من أهل الديانة ؛ وحينئذ لا بدّ أن يفسّر القدرة بما كان ملزوما للحدوث بأن يقال : هي كونه تعالى بحيث يصدر عنه العالم بالعلم والمشيّة في الوقت الذي يمكن صدوره فيه من دون تخلّف ؛ وبتقرير آخر : هو كونه بحيث يتبع فعله علمه في الوقت الذي يصلح للتبعية وأمثال ذلك.
[في عموم قدرته تعالى]
اتّفق الفلاسفة والملّيّون على عموم قدرته سبحانه وهذا العنوان وإن كان مجمعا عليه إلّا أنّه وقع التنازع في المقصود منه :
فقيل : المراد منه أنّ قدرته تعالى شاملة لجميع الممكنات الموجودة ؛ أي جميع الموجودات مستندة إلى إرادته وقدرته بلا واسطة غيره.
وقيل : المراد به أنّ جميع الموجودات مستندة إلى قدرته سواء كان بلا واسطة أو بواسطة.
وقيل : المراد به أنّ ما هو ممكن بالإمكان الذاتي مقدور له تعالى ؛ أي أنّه تعالى يقدر على إيجاده بلا واسطة أو بواسطة ؛ فجميع الممكنات الموجودة مستندة إليه تعالى بلا واسطة أو بواسطة ؛ وجميع الممكنات المعدومة ـ أي ما هو ممكن في حاقّ الواقع ومتن نفس الأمر سواء وجد في وقت أو لم يوجد أصلا لأجل مصلحة ـ مقدور له تعالى بواسطة أو بدونها ويمكن له تعالى أن يوجده بالنظر إلى ذاته وإن لم يمكن بالنظر إلى أمر خارج من مصلحة راجعة إلى النظام الكلّي.
وقيل : المراد به أنّه تعالى يقدر على إيجاد كلّ ممكن ذاتي موجود أو معدوم بلا واسطة غيره بالنظر إلى ذاته ، مثلا يقدر على إيجاد حركة / B ١٣٩ / زيد بلا واسطة زيد وعلى إيجاد ممكن ذاتي لم يوجد ولا يوجد قطّ كذلك ؛ فالممكنات