسمّون الخطبة التي لم يبتديء صاحبها بالتحميد ، ولم يستفتح كلامه بالتمجيد البتراء ويسمّون التي لم توشّح بالقرآن ، وتزيّن بالصلاة على النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الشوهاء»(٢) «يقول ابن قتيبة : تتبّعت خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدت أوائل أكثرها الحمد لله نحمده ونستعينه ، ووجدت كلّ خطبة ، مفتاحها الحمد ، إلا خطبة العيد ، فإنّ مفتاحها التكبير»(٣).

والعجيب من الگيلاني عندما يذكر مثالاً من خطب أمير المؤمنين عليه‌السلامثمّ يُشكل على صحّة نسبتها للإمام ، أنّه لم يتحرّ مصادر المثال الذي أورده. ومثاله قول الإمام عليه‌السلام «الحمد لله كلّما وقب ليل وغسق ..»(٤) قد روى هذه الخطبة نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفّين(٥) ، والجميع يعلم أنّ نصر بن مزاحم من أقدم مؤرّخي العرب الذين وصلتنا آثارهم.

__________________

(١) صحيح البخاري ٢ / ٤٣.

(٢) البيان والتبيين ٢ / ٥.

(٣) البيان والتبيين ٢ / ٥.

(٤) نهج البلاغة ١ / ٩٧.

(٥) وقعة صفّين لابن مزاحم المنقري : ٧٠.

           

٨٧

ثم ما وجه الغرابة والقرآن الكريم بأيدينا إذ تصدّرت عدّة سور بالحمد منها سورة فاتحة الكتاب ، وسورة الكهف .. فما ورد في خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام إنّما هو انسجام مع إسلوب القرآن الكريم وكلام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

أمّا الشكّ السادس عشر : من الشكوك الموجّه إلى جمع الشريف الرضي : إنّ هذه الخطب المنقولة في النهج لو كانت صادرة عن الإمام ومن كلماته ، لكانت موجودة قبل تصنيف الشريف الرضي.

وهذا الإشكال ذكره محمّـد كرد علي في كتابه الإسلام والحضارة العربية(١) نقلا عن كتاب منهاج السنّة لابن تيميّة.

لقد تقدّم بحثنا في الردّ على مَن أورد هذا ، الشكّ وأثبتنا في الصفحات السابقة بطلانه ، كما أوردنا أسماء عدّة مجاميع لخطب أمير المؤمنين عليه‌السلام عاش مصنّفوها قبل الشريف الرضي بعشرات السنين فراجع.

وخلاصة ما يمكن أن يقال في الإمام عليّ ونهجه ما ذكره لنا الأستاذ محمّـد أمين النواوي قال : «لقد كان عليّ في خطبه المتدفّقة يمثّل بحراً خضمّاً من العلماء الربّانيّين وأسلوباً جديداً لم يكن إلاّ لسيّد المرسلين ، وطرق بحوثاً من التوحيد لم تكن تخضع في الخطابة إلاّ لمثله ، فهي فلسفة سامية لم يعرفها الناس قبله ، فدانت لبيانه وسلست في منطقه وأدبه ، وخاض في أسرار الكون ، وطبائع الناس ، وتشريح النفوس ، وبيان خصائصها وأصنافها ، وعرض لمداخل الشيطان ومخارجه ، وفتن الدنيا وآفاتها ، في الموت وأحواله ، وفي بدء الخلق ، ووصف الأرض ، وفي شأن

__________________

(١) الإسلام والحضارة العربية ٢ / ٦١.

           

٨٨

السماء وما يعرج فيها من أملاك ، وما يحفّ بها من أفلاك ، كما عرض لملك الموت وأطال في وصفه.

وخطب عليٍّ في السياسة ، وفي شؤون البيعة والعهد والوفاء ، واختيار الأحقّ وما أحاط بذلك من ظروف ، كتحكيم صفّين وما تبعه من آثار سيّئة وتفرّق الكلمة.

ولم يفته أن ينوّه في خطبه بأنصار الحقّ ، وأعوان الخير ، والدعاة إلى الجهاد ، وفيها محاجّة للخوارج ونصحه لهم ولأمثالهم بإتّباع الحقّ وغير ذلك ممّا يكفي فيه ضرب المثل ، ولفت النظر.

غير أنّ ناحية عجيبة امتاز بها الإمام ، هي ما اختصّ بها الصفوة من الأنبياء ومَن على شاكلتهم كانت تظهر في بعض تجلّياته ، وأشار إليها في بعض مقاماته ، ولم يسلك فيها سواه إلاّ أن يكون رسول الله صلوات الله عليه.

فقد ذكر كثيراً من مستقبل الأمّة ، وأورد ما يكون لبعض أحزابها كالخوارج وغيرهم ، ومن ذلك وصفه لصاحب الزنج ، وذكر الكثير من أحواله وذلك من غير شكّ لون من الكرامات.

هذا إلا أنّه طرق نواحي من القول كانت من خواصّ الشعر إذ ذاك ولكنّه ضمّنها خطبه فوصف الطب ، وعرض للخفّاش وما فيه من عجائب ، والطاووس وما يحويه من أسرار ، وما في الإنسان من عجائب الخلق ، وآيات المبدع الحقّ وأحيلك في ذلك كلّه على نهج البلاغة.

وهكذا تجد في كلام عليٍّ الدين والسياسة والأدب ، والحكمة ، والوصف العجيب ، والبيان الزاخر.

هذا كتاب عليٍّ إلى شريح القاضي يعظه ، وقد اشترى داراً ويحذّره

 

٨٩

من مال المسلمين ، في معان عجيبة ، وأسلوب خلاّب.

وهذا كتابه إلى معاوية يجادله في الأحقّ بالخلافة ، وقتل عثمان في معان لا يحسنها سواه.

وتلك كتبه إلى العاملين على الصدقات يعلّمهم فيها وإجباتهم في جميع ملابساتهم.

وذلك عهده إلى محمّـد بن أبي بكر حين قلّده مصر. وتلك وصيّته إلى الحسن عند منصرفه من (صفّين) لم يدع فيها معنى تتطلّبه الحياة لمثله إلا وجّهه فيها أسمى توجيه ، في فلسفة خصيبة ، وحكم رائعة مفيدة ، وكلّ تلك النواحي والأغراض في معان سامية مبسّطة ، يعلو بها العلم الربّاني الغزير ، والروح السامية الرفيعة ، وتدنو بها تلك القوّة الجبّارة على امتلاك أزمّة القول ، كأنّما نثل كنانته بين يديه فوضع لكلّ معنىً لفظة في أدقِّ استعمال.

ولقد يضيق بي القول فأقف حائراً عاجزاً عن شرح ما يجول بنفسي من تقدير تلك المعاني السامية فيسعدني تصوير الإمام ـ محمّـد عبده ـ له وهو يقدّم نهج البلاغة : «فكان يخيّل إليّ في كلّ مقام أنّ حروباً شبّت ، وغارات شنّت ، وأنّ للبلاغة دولة وللفصاحة صولة ...»(١).

أما الأسلوب فيتجلى لك بما يأتي :

١ ـ الثروة من الألفاظ العربية في مفردها وجمعها ، ومذكرها ومؤنّثها ، وحقيقتها ومجازها.

٢ ـ المجازات والكنايات في معرض أنيق ، وقالب بديع.

__________________

(١) مقدمة نهج البلاغة.

           

٩٠

٣ ـ الإيجاز الدقيق مع الإطناب في مقامه ، وظهر ذلك في فقره ، وسجعاته الفريدة ، التي يجمل بكلّ أديب أن يحفظ الكثير منها ليكون بيانه التكوين العربي السليم.

٤ ـ المحسّنات البديعيّة في نمط ممتاز ، من جناس إلى طباق وترصيع وإلى قلب وعكس ، تزدان بجمالها البلاغة ويكمل بها حسن الموقع.

٥ ـ الجرس والموسيقى ، وجمال الإيقاع ممّا يدركه أهل الذوق الفنّي.

ويحسن قبل الختام أن أشير إلى ما نوّه به صاحب الطراز الإمام يحيى اليمني ، فقد تكرّر ذلك في عدّة مناسبات وأوّلها تمثيله للبلاغة في أوّل كتابه ، قال : «فمن معين كلامه ارتوى كلّ مصقع خطيب ، وعلى منواله نسج كلّ واعظ بليغ ، إذ كان عليه السلام مشرع البلاغة ، وموردها ، ومحط البلاغة ومولدها وهيدب مزنها الساكب ومتفجر ودقها الهاطل»(١).

وعن هذا قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض كلامه : «نحن أمراء الكلام ، وفينا تشبّثت عروقه ، وعلينا تهدّلت أغصانه»(٢) ، ثمّ أورد مثالاً من أوّل خطبة في نهج البلاغة وقال : «العجب من علماء البيان والجماهير من حذّاق المعاني كيف أعرضوا عن كلامه وهو الغاية التي لا مرتبة فوقها ، ومنتهى كلّ مقصد في جميع ما يطلبونه ، من المجازات والتمثيل

__________________

(١) الهيدب من السحاب : المتدلّي الذي يدنو من الأرض ، وتراه كأنّه خيوط عند انصباب المطر. والودق : المطر. قال تعالى : (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ) سورة الروم ٣٠ : ٤٨.

(٢) نهج البلاغة : خطبة ٢٣١.

           

٩١

والكنايات؟»(١).

وقد أُثر عن فارس البلاغة وأمير البيان الجاحظ أنّه قال : «ما قرع سمعي كلام بعد كلام الله ، وكلام رسوله إلاّ عارضتة إلاّ كلمات لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) فما قدرت على معارضتها وهي مثل قوله : (ما هلك امرؤ عرف قدره) و (استغن عمّن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره»(٢).

__________________

(١) كتاب الطراز ، وجولات إسلامية : ٩٩ ـ ١٠٤.

(٢) الكلمات القصار من الحكم والمواعظ لأمير الؤمنين عليه‌السلام.

           

٩٢

مصادر البحث

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ أثر التشيّع في الأدب العربي ، لمحمّـد سيّد الجيلاني ، طبعة القاهرة ، ١٩٤٥ م.

٣ ـ الإحتجاج ، للشيخ الطبرسي (المتوفى بعد سنة ٥٨٨ هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، لبنان ، ١٩٨٣ م.

٤ ـ الأخبار الطوال ، لأبي حنيفة الدينوري (ت ٢٩٠ هـ) ، تحقيق : عبـد المنعم عامر والدكتور جمال الدين الشيّال ، القاهرة ، مصر ١٩٦٠ م.

٥ ـ أخبار شعراء الشيعة ، للمرزباني أبو عبيد الله محمّـد بن عمران (ت ٣٨٥ هـ) ، ١٩٦٥ م.

٦ ـ الأربعون حديثاً ، لمنتجب الدين ابن بابويه ، علي بن عبيد الله من أعلام القرن السادس الهجري ، مطبعة امير ، قم ، ايران ١٤٠٨ هـ.

٧ ـ إرشاد القلوب ، للديلمي ، منشورات الشريف الرضي ، قم ، إيران ١٣٩٨ هـ.

٨ ـ الإرشاد ، للشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ، المكتبة العلمية ، طهران ، إيران.

٩ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر أحمد بن علي (ت ٨٥٢ هـ) ، المطبعة الشرقية ، مصر.

١٠ ـ أضواء على السنّة المحمّـدية ، لمحمود ابوريّة ، دار الكتاب الإسلامي ، بيروت ، لبنان ١٩٨٥ م ، وطبعة مصر.

١١ ـ الإقتصاد الهادي إلى طريقة الرشاد ، للشيخ الطوسي ، مطبعة خيّام ، قم ، إيران ١٤٠٠ هـ.

١٢ ـ إعانة الطالبين ، للبكري : عثمان بن محمّـد الدمياطي (ت ١٣٠٢ هـ) ، مصر ، ١٣٠٧ هـ ، والحاشية طبعة بيروت ، دار الفكر.

١٣ ـ الامامة والسياسة ، لابن قتيبة : محمّـد بن عبـد الله بن مسلم الدينوري (ت ٢٧٦) ، ط مصطفى البابي الحلبي ١٩٦٩ م وطبعة الشريف الرضي ، قم ، ايران.

١٤ ـ أمالي الطوسي ، لمحمّـد بن الحسن (ت ٤٦٠ هـ) ، مؤسّسة البعثة ، ط١ ،

 

٩٣

قم.

١٥ ـ الأوائل ، لأبي هلال العسكري (ت ٣٩٥ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ١٩٨٧ م.

١٦ ـ البحار ، للعلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ، لبنان ١٩٨٣ م.

١٧ ـ البيان والتبيين ، للجاحظ ، تحقيق عبـد السلام هارون ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

١٨ ـ تاريخ آداب اللغة العربي ، لجرجي زيدان ، دار الهلال ، بيروت ، لبنان ١٩٥٧ م.

١٩ ـ تاريخ الأدب العربي ، لشوقي ضيف ، دار المعارف ، القاهرة ، مصر ، ١٩٩٦ م.

٢٠ ـ تاريخ الطبري ، لمحمّـد بن جرير (ت ٣١٠ هـ) ، طبعة قم وطبعة إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.

٢١ ـ تاريخ المغرب الكبير ، للشيخ محمّـد علي دبوز ، دار إحياء الكتب العربية ، بيروت ، لبنان ، ١٩٦٣ م.

٢٢ ـ تذكرة الخواص ، لسبط ابن الجوزي الحنفي (ت ٦٥٤ هـ) ، طبعة قم ، إيران وطبعة مؤسسة أهل البيت عليهم‌السلام ، بيروت ، لبنان ١٩٨١ م.

٢٣ ـ تلخيص التحبير ، لابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان ١٩٨٦ م.

٢٤ ـ تقريب المعارف ، لأبي صلاح الحلبي (ت ٤٤٧ هـ) ، قم ، إيران ١٤٠٤ هـ.

٢٥ ـ تهذيب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني (ت ٥٨٢ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٢٦ ـ تنوير الحوالك على شرح موطأ مالك ، للسيوطي جلال الدين عبـد الرحمن ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٢٧ ـ جامع البيان ، لابن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان ١٤١٥ هـ.

٩٤

٢٨ ـ الجامع الصحيح ، للترمذي محمّـد بن عيسى (ت ٢٧٩ هـ) ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.

٢٩ ـ الجمع بين الصحيحين ، مصوّرة مكتبة الإمام الحكيم العامّة رقم ١٢٣ ، النجف ، عراق.

٣٠ ـ جولات اسلامية ، لمحمّـد أمين النواوي.

٣١ ـ الخصال ، للشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، جامعة المدرسين ، قم ، إيران ١٤٠٣ هـ ، ومؤسسة الاعلمي بيروت ، لبنان ١٤١٠ هـ.

٣٢ ـ الدرجات الرفيعة ، للسيّد علي خان ، المتوفّى ١١٢١ هـ ، مكتبة بصيرتي ، قم ، إيران.

٣٣ ـ الدعوات ، لقطب الدين الراوندي : سعيد بن هبة الله (ت ٥٧٣ هـ) ، دار المرتضى ، بيروت ، لبنان ١٩٨٧ م.

٣٤ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني (ت ١٩٧٠ هـ) ، طبعة الغري ، النجف ، العراق ١٩٣٦ م.

٣٥ ـ سفينة البحار ، لعباس القمّي ، دار الأُسوة ، قم ، إيران ١٤٢٢ هـ.

٣٦ ـ سنن ابن ماجة ، لأبي عبـد الله محمّـد بن يزيد (ت ٢٧٥ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٣٧ ـ سنن النسائي ، لأحمد بن شعيب (ت ٣٠٣ هـ) ، ط ١ ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٣٨ ـ الشافي ، للمرتضى علم الهدى (ت ٤٣٦ هـ) ، مؤسّسة الصادق ، طهران ، إيران.

٣٩ ـ شجرة طوبى ، لمحمّـد مهدي الحائري ، المكتبة الحيدرية ، النجف ، عراق.

٤٠ ـ شرح مائة كلمة ، لابن ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ) ، جامعة المدرّسين ، قم ، إيران.

٤١ ـ شرح النهج ، لابن أبي الحديد ، تحقيق : محمّـد أبو الفضل ، طبعة بيروت في أربع مجلّدات وطبعة جديدة ، دار إحياء الكتب العربية ، بيروت ، لبنان ١٩٦٥ م.

٩٥

٤٢ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن ميثم البحراني ، (ت ٦٧٩ هـ) ، جامعة المدرسين ، قم ، إيران. دفتر تبليغات اسلامي ، ط١.

٤٣ ـ صحيح البخاري ، لمحمّـد بن إسماعيل (ت ٢٥٦ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٤٤ ـ صحيح مسلم ، لمسلم بن الحجّاج النيسابوري (ت ٢٦١ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٤٥ ـ الصراط المستقيم ، للبياضي : علي بن يونس العاملي (ت ٨٧٧ هـ) ، المكتبة المرتضوية لاحياء التراث.

٤٦ ـ الطبقات الكبرى ، لابن سعد (ت ٣٠ هـ) ، طبعة بيروت ، وليدن.

٤٧ ـ الطراز ، يحيى بن حمزة العلوي اليمني ، مؤسسة نصر ، طهران ، إيران.

٤٨ ـ العقد الفريد ، لابن عبـد ربّه الاندلسي المالكي (ت ٣٢٨ هـ) ، المطبعة الأزهرية ، القاهرة ، مصر ١٣٢١ هـ.

٤٩ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، للشيخ الصدوق : محمّـد بن علي (ت ٣٨١ هـ) ، ط ٢ ، قم ، إيران.

٥٠ ـ الغارات ، لإبراهيم بن محمّـد الثقفي الكوفي (ت ٢٨٣ هـ) ، مطبعة بهمن ، قم ، إيران.

٥١ ـ الفتنة وواقعة الجمل ، أحمد راتب بمرموش ، دار النفائس ، بيروت ، لبنان ١٩٧٢ م.

٥٢ ـ الفتوح ، لأبي الحسن علي بن الحسين الهاشمي المدائني.

٥٣ ـ الفتوح ، لأبي محمّـد أحمد بن أعثم الكوفي (ت ٣١٤ هـ) ، حيدرآباد ، الهند ١٣٨٨ هـ.

٥٤ ـ فجر الإسلام ، لأحمد أمين ، ط ٨ ، القاهرة ، مصر.

٥٥ ـ فرائد السمطين ، للحافظ شيخ الإسلام إبراهيم الجويني الشافعي (ت ٧٣٠ هـ) ، مؤسسة المحمودي ، بيروت ، لبنان ١٩٧٨ م.

٥٦ ـ الفصول المهمّة ، للسيّد شرف الدين (ت ١٣٧٧ هـ) ، ط ٧ ، دار الزهراء ، بيروت ، لبنان.

٩٦

٥٧ ـ فقه السنّة ، للسيّد سابق ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، لبنان ١٩٨٧ م.

٥٨ ـ الفنّ ومذاهبه في النثر العربي ، لشوقي ضيف ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، مصر ١٩٤٦ م وطبعة اُخرى ١٩٥٥ م.

٥٩ ـ فهرست ابن النديم ، لمحمّـد بن إسحاق (ت ٣٧٧ هـ) ، تحقيق : رضا نجدوي ، ط ٣ ، طهران ، إيران.

٦٠ ـ فهرست الطوسي ، للشيخ الطوسي : محمّـد بن الحسن (ت ٤٦٠ هـ) ، منشورات الرضي ، قم ، إيران.

٦١ ـ الفوائد الرجالية ، للسيّد بحر العلوم ، مطبعة آفتاب طهران ، إيران ، ١٣٦٣ ش.

٦٢ ـ الكامل للمبرّد ، لأبي العبّاس عمر بن يزيد البصري (ت ٢٨٥ هـ) ، دار العهد الجديد ، القاهرة ، مصر.

٦٣ ـ كتاب الأموال ، لأبي عبيدة القاسم بن سلام (ت ٢٢٤ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان ١٩٨٨ م.

٦٤ ـ كشف اللثام ، للفاضل الهندي بهاء الدين محمّـد بن الحسن الاصفهاني ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم ، إيران ١٤١٦ هـ.

٦٥ ـ كنز العمال ، للفاضل المتّقي الهندي (ت ٩٧٥ هـ) ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، لبنان ١٩٨٩ م.

٦٦ ـ الكنى والألقاب ، لعبّاس القمّي ، ط صيدا ، لبنان ، قم ، إيران والنجف ، العراق.

٦٧ ـ لسان الميزان ، لابن حجر (ت ٨٥٢ هـ) ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ، لبنان ١٣٩٠ هـ.

٦٨ ـ مجمع الزوائد ، للهيثمي (ت ٨٠٧ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ١٤٠٨ هـ.

٦٩ ـ مجمع الفائدة ، للمحقّق الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ) ، جامعة المدرّسين ، قم ، إيران.

٧٠ ـ المجموع ، لمحيي الدين النووي (ت ٦٧٦ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٧١ ـ المحلّى ، لابن حزم (ت ٤٥٦ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٩٧

٧٢ ـ محمّـد المثل الكامل ، للاستاد محمّـد جاد المولى بك ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ١٩٣١ م.

٧٣ ـ مدارك الأحكام ، للعاملي : محمّـد بن علي (ت ١٠٠٩ هـ) ، طبعة حجرية ١٢٦٨ هـ.

٧٤ ـ مرآة الجنان ، لليافعي عبـد الله بن سعد اليمني المكّي (ت ٧٦٨ هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، لبنان ١٩٧٠ م.

٧٥ ـ المراجعات ، لشرف الدين عبـد الحسين (ت ١٣٧٧ هـ) ، ط بيروت وطبعات اُخرى.

٧٦ ـ مروج الذهب ، للمسعودي : عليّ بن الحسين (ت ٣٣٣ هـ) ، تحقيق : محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ، ط ١ ، القاهرة ، مصر.

٧٧ ـ المستدرك ، للحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ) ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان.

٧٨ ـ المسند ، لأحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) ، دار صادر ، بيروت ، لبنان.

٧٩ ـ مشاكلة الناس لزمانهم ، لابن واضح أحمد بن إسحاق اليعقوبي المؤرخ ، تحقيق وليم مِلوَرد ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ، لبنان ١٩٨٠ م.

٨٠ ـ المناظرات في الإمامة ، لعبد الله بن الحسن ، ط ١ ، أنوار الهدى ، قم ، إيران ١٤١٥ هـ.

٨١ ـ مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب المازندراني (ت ٥٨٨ هـ) ، المطبعة العلمية ، قم ، إيران.

٨٢ ـ مناقب الخوارزمي ، لأبي المؤيّد ، ط تبريز ، وطبعة مؤسسة النشر الاسلامي ، قم ، إيران ١٤١٤ هـ.

٨٣ ـ منتهى المقال ، لمحمّـد بن إسماعيل المازندراني (ت ١٢١٦ هـ) ، تحقيق مؤسّسة آل البيت ، مطبعة ستارة ، قم ، إيران.

٨٤ ـ منهاج السنّة ، ابن تيميّة أحمد بن عبـد الحليم ، ط مصر وطبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان.

٨٥ ـ ميزان الاعتدال ، للحافظ : شمس الدين الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) ، دار

٩٨

المعرفة ، بيروت.

٨٦ ـ النثر الفنّي ، للدكتور زكي مبارك ، القاهرة ، مصر ١٩٣٤ م و ١٩٥٧ م.

٨٧ ـ نسمة السحر ، ليوسف بن يحيى الصنعاني (ت ١١٢١ هـ) ، دار المؤرّخ العربي بيروت ، لبنان ١٩٩٩ م.

٨٨ ـ نظرات في الكتب الخالدة ، لحامد حنفي داود ، ط ١ ، مطبعة النجاح القاهرة ، مصر ١٣٩٩ هـ.

٨٩ ـ نظم درر السمطين ، محمّـد بن يوسف الزرندي (ت ٧٤٧ هـ) ، مخزن الاميني ، النجف ، العراق ١٩٥٨ م.

٩٠ ـ نهج البلاغة ، تحقيق محمّـد عبده ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان.

٩١ ـ نهج السعادة ، لمحمّـد باقر المحمودي ، دار التعارف ، بيروت ، لبنان ١٩٧٦ م. وطبعات أخرى ١٩٦٦ و ١٩٧٧ م.

٩٢ ـ الوافي بالوفيات ، للصفدي : صلاح الدين (ت ٧٦٤ هـ) ، تحقيق هلموث ، ١٩٦٢ م وط ١٩٧٤ م.

٩٣ ـ وسائل الشيعة ، للحرّ العاملي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ١٩٨٢ م.

٩٤ ـ وضوء النبي عليه‌السلام ، للسيِّد علي الشهرستاني ، قم ، إيران ١٤١٥ هـ.

٩٥ ـ وفيات الأعيان ، لابن خلّكان أحمد بن محمّـد (ت ٦٨١ هـ) ، منشورات الشريف الرضي ، قم ، إيران ١٣٦٤ هـ. ش.

٩٦ ـ وقعة صفّين ، لنصر بن مزاحم المنقري (ت ٢١٢ هـ) ، تحقيق عبـد السلام هارون ، المؤسّسة العربية الحديثة ، القاهرة ، مصر ١٣٨٢ هـ.

٩٧ ـ ينابيع المودّة ، للقندوزي (ت ١٢٩٤ هـ) ، دار الأسوة ، قم ، إيران ١٤١٦ هـ.

 

٩٩

تاريخ النظرية الرجالية

في المدرسة الإمامية

(٢)

السـيّد زهير الأعرجي

تعرضنا سابقاً إلى تاريخ النظرية الرجالية ، وتطورها في المدرسة الإمامية ، حتّى زمن الشيخ الطوسي قدس‌سره ونستأنف البحث ..

الأُصول الرجالية الرئيسية الأربعة :

وهي الكتب الرئيسية التي يعوّل عليها في علم الرجال اليوم ، وهي : اختيار الرجال رجال الكشّي ، ورجال الطوسي (الأبواب) ، وفهرس الطوسي ، ورجال النجاشي.

١ ـ رجال الكشّي «اختيار معرفة الرجال» :

وهذا الكتاب عبارة عن نسخة منقّحة لكتاب رجال الكشي المعروف بـ : معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين عليهم‌السلام لأبي عمرو محمّـد بن عمر ابن عبـد العزيز الكشّي (ت ٣٢٨ هـ). أملاه الشيخ الطوسي على تلاميذه في المشهد الغروي بالنجف سنة ٤٥٦ هـ(١) ، كما ألمحنا إلى ذلك سابقاً.

__________________

(١) فرج المهموم: ١٣٠.

           

١٠٠