الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥٩

(فَالَّذِينَ آمَنُوا) بالله وبرسوله.

(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وقرنوا هذا الإيمان بالعمل الصالح.

٥٧ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) :

(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) بآيات القرآن.

(عَذابٌ مُهِينٌ) معه الهوان والخزي.

٥٨ ـ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) :

(وَالَّذِينَ هاجَرُوا) وتركوا أوطانهم.

(فِي سَبِيلِ اللهِ) لإعلاء شأن دينهم جهادا.

(ثُمَّ قُتِلُوا) فى ميدان الجهاد.

(أَوْ ماتُوا) على فراشهم.

(لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ) ليجزينهم الله.

(وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) والله وحده هو مثيب فيجزل.

٥٩ ـ (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) :

(لَيُدْخِلَنَّهُمْ) الجنة.

(مُدْخَلاً) درجة.

(يَرْضَوْنَهُ) يسعدون به.

(وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ) بأحوالهم فيجزيهم الجزاء الحسن.

(حَلِيمٌ) يتجاوز عن هفواتهم.

٦٠ ـ (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) :

(ذلِكَ) شأننا فى مجازاة الناس لا نظلمهم.

٣٦١

(وَمَنْ عاقَبَ) اقتص.

(بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) بمثل ما اقتص منه لا يزيد.

(ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ) بتمادي الجاني فى الاعتداء عليه بعد ذلك.

(لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) فإن الله ناصره على من اعتدى عليه.

(إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ) كثير العفو والصفح.

(غَفُورٌ) كثير المغفرة.

٦١ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) :

(ذلِكَ) أي النصر هين على الله لأنه قادر على كل شىء.

(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) فهو يداول بين الليل والنهار.

(وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لقول المظلوم.

(بَصِيرٌ) بفعل الظالم فينتقم منه.

٦٢ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) :

(ذلِكَ) أي ذلك النصر للمظلومين.

(بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) مرجعه الى أنه الإله الحق.

(وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) وأن ما يدعونه المشركون آلهة باطل لا حقيقة له.

(وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُ) على ما عداه شأنا.

(الْكَبِيرُ) سلطانا.

٦٣ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) :

(أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم وتعتبر.

٣٦٢

(مُخْضَرَّةً) بعد أن كانت مجدبة.

(لَطِيفٌ) بعباده.

(خَبِيرٌ) بما بينهم.

٦٤ ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) :

(لَهُوَ الْغَنِيُ) عن عباده ، وهم المفتقرون اليه.

(الْحَمِيدُ) الحقيق وحده بالحمد والثناء عليه من جميع خلقه.

٦٥ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) :

(لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) شديد الرأفة والرحمة بعباده فيهيّئ لهم كل سبل الحياة الطيبة لهم.

٦٦ ـ (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) :

(ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) يوم القيامة للحساب والجزاء.

(لَكَفُورٌ) لجحود على الرغم من هذه النعم.

٦٧ ـ (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ) :

(لِكُلِّ أُمَّةٍ) من أصحاب الشرائع السابقة.

(مَنْسَكاً) شريعة خاصة بهم.

(فَلا يُنازِعُنَّكَ) فلا يجوز أن يشتد فى منازعتك فيه هؤلاء المتعبدون بأديانهم السابقة عليك.

(فِي الْأَمْرِ) فى الدعوة الى ربك.

٣٦٣

(وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) حسبما يوحى إليك.

(إِنَّكَ لَعَلى هُدىً) لتسير على هدى من ربك سوىّ.

٦٨ ـ (وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) :

وان أصروا على الاستمرار فى مجادلتك فأعرض عنهم ، وقل لهم الله أعلم بأعمالكم وبما تستحقون عليه من الجزاء.

٦٩ ـ (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) :

(اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) فيما بينى وبينكم.

(فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) معى.

٧٠ ـ (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) :

(إِنَّ ذلِكَ) أي حفظه وإثباته.

(يَسِيرٌ) كل اليسر.

٧١ ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) :

(ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) ما لم ينزل بعبادتها حجة فى كتاب سماوى.

(وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) وليس لديهم عليها دليل عقلى.

(وَما لِلظَّالِمِينَ) يوم القيامة.

(مِنْ نَصِيرٍ) ينصرهم ويدفع عنهم العذاب.

٧٢ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) :

(بَيِّناتٍ) واضحات.

(الْمُنْكَرَ) الحنق والغيظ.

٣٦٤

(يَكادُونَ يَسْطُونَ) حتى ليكاد يدفعهم ذلك الى الفتك بالذين يتلون عليهم هذه الآيات.

(بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) بما هو أشد عليكم شرا من الغيظ الذي يحرق نفوسكم.

(النَّارُ) إنه هو النار.

(وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) التي وعدها الله الذين كفروا أمثالكم.

(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وما أسوأها مصيرا ومقاما.

٧٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) :

(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي تعبدون من الأصنام.

(وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) وإن تضافروا جميعا على خلقه.

(وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً) أي إن عدا الذباب على شىء مما يقدم لهم من قرابين.

(لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) لا يستخلصوه منه ولا يستردوه.

(ضَعُفَ الطَّالِبُ) أي هذه الأصنام ، وقيل : الذباب ، وقيل : عابد الصنم.

(وَالْمَطْلُوبُ) الذباب ، وقيل : الأصنام.

٧٤ ـ (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) :

(ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ما عظموه حق عظمته حين جعلوا هذه الأصنام شركاء له.

(إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌ) لقادر على كل شىء.

(عَزِيزٌ) لا يغلبه غالب.

٣٦٥

٧٥ ـ (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) :

(اللهُ يَصْطَفِي) يختار.

(وَمِنَ النَّاسِ) أي كما يختار من الملائكة رسلا كذا يختار من الناس رسلا. ورسله من الملائكة الى الأنبياء ورسله من الناس الى البشر.

(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لأقوال عباده.

(بَصِيرٌ) بمن يختاره لرسالته.

٧٦ ـ (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) :

(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) أي ما يظهرون وما يبطنون.

(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) وإليه وحده مرجع كل شىء.

٧٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) :

(ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) أي أقيموا الصلاة ولا تنوا فى إقامتها. وخص الركوع والسجود تشريفا للصلاة.

(وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) ولا تشركوا به أحدا.

(وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) ودوموا على فعل الخير ولا تهنوا.

(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) كى تفلحوا دنيا وأخرى.

٧٨ ـ (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) :

(جاهِدُوا فِي اللهِ) فى سبيل الله ، إعلاء كلمته ، وابتغاء مرضاته.

٣٦٦

(حَقَّ جِهادِهِ) أي الجهاد الذي يرتضيه منكم.

(هُوَ اجْتَباكُمْ) اختاركم لنصرة دينه.

(وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) أي لم يكلفكم من أمور دينكم ما فيه مشقة عليكم.

(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) أي افعلوا الخير فعل أبيكم فأقام الفعل مقام الملة ، أو اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم ، وهو منصوب على تقدير حذف الكاف ، كأنه قال : كملة.

(هُوَ) أي إبراهيم.

(مِنْ قَبْلُ) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(وَفِي هذا) أي وفى حكمه أن من اتبع محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(لِيَكُونَ الرَّسُولُ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (شَهِيداً عَلَيْكُمْ) أي بتبليغه إياكم.

(وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) أن رسلهم قد بلغتهم.

(وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) وكلوا اليه كل أموركم.

(هُوَ مَوْلاكُمْ) ولا مولى لكم غيره.

(فَنِعْمَ الْمَوْلى) فنعم من تكلون اليه أموركم.

(وَنِعْمَ النَّصِيرُ) المعين والناصر.

٣٦٧

(٢٣)

سورة المؤمنون

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) :

أي فازوا برضا الله وظفروا بثوابه.

٢ ـ (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) :

(خاشِعُونَ) خاضعون يتوجهون الى الله لا يشغلهم من مشاغل الدنيا شاغل.

٣ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) :

أي منصرفون عما لا نفع فيه من قول أو فعل.

٤ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) :

أي يؤتونها مستحقيها.

٥ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) :

أي يصونون سوءاتهم عما لا يحل.

٦ ـ (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) :

أي إلا عن طريق الزواج فهذا لا تثريب عليه.

٧ ـ (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) :

(فَمَنِ ابْتَغى) فمن أراد.

(وَراءَ ذلِكَ) أي غير الزواج.

(فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) الذين اعتدوا حدود الله.

٣٦٨

٨ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) :

أي حافظون لما اؤتمنوا عليه لا يخونون ولا ينقضون.

٩ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) :

أي يؤدون الصلوات المكتوبة فى أوقاتها وعلى وجهها الأكمل.

١٠ ـ (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) :

(الْوارِثُونَ) الأحقاء بأن يسموا وراثا دون من عداهم.

١١ ـ (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) :

(الْفِرْدَوْسَ) أعلى مكان فى الجنة.

(فِيها) أنث على معنى الجنة.

(خالِدُونَ) لا يبرحونها.

١٢ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) :

(الْإِنْسانَ) أي آدم.

(مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) أي استل واستخرج من طين.

١٣ ـ (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) :

(ثُمَّ جَعَلْناهُ) أي نسله.

(نُطْفَةً) يعنى المنيّ.

(فِي قَرارٍ مَكِينٍ) فى مستقر أمين ، يعنى الرحم.

١٤ ـ (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) :

(عَلَقَةً) هو الدم الجامد.

(مُضْغَةً) لحمة قليلة قدر ما يمضغ.

(فَتَبارَكَ اللهُ) فتعالى الله فى قدره.

٣٦٩

(أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) لا يشبهه أحد فى خلقه وتصويره وإبداعه.

١٥ ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) :

أي إن مصيركم بعد الحياة الموت.

١٦ ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) :

ثم يوم القيامة تنشرون من قبوركم وتعودون أحياء للحساب.

١٧ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) :

(سَبْعَ طَرائِقَ) سبع سماوات.

(غافِلِينَ) عن تدبير ما يحفظها ويمسكها أن تقع على الأرض.

١٨ ـ (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) :

(فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) فجعلنا الأرض مستقره على ظهرها وفى جوفها.

(وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ) إزالته.

(لَقادِرُونَ) لا يفوتنا هذا ولا يعجزنا.

١٩ ـ (فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) :

(جَنَّاتٍ) أي حدائق.

٢٠ ـ (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) :

(تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) يعنى شجرة الزيتون.

(وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) أي إدام للآكلين.

٢١ ـ (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) :

(فِي الْأَنْعامِ) الإبل والبقر والغنم.

٣٧٠

(لَعِبْرَةً) ما تتعظون به.

(مِمَّا فِي بُطُونِها) من ألبان.

(وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ) فمنها ما يركب ومنها ما يستخدم فى حرث الأرض ، ومنها ما يتخذ منه الوبر أو الصوف.

(وَمِنْها تَأْكُلُونَ) حين تذبحونها.

٢٢ ـ (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) :

يعنى ما يتخذ مطية فى البر شأن الفلك فى البحر.

٢٣ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) :

(مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) يستحق العبادة.

(أَفَلا تَتَّقُونَ) أفلا تخشون الله ان جحدتم.

٢٤ ـ (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) :

(فَقالَ الْمَلَأُ) الكبراء من قومه.

(الَّذِينَ كَفَرُوا) جحدوا ما قال.

ما هذا يعنون نوحا.

(إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) يستوى وإياكم فى البشرية ، فلا مزيد عنده يفضلكم به.

(يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) يريد أن يكون بدعوته صاحب ميزة يتميز بها عليكم.

(وَلَوْ شاءَ اللهُ) ولو كان الأمر ما يقول من أنه رسول الله.

(لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) ملائكة رسلا.

(ما سَمِعْنا بِهذا) بهذا الذي يدعيه.

(فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) مع آبائنا السابقين.

٣٧١

٢٥ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ) :

(بِهِ جِنَّةٌ) به مس من جنون.

(فَتَرَبَّصُوا بِهِ) فأمهلوه واصبروا عليه.

(حَتَّى حِينٍ) الى أمد حتى يتكشف أمره أو إلى أن يهلك.

٢٦ ـ (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) :

(انْصُرْنِي) عليهم وانتقم منهم.

(بِما كَذَّبُونِ) بسبب تكذيبهم لى.

٢٧ ـ (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) :

(فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) إلى نوح.

(أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) السفينة.

(بِأَعْيُنِنا) برعايتنا.

(وَوَحْيِنا) ولوفق ما نوحيه إليك.

(فَإِذا جاءَ أَمْرُنا) الأجل المضروب لعذابهم.

(وَفارَ التَّنُّورُ) وانبجست الأرض ماء.

(فَاسْلُكْ فِيها) فأدخل فى السفينة.

(وَأَهْلَكَ) ومن أمن بك.

(إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) إلا من مضى القول بأنهم من الكافرين.

(وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) ولا تسألنى النجاة لمن كفروا.

(إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) أي الظالمون.

٢٨ ـ (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) :

(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ) أي استقررت.

٣٧٢

(فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) فاشكر الله.

(الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) على أن نجانا من شر الكافرين.

٢٩ ـ (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) :

(أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً) هيئ لى منزلا يطلب لى عند النزول إلى الأرض.

(وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) وأنت وحدك القادر على ذلك.

٣٠ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) :

(إِنَّ فِي ذلِكَ) فى قصة نوح.

(لَآياتٍ) لعبر ومواعظ.

(وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) أي مختبرين العباد بالخير والشر.

٣١ ـ (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) :

(مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد قوم نوح.

(قَرْناً آخَرِينَ) طبقة من الناس غيرهم وهم عاد.

٣٢ ـ (فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) :

(رَسُولاً مِنْهُمْ) هو هود.

(أَفَلا تَتَّقُونَ) عذابه إن عصيتم.

٣٣ ـ (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) :

(وَقالَ الْمَلَأُ) الكبراء من قومه.

(بِلِقاءِ الْآخِرَةِ) بيوم البعث.

(وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وأعطيناهم حظا من النعيم فى الحياة الدنيا.

٣٧٣

٣٤ ـ (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) :

(لَخاسِرُونَ) أي لمغبونون بترككم آلهتكم واتباعكم إياه من غير فضيلة له عليكم.

٣٥ ـ (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) :

(أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) من قبوركم وتبعثون.

٣٦ ـ (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) :

أي يا بعد ما وعدكم به.

٣٧ ـ (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) :

(إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) ليس ثمة لنا غير دنيانا.

(نَمُوتُ وَنَحْيا) يتوارد علينا فيها الموت والحياة.

(وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) وليس هناك بعث بعد الفناء.

٣٨ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) :

(إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ) ليس غير رجل.

(افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) اختلق على الله ما ليس من عند الله.

(وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) ولسنا مصدقين قوله.

٣٩ ـ (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) :

(انْصُرْنِي) انتقم لى منهم.

(بِما كَذَّبُونِ) بسبب تكذيبهم إياى.

٤٠ ـ (قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) :

(عَمَّا قَلِيلٍ) أي بعد قليل.

(نادِمِينَ) حين يرون العذاب.

٤١ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) :

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) فأتت عليهم صيحة السماء.

٣٧٤

(بِالْحَقِ) عدلا وإنصافا جزاء ظلمهم.

(فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) أي هلكى هامدين كغثاء السيل وهو ما يحمله من بالى الشجر مما يبس وتفتت.

(فَبُعْداً) من رحمة الله.

(لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الطاغين المعاندين.

٤٢ ـ (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) :

(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) خلقنا من بعدهم.

(قُرُوناً آخَرِينَ) أقواما غيرهم.

٤٣ ـ (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) :

(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ) من ، صلة ، أي ما تسبق أمة.

(أَجَلَها) الوقت المؤقت لها (وَما يَسْتَأْخِرُونَ) وما يتأخر أجلهم عن وقتهم المؤقت لهم.

٤٤ ـ (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) :

(تَتْرا) متتابعين كلا الى قومه.

(فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) بالهلاك.

(وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) يرددها الناس من بعدهم.

(فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) فهلاكا وبعدا من رحمة الله لمن لا يصدقون الحق.

٤٥ ـ (ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) :

(بِآياتِنا) بالدلائل القاطعة.

(وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) وحجة بينة.

٤٦ ـ (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ) :

(إِلى فِرْعَوْنَ) أي أرسلنا موسى وهارون الى فرعون.

٣٧٥

(وَمَلَائِهِ) والعلية من قومه.

(فَاسْتَكْبَرُوا) تعالوا عن الإذعان للحق.

(وَكانُوا قَوْماً عالِينَ) موصوفين بالكبر والغطرسة.

٤٧ ـ (فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) :

(لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) يستويان وإيانا فى البشرية.

(وَقَوْمُهُما) أي بنو إسرائيل.

(لَنا عابِدُونَ) مستعبدون.

٤٨ ـ (فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) :

(فَكَذَّبُوهُما) أي موسى وهارون.

(فَكانُوا) فرعون وقومه.

(مِنَ الْمُهْلَكِينَ) بالغرق.

٤٩ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) :

(الْكِتابَ) يعنى التوراة.

(لَعَلَّهُمْ) يعنى قومه.

(يَهْتَدُونَ) ينتصحون بما فيه.

٥٠ ـ (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) :

(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ) يعنى عيسى عليه‌السلام وأمه مريم.

(آيَةً) فى ولادتها إياه من غير أب ، وفى كلامه وهو فى المهد.

(وَآوَيْناهُما) أنزلناهما.

(إِلى رَبْوَةٍ) الى مكان مرتفع منبسط.

(ذاتِ قَرارٍ) تتهيأ عليها الإقامة.

٣٧٦

٥١ ـ (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) :

(مِنَ الطَّيِّباتِ) مما أحل الله.

(وَاعْمَلُوا صالِحاً) وأدأبوا على العمل الصالح.

(إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) أي علمى محيط بما تعملون.

٥٢ ـ (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) :

(وَإِنَّ هذِهِ) أي وقلنا لهم.

(أُمَّتُكُمْ) أي الدين الذي أرسلتم به.

(أُمَّةً واحِدَةً) دين واحد فى العقائد وأصول الشرائع.

(وَأَنَا رَبُّكُمْ) الذي تتجهون اليه بالعبادة لا رب سواى.

(فَاتَّقُونِ) فاخشوا عقابى.

٥٣ ـ (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) :

(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي الأمم التي أرسلت إليهم الرسل ، تفرقوا وانقسموا.

(كُلُّ حِزْبٍ) كل فريق.

(بِما لَدَيْهِمْ) بما رأوا من رأى.

(فَرِحُونَ) راضون مطمئنون.

٥٤ ـ (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) :

(فَذَرْهُمْ) الخطاب لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أي دع الكافرين واتركهم.

(فِي غَمْرَتِهِمْ) فى جهالتهم وغفلتهم بعد أن أسديت لهم النصح.

(حَتَّى حِينٍ) الى أجل يقضى الله فيهم أمره.

٥٥ ـ (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ) :

(أَيَحْسَبُونَ) أي أيظن هؤلاء العاصون.

٣٧٧

(أَنَّما) ما ، بمعنى : الذي.

(نُمِدُّهُمْ بِهِ) نرزقهم إياه.

٥٦ ـ (نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) :

(نُسارِعُ لَهُمْ) أي نسارع لهم به ، يعنى ما أولاهم به من مال وبنين.

(فِي الْخَيْراتِ) فيما هو خير ونعمة.

(بَلْ لا يَشْعُرُونَ) بل لا يدركون أنا بهذا نستدرجهم لنعلم أيشكرون أم يكفرون.

٥٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) :

(مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ) من خوف عقابه.

(مُشْفِقُونَ) حذرون.

٥٨ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) :

(بِآياتِ رَبِّهِمْ) بما بث فى الكون من دلائل تشير الى وجوده.

(يُؤْمِنُونَ) لا يمترون.

٥٩ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) :

(لا يُشْرِكُونَ) لا يجعلون معه إلها غيره.

٦٠ ـ (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) :

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ) ينفقون.

(ما آتَوْا) ما أنفقوا من إحسان.

(وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) إشفاقا وخوفا.

(أَنَّهُمْ) لأنهم.

(إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) أي مصيرهم الى الله يحذرون أن يكونوا لم يؤدوا ما يجب عليهم وأنهم مفرطون.

٣٧٨

٦١ ـ (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) :

(أُولئِكَ) أي من هذه صفتهم.

(يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) يخفّون الى فعل الخير.

(وَهُمْ لَها) أي لفعل الخيرات.

(سابِقُونَ) مبادرون.

٦٢ ـ (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) :

(إِلَّا وُسْعَها) الا ما هو فى قدرتها وطاقتها.

(وَلَدَيْنا كِتابٌ) نسجل فيه أعمالهم.

(يَنْطِقُ بِالْحَقِ) يخبر بما كان على وجهه الحق.

(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) بزيادة عقاب أو نقص ثواب.

٦٣ ـ (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) :

(فِي غَمْرَةٍ) فى غفلة.

(مِنْ هذا) الذي نقصه عليك.

(مِنْ دُونِ ذلِكَ) متجاوزة متخطية لذلك ، أي لما وصف به المؤمنون.

(هُمْ لَها) معتادون بها وضارون عليها لا ينقطعون عنها.

٦٤ ـ (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) :

(أَخَذْنا) بلونا.

(مُتْرَفِيهِمْ) المنعمين منهم.

(بِالْعَذابِ) بما أوعدناهم به من عذاب.

(إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) يضجون ويصيحون.

٦٥ ـ (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) :

٣٧٩

(لا تَجْأَرُوا) لا تضجوا.

(الْيَوْمَ) يوم الحساب.

(إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) أي لا تجدون من ينصركم وينجيكم منا.

٦٦ ـ (قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) :

(عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) تولون مدبرين.

٦٧ ـ (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ) :

(مُسْتَكْبِرِينَ) متكبرين.

(بِهِ) أي بالحرم ، أي تقولون : لا يظهر علينا أحد ونحن أهل الحرم. والذي سوغ هذا الإضمار شهرتهم بالاستكبار بالبيت.

ويجوز أن يرجع الضمير الى (آياتِي) وذكر لأنها فى معنى كتابى.

ومعنى استكبارهم بالقرآن : تكذيبهم به استكبارا.

(سامِراً) أي سمارا وهم الجماعة يتحدثون ليلا.

(تَهْجُرُونَ) تفحشون فى القول.

٦٨ ـ (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) :

(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا) أفلم يتدبروا.

(الْقَوْلَ) القرآن. أي أفلم يتدبروه ليعلموا أنه الحق المبين فيصدقوا به وبمن جاءه.

(أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) أم كانت دعوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إياهم غريبة عن الدعوات التي جاء بها الرسل الى الأقوام السابقين الذين أدركهم آباؤهم.

٦٩ ـ (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) :

(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ) وقد نشأ بينهم وما عهدوا عليه شيئا يطعن فى نبوته.

٣٨٠