الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥٩

(قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) ذلك الذي عاهدتنى عليه قائم بينى وبينك.

(أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ) أي مدة من المدتين أقضيهما فى العمل.

(فَلا عُدْوانَ عَلَيَ) أكون وفيتك عهدك فلا أطالب بزيادة عليها.

(وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) والله شاهد على ما نقول.

٢٩ ـ (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) :

(فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ) المدة المشروطة.

(وَسارَ بِأَهْلِهِ) وعاد بزوجته الى مصر.

(آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً) أبصر من ناحية جبل الطور نارا.

(قالَ لِأَهْلِهِ) لمن معه.

(امْكُثُوا) ابقوا هنا.

(إِنِّي آنَسْتُ ناراً) انى رأيت نارا.

(بِخَبَرٍ) عن الطريق.

(أَوْ جَذْوَةٍ) أو بجذوة من النار.

(لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) تستدفئون بها.

٣٠ ـ (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) :

(فَلَمَّا أَتاها) فلما جاء موسى الى النار التي أبصرها.

(مِنْ) الأولى والثانية لابتداء الغاية ، أي أتاه النداء من شاطئ. الوادي الأيمن من قبل الشجرة.

٤٨١

(مِنَ الشَّجَرَةِ) بدل من قوله (مِنْ شاطِئِ الْوادِ) بدل اشتمال ، لأن الشجرة كانت نابتة على الشاطئ.

٣١ ـ (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ) :

(وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) ونودى أن ألق عصاك.

(كَأَنَّها جَانٌ) كأنها حية تسعى.

(وَلَّى) ذهب.

(مُدْبِراً) على عقبه.

(وَلَمْ يُعَقِّبْ) لم يرجع.

٣٢ ـ (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) :

(اسْلُكْ) أدخل.

(فِي جَيْبِكَ) فى طوق ثوبك.

(بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) بياضا لا من عيب ولا من مرض.

(وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ) واضمم يدك الى جانبك.

(مِنَ الرَّهْبِ) فى ثبات لا خوف معه.

(فَذانِكَ بُرْهانانِ) فهاتان معجزتان.

٣٣ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) :

(أَنْ يَقْتُلُونِ) قصاصا.

٣٤ ـ (وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) :

٤٨٢

(رِدْءاً) عونا.

٣٥ ـ (قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ) :

(قالَ) الله سبحانه وتعالى.

(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ) سنقويك.

(سُلْطاناً) حجة وبرهانا.

(فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) بالأذى.

(بِآياتِنا) أي تمتنعان منه بآياتنا وتأييدنا.

٣٦ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) :

(بِآياتِنا بَيِّناتٍ) بمعجزاتنا واضحة.

(مُفْتَرىً) تفتريه على الله.

٣٧ ـ (وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) :

(بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ) أي ربى يعلم أنه هو الذي أرسلنى بالهدى والإرشاد.

(وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) ويعلم لمن تكون له العاقبة الحميدة.

٣٨ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ) :

(صَرْحاً) بنيانا عاليا.

(أَطَّلِعُ) أصعد.

٤٨٣

٣٩ ـ (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ) :

(وَاسْتَكْبَرَ) تعالى وطغى.

٤٠ ـ (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) :

(فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ) فطرحناهم فى البحر.

٤١ ـ (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) :

(أَئِمَّةً) دعاة يتزعمون الدعوة الى الكفر المفضى الى النار.

٤٢ ـ (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) :

(مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) من الممقوتين.

٤٣ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) :

(بَصائِرَ) نورا.

٤٤ ـ (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ) :

(بِجانِبِ الْغَرْبِيِ) فى المكان الغربي من الجبل حين عهد اليه بأمر الرسالة.

(مِنَ الشَّاهِدِينَ) من الحاضرين هذا.

٤٥ ـ (وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) :

(وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً) من بعد موسى.

٤٨٤

(فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) حتى نسوا ذكر الله ، أي عهده وأمره.

(وَما كُنْتَ ثاوِياً) مقيما.

(وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) أي أرسلناك فى أهل مكة وآتيناك كتابا فيه هذه الأخبار ، ولو لا ذلك ما علمتها.

٤٦ ـ (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) :

(إِذْ نادَيْنا) حين نادى الله موسى واصطفاه لرسالته.

(وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) ولكن الله أعلمك بهذا من طريق الوحى رحمة بك وبأمتك.

(لِتُنْذِرَ قَوْماً) لتبلغه قوما.

(ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) لم يأتهم رسول من قبلك.

٤٧ ـ (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) :

(لَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ) لو لا ، امتناعية ، وجوابها محذوف.

(بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الكفر والمعاصي.

(لَوْ لا) هلا.

(أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) لما بعثنا الرسل.

٤٨ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) :

(سِحْرانِ تَظاهَرا) أي موسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعاونا على السحر.

٤٩ ـ (قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(هُوَ أَهْدى) أحسن منهما هداية.

٤٨٥

٥٠ ـ (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :

(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) فان لم يستجيبوا دعاءك الى الإتيان بالكتاب الأهدى.

٥١ ـ (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) :

(وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) أنزلنا القرآن عليهم متواصلا ، بعضه اثر بعض حسبما تقضيه الحكمة.

٥٢ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) :

(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) الذين أنزلنا لهم التوراة والإنجيل.

(مِنْ قَبْلِهِ) من قبل نزول القرآن.

(هُمْ بِهِ) بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكتابه.

٥٣ ـ (وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) :

(وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ) القرآن.

(إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) فإسلامنا سابق على تلاوته.

٥٤ ـ (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) :

(يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ) يعطون ثوابهم مضاعفا.

(بِما صَبَرُوا) بصبرهم على ما لحقهم من أذى فى سبيل الايمان.

(وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) ويقابلون السيئة بالعفو والإحسان.

٥٥ ـ (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) :

٤٨٦

(وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ) الباطل.

(أَعْرَضُوا عَنْهُ) انصرفوا عنه.

(سَلامٌ عَلَيْكُمْ) ونحن نترككم وشأنكم.

(لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) لا نريد صحبة الجاهلين.

٥٦ ـ (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) :

(مَنْ أَحْبَبْتَ) من تحرص على هدايته.

(وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) من ستنفعه هدايتك.

٥٧ ـ (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) :

(إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى) أي ان اتبعناك على دينك.

(نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا) أخرجنا العرب من بلدنا وغلبونا على سلطاننا.

(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً) ثبت الله أقدامهم ببلدهم ، وجعله حرما يأمنون فيه.

(يُجْبى إِلَيْهِ) يحمل اليه.

(رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) رزقا يسوقه الله إليهم.

٥٨ ـ (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ) :

(بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) اغتروا بنعمة الله ثم كفروا بها.

(إِلَّا قَلِيلاً) الا فترات عابرة.

٤٨٧

٥٩ ـ (وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ) :

(مُهْلِكَ الْقُرى) الكافر أهلها.

(فِي أُمِّها) أي فى القرية التي هى أمها ، أي أصلها وقصبتها.

(رَسُولاً) لإلزام الحجة وقطع المعذرة.

٦٠ ـ (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ) :

(مِنْ شَيْءٍ) رزقتموه.

(فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها) فهو متاع محدود الى أمد قريب.

(وَما عِنْدَ اللهِ) من ثواب فى الآخرة.

٦١ ـ (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) :

(فَهُوَ لاقِيهِ) فهو مدركه كما وعده الله.

(مِنَ الْمُحْضَرِينَ) للحساب.

٦٢ ـ (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) :

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) يوم البعث والحساب.

٦٣ ـ (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) :

(حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) وجب عليهم غضب الله.

(الَّذِينَ أَغْوَيْنا) زينا لهم الشرك.

(كَما غَوَيْنا) كما ضللنا.

(تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ) منهم.

٤٨٨

٦٤ ـ (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) :

(شُرَكاءَكُمْ) الذين أشركوهم مع الله.

(لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) وتمنوا لو أنهم كانوا فى دنياهم مؤمنين مهتدين لما حاق بهم ذلك العذاب.

٦٥ ـ (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) :

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) أي واذكر أيها الرسول يوم ينادى المشركون من الله تعالى نداء توبيخ.

(ما ذا أَجَبْتُمُ) أي بما ذا أجبتم.

٦٦ ـ (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) :

(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) فصارت الأخبار غائبة عنهم لا يهتدون إليها.

(يَوْمَئِذٍ) يوم البعث والحساب.

(فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) لا يرجع بعضهم الى بعض فى ذلك حصرا وعيا.

٦٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) :

(مَنْ تابَ) من الشرك.

٦٨ ـ (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) :

(يَخْلُقُ ما يَشاءُ) بقدرته.

(وَيَخْتارُ) بحكمته من يشاء للرسالة.

(ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) وليس من حقهم أن يختاروا على الله ما يشاءون من أديان باطلة.

٤٨٩

(سُبْحانَ اللهِ) تنزه الله.

(وَتَعالى) وتسامى.

(عَمَّا يُشْرِكُونَ) عما يزعمون له من شركاء.

٦٩ ـ (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) :

(ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) ما تخفيه من عداوتهم لك.

(وَما يُعْلِنُونَ) من الجهر بالطعن فى دعوتك.

٧٠ ـ (وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) :

(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) يستحق الألوهية.

(لَهُ الْحَمْدُ) من عباده.

(فِي الْأُولى) فى الدنيا على انعامه.

(وَالْآخِرَةِ) على عدله ومثوبته.

(وَلَهُ الْحُكْمُ) وهو وحده صاحب الحكم والفضل بين عباده.

(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) واليه المرجع والمصير.

٧١ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ) :

(سَرْمَداً) متتابعا دون النهار الى يوم القيامة.

٧٢ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ) :

(سَرْمَداً) متتابعا دون الليل إلى يوم القيامة.

٤٩٠

٧٣ ـ (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) :

(جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) متعاقبين.

(لِتَسْكُنُوا فِيهِ) أي فى الليل.

(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) نهارا.

٧٤ ـ (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) :

(وَيَوْمَ) واذكر يوم.

(يُنادِيهِمْ) ينادى المشركون من جانب الله.

(أَيْنَ شُرَكائِيَ) من زعمتم أنهم شركاء لى.

٧٥ ـ (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) :

(وَنَزَعْنا) وأخرجنا يوم القيامة.

(شَهِيداً) هو نبيها يشهد عليها بما كان منها فى الدنيا.

(هاتُوا بُرْهانَكُمْ) حجتكم فيما كنتم عليه من الشرك والمعصية.

(ما كانُوا يَفْتَرُونَ) على الله.

٧٦ ـ (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) :

(فَبَغى عَلَيْهِمْ) فتكبر غرورا.

(لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) بحيث يثقل حملها على الجماعة الأقوياء.

(لا تَفْرَحْ) لا يفتنك الفرح.

٤٩١

(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) المغرورين المفتونين.

٧٧ ـ (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) :

(وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ) واجعل نصيبا مما أعطى لك الله من الغنى فى سبيل الله والعمل للدار الأخيرة.

(وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) ولا تفسد فى الأرض فتجاوز الحدود.

٧٨ ـ (قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) :

(عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) يعنى علم التوراة.

(مِنَ الْقُرُونِ) الأمم الخالية الكافرة.

(وَأَكْثَرُ جَمْعاً) للمال.

(وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) أي لا يسألون سؤال استعتاب ، وانما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ.

٧٩ ـ (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) :

(يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) متاعها.

٨٠ ـ (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ) :

(ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ) يعنى الجنة بنعيمها.

٤٩٢

(وَلا يُلَقَّاها) ولا يتقبل تلك النصيحة.

(إِلَّا الصَّابِرُونَ) من يجاهدون أنفسهم ويصبرون على الطاعة.

٨١ ـ (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) :

(مِنْ فِئَةٍ) جماعة.

(يَنْصُرُونَهُ) يمنعون عنه عذاب الله.

(وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) ولم يكن يستطيع أن ينتصر لنفسه.

٨٢ ـ (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) :

(تَمَنَّوْا مَكانَهُ) منزلته من الدنيا.

(وَيْكَأَنَ) كلمة تفجع.

(يَبْسُطُ الرِّزْقَ) يوسعه.

(وَيَقْدِرُ) ويضيقه.

(لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) أحسن إلينا بالهداية.

٨٣ ـ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) :

(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) أي الجنة.

(عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) تسلطا فى الحياة الدنيا.

(وَلا فَساداً) ولا إفسادا.

٤٩٣

٨٤ ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) أي وعمل صالحا.

(فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) جزاء مضاعفا.

(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) الكفر والمعصية.

(إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) الا بمثل ما عملوا من سوء.

٨٥ ـ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أنزل القرآن وفرض عليك تبليغه.

(لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) الى موعد لا محالة منه وهو يوم القيامة.

(مَنْ جاءَ بِالْهُدى) من منحه الله الهداية والرشاد.

(وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ومن هو واقع فى الضلال.

(مُبِينٍ) يدركه كل عاقل سليم الإدراك.

٨٦ ـ (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) :

(أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ) أن ينزل عليك القرآن.

(إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) ولكن الله أنزله عليك من عنده رحمة بك وبأمتك.

(ظَهِيراً) عونا للكافرين على ما يريدون.

٨٧ ـ (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) :

٤٩٤

(وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ) ولا يصرفك الكافرون عن تبليغ آيات الله والعمل بها.

(بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ) بعد أن نزل بها الوحى عليك من الله وأصبحت رسالتك.

(وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) وثابر على الدعوة الى دين الله.

(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ولا تكن أنت ولا من اتبعك من أنصار المشركين باعانتهم على ما يريدون.

٨٨ ـ (وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) :

(إِلهاً آخَرَ) إلها سواه.

(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ليس هناك إله يعد إلها بحق غيره.

(هالِكٌ) كل ما عدا الله هالك وفان.

(إِلَّا وَجْهَهُ) والخالد انما هو الله.

(لَهُ الْحُكْمُ) له القضاء النافذ فى الدنيا والآخرة.

(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) واليه لا محالة يصير الخلق أجمعين.

٤٩٥

(٢٩)

سورة العنكبوت

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (الم) :

حروف صوتية سيقت لبيان أن هذا القرآن المعجز من هذه الحروف التي يحسنون نطقها.

٢ ـ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) :

(أَحَسِبَ) أظن.

(أَنْ يُتْرَكُوا) أنهم يتركون وشأنهم.

(أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا) أي ينطقون بالشهادتين.

(وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) أي : أحسب الذين أجروا كلمة الشهادة على ألسنتهم وأظهروا القول بالإيمان أنهم يتركون بذلك غير ممتحنين.

٣ ـ (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) :

(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي اختبرنا الأمم السابقة بالتكاليف وألوان النعم والمحن.

٤ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) :

(أَنْ يَسْبِقُونا) فى فرارهم من عذاب الله وعقابه.

(ساءَ ما يَحْكُمُونَ) بئس حكمهم هذا.

٤٩٦

٥ ـ (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) :

(مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ) أي يؤمن بالبعث ويرجو ثواب الله.

(السَّمِيعُ) لأقوال العباد.

(الْعَلِيمُ) بأفعالهم.

٦ ـ (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) :

(وَمَنْ جاهَدَ) نفسه فى منعها ما تأمر به وحملها على ما تأباه.

وقيل : من جاهد فى الدين.

(فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) لأن منفعة ذلك راجعة إليها.

٧ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي أساءوا فى بعض أعمالهم ، وسيئاتهم مغمورة بحسناتهم.

(لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) أي يسقط عقابها بثواب الحسنات.

(أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) أحسن جزاء لأعمالهم.

٨ ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(حُسْناً) وصيناه بإيتاء والديه حسنا ، أي فعلا ذا حسن.

(ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أي لا علم لك بإلهيته. والمراد بنفي العلم نفى المعلوم.

(فَلا تُطِعْهُما) فى الشرك إذا حملاك عليه.

٩ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) :

٤٩٧

(فِي الصَّالِحِينَ) فى جملتهم.

١٠ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) :

(آمَنَّا بِاللهِ) بألسنتهم.

(أُوذِيَ فِي اللهِ) مسه أذى فى سبيل الدعوة.

(فِتْنَةَ النَّاسِ) أذاهم ، يعنى الكفار.

(كَعَذابِ اللهِ) فى الآخرة فارتد عن إيمانه ، وقيل : جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله ، ولا يصبر على الأذية فى الله.

(وَلَئِنْ جاءَ) المؤمنين.

(لَيَقُولُنَ) هؤلاء المرتدون.

١١ ـ (وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ) :

(وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ) الذين أظهروا الايمان وأبطنوا الكفر.

١٢ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) :

(سَبِيلَنا) ديننا.

(وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) أي ان تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم.

١٣ ـ (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) :

(أَثْقالَهُمْ) أوزارهم.

(يَفْتَرُونَ) أي يختلقون من الأكاذيب والأباطيل.

١٤ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ) :

٤٩٨

(وَهُمْ ظالِمُونَ) بظلمهم وتكذيبهم نوحا.

١٥ ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ) :

(وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) من آمنوا به وركبوا معه.

(وَجَعَلْناها) أي السفينة ، أو الحادثة والقصة.

(آيَةً) عظة.

١٦ ـ (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) :

(وَإِبْراهِيمَ) أي واذكر إبراهيم ، أو هو معطوف على قوله (نُوحاً) قبل.

(إِذْ قالَ) بدل اشتمال ، لأن الأحيان تشتمل على ما فيها أو هى ظرف لقوله (أَرْسَلْنا) يعنى : أرسلناه حين بلغ أن يعظ قومه.

(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي ان كان فيكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم.

١٧ ـ (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) :

(وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) باطلا حين تسمون الأوثان آلهة.

١٨ ـ (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) :

(الْمُبِينُ) الذي زال معه الشك.

١٩ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) :

(ثُمَّ يُعِيدُهُ) بالبعث.

٤٩٩

٢٠ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) بالبعث.

٢١ ـ (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) :

(تُقْلَبُونَ) أي اليه المنقلب والمرجع.

٢٢ ـ (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) :

(بِمُعْجِزِينَ) ربكم ، أي لا تفوتونه ان هربتم من حكمه وقضائه.

(فِي الْأَرْضِ) الفسيحة.

(وَلا فِي السَّماءِ) التي هى أفسح وأبسط لو كنتم فيها.

٢٣ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(بِآياتِ اللهِ) بدلائله على وحدانيته وكتبه ومعجزاته ولقائه والبعث.

(مِنْ رَحْمَتِي) يوم القيامة.

٢٤ ـ (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) :

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) حين دعاهم الى الله تعالى.

٢٥ ـ (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) :

(مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) أي جعلتم الأوثان تتحابون عليها وعلى عبادتها فى الحياة الدنيا.

٢٦ ـ (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

٥٠٠