الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥٩

(ما ذا يَرْجِعُونَ) ما ذا يكون جوابهم.

٢٩ ـ (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ) :

(يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) تخاطب أشراف قومها وسادتهم.

(إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَ) طرح بين يدى.

(كَرِيمٌ) عظيم الشأن.

٣٠ ـ (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) :

(وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أي مفتتح باسم الله الذي يفيض برحمته على جميع خلقه.

٣١ ـ (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) :

(أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) أي لا تأخذكم العزة وتتعالوا على.

(وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) أي أذعنوا لى وانقادوا.

٣٢ ـ (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) :

(أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) أي أشيروا على فى أمرى هذا.

(ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً) ما كنت لأبت فى شىء.

(حَتَّى تَشْهَدُونِ) حتى تكونوا حضوره فلا يمضى دون علمكم.

٣٣ ـ (قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ) :

(وَأُولُوا بَأْسٍ) نجدة وشجاعة.

(وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ) وأنت صاحبة الرأى.

(فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ) فتدبرى ما أنت آمرة به.

٣٤ ـ (قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) :

(وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً) وأذلوا من هم أعزاء فيها بسلبهم إياهم ما هم فيه من عز وجاه.

٤٦١

(وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) وهذا شأنهم.

٣٥ ـ (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) :

(فَناظِرَةٌ) فمنتظرة.

(بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) بما يعود به إلىّ من حملتهم الهدية إليهم.

٣٦ ـ (فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) :

(فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ) أي : فلما جاء الرسول سليمان بالهدية.

(قالَ) القائل سليمان.

(أَتُمِدُّونَنِ) أتعطونني.

(تَفْرَحُونَ) لا مثلى لأنكم لا تعلمون إلا ما يتعلق بالدنيا.

٣٧ ـ (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ) :

(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ) أمر من سليمان للرسول حامل الهدية.

(فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ) فو الله لنسوقن إليهم.

(لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) لا طاقة لهم بها.

(وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها) أي من أرضهم.

(وَهُمْ صاغِرُونَ) أذلاء.

٣٨ ـ (قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) :

(قالَ) القائل سليمان.

(يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا) يخاطب من بين يديه ممن سخرهم الله له من الإنس والجن.

(يَأْتِينِي بِعَرْشِها) يجيئنى بسرير ملكها وهى عليه.

(مُسْلِمِينَ) خاضعين : يعنى بلقيس وقومها.

٣٩ ـ (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) :

٤٦٢

(عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ) مارد من الجن.

(بِهِ) بالعرش وبلقيس فوقه.

(لَقَوِيٌ) على حمله.

(أَمِينٌ) على أن أجيئك به سالما.

٤٠ ـ (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) :

(عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) أي آتاه الله علما من لدنه.

(قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) قبل أن تطرف عينك.

(فَلَمَّا رَآهُ) أي فلما رأى سليمان العرش.

(مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ) ثابتا بين يديه.

(لِيَبْلُوَنِي) ليختبرنى.

(أَأَشْكُرُ) هذه النعمة.

(أَمْ أَكْفُرُ) أم لا أودى حقها.

(فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) فإنما يحط عن نفسه عبء الواجب.

(وَمَنْ كَفَرَ) ومن يترك الشكر على النعمة.

(غَنِيٌ) عن الشكر.

(كَرِيمٌ) بالإنعام.

٤١ ـ (قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) :

(قالَ) القائل سليمان.

(نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) غيروا فيه بعض التغيير.

(نَنْظُرْ) جواب الأمر.

(أَتَهْتَدِي) أتعرفه.

(لا يَهْتَدُونَ) لا يعرفون.

٤٦٣

٤٢ ـ (فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) :

(فَلَمَّا جاءَتْ) فلما حضرته وشهدته بهذا التغيير.

(قِيلَ) لها.

(كَأَنَّهُ هُوَ) أي يقرب أن يكون هو.

(وَأُوتِينَا الْعِلْمَ) القائل سليمان ، أي وأوتينا العلم بقدرة الله على ما يشاء من قبل هذه المرة. أو أوتينا العلم بإسلامها ومجيئها طائعة من قبل مجيئها.

وقيل : هذا من قول بلقيس ، أي أوتينا العلم بصحة نبوة سليمان من قبل هذه الآية فى العرش.

(وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) منقادين لله مخلصين العبادة له.

٤٣ ـ (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ) :

(إِنَّها) وقرئ : أنها ، بالفتح على أنه بدل من فاعل (صَدَّها) ، وبمعنى لأنها.

٤٤ ـ (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(الصَّرْحَ) قصر سليمان ، وكان صحنه من زجاج تحته ماء.

(حَسِبَتْهُ لُجَّةً) أي ماء.

(مُمَرَّدٌ) مملس.

(مِنْ قَوارِيرَ) من زجاج.

(ظَلَمْتُ نَفْسِي) باغترارى بملكي وكفرى.

(وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) وأذعنت فى صحبة سليمان مؤمنة بالله تعالى.

٤٥ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) :

٤٦٤

(فَرِيقانِ) فريق مؤمن وفريق كافر.

(يَخْتَصِمُونَ) يحاج كل فريق صاحبه.

٤٦ ـ (قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) :

(لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) أي بالعذاب قبل الرحمة. والمعنى : لم تؤخرون الايمان الذي يجلب إليكم الثواب وتقدمون الكفر الذي يوجب العذاب.

وقيل : لم تفعلون ما تستعجلون به العقاب ، لا أنهم التمسوا تعجيل العذاب.

(لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ) أي هلا تتوبون الى الله من الشرك.

(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) أي لكى ترحموا.

٤٧ ـ (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) :

(اطَّيَّرْنا بِكَ) تشاءمنا بك.

(قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ) أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله.

(تُفْتَنُونَ) تختبرون ، أو تعذبون.

٤٨ ـ (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) :

(فِي الْمَدِينَةِ) الحجر.

(تِسْعَةُ رَهْطٍ) تسعة أنفس.

٤٩ ـ (قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) :

٤٦٥

(تَقاسَمُوا بِاللهِ) أي قال بعضهم لبعض احلفوا.

أو قالوا متقاسمين بالله.

(لَنُبَيِّتَنَّهُ) لنباغتنه ليلا.

(لِوَلِيِّهِ) أي لرهط صالح الذي له ولاية الدم.

(ما شَهِدْنا) ما حضرنا ولا ندرى من قتله وقتل أهله.

(وَإِنَّا لَصادِقُونَ) فى إنكارنا قتله.

٥٠ ـ (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) :

(وَمَكَرُوا مَكْراً) ما دبروه بينهم لقتله وأهله.

(وَمَكَرْنا مَكْراً) يعنى مجازاتنا لهم على ما دبروه.

٥١ ـ (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) :

(أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) أنا أهلكناهم.

٥٢ ـ (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) :

(خاوِيَةً) خالية من أهلها ليس بها ساكن.

٥٣ ـ (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) :

(الَّذِينَ آمَنُوا) بصالح.

(وَكانُوا يَتَّقُونَ) يخشون عذاب الله.

٥٤ ـ (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) :

(وَلُوطاً) أي وأرسلنا لوطا ، أو واذكر لوطا.

(لِقَوْمِهِ) وهم أهل سدوم.

(الْفاحِشَةَ) الفعلة الشنيعة القبيحة.

(وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) أنها فاحشة.

٤٦٦

٥٥ ـ (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) :

(تَجْهَلُونَ) تفعلون فعل الجهلاء.

٥٦ ـ (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) :

(يَتَطَهَّرُونَ) على سبيل الاستهزاء ، أي يتنزهون عن أن يفعلوا ما نفعل.

٥٧ ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) :

(مِنَ الْغابِرِينَ) من الباقين حتى تهلك بالعذاب مع الكافرين.

٥٨ ـ (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) :

(الْمُنْذَرِينَ) أي من أنذر فلم يقبل الانذار.

٥٩ ـ (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) :

(قُلِ) الخطاب للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ) أنى أحمد الله وأثنى عليه وحده.

(وَسَلامٌ) أي واسأل الله سلاما لعباده.

(الَّذِينَ اصْطَفى) الذين اختارهم لأداء رسالته.

(آللهُ) وقل أيها الرسول للمشركين : هل توحيد الله خير لمن آمن أم عبادة الأصنام التي أشركتم بها ، وهى لا تملك ضرا ولا نفعا.

٦٠ ـ (أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) :

(يَعْدِلُونَ) عن الحق.

٤٦٧

٦١ ـ (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) :

(جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) مهدها لكم تستقرون عليها.

(وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ) جبالا.

(بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ) العذب والملح.

(حاجِزاً) فلا يمتزجان.

٦٢ ـ (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) :

(الْمُضْطَرَّ) المعوز الذي لا يجد مفزعا اليه غير الله.

(وَيَكْشِفُ السُّوءَ) ويرفع الضر عمن أصابه ضر.

(وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ) لمن كانوا قبلكم ترثون الأرض جيلا بعد جيل.

(قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) قل أن تتعظوا وتعتبروا.

٦٣ ـ (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) :

(بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) مبشرة بمطر هو من رحمة الله.

(تَعالَى اللهُ) تنزه.

(عَمَّا يُشْرِكُونَ) عما يشركونه معه من آلهة أخرى.

٦٤ ـ (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) الأول.

(ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد فناء.

(مِنَ السَّماءِ) مطرا.

٤٦٨

(وَالْأَرْضِ) نباتا.

٦٥ ـ (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) :

(الْغَيْبَ) ما استأثر الله بعلمه.

(وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ولا يعلمون متى النشور ، فهو غيب.

٦٦ ـ (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) :

(بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) أي تلاحق علمهم فى شأن الآخرة من جهل بها الى شك فيها.

(بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) فى عماية عن إدراكها.

٦٧ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ) :

(تُراباً) بعد تحولنا الى تراب بعد أن نموت.

(لَمُخْرَجُونَ) من قبورنا أحياء.

٦٨ ـ (لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) :

(مِنْ قَبْلُ) على ألسنة الرسل.

(إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أكاذيب السابقين.

٦٩ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) :

(عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) من جحدوا بالرسالات.

٧٠ ـ (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) :

(عَلَيْهِمْ) على من لم يتبعوك أنهم لم يتبعوك.

(فِي ضَيْقٍ) ضائق صدرك.

٤٦٩

(مِمَّا يَمْكُرُونَ) مما يكيدون لك.

٧١ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(هذَا الْوَعْدُ) بالحساب والعذاب.

٧٢ ـ (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) :

(رَدِفَ لَكُمْ) قرب منكم.

(تَسْتَعْجِلُونَ) أي تستعجلونه من العذاب.

٧٣ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) :

(لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) من تأخير العقوبة على المكذبين.

٧٤ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) :

(ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) يعلم ما يخفون فيها.

(وَما يُعْلِنُونَ) علمه بما يعلنونه ويجهرون به.

٧٥ ـ (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) :

(وَما مِنْ غائِبَةٍ) خافية.

(إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) الا وهى مسطورة فى كتاب مفصح ، يعنى اللوح المحفوظ.

٧٦ ـ (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) :

(يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ) يبين لهم.

(أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الكثير مما يختلفون فيه من أحكام.

٧٧ ـ (وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) :

(وَإِنَّهُ) أي القرآن.

٤٧٠

(لَهُدىً) من الزلل باتباع ما فيه.

(وَرَحْمَةٌ) ونجاة من العذاب.

٧٨ ـ (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) :

(يَقْضِي) يفصل ويحكم.

(بِحُكْمِهِ) بعدله.

(وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب فلا يرد قضاؤه.

(الْعَلِيمُ) فلا يلتبس لديه حق بباطل.

٧٩ ـ (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) :

(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) الخطاب للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أي فوض أمرك كله اليه ، وامض فى دعوتك فسوف يؤيدك بنصره.

(إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) الجلى الواضح.

٨٠ ـ (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) :

(لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) من فقدوا الوعى.

(وَلا تُسْمِعُ الصُّمَ) من أصموا آذانهم.

(إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) بتوليهم عنك معرضين.

٨١ ـ (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) :

(بِهادِي الْعُمْيِ) من أطبقوا عيونهم لكيلا يروا الهدى.

(إِنْ تُسْمِعُ) وما أنت بمسمع.

(إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) فأصاخ بأذنيه يستمع لآياتنا.

٤٧١

٨٢ ـ (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) :

(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ) تحقق ما وعد الله به من قيام الساعة.

(أَنَّ النَّاسَ) من كلام الدابة.

(لا يُوقِنُونَ) لا يصدقون بخروجي ، لأن خروجها من الآيات.

٨٣ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) :

(فَوْجاً) طائفة.

(فَهُمْ يُوزَعُونَ) يدفعون ويساقون الى يوم الحساب.

٨٤ ـ (حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(حَتَّى إِذا جاؤُ) وقفوا بين يدى الله للحساب.

(وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً) ولم تتدبروها كاملة وتعوا ما فيها.

(أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) للتبكيت ، وذلك أنهم لم يعملوا إلا التكذيب ، فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا : قد صدقنا بها ، وليس الا التصديق بها أو التكذيب.

٨٥ ـ (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) :

(وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) أي ان العذاب الموعود يغشاهم بسبب ظلمهم ، وهو التكذيب بكتاب الله.

(فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) فيشغلهم هذا عن النطق والاعتذار.

٨٦ ـ (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) :

(مُبْصِراً) أي مبصرا أهله.

٤٧٢

٨٧ ـ (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) :

(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) يوم الصعق.

(فَفَزِعَ) فهلع.

(إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) الا من ثبت الله قلبه.

(وَكُلٌّ أَتَوْهُ) مع النفخة الثانية ، نفخة البعث.

(داخِرِينَ) صاغرين.

٨٨ ـ (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ) :

(جامِدَةً) قارة فى مكانها.

(وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) مرا حثيثا كما يمر السحاب.

(صُنْعَ اللهِ) من المصادر المؤكدة ومؤكده محذوف ، وهو الناصب لقوله (يَوْمَ يُنْفَخُ).

والمعنى : ويوم ينفخ فى الصور وكان كيت وكيت أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمين ، ثم قال : صنع الله. يريد الاثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب.

٨٩ ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) :

(يَوْمَئِذٍ) يوم البعث والنشور للحساب.

٩٠ ـ (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) أي أشرك بالله.

(فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ألقوا على وجوههم منكوسين.

٤٧٣

٩١ ـ (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) :

(هذِهِ الْبَلْدَةِ) يعنى مكة.

(الَّذِي حَرَّمَها) أي جعلها حرما آمنا فلا يسفك فيها دم ولا يظلم فيها أحد ، ولا يصاد فيها صيد ، ولا يعضد فيها شجر.

(وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ) خلقا وملكا.

(مِنَ الْمُسْلِمِينَ) المنقادين لأمره.

٩٢ ـ (وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) :

(فَمَنِ اهْتَدى) باتباعه إياى.

(فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) فمرد هداه اليه ، وله ثوابه.

(وَمَنْ ضَلَ) ولم يتبعنى.

(فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) فلا على ، وما أنا الا رسول منذر.

٩٣ ـ (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) :

(فَتَعْرِفُونَها) فى الآخرة حين لا تنفعهم المعرفة.

(قُلِ) الخطاب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ) على نعمه وعلى ما هدانا.

(سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) فى الآخرة مما يدل على صدق ما أخبركم به.

(فَتَعْرِفُونَها) معاينة.

(وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) بغائب عنه ما كنتم تعملونه.

٤٧٤

(٢٨)

سورة القصص

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (طسم) :

أي ان القرآن المعجز من هذه الحروف التي تتكون منها (طسم).

٢ ـ (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) :

(الْمُبِينِ) الحق من الباطل ، والحلال من الحرام.

٣ ـ (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) :

(نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ) نقص عليك بعض خبرهما.

(بِالْحَقِ) محقين.

(لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أي يصدقون بالقرآن ويعلمون أنه من عند الله.

٤ ـ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) :

(عَلا فِي الْأَرْضِ) قد طغى فى مملكته وجاوز الحد إسرافا وظلما وعسفا.

(وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه.

(يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) هم بنو إسرائيل.

(يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ) لأنه أخبر أن ذهاب ملكه على يد مولود يولد لهم.

(وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) ويستبقيهن.

٤٧٥

٥ ـ (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) :

(أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) أن نتفضل عليهم وننعم.

(أَئِمَّةً) متقدمين فى الدين والدنيا.

(وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) يرثون فرعون وقومه.

٦ ـ (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) :

(ما كانُوا يَحْذَرُونَ) من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود لهم.

٧ ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) :

(فِي الْيَمِ) أي نيل مصر.

٨ ـ (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) :

(خاطِئِينَ) عاصين آثمين ، أو خاطئين فى تربية عدوهم.

٩ ـ (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) :

(قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) مبعث سرور واطمئنان لى ولك.

١٠ ـ (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) :

(فارِغاً) صفرا من العقل.

(لَتُبْدِي بِهِ) لتجهر به ، أي بموسى ، وتفصح عن صلتها به.

(أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) ثبتناها بالصبر.

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) من المصدقين بوعد الله.

٤٧٦

١١ ـ (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) :

(قُصِّيهِ) اتبعى أثره.

(عَنْ جُنُبٍ) عن بعد.

١٢ ـ (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) :

(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ) ومنعناه أن يرضع ثديا ، فكان لا يقبل ثدى مرضع قط.

(مِنْ قَبْلُ) قصصها أثره.

١٣ ـ (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) :

(كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) تتثبت وتستقر.

١٤ ـ (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) :

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) قوى.

(وَاسْتَوى) واعتدل وتم استحكامه ، وبلغ المبلغ الذي لا يزاد عليه.

(حُكْماً) فقها فى الدين.

(وَعِلْماً) ونبوة.

١٥ ـ (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) :

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ) هى منف.

(عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) فى ساعة قد غفل فيها أهلها.

٤٧٧

(فَوَكَزَهُ) فدفعه.

(فَقَضى عَلَيْهِ) فقتله.

(مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) من إغوائه.

١٦ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) :

(ظَلَمْتُ نَفْسِي) بفعلى هذا قد غدوت ظالما.

١٧ ـ (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) :

(بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ) بإنعامك على بالمغفرة.

(فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) أفعل فعلهم.

١٨ ـ (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) :

(يَتَرَقَّبُ) أن يقاد منه.

(اسْتَنْصَرَهُ) استغاث به.

(لَغَوِيٌ) داع الى الغى وهو الباطل.

(مُبِينٌ) ظاهر الغواية.

١٩ ـ (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) :

(أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي) أن يفتك به.

(جَبَّاراً) عاتيا.

٢٠ ـ (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) :

٤٧٨

(الْمَلَأَ) سادة القوم.

(يَأْتَمِرُونَ بِكَ) يتشاورون فى قتلك.

٢١ ـ (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) :

(يَتَرَقَّبُ) حذرا من أن يعرض له أحد أو يلحق به.

٢٢ ـ (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) :

(تِلْقاءَ مَدْيَنَ) قصدها ونحوها. ومدين : قرية شعيب عليه‌السلام.

(سَواءَ السَّبِيلِ) وسطه ومعظم نهجه ، لأن موسى لم يكن يعرف الطريق إليها.

٢٣ ـ (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) :

(ماءَ مَدْيَنَ) ماءهم الذي يستقون منه.

(أُمَّةً) جماعة.

(مِنَ النَّاسِ) من أناس مختلفين.

(مِنْ دُونِهِمُ) فى مكان أسفل من مكانهم.

(تَذُودانِ) تدفعان غنمهما بعيدا عن الماء.

(ما خَطْبُكُما) ما شأنكما.

(حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) حتى يسقى الرعاة.

(وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لا يقوى على أن يستقى لغنمه.

٤٧٩

٢٤ ـ (فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) :

(فَسَقى لَهُما) فسقى غنمهما لأجلهما.

(ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِ) ظل شجرة.

٢٥ ـ (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) :

(عَلَى اسْتِحْياءٍ) مستحيية متخفرة.

٢٦ ـ (قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) :

(اسْتَأْجِرْهُ) اتخذه أجيرا.

٢٧ ـ (قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) :

(أَنْ أُنْكِحَكَ) أن أزوجك.

(عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) على أن يكون مهرها.

(ثَمانِيَ حِجَجٍ) أن تعمل عندى ثمانى سنوات.

(فَمِنْ عِنْدِكَ) تطوعا.

(وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) وما أريد أن ألزمك بأطول الأجلين.

(مِنَ الصَّالِحِينَ) من المحسنين للمعاملة الموفين بالعهد.

٢٨ ـ (قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) :

٤٨٠